group-telegram.com/Klawatx/15508
Last Update:
من يستمع لهذه القصيدة يشعر وكأنه يعرفها منذ زمن. تبدأ القصة بمشهد يمكنك أن تغمض عينيك وتراه بوضوح: أرض كربلاء بعد أربعين يوماً من المعركة، الصمت فيها موحش، والتراب لا يزال يحمل رائحة الذكرى. إلى هذا المكان، تعود قافلة أنهكها التعب والألم، وجوه شاحبة وقلوب مثقلة.
في نفس اللحظة، وبجانب قبر الامام الحسين (ع) كان ينتظرهم أول زائر، رجلٌ طاعن في السن هو الصحابي جابر الأنصاري، غارقًا في دموعه جاء مواسياً لأهل المصيبة.
تخيل معي هذا اللقاء... ماذا يمكن أن يقال؟
من هنا بالذات، انطلقت فكرة القصيدة على يد الشاعر جابر الكاظمي. لم يكتبها كشعرٍ منظوم فحسب، بل كحوارٍ حي بين قلبين موجوعين. جعل الإمام السجاد (ع) هو الدليل الحي على ماحدث في يوم العاشر، وجابر هو السامع الذي يمثلنا جميعاً.
وهنا تكمن قوة القصيدة؛ لم تكن مجرد سرد للأحداث. فبكل مرة تسمع فيها نداء "يا جابر"، تشعر أن الإمام يمسك بيدك أنت، ويوقفك ليقول لك: "انظر هنا، في هذه البقعة بالذات، حدثت فاجعة". قصة تقطيع الأجساد وحرق الخيام لم تعد مجرد أخبار في كتاب، بل أصبحت مشاهد حية أمام عينيك.
وهذه التجربة العميقة كانت بحاجة إلى صوت يمنحها الخلود. صوت الحاج باسم الكربلائي لم يكن مجرد أداء، بل كان الجسر الأخير الذي عبرت عليه هذه الحكاية لتصل مباشرة إلى وجداننا. بصوته، لم نعد مستمعين، بل أصبحنا شهودًا مع جابر الأنصاري رضي الله عنه.
عظم الله أجوركم وتقبل زيارتكم وأعمالكم جميعاً.
BY التدحرج بالسادس
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/Klawatx/15508