group-telegram.com/ahgeel/1860
Last Update:
#الغراب_المتهم ⚜
#البارت_الثالث
لما سمع سعد ابن ورقة عن مرض سلمى إرتعب وعلاه الخوف والشفقة عليها وقال ليوسف : أخبرني يا عماه مم تشكي سلمى ؟
قال له : إنها يتملكها الخوف كلما خرجت من غرفتها ، وترتعد فرائصها ، وربما تصرخ ويغمى عليها من شدة الخوف ، ولكنها في غرفتها لا تشتكي من شيء .. تأكل ، وتنام جيدا ، وتصلي فروضها ، وتتنفل وتقرأ القرآن حتى أنها حفظت كتاب الله كاملا ، ولكنها لاتستطيع الخروج من قوقعتها ..
قال له : ولكن يا عماه ما الذي يخيفها ؟!
قال له : هي تذكر لنا أنها كلما خرجت من غرفتها ترى ( غرابا مخيفا ) يطاردها حتى تدخل غرفتها ، وهي على يقين أنه مرسل إليها ليؤذيها ، ولكننا لم نرى هذا الغراب يوما ، وكثيرا ما تتخيل أشياء لا واقع لها ، ونعتقد أنها تتوهم الأمر وهي مجرد خيالات لا علاقة لها بالواقع وقد سعينا لها بكل سعي ولم نجد لها دواء ..
قال له : يا عماه هل لي أن أراها قبل أن أسافر ؟
قال له : يا بني اذهب إلى مهمتك المكلف بها وبعد أن ترجع منتصرا بإذن الله نشاورها في لقائك فإن سمحت لنا أذنا لك ..
قال له : سمعا وطاعة .. الآن يا عماه لابد أن أنتصر وآتي بالإبل وأنا سليم معافى ..
قال له يوسف : لابد أن تنهي مهمتك قبل أسبوع حتى تحضر عرس ( ولدي ) أخيك الأكبر بعد عشرة أيام ..
قال له : إن شاء الله سأكمل المهمة في أقل من أسبوع .. المسيرة ثلاث أيام ذهابا وثلاث إيابا .. وسأتخلص من اللصوص في يوم واحد بإذن الله ..
وركب سعد ابن ورقة وعمره حينها في نهاية السابعة عشر ولكنه في جسد فارس ، وقوة محارب عظيم ..
وركب الفرس الأسود الذي كان يراقبه من خمس سنوات .. صحيح أن الفرس أصابه الوهن ولكنه مازال جموحا لايقهر ..
وحمل سيف يوسف التيمي " السيف الذي خاض أكثر من ثلاثين حربا " ما بين صد وغارة حمل ابن ورقة معه الزاد الكافي وماء في قربة .. وركب الريح ، وتوجه في اتجاه الشرق الشمالي إلى أولئك البدو المتفلتين ، وكان يعرف الطرق ؛ فهو ابن البادية الذي يعرف أسماء الجبال والوديان فلن يضل الطريق ..
وبعد مسيرة يوم كامل .. وفي المساء بعد أن أسدل الليل ستوره ، وتسربلت الأرض بغطاء الظلام .. تعب ونزل منزلا على بطن وادي .. وربط فرسه ، وصلى المغرب والعشاء ، وافترش بردة كانت معه واضطجع لينام .. فسمع أصوات قريبة منه .. أصوات غناء وطرب ، وصفير وصياح غريب لم يسمع مثله من قبل ..
فقام وتلفت يمينا وشمالا ولم ير أحد ولكن الأصوات قريبة جدا .. فعرف بما لايدع مجالا للشك أن هؤلاء هم الجن ؛ لأن تلك الأودية معروفة أنها مأهولة بالجن فهي تسمى ربع الأرض الخالي وفيها وادي عبقر ، ووادي الهواشير ، وتخوم الجن ، وجبل الشيطان .. وكل هذه التسميات تدل على أن الناس رأوا فيها الجن فأطلقو على هذه البقاع هذه الأسماء ..
قام هذا الغلام من مكانه ، وحل رباط فرسه ، وذهب إلى وادي آخر ، ولكنه ما لبث كثير إذا به يسمع تلك الأصوات تقترب منه مرة أخرى ، فصاح فيهم وقال اذهبوا بعيدا عني ؛ فإني أريد أن أنام .. أليس لديكم إكرام ضيف ؟ ولا عابر سبيل ؟ أهكذا تزعجون المسافر ؟ انصرفوا إلى مكان آخر ..
فقال له أحدهم : أنت جئت إلينا ونحن لم نأت إليك .. فارتحل سعد وقال له : إن كنت رجلا حقيقيا فاظهر نفسك ولا تتكلم معي مختفيا مثل الجبناء .. فظهر له رجل في الثلاثين من عمره ، في بنية قوية ، وجسد ممشوق ، تلمع عيناه كأنها جمرتين ، ويحمل سيفا يبرق كالذهب وقال له : أنت تصفني بالجبان في أرضي وأمام قومي ؟ والله لن أتركك .. هلمو أيها الأبطال .. فظهر قريب الأربعين من الفرسان كلهم على هيئة هذا الأول ..
فقال لهم ابن ورقة : من أي القوم أنتم ؟!
قالوا له : نحن من الجن من قبيلة فزام .. ألم تسمع بأبي نهشل الفزامي ؟! قال سعد : لا والله ماسمعت بهذا الرجل ولا بالقبيلة ، هل أنتم من الجن أم من الإنس ؟!!
فقالوا له : نحن لا نجيبك على سؤال أيها المعتدي .. اقبضوا عليه .. فاجتمع الفرسان على ابن ورقة فاستل سيفه وبدأ يضرب يمينا وشمالا ولكن الضرب لايصيبهم فهو يضرب في الهواء وهم يضحكون عليه ، وحتى الآن لم يعلم هل هم جن أو سحرة من سحرة الصحراء .. ولكنهم استطاعو أن يمسكوا به .. فلما مست أيديهم جسده انشل ولم يستطع المقاومة ، وأصبح لا يستطيع أن يحرك يدا ولا رجلا ، ثم أخذوه ووثقوه بالسلاسل وحملوه وساقوا فرسه إلى جبل وأدخلوه هو والفرس في غار في بطن ذلك الجبل ثم اجتمعوا على صخرة كبيرة فسدوا بها ذلك الغار حتى لايراه أحد لو مر بالجبل ، وليس هنالك إنسي يمر بذلك المكان من مئات السنين أصلا .. وبعد أن أغلقوا عليه الغار هو وفرسه تركوه وذهبوا والوقت ليس فيه قمر مكتمل .. فلما التفت ابن ورقة لم يجد أي وثاق ولا أثر ربط على يديه وقدميه .. فلما أصبح عليه الصبح رأى أنوار الفجر تلوح من أطرف الصخرة التي سدت الغار .. قام وصلى وأخرج شيئا من زاده فأكل وأعطى الفرس من زاد كان يحمله له من الحنطة والشعير و
أكل وشرب قليلا وسقى الفرس .. ولكن هذا الزاد والماء لن يدوم ط
BY عالم القصص والروايات 📚
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/ahgeel/1860