Telegram Group Search
سوف أتكلم بإذن الله عن موقف ابن حزم من ثلاث مسائل وهي:
-نبوة النساء.
-التولد.
-انقسام الأجسامِ والجزء الذي لا يتجزأ.
7👍2
بين ابن حزم وابن تيمية كما بين السماء والأرض، ومعلومٌ لكم من هو السماءُ عندي، ومن هو الأرضُ، وهذا الحكمُ مني يتعلق بالعقليات التي هي اختصاصي فقط، لا أقارنُ بينهما في غيرها.
16👍6
(٦)

[الكلامُ في نبوة النساء]

يذهبُ ابنُ حزم -رحمه الله- إلى أن النبوةَ في الرجال والنساء، وإنّما يختصُّ الرجالُ بالرسالةِ دون النساء، والنبوة تعودُ حقيقتها عنده إلى إعلام الله للشخص بما يكونُ قبل أن يكون ولا يشترط البلاغُ، وهذا الإعلامُ له يكونُ من خلال الوحي عن طريق إرسال ملَكٍ إليه، أو كلام مخلوق يجده الشخصُ في نفسه يكلمه اللهُ به، ثم إنّ هذا الشخصَ يعلمُ ما أوحي إليه أنّه حقٌّ من عند الله علمًا ضروريا كعلمه بما أحسَّ والبديهيِّ، وممّن قال بنبوتها بعينها من النساءِ:
سارة أمُّ إسحاق، ومريمُ أمُّ عيسى، وأمُّ موسى*.

*انظر الفصل في الملل والنحل (٣٥/٥)
👍125
[المتـولّـداتُ عند ابن حزم]

الفعلُ المتولّدُ من فعل الحيِّ والجماد هو من خلق الله عند ابن حزم، ويصحُّ نسبته إلى المحلّ الذي اتصفَ بالفعل الذي كان سببًا في ظهوره، ولا فرقَ في ذلك بين الأحياءِ والجمادات، فالفعل يصحّ إضافته إلى الله تعالى باعتبار خلقه له، وإلى المحلِّ باعتبار ظهوره منه، يقولُ ابنُ حزم (الفصل: ١٢٠/٥):"فما تولّد من فعل فاعلٍ فهو فعلُ الله تعالى بمعنى أنّه خلقه، وهو فعلُ ما ظهر منه بمعنى أنّهُ ظهرَ منه".

ويقول أيضًا في نفسِ الموضع:"وكلتا هاتين الإضافتين حقٌّ لا مجازَ في شيء من ذلك؛ لأنّهُ لا فرقَ بين ما ظهرَ من حيٍّ مختار أو من غير حيٍّ ولا مختار في أنّ كلَّ ذلك ظاهرٌ مما ظهرَ منه، وأنّه مخلوقٌ لله تعالى إلا أنّ الله تعالى خلقَ في الحيّ اختيارًا لما ظهرَ منه، ولم يخلق الاختيارَ فيما ليس حيًّا ولا مريدًا".
15👍3
سأكمل لاحقا أتاني ما يشغلني
5👍5
يرى ابنُ تيمية أنّ نهاية العقول متأخرٌ في التصنيف عن تأسيس التقديس؛ فتأسيس التقديس سابقٌ على نهاية العقول.
7
يرى ابن تيمية أنّ الرازي قد استقر رأيُه على عدم تكفير أحد من أهل القبلة، حتى المعتزلة والكرامية المجسمة.
5
يرى ابنُ تيمية أن القول بعدم التكفير هو ما اختاره الرازي آخرا، وهو خلافُ ما قرره في التأسيس والمحصل.
3
هناك تقويمٌ زمني لكتب الفخر الرازي للباحث أشرف آلطاش من منشورات مؤسسة البحوث الإسلامية في استانبول ذكر فيه أنّ نهاية العقول صنفه الرازيُّ بين عامي ٥٧٥هـ -٥٧٦هـ.

وقد ذكر المؤرخ الأشعريّ اللبلي الفهري المتوفى عام ٦٩١هـ في فهرسته أنّ نهاية العقول من مؤلفات الإمام في عنفوان شبابه.

وأيضًا قد جعل الباحث أيمن شحادة نهايةَ العقول من كتب الإمام المتقدمة.

وأما تأسيسُ التقديس فقد ألّفه بعد وصوله إلى هراة سنة ٥٩٦هـ كما ذكر ذلك في مقدّمة الكتاب.

فالتأسيسُ متأخرٌ عن نهاية العقول.

وأمّا المعالمُ في أصول الدين فقد ألّفه سنة ٦٠٥هـ قبل وفاته بأقلّ من سنة، ومالَ فيه إلى كفر المجسمة.

والله أعلم
16👍5
لم أنته حتى الآن، وسأكمل بإذن الله منشوراتي حول ابن حزم، سأتكلم عن عدة مسائل مهمة حول حدوث العالم ووجه إعجاز القرآن والكلام الإلهي ولوازم إثبات الصفات المعنوية وحقيقة الإيمان لغة وشرعًا والتحسين والتقبيح والتعليل ومسائل أخرى في الدقيق والجليل، ولكن شغلت هذه الأيام، وأحتاج أن أنقل نصوصه الدالة على تقريره من كتبه، وليس مجرد تقريره المكتوب ملخصا في الكشكول، أسألكم الدعاء بتيسير الأمور.
16👍5
[الإنسانُ يولد وهو خالٍ عن جميع المعارفِ عند ابن حزم]

يقولُ ابن حزم في الفصل (١٩٦/٥):"والصحيحُ في هذا البابِ أنّ الإنسانَ يخرجُ إلى الدنيا غُفْلا لا معرفةَ له بشيء كما قال الله عزّ وجلّ:(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا)".
9👍2
[لا يجوزُ خلو الأجسامِ عن الأعراضِ كلّها، ولا وجودَ للعرضِ دون الجسم عند ابن حزم]

يقولُ ابنُ حزم في الفصل (١٩٢/٥):"فقد صحّ أن العالمَ كله حاملٌ قائمٌ بنفسه لمحمولٍ لا يقومُ بنفسه، وليس يمكنُ وجودُ أحدهما متخليا عن [الآخر]*؛ فالمحمولُ هو العرضُ، والحاملُ هو الجوهرُ وهو الجسمُ سمّه كيف شئت، ولا يمكنُ في الوجود غيرهما وغير الخالقِ لهما".

*في المطبوع حديثا: الأجزاء، وهو غلطٌ بيّنٌ.
9👍1
[كلُّ الأعراضِ تبقى وقتين فأكثر إلا الحركة فقط عند ابنِ حزم]

يقولُ ابنُ حزم في الفصل (١٩٤/٥):"وليس من الأعراضِ شيءٌ يفنى بسرعةٍ حتى لا يمكن أن تضبطَ مدةَ بقائه إلا الحركة فقط".

وله كلامٌ مفصّلٌ عن الأعراضِ اللازمة للجسم، وسريعة الزوال وبطيئةِ الزوال عند كلامه حول دعوى بعضِ المتكلمين عدم جواز بقاء العرض ِزمانين قبل هذا الموضع مباشرةً؛ فراجعه.
3
الدكتور أيمن المصري يتعامى ويتحامل على ابن تيمية، وما ذكره مؤخرًا يحمل جهالات واتهامات غير صحيحة دفعه إليها التعصب والخلافُ.

وفي منشورات قناتي قديما بيانٌ لتهافت ما نسبه لابن تيمية وما ينسب إليه من غيره أيضا.
19👍11
[يصحُّ إيمانُ من لم يستدلّ عقلا عند ابن حزم، ولا يلزم كلَّ أحدٍ الاستدلالُ، وإنما يلزمُ النظرُ والاستدلال من لم يحصل له التصديقُ والاطمئنانُ إلا بذلك]

يقولُ ابنُ حزم في الفصل (١٩٦/٥):"فصحَّ أنّ كلّ من اعتقدَ الإسلامَ بقلبه ونطق به بلسانه فهو مؤمنٌ عند الله عز وجلّ من أهل الجنّة سواءٌ عن قبولٍ ونشأة [كان]* ذلك أو عن استدلال، وبالله تعالى التوفيق".

*في المطبوع: [كل] وهو غلط بيّنٌ.

ويقولُ أيضًا في الفصل (١٨٦/٥):"فمن كان من الناسِ تنازعُه نفسُه إلى البرهان، ولا تستقرُّ نفسُه إلى تصديقِ ما جاء به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى يسمعَ الدلائلَ فهذا فرضٌ عليه طلبُ الدليل...والقسمُ الثاني من استقرت نفسُه إلى تصديقِ ما جاء به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وسكن قلبُه إلى الإيمان ولم تنازعه نفسُه إلى طلبِ دليلٍ توفيقًا من الله تعالى وتيسيرًا له لما خُلق له من الخير والحسنى؛ فهؤلاء لا يحتاجون إلى برهانٍ ولا إلى تكلفِ استدلالٍ، وهؤلاء هم جمهورُ الناسِ من العامّة والنساءِ والتجارِ والصنّاعِ والأَكرةِ والعُبّاد وأصحابِ الحديثِ الأئمة الذين يذمون الجدلَ والكلامَ والمراءَ في الدينِ".
10👍2
[الملَكُ أفضلُ من الرسول والنبي عند ابن حزم]

يقول ابنُ حزم في الفصْل (٥٢/٥):"وقال أهلُ الحقّ: إنّ الملائكةَ أفضلُ من كلّ خلقٍ خلقَهُ الله ثم بعدهم الرسلُ من النبيين من الإنس والجنّ عليهم السلام، ثم بعدهم الأنبياءُ عليهم السلامُ من الجنّ والإنس غيرَ الرسلِ، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما رتبنا قبل...أمّا فضلُ الملائكةِ على الرسلِ من غير الملائكةِ فلبراهينَ...".
3
[بطلانُ الكيمياء القديمة عند ابن حزم؛ فإن استحالة الحقائق لا يقدر عليها إلا الله ولا تكون إلا كمعجزةٍ لنبي]

يقولُ ابنُ حزم في الفصل (٤٧/٥):"واعلموا أنّه لا فرق بين من ادعى هاهنا صناعةً وعلاجًا يعادُ بها النحاسُ فضةً والرصاصُ ذهبًا والزجاجُ ياقوتًا والجوهرُ الصغيرُ كبيرًا، وبين من ادعى هاهنا صناعةً وعلاجًا يحيى بها الموتى ويُبرؤ بها الأكمه والأبرصُ، ويُعادُ بها الحمارُ إنسانًا وخشبُ التفاح عودًا رطبًا، ودمُ الفصدِ والحجامة مِسكًا، والتفاحُ تمرًا والذكرُ أنثى والأنثى ذكرًا، وبعرُ الأرانبِ والظباء فلفلًا، وكلُّ هذا بابٌ واحدٌ في المحال".
4
[فتنةُ القبر ومساءلته وعذابُه عند ابنِ حزمٍ على الروح فقط دون الجسدِ، ولم يصحّ عنده في ردّ الأرواح إلى الأجساد أيُّ خبرٍ]

يقولُ ابنُ حزم في الفصل(٢٤٢/٤):"لأنّ فتنةَ عذاب القبرِ، والمساءلة إنما هي للروح فقط بعد فراقه للجسد".

ويقول أيضا في الفصل(٢٤٣/٤):"وأمّا من ظنّ أنّ الميت يُحيى في قبره قبلَ يومِ القيامةِ فخطأٌ؛ لأنّ الآياتِ التي ذكرنا تمنعُ من ذلك، ولو كان ذلك لكان تعالى قد أماتنا ثلاثًا وأحيانا ثلاثًا وهذا باطلٌ وخلافُ القرآنِ".

ويقول في الفصل(٢٤٤/٤):"ولم يأتِ قطُّ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في خبرٍ يصحُّ أنّ أرواحَ الموتى تُردُّ إلى أجسادهم عند المساءلة".
12
حقيقةُ الإيمانِ الشرعيِّ وبعضُ مسائله عند ابنِ حزم(١)

[يذهبُ ابنُ حزم إلى أنّ لفظَ الإيمانِ شرعا منقولٌ عما وضع له هذا اللفظُ في اللغة، وليس موضوعًا في لغة العرب عند الإطلاق لمجرد تصديقِ القلب أو إقرار اللسان، بل الإيمانُ المطلق تصديقُ القلبِ واللسان معًا بحسب اللغة، وحقيقةُ الإيمان شرعا عقدُ الجنان وقولُ اللسان وعملُ الجوارحِ والأركان]


يقول ابنُ حزم في الفصل(٩/٤):"التصديقُ في اللغة المذكورة ليس هو التصديقَ بالقلبِ دون التصديقِ باللسان أو مع التكذيب باللسان إيمانًا، ولا قال عربيٌ قطّ من صدّقَ بشيء من قلبِه وأعلنَ التكذيبَ به بلسانِه إنّهُ مصدّقٌ به أو إنّه مؤمنٌ به البتة، وكذلك لم تسمِّ العربُ قط التصديقَ باللسانِ دون القلبِ إيمانًا على الإطلاقِ، ولا تسمي العربُ تصديقًا ولا إيمانًا مطلقًا إلا من صدّق بالشيء بلسانِه وبقلبه".

ويقول في الفصل(٤١/٤):"صحَّ عند كلّ ذي مُسكة من عقلٍ أن اسمَ الإيمانِ والكفرِ منقولان في الشريعة عن موضوعهما في اللغةِ بيقينٍ لا شكّ فيه".

ويقولُ في الفصل(١٢/٤):"...القول الصحيح الذي هو قولُ جمهورِ أهل الإسلام، ومذهبِ الجماعة وأهل السنةِ والآثار من أنّ الايمان عقدٌ وقولٌ وعملٌ".

وفي(الدرة/٤٤٧):"وأنّ الإيمانَ عقدٌ بالقلبِ وقولٌ باللسانِ وعملٌ بالجوارح ينقصُ بالمعصيةِ ويزيدُ بالطاعةِ، وكلُّ طاعةٍ لله تعالى فهي إيمانٌ".

[ويرى ابنُ حزم أنّ تصديقَ القلبِ لا يقبلُ التفاضلَ والتفاوت، وإلا لزمَ الشكُّ]

يقول رحمه الله في الفصْل(١٤/٤):"ولا يجوزُ أن يكونَ تصديقٌ أكثرَ من تصديقٍ آخر؛ لأنّ أحدَ التصديقين إذا دخلته داخلةٌ فبالضرورة يدري كلُّ ذي حسٍّ سليم أنّه قد خرجَ عن التصديقِ ولا بدّ، وحصل في الشكّ".

وفي(الدرّة/٤٦٣):"والتصديقُ بالقلبِ لا يتفاضلُ البتةَ".

[ومن تركَ عملَ الفرائضِ والواجباتِ مطلقًا وقد أقرّ بلسانه وصدّق بقلبه فليس بكافرٍ عند ابن حزم؛ بل هو فاسقٌ ناقصُ الإيمانِ]

يقولُ في الفصْل(٣٩/٤):"واحتجوا بأن قالوا: أخبرونا عمن قال لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله وبرئ من كلّ دينٍ حاشا الإسلام، وصدّق بكلّ ما جاء به النبيُّ صلى الله عليه وسلم واعتقد كلَّ ذلك بقلبِه ومات إثرَ ذلك، أمومنٌ هو أم لا؟ فإنّ جوابَنا إنّه مؤمنٌ بلا شكٍّ عند الله عز وجلّ وعندنا. قالوا: فأخبرونا أناقصُ الإيمانِ هو أم كامل الإيمان؟ قالوا فإن قلتم إنّهُ كاملُ الإيمانِ فهذا قولنا، وإن قلتم إنّهُ ناقصُ الإيمان، سألناكم ماذا نقصه من الإيمانِ؟ وماذا معه من الإيمانِ؟ قال أبو محمد: فجوابُنا وبالله تعالى التوفيق: إنّه مؤمنٌ ناقصُ الإيمان".

ويقول في(الدرّة/٤٦٠):"وإنما لم يكفر من ترك العملَ، وكفرَ من تركَ القولَ؛ لأنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حكمَ بالكفرِ على من أبى من القولِ، وإن كانَ عالمًا بصحة الإيمانِ بقلبه، وحكم بالخروجِ من النار لمن علمَ بقلبه، وقالَ بلسانِه، وإن لم يعمل خيرًا قطُّ".

[وقد يكفرُ الإنسانُ عند ابن حزمٍ بمجرد فعلٍ يفعله أو تركه لفعلٍ إن اعتبر الشارعُ مجرّدَ الفعلِ أو الترك كفرًا، وإن كان هذا الإنسانُ مع ذلك مقرّا بلسانه ومصدّقًا بقلبه، ويكون الفعلُ نفسُه أو التركُ كفرًا، لا أنّه مجرّدُ دليلٍ على عدمِ قيام التصديق بالقلب وحصولِ المعرفةِ]

يقولُ ابنُ حزم في(الدرة/٤٦٢):"فصحّّ أنّ من اعتقدَ الإيمانَ ولفَظَ بالكفر فهو عند الله تعالى كافرٌ بنصّ القرآن والحمد لله".

ويقولُ أيضًا في(الدرّة/٤٥٧):"بل قد نصَّ الله عز وجلّ على أنّ الكفرَ ومفارقةَ الإيمانِ واجبان لمن آمنَ إلا أنّه لم يهاجر، وهو قادرٌ على الهجرةِ قبلَ فتح مكة...فقطعَ تعالى الولايةَ بيننا وبينهم وأبطلَ إيمانهم، وقد اعتقدوه وصرحوا به؛ إذ لم يهاجروا".

ويقول في الفصْل(٢٥/٤):"وأما قولهم إنّ إخبارَ الله تعالى بأن هؤلاء كلّهم كفارٌ دليلٌ على أنّ في قلوبِهم كفرًا، وأنّ شتمَ الله عز وجل ليس كفرًا، ولكنّه دليلٌ على أنّ في القلبِ كفرًا، وإن كان نصرانيا أو يهوديا لم يعرف قطُّ الله تعالى؛ فهذه منهم دعاوى كاذبةٌ مفتراةٌ لا دليلَ لهم عليها".
6
2025/12/11 18:00:03
Back to Top
HTML Embed Code: