Forwarded from قناة •| أحمد السويلم |•
🔸مما لا يصلح في مجالس طلبة العلم:
تبادل الثناء والمدح فإذا استحسن الإنسان ما ظهر من أخيه من الإقبال على العلم أو العمل فليدع له في ظهر الغيب بالتوفيق والإخلاص والقبول فإن الإنسان أحوج إلى الدعاء منه إلى الثناء والنفس ضعيفة تنخدع بالثناء.
🔹 ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم : إحراج أخيك بإشاعة أعماله الصالحة التي يتقرب بها إلى الله وذكرها أمامه على الملأ فتقول: هذا مجاز في كذا ويحفظ الكتاب الفلاني ودرس كذا =بحيث تتحول أعمال القرب إلى وسائل للتعريف بالإنسان وأدوات للتجمل في المجالس.
🔸ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم: التجمل في المجالس بنوادر المسائل وغرائبها بحيث تنتقل طبيعة المجلس من العفوية والأنس إلى التنافس في الإغراب .
🔹 ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم: السكوت أحياناً عن غيبة أخيك المسلم والمجاملة في سماعها.
🔸 ومن تلبيس الشيطان على بعض الناس: استعلاؤه بعلمه على غيره من العوام وغيرهم والاستطالة عليهم والنظر إليهم بعين الاحتقار وظنه أن له حقوقاً زائدة على غيره
والعلم النافع هو المقرب إلى الله المنتج للعمل الصالح الحامل على هضم النفس فإنه كلما تعلم علم مقدار تقصيره في جنب الله.
كتبه/ د. حسين الأنصاري
تبادل الثناء والمدح فإذا استحسن الإنسان ما ظهر من أخيه من الإقبال على العلم أو العمل فليدع له في ظهر الغيب بالتوفيق والإخلاص والقبول فإن الإنسان أحوج إلى الدعاء منه إلى الثناء والنفس ضعيفة تنخدع بالثناء.
🔹 ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم : إحراج أخيك بإشاعة أعماله الصالحة التي يتقرب بها إلى الله وذكرها أمامه على الملأ فتقول: هذا مجاز في كذا ويحفظ الكتاب الفلاني ودرس كذا =بحيث تتحول أعمال القرب إلى وسائل للتعريف بالإنسان وأدوات للتجمل في المجالس.
🔸ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم: التجمل في المجالس بنوادر المسائل وغرائبها بحيث تنتقل طبيعة المجلس من العفوية والأنس إلى التنافس في الإغراب .
🔹 ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم: السكوت أحياناً عن غيبة أخيك المسلم والمجاملة في سماعها.
🔸 ومن تلبيس الشيطان على بعض الناس: استعلاؤه بعلمه على غيره من العوام وغيرهم والاستطالة عليهم والنظر إليهم بعين الاحتقار وظنه أن له حقوقاً زائدة على غيره
والعلم النافع هو المقرب إلى الله المنتج للعمل الصالح الحامل على هضم النفس فإنه كلما تعلم علم مقدار تقصيره في جنب الله.
كتبه/ د. حسين الأنصاري
👍11
Forwarded from فوائد الديوانين
* «حقيقةُ حفظ السرّ: نسيانُه، وضياع السرّ: أن يكثر خُزَّانه».
أبوطالب المكي في «قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد» (1/ 136).
* "من أفشى السر عند الغضب فهو اللئيم،لأن إخفاءه عند الرضا تقتضيه الطباع السليمة كلها"
الإمام الغزالي رحمه الله تعالى - الإحياء4: 93
* ومستخبر عن سرّ (ريَّا) رددتُه * بعمياء من (ريّا) بغير يقينِ
يقولون: خبّرنا؛ وأنت أمينُها * وما أنا إن أخبرتهم بأمينِ
جابر بن ثعلبة
الحماسة البصرية 2: 222
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
أبوطالب المكي في «قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد» (1/ 136).
* "من أفشى السر عند الغضب فهو اللئيم،لأن إخفاءه عند الرضا تقتضيه الطباع السليمة كلها"
الإمام الغزالي رحمه الله تعالى - الإحياء4: 93
* ومستخبر عن سرّ (ريَّا) رددتُه * بعمياء من (ريّا) بغير يقينِ
يقولون: خبّرنا؛ وأنت أمينُها * وما أنا إن أخبرتهم بأمينِ
جابر بن ثعلبة
الحماسة البصرية 2: 222
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
Telegram
فوائد الديوانين
فوائد ديواني الثقافة الإسلامية، والرواية والإسناد
👍6
Forwarded from الأنابيش
•••
روىٰ إبراهِيمُ بنُ أَدْهَمَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ:
«مِنْ أَعظَمِ خَصْلَةِ المُؤمنِ أَنْ يَكُونَ أشَدَّ النَّاسِ خَوْفًا علىٰ نَفْسِهِ وأرجاهُ لكلِّ مُسلِمٍ».
روىٰ إبراهِيمُ بنُ أَدْهَمَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ:
«مِنْ أَعظَمِ خَصْلَةِ المُؤمنِ أَنْ يَكُونَ أشَدَّ النَّاسِ خَوْفًا علىٰ نَفْسِهِ وأرجاهُ لكلِّ مُسلِمٍ».
"حلية الأولياء" (٨/ ٥٤)
👍3
Forwarded from الأنابيش
•••
قالَ أبو حازمٍ سَلَمَة بن دِينار رحمه الله:
«نَحنُ لا نُرِيدُ أنْ نَمُوتَ حتَّى نَتُوبَ، ونَحنُ لا نَتُوبُ حتَّى نَمُوتَ، وَاعْلَمْ أنَّكَ إذا مِتَّ لَمْ تُرْفَعِ الأسْوَاقُ بِمَوتِكَ، إِنَّ شَأنَكَ صَغِيرٌ فَاعرِفْ نَفسَكَ».
قالَ أبو حازمٍ سَلَمَة بن دِينار رحمه الله:
«نَحنُ لا نُرِيدُ أنْ نَمُوتَ حتَّى نَتُوبَ، ونَحنُ لا نَتُوبُ حتَّى نَمُوتَ، وَاعْلَمْ أنَّكَ إذا مِتَّ لَمْ تُرْفَعِ الأسْوَاقُ بِمَوتِكَ، إِنَّ شَأنَكَ صَغِيرٌ فَاعرِفْ نَفسَكَ».
"حلية الأولياء" (٣/ ٢٣٢)
👍11
«أولياء الله هم المؤمنون المتقون
-سواء سمي أحدهم فقيراً، أو صوفياً، أو فقيهاً، أو عالماً، أو تاجراً، أو جندياً، أو صانعاً، أو أميراً، أو حاكماً، أو غير ذلك-
قال الله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون) ».
قاله الإمام أبوالعباس ابن تيميَّة في جوابه الشهير عن الصوفية والفقراء المنشور مفرداً وضمن مجاميع للشيخ من أشهرها «مجموع الفتاوى» (11: 22).
هذه العبارة المعترضة بين حدّ أولياء الله وتعريفهم الذي ذكره الشيخ وبين الآية التي أخذ ذلك منها رأى اقتضاء المصلحة ذكرها هنا لدفع توهم المتوهمين أنَّ هذه الأسماء على تنوع دلالتها العرفية الدينية والدنيوية توجب أو تمنع لذاتها استحقاق ولاية الله الخاصة المذكورة.
فمن لم يتوهم ولم يعرف متوهِّماً فاستغرب فليحمدالله على جهل لا يضره ما دام مقتصراً عليه ولم يتعده إلى إنكار علم غيره المحسوس القطعي.
والمهم: أن يعرف المتوهمون لشيء من ذلك - في أي زمان ومكان وجدوا وعلى أي صفة كانوا وبأي اسم من هذه الأسماء أو غيرها سُمُّوا - أنهم واهمون، وأنهم إذا بنوا على وهمهم هذا قولاً أو فعلاً فهم ظالمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ولا سيما إذا بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون، يوم توضع الموازين القسط فلا تظلم نفس شيئاً -بهذين الإطلاقين: (نفس) (شيئاً) -، (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، فإنَّ الله تعالى رب كل شيء ومليكه وليس بينه وبينه أحد من خلقه نسب، وهو الواحد القهار.
والعبرة بالحقائق الكونية وقوعاً، وبالحقائق الشرعية حُكْماً على ذلك وجزاءاً، فهذا الذي ينفع ويضر، ويزين ويشين، وكل ما سوى ذلك من أوهام يعتقدها صاحبها حقاً فيبني عليها الأحكام ويضع لها الأسماء والألقاب، فإنما هو كسب من صاحبه يرهن نفسه به ويخلده في صحيفته وكتابه الذي سيجده محضراً، وكيفما كانت عاقبته وعقابه فهو أيسر من أن يستعمل في ذلك الأسماء الشرعية ويرتب عليها أحكامها مهما أوهم نفسه أو أوهمه غيره الجزم بذلك، فإن له موعداً لن يخلفه وعليه رقيب حسيب عزيز قهار لن يهمله، يغار على دينه وحرماته فوق غيرة كل غيور، وأشد حرماته أن يقال باسمه وفي دينه بلا علم وحجة تخلص صاحبها عند لقائه، وإن خلصته أو زينته عند خلقه بشيء مما يبتليه الله به من سلطان منطق أو غيره مما يزول بزوال صاحبه أو قبله.
فتبين أنَّ ما اشتملت عليه الجملة المعترضة في كلام الشيخ من دفع هذا التوهم معينة على السلامة من التهور الموقع في هذه المهالك، وهذا من أعظم المصالح الشرعية في الدارين.
ولهذا قال الشيخ بعد ذكره للآية مباشرة: «وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ : «قال الله تعالى: من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ... »، ثم ذكر تمام الحديث المشهور بطوله، منبهاً إلى ما اشتمل عليه من درجتي السابقين والمقتصدين في الولاية الخاصة، فإنَّ أصل فضلها يشملهما، ومنه: خطر معادة أحد من أهلهما، فلا يغترنَّ مغتر بقصور أحد ممن رزق الإيمان والتقوى وأقام الله تعالى له شواهد ذلك وشهوده عن رتبة السبق ولو في ظن المغتر، فإن ذلك لا يخرجه عن خطر التعرض لمبارزة الواحد القهار بالمحاربة إن عاداه وأهدر حقه الذي أحقه الله، فيؤذنه الله تعالى بحربه، وهو المليك المقتدر، كل خلقه ومنهم نفس المحارِب المحارَب وبدنه جنده الذين لا يعلمهم إلا هو، لجهالة أعيانهم أو وصف جنديتهم وكيفيتها وإن عرفت أعيانهم كحال الإنسان مع نفسه التي هي من جنود ربه، فمن طلبه الله أدركه، ومن حاربه سحقه ومحقه وأهلكه، فبطشه وأخذه أليم شديد، لا يعذب عذابه أحد، ولا يوثق وثاقه أحد، وهو في كل ذلك لا يظلم أحداً ولا يظلم عنده أحد.
فهذه الرعونات والتعصبات والتحزبات الدينية والدنيوية وتأولاتها وحججها لا تغني عن أحد من الله شيئاً، ولن يدخل أحد الجنة - ولا يدخلها إلا مؤمن - ولأحد من أهل النار عنده مظلمة - ولا يدخلها إلا من أبى الجنة بفرط ظلمه وتمرده على ربه-، فلا يدلن أحد من العبيد المساكين على ربه بشيء من نعمه التي منَّ بها عليه في دنياه أو دينه، فهذا الإدلال بالنعم وخصوصاً الدينية من أعظم أسباب سلب النعم والعقوبة فيها أو بها، بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين.
فاللهم سلمنا وسلِّم منا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونسأله أن لا يكلنا إلى أنفسنا أو أحد سواه طرفة عين.
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
-سواء سمي أحدهم فقيراً، أو صوفياً، أو فقيهاً، أو عالماً، أو تاجراً، أو جندياً، أو صانعاً، أو أميراً، أو حاكماً، أو غير ذلك-
قال الله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون) ».
قاله الإمام أبوالعباس ابن تيميَّة في جوابه الشهير عن الصوفية والفقراء المنشور مفرداً وضمن مجاميع للشيخ من أشهرها «مجموع الفتاوى» (11: 22).
هذه العبارة المعترضة بين حدّ أولياء الله وتعريفهم الذي ذكره الشيخ وبين الآية التي أخذ ذلك منها رأى اقتضاء المصلحة ذكرها هنا لدفع توهم المتوهمين أنَّ هذه الأسماء على تنوع دلالتها العرفية الدينية والدنيوية توجب أو تمنع لذاتها استحقاق ولاية الله الخاصة المذكورة.
فمن لم يتوهم ولم يعرف متوهِّماً فاستغرب فليحمدالله على جهل لا يضره ما دام مقتصراً عليه ولم يتعده إلى إنكار علم غيره المحسوس القطعي.
والمهم: أن يعرف المتوهمون لشيء من ذلك - في أي زمان ومكان وجدوا وعلى أي صفة كانوا وبأي اسم من هذه الأسماء أو غيرها سُمُّوا - أنهم واهمون، وأنهم إذا بنوا على وهمهم هذا قولاً أو فعلاً فهم ظالمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ولا سيما إذا بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون، يوم توضع الموازين القسط فلا تظلم نفس شيئاً -بهذين الإطلاقين: (نفس) (شيئاً) -، (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، فإنَّ الله تعالى رب كل شيء ومليكه وليس بينه وبينه أحد من خلقه نسب، وهو الواحد القهار.
والعبرة بالحقائق الكونية وقوعاً، وبالحقائق الشرعية حُكْماً على ذلك وجزاءاً، فهذا الذي ينفع ويضر، ويزين ويشين، وكل ما سوى ذلك من أوهام يعتقدها صاحبها حقاً فيبني عليها الأحكام ويضع لها الأسماء والألقاب، فإنما هو كسب من صاحبه يرهن نفسه به ويخلده في صحيفته وكتابه الذي سيجده محضراً، وكيفما كانت عاقبته وعقابه فهو أيسر من أن يستعمل في ذلك الأسماء الشرعية ويرتب عليها أحكامها مهما أوهم نفسه أو أوهمه غيره الجزم بذلك، فإن له موعداً لن يخلفه وعليه رقيب حسيب عزيز قهار لن يهمله، يغار على دينه وحرماته فوق غيرة كل غيور، وأشد حرماته أن يقال باسمه وفي دينه بلا علم وحجة تخلص صاحبها عند لقائه، وإن خلصته أو زينته عند خلقه بشيء مما يبتليه الله به من سلطان منطق أو غيره مما يزول بزوال صاحبه أو قبله.
فتبين أنَّ ما اشتملت عليه الجملة المعترضة في كلام الشيخ من دفع هذا التوهم معينة على السلامة من التهور الموقع في هذه المهالك، وهذا من أعظم المصالح الشرعية في الدارين.
ولهذا قال الشيخ بعد ذكره للآية مباشرة: «وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ : «قال الله تعالى: من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ... »، ثم ذكر تمام الحديث المشهور بطوله، منبهاً إلى ما اشتمل عليه من درجتي السابقين والمقتصدين في الولاية الخاصة، فإنَّ أصل فضلها يشملهما، ومنه: خطر معادة أحد من أهلهما، فلا يغترنَّ مغتر بقصور أحد ممن رزق الإيمان والتقوى وأقام الله تعالى له شواهد ذلك وشهوده عن رتبة السبق ولو في ظن المغتر، فإن ذلك لا يخرجه عن خطر التعرض لمبارزة الواحد القهار بالمحاربة إن عاداه وأهدر حقه الذي أحقه الله، فيؤذنه الله تعالى بحربه، وهو المليك المقتدر، كل خلقه ومنهم نفس المحارِب المحارَب وبدنه جنده الذين لا يعلمهم إلا هو، لجهالة أعيانهم أو وصف جنديتهم وكيفيتها وإن عرفت أعيانهم كحال الإنسان مع نفسه التي هي من جنود ربه، فمن طلبه الله أدركه، ومن حاربه سحقه ومحقه وأهلكه، فبطشه وأخذه أليم شديد، لا يعذب عذابه أحد، ولا يوثق وثاقه أحد، وهو في كل ذلك لا يظلم أحداً ولا يظلم عنده أحد.
فهذه الرعونات والتعصبات والتحزبات الدينية والدنيوية وتأولاتها وحججها لا تغني عن أحد من الله شيئاً، ولن يدخل أحد الجنة - ولا يدخلها إلا مؤمن - ولأحد من أهل النار عنده مظلمة - ولا يدخلها إلا من أبى الجنة بفرط ظلمه وتمرده على ربه-، فلا يدلن أحد من العبيد المساكين على ربه بشيء من نعمه التي منَّ بها عليه في دنياه أو دينه، فهذا الإدلال بالنعم وخصوصاً الدينية من أعظم أسباب سلب النعم والعقوبة فيها أو بها، بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين.
فاللهم سلمنا وسلِّم منا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونسأله أن لا يكلنا إلى أنفسنا أو أحد سواه طرفة عين.
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
Telegram
فوائد الديوانين
فوائد ديواني الثقافة الإسلامية، والرواية والإسناد
👍2
Forwarded from أفكار وأسْمَار
مع هذه الموجة العاتية من غلاء أسعار الكتب والمطبوعات على هذا النحو الذي لم نره ولم نسمع به من قبل، حتى إن سعر المجلد الواحد من طبعات بيروت أو الكويت والأردن يتجاوز ألف جنيه مصري = لا بد أن تنشَط حركةُ النقد لهذا النِتاج الذي امتلأت به سوق الكتب، ويجب أن يكون نقدا علميا مؤسَّسا على أنظار مستقيمة لدى أهل الصناعة، وأن يكون باعثه تقويم الأعمال العلمية، حفاظا على أموال الطلاب الذين يضطر الواحد منهم أحيانا إلى حرمان نفسه من بعض أولوياته لكي يشتري الكتاب، ثم يُفاجأ بما فيه من الكوارث والبلايا في الطباعة والتحقيق وسوء الإخراج.
ولهذا العملِ فوائد كثيرة أهمها أمران:
الأول: أن يتحسس الناشر موطئ قدمه قبل الإقدام على طباعة كتب جديدة، فيحفَظ على نفسه مالَه وعلى الناس أموالَهم.
والثاني: أن يعلم المحقق أو المؤلف أنه إذا صنًّف فقد استُهدِف، وأن الناقد بصير، فيبعثه ذلك على مزيد التحرز والتحري والتجويد والتنقيح.
ومنذ أن غابت الحركة النقدية للأعمال المنشورة كثر الفساد وعظُم الخبط والتخليط، واستحال المجتمع العلمي إلى مجاملات ومدائح وتزكيات ليست مسبَّبة إلا عن نسخة مُهداة من المحقق أو المؤلف أو الناشر.
ورحم الله زمانا كانت المجلات العلمية فيه تزخر بحركة التقويم هذه، فلا يكاد يخرج كتاب إلا تداولته أيدي العلماء ودارت حوله المقالات بما يستحقه، فكانت نتيجة هذا العمل أنك الآن تكون مطمئنا مرتاح البال لمجرد رؤية اسم أحدهم على غلاف الكتاب.
ولهذا العملِ فوائد كثيرة أهمها أمران:
الأول: أن يتحسس الناشر موطئ قدمه قبل الإقدام على طباعة كتب جديدة، فيحفَظ على نفسه مالَه وعلى الناس أموالَهم.
والثاني: أن يعلم المحقق أو المؤلف أنه إذا صنًّف فقد استُهدِف، وأن الناقد بصير، فيبعثه ذلك على مزيد التحرز والتحري والتجويد والتنقيح.
ومنذ أن غابت الحركة النقدية للأعمال المنشورة كثر الفساد وعظُم الخبط والتخليط، واستحال المجتمع العلمي إلى مجاملات ومدائح وتزكيات ليست مسبَّبة إلا عن نسخة مُهداة من المحقق أو المؤلف أو الناشر.
ورحم الله زمانا كانت المجلات العلمية فيه تزخر بحركة التقويم هذه، فلا يكاد يخرج كتاب إلا تداولته أيدي العلماء ودارت حوله المقالات بما يستحقه، فكانت نتيجة هذا العمل أنك الآن تكون مطمئنا مرتاح البال لمجرد رؤية اسم أحدهم على غلاف الكتاب.
👍4
Forwarded from فوائد الديوانين
#سفارينيات
من مشاهدات العلامة السفاريني وشهاداته على عصره
قال شيخ الحنابلة في وقته العلامة الشمس محمد بن أحمد بن سالم السفَّاريني رحمه الله تعالى:
"قال الإمام ابن عقيل: أنا أبرأ إلى الله تعالى من جموع أهل زماننا في المساجد والمشاهد ليالي يسمونها إحياء، لعمري إنها لإحياء أهوائهم وإيقاد شهواتهم.
قال في الآداب: وهذا في زمانه الذي بيننا وبينه نحو ثلاثمائة سنة.
قال: وما يجري بالشام ومصر والعراق وغيرها من بلاد الإسلام في المواسم من المنكرات في زماننا أضعاف ما كان في زمانه فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قلت: وهذا الذي قاله ابن مفلح في آدابه في زمانه، وهو - رضي الله عنه - قد توفي سنة ثلاث وستين وسبعمائة، فما بالك بعصرنا هذا الذي نحن فيه وهو في المائة الثانية عشر، وقد انطمست معالم الدين، وطفئت إلا من بقايا حفظة الدين، فصارت السنة بدعة، والبدعة شرعة، والعبادة عادة والعادة عبادة.
فعالمهم عاكف على شهواته، وحاكمهم متماد في غفلاته، وأميرهم لا حلم لديه، ولا دين، وغنيهم لا رأفة عنده، ولا رحمة للمساكين، وفقيرهم متكبر، وغنيهم متجبر.
مطلب: متصوفة زماننا وما يفعلونه من المنكرات.
فلو رأيت جموع صوفية زماننا، وقد أوقدوا النيران، وأحضروا آلات المعازف بالدفوف المجلجلة، والطبول والنايات والشباب، وقاموا على أقدامهم يرقصون ويتمايلون، لقضيت بأنهم فرقة من بقية أصحاب السامري وهم على عبادة عجلهم يعكفون.
أو حضرت مجمعا وقد حضره العلماء بعمائمهم الكبار والفراء المثمنة، والهيئات المستحسنة، وقدموا قصاب الدخان، التي هي لجامات الشيطان، وقد ابتدر ذو نغمة ينشد من الأشعار المهيجة فوصف الخدود والنهود والقدود، وقد أرخى القوم رءوسهم ونكسوها، واستمعوا للنغمة واستأنسوها، لقلت وهم لذلك مطرقون: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكل هذا بالنسبة لطائفة زعمت العرفان يهون، فإنهم مع انكبابهم على الشهوات، وارتكابهم المعاصي وانتحالهم الشبهات، يزعمون الاتحاد والحلول، ويزعمون أنهم الطائفة الناجية، وأنهم هم الأئمة والفحول.
ولقد صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق كما في صحيح البخاري من حديث أنس - رضي الله عنه - «لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم -» .
والله الموفق".
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (2: 314)
وقال عند ذكر الصعق والغشي في السماع: "كثر لا سيما في هذه الأزمان التزوير والتلبيس، وأكثر من ترى ممن يدعي ذلك في عصرنا إذا حققت في الإمعان عن حاله تلفيه من حزب أبي مرة إبليس، مع الدعوى العريضة، والقلوب الميتة أو المريضة، والجهل بالأوامر، وعدم معرفة الناهي الآمر، مع الرياء والسمعة، والجهل والبدعة، والتهافت على حطام الدنيا وقاذوراتها ولا تهافت الذباب، والحرص على العكوف على لذاتها والاختلاس لها ولا اختلاس الذئاب، وإطراق الرءوس عند سماع رقى الشيطان، وغفلة القلب عند حضور مجالس الذكر والقرآن".
غذاء الألباب 1: 406
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
من مشاهدات العلامة السفاريني وشهاداته على عصره
قال شيخ الحنابلة في وقته العلامة الشمس محمد بن أحمد بن سالم السفَّاريني رحمه الله تعالى:
"قال الإمام ابن عقيل: أنا أبرأ إلى الله تعالى من جموع أهل زماننا في المساجد والمشاهد ليالي يسمونها إحياء، لعمري إنها لإحياء أهوائهم وإيقاد شهواتهم.
قال في الآداب: وهذا في زمانه الذي بيننا وبينه نحو ثلاثمائة سنة.
قال: وما يجري بالشام ومصر والعراق وغيرها من بلاد الإسلام في المواسم من المنكرات في زماننا أضعاف ما كان في زمانه فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قلت: وهذا الذي قاله ابن مفلح في آدابه في زمانه، وهو - رضي الله عنه - قد توفي سنة ثلاث وستين وسبعمائة، فما بالك بعصرنا هذا الذي نحن فيه وهو في المائة الثانية عشر، وقد انطمست معالم الدين، وطفئت إلا من بقايا حفظة الدين، فصارت السنة بدعة، والبدعة شرعة، والعبادة عادة والعادة عبادة.
فعالمهم عاكف على شهواته، وحاكمهم متماد في غفلاته، وأميرهم لا حلم لديه، ولا دين، وغنيهم لا رأفة عنده، ولا رحمة للمساكين، وفقيرهم متكبر، وغنيهم متجبر.
مطلب: متصوفة زماننا وما يفعلونه من المنكرات.
فلو رأيت جموع صوفية زماننا، وقد أوقدوا النيران، وأحضروا آلات المعازف بالدفوف المجلجلة، والطبول والنايات والشباب، وقاموا على أقدامهم يرقصون ويتمايلون، لقضيت بأنهم فرقة من بقية أصحاب السامري وهم على عبادة عجلهم يعكفون.
أو حضرت مجمعا وقد حضره العلماء بعمائمهم الكبار والفراء المثمنة، والهيئات المستحسنة، وقدموا قصاب الدخان، التي هي لجامات الشيطان، وقد ابتدر ذو نغمة ينشد من الأشعار المهيجة فوصف الخدود والنهود والقدود، وقد أرخى القوم رءوسهم ونكسوها، واستمعوا للنغمة واستأنسوها، لقلت وهم لذلك مطرقون: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكل هذا بالنسبة لطائفة زعمت العرفان يهون، فإنهم مع انكبابهم على الشهوات، وارتكابهم المعاصي وانتحالهم الشبهات، يزعمون الاتحاد والحلول، ويزعمون أنهم الطائفة الناجية، وأنهم هم الأئمة والفحول.
ولقد صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق كما في صحيح البخاري من حديث أنس - رضي الله عنه - «لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم -» .
والله الموفق".
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (2: 314)
وقال عند ذكر الصعق والغشي في السماع: "كثر لا سيما في هذه الأزمان التزوير والتلبيس، وأكثر من ترى ممن يدعي ذلك في عصرنا إذا حققت في الإمعان عن حاله تلفيه من حزب أبي مرة إبليس، مع الدعوى العريضة، والقلوب الميتة أو المريضة، والجهل بالأوامر، وعدم معرفة الناهي الآمر، مع الرياء والسمعة، والجهل والبدعة، والتهافت على حطام الدنيا وقاذوراتها ولا تهافت الذباب، والحرص على العكوف على لذاتها والاختلاس لها ولا اختلاس الذئاب، وإطراق الرءوس عند سماع رقى الشيطان، وغفلة القلب عند حضور مجالس الذكر والقرآن".
غذاء الألباب 1: 406
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
👍4
Forwarded from فوائد الديوانين
"فعلى العالم كتم علمه عمن لا يقوم بناموسه [أي: ناموس العلم، كآدبه وحرمته]، أو من يتخذه سُلَّما لتناول ما لا يحل تناوله، أو من يحملُه على غير محامله.
وآخر من رأينا من الأئمة من يتحرَّج من سماع من لا يصلح: شيخُنا الإمام النقي الهمام التقي عبد القادر التغلبي؛ فإنه امتنع أن يقرئ جماعة المحكمة والحكام، فقلت له في ذلك، فقال: إن هؤلاء يتخذون العلم وسيلة لاصطياد الدنيا، ويتعلمون مسائل الخلاف ليحكموا فيها بالتشهي. أو كلاما هذا معناه ".
شيخ الحنابلة في وقته العلامة السفاريني رحمه الله تعالى
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1: 58).
وقد نعت شيخه التغلبي في موضع آخر (1: 329) بقوله: (سيدنا الإمام الورع خاتمة من رأينا متخلقا بأخلاق السلف الصالح )
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
وآخر من رأينا من الأئمة من يتحرَّج من سماع من لا يصلح: شيخُنا الإمام النقي الهمام التقي عبد القادر التغلبي؛ فإنه امتنع أن يقرئ جماعة المحكمة والحكام، فقلت له في ذلك، فقال: إن هؤلاء يتخذون العلم وسيلة لاصطياد الدنيا، ويتعلمون مسائل الخلاف ليحكموا فيها بالتشهي. أو كلاما هذا معناه ".
شيخ الحنابلة في وقته العلامة السفاريني رحمه الله تعالى
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1: 58).
وقد نعت شيخه التغلبي في موضع آخر (1: 329) بقوله: (سيدنا الإمام الورع خاتمة من رأينا متخلقا بأخلاق السلف الصالح )
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
👍6
Forwarded from فوائد الديوانين
قال الإمام حجة الإسلام أبوحامد الغزالي رحمه الله تعالى -وهو أحد كبار خبراء النفوس البشرية ولا سيما المتدينة منها، وخصوصاً المنتمية للعلم منها، وعلى الأخص علم الفقه والكلام والسلوك فإنه من رؤساء هذه العلوم المشرفين على تفاصيل واقع أهلها وخفاياه - في (كتاب العلم)، وهو أول كتاب من كتب (ربع العبادات) في معلمته الفريدة «إحياء علوم الدين» (1: 151-153):
«وأما العامي إذا صرف عن الحق بنوع جدل يمكن أن يُردَّ إليه بمثله قبل أن يشتدَّ التعصب للأهواء، فإذا اشتدَّ تعصبُهم وقع اليأس منهم، إذ التعصُّب سبب يرسِّخ العقائد في النفوس، وهو من آفات علماء السوء، فإنهم يبالغون في التعصب للحق، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار، فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة، وتتوفَّر بواعثُهم على طلب نصرة الباطل ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسِبوا إليه، ولو جاءوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخلوة لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه، ولكن لما كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع، ولا يستميل الأتباعَ مثلُ التعصب واللعن والشتم للخصوم اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم وسمَّوه: (ذباً عن الدين) و(نضالاً عن المسلمين)، وفيه على التحقيق هلاك الخلق ورسوخ البدعة في النفوس.
وأما الخلافيات التي أُحدثت في هذه الأعصار المتأخرة وأبدع فيها من التحريرات والتصنيفات والمجادلات ما لم يُعهد مثلُها في السلف فإياك وأن تحوم حولها، واجتنبها اجتناب السم القاتل، فإنها الداء العضال، وهو الذي رد الفقهاء كلَّهم إلى طلب المنافسة والمباهاة على ما سيأتيك تفصيل غوائلها وآفاتها.
وهذا الكلام ربما يُسمع من قائله فيقال: (الناس أعداء ما جهلوا)، فلا تظن ذلك؛ فعلى الخبير سقطت، فاقبل هذه النصيحة ممن ضيع العمر فيه زماناً، وزاد فيه على الأولين تصنيفاً وتحقيقاً وجدلاً وبياناً، ثم ألهمه الله رشده وأطلعه على عيبه فهجره واشتغل بنفسه.
فلا يغرنك قول من يقول: الفتوى عماد الشرع ولا يعرف علله إلا بعلم الخلاف فإن علل المذهب مذكورة في المذهب، والزيادة عليها مجادلات لم يعرفها الأولون ولا الصحابة، وكانوا أعلم بعلل الفتاوى من غيرهم، بل هي مع أنها غير مفيدة في علم المذهب ضارة مفسدة لذوق الفقه، فإن الذي يشهد له حدس المفتي إذا صح ذوقه في الفقه لا يمكن تمشيته على شروط الجدل في أكثر الأمر، فمن ألِف طبعُه رسوم الجدل أذعن ذهنه لمقتضيات الجدل وجبن عن الإذعان لذوق الفقه، وإنما يشتغل به من يشتغل لطلب الصيت والجاه ويتعلل بأنه يطلب علل المذهب، وقد ينقضي عليه العمر ولا تنصرف همته إلى علم المذهب.
فكن من شياطين الجن في أمان واحترز من شياطين الإنس، فإنهم أراحوا شياطين الجن من التعب في الإغواء والإضلال.
وبالجملة فالمرضي عند العقلاء: أن تقدر نفسك في العالَم وحدك مع الله وبين يديك الموتُ والعرضُ والحساب والجنة والنار، وتأمل فيما يعنيك مما بين يديك ودع عنك ما سواه والسلام.
وقد رأى بعضُ الشيوخ بعضَ العلماء في المنام فقال له: ما خبر تلك العلوم التي كنت تجادل فيها وتناظر عليها؟، فبسط يده ونفخ فيها وقال: طاحت كلها هباء منثوراً وما انتفعت إلا بركعتين خلصتا لي في جوف الليل.
وفي الحديث: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)، ثم قرأ ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون)، وفي الحديث في معنى قوله تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ} الآية: هم أهل الجدل الذين عناهم الله بقوله تعالى، فاحذرهم، وقال بعض السلف: يكون في آخر الزمان قوم يغلق عليهم باب العمل ويفتح لهم باب الجدل.
وفي بعض الأخبار: إنكم في زمان أُلهمتم فيه العمل، وسيأتي قوم يُلهمون الجدل، وفي الخبر المشهور: (أبغض الخلق إلى الله تعالى الألد الخصم)، وفي الخبر: (ما أوتي قوم المنطق إلا منعوا العمل)، والله أعلم».
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
«وأما العامي إذا صرف عن الحق بنوع جدل يمكن أن يُردَّ إليه بمثله قبل أن يشتدَّ التعصب للأهواء، فإذا اشتدَّ تعصبُهم وقع اليأس منهم، إذ التعصُّب سبب يرسِّخ العقائد في النفوس، وهو من آفات علماء السوء، فإنهم يبالغون في التعصب للحق، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار، فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة، وتتوفَّر بواعثُهم على طلب نصرة الباطل ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسِبوا إليه، ولو جاءوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخلوة لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه، ولكن لما كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع، ولا يستميل الأتباعَ مثلُ التعصب واللعن والشتم للخصوم اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم وسمَّوه: (ذباً عن الدين) و(نضالاً عن المسلمين)، وفيه على التحقيق هلاك الخلق ورسوخ البدعة في النفوس.
وأما الخلافيات التي أُحدثت في هذه الأعصار المتأخرة وأبدع فيها من التحريرات والتصنيفات والمجادلات ما لم يُعهد مثلُها في السلف فإياك وأن تحوم حولها، واجتنبها اجتناب السم القاتل، فإنها الداء العضال، وهو الذي رد الفقهاء كلَّهم إلى طلب المنافسة والمباهاة على ما سيأتيك تفصيل غوائلها وآفاتها.
وهذا الكلام ربما يُسمع من قائله فيقال: (الناس أعداء ما جهلوا)، فلا تظن ذلك؛ فعلى الخبير سقطت، فاقبل هذه النصيحة ممن ضيع العمر فيه زماناً، وزاد فيه على الأولين تصنيفاً وتحقيقاً وجدلاً وبياناً، ثم ألهمه الله رشده وأطلعه على عيبه فهجره واشتغل بنفسه.
فلا يغرنك قول من يقول: الفتوى عماد الشرع ولا يعرف علله إلا بعلم الخلاف فإن علل المذهب مذكورة في المذهب، والزيادة عليها مجادلات لم يعرفها الأولون ولا الصحابة، وكانوا أعلم بعلل الفتاوى من غيرهم، بل هي مع أنها غير مفيدة في علم المذهب ضارة مفسدة لذوق الفقه، فإن الذي يشهد له حدس المفتي إذا صح ذوقه في الفقه لا يمكن تمشيته على شروط الجدل في أكثر الأمر، فمن ألِف طبعُه رسوم الجدل أذعن ذهنه لمقتضيات الجدل وجبن عن الإذعان لذوق الفقه، وإنما يشتغل به من يشتغل لطلب الصيت والجاه ويتعلل بأنه يطلب علل المذهب، وقد ينقضي عليه العمر ولا تنصرف همته إلى علم المذهب.
فكن من شياطين الجن في أمان واحترز من شياطين الإنس، فإنهم أراحوا شياطين الجن من التعب في الإغواء والإضلال.
وبالجملة فالمرضي عند العقلاء: أن تقدر نفسك في العالَم وحدك مع الله وبين يديك الموتُ والعرضُ والحساب والجنة والنار، وتأمل فيما يعنيك مما بين يديك ودع عنك ما سواه والسلام.
وقد رأى بعضُ الشيوخ بعضَ العلماء في المنام فقال له: ما خبر تلك العلوم التي كنت تجادل فيها وتناظر عليها؟، فبسط يده ونفخ فيها وقال: طاحت كلها هباء منثوراً وما انتفعت إلا بركعتين خلصتا لي في جوف الليل.
وفي الحديث: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)، ثم قرأ ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون)، وفي الحديث في معنى قوله تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ} الآية: هم أهل الجدل الذين عناهم الله بقوله تعالى، فاحذرهم، وقال بعض السلف: يكون في آخر الزمان قوم يغلق عليهم باب العمل ويفتح لهم باب الجدل.
وفي بعض الأخبار: إنكم في زمان أُلهمتم فيه العمل، وسيأتي قوم يُلهمون الجدل، وفي الخبر المشهور: (أبغض الخلق إلى الله تعالى الألد الخصم)، وفي الخبر: (ما أوتي قوم المنطق إلا منعوا العمل)، والله أعلم».
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
👍4
Forwarded from د. معاذ صفوت
مما استفدته وحاولت العمل به في حياتي: البعد عمن معظم دروسهم أو حديثهم أو محتواهم نقد غيرهم، ولو كانوا كفارًا!
التغيير الإيجابي هو الذي تقدمه للناس، أما نقد الناس فلا يفيد غالبًا إلا في حال كونه نادرًا في مشروعك الإصلاحي أو التعليمي، لا أن يشكل قدرًا كبيرًا من طرحك.
الطريقة أو المنهجية الفلانية خاطئة؟ كف عن التحذير وأتحف الناس بطريقتك وتجربتك، كن إيجابيا.
ما إن تجد الشخص مشتغلا بالنقد والتحذير والتعليقات على الغير، ففر بدينك وروحك وسلامك منه ومن مثله، فوجودك حولهم سم زعاف، يذهب بك إلى الاضطراب مذهبًا بعيدًا، وربما أخذك إلى نقطة اللاعودة.
في رعاية الله.
التغيير الإيجابي هو الذي تقدمه للناس، أما نقد الناس فلا يفيد غالبًا إلا في حال كونه نادرًا في مشروعك الإصلاحي أو التعليمي، لا أن يشكل قدرًا كبيرًا من طرحك.
الطريقة أو المنهجية الفلانية خاطئة؟ كف عن التحذير وأتحف الناس بطريقتك وتجربتك، كن إيجابيا.
ما إن تجد الشخص مشتغلا بالنقد والتحذير والتعليقات على الغير، ففر بدينك وروحك وسلامك منه ومن مثله، فوجودك حولهم سم زعاف، يذهب بك إلى الاضطراب مذهبًا بعيدًا، وربما أخذك إلى نقطة اللاعودة.
في رعاية الله.
👍14
Forwarded from قناة أحمد عبد المنعم
وقد بيّن اللهُ تفاضلَ المؤمنين في مواضع أخر، وأنه من أتى بالإيمان الواجب استحق الثواب، ومن كان فيه شعبة نفاق وأتى بالكبائر، فذاك من أهل الوعيد، وإيمانه ينفعه الله به، ويخرجه به من النار ولو أنه مثقال حبة خردل، لكن لا يستحق به الاسم المُطْلَق المُعلّق به وعد الجنة بلا عذاب.
وتمام هذا أن الناس قد يكون فيهم من معه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب الكفر أو النفاق، ويسمى مسلمًا، كما نص عليه أحمد.
(ابن تيمية)
فالناسُ متفاوتون في إيمانهم، وليسوا على درجة واحدة، حتى لو كان أحدهم يعمل أعمالا شريفة كالعلم والدعوة، فقد يتلبّس ببعض شُعب الشر، والعاقل يرضى بالخير الذي عند أخيه، ويحاول أن يفتحَ له أبوابا من التوبة والارتقاء، وأن يكونَ عونا له على الزيادة في الخير والتخلص من الشر، وأن ينصحه نصيحة مُحب مُشفق يخشى على نفسه أن يُبتلى.
ولقد كان سيد الناس صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس خير أسوة، أخذ منهم العفو وأمرهم بالعُرف وأعرض عن جاهلهم، وصبر عليهم، حتى أخرج الله به أناسا من ظلمات الجهل والكفر إلى النور والهدى والرحمة.
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، في نفوس الناس وفي واقعهم وحياتهم.
وتمام هذا أن الناس قد يكون فيهم من معه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب الكفر أو النفاق، ويسمى مسلمًا، كما نص عليه أحمد.
(ابن تيمية)
فالناسُ متفاوتون في إيمانهم، وليسوا على درجة واحدة، حتى لو كان أحدهم يعمل أعمالا شريفة كالعلم والدعوة، فقد يتلبّس ببعض شُعب الشر، والعاقل يرضى بالخير الذي عند أخيه، ويحاول أن يفتحَ له أبوابا من التوبة والارتقاء، وأن يكونَ عونا له على الزيادة في الخير والتخلص من الشر، وأن ينصحه نصيحة مُحب مُشفق يخشى على نفسه أن يُبتلى.
ولقد كان سيد الناس صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس خير أسوة، أخذ منهم العفو وأمرهم بالعُرف وأعرض عن جاهلهم، وصبر عليهم، حتى أخرج الله به أناسا من ظلمات الجهل والكفر إلى النور والهدى والرحمة.
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، في نفوس الناس وفي واقعهم وحياتهم.
👍3
Forwarded from الأنابيش
•••
مَتنٌ في التَّوبة
«والتوبةُ فريضةٌ من كلِّ ذنبٍ من غَيرِ إصرار. والإصرارُ: المُقام على الذَّنبِ، واعتقادُ العَوْدِ إلَيه.
ومنَ التوبة: ردُّ المَظالِم، واجتنابُ المَحارِم، والنيَّةُ أنْ لا يَعودَ.
وليَستَغفِرْ ربَّه، ويرجُو رحمتَه، ويخافُ عذابَه.
ويَتذكَّرْ نِعمتَه لدَيه، ويشكُرْ فضلَه علَيه؛ بالأعمالِ بفَرائضِه، وتَركِ ما يُكرَه فِعلُه.
ويتقرَّبُ إلَيهِ بما تيسَّرَ لهُ من نَوافِلِ الخَيرِ.
وكُلُّ ما ضيَّعَ من فرائضِه فليَفعلْهُ الآن، ويَرغَبُ إلى اللهِ في تقبُّلِه، ويتوبُ إلَيهِ من تَضييعِه.
وليَلجَأ إلى اللهِ فيما عسُرَ علَيهِ من قِيادِ نفسِه، ومُحاوَلةِ أمرِه، مُوقنًا أنَّه المالكُ لصلاحِ شأنه وتَوفيقِهِ وتَسديدِه، لا يُفارِقُ ذلكَ علىٰ ما فِيهِ من حُسْنٍ أو قَبيح، ولا يَيأسْ من رحمةِ الله.
والفِكرةُ في أمرِ الله مِفتاحُ العبادة؛ فاستَعِنْ بذِكر الموتِ والفِكرةِ فيما بعدَه، وفي نِعمةِ ربِّكَ علَيك، وإمْهالِه لك، وأخذِه لغَيرِك بذنبِه، وفي سالِفِ ذَنبِك، وعاقبةِ أمرِك، ومُبادرَةِ ما عسىٰ أن يكونَ قد اقتربَ من أجَلِك».
مَتنٌ في التَّوبة
«والتوبةُ فريضةٌ من كلِّ ذنبٍ من غَيرِ إصرار. والإصرارُ: المُقام على الذَّنبِ، واعتقادُ العَوْدِ إلَيه.
ومنَ التوبة: ردُّ المَظالِم، واجتنابُ المَحارِم، والنيَّةُ أنْ لا يَعودَ.
وليَستَغفِرْ ربَّه، ويرجُو رحمتَه، ويخافُ عذابَه.
ويَتذكَّرْ نِعمتَه لدَيه، ويشكُرْ فضلَه علَيه؛ بالأعمالِ بفَرائضِه، وتَركِ ما يُكرَه فِعلُه.
ويتقرَّبُ إلَيهِ بما تيسَّرَ لهُ من نَوافِلِ الخَيرِ.
وكُلُّ ما ضيَّعَ من فرائضِه فليَفعلْهُ الآن، ويَرغَبُ إلى اللهِ في تقبُّلِه، ويتوبُ إلَيهِ من تَضييعِه.
وليَلجَأ إلى اللهِ فيما عسُرَ علَيهِ من قِيادِ نفسِه، ومُحاوَلةِ أمرِه، مُوقنًا أنَّه المالكُ لصلاحِ شأنه وتَوفيقِهِ وتَسديدِه، لا يُفارِقُ ذلكَ علىٰ ما فِيهِ من حُسْنٍ أو قَبيح، ولا يَيأسْ من رحمةِ الله.
والفِكرةُ في أمرِ الله مِفتاحُ العبادة؛ فاستَعِنْ بذِكر الموتِ والفِكرةِ فيما بعدَه، وفي نِعمةِ ربِّكَ علَيك، وإمْهالِه لك، وأخذِه لغَيرِك بذنبِه، وفي سالِفِ ذَنبِك، وعاقبةِ أمرِك، ومُبادرَةِ ما عسىٰ أن يكونَ قد اقتربَ من أجَلِك».
"الرسالة في المدخل إلى علم من واجب الديانة" للشيخ الإمام أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني (ت٣٨٦) رحمه الله، (ص٢٧٥-٢٧٦)
Forwarded from الأنابيش
•••
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
«كلُّ ما هوَ آتٍ قَريب، ألا إنَّ البعيدَ ليسَ بآتٍ، لا يَعجَلُ اللهُ لعَجَلةِ أحَد، ولا يَخِفُّ لأمرِ الناسِ ما شاءَ اللهُ لأملِ الناس، يُريدُ اللهُ أمرًا، ويُريدُ الناسُ أمرًا، ما شاءَ اللهُ كانَ ولو كرِهَ الناس، لا مُقرِّبَ لما باعَدَ اللهُ، ولا مُبعِّدَ لما قرَّبَ الله، ولا يكونُ شيءٌ إلا بإذنِ الله.
أصدقُ الحديثِ كتابُ الله، وأحسنُ الهَدي هَديُ محمدٍ رسولِ الله ﷺ، وشرُّ الأمورِ مُحدَثاتُها، وكلُّ مُحدثَةٍ بِدعَة، وكلُّ بدعةٍ ضلالة».
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
«كلُّ ما هوَ آتٍ قَريب، ألا إنَّ البعيدَ ليسَ بآتٍ، لا يَعجَلُ اللهُ لعَجَلةِ أحَد، ولا يَخِفُّ لأمرِ الناسِ ما شاءَ اللهُ لأملِ الناس، يُريدُ اللهُ أمرًا، ويُريدُ الناسُ أمرًا، ما شاءَ اللهُ كانَ ولو كرِهَ الناس، لا مُقرِّبَ لما باعَدَ اللهُ، ولا مُبعِّدَ لما قرَّبَ الله، ولا يكونُ شيءٌ إلا بإذنِ الله.
أصدقُ الحديثِ كتابُ الله، وأحسنُ الهَدي هَديُ محمدٍ رسولِ الله ﷺ، وشرُّ الأمورِ مُحدَثاتُها، وكلُّ مُحدثَةٍ بِدعَة، وكلُّ بدعةٍ ضلالة».
رواه عبد الرزَّاق في "المصنَّف" (٢١٢٦٧)
👍2
Forwarded from قناة أحمد عبد المنعم
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَمَرَّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ، وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَسَا، عَظِيمَ الْكُفْرِ شَدِيدَ الضَّغَنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ، عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ، يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ أُلْفَتِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ، وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ مِنْ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ: قَدْ اجْتَمَعَ مَلَأُ بَنِي قَيْلَةَ بِهَذِهِ الْبِلَادِ، لَا وَاَلله مَا لَنَا مَعَهُمْ إذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ. فَأَمَرَ فَتًى شَابًّا مِنْ يَهُودَ كَانَ مَعَهُمْ، فَقَالَ: اعْمِدْ إلَيْهِمْ، فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، ثُمَّ اُذْكُرْ يَوْمَ بُعَاثَ وَمَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنْشِدْهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا تَقَاوَلُوا فِيهِ مِنْ الْأَشْعَارِ.
👍2
Forwarded from فوائد الديوانين
المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هم الطائفة المنصورة!
* قال الإمام أبوالعباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: "المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قلوبهم واحدة؛ موالية لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، معادية لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين.
وقلوبهم الصادقة وأدعيتهم الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب والجند الذي لا يخذل، فإنهم هم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة؛ كما أخبر رسول الله ﷺ " . "مجموع الفتاوى"(28: 644) .
*وقال: «إنَّ الإسلام انتشر في مشارق الأرض ومغاربها وكان في المؤمنين في كل وقت من أولياء الله المتقين؛ بل من الصديقين السابقين المقربين عدد لا يحصي عدده إلا رب العالمين، لا يحصرون بثلاثمائة ولا بثلاثة آلاف.
ولما انقرضت القرون الثلاثة الفاضلة كان في القرون الخالية من أولياء الله المتقين؛ بل من السابقين المقربين من لا يُعرف عدده، وليسوا بمحصورين بعدد ولا محدودين بأمد، وكل من جعل لهم عدداً محصوراً فهو من المبطلين عمداً أو خطأ». "مجموع الفتاوى"(11: 436) .
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
* قال الإمام أبوالعباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: "المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قلوبهم واحدة؛ موالية لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، معادية لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين.
وقلوبهم الصادقة وأدعيتهم الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب والجند الذي لا يخذل، فإنهم هم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة؛ كما أخبر رسول الله ﷺ " . "مجموع الفتاوى"(28: 644) .
*وقال: «إنَّ الإسلام انتشر في مشارق الأرض ومغاربها وكان في المؤمنين في كل وقت من أولياء الله المتقين؛ بل من الصديقين السابقين المقربين عدد لا يحصي عدده إلا رب العالمين، لا يحصرون بثلاثمائة ولا بثلاثة آلاف.
ولما انقرضت القرون الثلاثة الفاضلة كان في القرون الخالية من أولياء الله المتقين؛ بل من السابقين المقربين من لا يُعرف عدده، وليسوا بمحصورين بعدد ولا محدودين بأمد، وكل من جعل لهم عدداً محصوراً فهو من المبطلين عمداً أو خطأ». "مجموع الفتاوى"(11: 436) .
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
👍4
Forwarded from قناة | مؤمن المشتاوي
قال الأثرم: «أَتَينا أبا عبد الله (يعني الإمام أحمد) في عَشْرِ الأضحى، فقال: قال أبو عَوَانة: كُنَّا نأتي الجُرَيرِيَّ في العَشر، فيقول: هذه أيَّامُ شُغلٍ، وللناس حاجات، وابن آدم إلى الملال ما هو!».
👍4
قال فيلسوف الرواية وجهبذها وخبير الرواة وصيرفيهم الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة الإمام الجليل الشهير مسعر بن كِدَام من «النبلاء» (7: 167):
«قال أبو أسامة: سمعت مسعرا يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون؟
قلت: هذه مسألة مختلف فيها: هل طلب العلم أفضل، أو صلاة النافلة والتلاوة والذكر؟
فأما من كان مخلصا لله في طلب العلم، وذهنه جيد، فالعلم أولى، ولكن مع حظ من صلاة وتعبد.
فإن رأيته مُجِدِّاً في طلب العلم لا حظ له في القربات، فهذا كسلان مهين، وليس هو بصادق في حسن نيته.
وأما من كان طلبه الحديث والفقه غِيَّة ومحبة نفسانية، فالعبادة في حقه أفضل، بل ما بينهما أفعل تفضيل.
وهذا تقسيم في الجملة، فقل -والله- من رأيته مخلصا في طلب العلم.
دعنا من هذا كله..
فليس طلب الحديث اليوم - على الوضع المتعارَف- من حيِّز طلب العلم، بل اصطلاح وطلب أسانيد عالية، وأخذ عن شيخ لا يَعِي، وتسميعٌ لطفل يلعب ولا يفهم، أو لرضيع يبكي، أو لفقيه يتحدَّث مع حدث، أو آخر ينسخ!.
وفاضلهم مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس، والقارئ إن كان له مشاركة، فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء، سواء تصحف عليه الاسم، أو اختبط المتن، أو كان من الموضوعات.
فالعلم عن هؤلاء بمعزل، والعمل لا أكاد أراه، بل أرى أمورا سيئة - نسأل الله العفو »-.
والحافظ الذهبي طابق اسمه مسماه فهو ذهبي ابن ذهبي نشأ من صغره مع أبيه على كشف الذهب الخالص وتمييز زيفه وزغله حتى تمهَّر في ذلك، ثم تطورت هذه الملكة عنده لما طلب العلم واختص بالحديث وعلومه فصار من أخبر الناس بزغل أصناف المنتسبين إلى العلم والدين في وقته وقبله - مما الحال بعده فيه أشد_ وقد ملأ كتبه تنبيهاً على ذلك على وجه النصيحة والشفقة والاستصلاح، وأفرد ذلك في تآليف من أشهرها وأظهرها مطابقة لاسمه على مضمونه: "كتاب زغل العلم والطلب".
ونقده لزغل طائفته المحدثين كثير فإنهم أهله وخاصته وأولى الطوائف بمعروف نصيحته وإرشاده، وما كان يصدر ذلك عنه بعجرفة وكبر وازدراء للغير، بل بشفقة ومودة ومحبة ما يحبه لنفسه لغيره، وكثير من هذا كتبه عند اكتهاله ثم شيخوخته، وقد صار بمثابة الوالد لطلاب الحديث والعلم، فعن هذا الشعور يصدر رحمه الله وجزاه خيراً.
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
«قال أبو أسامة: سمعت مسعرا يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون؟
قلت: هذه مسألة مختلف فيها: هل طلب العلم أفضل، أو صلاة النافلة والتلاوة والذكر؟
فأما من كان مخلصا لله في طلب العلم، وذهنه جيد، فالعلم أولى، ولكن مع حظ من صلاة وتعبد.
فإن رأيته مُجِدِّاً في طلب العلم لا حظ له في القربات، فهذا كسلان مهين، وليس هو بصادق في حسن نيته.
وأما من كان طلبه الحديث والفقه غِيَّة ومحبة نفسانية، فالعبادة في حقه أفضل، بل ما بينهما أفعل تفضيل.
وهذا تقسيم في الجملة، فقل -والله- من رأيته مخلصا في طلب العلم.
دعنا من هذا كله..
فليس طلب الحديث اليوم - على الوضع المتعارَف- من حيِّز طلب العلم، بل اصطلاح وطلب أسانيد عالية، وأخذ عن شيخ لا يَعِي، وتسميعٌ لطفل يلعب ولا يفهم، أو لرضيع يبكي، أو لفقيه يتحدَّث مع حدث، أو آخر ينسخ!.
وفاضلهم مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس، والقارئ إن كان له مشاركة، فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء، سواء تصحف عليه الاسم، أو اختبط المتن، أو كان من الموضوعات.
فالعلم عن هؤلاء بمعزل، والعمل لا أكاد أراه، بل أرى أمورا سيئة - نسأل الله العفو »-.
والحافظ الذهبي طابق اسمه مسماه فهو ذهبي ابن ذهبي نشأ من صغره مع أبيه على كشف الذهب الخالص وتمييز زيفه وزغله حتى تمهَّر في ذلك، ثم تطورت هذه الملكة عنده لما طلب العلم واختص بالحديث وعلومه فصار من أخبر الناس بزغل أصناف المنتسبين إلى العلم والدين في وقته وقبله - مما الحال بعده فيه أشد_ وقد ملأ كتبه تنبيهاً على ذلك على وجه النصيحة والشفقة والاستصلاح، وأفرد ذلك في تآليف من أشهرها وأظهرها مطابقة لاسمه على مضمونه: "كتاب زغل العلم والطلب".
ونقده لزغل طائفته المحدثين كثير فإنهم أهله وخاصته وأولى الطوائف بمعروف نصيحته وإرشاده، وما كان يصدر ذلك عنه بعجرفة وكبر وازدراء للغير، بل بشفقة ومودة ومحبة ما يحبه لنفسه لغيره، وكثير من هذا كتبه عند اكتهاله ثم شيخوخته، وقد صار بمثابة الوالد لطلاب الحديث والعلم، فعن هذا الشعور يصدر رحمه الله وجزاه خيراً.
https://www.group-telegram.com/arrewayahalthkafh.com
Telegram
فوائد الديوانين
فوائد ديواني الثقافة الإسلامية، والرواية والإسناد
👍5