س: اللي ما يصلّي شيصير بي؟
ج:
تصوَّر لو أخبرك صاحبك، بأنك لو صليت ركعتين، فإنَّه سيجازيك بورقةٍ نقدية حمراء، تلك التي يسميها أطفال الجنوب بالمعجونية، من فئة 25 ألف دينار.
فصلَّيت رغبةً.
ما إن انتهيت من التسليم حتى وضعها أمامك وفاءً بوعده لك، ثم أخبرك بأنَّه سيكرر ذلك ما دمت منشغلاً بصلاتك..
فصلَّيتَ الثانية فأعطاك، ثم الثالثة، فالرابعة، فالعاشرة..
هل ستترك صلاتك؟! أم أنك ستصلّي حتى تنقطع قدماك؟
لماذا؟
لأنك ترى في صلاةٍ بسيطة جزاءً موفورا.
لكن، ربُّ العالمين، يُخبرك بأنَّه سيهبك بصلاتِك إن أديَّتها وحافظت عليها جنَّةً عرضها السماوات والأرض، يهبك قصوراً ودوراً وحوراً، فما بالك لا تصدِّق وعده، كما تصدِّق وعد صاحبك ومعجونيته؟!
أفهل سمعتَ بوعدٍ لم يفِ به الله؟!
هل انتهى فضل الصلاة، بذلك؟! كلا.. بل لا زلنا في بداية الكلام.
فهناك فائدة أكبر، تلك التي لا تقاس بكل فوائد الدنيا المادية.. ان عرفنا قيمتها.
إنَّها فائدة لقاءِ الرب، والوقوف معه في موعِدٍ خاصٍ لا يشترك معك فيه غيرك.. أو لا تذكر أن الصلاة حديثٌ مع الله؟! وكم يخسر من يترك ذلك، دعك عن عذاب الله للمعرضين..
أما سمعت كلام زينِ العابدين (ع): (وأما حقُّ صلاتك، فأن تعرف أنَّها وفادتك الى ربِّك)؟ فأنت في كل يوم على موعدِ لتكون ضيفاً على الله، وكيف يتهيأ الضيف للوفود الى الرب، بل كيف يستقبله الرب إن وفد اليه؟!
سبحانك يا رب، ما أرحمك وأعظمك!
ويكفي أن تقرأ ما ورد في روايات أئمة الهدى في توجّه الله تعالى لك في الصلاة، فتزدد لها شوقاً:
أتعلم، حين تقف أمام الله سبحانه وتتحدث معه، فإنَّ الله يقبل اليك ما دُمْتَ مقبلاً عليه، فاذا التفت الانسان ناداه ربُّه: عبدي، إلى أين؟ وهل هناك من ينفعك غيري؟
أتعلم، حين يفرغ الانسان من صلاته ثم يقوم الى حاجةٍ دون أن يدعو ربَّه، يناديه الرب: عبدي، إلى أين، وهل هناك من يقضي حاجتك غيري؟!
ألم تسمع أن مع كل صلاة دعوة مستجابة؟
هل تعرف معنى قوله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر)
ماذا يعني (ولذكر الله أكبر؟)
إنه يعني:
أنَّك حين تذكر الله في صلاتك، فإنَّ الله يذكرك. وذكرُ الله لكَ أكبر من ذكرِكَ إياه!
وهذا معنى كلام إمامنا الباقر (ع).
بعد كل هذا، لا زلنا نبحث عن دافعٍ للصلاة؟
وخلاصة
لو كنت تبحث عن خيرِ الدنيا، فهو مشروطٌ بالصلاة.
لا من جنس الدينار والدرهم، وأوراقٍ صفرٍ وخضرٍ وحمر، بل من جنس التوفيق العظيم، والبركة في العمر، والسعادة والرضا.
ولو كنت تبحث عن خير الآخرة، والثواب العظيم، ورضا الله، ففي الصلاة.
ولو كنت تبحث عنهما، ففي الصلاة.
ولو كنت تبحث عن معرفة الله، ففي الصلاة، فهي معراج المؤمن.
ولو كنت تبحث عن قرب الله، ففي الصلاة، فهي قربان كل تقي.
وأولى خطواتِ الكمال: أن تحفظ صلاتك.
والصلاة بشروطها.
#قصاصات_جامعية
ج:
تصوَّر لو أخبرك صاحبك، بأنك لو صليت ركعتين، فإنَّه سيجازيك بورقةٍ نقدية حمراء، تلك التي يسميها أطفال الجنوب بالمعجونية، من فئة 25 ألف دينار.
فصلَّيت رغبةً.
ما إن انتهيت من التسليم حتى وضعها أمامك وفاءً بوعده لك، ثم أخبرك بأنَّه سيكرر ذلك ما دمت منشغلاً بصلاتك..
فصلَّيتَ الثانية فأعطاك، ثم الثالثة، فالرابعة، فالعاشرة..
هل ستترك صلاتك؟! أم أنك ستصلّي حتى تنقطع قدماك؟
لماذا؟
لأنك ترى في صلاةٍ بسيطة جزاءً موفورا.
لكن، ربُّ العالمين، يُخبرك بأنَّه سيهبك بصلاتِك إن أديَّتها وحافظت عليها جنَّةً عرضها السماوات والأرض، يهبك قصوراً ودوراً وحوراً، فما بالك لا تصدِّق وعده، كما تصدِّق وعد صاحبك ومعجونيته؟!
أفهل سمعتَ بوعدٍ لم يفِ به الله؟!
هل انتهى فضل الصلاة، بذلك؟! كلا.. بل لا زلنا في بداية الكلام.
فهناك فائدة أكبر، تلك التي لا تقاس بكل فوائد الدنيا المادية.. ان عرفنا قيمتها.
إنَّها فائدة لقاءِ الرب، والوقوف معه في موعِدٍ خاصٍ لا يشترك معك فيه غيرك.. أو لا تذكر أن الصلاة حديثٌ مع الله؟! وكم يخسر من يترك ذلك، دعك عن عذاب الله للمعرضين..
أما سمعت كلام زينِ العابدين (ع): (وأما حقُّ صلاتك، فأن تعرف أنَّها وفادتك الى ربِّك)؟ فأنت في كل يوم على موعدِ لتكون ضيفاً على الله، وكيف يتهيأ الضيف للوفود الى الرب، بل كيف يستقبله الرب إن وفد اليه؟!
سبحانك يا رب، ما أرحمك وأعظمك!
ويكفي أن تقرأ ما ورد في روايات أئمة الهدى في توجّه الله تعالى لك في الصلاة، فتزدد لها شوقاً:
أتعلم، حين تقف أمام الله سبحانه وتتحدث معه، فإنَّ الله يقبل اليك ما دُمْتَ مقبلاً عليه، فاذا التفت الانسان ناداه ربُّه: عبدي، إلى أين؟ وهل هناك من ينفعك غيري؟
أتعلم، حين يفرغ الانسان من صلاته ثم يقوم الى حاجةٍ دون أن يدعو ربَّه، يناديه الرب: عبدي، إلى أين، وهل هناك من يقضي حاجتك غيري؟!
ألم تسمع أن مع كل صلاة دعوة مستجابة؟
هل تعرف معنى قوله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر)
ماذا يعني (ولذكر الله أكبر؟)
إنه يعني:
أنَّك حين تذكر الله في صلاتك، فإنَّ الله يذكرك. وذكرُ الله لكَ أكبر من ذكرِكَ إياه!
وهذا معنى كلام إمامنا الباقر (ع).
بعد كل هذا، لا زلنا نبحث عن دافعٍ للصلاة؟
وخلاصة
لو كنت تبحث عن خيرِ الدنيا، فهو مشروطٌ بالصلاة.
لا من جنس الدينار والدرهم، وأوراقٍ صفرٍ وخضرٍ وحمر، بل من جنس التوفيق العظيم، والبركة في العمر، والسعادة والرضا.
ولو كنت تبحث عن خير الآخرة، والثواب العظيم، ورضا الله، ففي الصلاة.
ولو كنت تبحث عنهما، ففي الصلاة.
ولو كنت تبحث عن معرفة الله، ففي الصلاة، فهي معراج المؤمن.
ولو كنت تبحث عن قرب الله، ففي الصلاة، فهي قربان كل تقي.
وأولى خطواتِ الكمال: أن تحفظ صلاتك.
والصلاة بشروطها.
#قصاصات_جامعية
❤141👍25
س: ما هو حكم الحب بين شخصين، والحب صادق من طرفين؟
ج: استشارتني فتاةٌ قبل فترة طويلة، في أمر شابٍ عرض عليها أن ترتبط به أيام الدراسة الجامعية، على وعدِ أن يتزوَّجها بعد التخرُّج، وكان يقسم عليها بأيمانٍ مغلَّظة صدق نيته.
فقلت لها: أو تعلمين ماذا يُسمَّى المهر الذي يقدِّمه الرجل للمرأة في اللغة العربية؟ إنَّه يسمى صداقاً.
فليس المهر ثمنٌ يدفع لشراء المرأة، فالمراة انسان لها كرامتها، فلا تحدد بثمن، بل المهر (صداق) أي علامة صدق الرجل في تقدمه، أي أنَّه يبيِّن صدقه في أنَّه جادٌ في زواجه، يطلب بذلك صون نفسه وحفظ كرامة الفتاة.
أما الكلمات والوعود، فما أيسرها؟!
فقلت لها: إن كان صادقاً، فليتقدَّم للزواج منك، بأن يخبر أهله، ويجلب رضاهم، ثم يخطبك من أهلك، وصورة الخطبة كما هو عندنا، أن يأتي بكبار قومه، وأصحاب الشأن و(الأجاويد) من عشيرته، فيضمن أمامهم وأمام كبار قومه وأهلك صدقه.. عند ذلك ان كنت راغبة به، فاقبلي به بعد موافقة أهلك أيضا.
وإن تعذَّر لك بأنَّه غير مستعد الان وما شابه، فاتركيه الى حين أن يستعد، وإيّاك الدخول في متاهات العلاقات والكلمات الرقيقة، والتأثر بقصص ليلى وابن الملوَّح وما شابهها، فان ذلك من شَرَك ابليس، ولا يقبله العقلاء أيضا.
ماذا لو تغيَّر رأيه فيما بعد؟ ما الذي يضمن استمراره، مجرد الكلام؟!
انتهى.
أقول: بالنسبة الى سؤالكم، فأقول ما قلته لتلك الفتاة، فشخصياً لا اعلم ماذا يعني (الحب الصادق)، هل له علامة غير التقدم للزواج بصورة رسمية، وبذل المال، والتعهد أمام الأهل والأقرباء، أم أنَّه يكفي فيه بعض الكلمات والمراسلات والهدايا في اعيادٍ غربية او شرقية؟!
وأزداد عجباً كل يوم من فتياتٍ عاقلات، يرخصن انفسهن أمام شبابٍ مثلهن، بمجرد دعاوي حُبٍّ واعجابٍ، وكلماتٍ معسَّلة.
ولا أعلم ماذا أطلق على شابٍ يدعّي حب فتاة، ثم يفضِّل أن يواعدها سِراً، دون أن يتحمل – كرجلٍ- عناء الزواج منها عاجلاً غير آجل؟! أو على الأقل التقدم لخطبتها وإن تأجل الزواج حيناً لظروفٍ قاهرة.
ثم إنَّ ما تشعرون به لا يسمى بالضرورة حُباً، بل هو رغبة، فقد تكون نابعة من حالة عقلائية، وقد تكون نابعة من حالة عاطفية تتغير بمرور الزمن، من طرفٍ او من طرفين، وتلك الرغبة لا يمكن أن يبنى عليها حياة اسرية،
وربما تكوني قد أسأت الاختيار، فلذا يحتاج الى استشارة الأهل وقبولهما أيضا.
فوصيتي لكما:
ترك التواصل، والتواعد – ان وجد-، والمضي بالإجراءات الرسمية لموضوع الزواج، بعد التأكد من سلامة الاختيار، و وجود المواصفات اللازمة لحياة أسرية مستدامة سعيدة، وذلك يكون باستشارة الأهل وأخذ قبولهما، وسائر الخطوات الصحيحة.
وهذا علامة (الحب الصادق) كما تزعمون.
فإن حصل فبها ونعمت، وإلا فالسعادة غير متوقفة على شخصٍ واحد – كما ذكرت في تفصيلٍ راجعوه في محله-
وأقول ما أقوله دائما:
طريقُ الحلال، صعبُ في البداية، لكن يُعقبه راحة طويلة وسعادة
اما طريقُ الحرام، فسهل جميلُ في البداية، لكنَّه يعقبه ندمٌ ولو بعد حين.
فاسلكوا طريق الحلال الصحيح، واطلبوا من الله السعادة في الدارين.
ولو وسوس لكما ابليس، تذَّكراً وعد الله تعالى:
(ومن يتقِّ الله، يجعل له من أمْرِه يُسرا)
اسأل الله لكما ذلك، ولجميع من يقرأ هذه الكتابة ذلك
#قصاصات_جامعية
ج: استشارتني فتاةٌ قبل فترة طويلة، في أمر شابٍ عرض عليها أن ترتبط به أيام الدراسة الجامعية، على وعدِ أن يتزوَّجها بعد التخرُّج، وكان يقسم عليها بأيمانٍ مغلَّظة صدق نيته.
فقلت لها: أو تعلمين ماذا يُسمَّى المهر الذي يقدِّمه الرجل للمرأة في اللغة العربية؟ إنَّه يسمى صداقاً.
فليس المهر ثمنٌ يدفع لشراء المرأة، فالمراة انسان لها كرامتها، فلا تحدد بثمن، بل المهر (صداق) أي علامة صدق الرجل في تقدمه، أي أنَّه يبيِّن صدقه في أنَّه جادٌ في زواجه، يطلب بذلك صون نفسه وحفظ كرامة الفتاة.
أما الكلمات والوعود، فما أيسرها؟!
فقلت لها: إن كان صادقاً، فليتقدَّم للزواج منك، بأن يخبر أهله، ويجلب رضاهم، ثم يخطبك من أهلك، وصورة الخطبة كما هو عندنا، أن يأتي بكبار قومه، وأصحاب الشأن و(الأجاويد) من عشيرته، فيضمن أمامهم وأمام كبار قومه وأهلك صدقه.. عند ذلك ان كنت راغبة به، فاقبلي به بعد موافقة أهلك أيضا.
وإن تعذَّر لك بأنَّه غير مستعد الان وما شابه، فاتركيه الى حين أن يستعد، وإيّاك الدخول في متاهات العلاقات والكلمات الرقيقة، والتأثر بقصص ليلى وابن الملوَّح وما شابهها، فان ذلك من شَرَك ابليس، ولا يقبله العقلاء أيضا.
ماذا لو تغيَّر رأيه فيما بعد؟ ما الذي يضمن استمراره، مجرد الكلام؟!
انتهى.
أقول: بالنسبة الى سؤالكم، فأقول ما قلته لتلك الفتاة، فشخصياً لا اعلم ماذا يعني (الحب الصادق)، هل له علامة غير التقدم للزواج بصورة رسمية، وبذل المال، والتعهد أمام الأهل والأقرباء، أم أنَّه يكفي فيه بعض الكلمات والمراسلات والهدايا في اعيادٍ غربية او شرقية؟!
وأزداد عجباً كل يوم من فتياتٍ عاقلات، يرخصن انفسهن أمام شبابٍ مثلهن، بمجرد دعاوي حُبٍّ واعجابٍ، وكلماتٍ معسَّلة.
ولا أعلم ماذا أطلق على شابٍ يدعّي حب فتاة، ثم يفضِّل أن يواعدها سِراً، دون أن يتحمل – كرجلٍ- عناء الزواج منها عاجلاً غير آجل؟! أو على الأقل التقدم لخطبتها وإن تأجل الزواج حيناً لظروفٍ قاهرة.
ثم إنَّ ما تشعرون به لا يسمى بالضرورة حُباً، بل هو رغبة، فقد تكون نابعة من حالة عقلائية، وقد تكون نابعة من حالة عاطفية تتغير بمرور الزمن، من طرفٍ او من طرفين، وتلك الرغبة لا يمكن أن يبنى عليها حياة اسرية،
وربما تكوني قد أسأت الاختيار، فلذا يحتاج الى استشارة الأهل وقبولهما أيضا.
فوصيتي لكما:
ترك التواصل، والتواعد – ان وجد-، والمضي بالإجراءات الرسمية لموضوع الزواج، بعد التأكد من سلامة الاختيار، و وجود المواصفات اللازمة لحياة أسرية مستدامة سعيدة، وذلك يكون باستشارة الأهل وأخذ قبولهما، وسائر الخطوات الصحيحة.
وهذا علامة (الحب الصادق) كما تزعمون.
فإن حصل فبها ونعمت، وإلا فالسعادة غير متوقفة على شخصٍ واحد – كما ذكرت في تفصيلٍ راجعوه في محله-
وأقول ما أقوله دائما:
طريقُ الحلال، صعبُ في البداية، لكن يُعقبه راحة طويلة وسعادة
اما طريقُ الحرام، فسهل جميلُ في البداية، لكنَّه يعقبه ندمٌ ولو بعد حين.
فاسلكوا طريق الحلال الصحيح، واطلبوا من الله السعادة في الدارين.
ولو وسوس لكما ابليس، تذَّكراً وعد الله تعالى:
(ومن يتقِّ الله، يجعل له من أمْرِه يُسرا)
اسأل الله لكما ذلك، ولجميع من يقرأ هذه الكتابة ذلك
#قصاصات_جامعية
❤417👍53
س: هل التفكير في شيء خطأ (معصية/ذنب) حلال أو حرام، مجرد التفكير وليس الفعل؟
ج: لو حاسب الله الإنسان على كل فكرةٍ وخاطرة خاطئة، لما نجى الا المخلَصون.. ومن رحمة الله على الانسان، أن لو نوى حسنةً كتبت له، وإن نوى سوءاً لم يكتب عليه.
فمبدئيا، أقول: إن التفكير بالحرام، لا يكتب على صاحبه، ولا يحاسب الله الانسان الا على الفعل.
ولكن!
-والعبرة بها عادة!-
من استساغ لنفسه التفكير بالحرام، وحدَّث نفسها بها، فإنه يبتلى بخصالٍ ثلاث:
أولا: يلوِّث قلبه، ويفقد نقاء روحه
فالذنوب والخطايا بمثابة أقذارٍ وخبائث، من حدَّث نفسه بها، كان كمن خزنها في بيته، أفلا تفسد البيت رائحتها؟!
أو قل – كما في الحديث الشريف- بمثابة نارٍ يشعلها في بيتٍ جميل.. فحتى لو لم تحرقه، أفلا يفسد البيت دخانها!؟ (1)
فالتفكير بالحرام تلوُّث، و(صخام)..
لا (صخَّمت) وجهَك، ولا (صخَّمت) قلبك!
ثانيا: يسلب التوفيق
من نوى سوءا، حُجِبَ عنه رزقه، وسُلِبَ توفيق العبادة والتوجه فيها، فكيف يتوجَّه الى ربِّه من جعل بين قلبه وبين ربِّه حجاباً سميكاً من المعاصي والموبقات؟
ثالثا: يقع في المعصية
من حدَّث نفسه بالمعاصي، يوشك أن يقع فيها! اذ ستقل ممانعته عنها حال توفِّر ظروفها.. أرأيتَ الطفل، حين يُمنع عن الحلوى – مثالاً- كيف يحاول الآباء أن ينسوه ذكره، لأنه كلما ذكره اشتهاه، وكلما اشتهاه طلبه، وكلما طلبه قلّت الفاصلة بينه وبين الحصول عليه!
هذا مثال الانسان مع المعاصي، فمن ذكَّر نفسه بمعصيةٍ بصورة مستمرة، زادت رغبته فيها، فيكون مثله كالجائع المحروم من الطعام، لكنه يشاهد مسابقةً لأفضل الأطعمة، أو يتناول دواءً مشهِّياً! أفيستطيع ان يسيطر على نفسه بعد ذلك؟
بل ان الطريق الى السيطرة على المعصية الواقعية، يأتي من السيطرة على التفكير بالمعصية.
فلو وجّهت فكرك الى داخلك، ستجد أن الحرام لا يرتكبه الانسان في واقعه، إلا بعد أن يرتكبه في فكره..
بعد أن يقرِّر ارتكابه.
فالسرقة مثالاً، لا يسرق الانسان مالاً، إلا بعد أن كان قد قرَّر مسبقاً سرقة ما!.. إلا بعد أن يتخيَّل نفسه حال السرقة.. وما السرقة الا التنفيذ.
فالشيطان لا يملك السيطرة على الانسان، إلا أن يدعوه، ويزيِّن له، ويوسوس له
فاذا ما استجاب الانسان لتلك الوساوس، ساعة الخلوة بينه وبين نفسه، كان عند توفُّر المعصية أضعف، ثم لا يلومنَّ الا نفسه.
فمتى ما حاول ابليس، ان يوسوس لك في الحرام، أن تفكِّر فيه، فاستعذ بالله، ولُذ به، وتوكَّل عليه.. أما ابليس، فاطرد الخبيث شرَّ طردة، واعصِهِ، لأن الملعون إذا عُصِيَ ولَّى!
———————————-
هوامش
(1) طلب الحواريون من عيسى بن مريم أن ينصحهم، فقال (ع): إن موسى نبي الله (ع) أمركم أن لا تزنوا وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلا عن أن تزنوا فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان وإن لم يحترق البيت (الكافي، ج5،ص542)
———————————-
#قصاصات_جامعية
ج: لو حاسب الله الإنسان على كل فكرةٍ وخاطرة خاطئة، لما نجى الا المخلَصون.. ومن رحمة الله على الانسان، أن لو نوى حسنةً كتبت له، وإن نوى سوءاً لم يكتب عليه.
فمبدئيا، أقول: إن التفكير بالحرام، لا يكتب على صاحبه، ولا يحاسب الله الانسان الا على الفعل.
ولكن!
-والعبرة بها عادة!-
من استساغ لنفسه التفكير بالحرام، وحدَّث نفسها بها، فإنه يبتلى بخصالٍ ثلاث:
أولا: يلوِّث قلبه، ويفقد نقاء روحه
فالذنوب والخطايا بمثابة أقذارٍ وخبائث، من حدَّث نفسه بها، كان كمن خزنها في بيته، أفلا تفسد البيت رائحتها؟!
أو قل – كما في الحديث الشريف- بمثابة نارٍ يشعلها في بيتٍ جميل.. فحتى لو لم تحرقه، أفلا يفسد البيت دخانها!؟ (1)
فالتفكير بالحرام تلوُّث، و(صخام)..
لا (صخَّمت) وجهَك، ولا (صخَّمت) قلبك!
ثانيا: يسلب التوفيق
من نوى سوءا، حُجِبَ عنه رزقه، وسُلِبَ توفيق العبادة والتوجه فيها، فكيف يتوجَّه الى ربِّه من جعل بين قلبه وبين ربِّه حجاباً سميكاً من المعاصي والموبقات؟
ثالثا: يقع في المعصية
من حدَّث نفسه بالمعاصي، يوشك أن يقع فيها! اذ ستقل ممانعته عنها حال توفِّر ظروفها.. أرأيتَ الطفل، حين يُمنع عن الحلوى – مثالاً- كيف يحاول الآباء أن ينسوه ذكره، لأنه كلما ذكره اشتهاه، وكلما اشتهاه طلبه، وكلما طلبه قلّت الفاصلة بينه وبين الحصول عليه!
هذا مثال الانسان مع المعاصي، فمن ذكَّر نفسه بمعصيةٍ بصورة مستمرة، زادت رغبته فيها، فيكون مثله كالجائع المحروم من الطعام، لكنه يشاهد مسابقةً لأفضل الأطعمة، أو يتناول دواءً مشهِّياً! أفيستطيع ان يسيطر على نفسه بعد ذلك؟
بل ان الطريق الى السيطرة على المعصية الواقعية، يأتي من السيطرة على التفكير بالمعصية.
فلو وجّهت فكرك الى داخلك، ستجد أن الحرام لا يرتكبه الانسان في واقعه، إلا بعد أن يرتكبه في فكره..
بعد أن يقرِّر ارتكابه.
فالسرقة مثالاً، لا يسرق الانسان مالاً، إلا بعد أن كان قد قرَّر مسبقاً سرقة ما!.. إلا بعد أن يتخيَّل نفسه حال السرقة.. وما السرقة الا التنفيذ.
فالشيطان لا يملك السيطرة على الانسان، إلا أن يدعوه، ويزيِّن له، ويوسوس له
فاذا ما استجاب الانسان لتلك الوساوس، ساعة الخلوة بينه وبين نفسه، كان عند توفُّر المعصية أضعف، ثم لا يلومنَّ الا نفسه.
فمتى ما حاول ابليس، ان يوسوس لك في الحرام، أن تفكِّر فيه، فاستعذ بالله، ولُذ به، وتوكَّل عليه.. أما ابليس، فاطرد الخبيث شرَّ طردة، واعصِهِ، لأن الملعون إذا عُصِيَ ولَّى!
———————————-
هوامش
(1) طلب الحواريون من عيسى بن مريم أن ينصحهم، فقال (ع): إن موسى نبي الله (ع) أمركم أن لا تزنوا وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلا عن أن تزنوا فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان وإن لم يحترق البيت (الكافي، ج5،ص542)
———————————-
#قصاصات_جامعية
❤271👍50
قصاصات جامعية pinned «من الفقرات الثابتة في الندوات الجامعية، فقرة الأسئلة والأجوبة، تلك التي تأتي مكتوبةً على قصّاصّات ملوَّنة: بيضاء وصفراء وحمراء و وردية في حالاتٍ نادرة تتوزَّع الأسئلة، بين أسئلة فقهية، وأخرى عقائدية، أو تاريخية، أو ايمانية عامة، عن الالتزام، وحدوده، وشروطه،…»
Forwarded from السّيد محسن المُدَرسي
يتعذَّر من يتعذَّر
أنَّه مشغول بالدراسة
وهي لا تجتمع مع قيام الليل
واحياء ليلة القدر
قال أحدهم: أليس طلب العلم عبادة؟ وهذه عبادة.. فسأقرأ فيها كتاباً!
قلت له: سبحان الله!
انشغل في سائر الأيام بعبادة طلب العلم بعد اخلاص نيتك فيها
فادرس ما تحتاج ان تدرس
لكن هذه الليلة
ليلة الدعاء والتضرُّع
ليلة غفران الذنوب
وتقدير الآجال والأرزاق والتوفيق
دع أنّ طلب علمك عبادة
لكن هل فيه من أثر تزكية النفس ما يحصل بقيام ليلة القدر
والتضرع الى الله
أفلا تحتاج الى تطهير قلبك؟
أفلا تحتاج الى جلاءِ نفسك لتزيل عنها ما تعلَّق بها طيلة أيام السنة، من حُبِّ الدنيا، والنظرة المحرمة، وخَطَراتِ القلوب و وساوس الشيطان؟
فأحيِ ليلة القدر
بل أحيِ نفسك بها
واستعن بها على أن تجعل طيلة أيام سنتك
عبادة
فدع النوم
ودع الكسل
ودع الدراسة
ودع كل ما يشغلك عنها سوى الفرائض
وتفرَّغ لمناجاة ربِّك
ففيها يكتب الله العتق من النار
فاجتهد ان تكتب فيها من السعداء
فالمحروم من حُرِمَ غفران الله.
#ليلة_القدر
أنَّه مشغول بالدراسة
وهي لا تجتمع مع قيام الليل
واحياء ليلة القدر
قال أحدهم: أليس طلب العلم عبادة؟ وهذه عبادة.. فسأقرأ فيها كتاباً!
قلت له: سبحان الله!
انشغل في سائر الأيام بعبادة طلب العلم بعد اخلاص نيتك فيها
فادرس ما تحتاج ان تدرس
لكن هذه الليلة
ليلة الدعاء والتضرُّع
ليلة غفران الذنوب
وتقدير الآجال والأرزاق والتوفيق
دع أنّ طلب علمك عبادة
لكن هل فيه من أثر تزكية النفس ما يحصل بقيام ليلة القدر
والتضرع الى الله
أفلا تحتاج الى تطهير قلبك؟
أفلا تحتاج الى جلاءِ نفسك لتزيل عنها ما تعلَّق بها طيلة أيام السنة، من حُبِّ الدنيا، والنظرة المحرمة، وخَطَراتِ القلوب و وساوس الشيطان؟
فأحيِ ليلة القدر
بل أحيِ نفسك بها
واستعن بها على أن تجعل طيلة أيام سنتك
عبادة
فدع النوم
ودع الكسل
ودع الدراسة
ودع كل ما يشغلك عنها سوى الفرائض
وتفرَّغ لمناجاة ربِّك
ففيها يكتب الله العتق من النار
فاجتهد ان تكتب فيها من السعداء
فالمحروم من حُرِمَ غفران الله.
#ليلة_القدر
❤209👍18
س: سيدنا شلون الشاب يقدر يسيطر على ذاته، ويغض البصر، ويبتعد عن المحرمات؟
س:
سيدنا كما هو معروف ان واجب الشاب هو غضُّ البصر، و واجب الشابة عدم لفت النظر، لكن في هذا الوقت أصبحت الملفتات للنظر بصورة أوسع، وصارت التحديات وجهاد النفس أكبر، واني شاب بصفتي غير معصوم، كيف أتجنَّب هذه المعاصي والتقرب الى الله بصورة أكبر؟
س: كيف يمكن أن أسيطر على أهوائي وعلى نفسي، في ظل المشتتات في الوقت الحاضر؟
#قصاصات_جامعية
س:
سيدنا كما هو معروف ان واجب الشاب هو غضُّ البصر، و واجب الشابة عدم لفت النظر، لكن في هذا الوقت أصبحت الملفتات للنظر بصورة أوسع، وصارت التحديات وجهاد النفس أكبر، واني شاب بصفتي غير معصوم، كيف أتجنَّب هذه المعاصي والتقرب الى الله بصورة أكبر؟
س: كيف يمكن أن أسيطر على أهوائي وعلى نفسي، في ظل المشتتات في الوقت الحاضر؟
#قصاصات_جامعية
❤66👍3
للشباب فقط:
قال: كيف أتخلص من الشهوة؟
قلت: المطلوب هو السيطرة عليها لا التخلص.
قال: كيف أسيطر عليها؟
قلت: غض بصرك!
قال: ثم ماذا؟
قلت: غض بصرك!
قال: ثم ماذا؟
قلت: أعلمُ إنَّك لا تتحدث طبعاً عن شهوة الطعام، ولا شهوة التملك، ولا شهوةِ الخلود، بل شهوة معينة، طريقك للسيطرة عليها أنت الشاب، أن تغض بصرك، فاعمل بقوله تعالى: (ولا تمدنَّ عينيك..)
قال: سهلٌ بالقول، صعبٌ بالفعل.
قلت: أتريد أن تعرف كيف تغض بصرك؟
قال: نعم.
قلت: اغضض عينيك..
فاغمضها لحظة.
قلت: هكذا .. تقريبا! (1)
قال وهو يضحك: ليس هذا ما أردت.. كيف افعله وأنا اتمشى بالسوق، والجامعة، والعمل، ومن حولي نساء وفتيات؟
قلت: كم شاهدتَ حتى الان من تلك النسوة؟
قال: الكثير.
قلت: فليكن رقما..
قال: الألف.
قلت: أغمض عينيك مرَّة أخرى..
فأغمضها.
قلت له: حاول بكل خلايا مخِّك، الرمادية منها والبيضاء، أن تتذكَّر ملامح تلك النسوة الألف
وما أعجبك فيهِن..
كم بقي منهن في ذاكرتك؟
أليست قد اختفت ملامح أكثرهن؟
أليست قد خمدت في ذهنك تلك الصورة، من صورة ملوَّنة جذّابة
الى صورة باهتة اللون.. تقترب الى الأبيض والأسود
حتى تختفي الملامح كُلّها
ومن بقي منهن سيختفي قطعاً بمرور الليالي والأيام ومضي العمر!
حاول أن تستذكر ملامح تلك المذيعة في التلفاز، تلك التي خرجت تقرأ الأخبار وكأنها في قاعة العرس، تلك التي ملأت عينك منها قبل خمس سنوات.. هل تتذكرها أصلا؟ أم أنَّها استبدلت بمذيعاتٍ جدد، أو نسيت كلهن؟!
..
حاول الآن تذكُّر صدى ضحكاتهن
وما شعرتَ في كلامك مع الأجنبياتِ منهن من أحاسيس رجولية
ولذَّة المخالطة، والتمثيل المتبادل: تضحك عليك بألوانٍ زاهية وعطورٍ جاذبة، وتضحك عليها بكلماتٍ معسولة وأكاذيب مكررة..
أين هي الآن؟
اختفت كُلُّها
واختفت حتى ذكراها
ولم يبق في ذهنك أثرٌ لطعمها
ذهب كل شيء .. حتى كأنه لم يكن!
..
لكن بقي من كل ذلك في قلبك
نكتةٌ سوداء
تلوُّث الذنب
وموتُ خلايا القلب – لا المادية منها- بقدره
وأعظم من ذلك
وزرٌ بمعصيتك لله.. لابد أن تداركه توبةٌ عاجلة نصوحة.
فيا صديقي، في المرَّة القادمة، حين أرادَ ابليس ان يخدعك بالنظر الى مفاتِنَ امرأة، تذكَّر أنَّه سوف لا يدعك ان استسلمت له، فلا تكاد تنتهي منها، إلا وتتركك لذة النظر – ان كان فيها لذة أصلا-، فلابد أن تلحقها بالثانية، فالثالثة.. ثم تختفي تلك الملامح، وتلك الألوان.. نتيجتها:
النَّظْرَةُ بَعْدَ النَّظْرَةِ تَزْرَعُ فِي الْقَلْبِ الشَّهْوَةَ وَ كَفَى بِهَا لِصَاحِبِهَا فِتْنَةً. كما قال الامام الصادق (ع)
فلا يبقى إلا:
شهوة طاغية
أو حسرة تملأ كيانك
والأهم من ذلك
نكتةٌ سوداء في قلبك
لوث المعصية
وتعريضٌ لنفسكِ لسهمِ قاتِلٍ من سهام ابليس (2)
ومن ذا يُسلِم نفسه لسهامِ أعدى أعدائه؟!
فاغضض بصرك
يرحمك الله.
#قصاصات_جامعية
#غض_البصر
----------
هوامش و ملاحظات:
(1) غضُّ البصر، ليس اغلاقه وغمضه، بل الغض لغة هو تقريبُ الأجفان بما يجعل الصورة للناظر مشوَّشة غير واضحة، أما ترى أنَّك حين تريد الدقة في منظر تفتح عينيك إلى أقصى حدٍّ حتى كأنَّها تريد الخروج من حدقتها، فإن الغض هو عكسه.. وقد جعل الله سبحانه وتعالى في كتابه غضُّ البصر مقدمة عن الوقوع في الفاحشة المقيتة حيث قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضّوا من ابصارهم، ويحفظوا فروجهم)
(2) جاء في الحديث الشريف: النظرة سهمٌ من سهامِ ابليس، وجاء في الحديث: محادثة النساء مصائد الشيطان
وهو يشمل الجنسين، ولكنه في الرجال أشمل وأخطر لطبيعةٍ مختلفة فيهم.
قال: كيف أتخلص من الشهوة؟
قلت: المطلوب هو السيطرة عليها لا التخلص.
قال: كيف أسيطر عليها؟
قلت: غض بصرك!
قال: ثم ماذا؟
قلت: غض بصرك!
قال: ثم ماذا؟
قلت: أعلمُ إنَّك لا تتحدث طبعاً عن شهوة الطعام، ولا شهوة التملك، ولا شهوةِ الخلود، بل شهوة معينة، طريقك للسيطرة عليها أنت الشاب، أن تغض بصرك، فاعمل بقوله تعالى: (ولا تمدنَّ عينيك..)
قال: سهلٌ بالقول، صعبٌ بالفعل.
قلت: أتريد أن تعرف كيف تغض بصرك؟
قال: نعم.
قلت: اغضض عينيك..
فاغمضها لحظة.
قلت: هكذا .. تقريبا! (1)
قال وهو يضحك: ليس هذا ما أردت.. كيف افعله وأنا اتمشى بالسوق، والجامعة، والعمل، ومن حولي نساء وفتيات؟
قلت: كم شاهدتَ حتى الان من تلك النسوة؟
قال: الكثير.
قلت: فليكن رقما..
قال: الألف.
قلت: أغمض عينيك مرَّة أخرى..
فأغمضها.
قلت له: حاول بكل خلايا مخِّك، الرمادية منها والبيضاء، أن تتذكَّر ملامح تلك النسوة الألف
وما أعجبك فيهِن..
كم بقي منهن في ذاكرتك؟
أليست قد اختفت ملامح أكثرهن؟
أليست قد خمدت في ذهنك تلك الصورة، من صورة ملوَّنة جذّابة
الى صورة باهتة اللون.. تقترب الى الأبيض والأسود
حتى تختفي الملامح كُلّها
ومن بقي منهن سيختفي قطعاً بمرور الليالي والأيام ومضي العمر!
حاول أن تستذكر ملامح تلك المذيعة في التلفاز، تلك التي خرجت تقرأ الأخبار وكأنها في قاعة العرس، تلك التي ملأت عينك منها قبل خمس سنوات.. هل تتذكرها أصلا؟ أم أنَّها استبدلت بمذيعاتٍ جدد، أو نسيت كلهن؟!
..
حاول الآن تذكُّر صدى ضحكاتهن
وما شعرتَ في كلامك مع الأجنبياتِ منهن من أحاسيس رجولية
ولذَّة المخالطة، والتمثيل المتبادل: تضحك عليك بألوانٍ زاهية وعطورٍ جاذبة، وتضحك عليها بكلماتٍ معسولة وأكاذيب مكررة..
أين هي الآن؟
اختفت كُلُّها
واختفت حتى ذكراها
ولم يبق في ذهنك أثرٌ لطعمها
ذهب كل شيء .. حتى كأنه لم يكن!
..
لكن بقي من كل ذلك في قلبك
نكتةٌ سوداء
تلوُّث الذنب
وموتُ خلايا القلب – لا المادية منها- بقدره
وأعظم من ذلك
وزرٌ بمعصيتك لله.. لابد أن تداركه توبةٌ عاجلة نصوحة.
فيا صديقي، في المرَّة القادمة، حين أرادَ ابليس ان يخدعك بالنظر الى مفاتِنَ امرأة، تذكَّر أنَّه سوف لا يدعك ان استسلمت له، فلا تكاد تنتهي منها، إلا وتتركك لذة النظر – ان كان فيها لذة أصلا-، فلابد أن تلحقها بالثانية، فالثالثة.. ثم تختفي تلك الملامح، وتلك الألوان.. نتيجتها:
النَّظْرَةُ بَعْدَ النَّظْرَةِ تَزْرَعُ فِي الْقَلْبِ الشَّهْوَةَ وَ كَفَى بِهَا لِصَاحِبِهَا فِتْنَةً. كما قال الامام الصادق (ع)
فلا يبقى إلا:
شهوة طاغية
أو حسرة تملأ كيانك
والأهم من ذلك
نكتةٌ سوداء في قلبك
لوث المعصية
وتعريضٌ لنفسكِ لسهمِ قاتِلٍ من سهام ابليس (2)
ومن ذا يُسلِم نفسه لسهامِ أعدى أعدائه؟!
فاغضض بصرك
يرحمك الله.
#قصاصات_جامعية
#غض_البصر
----------
هوامش و ملاحظات:
(1) غضُّ البصر، ليس اغلاقه وغمضه، بل الغض لغة هو تقريبُ الأجفان بما يجعل الصورة للناظر مشوَّشة غير واضحة، أما ترى أنَّك حين تريد الدقة في منظر تفتح عينيك إلى أقصى حدٍّ حتى كأنَّها تريد الخروج من حدقتها، فإن الغض هو عكسه.. وقد جعل الله سبحانه وتعالى في كتابه غضُّ البصر مقدمة عن الوقوع في الفاحشة المقيتة حيث قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضّوا من ابصارهم، ويحفظوا فروجهم)
(2) جاء في الحديث الشريف: النظرة سهمٌ من سهامِ ابليس، وجاء في الحديث: محادثة النساء مصائد الشيطان
وهو يشمل الجنسين، ولكنه في الرجال أشمل وأخطر لطبيعةٍ مختلفة فيهم.
❤302👍54
غضُّ البصر (2)
حين كان الحياءُ حاضِراً، وكان النظر الى الأعراض منقصة، منقصة في الدين والرجولة، كان بعضُ الشباب يلجئون الى حيلةٍ مفضوحة: النظارات الشمسية!
كانوا اذ يلبسونها يحقِّقون غايتين: زيادة الجذّابية الرجولية، وراحة النظر! اذ العينُ تختفي تحت زجاجةٍ ملوَّنة، فتلتفت الى من شاءَت دون وجل.
كنت أقول لبعضهم: دعكَ أنَّك أخفيت نظراتِكَ الخائنة عن الناس، فماذا عن الله؟
أو لم يقل ربنا سبحانه عن نفسه محذِّرا: يعلمُ خائنة الأعين؟
فهل تعلم ما هي خائنة الاعين؟
إنها النظراتِ الفاحصة التي يوجِّهها الانسان بطرف عينه، دون أن يديرها في الحلقة، فيوهِمَ الناظر أنَّه يتأمل أمامه، لكنه يراقب بطرف عينه البعيد ما لا يحل عليه النظر اليه..
تماماً كما يفعل الكسلان في قاعة الامتحان، في محاولة بائسة للنظر الى ورقةِ من جلس جنبه، دون أن يدير رأسه أو طرفه!
دع أنَّه خدع الناس
وخدعَ الكسلانُ الرقيب
لكن هل يمكن أن تخدع الله؟
(يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور)
فالحلُّ الجوهري في غضِّ البصر عما حرَّم الله
في الواقع الحقيقي
أو الافتراضي
استذكار مراقبة الرب..
وتركها حباً له، وخشيةً منه، اذ في تركها كذلك عطاء يفوق الوصف: حلاوةً يجدها في قلبه، حلاوة الايمان - كما بشَّر رسول الله (ص)-
فكلما ضعفتَ أمام نفسك، ردِّد مراراً حتى يكون الشعار و الدثار:
(ألم يعلم بأن الله يرى)
#قصاصات_جامعية
#غض_البصر
—————-
هامش: نقلتُ فيما سبق حكاية أحد الشهداء ترتبط بالفكرة أعلاه الهي علمودك
حين كان الحياءُ حاضِراً، وكان النظر الى الأعراض منقصة، منقصة في الدين والرجولة، كان بعضُ الشباب يلجئون الى حيلةٍ مفضوحة: النظارات الشمسية!
كانوا اذ يلبسونها يحقِّقون غايتين: زيادة الجذّابية الرجولية، وراحة النظر! اذ العينُ تختفي تحت زجاجةٍ ملوَّنة، فتلتفت الى من شاءَت دون وجل.
كنت أقول لبعضهم: دعكَ أنَّك أخفيت نظراتِكَ الخائنة عن الناس، فماذا عن الله؟
أو لم يقل ربنا سبحانه عن نفسه محذِّرا: يعلمُ خائنة الأعين؟
فهل تعلم ما هي خائنة الاعين؟
إنها النظراتِ الفاحصة التي يوجِّهها الانسان بطرف عينه، دون أن يديرها في الحلقة، فيوهِمَ الناظر أنَّه يتأمل أمامه، لكنه يراقب بطرف عينه البعيد ما لا يحل عليه النظر اليه..
تماماً كما يفعل الكسلان في قاعة الامتحان، في محاولة بائسة للنظر الى ورقةِ من جلس جنبه، دون أن يدير رأسه أو طرفه!
دع أنَّه خدع الناس
وخدعَ الكسلانُ الرقيب
لكن هل يمكن أن تخدع الله؟
(يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور)
فالحلُّ الجوهري في غضِّ البصر عما حرَّم الله
في الواقع الحقيقي
أو الافتراضي
استذكار مراقبة الرب..
وتركها حباً له، وخشيةً منه، اذ في تركها كذلك عطاء يفوق الوصف: حلاوةً يجدها في قلبه، حلاوة الايمان - كما بشَّر رسول الله (ص)-
فكلما ضعفتَ أمام نفسك، ردِّد مراراً حتى يكون الشعار و الدثار:
(ألم يعلم بأن الله يرى)
#قصاصات_جامعية
#غض_البصر
—————-
هامش: نقلتُ فيما سبق حكاية أحد الشهداء ترتبط بالفكرة أعلاه الهي علمودك
❤138👍15
س: كيف أتخلَّص من التفكير بالصلاة؟
س: حين أصلّي لا أجد أثراً كبيراً لصلاتي في حياتي، وفي التخلُّص من الذنوب؟
س: كيف يمكن أن أحسِّن من أداءِ الصلاة، لأضمن قبولها عند الله؟
#قصاصات_جامعية
س: حين أصلّي لا أجد أثراً كبيراً لصلاتي في حياتي، وفي التخلُّص من الذنوب؟
س: كيف يمكن أن أحسِّن من أداءِ الصلاة، لأضمن قبولها عند الله؟
#قصاصات_جامعية
❤57👍8
التفكير في الصلاة
س: كيف أتخلَّص من التفكير - في مسائل أخرى- في الصلاة؟
ج: مختصراً أقول:
إن الصلاة استمرار لحياة الانسان، وما ينشغل به قلبه طيلة وقته
فمن لا يغفل عن الله، وهو في السوق، وفي مقعد الدراسة، وفي الوظيفة، وفي التعامل مع الأهل والأولاد.. سوف لا يغفل عنه في صلاته.
ومن كان قلبه منشغلاً بالدنيا طيلة يومه، سينشغل بها في الصلاة أيضا، لأن الصلاة ستكون استمراراً لما قبلها ومتشابهةً لما بعدها.
ثمُ:
حين تكون حياة الانسان مستقيمةً، وحين يكون قلبه نظيفاً، وحين تكون اهتماماته صحيحة
ينعكس ذلك كله على صلاته فتكون صلاته خاشعة
لأنه سوف لا يجد على قلبه من الحجب التي تفصله عن خالقه.
أو لم يقل الامام زين العابدين (ع) في مناجات الرب: (وأنَّك لا تحتجبُ عن خلقك، الا أن تحجبهما الأعمال دونك)
والعكس بالعكس.
دعني أوضح لك
الصلاة تطهيرٌ للقلب، وجلاءٌ له
وكما يشبِّه النبي (ص) ذلك بأنَّها نهرٌ جار يغتسل فيه الانسان في كل يوم خمس مرات
ولكن ما بال من يغتسل في الماء الجاري
ثم يرجع ليطمس نفسه في الوحل؟!
هل يمكن أن يتطهر جسده يوماً؟!
والصلاة جلاءُ للقلب.. كما يجلو الانسان جوهرةً قد علاها الصدأ
ففي كل صلاة، وفي كل دعاء، وفي كل توبةٍ وانابة الى الله.. ازالةُ لطبقةٍ من ذلك الصدأ.
تجلى، ثم تُجلى .. حتى يصبح القلب نقياً كيومِ خُلِق.
لكن.. في كل ذنبٍ وغفلةٍ ومعصيةٍ جديدة.. إضافة طبقةٍ جديدة منه
فكيف يصل الى الكمال، من أزال في كل يوم عن قلبه طبقةً واحدة في صلاته، لكنَّه إذا انفتل من صلاته، رجع الى المعاصي، فزاد على قلبه من ذلك الصدأ، طبقات؟!
أفلا يبتعد يوماً عن ربِّه، ويزداد حجاباً بينه وبينه؟
فحين تكون حياة الانسان وحلاً،
لهواً ولعباً مستمرين
انشغال بالتوافه
خداعاً للناس
غيبة وتهمة ونميمة
نظرات محرمة
كسلٌ وضجرٌ وملل
مجالس البطّالين..
أو يتوقَّع أن تطهِّر صلاةُ واحدة، ذلك كلِّه.. دفعةً واحدة؟!
كذلك ..حين تملأ عينك من الحرام.. أو تملأ أذنك من الحرام.. أو تملأ بطنك من الحرام
كيف تريد أن يتصل قلبك بالله في صلاتك؟
كذلك .. حين ينشغل فكرك بامر الدنيا طوال يومك
سينشغل فكرك بامر الدنيا في صلاتك أيضا
نعم، ربما اجتهدتَ ان تبتعد عن ذلك في صلاتك، فتبتعد عنه لحظات، ثم سرعان أن ترجع اليه كما يرجع الطيرُ الى فراخه.
فأنت في الصلاة ترتفع قطعاً، لكن ترتفع عما أنت عليه الان، درجةً او بضع درجات
فاذا كنت قد طمستَ حتى أمِّ رأسك في أرضٍ موحلة، هل ترجو أن تخترق السماوات، وتعرج الى بارئك، بتكبيرةٍ واحدة؟!
فاذا أردتَ صلاةً خاشعة
طهِّر نفسك قبل الصلاة
واجتهد على أن تضبط حياتك في اتجاه ما يريد الله
اضبط حياتك خارج الصلاة
وطهِّر قلبك خارج الصلاة
وأزِلْ الحُجُب التي بينك وبين ربِّك خارج الصلاة
ثم ناجِ ربَّك بخشوعٍ وذُق حلاوة الايمان والمؤانسة، في الصلاة
واستعِن على كل ذلك بالصلاة نفسها!
واستمر - يا صديقي- بالبحث عن الخشوع في الصلاة
لأن أول صفة من صفات المؤمن الحقيقي:
(الذين هم في صلاتهم خاشعون)
#قصاصات_جامعية
هامش:
تفصيل الكلام في تدبر الآية الثانية من سورة المؤمنون، تجدونه هنا
س: كيف أتخلَّص من التفكير - في مسائل أخرى- في الصلاة؟
ج: مختصراً أقول:
إن الصلاة استمرار لحياة الانسان، وما ينشغل به قلبه طيلة وقته
فمن لا يغفل عن الله، وهو في السوق، وفي مقعد الدراسة، وفي الوظيفة، وفي التعامل مع الأهل والأولاد.. سوف لا يغفل عنه في صلاته.
ومن كان قلبه منشغلاً بالدنيا طيلة يومه، سينشغل بها في الصلاة أيضا، لأن الصلاة ستكون استمراراً لما قبلها ومتشابهةً لما بعدها.
ثمُ:
حين تكون حياة الانسان مستقيمةً، وحين يكون قلبه نظيفاً، وحين تكون اهتماماته صحيحة
ينعكس ذلك كله على صلاته فتكون صلاته خاشعة
لأنه سوف لا يجد على قلبه من الحجب التي تفصله عن خالقه.
أو لم يقل الامام زين العابدين (ع) في مناجات الرب: (وأنَّك لا تحتجبُ عن خلقك، الا أن تحجبهما الأعمال دونك)
والعكس بالعكس.
دعني أوضح لك
الصلاة تطهيرٌ للقلب، وجلاءٌ له
وكما يشبِّه النبي (ص) ذلك بأنَّها نهرٌ جار يغتسل فيه الانسان في كل يوم خمس مرات
ولكن ما بال من يغتسل في الماء الجاري
ثم يرجع ليطمس نفسه في الوحل؟!
هل يمكن أن يتطهر جسده يوماً؟!
والصلاة جلاءُ للقلب.. كما يجلو الانسان جوهرةً قد علاها الصدأ
ففي كل صلاة، وفي كل دعاء، وفي كل توبةٍ وانابة الى الله.. ازالةُ لطبقةٍ من ذلك الصدأ.
تجلى، ثم تُجلى .. حتى يصبح القلب نقياً كيومِ خُلِق.
لكن.. في كل ذنبٍ وغفلةٍ ومعصيةٍ جديدة.. إضافة طبقةٍ جديدة منه
فكيف يصل الى الكمال، من أزال في كل يوم عن قلبه طبقةً واحدة في صلاته، لكنَّه إذا انفتل من صلاته، رجع الى المعاصي، فزاد على قلبه من ذلك الصدأ، طبقات؟!
أفلا يبتعد يوماً عن ربِّه، ويزداد حجاباً بينه وبينه؟
فحين تكون حياة الانسان وحلاً،
لهواً ولعباً مستمرين
انشغال بالتوافه
خداعاً للناس
غيبة وتهمة ونميمة
نظرات محرمة
كسلٌ وضجرٌ وملل
مجالس البطّالين..
أو يتوقَّع أن تطهِّر صلاةُ واحدة، ذلك كلِّه.. دفعةً واحدة؟!
كذلك ..حين تملأ عينك من الحرام.. أو تملأ أذنك من الحرام.. أو تملأ بطنك من الحرام
كيف تريد أن يتصل قلبك بالله في صلاتك؟
كذلك .. حين ينشغل فكرك بامر الدنيا طوال يومك
سينشغل فكرك بامر الدنيا في صلاتك أيضا
نعم، ربما اجتهدتَ ان تبتعد عن ذلك في صلاتك، فتبتعد عنه لحظات، ثم سرعان أن ترجع اليه كما يرجع الطيرُ الى فراخه.
فأنت في الصلاة ترتفع قطعاً، لكن ترتفع عما أنت عليه الان، درجةً او بضع درجات
فاذا كنت قد طمستَ حتى أمِّ رأسك في أرضٍ موحلة، هل ترجو أن تخترق السماوات، وتعرج الى بارئك، بتكبيرةٍ واحدة؟!
فاذا أردتَ صلاةً خاشعة
طهِّر نفسك قبل الصلاة
واجتهد على أن تضبط حياتك في اتجاه ما يريد الله
اضبط حياتك خارج الصلاة
وطهِّر قلبك خارج الصلاة
وأزِلْ الحُجُب التي بينك وبين ربِّك خارج الصلاة
ثم ناجِ ربَّك بخشوعٍ وذُق حلاوة الايمان والمؤانسة، في الصلاة
واستعِن على كل ذلك بالصلاة نفسها!
واستمر - يا صديقي- بالبحث عن الخشوع في الصلاة
لأن أول صفة من صفات المؤمن الحقيقي:
(الذين هم في صلاتهم خاشعون)
#قصاصات_جامعية
هامش:
تفصيل الكلام في تدبر الآية الثانية من سورة المؤمنون، تجدونه هنا
❤131👍16
س: هل توجد علاقة وارتباط للمراجع بصاحب الزمان (عج)؟
ج:هناك ثلاثة أنواع من العلاقة يمكن تصوِّرها بصاحب العصر (عج):
الأولى: العلاقة القلبية
أي الحُب والولاء، وهي علامة ايمان كُلِّ موالي، نعم إن معرفة العلماء بمقامات الامام (عج)، وبفضله، و التزامهم بولاية أهل البيت (ع) يجعلهم في الغالب أكثر حُباً و ولاءً، وأشدُّ تعلُّقاً بالإمام (عج)، مما يظهر ذلك في كلماتهم، وآثارهم، وسلوكهم، وأدعيتهم، وتوسُّلاتهم بالإمام (عج) عند المنعطفات الخطيرة.
ولكن علاقة الحب والولاء القلبيين موجودة عند كل موالي،ولا يختص بها الفقهاء العدول.
الثانية: النيابة الخاصة (السفارة)
أي يكون قد عيَّن الإمام (عج) المراجع، تعييناً خاصاً لينوبوا عنه، وليكونوا طريق ارتباط الموالين به، كأن يعيطهم الإمام (عج) أوامر وتعليمات وهم ينفِّذونها، أو أن تكون كلماتهم ومواقفهم صادرةً عن الامام (عج)، أو أن يكونوا وسيلة تواصل الناس معه (عج)، فيعرضون أسئلة الناس وحاجاتهم على الامام ويأتون بالجواب.
فهذا ما يطلق عليه بالنيابة الخاصة، أو السِفارة، وقد ثبتت لعددٍ من الأشخاص في حياة المعصومين (ع)، وكانت للسفراء الأربعة في عصر الغيبة الصغرى لإمامنا المهدي (عج)، ولكن النيابة الخاصة انقطعت بموت السفير الرابع، علي بن محمد السمري، (رض) وليست لأحد من بعده، حتى يظهر الامام الغائب فيملأ الأرض قسطاً وعدلا.
والنيابة الخاصة (السفارة)، هي ما نفاها الامام (عج) في رسالته الى السفير الرابع (1)، والتي أعلن بها ابتداءَ عهد الغيبة الكبرى، فقال في جملة ما قال: (وَ سَيَأْتِي شِيعَتِي مَنْ يَدَّعِي الْمُشَاهَدَةَ أَلَا فَمَنِ ادَّعَى الْمُشَاهَدَةَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ وَ الصَّيْحَةِ فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَر)، اذ نفى الامام (عج) المشاهدة الدالة على استمرار اللقاء، وتكرُّره.
ولم يدَّعِ أحدُ من المراجع الكرام، أنَّه مؤيَّدٌ بتأييد خاصٍ من الإمام (عج)، أو أنَّه نائب عنه بالنيابة الخاصة، أو أنَّه يلتقي معه بصورة مستمرة، ولا يستمد المراجع شرعيتهم من هذا الدعوى، وان لم يستبعد حصول تشرُّفهم بلقاءِ الإمام (عج) في حياتهم، ويشهد على ذلك قصص متواترة وكثيرة، لكن ذلك ليس من مختصات المراجع العدول، إذ قد يتشرَّف بلقاء الامام غيرهُ من الناس أيضاً.
الثالثة: النيابة العامة
وهي أن يؤدي الفقيه، عن الامام (عج) بعض أدواره، ويكون هو المرجع للناس في أخذ الأحكام الشرعية بعد استنباطها من مصادرها الصحيحة، والرجوع في الحوادث الواقعة التي لا يعرف الناس تكليفهم الشرعي فيها، وأن يكون له مجاري الأمور والأحكام، والولاية من بعد الائمة (ع) في ما يحتاج الى الولاية فيه في كل زمان، من الأمور الحسبية وغيرها و..
فهذا ما يطلق عليه بالنيابة العامة، فالفقهاء العدول هم نواب الامام (عج) لكن بالنيابة العامة، أي أن الامام قد بيَّن شروطاً وصفات لمن ينوب عنه، فمن توفَّرت فيه تلك الشروط صحَّ للموالين اتباعه وتقليد أمور دينهم عليه، وتلك الشروط هي ما نشترطها اليوم في المراجع الكرام.
وهذا ما مهَّد له أئمة اهل البيت (ع)، حيث بيَّنوا مرجعية الفقهاء في عصر الغيبة الكبرى، فقد قال الامام الهادي (ع): (لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابيّن عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب لما بقي أحدٌ إلا ارتدّ عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلونَ عند الله عز وجل).
بل وجعلهم الإمام الغائب (عج) حجته على الناس بعده فقال: فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَ أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.
وهذا الارتباط (النيابة العامة) يجعل للفقيه ولايةً مستمدة من ولاية المعصوم.
ولقد منَّ الله على الشيعة الامامية، بأن جعل فيهم في كل عصرٍ ومصر، ثُلَّة من الفقهاء العدول، ممن اجتهد في طلب العلم وتزكية نفسه سنيناً طويلة، واجتهد في العلم والعمل به، ثم تحمَّل مسؤولية التصدّي للأمور الشرعية العامة، فهذه نعمة كبرى ينبغي شكرها، بالالتفاف حولهم وتأييدهم.
وتبقى في عدم عصمتهم – رغم فقاهتهم وشدة ورعهم- مسؤولية عدم تقديسهم، وعدم طاعتهم طاعة مطلقة، بل تكون الطاعة واعية، ينفذ الانسان من خلالها قيمومته على واقعه، ويقوم عبرها بمسؤولياته المختلفة.
حفظ الله مراجعنا العظام.
#قصاصات_جامعية
ج:هناك ثلاثة أنواع من العلاقة يمكن تصوِّرها بصاحب العصر (عج):
الأولى: العلاقة القلبية
أي الحُب والولاء، وهي علامة ايمان كُلِّ موالي، نعم إن معرفة العلماء بمقامات الامام (عج)، وبفضله، و التزامهم بولاية أهل البيت (ع) يجعلهم في الغالب أكثر حُباً و ولاءً، وأشدُّ تعلُّقاً بالإمام (عج)، مما يظهر ذلك في كلماتهم، وآثارهم، وسلوكهم، وأدعيتهم، وتوسُّلاتهم بالإمام (عج) عند المنعطفات الخطيرة.
ولكن علاقة الحب والولاء القلبيين موجودة عند كل موالي،ولا يختص بها الفقهاء العدول.
الثانية: النيابة الخاصة (السفارة)
أي يكون قد عيَّن الإمام (عج) المراجع، تعييناً خاصاً لينوبوا عنه، وليكونوا طريق ارتباط الموالين به، كأن يعيطهم الإمام (عج) أوامر وتعليمات وهم ينفِّذونها، أو أن تكون كلماتهم ومواقفهم صادرةً عن الامام (عج)، أو أن يكونوا وسيلة تواصل الناس معه (عج)، فيعرضون أسئلة الناس وحاجاتهم على الامام ويأتون بالجواب.
فهذا ما يطلق عليه بالنيابة الخاصة، أو السِفارة، وقد ثبتت لعددٍ من الأشخاص في حياة المعصومين (ع)، وكانت للسفراء الأربعة في عصر الغيبة الصغرى لإمامنا المهدي (عج)، ولكن النيابة الخاصة انقطعت بموت السفير الرابع، علي بن محمد السمري، (رض) وليست لأحد من بعده، حتى يظهر الامام الغائب فيملأ الأرض قسطاً وعدلا.
والنيابة الخاصة (السفارة)، هي ما نفاها الامام (عج) في رسالته الى السفير الرابع (1)، والتي أعلن بها ابتداءَ عهد الغيبة الكبرى، فقال في جملة ما قال: (وَ سَيَأْتِي شِيعَتِي مَنْ يَدَّعِي الْمُشَاهَدَةَ أَلَا فَمَنِ ادَّعَى الْمُشَاهَدَةَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ وَ الصَّيْحَةِ فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَر)، اذ نفى الامام (عج) المشاهدة الدالة على استمرار اللقاء، وتكرُّره.
ولم يدَّعِ أحدُ من المراجع الكرام، أنَّه مؤيَّدٌ بتأييد خاصٍ من الإمام (عج)، أو أنَّه نائب عنه بالنيابة الخاصة، أو أنَّه يلتقي معه بصورة مستمرة، ولا يستمد المراجع شرعيتهم من هذا الدعوى، وان لم يستبعد حصول تشرُّفهم بلقاءِ الإمام (عج) في حياتهم، ويشهد على ذلك قصص متواترة وكثيرة، لكن ذلك ليس من مختصات المراجع العدول، إذ قد يتشرَّف بلقاء الامام غيرهُ من الناس أيضاً.
الثالثة: النيابة العامة
وهي أن يؤدي الفقيه، عن الامام (عج) بعض أدواره، ويكون هو المرجع للناس في أخذ الأحكام الشرعية بعد استنباطها من مصادرها الصحيحة، والرجوع في الحوادث الواقعة التي لا يعرف الناس تكليفهم الشرعي فيها، وأن يكون له مجاري الأمور والأحكام، والولاية من بعد الائمة (ع) في ما يحتاج الى الولاية فيه في كل زمان، من الأمور الحسبية وغيرها و..
فهذا ما يطلق عليه بالنيابة العامة، فالفقهاء العدول هم نواب الامام (عج) لكن بالنيابة العامة، أي أن الامام قد بيَّن شروطاً وصفات لمن ينوب عنه، فمن توفَّرت فيه تلك الشروط صحَّ للموالين اتباعه وتقليد أمور دينهم عليه، وتلك الشروط هي ما نشترطها اليوم في المراجع الكرام.
وهذا ما مهَّد له أئمة اهل البيت (ع)، حيث بيَّنوا مرجعية الفقهاء في عصر الغيبة الكبرى، فقد قال الامام الهادي (ع): (لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابيّن عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب لما بقي أحدٌ إلا ارتدّ عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلونَ عند الله عز وجل).
بل وجعلهم الإمام الغائب (عج) حجته على الناس بعده فقال: فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَ أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.
وهذا الارتباط (النيابة العامة) يجعل للفقيه ولايةً مستمدة من ولاية المعصوم.
ولقد منَّ الله على الشيعة الامامية، بأن جعل فيهم في كل عصرٍ ومصر، ثُلَّة من الفقهاء العدول، ممن اجتهد في طلب العلم وتزكية نفسه سنيناً طويلة، واجتهد في العلم والعمل به، ثم تحمَّل مسؤولية التصدّي للأمور الشرعية العامة، فهذه نعمة كبرى ينبغي شكرها، بالالتفاف حولهم وتأييدهم.
وتبقى في عدم عصمتهم – رغم فقاهتهم وشدة ورعهم- مسؤولية عدم تقديسهم، وعدم طاعتهم طاعة مطلقة، بل تكون الطاعة واعية، ينفذ الانسان من خلالها قيمومته على واقعه، ويقوم عبرها بمسؤولياته المختلفة.
حفظ الله مراجعنا العظام.
#قصاصات_جامعية
❤54👍15
هامش:
(1) حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُكَتِّبُ قَالَ: كُنْتُ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ فِي السَّنَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَحَضَرْتُهُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِأَيَّامٍ فَأَخْرَجَ إِلَى النَّاسِ تَوْقِيعاً - أي رسالةً مكتوبةً من الامام الحجة (عج)- نُسْخَتُهُ:
بسم الله الرحمن الرحيم- يَا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيَّ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَ إِخْوَانِكَ فِيكَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ سِتَّةِ أَيَّامٍ فَاجْمَعْ أَمْرَكَ وَ لَا تُوصِ إِلَى أَحَدٍ يَقُومُ مَقَامَكَ بَعْدَ وَفَاتِكَ فَقَدْ وَقَعَتِ الْغَيْبَةُ الثَّانِيَةُ فَلَا ظُهُورَ إِلَّا بَعْدَ إِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَلِكَ بَعْدَ طُولِ الْأَمَدِ وَ قَسْوَةِ الْقُلُوبِ وَ امْتِلَاءِ الْأَرْضِ جَوْراً وَ سَيَأْتِي شِيعَتِي مَنْ يَدَّعِي الْمُشَاهَدَةَ أَلَا فَمَنِ ادَّعَى الْمُشَاهَدَةَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ وَ الصَّيْحَةِ فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- قَالَ فَنَسَخْنَا هَذَا التَّوْقِيعَ وَ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّادِسُ عُدْنَا إِلَيْهِ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ لَهُ مَنْ وَصِيُّكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ لِلَّهِ أَمْرٌ هُوَ بَالِغُهُ وَ مَضَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَهَذَا آخِرُ كَلَامٍ سُمِعَ مِنْهُ.
(1) حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُكَتِّبُ قَالَ: كُنْتُ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ فِي السَّنَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَحَضَرْتُهُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِأَيَّامٍ فَأَخْرَجَ إِلَى النَّاسِ تَوْقِيعاً - أي رسالةً مكتوبةً من الامام الحجة (عج)- نُسْخَتُهُ:
بسم الله الرحمن الرحيم- يَا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيَّ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَ إِخْوَانِكَ فِيكَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ سِتَّةِ أَيَّامٍ فَاجْمَعْ أَمْرَكَ وَ لَا تُوصِ إِلَى أَحَدٍ يَقُومُ مَقَامَكَ بَعْدَ وَفَاتِكَ فَقَدْ وَقَعَتِ الْغَيْبَةُ الثَّانِيَةُ فَلَا ظُهُورَ إِلَّا بَعْدَ إِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَلِكَ بَعْدَ طُولِ الْأَمَدِ وَ قَسْوَةِ الْقُلُوبِ وَ امْتِلَاءِ الْأَرْضِ جَوْراً وَ سَيَأْتِي شِيعَتِي مَنْ يَدَّعِي الْمُشَاهَدَةَ أَلَا فَمَنِ ادَّعَى الْمُشَاهَدَةَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ وَ الصَّيْحَةِ فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- قَالَ فَنَسَخْنَا هَذَا التَّوْقِيعَ وَ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّادِسُ عُدْنَا إِلَيْهِ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ لَهُ مَنْ وَصِيُّكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ لِلَّهِ أَمْرٌ هُوَ بَالِغُهُ وَ مَضَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَهَذَا آخِرُ كَلَامٍ سُمِعَ مِنْهُ.
❤47👍1
Forwarded from مرتضى المدرسي
أجوبة الأسئلة المتبقية لطلاب كلية الطب وكلية الصيدلة ـ جامعة القادسية في ندوة بتاريخ (21/2/2024). الجزء الأول
س1) كيف أخرج حب الدنيا من قلبي؟
ج: حب الدنيا رأس كل خطيئة وبالتالي فإن سؤالكم هذا يعدُّ سؤالاً هامّاً في حياة المؤمن، بل هو سلّم الصعود، فالإمام زين العابدين عليه السلام يقول في دعاء أبي حمزة الثمالي: "سيدي أخرج حب الدنيا من قلبي، واجمع بيني وبين المصطفى وآله".
وقد علّمنا أمير المؤمنين عليه السلام كيفية التخلص من حب الدنيا، فإننّا نغتر بما تزيّنت به الدنيا لنا، وبالتالي فإنّا لا نرى حقيقتها، ولو تعرفّنا على حقيقتها لوجدناها لا تساوي شيئاً، فمن يرى القبور وكيف نزل أهلها بها، ويرى المرضى ما نزل فيهم من البلاء، وتأمل ما ينقص من عمره في كل لحظة وكيف هو فناء الدنيا سيعزف عنها.
ثمَّ إنَّ المقارنة بين زوال نعم الدنيا ودوام نعيم الآخرة، وسيلة جيّدة للمؤمن الذي يريد الرغبة عنها، فمن يقرأ عن الجنّة ونعيم الله للمؤمن فيها، والنار وعقاب الله فيها، سيجعل الدنيا مطيّة لآخرته، فهو لا يزهد فيها زهد العاجز بل يأخذ من الدنيا زاده للآخرة ويجعلها وسيلة لكسب مرضاة الرب تبارك وتعالى.
س2) لماذا الشيعة يصلون 3 صلوات في اليوم مع أن الرسول صلى الله عليه وآله كان يصلي في اليوم 5 صلوات؟
ج: القرآن الكريم ذكر للصلاة ثلاثة أوقات فقال تعالى: [أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر..]، فهذه أوقات الصلاة وهي موسّعة للناس، نعم؛ هناك أوقات فضيلة لمن أراد مراعاتها ولكن هذا لا يعني عدم صحّة الجمع بين الظهرين أو العشاءين، وقد جمع النبي صلى الله عليه وآله الظهرين في عرفة في حجة الوداع وجمع بين العشاءين.
س3) لله الحمد حياتي مليئة برضا الله والوالدين، وملتزمة بجميع ما أمر الله به ولكن:- سؤالي أعمل شيء واحد وأعرف أنه حرام، وهو وضع المكياج والآن اريد أن أتركه لكن لا استطيع تركه في فترة قصيرة، هل يجوز تركه بشكل تدريجي لإرضاء نفسي وابتعد عنه بشكل تام؟
ج: نعم؛ يمكن ذلك واسأل الله لكم التوفيق في ذلك، ولكن هنا ثلاث ملاحظات:
الأولى: المؤمن حين يعلم بأن هذا الشيء فيه معصية الله تعالى، فلو أصرَّ عليه مع علمه حتى لو كان من الصغائر فسيكون ذلك كبيراً، فـ"لا صغيرة مع الإصرار" كما في الحديث.
الثانية: هذا التدريج الذي ذكرتموه يجب أن يكون له أمد، فالنفس والشيطان يسوّلان للإنسان، وبالتالي فهو قرار واحد، متى ما اتّخذه الإنسان فسيكون قادراً على تنفيذه وعليه فإن لم يمكنكم اتخاذ قرار حاسم الآن اتخذوا القرار مع تعيين وقت التنفيذ.
الثالثة: لماذا المرأة تضع المكياج؟ قد تقول لأنّي اريد أن أحسن صورتي لنفسي، ولكن الحقيقة أن المرأة تضع المكياج لتحسّن صورتها أمام الآخرين، لكن هل فكّرت المرأة في قيمة الآخرين؟ لا قيمة لنظرتهم في قبال نظرة الله تعالى لها، بل على الآخرين تقبلك كما أنت، والتجمّل لهم نوع من الضعف أمامهم، فالخطوة الأولى أن تجدي نفسك وتقوي ثقتك بالله وبما أودع الله فيك ولا تغرّك نظرة الآخرين لك.
س4) ماذا أجيب من يرفض إخراج الخمس ويقول بأن الخمس حق الإمام ويجب إخراجه عند الظهور فقط؟
ج: الإجابة ببساطة أنَّ هذا إختصاص العلماء، وهم من يرون الأدلّة الشرعية في وجوب شيء وعدم وجوبه، وبالتالي فلو كان كلٌ يريد العمل بهواه لم يبق دينٌ، ومن الواضح أن الخمس كان واجباً ولم يتغير هذا الوجوب من زمن الأئمة إلى وقتنا وهو ينقسم إلى قسمين، قسم منه سهم الإمام والذي يضعه الفقيه حيث يراه مصلحة الدين، وسهم السادة الذي هو حقٌ للمحتاجين من بني هاشم.
س5) صلاة الصبح يصير اصليها قضاء أو لا؟
ج: من فاتته صلاة يجب عليه أن يقضيها، ولكن قد يتصوّر الشخص أنّه مادام يجوز لي القضاء فلا داعي للإستيقاظ من النوم في وقت الصلاة، وهذا غير صحيح، فإنَّ ذلك قد يدخلك في الإستخفاف بالصلاة، وقد ورد أن شفاعة أهل البيت لا تنال مستخفّاً بصلاته.
س6) أي كتب تنصحنا نقرأها حتى نتعرّف على الإمام ونقوّي علاقتنا به؟
ج: ما يقرأ الإنسان في هذا المجال قليل، ولكن لمزيد من العلاقة مع الإمام فعليكم بكتاب مكيال المكارم، ولمزيد من المعرفة به عليكم بالكتب:
(1) الإمام المهدي قدوة الصديقين.
(2) الإمام المهدي قدوة وأسوة.
(3) الإمام المهدي من المهد الى الظهور.
(4) حياة الإمام محمد المهدي
(5) ذلكم الإمام المهدي
(6) ذلك يوم الخروج
س7) ما دورنا في نصرة غزة؟
ج: في هذه القضية وأمثالها من الحوادث الواقعة نرجع إلى الفقهاء، ونأخذ تكليفنا منهم، وقد بيّنوا لنا أن على المؤمن أربعة واجبات تجاه هذه القضية حالياً:
أولاً: النصرة القلبية بالدعاء لهم.
ثانياً: النصرة الإعلامية بنشر قضيتهم.
ثالثاً: النصرة العملية بمقاطعة الشركات الداعمة للكيان الغاصب.
رابعاً: النصرة المالية بحسب الاستطاعة.
س1) كيف أخرج حب الدنيا من قلبي؟
ج: حب الدنيا رأس كل خطيئة وبالتالي فإن سؤالكم هذا يعدُّ سؤالاً هامّاً في حياة المؤمن، بل هو سلّم الصعود، فالإمام زين العابدين عليه السلام يقول في دعاء أبي حمزة الثمالي: "سيدي أخرج حب الدنيا من قلبي، واجمع بيني وبين المصطفى وآله".
وقد علّمنا أمير المؤمنين عليه السلام كيفية التخلص من حب الدنيا، فإننّا نغتر بما تزيّنت به الدنيا لنا، وبالتالي فإنّا لا نرى حقيقتها، ولو تعرفّنا على حقيقتها لوجدناها لا تساوي شيئاً، فمن يرى القبور وكيف نزل أهلها بها، ويرى المرضى ما نزل فيهم من البلاء، وتأمل ما ينقص من عمره في كل لحظة وكيف هو فناء الدنيا سيعزف عنها.
ثمَّ إنَّ المقارنة بين زوال نعم الدنيا ودوام نعيم الآخرة، وسيلة جيّدة للمؤمن الذي يريد الرغبة عنها، فمن يقرأ عن الجنّة ونعيم الله للمؤمن فيها، والنار وعقاب الله فيها، سيجعل الدنيا مطيّة لآخرته، فهو لا يزهد فيها زهد العاجز بل يأخذ من الدنيا زاده للآخرة ويجعلها وسيلة لكسب مرضاة الرب تبارك وتعالى.
س2) لماذا الشيعة يصلون 3 صلوات في اليوم مع أن الرسول صلى الله عليه وآله كان يصلي في اليوم 5 صلوات؟
ج: القرآن الكريم ذكر للصلاة ثلاثة أوقات فقال تعالى: [أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر..]، فهذه أوقات الصلاة وهي موسّعة للناس، نعم؛ هناك أوقات فضيلة لمن أراد مراعاتها ولكن هذا لا يعني عدم صحّة الجمع بين الظهرين أو العشاءين، وقد جمع النبي صلى الله عليه وآله الظهرين في عرفة في حجة الوداع وجمع بين العشاءين.
س3) لله الحمد حياتي مليئة برضا الله والوالدين، وملتزمة بجميع ما أمر الله به ولكن:- سؤالي أعمل شيء واحد وأعرف أنه حرام، وهو وضع المكياج والآن اريد أن أتركه لكن لا استطيع تركه في فترة قصيرة، هل يجوز تركه بشكل تدريجي لإرضاء نفسي وابتعد عنه بشكل تام؟
ج: نعم؛ يمكن ذلك واسأل الله لكم التوفيق في ذلك، ولكن هنا ثلاث ملاحظات:
الأولى: المؤمن حين يعلم بأن هذا الشيء فيه معصية الله تعالى، فلو أصرَّ عليه مع علمه حتى لو كان من الصغائر فسيكون ذلك كبيراً، فـ"لا صغيرة مع الإصرار" كما في الحديث.
الثانية: هذا التدريج الذي ذكرتموه يجب أن يكون له أمد، فالنفس والشيطان يسوّلان للإنسان، وبالتالي فهو قرار واحد، متى ما اتّخذه الإنسان فسيكون قادراً على تنفيذه وعليه فإن لم يمكنكم اتخاذ قرار حاسم الآن اتخذوا القرار مع تعيين وقت التنفيذ.
الثالثة: لماذا المرأة تضع المكياج؟ قد تقول لأنّي اريد أن أحسن صورتي لنفسي، ولكن الحقيقة أن المرأة تضع المكياج لتحسّن صورتها أمام الآخرين، لكن هل فكّرت المرأة في قيمة الآخرين؟ لا قيمة لنظرتهم في قبال نظرة الله تعالى لها، بل على الآخرين تقبلك كما أنت، والتجمّل لهم نوع من الضعف أمامهم، فالخطوة الأولى أن تجدي نفسك وتقوي ثقتك بالله وبما أودع الله فيك ولا تغرّك نظرة الآخرين لك.
س4) ماذا أجيب من يرفض إخراج الخمس ويقول بأن الخمس حق الإمام ويجب إخراجه عند الظهور فقط؟
ج: الإجابة ببساطة أنَّ هذا إختصاص العلماء، وهم من يرون الأدلّة الشرعية في وجوب شيء وعدم وجوبه، وبالتالي فلو كان كلٌ يريد العمل بهواه لم يبق دينٌ، ومن الواضح أن الخمس كان واجباً ولم يتغير هذا الوجوب من زمن الأئمة إلى وقتنا وهو ينقسم إلى قسمين، قسم منه سهم الإمام والذي يضعه الفقيه حيث يراه مصلحة الدين، وسهم السادة الذي هو حقٌ للمحتاجين من بني هاشم.
س5) صلاة الصبح يصير اصليها قضاء أو لا؟
ج: من فاتته صلاة يجب عليه أن يقضيها، ولكن قد يتصوّر الشخص أنّه مادام يجوز لي القضاء فلا داعي للإستيقاظ من النوم في وقت الصلاة، وهذا غير صحيح، فإنَّ ذلك قد يدخلك في الإستخفاف بالصلاة، وقد ورد أن شفاعة أهل البيت لا تنال مستخفّاً بصلاته.
س6) أي كتب تنصحنا نقرأها حتى نتعرّف على الإمام ونقوّي علاقتنا به؟
ج: ما يقرأ الإنسان في هذا المجال قليل، ولكن لمزيد من العلاقة مع الإمام فعليكم بكتاب مكيال المكارم، ولمزيد من المعرفة به عليكم بالكتب:
(1) الإمام المهدي قدوة الصديقين.
(2) الإمام المهدي قدوة وأسوة.
(3) الإمام المهدي من المهد الى الظهور.
(4) حياة الإمام محمد المهدي
(5) ذلكم الإمام المهدي
(6) ذلك يوم الخروج
س7) ما دورنا في نصرة غزة؟
ج: في هذه القضية وأمثالها من الحوادث الواقعة نرجع إلى الفقهاء، ونأخذ تكليفنا منهم، وقد بيّنوا لنا أن على المؤمن أربعة واجبات تجاه هذه القضية حالياً:
أولاً: النصرة القلبية بالدعاء لهم.
ثانياً: النصرة الإعلامية بنشر قضيتهم.
ثالثاً: النصرة العملية بمقاطعة الشركات الداعمة للكيان الغاصب.
رابعاً: النصرة المالية بحسب الاستطاعة.
❤111👍13