group-telegram.com/alshamii011/66792
Last Update:
“ليست المجازر من تُستَحضَر، بل نحن من نُستَدعى إليها، كلما توهّمنا أنها مضت.
رغم مرور أكثر من عقد على مجزرة "داعش"بحق عشيرة الشعيطات في دير الزور-أغسطس 2014؛ إلا أنها لم تحظَ بالتوثيق والدراسة المنهجية والموضوعية الكافية. علماً أن المجزرة تعد أبرز أحداث القتل الجماعي على خارطة المجازر السورية، لناحية الحجم والأعداد الموثقة، بعد مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق، والأكبر على يد "داعش" خلال صعوده. وقد زاد من خصوصيتها طبيعة وأنماط العنف الأدائي للتنظيم في تنفيذ المجزرة، والتي عكَست فلسفة "إدارة التوحّش" خلال تمدده في سوريا والعراق. ناهيك عن خصوصية الحامل "الديني-الأيديولوجي" الذي شكَّل "مبرِّراً" وغطاءً لقتل المئات من المدنيين، وخطاباً تعبوياً لتجييش مرتكبي الجريمة، التي تجلَّت فيها ملامح فعل إبادي بحق بُنية محلية عشائرية.
كما لا تنفصل المجزرة عن سياق العُنف العام الذي تمت فيه، سواء على مستوى دير الزور والمنطقة الشرقية أو سوريا، والذي مثَّل إطاراً عاماً وفَّرَ المقدمات ورسم بشكل أو بآخر النتائج. فقد شهدت دير الزور بداية 2014 صعوداً سريعاً لـ"داعش"، سرعان ما أدى إلى صدامات عنيفة مع فصائل المعارضة بمختلف توجهاتها، وأفضى إلى معارك طاحنة لأكثر من 6 أشهر بين الطرفين، قبل أن تنتهي بسيطرة "داعش" على أغلب المحافظة، بينما كانت بلدات الشعيطات من آخر المناطق التي أخضعها، ليختتم سيطرته بمجزرة طوَت معها أحداث مرحلة عسكرية كاملة، مُخلِّفة آثاراً إنسانية أبعد من ذلك بكثير.
تأتي هذه الدراسة كمحاولة لإعادة توثيق وتشكيل الحدث وضبط سرديته وسياقه السابق واللاحق، بدءاً من توثيق ومراجعة السياق السياسي والعسكري لصعود "داعش" في دير الزور، وتموضع فصائل الشعيطات ضمن خارطة الصراع، مروراً بحدث المجزرة الأساسي حيث عملت الدراسة على إعادة تشكيله تفصيلاً ورسم خطّ زمنيّ واضح مدعوم بمئات الوثائق والتواريخ والشهادات، ثم تحليل البيانات والأرقام المتعلقة بالضحايا والمفقودين، وصولاً إلى دراسة تبعات الحدث من تهجير ومقابر جماعية؛ إذ تقدّم الدراسة مسحاً هو الأول للمقابر التي اكتَشفت بين 2014 وحتى أحدث موقع في 2020.
استندت الدراسة إلى منهجية متعددة المصادر، جمعت بين تتبّع السرديات المحلية، وتحليل الوثائق والشهادات، ومسح وتحليل بيانات الضحايا والمقابر الجماعية. وقد أُنجزت لصالح "متحف سجون داعش"، الذي أسهم في جمع وتدقيق مئات الشهادات والوثائق على مدار سنوات، إلى جانب الشراكة مع "رابطة عائلات ضحايا الشعيطات" فيما يتعلق ببيانات الضحايا، وعلى رأسها الشريك الأساسي في هذا الجهد،ايمن علاو، الذي قدّم مساهمة محورية في جمع البيانات والشهادات الميدانية. ولا يسعني سوى شكر الفريق الذي وفره المتحف لاستكمال هذا الدراسة فنياً، خاصة وأنه أطلق ملفات مختلفة حول سجون "داعش" في المنطقة ووفر جولات افتراضية (3D) تضع المتلقي في صورة واقعية.
توفر الدراسة أساساً معرفياً للبناء عليه في مسارات عدة أبرزها الحقوقية، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من المفقودين، وتواصل اكتشاف المقابر الجماعية، ناهيك عن تورُّط عدد كبير بالحدث. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الدراسة اعتُمِدَت من قبل (النيابة العامة والقضاء الألماني) كمرجع أساسي في عدد من المحاكمات الجارية بحق متورطين في المجزرة، ومع أهمية ذلك في تحقيق شكل من أشكال العدالة خارج الحدود، إلا أن التطلع الأكبر أن تسهم وغيرها في دعم مسار عدالة انتقالية سورية. وبهذا المعنى، فإن الدراسة لا تمثل إغلاقاً لملف المجزرة، بقدر ما تحاول فتحه من جديد لتثبيته في سجل الذاكرة، ودفعه ليأخذ موقعه في سياق عدالة أكثر شمولاً، لا يقتصر على فظائع طرف بعينه، ولا يُقصي فئة من الضحايا.
رابط الدراسة باللغة العربية
https://2u.pw/XQJoJ
رابط الدراسة باللغة الإنكليزية
https://2u.pw/hvf2o
✅ منصة الإعلام العسڪري↓
https://www.group-telegram.com/us/alshamii011.com