لي جارٌ -عليه رحمة الله- تم استهدافهُ في هذه الحرب..كان يُحب حماس لدرجة أنه قام بتسمية ابنته حماس..عندما تم استهدافهم مُسحت العائلة كلها مِن السجل المدني باستثناءِ حماس، فهي حيَّةٌ تُرزق وخرجت من تحت الأنقاض دون أن يمسها أي شيء.

يعني قصتك فارطة يبو يائـير.

رحت أشتري من بسطة شوية أغراض..كان صاحب البسطة مُستفز، راح حالف مليون طلاق إنه أول ما يسكر المعبر لغير يبيع بضاعته بأضعاف سعرها..وصار يدعي إنه المعبر يسكر..علشان الأشكال هاي لازم يتم إغلاق جميع البُسط الصغيرة ويتم التعامل مع المولات والمحلات الكبيرة فقط للحفاظ على سعر موحد للسلع في السوق، وعلشان ما يتم استغلالنا من الفئات الضالة إلا من رحم الله..الفئات الي نفسها الدنيا تسكر ثاني ليمصوا دم الناس.

صباح الخير يا غزة، صباح الصبر والجَلد، صباحٌ يُشبه وجهك المبلل بالبكاء والصامد في الوقت ذاته..صباح الخير لطرقاتك التي ما عادت تعرف المارة إلا بصوت أنينهم، ولا تحمل في إسفلتها سوى آثار خطى الناجين..صباح الخير للذين فُقِدوا ولم يُعرف لهم سبيل، أولئك الذين غابوا ولم يغب صداهم، الذين صاروا ذاكرةً تمشي بيننا..صباح الخير لأهلك الطيبين، الذين ينهضون رغم التعب، ويبتسمون رغم الرماد، ويؤمنون أن ما بعد هذا الخراب حياة، وأن الفجر مهما تأخر سيأتي على موعده.

التعافي المُبكر لغزة لا يبدأ من إعادة بناء البيوت ولا من فتح الطرقات فقط، بل يبدأ حين يجلس الطفل على مقعده الدراسي، يحمل قلمه بدل الخوف، ودفتره بدل رائحة الرماد..يبدأ حين تعود المدارس لتحتضن الضحكات الصغيرة، وحين يستعيد المعلم رسالته، والطالب حلمه، والمجتمع أمله..يبدأ حين يتوقف المحتكر عن استغلال حاجة الناس، حين يعود الضمير ليحكم السوق قبل القانون، وحين يزرع كلٌّ في موقعه بذرة الخير لا بذرة الطمع..فغزة لا تحتاج فقط إلى إسمنت وحديد، بل إلى وعيٍ جديد، يبدأ من المدرسة وينتهي في السوق، لتنهض من تحت الركام حقًا.

الشهيد الصديق، صديق الطفولة: إبراهيم أحمد بكرون..كان إبراهيم من صفوة الشباب وخيرتهم، صوَّامًا قوامًا، لا يوجد موضع خيرٍ إلا تجده مزاحمًا فيه..تم اغتياله أثناء تصديه لقوات الإحتلال في حي الشجاعية..لروحك السلام يا أخي.

#صدقوا_فسبقوا

حدث في رفح..قامت عناصر المقـاومة بالهجوم على عناصر ياسر أبوشباب مما أدى إلى تدخل الجيش الإسرائيلي لحماية عناصر أبوشباب.

ناجي الجعفراوي..شقيق وأخ الشهيد صالح الجعفراوي يتحدث عن معاناة الأسرى داخل السجون.

قبل أن أبدأ كتابة روايتي (إلا أن يسجن أو عذاب)، جلستُ مع الناطق باسم وزارة الأسرى، الأسير الشهيد حازم حسنين..استأذنت منه أن يكون بطلًا لروايتي، وأن أغلف معاناة كل الأسرى في قصته..حدثني، والله، عن أشياءٍ شاهدوها في السجن يندى لها الجبين، قصصٌ عن الألم والصبر والكرامة، قصصٌ لن تكفيها صفحات العالم لتسردها كلها.

هذا ابني أنا عارفاه.
- كيف عرفتيه؟!.
كنت أربطله البسطار كل ليلة.

*البسطار، هو الحذاء العسكري.

شهداء وجرحى بينهم أطفال في قصف الاحتلال على أماكن متفرقة في غزة؛ فهل ممكن أن يتوسط الوسيط العظيم الذي أوقف الحرب بجلالة قدره، وأخضع العالم، ولوى رقاب العدو بنظرات وهمسات، أن يجبر العدوّ الذي قهره في ميادين التفاوض أن يلتزم بالاتفاق الذي وقعه قادة 4 دول فاعلة، وشهد عليه عشرات الزعماء والقادة، وبصموا على ما أقره "الرب الأمريكي"؟

هذا عدوٌ سافلٌ فاجر، لا يؤتمن على عهدٍ ولا يُرجى منه ذمَّة، وهذه حقيقةٌ لم تعد بحاجة إلى برهان..لكن ما يوجع أكثر من سفالته هو صمت العالم وتماهيه معها، هذا العالم الذي يدّعي التحضر والعدالة والإنسانية..أن ترى الجريمة بأم عينك وتباركها بالصمت أو بالتغطية السياسية والمالية، فتلك خيانة للإنسانية جمعاء..إن سفالته متوقعة، لكن سفالة العالم الذي تواطأ وشارك بالصمت والخذلان هي الطعنة الأعمق.

ص٣٥٨.

﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ﴾

عادوا بشراسةٍ أكبر، وعنفٍ أشد، وحقدٍ لا يتوقف..اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

قام أغلب التجار بإغلاق محالهم وتخبئة بضائعهم..اللهم انتقم من تجارنا، اللهم اجعل مالهم وبالًا عليهم، اللهم اكسرهم في تجارتهم، وانتقم منهم أشد انتقامًا..لأنهم أعوانٌ للإحتلال.

الناس الي ضبت بضايعها..المعبر شغال للتجاري عادي، ما توقف هو المساعدات فقط.

لأجل هذا يجب أن تُغلق البسطات الصغيرة في الأسواق، لا كعقوبةٍ لأصحابها البسطاء، ولكن لتجفيف منابع الاستغلال التي يتغذى منها كبار التجار..صاحب البسطة ليس إلا حجر شطرنجٍ في يد التاجر الكبير، يحركه كيفما شاء، يرفع الأسعار من خلاله ويغسل سمعته على حسابه، حتى يبدو هو بريئًا من فوضى السوق..إغلاق تلك البسطات ليس حربًا على أصحابها، بل خطوةٌ لإعادة ضبط السوق، ولتمكين أصحاب القرار من محاسبة الرؤوس التي تمص دم الشعب وتحوِّل حاجته إلى تجارة..فالسوق الذي لا تُنظمُه العدالة تُنظمه الفوضى.