group-telegram.com/Twaaq2/2034
Last Update:
••
ما أكثر من بكى على غزة، ثم عاد إلى نومه عميقًا، وإلى ضحكته الصاخبة، وإلى يومه العادي كأن لم يسمع أنينًا، ولم يرَ دمًا، أي قلوبٍ هذه التي لا تلبث أن تذرف حتى تجفّ؟
من أعجب ما في هذا الزمن، أن صور القصف باتت تُستهلك كما تُستهلك الإعلانات، تُمرر بسرعة، ويُنسى وجعها بخفة، غزة تُضرب، البيوت تُسحق، الأشلاء تتناثر، لكنّ الشاشة تعود بعد دقائق لتعرض عروض السفر، وشهوة الحياة، لقد وقع انفصال رهيب بين حرارة الحدث وحرارة التفاعل معه، بين عمق الجراح، وسطحية المشاعر.
ولعل أخطر ما في هذا المشهد ليس عجز الجسد، بل تحلل القلب من فريضة النصرة، وتبخّر الشعور بالواجب الشرعي، حتى صار البعض يكتب تغريدة، أو يرفع دعاء مرتين، ثم يستقيل من القضية، كأن دوره قد انتهى هنا.
لكن القصف لا ينتظر مواسم وعيك، ولا يهدأ حين تنام، العدو لا يقرأ جدولك الأسبوعي، ولا يحترم فتورك العاطفي، هنا تتجلّى الفريضة المنسية: فريضة ثبات الشعور الإيماني تجاه قضايا الأمة، وعدم السماح للكسل النفسي والانشغال الحياتي أن يُطفئ حرارة النصرة فيك.
فالدعاء المستمر، والبذل، والتذكير، والجهر بالبشرى، والتصبير، ليست عواطف طارئة، بل عبادات ممتدة، تُبقي الوعي يقظًا، والإيمان مشتعلاً، وتدفع عن قلوب المؤمنين خواطر الوهن والخذلان.
واعلم أن من رحمة الله بالأمة، أن جعل للكلمة المخلصة وزنًا، وللدمعة الصادقة أثرًا، وللدعاء في جوف الليل سهمًا نافذًا، فلا تستخف بمقامك في النصرة.
••
BY قناة | توّاق
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/Twaaq2/2034