Forwarded from محمد مصطفى عبد المجيد
استعمل النبيّ ﷺ معاذًا على اليمن فتُوفّي النبيّ ﷺ، واستُخلف أبو بكر وهو عليها.
وكان عمر عامئذٍ على الحجّ، فجاء معاذ إلى مكّة ومعه رقيق ووُصفاء على حِدَةٍ.
فقال له عمر: يا أبا عبد الرحمن، لمن هؤلاء الوُصفاء؟
قال: هم لي.
قال: من أين هم لك؟
قال: أُهْدوا لي.
قال: أطِعْني وأرْسِلْ بهم إلى أبي بكر، فإنْ طيّبهم لك فهم لك.
قال: ما كنتُ لأطيعك في هذا، شيءٌ أُهْديَ لي أُرْسل بهم إلى أبي بكر!
قال: فباتَ ليلتَه ثمّ أصبح، فقال: يابن الخطّاب ما أراني إلّا مُطيعك، إني رأيتُ الليلة في المنام كأنّي أُجَرّ أو أُقاد -أو كَلمَةً تُشْبِهُها- إلى النار وأنت آخذ بحُجْزَتي.
فانْطلق بهم إلى أبي بكر، فقال: أنت أحقّ بهم، فقال أبو بكر: هم لك.
فانطلق بهم إلى أهله، فصفّوا خلفه يصلّون، فلمّا انصرف قال: لمن تصلّون؟
قالوا: لله تبارك وتعالى.
قال: فانطلقوا فأنتم له!
وكان عمر عامئذٍ على الحجّ، فجاء معاذ إلى مكّة ومعه رقيق ووُصفاء على حِدَةٍ.
فقال له عمر: يا أبا عبد الرحمن، لمن هؤلاء الوُصفاء؟
قال: هم لي.
قال: من أين هم لك؟
قال: أُهْدوا لي.
قال: أطِعْني وأرْسِلْ بهم إلى أبي بكر، فإنْ طيّبهم لك فهم لك.
قال: ما كنتُ لأطيعك في هذا، شيءٌ أُهْديَ لي أُرْسل بهم إلى أبي بكر!
قال: فباتَ ليلتَه ثمّ أصبح، فقال: يابن الخطّاب ما أراني إلّا مُطيعك، إني رأيتُ الليلة في المنام كأنّي أُجَرّ أو أُقاد -أو كَلمَةً تُشْبِهُها- إلى النار وأنت آخذ بحُجْزَتي.
فانْطلق بهم إلى أبي بكر، فقال: أنت أحقّ بهم، فقال أبو بكر: هم لك.
فانطلق بهم إلى أهله، فصفّوا خلفه يصلّون، فلمّا انصرف قال: لمن تصلّون؟
قالوا: لله تبارك وتعالى.
قال: فانطلقوا فأنتم له!
رواه ابن سعد في الطبقات
عن أنس، عن النبي ﷺ قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»
لما نفى النبي ﷺ الإيمان عمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه دل على أن ذلك من خصال الإيمان، بل من واجباته، فإن الإيمان لا ينفي إلا بانتفاء بعض واجباته،
وإنما يحب الرجل لأخيه ما يحب لنفسه إذا سلم من الحسد والغل والغش والحقد، وذلك واجب كما قال النبي ﷺ: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا»، فالمؤمن أخو المؤمن يحب له ما يحب لنفسه ويحزنه ما يحزنه كما قال ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمى والسهر»
فإذا أحب المؤمن لنفسه فضيلة من دين أو غيره= أحب أن يكون لأخيه نظيرها من غير أن تزول عنه، كما قال ابن عباس: إني لأمر بالآية من القرآن فأفهمها فأود أن الناس كلهم فهموا منها ما أفهم. وقال الشافعي: وددت أن الناس كلهم تعلموا هذا العلم ولم ينسب إلي منه شيء.
فأما حب التفرد عن الناس بفعل ديني أو دنيوي: فهو مذموم، قال الله تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا﴾* وقد قال علي وغيره: هو أن لا يحب أن يكون نعله خيرا من نعل غيره ولا ثوبه خيرا من ثوبه، وفي الحديث المشهور في السنن: »من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار.
وأما الحديث الذي فيه أن رجلا سأل النبي ﷺ فقال: إني أحب الجمال، وما أحب أن يفوقني أحد بِشِراك أو بشسع نعلي، فقال له النبي ﷺ «ليس ذلك من الكبر»،
فإنما فيه أنه أحب أن لا يعلو عليه أحد، وليس فيه محبة أن يعلو هو على الناس، بل يصدق هذا أن يكون مساويا لأعلاهم فما حصل بذلك محبة العلو عليه والانفراد عنهم، فإن حصل لأحد فضيلة خصصه الله بها عن غيره فأخبر بها على وجه الشكر، لا على وجه الفخر كان حسنا، كما كان النبي ﷺ يقول: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول شافع ولا فخر». وقال ابن مسعود: لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته.
فتح الباري لابن رجب
..............................................................
*راجع تفسير ابن كثير لهذه الآية.
لما نفى النبي ﷺ الإيمان عمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه دل على أن ذلك من خصال الإيمان، بل من واجباته، فإن الإيمان لا ينفي إلا بانتفاء بعض واجباته،
وإنما يحب الرجل لأخيه ما يحب لنفسه إذا سلم من الحسد والغل والغش والحقد، وذلك واجب كما قال النبي ﷺ: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا»، فالمؤمن أخو المؤمن يحب له ما يحب لنفسه ويحزنه ما يحزنه كما قال ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمى والسهر»
فإذا أحب المؤمن لنفسه فضيلة من دين أو غيره= أحب أن يكون لأخيه نظيرها من غير أن تزول عنه، كما قال ابن عباس: إني لأمر بالآية من القرآن فأفهمها فأود أن الناس كلهم فهموا منها ما أفهم. وقال الشافعي: وددت أن الناس كلهم تعلموا هذا العلم ولم ينسب إلي منه شيء.
فأما حب التفرد عن الناس بفعل ديني أو دنيوي: فهو مذموم، قال الله تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا﴾* وقد قال علي وغيره: هو أن لا يحب أن يكون نعله خيرا من نعل غيره ولا ثوبه خيرا من ثوبه، وفي الحديث المشهور في السنن: »من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار.
وأما الحديث الذي فيه أن رجلا سأل النبي ﷺ فقال: إني أحب الجمال، وما أحب أن يفوقني أحد بِشِراك أو بشسع نعلي، فقال له النبي ﷺ «ليس ذلك من الكبر»،
فإنما فيه أنه أحب أن لا يعلو عليه أحد، وليس فيه محبة أن يعلو هو على الناس، بل يصدق هذا أن يكون مساويا لأعلاهم فما حصل بذلك محبة العلو عليه والانفراد عنهم، فإن حصل لأحد فضيلة خصصه الله بها عن غيره فأخبر بها على وجه الشكر، لا على وجه الفخر كان حسنا، كما كان النبي ﷺ يقول: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول شافع ولا فخر». وقال ابن مسعود: لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته.
فتح الباري لابن رجب
..............................................................
*راجع تفسير ابن كثير لهذه الآية.
Forwarded from جوامع الكَلِم
لقاؤنا بإذن الله مع د. أحمد عبدالمنعم، حسب ما هو موضح في الإعلان
كونوا في الموعد ..
كونوا في الموعد ..
عن عروة بن الزبير عن امرأة من بني النجار قالت: «كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسَحَر، فيجلس على البيت ينظر إلى الفجر، فإذا رآه تَمطَّى ثم قال: اللهم إني أحمدك، وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك، قالت: ثم يؤذن، قالت: واللَّه ما علمته كان تركها ليلةً واحدةً، هذه الكلمات»
قال السهيلي: آخى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، ليُذهب عنهم وحشةَ الغُربة، ويتأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشدّ بعضهم أزر بعض، فلما عز الإسلام واجتمع الشمل وذهبت الوحشة= أبطل المواريث، وجعل المؤمنين كلهم إخوة، وأنزل {إنما المؤمنون إخوة} يعني في التوادد وشمول الدعوة.
وقد بيّن اللهُ تفاضلَ المؤمنين في مواضع أخر، وأنه من أتى بالإيمان الواجب استحق الثواب، ومن كان فيه شعبة نفاق وأتى بالكبائر، فذاك من أهل الوعيد، وإيمانه ينفعه الله به، ويخرجه به من النار ولو أنه مثقال حبة خردل، لكن لا يستحق به الاسم المُطْلَق المُعلّق به وعد الجنة بلا عذاب.
وتمام هذا أن الناس قد يكون فيهم من معه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب الكفر أو النفاق، ويسمى مسلمًا، كما نص عليه أحمد.
(ابن تيمية)
فالناسُ متفاوتون في إيمانهم، وليسوا على درجة واحدة، حتى لو كان أحدهم يعمل أعمالا شريفة كالعلم والدعوة، فقد يتلبّس ببعض شُعب الشر، والعاقل يرضى بالخير الذي عند أخيه، ويحاول أن يفتحَ له أبوابا من التوبة والارتقاء، وأن يكونَ عونا له على الزيادة في الخير والتخلص من الشر، وأن ينصحه نصيحة مُحب مُشفق يخشى على نفسه أن يُبتلى.
ولقد كان سيد الناس صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس خير أسوة، أخذ منهم العفو وأمرهم بالعُرف وأعرض عن جاهلهم، وصبر عليهم، حتى أخرج الله به أناسا من ظلمات الجهل والكفر إلى النور والهدى والرحمة.
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، في نفوس الناس وفي واقعهم وحياتهم.
وتمام هذا أن الناس قد يكون فيهم من معه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب الكفر أو النفاق، ويسمى مسلمًا، كما نص عليه أحمد.
(ابن تيمية)
فالناسُ متفاوتون في إيمانهم، وليسوا على درجة واحدة، حتى لو كان أحدهم يعمل أعمالا شريفة كالعلم والدعوة، فقد يتلبّس ببعض شُعب الشر، والعاقل يرضى بالخير الذي عند أخيه، ويحاول أن يفتحَ له أبوابا من التوبة والارتقاء، وأن يكونَ عونا له على الزيادة في الخير والتخلص من الشر، وأن ينصحه نصيحة مُحب مُشفق يخشى على نفسه أن يُبتلى.
ولقد كان سيد الناس صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس خير أسوة، أخذ منهم العفو وأمرهم بالعُرف وأعرض عن جاهلهم، وصبر عليهم، حتى أخرج الله به أناسا من ظلمات الجهل والكفر إلى النور والهدى والرحمة.
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، في نفوس الناس وفي واقعهم وحياتهم.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَمَرَّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ، وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَسَا، عَظِيمَ الْكُفْرِ شَدِيدَ الضَّغَنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ، عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ، يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ أُلْفَتِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ، وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ مِنْ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ: قَدْ اجْتَمَعَ مَلَأُ بَنِي قَيْلَةَ بِهَذِهِ الْبِلَادِ، لَا وَاَلله مَا لَنَا مَعَهُمْ إذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ. فَأَمَرَ فَتًى شَابًّا مِنْ يَهُودَ كَانَ مَعَهُمْ، فَقَالَ: اعْمِدْ إلَيْهِمْ، فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، ثُمَّ اُذْكُرْ يَوْمَ بُعَاثَ وَمَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنْشِدْهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا تَقَاوَلُوا فِيهِ مِنْ الْأَشْعَارِ.
وثمرة الرِّضا: الفرح والسُّرور بالربِّ.
ورأيت شيخ الإسلام ابن تيمية ــ قدَّس الله روحه ــ في المنام، وكأنِّي ذكرت له شيئًا من أعمال القلب وأخذت في تعظيمه ومنفعته، لا أذكره الآن، فقال: أمَّا أنا فطريقتي: الفرحُ بالله والسُّرور به، أو نحو هذا من العبارة.
وهكذا كانت حاله في الحياة، يبدو ذلك على ظاهره وينادي به عليه حالُه.
(ابن القيم)
ورأيت شيخ الإسلام ابن تيمية ــ قدَّس الله روحه ــ في المنام، وكأنِّي ذكرت له شيئًا من أعمال القلب وأخذت في تعظيمه ومنفعته، لا أذكره الآن، فقال: أمَّا أنا فطريقتي: الفرحُ بالله والسُّرور به، أو نحو هذا من العبارة.
وهكذا كانت حاله في الحياة، يبدو ذلك على ظاهره وينادي به عليه حالُه.
(ابن القيم)
Forwarded from قناة | فيصل بن تركي
•
وأكملُ النّاس عبوديَّةً المتعبِّدُ بجميع الأسماء والصِّفات التي يطّلع عليها البشر، فلا تحجبه عبوديّة اسمٍ عن عبوديَّةِ آخرَ، كمن يحجبه التعبُّد باسمه القدير عن التعبُّد باسمه الحكيم الرحيم، أو تحجبه عبوديّة اسمه المعطي عن عبوديّة اسمه المانع، أو عبوديّة اسمه الرحيم والعفوِّ والغفور عن اسمه المنتقم، أو التعبُّد بأسماء التودُّد والبِرِّ واللُّطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والكبرياء والعظمة ونحو ذلك.
- ابن القيم📿 .
•
وأكملُ النّاس عبوديَّةً المتعبِّدُ بجميع الأسماء والصِّفات التي يطّلع عليها البشر، فلا تحجبه عبوديّة اسمٍ عن عبوديَّةِ آخرَ، كمن يحجبه التعبُّد باسمه القدير عن التعبُّد باسمه الحكيم الرحيم، أو تحجبه عبوديّة اسمه المعطي عن عبوديّة اسمه المانع، أو عبوديّة اسمه الرحيم والعفوِّ والغفور عن اسمه المنتقم، أو التعبُّد بأسماء التودُّد والبِرِّ واللُّطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والكبرياء والعظمة ونحو ذلك.
- ابن القيم
•
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from قناة عمر الشاعر
-حين تتصفح أحوال المنتكسين عن خيرٍ كانوا عليه، أو تتأمل نصوص الوحي الكريم ستكتشف بسهولة أنه لا داء أخطر من (الكِبْر والاعتداد بالنفس).
أكثر من رأيتهم أو سمعت عنهم حرمهم الله التوفيق في علم أو عمل أو خير كانوا عليه، أو حتى خرجوا من الدين بالكلية = يجمع بينهم داء الكبر، ورؤية النفس والاعتداد بها.
حتى أنني ربما أرى الرجل ينطق بالحق مخلوطا بنبرة استعلاء؛ فأتوجس منه وأتحاشاه، خشية أن تكون عاقبة أمره خسرا.
-ذلك أن العلم والهداية أعظم أنواع الرزق وأعلاه، لأن خيرهما يعم هذه الدار الدنيا ويتجاوزها إلى الدار الأخرى العليا.
وهذا الرزق له أسباب كغيره، من أعظمها الإخبات والإنابة والافتقار، فمن خلا من هذه الأسباب صار محلا فاسدا، وغير قابل لاستقبال الهداية و العلم النافع؛ مهما كان نصيبه من النجابة والاطلاع.
ولذا قال تعالى {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
وقال تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}
وسمى القوم المكذبين لأنبيائهم في بعض المواطن {الملأ الذين استكبروا}
وعلق دخول النار على صفة الاستكبار {فلبئس مثوى المتكبرين}
والآيات في هذا الباب كثيرة
-أعظم العدة والمتاع للسائر إلى الله عامة، ولطالب العلم خاصة، هو تزكية النفس من الكبر والإعجاب، وتحليتها بالإنابة والافتقار، ورؤية نقصها والانشغال بعيبها، والتنقيب والتتبع لآفاتها وآثامها.
والصحابي الزاهد الفقيه أبو الدرداء جعل من خصيصة الفقه وعلامته (مقت النفس في ذات الله)
-يبقى أن صعوبة مداواة الكبر أن صاحبه لا يشعر ولا يعترف به، لكن يمكن أن يكتشفه ويعرفه بالقرائن، مثل ضيق صدره بالنصح، وحبه وشهوته للجرح والقدح، واتهام من حوله له بالكبر تصريحا أوتلميحا ... إلخ.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا وألا يتوفنا إلا وهو راض عنا.
عمرو عفيفي
أكثر من رأيتهم أو سمعت عنهم حرمهم الله التوفيق في علم أو عمل أو خير كانوا عليه، أو حتى خرجوا من الدين بالكلية = يجمع بينهم داء الكبر، ورؤية النفس والاعتداد بها.
حتى أنني ربما أرى الرجل ينطق بالحق مخلوطا بنبرة استعلاء؛ فأتوجس منه وأتحاشاه، خشية أن تكون عاقبة أمره خسرا.
-ذلك أن العلم والهداية أعظم أنواع الرزق وأعلاه، لأن خيرهما يعم هذه الدار الدنيا ويتجاوزها إلى الدار الأخرى العليا.
وهذا الرزق له أسباب كغيره، من أعظمها الإخبات والإنابة والافتقار، فمن خلا من هذه الأسباب صار محلا فاسدا، وغير قابل لاستقبال الهداية و العلم النافع؛ مهما كان نصيبه من النجابة والاطلاع.
ولذا قال تعالى {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
وقال تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}
وسمى القوم المكذبين لأنبيائهم في بعض المواطن {الملأ الذين استكبروا}
وعلق دخول النار على صفة الاستكبار {فلبئس مثوى المتكبرين}
والآيات في هذا الباب كثيرة
-أعظم العدة والمتاع للسائر إلى الله عامة، ولطالب العلم خاصة، هو تزكية النفس من الكبر والإعجاب، وتحليتها بالإنابة والافتقار، ورؤية نقصها والانشغال بعيبها، والتنقيب والتتبع لآفاتها وآثامها.
والصحابي الزاهد الفقيه أبو الدرداء جعل من خصيصة الفقه وعلامته (مقت النفس في ذات الله)
-يبقى أن صعوبة مداواة الكبر أن صاحبه لا يشعر ولا يعترف به، لكن يمكن أن يكتشفه ويعرفه بالقرائن، مثل ضيق صدره بالنصح، وحبه وشهوته للجرح والقدح، واتهام من حوله له بالكبر تصريحا أوتلميحا ... إلخ.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا وألا يتوفنا إلا وهو راض عنا.
عمرو عفيفي
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ- كَمَا حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ- وَسَيِّدُ أَهْلِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ الْعَوْفِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي الْحُبْلَى، لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ فِي شَرَفِهِ مِنْ قَوْمِهِ اثْنَانِ، لَمْ تَجْتَمِعْ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ، حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَامُ، غَيَّرَهُ، وَمَعَهُ فِي الْأَوْسِ رَجُلٌ، هُوَ فِي قَوْمِهِ مِنْ الْأَوْسِ شَرِيفٌ مُطَاعٌ، أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، أَحَدُ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ أَبُو حَنْظَلَةَ، الْغَسِيلُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَ قَدْ تَرَهَّبَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَبِسَ الْمُسُوحَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الرَّاهِبُ. فَشَقِيَا بِشَرَفِهِمَا وَضَرَّهُمَا.
فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَكَانَ قَوْمُهُ قَدْ نَظَمُوا لَهُ الْخَرَزَ لِيُتَوِّجُوهُ ثُمَّ يُمَلِّكُوهُ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِرَسُولِهِ ﷺ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَوْمُهُ عَنْهُ إلَى الْإِسْلَامِ ضَغِنَ، وَرَأَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ اسْتَلَبَهُ مُلْكًا. فَلَمَّا رَأَى قَوْمَهُ قَدْ أَبَوْا إلَّا الْإِسْلَامِ دَخَلَ فِيهِ كَارِهًا مُصِرًّا عَلَى نِفَاقٍ وَضِغْنٍ.
وَأَمَّا أَبُو عَامِرٍ فَأَبَى إلَّا الْكُفْرَ وَالْفِرَاقَ لِقَوْمِهِ حِينَ اجْتَمَعُوا عَلَى الْإِسْلَامِ، فَخَرَجَ مِنْهُمْ إلَى مَكَّةَ بِبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مُفَارِقًا لِلْإِسْلَامِ وَلِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ بَعْضِ آلِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ-: لَا تَقُولُوا: الرَّاهِبَ، وَلَكِنْ قُولُوا: الْفَاسِقَ.
فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَكَانَ قَوْمُهُ قَدْ نَظَمُوا لَهُ الْخَرَزَ لِيُتَوِّجُوهُ ثُمَّ يُمَلِّكُوهُ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِرَسُولِهِ ﷺ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَوْمُهُ عَنْهُ إلَى الْإِسْلَامِ ضَغِنَ، وَرَأَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ اسْتَلَبَهُ مُلْكًا. فَلَمَّا رَأَى قَوْمَهُ قَدْ أَبَوْا إلَّا الْإِسْلَامِ دَخَلَ فِيهِ كَارِهًا مُصِرًّا عَلَى نِفَاقٍ وَضِغْنٍ.
وَأَمَّا أَبُو عَامِرٍ فَأَبَى إلَّا الْكُفْرَ وَالْفِرَاقَ لِقَوْمِهِ حِينَ اجْتَمَعُوا عَلَى الْإِسْلَامِ، فَخَرَجَ مِنْهُمْ إلَى مَكَّةَ بِبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مُفَارِقًا لِلْإِسْلَامِ وَلِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ بَعْضِ آلِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ-: لَا تَقُولُوا: الرَّاهِبَ، وَلَكِنْ قُولُوا: الْفَاسِقَ.
Audio
جاءنا اليوم المشهود،
واستحضارًا لعظمة ذلك اليوم، وتهيئةً للقلوب للعبادة الأعظم فيه (عبادة الدعاء)
🎧لنستمع معًا إلى ذلك اللقاء المبارك بعنوان:
لقاءٌ أقيم بدار الحديث الشريف في المسجد الأقصى أمس.
🔗إحالات اللقاء الهامة:
محاضرة أتدري ما الله للشيخ الطريفي
كتاب شأن الدعاء للخطابي
#ادعوني_أستجب_لكم
#تهيئة_ليوم_عرفة
#أحمد_عبد_المنعم
واستحضارًا لعظمة ذلك اليوم، وتهيئةً للقلوب للعبادة الأعظم فيه (عبادة الدعاء)
🎧لنستمع معًا إلى ذلك اللقاء المبارك بعنوان:
ادعوني أستجب لكم | د.أحمد عبد المنعم
لقاءٌ أقيم بدار الحديث الشريف في المسجد الأقصى أمس.
🔗إحالات اللقاء الهامة:
محاضرة أتدري ما الله للشيخ الطريفي
كتاب شأن الدعاء للخطابي
#ادعوني_أستجب_لكم
#تهيئة_ليوم_عرفة
#أحمد_عبد_المنعم
الإحسان في الدعاء: أن تدعو الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
ادعُ الله وأنت ترى آياته ومخلوقاته، وأنت تبصر رحمته وكرمه، وأنت تلمس لطفه وحكمته.
ادعُ الله وأنت توقن بفقرك وضعفك وحاجتك واضطرارك.
لا ملجأ ولا منجى ولا أمان ولا قرار ولا طمأنينة ولا سكينة إلا بالوقوف عند بابه، بل لا حياة إلا به سبحانه وتعالى.
ادعُ الله وأنت ترى آياته ومخلوقاته، وأنت تبصر رحمته وكرمه، وأنت تلمس لطفه وحكمته.
ادعُ الله وأنت توقن بفقرك وضعفك وحاجتك واضطرارك.
لا ملجأ ولا منجى ولا أمان ولا قرار ولا طمأنينة ولا سكينة إلا بالوقوف عند بابه، بل لا حياة إلا به سبحانه وتعالى.
Forwarded from قناة أحمد عبد المنعم
إليك وإلا لا تُشَــدّ الركائبُ
ومنك وإلا لا تُنال الرغائبُ
وفيك وإلا فالمُؤمّـل خـائبُ
وعنك وإلا فالمُحدّث كاذبُ
وفيك وإلا فالرجاء مُضيّع
سناك وإلا فالبدور غَياهبُ
لديك وإلا لا قرار يطيب لي
عليك وإلا لا تسيل السَّواكبُ
ومنك وإلا لا تُنال الرغائبُ
وفيك وإلا فالمُؤمّـل خـائبُ
وعنك وإلا فالمُحدّث كاذبُ
وفيك وإلا فالرجاء مُضيّع
سناك وإلا فالبدور غَياهبُ
لديك وإلا لا قرار يطيب لي
عليك وإلا لا تسيل السَّواكبُ
الغَفارُ: هُوَ الذي يَغْفِرُ ذُنُوْبَ عِبَادهِ مَرة بَعْدَ أخْرَى، كُلَّماْ تَكَررَتِ التوْبَةُ فِيَ الذنْب مِنَ العَبْد تَكَررَتِ المَغْفِرَةُ. كَقُوْلهِ -سُبْحَانَهُ-: (وَإني لَغَفَار لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثم اهْتَدَى).
وَأصْلُ الغَفْرِ في اللغَةِ: السِّتْرُ وَالتغْطِيَةُ، وَمُنْهُ قِيْلَ لِجُنَّةِ الرأسِ: المِغْفَرُ، وَبِهِ سُميَ زئْبَرُ الثوب غَفْرًَا وَذَلِكَ لأنهُ يسْتر سَدَاهُ؛ فَالغَفارُ: الستارُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ، والمُسدِلُ عَلَيْهِمْ ثَوْبَ عَطْفِهِ ورَأفَتِهِ.
وَمَعْنَى الستْر في هَذَا أنهُ لَا يَكْشِفُ أمْرَ العَبْدِ لِخَلْقِهِ وَلَا يهْتِكُ سِتْرَهُ بِالعُقُوبةِ التي تَشْهَرُهُ فِي عيُونِهمْ.
وَيُقَال: إنَ المَغْفِرَةَ مَأخُوذَة مِنَ الغَفْر: وَهُو فِيْمَا حَكَاه بَعْضُ أهْلِ اللغة نَبْتٌ يُدَاوَى بِهِ الجِرَاحُ، يُقَالُ إِنهُ إِذَا ذُرَّ عَلَيْهَا دَمَلَهَا وَأبْرَاهَا.
الخطابي
وَأصْلُ الغَفْرِ في اللغَةِ: السِّتْرُ وَالتغْطِيَةُ، وَمُنْهُ قِيْلَ لِجُنَّةِ الرأسِ: المِغْفَرُ، وَبِهِ سُميَ زئْبَرُ الثوب غَفْرًَا وَذَلِكَ لأنهُ يسْتر سَدَاهُ؛ فَالغَفارُ: الستارُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ، والمُسدِلُ عَلَيْهِمْ ثَوْبَ عَطْفِهِ ورَأفَتِهِ.
وَمَعْنَى الستْر في هَذَا أنهُ لَا يَكْشِفُ أمْرَ العَبْدِ لِخَلْقِهِ وَلَا يهْتِكُ سِتْرَهُ بِالعُقُوبةِ التي تَشْهَرُهُ فِي عيُونِهمْ.
وَيُقَال: إنَ المَغْفِرَةَ مَأخُوذَة مِنَ الغَفْر: وَهُو فِيْمَا حَكَاه بَعْضُ أهْلِ اللغة نَبْتٌ يُدَاوَى بِهِ الجِرَاحُ، يُقَالُ إِنهُ إِذَا ذُرَّ عَلَيْهَا دَمَلَهَا وَأبْرَاهَا.
الخطابي
وَلَا يَسْتَحِقُّ أنْ يُسَمَّى وَهَّابًا إلا منْ تَصَرَّفَتْ مَوَاهِبُهُ فِي أنْوَاعِ العَطَايَا فَكَثُرَتْ نَوَافِلُهُ وَدَامَتْ.
وَالمَخلُوقُونَ إنما يَمْلِكُونَ أنْ يَهَبُوا مَالًا، أوْ نَوَالًا في حَالٍ دُوْنَ حَالٍ، وَلَا يَمْلِكُوْنَ أنْ يَهَبُوا شِفَاءً لِسَقِيْم، وَلَا وَلَدًَا لِعَقِيْم، وَلَا هُدَى لِضَلَالٍ، وَلَا عَافِيَة لِذِي بَلَاءٍ، وَالله الوَهابُ -سُبْحَانَهُ- يملِكُ جَميْعَ ذَلِكَ، وَسِعَ الخَلْقَ جُوْدهُ، وَرَحْمَتُهُ، فَدَامَتْ مَوَاهِبُهُ واتصَلَتْ مِنَنُهُ وَعَوَائِدُهُ.
الخطابي
وَالمَخلُوقُونَ إنما يَمْلِكُونَ أنْ يَهَبُوا مَالًا، أوْ نَوَالًا في حَالٍ دُوْنَ حَالٍ، وَلَا يَمْلِكُوْنَ أنْ يَهَبُوا شِفَاءً لِسَقِيْم، وَلَا وَلَدًَا لِعَقِيْم، وَلَا هُدَى لِضَلَالٍ، وَلَا عَافِيَة لِذِي بَلَاءٍ، وَالله الوَهابُ -سُبْحَانَهُ- يملِكُ جَميْعَ ذَلِكَ، وَسِعَ الخَلْقَ جُوْدهُ، وَرَحْمَتُهُ، فَدَامَتْ مَوَاهِبُهُ واتصَلَتْ مِنَنُهُ وَعَوَائِدُهُ.
الخطابي
Listen to ساعة كاملة من تكبيرات العيد | المنصورة by تراتيل on #SoundCloud
https://on.soundcloud.com/qhOb5QwUe3Lt8YcaEE
https://on.soundcloud.com/qhOb5QwUe3Lt8YcaEE
SoundCloud
ساعة كاملة من تكبيرات العيد | المنصورة
تكبيرات العيد بالترتيب:
الشيخ عمرو الشرقاوي
محمد حاتم شاهين
م. باسل محمد مؤنس
م. محمد حشيش
د. ياسر أبو رحاب
الشيخ عمرو الشرقاوي
محمد حاتم شاهين
م. باسل محمد مؤنس
م. محمد حشيش
د. ياسر أبو رحاب