group-telegram.com/JanBnShahin/2174
Create:
Last Update:
Last Update:
الفرق بين ما يثبته أهل السنة من تكيف الكائن الحي وبين ما يسميه الدراونة بالتطور الصغروي Micro Evolution
قال د. أبو الفداء:
فلا يجوز أن يقال إننا معاشر المسلمين نقبل أو نسلم بحصول ما يسمونه بالتطور الصغروي Micro Evolution دون الكبروي Macro Evolution، بل إننا نرفض مفهوم "التطور" نفسه من حيث المبدأ، فنقول إن الله تعالى لم يبدأ الخلق بأنواع منحطة متخلفة عما يلزم أن تكون عليه من أجل أن تبقى وتتكاثر وتنتشر، ثم أخذ يطور فيها خطوة بعد خطوة وإنما هو تغير وتحول وتحور يقدره رب العالمين في بعض صفات النوع المتلائم تمام التلاؤم مع البيئة التي خلق من أجل أن يعيش فيها، لأجل أن يظل ملائما لها على ما يقضيه فيها هي نفسها من تغيرات لحكم وغايات ف يعلمه، ويظل ملائما كذلك للغايات التي خلق النوع نفسه من أجلها، علمنا منها ما علمنا وجهلنا ما جهلنا. هذا ما يليق أن يقال في خلق رب العالمين وفي تلك الآية البديعة في خلقه جل شأنه، فهو كمال سابق في التدبير والتقدير، يعقبه كمال لاحق في نفس الأمر، بحيث لو قدرنا أن لم يقع منه ذلك التغيير والتحوير، لتخلف المخلوق عن حد الكمال في الخلق والتدبير الإلهيين، وليس أنه يكون تحولا من نقص وانحطاط في الخلق إلى ما هو أحسن وأكمل، كما يصوره هؤلاء، وكما هو مقتضى تسميته بالتطور" Evolution!
فمثلا، فايروس كورونا المستجد ۲-SARS-COV الذي ابتلانا رب العالمين به في زماننا هذا لا يقال في المتحورات التي ظهرت له في الشهور الماضية إنها "تطور صغروي"، على أساس أن المتحور الجديد فيه من سرعة الانتشار وشدة العدوى ما لم يكن في الأصل الذي تحور عنه، وهو ما يجعله أقدر على البقاء من سلفه! هذا ليس تطورا على المعنى الدارويني، وإنما هو تحول وتغير بتدبير رب العالمين سبحانه، من حال كان فيها الفيروس على صفة معينة ملائمة للبيئة التي ينتشر فيها، إلى حال أخرى صار فيها ملائما للبيئة نفسها كذلك، ولكن مع أسباب جديدة لمزيد من الابتلاء بانتشاره بين الناس، لا أنه كان قبل التحور نوعا منحطا متخلفا عن القيام بوظيفته البيولوجية، ثم صار بعد التحور أقوم بها و"أكثر تطورا" More Evolved لسنا نتكلم ها هنا عن إصدار ثان فيه تعديل على أخطاء كانت في الإصدار الأول، كما يكون في صناعات البشر، سبحان الله وتعالى علوا كبيرا المخلوق الذي يتحور، يكون قبل التحور قائما بما خلق من أجله على أكمل ما يكون، ثم يصبح كذلك بعد التحور ولا فرق هذه صنعة العلم الخبير، الذي أحسن كل شيء خلقه سبحانه، فاعرفوا لربكم قدره!
وإن كان الفيروس في الحقيقة لا يصنف على أنه كائن حي أو نوع حي Living Species وهذا من الأخطاء الشائعة بين الناس، وإنما هو مركب كيميائي على هيئة الشفرة الوراثية بحيث إن دخل إلى الخلية، غير في صفاتها واستعان بآلياتها الجزيئية في التكاثر والانتشار من خلال تناسخ الخلايا نفسها، وإلا فبدون الخلية الحية فإنه يبقى مادة ميتة لا حياة فيها وإنما ضربنا به المثل هنا لأن آليات العمل البيولوجي للفيروس في الخلية الحية هي نفسها آليات عمل المادة الوراثية في الخلية، وهي تلك الآليات التي يخضعها الدراونة -مبدئيا - لدعوى التطور من طريق الانتخاب الطبيعي والطفرة العشوائية فكلما ظهرت نسخة جديدة لشفرة الفيروس، قالوا هو تطور" Evolution بالطفرة العشوائية، لأجل أن تنتخب الطبيعة المتحور الجديد للبقاء، وهذا المعنى باطل كما بينا، والله المستعان.
📚 معيار النظر ٧٨/١-٧٩.
#فلسفة_البيولوجيا
BY قناةُ أبي زيد | طالب علم
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/JanBnShahin/2174