group-telegram.com/abo7aafss/249
Last Update:
في مثل هذه الساعات من العام الماضي كانت قلوب مجاهدي الشام معلّقةً بالله وحده؛ ترجوه أن ينصرها ولا يخذلها، فهو سبحانه الركن الشديد الذي أوت إليه..
لم تكن هذه القلوب تعتمد بعد الله على أي ركنٍ موجودٍ في دنيا الناس من دولة ونحوها، سوى من الأسباب المادية التي أعددناها بالمستطاع -عسكرياً وأمنياً وسياسياً ومؤسسياً- مقارنةً بكثير أسباب العدو وأحلافه، مع فارقٍ واضحٍ في الإعداد الإيماني بيننا وبين عدونا..
فلا منّة لغير الله -أياً كان- في هذا النصر العظيم، ثم لجهود أهل الثورة والجهاد وما راكموه عبر السنين من إعداد واستعداد وتنظيم وتخطيط وأخذٍ بالأسباب؛ ماديّها وشرعيّها، وما بذلوه من دماءٍ وأشلاءٍ وشهداء..
ويخطئ خطأً فادحاً كل من يعزو هذا النصر لأي دولة، أو يفسّر ما حدث تفسيراً مادياً جامداً فيعزوه لصفقةٍ بين الدول، وإنما هي ألطاف الله وأقداره الحسنة في تهيئة ظروف سننيةٍ لنجاح هذه المعركة العظيمة، فقد كانت أكثر الدول قرباً من أهل الثورة تنصح بأن لا نبدأ المعركة، وتحذّرنا من مصيرٍ مشابهٍ لحال قطاع غزة جبره الله.
ولئن كان من أسباب تسمية القلب قلباً هو تقلّب أحواله؛ فعلينا أن نستذكر دوماً حال قلوبنا قبل وأثناء معركة "ردع العدوان" وخصوصاً خلال الساعات الأولى للعملية قبل أن تلوح بوارق النصر في حلب، وحين كانت تتراءى أمامنا صور غزة، ونتوقع لإدلب مثل حال غزة إن استغلقت المعركة.
حالة القلوب تلك؛ هي التي علينا أن نستذكرها ونحاول استعادتها اليوم، في ذكرى مرور عامٍ على التحرير، حتى لا يفتننا انفتاح الدنيا بزينتها ونسائها وجاهها ومناصبها وأموالها وسائر زخرفها..
فالمنصب اليوم وفي كل يوم؛ ثغرٌ وأمانةٌ ومسؤوليةٌ، لا امتيازٌ ومنحةٌ وباب تكسّب، ولا بابُ فخرٍ واستعلاء على عباد الله، والتقصير في حقه خزيٌ وندامةٌ يوم القيامة.
BY أبو حفص الخالدي
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/abo7aafss/249
