Telegram Group & Telegram Channel
" مـشڪاة نـورً "
حين يُصبح الوطن جرحًا لا يلتئم في كل مرة نحاول أن نكتب عن أنفسنا، أحلامنا، رغباتنا، نجد أن الكلمات تسير في كل مرة نحو أوطاننا... وكأن الحرف لا يطيق أن يتجاهل الوجع الأكبر الذي نعيشه. أنين غرباء، ووجع إنسان ضاع بين خرائط لا ترحمه... شابٌ غريب في المنافي. …
نكتب لأننا نؤمن...
أن الحروف أحيانًا وطن.

نكتب عن الوطن، لا لنواسيه…
بل لنواسي أنفسنا.

أحيانًا، لا تكون الطائرات وسيلة سفر،
بل وسيلة فِقد.
لم يكن الطيران يحمل حقائب سياحة، بل كان يخبئ بين جناحيه آهات أوطان، وروشتات مرضى، ووجع خذلان، وخيبات لا دواء لها.

لم تكن المقاعد تشغلها ضحكات المسافرين، بل تنهّداتهم، وعيونهم التي هي ازدواجية لأوطانهم.

طيرانٌ يعلو بالحسرة، لا بالفرح…
مقاعد يملؤها مرضى يحملون وصفات بلا دواء، وأوجاع لا يُكتب فيها اسم علاج، بل اسم بلدٍ يحتضر.

فمن ذا الذي يداويهم؟

المغادرون لم يكونوا مسافرين…
كانوا أشبه بأطيافٍ راحلة إلى غير وجهة،
ومرضى لا طبيب لهم،
فالبُعد عن الوطن سقم،
والبقاء فيه… موتٌ بطيء.

كل مقعدٍ بمثابة كفنٍ صغيرٍ لأمنيةٍ لم تُكتب،
وفي كل حقيبة… وطنٌ يحتضر.

لم تكن الرحلات إلا قوارب نجاةٍ مثقلة بالحسرة،
والجوازات لا تُختم إلا بدمعة وطن…
مهما اختلفت الأسماء، وتعددت الجهات،
لم يكن يُكتب فيها إلا: "آهات وطن".

يسألونهم: إلى أين أنتم ذاهبون؟
ولا يمتلكون جوابًا…
لا يعلمون يقينًا إلى أين هم ذاهبون حقًا.

يعود الطيران،
لكن لا أحد فيه يعود كما كان.
الذاهب لا يجد ما يبتسم له،
والعائد لا يجد ما يطمئن به.

لأن الغربة لا تبدأ من المطارات،
بل من لحظة العودة بلا وطنٍ يحتضننا.

حين نكتب عن الوطن،
نحن نكتب عن أنفسنا حين فقدناه.
نكتب، لأننا لو صمتنا، لرحلنا معه...
نحن لا نكتب لأن فينا قوة،
بل نكتب لنُبقيه حيًا فينا،
ولو كانت الحروف آخر ما نملك.

نكتب، كي تبقى صور الوطن حيّة في أعيننا،
لأن النسيان خيانة،
ولأن الذكرى مقاومة.

نكتب لأننا نؤمن...
أن الحروف أحيانًا وطن.

فإلى أين، يا وطني؟

يا رب لطفك وعفوك في #بلدة_طيبة،
وأنت يا رب العفو الغفور...

#وطن_جريح

*بقلم✍🏻عبيــــــــــر*
5👍3



group-telegram.com/bemessage/1571
Create:
Last Update:

نكتب لأننا نؤمن...
أن الحروف أحيانًا وطن.

نكتب عن الوطن، لا لنواسيه…
بل لنواسي أنفسنا.

أحيانًا، لا تكون الطائرات وسيلة سفر،
بل وسيلة فِقد.
لم يكن الطيران يحمل حقائب سياحة، بل كان يخبئ بين جناحيه آهات أوطان، وروشتات مرضى، ووجع خذلان، وخيبات لا دواء لها.

لم تكن المقاعد تشغلها ضحكات المسافرين، بل تنهّداتهم، وعيونهم التي هي ازدواجية لأوطانهم.

طيرانٌ يعلو بالحسرة، لا بالفرح…
مقاعد يملؤها مرضى يحملون وصفات بلا دواء، وأوجاع لا يُكتب فيها اسم علاج، بل اسم بلدٍ يحتضر.

فمن ذا الذي يداويهم؟

المغادرون لم يكونوا مسافرين…
كانوا أشبه بأطيافٍ راحلة إلى غير وجهة،
ومرضى لا طبيب لهم،
فالبُعد عن الوطن سقم،
والبقاء فيه… موتٌ بطيء.

كل مقعدٍ بمثابة كفنٍ صغيرٍ لأمنيةٍ لم تُكتب،
وفي كل حقيبة… وطنٌ يحتضر.

لم تكن الرحلات إلا قوارب نجاةٍ مثقلة بالحسرة،
والجوازات لا تُختم إلا بدمعة وطن…
مهما اختلفت الأسماء، وتعددت الجهات،
لم يكن يُكتب فيها إلا: "آهات وطن".

يسألونهم: إلى أين أنتم ذاهبون؟
ولا يمتلكون جوابًا…
لا يعلمون يقينًا إلى أين هم ذاهبون حقًا.

يعود الطيران،
لكن لا أحد فيه يعود كما كان.
الذاهب لا يجد ما يبتسم له،
والعائد لا يجد ما يطمئن به.

لأن الغربة لا تبدأ من المطارات،
بل من لحظة العودة بلا وطنٍ يحتضننا.

حين نكتب عن الوطن،
نحن نكتب عن أنفسنا حين فقدناه.
نكتب، لأننا لو صمتنا، لرحلنا معه...
نحن لا نكتب لأن فينا قوة،
بل نكتب لنُبقيه حيًا فينا،
ولو كانت الحروف آخر ما نملك.

نكتب، كي تبقى صور الوطن حيّة في أعيننا،
لأن النسيان خيانة،
ولأن الذكرى مقاومة.

نكتب لأننا نؤمن...
أن الحروف أحيانًا وطن.

فإلى أين، يا وطني؟

يا رب لطفك وعفوك في #بلدة_طيبة،
وأنت يا رب العفو الغفور...

#وطن_جريح

*بقلم✍🏻عبيــــــــــر*

BY " مـشڪاة نـورً "


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/bemessage/1571

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Meanwhile, a completely redesigned attachment menu appears when sending multiple photos or vides. Users can tap "X selected" (X being the number of items) at the top of the panel to preview how the album will look in the chat when it's sent, as well as rearrange or remove selected media. Two days after Russia invaded Ukraine, an account on the Telegram messaging platform posing as President Volodymyr Zelenskiy urged his armed forces to surrender. The Security Service of Ukraine said in a tweet that it was able to effectively target Russian convoys near Kyiv because of messages sent to an official Telegram bot account called "STOP Russian War." After fleeing Russia, the brothers founded Telegram as a way to communicate outside the Kremlin's orbit. They now run it from Dubai, and Pavel Durov says it has more than 500 million monthly active users. The account, "War on Fakes," was created on February 24, the same day Russian President Vladimir Putin announced a "special military operation" and troops began invading Ukraine. The page is rife with disinformation, according to The Atlantic Council's Digital Forensic Research Lab, which studies digital extremism and published a report examining the channel.
from us


Telegram " مـشڪاة نـورً "
FROM American