group-telegram.com/bemessage/1571
Last Update:
نكتب لأننا نؤمن...
أن الحروف أحيانًا وطن.
نكتب عن الوطن، لا لنواسيه…
بل لنواسي أنفسنا.
أحيانًا، لا تكون الطائرات وسيلة سفر،
بل وسيلة فِقد.
لم يكن الطيران يحمل حقائب سياحة، بل كان يخبئ بين جناحيه آهات أوطان، وروشتات مرضى، ووجع خذلان، وخيبات لا دواء لها.
لم تكن المقاعد تشغلها ضحكات المسافرين، بل تنهّداتهم، وعيونهم التي هي ازدواجية لأوطانهم.
طيرانٌ يعلو بالحسرة، لا بالفرح…
مقاعد يملؤها مرضى يحملون وصفات بلا دواء، وأوجاع لا يُكتب فيها اسم علاج، بل اسم بلدٍ يحتضر.
فمن ذا الذي يداويهم؟
المغادرون لم يكونوا مسافرين…
كانوا أشبه بأطيافٍ راحلة إلى غير وجهة،
ومرضى لا طبيب لهم،
فالبُعد عن الوطن سقم،
والبقاء فيه… موتٌ بطيء.
كل مقعدٍ بمثابة كفنٍ صغيرٍ لأمنيةٍ لم تُكتب،
وفي كل حقيبة… وطنٌ يحتضر.
لم تكن الرحلات إلا قوارب نجاةٍ مثقلة بالحسرة،
والجوازات لا تُختم إلا بدمعة وطن…
مهما اختلفت الأسماء، وتعددت الجهات،
لم يكن يُكتب فيها إلا: "آهات وطن".
يسألونهم: إلى أين أنتم ذاهبون؟
ولا يمتلكون جوابًا…
لا يعلمون يقينًا إلى أين هم ذاهبون حقًا.
يعود الطيران،
لكن لا أحد فيه يعود كما كان.
الذاهب لا يجد ما يبتسم له،
والعائد لا يجد ما يطمئن به.
لأن الغربة لا تبدأ من المطارات،
بل من لحظة العودة بلا وطنٍ يحتضننا.
حين نكتب عن الوطن،
نحن نكتب عن أنفسنا حين فقدناه.
نكتب، لأننا لو صمتنا، لرحلنا معه...
نحن لا نكتب لأن فينا قوة،
بل نكتب لنُبقيه حيًا فينا،
ولو كانت الحروف آخر ما نملك.
نكتب، كي تبقى صور الوطن حيّة في أعيننا،
لأن النسيان خيانة،
ولأن الذكرى مقاومة.
نكتب لأننا نؤمن...
أن الحروف أحيانًا وطن.
فإلى أين، يا وطني؟
يا رب لطفك وعفوك في #بلدة_طيبة،
وأنت يا رب العفو الغفور...
#وطن_جريح
*بقلم✍🏻عبيــــــــــر*
BY " مـشڪاة نـورً "
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/bemessage/1571