Telegram Group Search
طرق حديث الرايات السود التي تأتي من خراسان:

مقدمة ضرورية:
من أشهر الأحاديث التي كان ولا يزال كثيرٌ من المسلمين خاصةً المهووسين بعلامات آخر الزمان يؤمنون بها ألا وهي أحاديث الرايات السود التي تخرج من خراسان أو المَشْرِق ، ويقصدون بها منطقة آسيا الوسطى ، بالنسبة لأهل السنة والجماعة لم ترد أحاديث الرايات السود في صحيح البخاري ولا صحيح مسلم ، ولو كانت صحيحةً لَنَقَلَ أصحاب الصحاح حديثاً واحداً أو اثنين منها خصوصاً أنها كانت شائعةً جداً في زمانهم في القرنين الثاني والثالث الهجريين وكان المسلمون في هذين القرنين مخرفين ومهووسين بعلامات الساعة وفِتَنِ آخر الزمان ومَصْنَعُ الأحاديث يعمل في الكوفة والشام والحجاز والكذابون والوضاعون كُثُرٌ جداً ، لكن أصحاب الصحاح والسنن كانوا يعلمون بأن تلك الأحاديث التي تذكر الرايات السود وخراسان والسفياني والمهدي ليست سوى أكاذيبَ عباسيةً وشيعيةً فأعرضوا عنها وتجاهلوها إلا أنهم قَصَّرُوا في بيان ضعفها ورَدِّها وجعلوا كثيراً من أهل السنة المتأخرين يغترون بها ويوردونها في مصنفاتهم ومقالاتهم لدرجة أن بعضهم مثل ابن كثير الدمشقي الشافعي صاحب موسوعة البداية والنهاية ، جعلها من دلائل نبوة النبي ﷺ ، الأقوال المكذوبة الملفقة على النبي في القرن الثاني الهجري من بني العباس وأنصار آل أمية وأنصار آل علي أصبحت دلائل نبوة ! ، وحتى أن التنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش يُنْزِلونَ هذه الأحاديث على أنفسهم فنشأت القاعدة وانطلقت من باكستان وأفغانستان لكي تحقق حديث الرايات السود التي تنحدر من خراسان !

تقسيم بلدان المسلمين في القرنين الثاني والثالث الهجريين حسب الولاءات السياسية .

البلدان ذات الميول العباسية 🔵 :
عامة العراقيين والخراسانيين .

البلدان ذات الميول الأموية 🔴 :
الشاميون والبربريون والأندلسيون .

البلدان ذات الميول العلوية أو الشيعية 🟢 :
الكوفيون واليمنيون .

بلدانٌ محايدةٌ تنحاز للطرف الأقوى :
الحجاز وفارس والجزيرة الفراتية ومصر .

📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠١
((حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الواحد، عن الزهري، قال: «بلغني أن الرايات السود تخرج من خراسان، فإذا هبطتْ من عقبة خراسان هبطتْ تنفي الإسلام، فلا يردها إلا رايات الأعاجم من أهل المغرب».))
.
حكم الحديث : موقوفٌ منقطع .
الزهري هو محمد إبن شهاب الزهري المدني
(توفي سنة 124 هـ) من تابعي التابعين وكل أحاديثه التي يرويها بصيغة البلاغ (بلغني أو بلغنا)
غير مقبولةٍ عند أهل السنة وكذلك أحاديثه المُرْسَلَة التي لا يسندها إلى النبي ﷺ أو الصحابة كلها مرفوضة .


📚الموقظة / شمس الدين الذهبي (٧٤٨ هـ) / طبعة مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب / الصفحتان ٣٩-٤٠ :
((ويوجد في المراسيل موضوعات . نعم، وإن صَحَّ الإسناد إلى تابعيٍّ متوسط الطبقة، كمراسيل:
مجاهد، وإبراهيم، والشعبي ، فهو مرسلٌ جيدٌ لا بأس به، يقبله قومٌ ويرده آخرون.
ومن أوهى المراسيل عندهم: مراسيل الحسن. وأوهى من ذلك: مراسيل الزهري، وقتادة، وحميد الطويل، من صغار التابعين. وغالب المحققين يعدون مراسيل هؤلاء معضلاتٍ ومنقطعات،
فإن غالب روايات هؤلاء عن تابعيٍّ كبير، عن صحابي. فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين .))


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠١ :
((حدثنا ضمرة، أخبرنا رجاء بن أبي سلمة، عن عقبة بن أبي زينب، أنه قَدِمَ بيت المقدس يتضمن، فقلتُ: لعلك إنما تخاف المغرب؟ قال: «لا، إن فتنتهم لن تعدوهم ما لم تخرج الرايات السود، فإذا خرجتْ الرايات السود فخف شرهم».))
.
حكم الحديث : ضعيفٌ .
عقبة بن أبي زينب مجهول .


📚تهذيب الكمال في أسماء الرجال / جمال الدين المزي (٧٤٢ هـ) / الجزء ٢٠ / الصفحة ١٩٨ :
((وأما عقبة بن أبي زينب هذا فلم يرو عن أبي الجوزاء ولا روى عنه أبو هلال ولا روى له ابن ماجة ولا أحدٌ من الجماعة ولا يُعْرَفُ له حديثٌ مُسْنَد .))

ثم مبدئياً لا يجوز للصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين أن يتكلموا في المستقبل وما يقع ولا ما يقع دون أن يُسْنِدُوا شيئاً من ذلك إلى النبي ﷺ لأن هذه الأمور من علم الغيب فكيف يعلمها هؤلاء ! ، وإلا أصبحوا إما كهنةً ومنجمين (الكهنة والمنجمون كفرة زنادقة) أو ناقلين للخرافات والإشاعات التي يسمعونها ويتلقونها في زمانهم !
وإن قال أحدٌ من يصحح هذه الأحاديث ويؤمن بها إن هؤلاء التابعين والصحابة قد نقلوها عن النبي شفهياً ، فنقول له : هاتِ دليلك ! فهؤلاء التابعين وتابعي التابعين وحتى الصحابة يوجد في أحاديثهم تلك من التناقضات والخلافات ما يجعل نقلَهُمْ كلهم عن النبي أمراً مستحيلاً ، هذا بالإضافة إلى أن أكثر هذه الأخبار لا ينسبونها للنبي ﷺ بل يتكلمون عنها كلاماً مُرْسَلاً .
1👍1


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠١ :
((حدثنا رشدين، عن أبي حفص الحجري، عن المقدام الحجري أو أبي المقدام عن ابن عباس،
قال: قلتُ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:
متى دولتنا يا أبا الحسن؟ قال: «إذا رأيتَ فتيان أهل خراسان أصبتم أنتم إثمها، وأصبنا نحن برها».))
.
حكم الحديث : ضعيفٌ تالف .
1-رشدين المصري : ضعيف الحديث .
قال عنه يحيى بن معين : ليس بشيء ولا يُكْتَبُ حديثه ، وقال ابن يونس المصري : لم يكن النسائي يرضاه ولا يُخَرِّجُ عنه ، وضعفه أحمد بن حنبل .
وقال إبراهيم الجوزجاني : رشدين عنده معاضيلٌ ومناكيرٌ كثيرة .
2-أبو حفص أو أبو المقدام الحجري :
الشك في إسم الراوي دليلٌ على سوء الحفظ ممن يروي عنه ، وكلا الإسمين مجهولين .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠١ :
((حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن عبد الكريم أبي أمية، عن محمد ابن الحنفية، قال: «تخرج رايةٌ سوداء من خراسان لبني العباس».))
.
حكم الحديث : ضعيفٌ منقطع .
1-عبد الكريم أبو أمية البصري : ضعيفٌ متروك الحديث .
2-محمد إبن الحنفية من التابعين .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠١ :
((حدثنا ابن ثور، وعبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: قال رسول الله ﷺ: «يغلب على الدنيا لكع بن لكع» قال عبد الرزاق: قال معمر: وهو أبو مسلم.))
.
حكم الحديث : ضعيفٌ منقطع .
محمد إبن شهاب الزهري من تابعي التابعين يروي عن النبي ﷺ بلا واسطة ، وأما تفسير التابعي معمر بن راشد (توفي 150 هـ) للحديث لا قيمة له لأنه لا يثبت أساساً عن النبي وليس فيه تصريحٌ ولا تلميحٌ على أبي مسلم الخراساني الذي لم يغلب على الدنيا بل كان زعيم الثورة العباسية في خراسان ثم أصبح والياً على البلاد حتى قتله المنصور العباسي لاحقاً ، فأين غلبته وملكه للدنيا ؟ .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٢ :
((حدثنا الوليد، عن أبي عبد الله، عن الوليد بن هشام المعيطي، عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، عن ابن عباس، رضي الله عنه أنه قَدِمَ على معاوية - وأنا حاضره - فأجازه وأحسن جائزته،
ثم قال: يا أبا العباس، هل يكون لكم دولة؟ قال: «إعفني من هذا يا أمير المؤمنين»، قال: لتخبرني، قال: «نعم»، وذلك في آخر الزمان، قال: فَمَنْ أنصاركم؟ قال: «أهل خراسان»، قال: «ولبني أمية من بني هاشم نطحاتٌ، ولبني هاشم من بني أمية نطحاتٌ، ثم يخرج السفياني».))
.
أسماء رواة الحديث :
1-الوليد بن مسلم الدمشقي مولى بني أمية .
2-ناصح أبو عبد الله الشامي مولى بني أمية .
3-الوليد بن هشام المعيطي مولى بني أمية .
4-أبان بن الوليد بن عقبة المعيطي مولى بني أمية .
كلهم شاميون وكلهم من موالي بني أمية فلا يخلو إما أنهم اختلقوا هذا الحوار بين معاوية وابن عباس ليمجدوا في أبي محمد السفياني (حفيد يزيد بن معاوية الذي ثار على المنصور العباسي) أو اختلقه الكذاب الوَضَّاع صاحب الكتاب وهو نعيم بن حماد الأعور ولا يُسْتَبْعَدُ منه هذا لأنه لا يروي هذا الحوار أحدٌ غيره ثم قد اعترف أصحابه أهل الحديث بأنه كان ممن يكتب أخباراً مكذوبةً في ذم وشتم أبي حنيفة النعمان أي أنه كان يتعمد الكذب فكيف يُؤْخَذُ بنقل أمثاله ؟ .


📚الكامل في ضعفاء الرجال / عبد الله إبن عدي الجرجاني (٣٦٥ هـ) / الجزء ٨ / الصفحة ٢٥١ :
((نَعِيمُ بْنُ حَمَّادٍ المِرْوِزِيُّ خُزَاعِيٌّ يُعرَفُ بِالفَارِضِ، سَكَنَ مِصْرَ، حُمِلَ إِلَى العِرَاقِ، وَمَاتَ فِي الحَبْسِ.
قَالَ لَنَا ابْنُ حَمَّادٍ: يَرْوِي عَنْ ابْنِ المُبَارَكِ ضَعِيفٌ، قَالَهُ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ.
قَالَ ابْنُ حَمَّادٍ: قَالَ غَيْرُهُ : كَانَ يَضَعُ الحَدِيثَ فِي تَقْوِيَةِ السُّنَّةِ وَحِكَايَاتٍ عَنْ العُلَمَاءِ فِي ثَلْبِ أَبِي حَنِيفَةَ مُزَوَّرَةٍ كَذِبٍ .
حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلَامٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ أَبُو يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ وَيَحْيَى يَقُولَانِ: نَعِيمُ بْنُ حَمَّادٍ مَعْرُوفٌ بِالطَّلَبِ، ثُمَّ ذَمَهُ يَحْيَى، فَقَالَ: إِنَّهُ يَرْوِي عَن غَيْرِ الثِّقَاتِ.))


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٢ :
((حدثنا رجل، عن داود بن عبد الجبار الكوفي، عن سلمة بن مجنون، قال: سمعتُ أبا هريرة، رضي الله عنه يقول: كنت في بيت ابن عباس فقال: أغلِقُوا الباب، ثم قال: ها هنا من غيرنا أحد؟ قالوا: لا، وكنتُ في ناحيةٍ من القوم، فقال ابن عباس:
إذا رأيتم الرايات السود تجيء من قِبَلِ المشرق فأكرموا الفرس، فإن دولتنا فيهم ، قال أبو هريرة: فقلتُ لابن عباس: أفلا أحدثك ما سمعتُ من رسول الله ﷺ؟ قال: وإنك لها هنا؟ قلت: نعم، فقال: حدث، فقلتُ: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:
1
«إذا خرجتْ الرايات السود فإن أولها فتنة، وأوسطها ضلالة، وآخرها كفر».))
.
حكم الحديث : تالفٌ موضوع .
1-رجل : مجهولٌ لم يُذْكَرْ اسمه .
2-داود بن عبد الجبار الكوفي : كذاب متروك الحديث .
3-سلمة بن مجنون الكوفي : مجهول الحال .
يُلاحَظُ وصف دولة بني العباس (دولة الرايات السود) بأن أولها فتنة وأوسطها ضلالة وآخرها كفر ورواة الحديث كوفيون ، والكوفيون معروفون بالتشيع والهوى الشيعي العلوي ، فالظاهر أن شيعة الكوفة اختلقوه ليشيطنوا خصومهم العباسيين .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٢ :
((حدثنا رجل، عن داود بن عبد الجبار الكوفي، عن سلمة بن مجنون، قال: سمعتُ أبا هريرة، رضي الله عنه يقول: كنت في بيت ابن عباس فقال: أغلِقُوا الباب، ثم قال: ها هنا من غيرنا أحد؟ قالوا: لا، وكنتُ في ناحيةٍ من القوم، فقال ابن عباس:
إذا رأيتم الرايات السود تجيء من قِبَلِ المشرق فأكرموا الفرس، فإن دولتنا فيهم ، قال أبو هريرة: فقلتُ لابن عباس: أفلا أحدثك ما سمعتُ من رسول الله ﷺ؟ قال: وإنك لها هنا؟ قلت: نعم، فقال: حدث، فقلتُ: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:
«إذا خرجتْ الرايات السود فإن أولها فتنة، وأوسطها ضلالة، وآخرها كفر».))
.
حكم الحديث : تالفٌ موضوع .
1-رجل : مجهولٌ لم يُذْكَرْ اسمه .
2-داود بن عبد الجبار الكوفي : كذاب متروك الحديث .
3-سلمة بن مجنون الكوفي : مجهول الحال .
يُلاحَظُ وصف دولة بني العباس (دولة الرايات السود) بأن أولها فتنة وأوسطها ضلالة وآخرها كفر ورواة الحديث كوفيون ، والكوفيون معروفون بالتشيع والهوى الشيعي العلوي ، فالظاهر أن شيعة الكوفة اختلقوه ليشيطنوا خصومهم العباسيين .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٢ :
((حدثنا عبد الخالق بن زيد الدمشقي، عن أبيه، عن مكحول، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما لي ولبني العباس ! ، شَيَّعُوا أمتي، وألبسوهم ثياب السواد، ألبسهم الله ثيابَ النار».))

حكم الحديث : تالفٌ موضوع
.
1-عبد الخالق بن زيد الدمشقي : متروك الحديث .
2-التابعي مكحول الشامي (توفي سنة 114 هـ) :
من التابعين ولم يُدْرِكْ رسول الله ﷺ .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٥ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «مَا لِي وَلِبَنِي الْعَبَّاسِ، شَيَّعُوا أُمَّتِي، وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَأَلْبَسُوهُمْ ثِيَابَ السَّوَادِ، أَلْبَسَهُمُ اللَّهُ ثِيَابَ النَّارِ».))
.

حكم الحديث : تالفٌ موضوع .
1-راشد بن داود الصنعاني : ضعيف الحديث ضَعَّفَهُ البخاري والدارقطني ، وصنعاء هنا قريةٌ في دمشق وليست صنعاء عاصمة اليمن .
2-أبو أسماء الرحبي : من أهل الشام .
من الواضح أن واضعي الحديث شاميون أمويو الهوى يقفون على الجهة المقابلة لبني العباس .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٣ :
((حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن أبي بكر بن حزم، أن النبي ﷺ قال: «لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع».))
.
حكم الحديث : تالفٌ موضوع .
1-محمد بن إسحاق المدني : مدلسٌ في الحديث .
2-محمد بن عبد الله المطلبي المدني : مجهول .
3-أبو بكر عمرو إبن حزم المخزومي : من التابعين ولم يُدْرِكْ رسول الله ﷺ توفي سنة 95 هـ .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٣ :
((حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن حذيفة، رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يكون أَسْعَدُ الناس بها لُكَّعٌ بن لكع».))
.
حكم الحديث : ضعيف .
1-عبد العزيز الداروردي : صدوق كثير الغلط .
2-عمرو بن أبي عمرو المدني : ضعيف الحديث .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٣ :
((حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّاهَرْتِيُّ التَّمِيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَخْرُجُ مِنَ الْمَشْرِقِ رَايَاتٌ سُودٌ لِبَنِي الْعَبَّاسِ، ثُمَّ تَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ تَخْرُجُ رَايَاتٌ سُودٌ صِغَارٌ عَلَى رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ».))
.
حكم الحديث : تالفٌ موضوع .
1
1-محمد بن عبد الله التاهرتي : مجهول .
2-عبد الرحمن بن زياد الأفريقي : ضعيف الحديث .
3-سعيد بن المسيب المخزومي : من التابعين
ولم يُدْرِكْ رسول الله ﷺ توفي سنة 95 هـ .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٥ :
((حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الْكَلْبِيُّ، فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ، أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ، أَتَيْنَاهُ نَسْأَلَهُ عَنْ زَمَانِنَا،
«فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى ذَكَرَ خُرُوجَ مَرْوَانَ، ثُمَّ يَجِيءُ بَعْدَ مُرَيْنٍ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الْجَزِيرَةِ الرَّايَاتُ السُّودُ، يَسِيلُونَ عَلَيْكُمْ سَيْلًا حَتَّى يَدْخُلُوا دِمَشْقَ لِثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ، وَتُرْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا الرَّحْمَةُ، ثُمَّ تُعَاوِدُهَا الرَّحْمَةُ، وَيُرْفَعُ عَنْهُمُ السَّيْفُ، ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى الْمَغْرِبِ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع .
1-أبو أمية الكلبي : من أهل الشام ، مجهول .
2-شيخٌ أدرك الجاهلية ولا زال حياً حتى خلافة يزيد بن عبد الملك (101-105 هـ) !! لا يعرفون اسمه ، ولماذا يسألونه ؟ هل هو نبيٌّ يُوحَى إليه أم مُنَجِّم ؟ هذا على فرض أنه موجودٌ وليس شخصاً خرافياً ، أهل الشام فاشلون حتى في الكذب حالهم كحال أحفادهم اليوم .
ثم هل هؤلاء القوم - بنو العباس وأنصارهم وحتى أعداؤهم - بالفعل كانوا على دين الإسلام !؟ أم كانوا يُظْهِرونَ الإسلام ويخفون الإلحاد والزندقة ؟
أي إسلامٍ وأي إيمانٍ هذا الذي يجعلهم يختلقون ويؤلفون آلاف الأحاديث المكذوبة على النبي وعلى أصحاب النبي ثم يستعينون بالمنجمين والكهنة ورهبان النصارى وأحبار اليهود ليعرفوا علم الغيب !


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٦ :
((حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ رُشَيْدٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ الْقَصِيرِ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «تَكُونُ بَعْدَ فِتْنَةِ الشَّامِيَّةِ الشَّرْقِيَّةِ هَلَاكُ الْمُلُوكِ وَذُلُّ الْعَرَبِ، حَتَّى يَخْرُجَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع .
1-عبد الجبار بن رشيد الأزدي : مجهول .
2-رشيد أبو عبد الجبار الأزدي : مجهول .
3-ربيعة القصير : من تابعي التابعين من أهل دمشق .
4-تبيع : مجهول .
5-كعب الأحبار الحميري : تابعيٌّ يهودي الأصل أسلم في خلافة عمر .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٦ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَيْلٌ لِأُمَّتِي مِنَ الشِّيعَتَيْنِ: شِيعَةِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَشِيعَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَرَايَةِ الضَّلَالَةِ».))
.
حكم الحديث : تالفٌ موضوع .
1-محمد بن سوار : مجهول .
2-عبيد الله بن الوليد العجلي الكوفي :
ضعيف الحديث .
3-محمد بن علي بن أبي طالب : إبن الحنفية من التابعين لم يُدْرِكْ رسولَ الله ﷺ .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٦ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي تُبَيْعٌ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ حَتَّى تَخْرُجَ لِبَنِي الْعَبَّاسِ رَايَاتٌ سُودٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ».
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ نَحْوَهُ.))

.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع .
1-أرطأة بن المنذر السكوني : تابعيٌّ من أهل حمص .
2-تبيع : مجهول .
3-كعب الأحبار الحميري : تابعيٌّ يهودي الأصل أسلم في خلافة عمر .
.
الطريق الثاني : ضعيف عمرو بن شعيب السهمي الحجازي ضعيف الحديث ، وربما اختلقه نعيم بن حماد .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٦ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ التَّنُوخِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «تُقْبِلُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنَ الْمَشْرِقِ، يَقُودُهُمْ رِجَالٌ كَالْبُخْتِ الْمَجَلَّلَةِ، أَصْحَابُ شُعُورٍ، أَنْسَابُهُمُ الْقُرَى، وَأَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، يَفْتَتِحُونَ مَدِينَةَ دِمَشْقَ، تُرْفَعُ عَنْهُمُ الرَّحْمَةُ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ».))
1
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع :
1-سعيد بن يزيد التنوخي : مجهول .
2-الزهري هو محمد إبن شهاب الزهري المدني
(توفي سنة 124 هـ) من تابعي التابعين وقد ذكرنا أن مراسيل الزهري في غاية الضعف .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٦ :
((حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: «يَدْخُلُونَ دِمَشْقَ بِرَايَاتْ سُودٍ عِظَامٍ، فَيَقْتَتِلُونَ فِيهَا مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، شِعَارُهُمْ: بُكُش بُكُش».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع .
1-ابن أبي هريرة وأبيه : كلاهما مجهولان .
2-علي بن أبي طلحة الحمصي : من تابعي التابعين ضعيف الحديث .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٧ :
((حَدَّثَنَا سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «إِذَا بَلَغَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَاخْتَلَفَتْ سُيُوفُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَوَثَبَ حِمَارُ الْجَزِيرَةِ فَغَلَبَ عَلَى الشَّامِ، ظَهَرَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَيَظْهَرُ الْأَكْبَشُ مَعَ قَوْمٍ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، شُعُورُهُمْ إِلَى الْمَنَاكِبِ، لَيْسَتْ لَهُمْ رَأْفَةٌ وَلَا رَحْمَةٌ عَلَى عَدُوِّهِمْ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَقَبَائِلُهُمُ الْقُرَى، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ كَلَوْنِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يَقُودُ بِهِمْ إِلَى آلِ الْعَبَّاسِ وَهْنَى دَوْلَتُهُمْ، فَيَقْتُلُونَ أَعْلَامَ ذَلِكَ الزَّمَانِ حَتَّى يَهْرُبُوا مِنْهُمْ إِلَى الْبَرِيَّةِ، فَلَا تَزَالُ دَوْلَتُهُمْ حَتَّى يَظْهَرَ النَّجْمُ ذُو الذَّنَابِ، وَيَخْتَلِفُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع .
1-جابر بن يزيد الجعفي : من أهل الكوفة ، شيعيٌّ من رواة الحديث عند الشيعة الإمامية ومتروكٌ
لا قيمة له عند أهل السنة .
2-أبو جعفر : محمد بن علي بن الحسين وهو الإمام الخامس عند الشيعة الإمامية ويُلَقَّبُ بالباقر ،
ومن تابعي التابعين عند أهل السنة .
توفي أبو جعفر محمد بن علي سنة 117 هـ وأما من يروي وهو جابر الكوفي الجعفي
فقد توفي سنة 132 هـ وقد أدرك هذه الأحداث المذكورة في سنة 129 وغيرها .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحتان ٢٠٧-٢٠٨ :
((حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّيهِرْتِيُّ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَبِيلٍ، يَقُولُ: وَذَكَرَ بَنِي أُمَيَّةَ فَنَالَ مِنْهُمْ ثُمَّ قَالَ: «سَيَلِيكُمْ بَعْدَهُمْ أَصْحَابُ الرَّايَاتِ السُّودِ، فَيَطُولُ أَمْرُهُمْ وَمُدَّتُهُمْ حَتَّى يُبَايَعَ لِغُلَامَيْنِ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَدْرَكَا اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَيَطُولُ اخْتِلَافُهُمْ حَتَّى تُرْفَعَ بِالشَّامِ ثَلَاثُ رَايَاتٍ، فَإِذَا رُفِعَتْ كَانَ سَبَبَ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ، فَإِذَا قُرِئَ بِمِصْرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يُقْرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابٌ آخَرُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ صَاحِبُ الْمَغْرِبِ، وَهُوَ شَرُّ مَنْ مَلَكَ، وَهُمْ يُخْرِبُونَ مِصْرَ وَالشَّامَ، فَإِذَا كَثُفَ أَمْرُهُمْ بِالشَّامِ اجْتَمَعَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ وَأَصْحَابُ الرَّايَاتِ الثَّلَاثِ وَمَنْ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ عَلَى أَهْلِ الْمَغْرِبِ، فَيَجْتَمِعُونَ جَمِيعًا عَلَيْهِمْ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَتَكُونُ الْغَلَبَةُ لِأَهْلِ الرَّايَاتِ الثَّلَاثِ، وَيَنْقَطِعُ أَمْرُ الْبَرْبَرِ، ثُمَّ يُقَاتِلُونَ أَصْحَابَ الرَّايَاتِ السُّودِ حَتَّى يَنْقَطِعَ أَمْرُهُمْ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع .
1-محمد بن عبد الله التيهرتي : مجهول .
2-عبد السلام بن مسلمة التيهرتي : مجهول .
3-أبو قبيل المصري : من صغار التابعين .
والمقصود بالغلامين من أصحاب الرايات السود هما الأخوان عبد الله المأمون ومحمد الأمين إبني هارون الرشيد اللذان اقتتلا فيما بينهما في أواخر القرن الثاني الهجري .
📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٨ :
((عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ الْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ وَعِنْدَهُ حُذَيْفَةُ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿حم عسق﴾ [الشورى: ٢]؟ فَأَطْرَقَ سَاعَةً وَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ كَرَّرَهَا فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «أَنَا أُنَبِّئُكُ، قَدْ عَرَفْتُ لِمَ كَرِهَهَا، إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْإِلَهِ، أَوْ عَبْدُ اللَّهِ، يَنْزِلُ عَلَى نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْمَشْرِقِ يَبْنِي عَلَيْهِ مَدِينَتَيْنِ، يَشُقُّ النَّهَرَ بَيْنَهُمَا شَقًّا، جَمَعَ فِيهَا كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ» قَالَ أَرْطَأَةُ: إِذَا بُنِيَتْ مَدِينَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، ثُمَّ أَتَتْكُمُ الْفَوَاصِلُ وَالْقَوَاصِمُ، وَانْفَرَجْتُمْ عَنْ دِينِكُمْ كَمَا تَنْفَرِجُ الْمَرْأَةُ عَنْ قُبُلِهَا حَتَّى لَا تَمْتَنِعُوا عَنْ ذُلٍّ يَنْزِلُ بِكُمْ، وَإِذَا بُنِيَتْ مَدِينَةٌ بَيْنَ النَّهَرَيْنِ بِأَرْضٍ مُنْقَطِعَةٍ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ أَتَتْكُمُ الدُّهَيْمَاءُ.))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع .
عَمَّنْ حَدَّثَهُ : مجهولٌ ، لم يذكر من الذي حدثه .
ويقصدون بعبد الله هنا عبد الله بن محمد بن علي وهو أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الثاني وباني بغداد .
وآية (حم عسق) حروفٌ مقطعةٌ لا علاقة لها بهذا الهراء الذي ينسبونه للصحابي حذيفة بن اليمان ولا يوجد في كتب التفسير أي أحدٍ ذكر مثل هذا الخبر في تفسيرها ، فمن يستبيح الكذب على النبي ﷺ لن يمتنع من الكذب على الله وتنزيل آياته في بني العباس .

خلي بالك معناها حتى الأحاديث التي تنسب لحذيفة في التنبؤ وكتم سر النبي أكثرها موضوعة


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٨ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْوَارِثِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، مَرَّ بِدَارِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَقَالَ:
«وَيْلٌ لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الدَّارِ حَتَّى تَخْرُجَ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ».))
.
حكم الخبر : ضعيف .
1-حميد : هو حميد ابن زاذويه البصري الطويل فارسيُّ الأصل قال عنه أهل الحديث بأنه كان كثير الغلط ، وقد توفي سنة ١٤٤ هـ .
2-يوسف بن عبد الله بن سلام : من التابعين .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٩ :
((حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «تَظْهَرُ رَايَاتٌ سُودٌ لِبَنِي الْعَبَّاسِ حَتَّى يَنْزِلُوا الشَّامَ، وَيَقْتُلُ اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ أَوْ عَدُوًّا لَهُمْ، يُرَابِطُ بِسَاحَتِهِمْ أَدَمٌ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَيَدْخُلُهَا سَبْعُونَ أَلْفًا شِعَارُهُمْ فِيهَا: أَمِتْ أَمِتْ، ثُمَّ تَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، فَيَمْكُثُ مُلْكُهُمْ تِسْعًا فِي سَبْعٍ، ثُمَّ يَنْتَكِثُ أَمْرُهُمْ بَعْدَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع
1-عَمَّنْ حَدَّثَهُ : مجهولٌ ، لم يذكر من الذي حدثه .
2-عبد الله بن عياش الحمصي : متروك الحديث .
3-كعب الأحبار الحميري : تابعيٌّ يهودي الأصل أسلم في خلافة عمر .
والواقع يشهد بكذب هذا الخبر فبعد ٧٣ سنة من نشوء دولة بني العباس أي ١٣٢ + ٧٣ سيكون الناتج ٢٠٥ هـ وفي هذا الوقت كان عبد الله المأمون خليفتهم ولم تزل الدولة مستمرةً ! بل استمرت دولتهم بكامل قوتها حتى مقتل المتوكل سنة ٢٤٧ هـ (١١٥ سنة) ثم استمرت خلافةً بالإسم فقط يحكمها الترك حتى القرن السابع الهجري .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢٠٩ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْأَشْعَثِ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: «تَخْرُجُ لِبَنِي الْعَبَّاسِ رَايَتَانِ إِحْدَاهُمَا أَوَّلُهَا نَصْرٌ وَآخِرُهَا وِزْرٌ، لَا يَنْصُرُونَهَا لَا نَصَرَهَا اللَّهُ، وَالْأُخْرَى أَوَّلُهَا وِزْرٌ وَآخِرُهَا كُفْرٌ لَا يَنْصُرُونَهَا لَا نَصَرَهَا اللَّهُ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع :
1-عبد الله بن عياش الحمصي : متروك الحديث .
2-ثعلبة بن مسلم الخثعمي الشامي : مجهول .
1
3-عبد الله بن أبي الأشعث الليثي : من تابعي التابعين مجهول الحال .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحتان ٢٠٩-٢١٠ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أُمِّ بَدْرٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زُرْعَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ، يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: إِنِّي أَجِدُ أَنَّ هَذَا الْعَامَ تُجَلِّلُ فِيهِ دِمَشْقَ الْمُسُوحُ وَالْبَرَاذِعُ وَاللُّبُودُ، وَتَخْرُجُ قَتْلَاهُمْ عَلَى الْعَجَلِ، وُتُبْقَرُ بُطُونُ نِسَائِهِمْ، فَقَالَ كَعْبٌ: «إِنَّمَا أُولَئِكَ قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنَ الْمَشْرِقِ حِرِدِينَ، مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ مَكْتُوبٌ فِي رَايَاتِهِمْ عَهْدُكُمْ وَبَيْعَتُكُمْ وَفَيْنَا بِهَا ثُمَّ نَكَثُوهَا، فَيَأْتُونَ حَتَّى يَنْزِلُوا بَيْنَ حِمْصَ وَدَيْرِ مِسْحَلٍ، فَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ سَرِيَّةٌ فَيَعْرِكُونَهُمْ عَرْكَ الْأَدِيمِ، ثُمَّ يَسِيرُونَ إِلَى دِمَشْقَ فَيَفْتَحُونَهَا قَسْرًا، شِعَارُهُمْ: أَقْبِلْ أَقْبِلْ، يَعْنِي بُكُش بُكُش، تُرْفَعُ عَنْهُمُ الرَّحْمَةُ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع :
1-عبد الله بن عياش الحمصي : متروك الحديث .
2-أم بدر : مجهولة .
3-نوف البكالي : تابعيٌّ من أهل دمشق .
نلاحظ أن آخرَ ثلاثةِ أخبارٍ موضوعةٌ من أنصار وموالي بني أمية الشاميين الذين كانوا كارهين غاضبين مما فعلته بهم دولة بني العباس فكانوا يتمنون زوالها والثورة عليها .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢١٠ :
((حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، وَرِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي رُومَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رضي الله عنه قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ، وَلَا أَرْجُلَكُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع :
1-عبد الله بن لهيعة الحضرمي : ضعيف الحديث .
2-أبو رومان : مجهول .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢١٠ :
((حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْجَزِيرَةِ فَيَطَأُ النَّاسُ وَطْئَهُ، وَيُهَرِيقُ الدِّمَاءَ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَانَ بَعْدَ قَتْلِ أَخِيهِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يُدْعَى عَبْدُ اللَّهِ، يَلِي نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يَهْلِكُ وَيَخْتَلِفُ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يُسَمَّيَانِ بِاسْمٍ وَاحِدٍ، فَتَكُونُ مَلْحَمَةٌ بِعُقِرقُوفَا، فَيُظْهِرَا قُرْبَةً مِنَ الْخَلِيفَةِ، ثُمَّ تَكُونُ عَلَامَةٌ فِي بَنِي الْأَصْفَرِ، وَيَبْتَدِئُ نَجْمٌ لَهُ ذَنَبٌ، فَيَزُولُ عَنْهُمْ وَلَا يَعُودُ إِلَيْهِمْ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع :
1-رشدين المصري : ضعيف الحديث .
2-عبد الله بن لهيعة الحضرمي : ضعيف الحديث .
3-عبد العزيز بن صالح : مجهول .
رجلٌ من الجزيرة : يعني مروان بن محمد حفيد مروان بن الحكم وهو آخر خليفةٍ أموي ، وقد كان والياً على الجزيرة الفراتية ، وأما عبد الله فهو اسم الخليفتين العباسيين أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور .
بني الأصفر : الروم .
عقر قوفا : صحراءٌ قريبةٌ من بغداد .
هل تحقق هذا الخبر الذي اختلقته المؤسسة العباسية ونسبته لابن مسعود ؟ الإجابة : لا ! لأنه لا يوجد خليفةٌ عباسيٌّ حَكَمَ لأربعين عاماً ولا يوجد خليفتان عباسيان يحملان نفس الإسم ويتقاتلان فيما بينهما اللهم إلا الأمين والمأمون فيوجد تشابهٌ بين لقبيهما لكن حربهما لم تقع في بغداد ولا قرب بغداد ولم تقع علامةٌ أو معجزةٌ على الروم ولا ظَهَرَ مذنبٌ في السماء .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢١٠ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «أَسْعَدُ أَهْلِ الشَّامِ بِخُرُوجِ الرَّايَاتِ السُّودِ أَهْلُ حِمْصَ، وَأَشْقَاهُمْ بِهَا أَهْلُ دِمَشْقَ».))
1
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع :
1-تبيع : مجهول .
2-كعب الأحبار الحميري : تابعيٌّ يهودي الأصل أسلم في خلافة عمر .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢١١ :
((حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِنَاسٍ يَأْتُونَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ أُولُو دَهَاءٍ، يَعْجَبُ النَّاسُ مِنْ زِيِّهِمْ فَقَدْ أَظَلَّتْكُمُ السَّاعَةُ».))
.
حكم الحديث : موضوع تفرد بذكره صاحب الكتاب نعيم بن حماد ولا يعرفه ولا يرويه أصحاب الكتب الستة وغيرهم ، ثم الواقع يشهد بكذب الحديث فقد جاءت الرايات السود من المشرق منذ ألفٍ وثلاث مائة سنة ولم تأتِ الساعة ولا آخر الزمان .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢١١ :
((حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَطِيَّةَ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ، يَسْنِدُ الْحَدِيثَ قَالَ: «بَعْدَ هَلَاكِ بَنِي أُمَيَّةَ يَجِيءُ جَالِبُ الْوحُوشِ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنْ زَوَايَاهَا الْأَرْبَعِ، فَيُعَذِّبُ اللَّهُ بِهِمْ هَذِهِ الْأُمَّةَ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع :
1-عيسى بن عطية الخولاني : مجهول .
2-راشد بن داود الصنعاني - صنعاء دمشق - :
ضعيف الحديث .
رواة الخبر كلهم من أهل الشام وهذا وحده يثير الشبهة فكيف إذا كان فيهم رجلٌ مجهول ورجلٌ آخر ضعفه علماء أهل السنة أصلاً ؟! ثم الأرض ليس لها زوايا .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحتان ٢١١-٢١٢ :
((حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْثَدٍ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ شُرَحْبِيلَ بْنِ ذِي حِمَايَةٍ عِنْدَ قَصْرِ ابْنِ أُثَالٍ، فَمَرَّ بِهِ شَيْخٌ مِنَ الْعُبَّادِ كَبِيرٌ هَرَمٌ، قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ، مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا، فَقَالَ: هَلُمَّ أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا أَبْعَدَ عَقْلَكَ، قَالَ: «فَارِسُ رَأَيْتُهُمْ بِهَذِهِ الْمَدِينَةِ جُلُوسًا حِلَقًا حِلَقًا يَتَحَدَّثُونَ، يَقُولُونَ: سَيَظْهَرُ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْأَرْضِ الْمُسْلِمُونَ فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ خَزَائِنَ بَرِّهَا وَبَحْرِهَا، يُعْرَفُونَ بِنَعْتِهِمْ بِطُولِ شِعْرِهِمْ وَرِمَاحِهِمْ، وَلَبُوسُهُمُ الْأُزُرُ، يَكُونُ آخِرُ مَلِكٍ مِنْهُمْ، يَقْتُلُونَ بِالْعُصَبِ، يُصَبُّ عَلَى مَوَائِدِهِمُ الْأَمْوَالُ وَالْأَطْعِمَةُ الْكَثِيرَةُ فَلَا يُشْبِعُهُمْ ذَلِكَ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع كل رواة الخبر من أهل الشام ثم نهايته إلى رجلٍ مجهولٍ كبير السن لا أحد يعرفه .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢١٢ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ يَدْعُو إِلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُمْ، يَنْصِبُ عَلَامَاتٍ سُودًا، أَوَّلُهَا نَصْرٌ، وَآخِرُهَا كُفْرٌ، يَتْبَعُهُ خُشَارَةُ الْعَرَبِ، وَسَفِلَةُ الْمَوَالِي، وَالْعَبِيدُ الْأُبَّاقُ، وَمُرَّاقُ الْآفَاقِ، سِيمَاهُمُ السَّوَادُ، وَدِينُهُمُ الشِّرْكُ، وَأَكْثَرُهُمُ الْجُدْعُ»،
قُلْتُ: وَمَا الْجُدْعُ؟ قَالَ: «الْقُلْفُ»، ثُمَّ قَالَ حُذَيْفَةُ لِابْنِ عُمَرَ: «وَلَسْتَ مُدْرِكَهُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَلَكِنْ أُحَدِّثُ بِهِ مَنْ بَعْدِي، قَالَ: «فِتْنَةٌ تُدْعَى الْحَالِقَةُ، تَحْلِقُ الدِّينَ، يَهْلِكُ فِيهَا صَرِيحُ الْعَرَبِ، وَصَالِحُ الْمَوَالِي، وَأَصْحَابُ الْكُنُوزِ، وَالْفُقَهَاءُ، وَتَنْجَلِي عَنْ أَقَلَّ مِنَ الْقَلِيلِ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع فيه سعيد بن سنان الشامي كذابٌ متروك الحديث .
والمقصود برجلٍ من المشرق يدعو إلى آل محمد هو أبو مسلم الخراساني .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢١٢ :
((حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: «لَا يَزَالُ بَنُو أُمَيَّةَ عَلَى ثَبَجٍ مِنْ أَمْرِهِمْ حَتَّى تَخْرُجَ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنَ الْمَشْرِقِ فَتُبِيحُهُمْ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع
1-أبو عمرو : مجهول .
2-قيس بن سعد : مجهول .
3-الحسن بن محمد بن علي : هو ابن محمد بن الحنفية كان من التابعين .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢١٢ :
((حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ رَوْحِ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، قَالَا: «تَخْرُجُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ فَلَا تَزَالُ ظَاهِرَةً حَتَّى يَكُونَ هَلَاكُهُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأَ مِنْ خُرَاسَانَ».
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، وَرِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «هَلَاكُهُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأَ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع .
الطريق الأول :
1-روح بن أبي العيزار : مجهول .
2-الحسن البصري ومحمد بن سيرين من مشاهير التابعين .

الطريق الثاني :
1-عبد الله بن لهيعة الحضرمي المصري :
ضعيف الحديث .
2-أبو زرعة الحضرمي المصري : كذاب .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٢١٢ :
((حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمَهْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ» يَعْنِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ .))
.
حكم الحديث : تالفٌ موضوع رشدين بن سعد المصري ضعيف الحديث .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٣١٠ :
((حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَجَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ جَاءَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَزَلَ، نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ؟ فَقَالَ: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي هَؤُلَاءِ سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلَاءً وَتَطْرِيدًا وَتَشْرِيدًا، حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ هَاهُنَا مِنْ نَحْوِ الْمَشْرِقِ، أَصْحَابُ رَايَاتٍ سُودٍ، يَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، فَلَا يَقْبَلُوهَا حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مَلَئُوهَا ظُلْمًا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ الْمَهْدِيُّ».))
.
حكم الحديث : موضوع فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي ضعيف الحديث .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٣١٤ :
((حَدَّثَنَا سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «تَنْزِلُ الرَّايَاتُ السُّودُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ الْكُوفَةَ، فَإِذَا ظَهَرَ الْمَهْدِيُّ بِمَكَّةَ بُعِثَ إِلَيْهِ بِالْبَيْعَةِ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع :
1-جابر بن يزيد الجعفي : من أهل الكوفة ، شيعيٌّ من رواة الحديث عند الشيعة الإمامية ومتروكٌ
لا قيمة له عند أهل السنة .
2-أبو جعفر : محمد بن علي بن الحسين وهو الإمام الخامس عند الشيعة الإمامية ويُلَقَّبُ بالباقر ،
ومن تابعي التابعين عند أهل السنة .
توفي أبو جعفر محمد بن علي سنة ١١٧ هـ وأما من يروي وهو جابر الكوفي الجعفي
فقد توفي سنة ١٣٢ هـ .


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٣١٤ :
((حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَرْطَأَةَ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «إِذَا دَارَتْ رَحَى بَنِي الْعَبَّاسِ، وَرَبَطَ أَصْحَابُ الرَّايَاتِ السُّودِ خُيُولَهُمْ بِزَيْتُونِ الشَّامِ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ لَهُمُ الْأَصْهَبَ، وَيَقْتُلُهُ وَعَامَّةُ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلَى أَيْدِيهِمْ، حَتَّى لَا يَبْقَى أُمَوِيُّ مِنْهُمْ إِلَّا هَارِبٌ أَوْ مُخْتَفٍ، وَيَسْقُطُ السَّعْفَتَانِ: بَنُو جَعْفَرٍ وَبَنُو الْعَبَّاسِ، وَيَجْلِسُ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ، وَيَخْرُجُ الْبَرْبَرُ إِلَى سُرَّةِ الشَّامِ فَهُوَ عَلَامَةُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ».))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع :
1-عبد الله بن مروان : مجهول .
2-تبيع : مجهول .
3-كعب الأحبار الحميري : تابعيٌّ يهودي الأصل أسلم في خلافة عمر .
الأصهب : مروان بن محمد الخليفة الأموي الأخير وكان أصهباً (لون شعره بُنِّيٌّ) .
ابن آكلة الأكباد يقصدون زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الذي اشتهر بلقب السفياني ، بدأت المؤسسة العباسية في تصنيع الأحاديث ضد أبي محمد السفياني حين ثار على أبي جعفر المنصور وأخذ منه الشام والحجاز ، ثم تَلَّقَفَ منهم الشيعةُ هذه الأحاديث التي تذكر السفياني والخراساني والمهدي والأصهب وغيرها من الشخصيات وأدرجوها في كتبهم ونسبوها إلى أئمتهم مَثَلُهُمْ كمثل الحمار يحمل أسفار غيره دون أن يتحروا ويتحققوا من أين جاءت ومتى بدأت ومن الذي نقلها لهم …


📚الفتن / نعيم بن حماد المروزي (٢٢٨ هـ) / الصفحة ٣١٤ :
((حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ فَذَكَرْنَا حِمْصَ، فَقَالَ: «هُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِالْمُسَوَّدَةِ الْأُولَى، وَأَشْقَى النَّاسِ بِالْمُسَوَّدَةِ الثَّانِيَةِ»، قَالَ: فَقُلْنَا: وَمَا الْمُسَوَّدَةُ الثَّانِيَةُ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟
قَالَ أَبُو الطُّهَوِيُّ : يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِي ثَمَانِينِ أَلْفًا، مَحْشُوَّةٌ قُلُوبُهُمْ إِيمَانًا حَشْوَ الرُّمَّانَةِ مِنَ الْحَبِّ، بَوَارُ الْمُسَوَّدَةِ الْأُولَى عَلَى أَيْدِيهِمْ.))
.
حكم الخبر : تالفٌ موضوع
ضمرة وابن شوذب كلاهما من أهل الشام وأبو الطهوي مجهول ، والحسن هو الحسن البصري تابعيٌّ فقيهٌ توفي سنة 110 هـ ولا يُعْرَفُ عنه التنبؤ بالمستقبل أبداً فالخبر مكذوبٌ عليه بلا شك إما من صاحب الكتاب نعيم بن حماد أو هذين الشاميَّين .
ثم الواقع يُكَذِّبُ هذا الخبر فلم تظهر راياتٌ سوداءٌ أخرى من خراسان تُسْقِطُ الرايات السوداء الأولى وإنما سقطت خلافة بني العباس في القرن السابع الهجري على أيدي المغول الذين لم يرفعوا الرايات السوداء ولم يأتوا من خراسان ، فهذا الكلام يبدو أنه من أمنيات أهل الشام في زوال مُلْكِ بني العباس وإعادة أمجاد أصحابهم الأمويين .


📚مسند أحمد / أحمد إبن حنبل الشيباني (٢٤١ هـ) / طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت / الجزء ٣٧ / الصفحة ٧٠ :
((حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ قَدْ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ، فَأْتُوهَا؛ فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللهِ الْمَهْدِيَّ».))
.
حكم الحديث : ضعيفٌ موضوع :
1-علي بن زيد التيمي البصري ضعيف الحديث .
2-أبو قلابة البصري لم يسمع من ثوبان .
والمهدي لقبٌ كان يطلقه العباسيون على إمامهم إبراهيم بن محمد بن علي .


📚سنن ابن ماجه : كتاب الفتن : باب خروج المهدي :
((حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ، كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ» ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ : فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ ".))
.
هذا أقوى ما يمكن الإحتجاج به على حديث الرايات السود فرجاله كلهم ثقات ، لكن المحدثين نبهوا على علتين فيه :
1-البعض يرويه موقوفاً على ثوبان غير مسندٍ إلى النبي ﷺ ، كما نقله أحمد إبن حنبل عن علي بن زيد .
2-أبرز من حكموا بضعفه : أحمد بن حنبل وابن الجوزي الحنبلي ومحمد الألباني .
وأما تفسيره : فالمقصود بالثلاثة من ولد الخلفاء هم ذرية عبد الملك بن مروان حين اختلفوا واقتتلوا فيما بينهم في آخر حكم بني أمية قبل أن تظهر الرايات السود من المشرق (دولة بني العباس) فتقتلهم جميعاً .

والعلة الأقوى هي خالد بن مهران البصري الحَذَّاء فقد نَبَّهَ أصحابُهُ وهم شعبة بن الحجاج الواسطي وحماد بن زيد البصري واسماعيل بن علية البصري أنه عندما ذهب إلى الشام ثم رجع إلى البصرة بدأ ينقل لهم أحاديث غريبةً لا يعرفونها مثل حديث الرايات السود ونحوه :

📚الضعفاء الكبير / أبو جعفر العقيلي (٣٢٢ هـ) / الجزء ٢ / الصفحة ٤ :
((حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَرَادَ شُعْبَةُ أَنْ يَضَعَ فِي خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: فَأَتَيْتُ أَنَا وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فَقُلْنَا لَهُ: «مَا لَكَ؟ أَجُنِنْتَ؟ أَنْتَ أَعْلَمُ !
وَتَهَدَّدْنَاهُ فَأَمْسَكَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: مَا لِخَالِدٍ الْحَذَّاءِ فِي حَدِيثِهِ؟ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا قَدْمَةً مِنَ الشَّامِ فَكَأَنَّا أَنْكَرْنَا حِفْظَهُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُلَيَّةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: كَانَ خَالِدٌ يَرْوِيهِ، فَلَمْ نَكُنْ نَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، ضَعَّفَ ابْنُ عُلَيَّةَ أَمْرَهُ، يَعْنِي خَالِدًا الْحَذَّاءَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي ذَكَرَ خَالِدًا الْحَذَّاءَ فَقَالَ: مَا عَلَيْهِ لَوْ صَنَعَ كَمَا صَنَعَ طَاوُسٌ، كَانَ يَجْلِسُ فَإِنْ أَتَى شَيْءٌ أَخَذَهُ، وَإِلَّا سَكَتَ».))

وأخيراً ، عندنا آلاف الأحاديث التي معظمها مكذوبةٌ موضوعةٌ تذكر الفرس والترك وخراسان والروم والبربر لكن ، صدفةً ، لن تجد حديثاً واحداً ولا سطراً واحداً يذكر المغول ولا الروس ولا الفرنجة (الفرنسيين) ولا القرامطة رغم أن هؤلاء ظهروا لاحقاً في القرن الرابع والخامس والسادس والسابع في أحداثٍ حقيقيةٍ تاريخيةٍ ولهم مع المسلمين حروبٌ إستمرت لقرون ، ولا نتوسع أكثر إلى عصرنا الحديث ونسألهم لماذا لا يوجد تصريحٌ ولا تلميحٌ في أحاديث النبوءات وآخر الزمان عن ظهور دولةٍ لليهود تُسَمَّى إسرائيل ونشوء قوى عظمى إسمها أمريكا والغرب وروسيا والصين بل نكتفي إلى القرن السابع الهجري ، لماذا هؤلاء الكهنة والمنجمون وعلماء الغيب الذين يخرفون ويهذون في القرن الثاني والثالث لا نجد واحداً منهم يذكرها لنا أو يلمح عليها !؟ ربما لأن مستوى عقولهم ومعلوماتهم لا يدري أصلاً بتواجد شعبٍ اسمه المغول وشعبٍ آخر اسمه الروس وأرضٍ إسمها فرنسا وشعوب أمريكا الجنوبية والشمالية وأستراليا ولا حتى بلدان أفريقيا وأوروبا ، هؤلاء المتخلفون كان أقصى ما تبلغه عقولهم هو الروم وأذربيجان وأرمينيا شمالاً ثم خراسان وتركستان والصين شرقاً ثم الأندلس غرباً ثم اليمن والحبشة والهند والسند جنوباً ولا يعرفون ما وراءها من شعوبٍ وبلدان ،
بل أكثريتهم - أكثرية المسلمين في ذاك الوقت - كانوا يعتقدون بالأرض المُسَطَّحَة أي شكلها مثل القرص عندهم ولا يعرفون أنها كروية ، فمن لا يعرف شكل الأرض ولا يعرف بلدان العالم وشعوبه هل يعرف المستقبل ويقدر على التنبئ به ؟ …


هذا وصلِ اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم
1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سلسلة الترياق والتحصين
- سلسلة مهمة لتحصين طالب العلم من شبهات الغلاة والجفاة -

▪️قسم الصوتيات

١- الأثرية الزائفة
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/2162
٢- مجازفة عجيبة من أثري زائف
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/2175
تتمة المجازفة
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/2177
٣- تناقضات وتخبطات أدعياء الأثرية الزائفة
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/2178
تتمة التناقصات
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/2179
٤- فخ الجهمية في المغايرة
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/2180
٥- لم التثريب علينا إذن
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/2190
تتمة لم التثريب علينا
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/2191
٦- الإستعداء على ابن تيمية
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/1387
٧- جواب سؤال عن أبن خزيمة وأبي ثور
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/1599
٨- وقفات مع إفتراءات
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/2634
٩- مشكلة التلاوة واللفظ بين الإمامين أحمد والبخاري
https://www.group-telegram.com/doros_alkulify/1588

▪️قسم المقالات

مقالات مهمة دائماً ينصح بها الشيخ في هذا الباب على الترتيب

١- ثلاث مسائل مهمة في التكفير
http://alkulify.blogspot.com/2013/12/blog-post_8018.html?m=1
٢- الجزء المفيد في أدلة عدم تكفير من لم يكفر المشركين إذا كان ممن يجهل ولا يفهم
http://abo-musa.blogspot.com/2015/11/blog-post.html?m=1
٣-الأدلة الجلية من موقف الإمام أحمد من الجهمية
http://abo-musa.blogspot.com/2014/08/pdf.html?m=1
٤- الفصام بين التأصيل والتطبيق في قضية إثبات العلو
https://www.group-telegram.com/alkulife/10305
٥- لماذا أحتمل السلف هؤلاء
http://alkulify.blogspot.com/2015/02/blog-post_86.html?m=1
٦- هل صلى الإمام أحمد خلف ابن سماعة الجهمي بلا حاجة أو اضطرار؟
https://www.group-telegram.com/alkulife/11806
٧- بين موقف الإمام أحمد من علماء اللفظية وموقف بعض المتأخرين من علماء القبورية
https://www.group-telegram.com/alkulife/11810
٨- 15 موقفًا كاشفًا من أعيان اللفظية وفروعها وموقف ابن كلاب من منكري العلو
https://www.group-telegram.com/alkulife/11180
٩- نقاط مهمة مهملة في مسألة تكفير الجهمي المعين (لماذا خالفت ما نشأت عليه)؟
https://www.group-telegram.com/alkulife/11725
١٠- حجج غير صالحة للاستخدام
https://www.group-telegram.com/alkulife/10259
١١- مقال في براءة البخاري من قول اللفظية
http://alkulify.blogspot.com/2013/10/blog-post_1268.html?m=1
١٢- محمد بن يحيى الذهلي والاستطاعة وأبو حنيفة الحيل
https://www.group-telegram.com/alkulife/10261
١٣- كلام مهم للشيخ الخليفي في موضوع ان ابن تيمية لم يكفر الاشاعرة👇

أ- مساعي المتكلمين المشكورة
https://www.group-telegram.com/alkulife/10240
ب- ابن تيمية بين ابن قاضي الجبل والأشعري المعجب من الذي أحسن تصوير موقفه ؟!
https://www.group-telegram.com/alkulife/10263
ج- مقال مهم للشيخ الخليفي وفقه الله في موضوع عدم تكفير شيخ الإسلام للاشاعرة
https://www.group-telegram.com/MynbarAhAlAthar/140


سلسلة انصحكم بسماعها الصوتيات أكثر من مره -(على الترتيب)- مع قراءة المقالات

حتى لا تُوقع بنفسك في وحل هؤلاء الغُلاة او الجُفاه هداهم الله وإيانا

▪️لمن أراد المزيد هذه مواد في مسألة العذر بالجهل

#سلسلة_مهمة_جدا
5
هذه السلسلة جمعتها من قرابة ٣ أعوام
وللآن نفس الشبهات تُثار ومنها ما يأتيني يومياً في الإستفسارات،
سلسلة فيها رد على كل شبهات الغلاة والجفاة معًا وكلها شبهات أصلها تلقي شبهات الأشاعرة دون تفنيدها، حالها حال الشُبه التي يرددها الرافضة، والله المستعان
2
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
[ نقض مزاعم الحسني في تضعيفه حديث: عمار تقتله الفئة الباغية ... ]

سبق وكتبت رد على الأمويين الجدد وذكرت طرق وأسانيد حديث الفئة الباغية ومعناه وتصحيح الأئمة له [رابط المقال]
وهذه المرة الرد من كتابة الأخ خالد محمود وفقه الله

أولًا: احتج الحسني على تضعيفه الحديث برد رواية ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لعلة تفرد معمر عنه وغرابة سنده فالأول يمني والثاني مدني، فنقول أن تفرد معمر عن ابن طاوس لا يضر فكلاهما ثقة وفي الصحيحين كثير من تفرديهما، وأما غرابة السند فمحتملة إذ حديثه عن المدنيين مشهور.

ثانيًا: احتج بما نقله ابن الجوزي عن أحمد وكذا الخلال عنه وعن يحيى بن معين وأبي خيثمة والمعيطي وضعَّف ما رواه يعقوب بن شيبة عنه لعلة إرسال ابن الفراء،

فنقول أن الثابت عن أحمد هو تصحيحه لا تضعيفه، فقد روى عنه الكوسج تصحيحه كما في مسائله، سأل الكوسج الإمام أحمد فقال: (قُلْتُ: قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ لِعَمَّارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»؟ قَالَ: لَا أَتَكَلَّمُ فِيهِ، تَرْكُهُ أَسْلَمُ. قَالَ إِسْحَاقُ: بَلْ هُوَ مُعَاوِيَةُ وَأَصْحَابُهُ)
📚«مسائل الكوسج» (٣٥٠٩)،

وكذا روى عنه كذلك يعقوب بن شيبة، قال يعقوب بن شيبة في مسنده: (سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ فِي عَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ». فَقَالَ أَحْمَدُ: كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قَتَلَتْهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. وَقَالَ: فِي هَذَا غَيْرُ حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا)،

وقد ردها الحسني بعلة إرسال ابن الفراء عن يعقوب بن شيبة، وهو نفسه أحتج بإرسال ابن قدامة عن الخلال في المنتخب من علل الخلال لإثبات تضعيف أحمد للحديث، فنسأل الله أن يعافينا من الهوى!

ومما يدل على ثبوت هذه الرواية عن أحمد فيما رواه يعقوب بن شيبة رواية عدد من الحفاظ لها بأسانيدهم عن يعقوب بن شيبة ومنهم ابن عساكر،

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق:
( ٩٣٥١ - أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أحمد بن محمد، وأحمد ومحمد ابنا علي، وعلي بن أحمد، وعاصم بن الحسن، والحسين بن أحمد، قالوا: أخبرنا أبو عمر، أخبرنا أبو بكر، حدثنا جدي، به)،

📚تاريخ دمشق لابن عساكر ٤٣/‏٤٣٦ — أبو القاسم ابن عساكر (ت ٥٧١)

وكذا الذهبي، أخرجه الذهبي في تاريخ الإسلام : (أخبرني الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خَلَف، قال: أخبرنا يحيى بن أبي السعود قال: أخبرتنا شهدة، قالت: أخبرنا أبو عبد الله النعالي، قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد، به)،

📚تاريخ الإسلام - ت بشار ٧/‏٦٤٩ — شمس الدين الذهبي (ت ٧٤٨)

وذكرها ابن رجب في فتح الباري وابن تيمية في منهاج السنة، ثم إن هذا مما يُروى من كتاب ورواية الكتب تختلف عن رواية الإسناد فلا نتحذلق ونقول أن هذا من إرسال فلان أو علان فإنه مما ينم عن جهل قائله.

وأما ما احتج به الحسني من رواية الخلال في علله ففي سندها إسماعيل بن الفضل وهو مجهول ورد هذه الرواية ابن رجب في فتح الباري فقال:
((وقد اختلف في حديث: «تقتل عمار الفئة الباغية» . فذكر الخلال في كتاب «العلل»: ثنا إسماعيل الصفار: سمعت أبا أمية الطرسوسي يقول: سمعت في حلقة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي خيثمة والمعيطي ذكروا: «تقتل عمار الفئة الباغية»، فقالوا: ما هي حديث صحيح. قال الخلال: وسمعت عبد الله بن إبراهيم يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روي في عمار: «تقتله الفئة الباغية» ثمانية وعشرون حديثا، ليس فيها حديث صحيح. وهذا الإسناد غير معروف، وقد روي عن أحمد خلاف هذا ... ))،

📚فتح الباري لابن رجب ٣/‏٣١٠ — ابن رجب الحنبلي (ت ٧٩٥)

قلت: وهو نفسه إسماعيل الصفار الذي احتج به في الرواية الأخرى، وهذا من تناقضه.

وهب أنه صحت رواية التضعيف عنه فإن آخر أقواله هي التصحيح كما قال ذلك ابن تيمية، قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية: (وَالْحَدِيثُ ثَابِتٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَقَدْ صَحَّحَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَإِنْ كَانَ قَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ ضَعَّفَهُ، فَآخِرُ الْأَمْرَيْنِ مِنْهُ تَصْحِيحُهُ .. قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ [فِي الْمَكِّيِّينَ] فِي مُسْنَدِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، لَمَّا ذَكَرَ أَخْبَارَ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ - ﷺ - فِي عَمَّارٍ: ««تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»» فَقَالَ أَحْمَدُ: قَتَلَتْهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - ﷺ -. وَقَالَ: فِي هَذَا غَيْرُ حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ -، وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا).

📚منهاج السنة النبوية ٤/‏٤١٤ — ابن تيمية (ت ٧٢٨)
=
2
=
ثالثًا: ادعى الحسني أن قوله صلى الله عليه وسلم (تقتله الفئة الباغية) زيادة شاذة لأنها ليست في صحيح البخاري كما في بعض النسخ

قال ابن تيمية رحمه الله: (وَأَيْضًا فَقَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِهِ: ««تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، تَقْتُلُهُمْ أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ»» يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَلِيًّا وَأَصْحَابَهُ أَدْنَى إِلَى الْحَقِّ مِنْ مُعَاوِيَةَ وَأَصْحَابِهِ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ عَمَّارِ ««تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»» قَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، لَكِنْ فِي كَثِيرٍ مِنَ النُّسَخِ لَمْ يَذْكُرْهُ تَامًّا.

وَأَمَّا تَأْوِيلُ مَنْ تَأَوَّلَهُ: أَنَّ عَلِيًّا وَأَصْحَابَهُ قَتَلُوهُ، وَأَنَّ الْبَاغِيَةَ الطَّالِبَةُ بِدَمِ عُثْمَانَ ; فَهَذَا مِنَ التَّأْوِيلَاتِ الظَّاهِرَةِ الْفَسَادِ، الَّتِي يَظْهَرُ فَسَادُهَا لِلْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ. وَالْحَدِيثُ ثَابِتٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَقَدْ صَحَّحَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَإِنْ كَانَ قَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ ضَعَّفَهُ، فَآخِرُ الْأَمْرَيْنِ مِنْهُ تَصْحِيحُهُ ..

قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ فِي مُسْنَدِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، لَمَّا ذَكَرَ أَخْبَارَ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ فِي عَمَّارٍ: ««تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»» فَقَالَ أَحْمَدُ: قَتَلَتْهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ. وَقَالَ: فِي هَذَا غَيْرُ حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا).

📚منهاج السنة النبوية ٤/‏٤١٤ — ابن تيمية (ت ٧٢٨)

قلت: ذكر ابن تيمية أن في بعض النسخ لم تُذكر هذه الزيادة ومع ذلك صححها ولم يقل بأنها زيادة شاذة، ثم أن مسلمًا في صحيحه ذكر هذه الرواية بتمامها عن أبي سعيد الخدري،

قال مسلم في صحيحه: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ (وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى)، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: « أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ لِعَمَّارٍ حِينَ جَعَلَ يَحْفِرُ الْخَنْدَقَ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ وَيَقُولُ: بُؤْسَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ فِئَةٌ بَاغِيَةٌ».

ثم أن صنيع البخاري في حذفه لهذه الزيادة في بعض النسخ هو لأن الخدري لم يسمعها من النبي ﷺ مباشرة وإنما سمعها من أبي قتادة الأنصاري عنه وهذا لا يطعن في صحة هذه الزيادة عن النبي ﷺ وإنما حذفها جريًا على شرطه في الصحيح في ترك ما كان مدرجًا وإلا فالزيادة تصح عن النبي ﷺ من رواية أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - وهذا الحسني نفسه أقر بأنه سمعها من غيره فيما نقله عن ابن حجر،

قال ابن حجر في فتح الباري:

((ويظهر لي أن البخاري حذفها عمدًا وذلك لنكتة خفية، وهي أن أبا سعيد الخدري اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي ﷺ فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري، وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة، وفيه: فقال أبو سعيد: فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله ﷺ أنه قال: يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية … وهذا الإسناد على شرط مسلم، وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك، ففي مسلم، والنسائي من طريق أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة، فذكره فاقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي ﷺ دون غيره، وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الاطلاع على علل الأحاديث))،

📚فتح الباري لابن حجر ١/‏٥٤٢ — ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢)
=
2
=

ثم تكلف بعد هذا رد رواية أبي سعيد الخدري عن أبي قتادة بتضعيف أبي مسلمة سعيد بن يزيد بن مسلمة الطاحي البصري، وقد قال عنه يحيى بن معين: شيخ مسكين ثقة ألا أن الحسني بفذلكته كالعادة قال أن هذا من ألفاظ الجرح لا التعديل، فكيف يجمع مع هذا تخريج البخاري له في صحيحه!

وقال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية:

((وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، لَكِنْ فِي كَثِيرٍ مِنَ النُّسَخِ لَا يُذْكَرُ الْحَدِيثُ بِتَمَامِهِ، بَلْ فِيهَا : ««وَيْحَ عَمَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ»». وَلَكِنْ لَا يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ هِيَ فِي الْحَدِيثِ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ: «قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ». وَظَنَّ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ الْبُخَارِيَّ لَمْ يَذْكُرِ الزِّيَادَةَ، وَاعْتَذَرَ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ لَمْ يَسْمَعْهَا أَبُو سَعِيدٍ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَكِنْ حَدَّثَهُ بِهَا أَصْحَابُهُ، مِثْلُ أَبِي قَتَادَةَ كَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: أَبُو قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِعَمَّارٍ: ««تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»». وَفِي حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ««تَمْرُقُ مَارِقَةٌ فَتَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِاللَّهِ»» .. وَكَانَ عَمَّارٌ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ. قَالَ: فَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَكِنْ جِئْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ««وَيْحَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»»)).

📚منهاج السنة النبوية / أحمد إبن تيمية الحَرَّاني (٧٢٨ هـ) / تحقيق : محمد رشاد سالم / الجزء ٤ / الصفحتان ٤١٥ - ٤١٦

ثم أورد مسلم إسنادًا آخر من طريق خالد الحذاء عن الحسن البصري عن أمه عن أم سلمة فتكلف الحسني أيضًا تضعيف الحذاء بحذلقته المعتادة لأنه تغير بعد أن عاد إلى الشام وهذه الرواية كانت قبل تغيره والعجيب أنه يقر بأن تغيره لم يضر هنا، فقال: (وإن كان لا يضره التغير هنا، فإن تغيره إنما كان بعد أن عاد من الشام. فظاهر صنيع مسلم أنه أخرجه لبيان علته من حديث أم سلمة. فإنه أخرجه من حديث أبي سعيد من حديث أبي مسلمة، وأخرجه من حديث أم سلمة من حديث الحذاء، كلاهما من حديث شعبة عنهما. فكأنه إذا أخرجهما من مخرج واحد أراد الإشارة إلى الاختلاف فيه. وقد تكلمنا عليه من حديث أبي سعيد بما يغني عن الإعادة)،

ثم أن خالدًا الحذاء تابعه أيوب بن أبي تميمة كما في مسند الطيالسي فيصير بهذا الحديث متواترًا عن الحسن البصري، قال الطيالسي: ((حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّنَا ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ فِي عَمَّارٍ: تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»))،

📚مسند أبي داود الطيالسي ٣/‏١٧٤ — أبو داود الطيالسي (ت ٢٠٤)

وتابعه أيضًا عوف الأعرابي كما في الطبقات لابن سعد، قال ابن سعد: (أخبرنا إسحاق بن الأزرق قال: أخبرنا عوف الأعرابى عن الحسن عن أمّه عن أمّ سلمى قالت: سمعتُ النّبيّ، -ﷺ-، يقول: تَقْتُلُ عمّارًا الفِئَةُ الباغية. قال عوف: ولا أحْسَبُهُ إلّا قال: وقاتِلُهُ في النّار).

📚الطبقات الكبرى / ابن سعد (ت ٢٣٠) / طبعة دار الكتب العلمية / المجلد الثالث / الصفحة ١٩٠

وأما رواية أم سلمة التي في صحيح مسلم وتكلف الحسني تضعيفها وأستشهد بإيراد عبد الله بن أحمد له في العلل، وبفذلكة باردة قال بما أنه في العلل إذن هو معلول! وفي الرواية رد عليه أصلًا إذ نجد محمد بن سيرين يصححها، قال عبد الله بن أحمد: ((حَدثنِي أبي، قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي عدي، عَن ابن عون قَالَ: فَذَكرته لمُحَمد، فَقَالَ عَن أمه؟! قلت: نعم، قَالَ: أما أَنَّهَا قد كَانَت تخالطها، تلج عَلَيْهَا. يَعْنِي: حَدِيث الْحسن عَن أمه عَن أم سَلمَة فِي عمار تقتله ‌الفئة ‌الباغية))

📚«العلل» رواية عبد اللَّه (١١٢٥)

قلت: في الرواية تصحيح رواية أم الحسن عن أم سلمة إذ قال ابن سيرين: (أما أَنَّهَا قد كَانَت تخالطها، تلج عَلَيْهَا).

=
2
=
رابعًا: تصحيح ابن تيمية لحديث الفئة الباغية

أذكر كلام ابن تيمية هنا اعتضادًا بعدما شرعت في الرد على أغلب حجج الحسني في مقاله، قال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية: (( وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مِنْ وُجُوهٍ أُخْرَى مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ . ، وَمِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -. ، وَمِنْ حَدِيثِ عَمَّارٍ نَفْسِهِ .. وَأَسَانِيدُ هَذِهِ مُقَارِبَةٌ .. وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ أُخْرَى وَاهِيَةٍ. وَفِي الصَّحِيحِ مَا يُغْنِي عَنْ غَيْرِهِ.

وَالْحَدِيثُ ثَابِتٌ صَحِيحٌ عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ - عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ ، وَالَّذِينَ قَتَلُوهُ هُمُ الَّذِينَ بَاشَرُوا قَتْلَهُ. وَالْحَدِيثُ أَطْلَقَ فِيهِ لَفْظَ «الْبَغْيِ» لَمْ يُقَيِّدْهُ بِمَفْعُولٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴾ سُورَةُ الْكَهْفِ، وَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ - ﷺ -: ««الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لَا يَبْغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا»»)).

📚منهاج السنة النبوية ٤/‏٤١٧ — ابن تيمية (ت ٧٢٨)

خامسًا: ذكر من قام بتعيين الفئة الباغية

١- أحمد بن حنبل

قال يعقوب بن شيبة الدسوسي في (مسند عمار) من (مسنده) 📚:

سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي - ﷺ - في عمار: (تقتلك الفئة الباغية)، فقال أحمد: كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قتلته الفئة الباغية). وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا.

قلت: وقد تقدم الكلام في صحة هذه الرواية عن أحمد والرد على مزاعم الحسني الخاسرة في ردها.

٢- إسحاق بن راهويه

‏قال الكوسج في مسائله (٣٥٠٩) 📚: "قلت: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمار -رضي الله عنه-: "تقتلك الفئة الباغية". قال - أحمد بن حنبل -: لا أتكلم فيه، تركه أسلم.

‏قال إسحاق: بل هو معاوية وأصحابه".

قلت: وقد تقدم ذكرها أيضًا.

٣- يعقوب بن سفيان الفسوي

‏قال في تاريخه (٣١٤/٣) 📚: "ولكن كان علي وأصحابه أدنى الطائفتين الى الحق من أصحاب معاوية، وأصحاب معاوية كانوا باغين عليهم".

٤- يحيى بن معين وعلي بن المديني

‏قال ابن رجب في فتح الباري (٣١٠/٣) 📚: "قال الحاكم في ((تاريخ نيسابور)) : سمعت أبا عيسى محمد بن عيسى العارض - وأثنى عليه - يقول: سمعت صالح بن محمد الحافظ - يعني: جزرة - يقول: سمعت يحيى بن معين وعلي بن المديني يصححان حديث الحسن، عن أمه، عن أم سلمة: ((تقتل عمارا الفئة الباغية)).

قلت: وقد تكلم الحسني في شيخ الحاكم بأنه لم يمدحه سوى الحاكم والحاكم فيه تشيع، فنقول أن السمعاني مدحه وقال عنه: كان أديبًا فاضلًا عالمًا، واحتج ابن رجب بروايته هذه في تضعيف رواية الخلال في علله.

٥- محمد بن إدريس الشافعي

قال الشافعي في الأم:

((ولو أن قوما متأولين كثيرا كانوا أو قليلا اعتزلوا جماعة الناس فكان عليهم وال لأهل العدل يجري حكمه فقتلوه وغيره قبل أن ينصبوا إماما ويعتقدوا ويظهروا حكما مخالفا لحكمه كان عليهم في ذلك القصاص وهكذا كان شأن الذين اعتزلوا عليا - رضي الله تعالى عنه - ونقموا عليه الحكومة فقالوا لا نساكنك في بلد فاستعمل عليهم عاملا فسمعوا له ما شاء الله ثم قتلوه فأرسل إليهم أن ادفعوا إلينا قاتله نقتله به قالوا: كلنا قاتله قال فاستسلموا نحكم عليكم قالوا لا فسار إليهم فقاتلهم فأصاب أكثرهم قال وكل ما أصابوه في هذه الحال من حد لله تبارك وتعالى أو للناس أقيم عليهم متى قدر عليهم وليس عليهم في هذه الحال أن يبدءوا بقتال حتى يمتنعوا من الحكم وينتصبوا قال وهكذا لو خرج رجل أو رجلان أو نفر يسير قليلو العدد يعرف أن مثلهم لا يمتنع إذا أريد فأظهروا رأيهم ونابذوا إمامهم العادل وقالوا نمتنع من الحكم فأصابوا دما وأموالا وحدودا في هذه الحال متأولين ثم ظهر عليهم أقيمت عليهم الحدود وأخذت منهم الحقوق لله تعالى وللناس في كل شيء كما يؤخذ من غير المتأولين فإن كانت لأهل البغي جماعة تكثر ويمتنع مثلها بموضعها الذي هي به بعض الامتناع حتى يعرف أن مثلها لا ينال حتى تكثر نكايته واعتقدت ونصبوا إماما وأظهروا حكما وامتنعوا من حكم الإمام العادل فهذه الفئة الباغية.))

📚الأم للشافعي - ط الفكر ٤/‏٢٣٠ — الشافعي (ت ٢٠٤)

قلت: ذكرت من قام بتعيين الفئة الباغية لأن تعيينهم لها يدل على تصحيحهم للحديث.

هذا وصلِّ اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم.
2🔥1
2025/10/19 05:08:16
Back to Top
HTML Embed Code: