وكُلّ رجائي أيا خالقي أن تَفتح لأخي أبواب جنّتك فتَهب مِنها نَسمات طيّبة تُطيب قبره، وأنّ تَمُدّه بنورٍ من عندك يؤنسهُ في وحشته، وأن تصرف عنهُ عذابك وتَمنحهُ نَعيمك، أن تُبعد عنهُ غَضبك وسخطك وتكرمهُ برضاكَ ورحمتك، و أن تُجنبهُ الشقاء وتجعلهُ في جنّتكَ أسعد السُعداء، يا رَبّ الارضِ والسَماء .

وهل لي أن أحسد شيئا سوى تلكَ الأرضُ الّتي ضَمّتكَ في جوفها، وتلكَ الرمال الّتي احاطتك واحتضنتك، وَعنّي أبعَدَتك!، أأحسدُ شيئًا مثلما أحسدُ قطرات المَطر الّتي تتنزل بأمرِ رَبها لتتسلل إليكَ مِن بين تلك الأتربة!، أم مثلما أحسدُ تلكَ البيوت الّقريبةُ مِن مكانِ نومكَ الأبدي، بينما أنا البَعيدةُ جدًا عَنك، البعيدَةُ للحدِّ الّذي لا أتمكنُ فيهِ مِن أن أتبلل بذاتِ المَطر الّذي يُبلل قبرَك!، بعيدةٌ للحدّ الّذي لا يُمَكِنني مِن أن أمرّ كلّ يومٍ إلى تلكَ الأرض الّتي حَوتك، فألقي عليكَ السَلام، وأزورك كلّما اشتقت وضاقت بيَ الدُنيا!، رَحمكَ الله يا حَبيبَ أختكَ وأبدل هذا البُعد الّذي كُتب عَلَيَ في الأرضِ، لقاءً في السماء.. وما أجملَ لقاءُ السَماء، ولا سيّما إن كُنتَ أنت الّذي سَألقاه، ما أجملهُ حَقًا !

تَقبلكَ الله وأحسنَ إليكَ أيا غَصةً علِقت فِي الفُؤادِ، وعَجِزَ أيُ شَيءٍ عَن إزاحَتها .."(

لا أظنُ أنّ للميتِ قَلب يَحِنّ، كُتِبَ هذا عَلينا نَحنُ الأحياء فقط💔!

اللهم اكتُب لأخي مَغفرة ورحمة ورضوانًا ونعيم، واكرمهُ بخيرِ ما عِندك، واسكنهُ خير مَسكنٍ، وابعثهُ آمنًا مُطمئنًا وامنحهُ في الجنةِ سرورها ونورها وقصورها وحورها وحبورها، القَريبة ظلالها والدانية قطوفها، وصُبّ اللهم عليهِ إحسانكَ و ألطافكَ وأفضالك وبركاتك صَبًا صَبّا يا رَبّ العالمين، ويا أكرمَ الأكرمين، ياخيرَ مَن سُئلَ وأجود من أعطى .. آمين .

في السابعةِ صَباحًا..
أجلسُ وَحدي برفقةِ ذكرياتكَ
إنّ أيامي لا تَخلوا منك
أنت تُرافقني دائِمًا..، طَيفكَ في كُلّ مَكان
ورغم ذلكَ قَلبي لَم يَكُفَّ عن الشوقِ لَك
أشتاقُكَ كَثيرًا، وأفتقدكَ كَثيرًا
ولا أخبرُ أحدًا بذلكَ خَشيةَ أن احزنهم
ولكن انا مُتأكدة من أن الجميعَ هُنا يفتقدك
حَتى لو لم يُخبرَ أحدنا الآخر
فمكانك مازال يَخلو منك
والفراغ الّذي خَلّفهُ رحيلكَ..
واسعٌ جِدًا، ليس بمقدور أحدٍ أن يَملأه
مازلنا نَذكرك دائمًا، ما زلت المَثل الّذي يُضرب بهِ
في كُلّ خَير نَتحدثُ عَنه..،
أشتاقُكَ أيها الطيبُ جدًا، والخلوقُ جدًا، وَالنَقيُ جدًا
أشتاقُ لعينيك، لضحكتك، لغمازتيك..
أشتاق كثيرًا لصوتك الشَجي، أتذكرُ حين كُنتَ تَنشدُ لنا اثناء قيادتك للسيارةِ كُلّما خَرجنا..
تَحديدًا تلكَ الأيام.. لَم تَخرج منّي ابدًا
ولو كانَ بيدي، لما عشتُ بغيرها..
لو كان بيدي لدُفنتُ مَعكَ في ذاتِ اليوم
ولما تَجرّعتُ كُلّ هذهِ الأيام دونَك
ولكنّه القَدر..، وجِبَ علينا الإيمان بهِ وإن كانَ شرًا
والآن مالي سوى حَسرتي عَليك، ودُعاءٌ يُرددهُ لساني..، عَسى أن يكونَ اللّقاءُ قَريبا، عَسى أن يكون اللقاءُ جَنة الخُلد، عَسى أن أحتضنك عند بابها، حُضنًا طويلًا.. يُطفئ لوعةَ اشتياقي، أيا تَقبلكَ الله، يا فؤاد أختك وبَريقَ عينياها .."(

أخي الحَبيب..، سَندي الّذي فقدتهُ منذُ وقتٍ طَويل، كَمّ أشتاقُ إليك، ليتكَ تعلمُ بهذا، فقط أتمنى أن تعلم أني لم انساك، وأنك مازلت تُرافق دعواتي، وأنكَ لستَ وحيدًا، دعواتي تَصحبك في كلّ يومٍ وكل لَيلة، ومازلتُ أحبّ أن أُصبحَ عليكَ مع كل اشراقةِ شَمسٍ جديدة، حَتى لو لم تَسمعني، فإن صَباحي لا قيمة لهُ إن لم أذكركَ به، صُبّحتَ بخيرٍ يُحيط قبركَ من كلّ جانب، صُبّحتَ بنورٍ لا تنالُ منه عتمة ولا يقرب منه ظلام..، صُبّحت وورود الجنةِ تَلف روحكَ الطاهرة، وعبيرها يتناثرُ من حولكَ فيُنسيك كلّ ما واجهتهُ في هذهِ الحَياة .

في هذه الساعات من اللّيل ما عليك إلّا أن ترتمي بين أحضان سجادتك، وأن تبوح بكلِ ما عندكَ، حتى إذا رَفعتَ رأسك منها شَعرت براحةٍ ما بعدها راحة، شَعرت بخفَتك، وكأنّه لا ثُقلَ أوجع روحك، فإن ذلك البوح لا يشبهُ بوحَكَ للبشر، إنّه البَوح الآمن الّذي لا خذلان بَعده، واذكروني وأخي أثناء حديثَكُم الى الله .

- الوتر

عطرّ صباحكَ بالصلاةِ على الرسول
لِيكون يومك فيهِ خيرٌ لا يزول، ﷺ .

كَمّ أشتاقُ إليكَ أيها الراحلُ عَن الحياةِ إلى الحياة، لا فارقَتكَ رحمةُ الله يا أخي..، وجُعِلَ مَصيركَ جنان خُلدٍ يظلُك الرحمن بظلّه يومَ لا ظلّ إلّا ظله .

أخي الراحل...💔
لا أعلمُ كيفَ هو حالك الآن، ولكنّ في قلبي ثقة عَظيمة بالله، وحُسن ظنٍ لا يُماثله شيء، أنكَ بين يدي ربٍّ رَحيم، وأنّ هذا الرَّب أحنّ عليك منّا جَميعا، رؤوفٌ بك، كَريمٌ حين يُعطي، وأملي أن تكون عطية الله لكَ جنّة لا تُشقى بها، تَفترشُ نَعيمها وتلتحف هناءها، وتحيطك بها السعادة من كلّ جانب .

طالَ فراقنا، وطال معهُ حُزني
أعلمُ أنّ الحزن طويلا على شخص كتب الله له الموت لا يصح، ولكنّي لا أملكُ قلبي الّذي شيده الحزنُ منذ رحيلك، إنك والله خيرُ مَن يُحزن عليه، وتتملكني حسرة على فقد أخٍ عظيم مثلك، لا يُمكن ليومي أن يمر دونَ أن اتذكرك، وما يُحزنني أكثر أني لا أمتلك الذكريات الكافية الّتي قد تُخفف عنّي قسوة بُعدك، ولكنّ أعلل النفس بما أملكه، وأصبرها بالدعاء لكَ.. ولي، بأن يجمع الله شملنا في جنات النعيم .."(

أنارَ الله قَبركَ..، وفُتحت لكَ أبواب الجنة،
لتكونَ مِن سُكانها، آمين.

رحمَ الله فقيدًا، لم يؤذي قلبي شيء مثل فراقه،
أحاطتك رحمةُ اللهِ يا حَبيبَ أختك وقَلبها النابض شوقًا إليك "(

أحياك الله حياةً طيّبة، تُشبهُ قلبك،
وما أطيبهُ من قلب .

اللهم أكرم أخي بعطائك ومرضاتك ونعيمك وجنّاتك، واجعلهُ في رعايتك وأمانك بَينَ عَطفكَ وألطافك .

عِند كلّ فجرٍ تَخطرُ على بالي، تمامًا في موعدِ رحيلك الآخير في ذلك اليوم المشؤوم، ولا حيلة لي سوى ذِكر اسمك في دُعائي، وأثناء ذلك تُصرّ الدموع على الهَرب من عيني، لأشعر بلسعاتها فوق خَدّي، فتنتقلُ تلك اللّسعات إلى قَلبي فتتخذُ منهُ موطنًا لَها، لأشعرَ طوال حياتي بألمِ فِراقك .."(

مازال ذلك المشهد يؤلم قلبي، ومازالت عيني تدمع كلّما مَرّ عليها ما رأت، لم تُفارقني آخر لحظة رأيتك بها وأنت غارق بدمائك، حاوَلَت أمي أن تغطي عيني ولكن عَبثًا لأنني قَد رأيتك وما نسيتُ يومًا ما رأيت💔، تَقبلك الله وأحسن إليك، ولعن قاتلك وأعد له عذابًا عَظيما .

أستغفرك اللهم لي ولما يشعرُ بهِ قلبي، وأشهدك أنهُ ليس اعتراضًا على قدرك ولكنّه الحَنين، فلا تؤاخذني يا الله .."(

صباح الرحمة والمغفرة لفقيديَ الذي طالَ نومه..، تأبى الذكرى أن تُفارقني، ما زالت تطوف حولي كَي لا أنسى أنه كان لي أخًا عَظيمًا فَقدتُه..، فلترقد بسلامٍ يا أعظمَ خساراتي ..