Telegram Group & Telegram Channel
السنن الإلهية في أحداث سوريا


1- كل الأحداث المتعلقة بالتدافع بين الحق والباطل يجب فهمها وتحليلها من جهتين:
الأولى: من جهة السنن الإلهية والأسباب الإيمانية والغيبية.
الثانية: من جهة الأسباب المادية، والظروف الموضوعية، والمعطيات الميدانية.
والمتأمل في آيات القرآن الكريم المتعلقة بالمعارك والقتال والتدافع يجد أن العناية فيها إنما هي متعلقة بالجهة الأولى، فهذه سور الأنفال وآل عمران والأحزاب والتوبة، عامة ما فيها عن المعارك متعلق بفعل الله وقدره ونصره وسنته ومنّته ونعمته على المؤمنين، وربط ذلك بجوانب العبودية التي تؤدي إلى هذا النصر والعون الإلهي.
مع الإشارة المجملة إلى الجهة الثانية -جهة الأسباب والمعطيات المادية والتي نجدها في التطبيق العملي في السيرة النبوية بصورة أكبر-

2- إن ما حصل من فتح في سوريا لهو حدث عظيم وأمر كبير يجب قراءته على ضوء السنن الإلهية والمعاني الإيمانية والقدرية، فالله تعالى يحبّ من عباده المؤمنين التأمل في أقداره المتعلقة بعقاب الظالمين ونصر المؤمنين.
ولا يصلح أن نتعامل مع هذا الحدث العظيم بمجرد التحليلات السياسية ومعطيات الظروف الدولية، فالأمر الذي حصل كان أكبر من كل هذه الاعتبارات والقياسات، فلا ينبغي نسبة فضل الله لغيره، مع ملاحظة الأسباب والجهود والتضحيات وشكر ذلك.

3- النصر في سوريا-من جهة السنن الإلهية- كان مبنياً على سنتين:
الأولى- سنة إهلاك الظالمين؛ وذلك أنّ النظام السوري كان قد تجاوز حده في الإجرام وأسرف في الإفساد إسرافاً يستوجب دفع الله له. [وهذا أظهر الأمرين من جهة أسباب النصر في ظنّي والله أعلم، ولذلك فإن عنوان المعركة الميداني كان: انهيار جيش النظام وفرار جنده]
الثانية- سنة نصْر الله للمؤمنين؛ إذا أخذوا بالأسباب وبذلوا ما عليهم، وقد فعل إخواننا ذلك (ولو بقدْر معيّن)، ومن أهم الأسباب التي اتخذت: اجتماع الكلمة.

إذاً، النصر لم يكن مبنياً على مجرد الإعداد والإيمان، بل كان مبنياً -كذلك- على شدة ظُلم الطرف الآخر؛ فعاقبهم الله بظلمهم فخذلهم وقذف في قلوبهم الرعب؛ فانهاروا سريعا وسقطوا، وجعل الله ذلك على أيدي المؤمنين، كما قال سبحانه: (ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا)

4- وهنا آتي للخلاصة المركزية في هذا المقال:
إذا كان الحال ما تقرر في الفقرة السابقة من أن النصر في سوريا كان من أهم أسبابه: شدة ظلم الطرف الآخر، فإنّ هذا السبب لن يكون متوفرا على الدوام، بل هناك مراحل سيكون العمدة فيها على مقدار تحقيق الإيمان والتوكل والصبر والعمل الصالح واجتناب المعصية واتخاذ الأسباب أعظم من أي شيء آخر، وهذه متطلبات مرحلة التمكين.
فالذي حصل هو نصر عظيم، ولكن لم يحصل التمكين بمعناه الحقيقي إلى اليوم (لا دينيا ولا دنيويا).
والأسباب المؤدية إلى التمكين -في السنن الإلهية- أعلى من الأسباب المؤدية إلى النصر، ومتطلباتها الإيمانية أعلى من متطلبات النصر، كما يُفهَم من قوله سبحانه:
﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون﴾
وهذا معنى دقيق ومهم في ميزان السنن الإلهية.
وبناء على ذلك فإن المرحلة الحالية والقادمة تتطلب تركيزاً بالغاً على الإيمان والتوكل والاستغفار، وإصلاح النفوس ووضوح الغايات والمحافظة على مبدأ إعلاء كلمة الله، مع اتخاذ كل ما يمكن من الأسباب السياسية والدنيوية والمادية بطبيعة الحال.

والله تعالى أعلم، ونسأله العفو والعافية وتمام النعمة.
3.79K👍787👌83🔥64👏39🤝11🤩10💔10😁7



group-telegram.com/alsayed_ah/3438
Create:
Last Update:

السنن الإلهية في أحداث سوريا


1- كل الأحداث المتعلقة بالتدافع بين الحق والباطل يجب فهمها وتحليلها من جهتين:
الأولى: من جهة السنن الإلهية والأسباب الإيمانية والغيبية.
الثانية: من جهة الأسباب المادية، والظروف الموضوعية، والمعطيات الميدانية.
والمتأمل في آيات القرآن الكريم المتعلقة بالمعارك والقتال والتدافع يجد أن العناية فيها إنما هي متعلقة بالجهة الأولى، فهذه سور الأنفال وآل عمران والأحزاب والتوبة، عامة ما فيها عن المعارك متعلق بفعل الله وقدره ونصره وسنته ومنّته ونعمته على المؤمنين، وربط ذلك بجوانب العبودية التي تؤدي إلى هذا النصر والعون الإلهي.
مع الإشارة المجملة إلى الجهة الثانية -جهة الأسباب والمعطيات المادية والتي نجدها في التطبيق العملي في السيرة النبوية بصورة أكبر-

2- إن ما حصل من فتح في سوريا لهو حدث عظيم وأمر كبير يجب قراءته على ضوء السنن الإلهية والمعاني الإيمانية والقدرية، فالله تعالى يحبّ من عباده المؤمنين التأمل في أقداره المتعلقة بعقاب الظالمين ونصر المؤمنين.
ولا يصلح أن نتعامل مع هذا الحدث العظيم بمجرد التحليلات السياسية ومعطيات الظروف الدولية، فالأمر الذي حصل كان أكبر من كل هذه الاعتبارات والقياسات، فلا ينبغي نسبة فضل الله لغيره، مع ملاحظة الأسباب والجهود والتضحيات وشكر ذلك.

3- النصر في سوريا-من جهة السنن الإلهية- كان مبنياً على سنتين:
الأولى- سنة إهلاك الظالمين؛ وذلك أنّ النظام السوري كان قد تجاوز حده في الإجرام وأسرف في الإفساد إسرافاً يستوجب دفع الله له. [وهذا أظهر الأمرين من جهة أسباب النصر في ظنّي والله أعلم، ولذلك فإن عنوان المعركة الميداني كان: انهيار جيش النظام وفرار جنده]
الثانية- سنة نصْر الله للمؤمنين؛ إذا أخذوا بالأسباب وبذلوا ما عليهم، وقد فعل إخواننا ذلك (ولو بقدْر معيّن)، ومن أهم الأسباب التي اتخذت: اجتماع الكلمة.

إذاً، النصر لم يكن مبنياً على مجرد الإعداد والإيمان، بل كان مبنياً -كذلك- على شدة ظُلم الطرف الآخر؛ فعاقبهم الله بظلمهم فخذلهم وقذف في قلوبهم الرعب؛ فانهاروا سريعا وسقطوا، وجعل الله ذلك على أيدي المؤمنين، كما قال سبحانه: (ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا)

4- وهنا آتي للخلاصة المركزية في هذا المقال:
إذا كان الحال ما تقرر في الفقرة السابقة من أن النصر في سوريا كان من أهم أسبابه: شدة ظلم الطرف الآخر، فإنّ هذا السبب لن يكون متوفرا على الدوام، بل هناك مراحل سيكون العمدة فيها على مقدار تحقيق الإيمان والتوكل والصبر والعمل الصالح واجتناب المعصية واتخاذ الأسباب أعظم من أي شيء آخر، وهذه متطلبات مرحلة التمكين.
فالذي حصل هو نصر عظيم، ولكن لم يحصل التمكين بمعناه الحقيقي إلى اليوم (لا دينيا ولا دنيويا).
والأسباب المؤدية إلى التمكين -في السنن الإلهية- أعلى من الأسباب المؤدية إلى النصر، ومتطلباتها الإيمانية أعلى من متطلبات النصر، كما يُفهَم من قوله سبحانه:
﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون﴾
وهذا معنى دقيق ومهم في ميزان السنن الإلهية.
وبناء على ذلك فإن المرحلة الحالية والقادمة تتطلب تركيزاً بالغاً على الإيمان والتوكل والاستغفار، وإصلاح النفوس ووضوح الغايات والمحافظة على مبدأ إعلاء كلمة الله، مع اتخاذ كل ما يمكن من الأسباب السياسية والدنيوية والمادية بطبيعة الحال.

والله تعالى أعلم، ونسأله العفو والعافية وتمام النعمة.

BY قناة أحمد بن يوسف السيد


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/alsayed_ah/3438

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The last couple days have exemplified that uncertainty. On Thursday, news emerged that talks in Turkey between the Russia and Ukraine yielded no positive result. But on Friday, Reuters reported that Russian President Vladimir Putin said there had been some “positive shifts” in talks between the two sides. The S&P 500 fell 1.3% to 4,204.36, and the Dow Jones Industrial Average was down 0.7% to 32,943.33. The Dow posted a fifth straight weekly loss — its longest losing streak since 2019. The Nasdaq Composite tumbled 2.2% to 12,843.81. Though all three indexes opened in the green, stocks took a turn after a new report showed U.S. consumer sentiment deteriorated more than expected in early March as consumers' inflation expectations soared to the highest since 1981. Perpetrators of such fraud use various marketing techniques to attract subscribers on their social media channels. Anastasia Vlasova/Getty Images WhatsApp, a rival messaging platform, introduced some measures to counter disinformation when Covid-19 was first sweeping the world.
from us


Telegram قناة أحمد بن يوسف السيد
FROM American