يقول ابن تيمية:
"وإنما كان علم العرب ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم والحروب فلما بعث الله محمدا ﷺ بالهدى تلقفوه عنه بعد مجاهدة شديدة ونقلهم الله عن تلك العادات الجاهلية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها فلما تلقوا عنه ذلك الهدى زالت تلك الريون عن قلوبهم فقبلوا هذا الهدى العظيم وأخذوه بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم والكمال الذي أنزله الله إليهم بمنزلة أرض طيبة في نفسها لكن هي معطلة عن الحرث أو قد نبت فيها شجر العضاء والعوسج وصارت مأوى الخنازير والسباع فإذا طهرت عن ذلك المؤذي من الشجر وغيره من الدواب وازدرع فيها أفضل الحبوب أو الثمار جاء فيها من الحب والثمر ما لا يوصف مثله
فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق الله سوى الأنبياء وصار أفضل الناس بعدهم من اتبعهم بإحسان رضي الله عنهم إلى يوم القيامة من العرب والعجم"
"وإنما كان علم العرب ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم والحروب فلما بعث الله محمدا ﷺ بالهدى تلقفوه عنه بعد مجاهدة شديدة ونقلهم الله عن تلك العادات الجاهلية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها فلما تلقوا عنه ذلك الهدى زالت تلك الريون عن قلوبهم فقبلوا هذا الهدى العظيم وأخذوه بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم والكمال الذي أنزله الله إليهم بمنزلة أرض طيبة في نفسها لكن هي معطلة عن الحرث أو قد نبت فيها شجر العضاء والعوسج وصارت مأوى الخنازير والسباع فإذا طهرت عن ذلك المؤذي من الشجر وغيره من الدواب وازدرع فيها أفضل الحبوب أو الثمار جاء فيها من الحب والثمر ما لا يوصف مثله
فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق الله سوى الأنبياء وصار أفضل الناس بعدهم من اتبعهم بإحسان رضي الله عنهم إلى يوم القيامة من العرب والعجم"
👍1
هدف العلم: المعرفة أم الحقيقة؟
سنناقش سؤالا أساسيا في فلسفة العلم: هل الهدف الحقيقي للعلم هو المعرفة (Knowledge) أم الحقيقة (Truth)؟
أليكسندر بيرد Alexander Bird يدافع عن الفكرة التي تُعرف بـ (Aim-K)، أي أن العلم يهدف إلى المعرفة، ويرفض المقولة المنافسة (Aim-T)، أي أن العلم يهدف إلى الحقيقة.
يوضح أن المقصود هنا هو هدف العلم كمؤسسة وليس أهداف العلماء كأفراد. فالمؤسسة العلمية، مثلها مثل أي مؤسسة اجتماعية، لها هدف أساسي واحد يشكّل هويتها، وهو السعي نحو المعرفة. أما العلماء الأفراد فقد تكون لهم دوافع شخصية مختلفة مثل الشهرة، أو الفائدة العملية، أو تحقيق الشهرة. ولكن رغم هذه الدوافع المتنوعة، يبقى هدف العلم المؤسسي هو إنتاج المعرفة المنظمة.
لماذا المعرفة أهم من الحقيقة؟
هناك عدة أسباب تجعله يرى أن المعرفة هي الهدف الأساسي للعلم، وليس مجرد الوصول إلى الحقيقة:
١- الدليل اللغوي، فإن في معظم اللغات، كلمة Science مشتقة من جذور لغوية تعني "المعرفة" أو "العِلم"، وليس "الحقيقة". فالعلم يُعرَّف تقليديًا بأنه معرفة منظمة، وليس إيمان منظم أو مجرد اعتقاد صادق.
٢-التقدّم العلمي هو معيار نجاح العلم وتقدّمه ليس في عدد الحقائق التي يكتشفها، بل في مقدار المعرفة التي يكتسبها المجتمع العلمي.
فلو اكتشف عالم حقيقة عن طريق الصدفة أو الحظ فإن هذا لا يُعدّ تقدّمًا علميًا حقيقيًا. التقدّم يُقاس بزيادة المعرفة الناتجة عن منهج علمي سليم، لا بمحض الحظ أو المصادفة.
وقد قلنا سابقا أن العلم كمؤسسة معرفية تشبه العقل الإنساني كجهاز إدراكي.
فكما أن أجهزة الإنسان الإدراكية (كالدماغ والحواس) تعمل على إنتاج معرفة تساعده على البقاء والفهم، فإن العلم يؤدي الوظيفة نفسها على مستوى المجتمع بأكمله.
بالاستعانة بنظريات علماء الاجتماع مثل إميل دوركايم وTalcott Parsons، يرى الكاتب أن كل مؤسسة في المجتمع تؤدي وظيفة محددة تشبه وظيفة عضو في جسد الكائن الحي.
وبذلك، فإن العلم هو العضو المعرفي للمجتمع، أي الأداة التي يستخدمها البشر بشكل جماعي لإشباع رغبتهم الطبيعية في أن يعرفوا.
كذلك يمكننا أحيانًا أن نتحدث عن العلم كما لو كان كائنًا عاقلًا بحد ذاته، فنقول مثلًا: “Science knows that P” — أي "العلم يعرف أن ق".
هذا التعبير يعكس فكرة أن المعرفة العلمية هي نتاج جماعي، وليست حكرًا على الأفراد.
ما هو هدف الاعتقاد (The Aim of Belief):
الاعتقاد له غاية بيولوجية وتطورية، وهي أن يكون أداة لإنتاج الاعتقادات الصحيحة (True Beliefs) التي تساعد الإنسان على اتخاذ قرارات صحيحة والبقاء.
ولكن رغم أن الصدق هو الوظيفة الطبيعية للاعتقاد، إلا أن المعيار الصحيح للاعتقاد هو المعرفة (Knowledge)، وليس مجرد الحقيقة.
لكي يكون الاعتقاد صحيحًا حقًا، لا يكفي أن يكون صادقًا، بل يجب أن يكون نتاجًا لنظام إدراكي يعمل بشكل سليم (Proper Functioning) وفي بيئة مناسبة.
تمامًا كما أن القلب لا يُعتبر يعمل جيدًا لمجرد أنه يضخ الدم، بل يجب أن يفعل ذلك بالطريقة الطبيعية والصحيحة كذلك الاعتقاد لا يُعتبر معرفة إلا إذا تكوّن بالطريقة الصحيحة ومن أسباب سليمة.
وهنا تُعرَّف المعرفة بأنها الاعتقاد الصادق الناتج عن نظام معرفي يعمل كما يجب وفي بيئة مناسبة.
وهذا التفسير يساعد في حل العديد من المشكلات الفلسفية مثل حالات Gettier، حيث يمتلك الشخص اعتقادًا صادقًا لكنه لا يُعدّ معرفة لأنه نتج عن الصدفة أو خلل في طريقة التفكير.
كما يفسر هذا الفهم لماذا لا يمكن اعتبار بعض المعتقدات صحيحة من الناحية المعرفية رغم صدقها، مثل الاعتقاد بأن "اليانصيب رقم ٥ سيفوز" دون دليل كافٍ فهي قد تكون صحيحة، لكنها لا تحقق معيار المعرفة.
النتيجة هي أن العلم يسعى إلى المعرفة
في النهاية، يخلص الفصل إلى أن الهدف الجوهري للعقل البشري في مستوى الفرد هو المعرفة، وليس مجرد امتلاك اعتقادات صادقة.
وبما أن العلم هو الامتداد الجماعي لهذا النشاط المعرفي، فإن هدفه أيضًا هو المعرفة — أي الوصول إلى حقائق مُبرَّرة ومبنية على منهج سليم — وليس مجرد الحقيقة بمعناها الضيق.
وبذلك، يصبح المعيار الصحيح في العلم هو إنتاج المعرفة العلمية، لا مجرد اكتشاف حقائق متناثرة.
سنناقش سؤالا أساسيا في فلسفة العلم: هل الهدف الحقيقي للعلم هو المعرفة (Knowledge) أم الحقيقة (Truth)؟
أليكسندر بيرد Alexander Bird يدافع عن الفكرة التي تُعرف بـ (Aim-K)، أي أن العلم يهدف إلى المعرفة، ويرفض المقولة المنافسة (Aim-T)، أي أن العلم يهدف إلى الحقيقة.
يوضح أن المقصود هنا هو هدف العلم كمؤسسة وليس أهداف العلماء كأفراد. فالمؤسسة العلمية، مثلها مثل أي مؤسسة اجتماعية، لها هدف أساسي واحد يشكّل هويتها، وهو السعي نحو المعرفة. أما العلماء الأفراد فقد تكون لهم دوافع شخصية مختلفة مثل الشهرة، أو الفائدة العملية، أو تحقيق الشهرة. ولكن رغم هذه الدوافع المتنوعة، يبقى هدف العلم المؤسسي هو إنتاج المعرفة المنظمة.
لماذا المعرفة أهم من الحقيقة؟
هناك عدة أسباب تجعله يرى أن المعرفة هي الهدف الأساسي للعلم، وليس مجرد الوصول إلى الحقيقة:
١- الدليل اللغوي، فإن في معظم اللغات، كلمة Science مشتقة من جذور لغوية تعني "المعرفة" أو "العِلم"، وليس "الحقيقة". فالعلم يُعرَّف تقليديًا بأنه معرفة منظمة، وليس إيمان منظم أو مجرد اعتقاد صادق.
٢-التقدّم العلمي هو معيار نجاح العلم وتقدّمه ليس في عدد الحقائق التي يكتشفها، بل في مقدار المعرفة التي يكتسبها المجتمع العلمي.
فلو اكتشف عالم حقيقة عن طريق الصدفة أو الحظ فإن هذا لا يُعدّ تقدّمًا علميًا حقيقيًا. التقدّم يُقاس بزيادة المعرفة الناتجة عن منهج علمي سليم، لا بمحض الحظ أو المصادفة.
وقد قلنا سابقا أن العلم كمؤسسة معرفية تشبه العقل الإنساني كجهاز إدراكي.
فكما أن أجهزة الإنسان الإدراكية (كالدماغ والحواس) تعمل على إنتاج معرفة تساعده على البقاء والفهم، فإن العلم يؤدي الوظيفة نفسها على مستوى المجتمع بأكمله.
بالاستعانة بنظريات علماء الاجتماع مثل إميل دوركايم وTalcott Parsons، يرى الكاتب أن كل مؤسسة في المجتمع تؤدي وظيفة محددة تشبه وظيفة عضو في جسد الكائن الحي.
وبذلك، فإن العلم هو العضو المعرفي للمجتمع، أي الأداة التي يستخدمها البشر بشكل جماعي لإشباع رغبتهم الطبيعية في أن يعرفوا.
كذلك يمكننا أحيانًا أن نتحدث عن العلم كما لو كان كائنًا عاقلًا بحد ذاته، فنقول مثلًا: “Science knows that P” — أي "العلم يعرف أن ق".
هذا التعبير يعكس فكرة أن المعرفة العلمية هي نتاج جماعي، وليست حكرًا على الأفراد.
ما هو هدف الاعتقاد (The Aim of Belief):
الاعتقاد له غاية بيولوجية وتطورية، وهي أن يكون أداة لإنتاج الاعتقادات الصحيحة (True Beliefs) التي تساعد الإنسان على اتخاذ قرارات صحيحة والبقاء.
ولكن رغم أن الصدق هو الوظيفة الطبيعية للاعتقاد، إلا أن المعيار الصحيح للاعتقاد هو المعرفة (Knowledge)، وليس مجرد الحقيقة.
لكي يكون الاعتقاد صحيحًا حقًا، لا يكفي أن يكون صادقًا، بل يجب أن يكون نتاجًا لنظام إدراكي يعمل بشكل سليم (Proper Functioning) وفي بيئة مناسبة.
تمامًا كما أن القلب لا يُعتبر يعمل جيدًا لمجرد أنه يضخ الدم، بل يجب أن يفعل ذلك بالطريقة الطبيعية والصحيحة كذلك الاعتقاد لا يُعتبر معرفة إلا إذا تكوّن بالطريقة الصحيحة ومن أسباب سليمة.
وهنا تُعرَّف المعرفة بأنها الاعتقاد الصادق الناتج عن نظام معرفي يعمل كما يجب وفي بيئة مناسبة.
وهذا التفسير يساعد في حل العديد من المشكلات الفلسفية مثل حالات Gettier، حيث يمتلك الشخص اعتقادًا صادقًا لكنه لا يُعدّ معرفة لأنه نتج عن الصدفة أو خلل في طريقة التفكير.
كما يفسر هذا الفهم لماذا لا يمكن اعتبار بعض المعتقدات صحيحة من الناحية المعرفية رغم صدقها، مثل الاعتقاد بأن "اليانصيب رقم ٥ سيفوز" دون دليل كافٍ فهي قد تكون صحيحة، لكنها لا تحقق معيار المعرفة.
النتيجة هي أن العلم يسعى إلى المعرفة
في النهاية، يخلص الفصل إلى أن الهدف الجوهري للعقل البشري في مستوى الفرد هو المعرفة، وليس مجرد امتلاك اعتقادات صادقة.
وبما أن العلم هو الامتداد الجماعي لهذا النشاط المعرفي، فإن هدفه أيضًا هو المعرفة — أي الوصول إلى حقائق مُبرَّرة ومبنية على منهج سليم — وليس مجرد الحقيقة بمعناها الضيق.
وبذلك، يصبح المعيار الصحيح في العلم هو إنتاج المعرفة العلمية، لا مجرد اكتشاف حقائق متناثرة.
👍1
يقول الشيخ السعدي
"وهو بنفسه (أي حسن الخلق) قد يزيد على الإحسان المالي "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم حسن الخلق" فمتى اجتمع الأمران فهو كمال، ومتى فقد الإحسان المالي، ناب عنه الخلق والإحسان الحالي والمقالي، فربما صار له موقع أكبر من نفع المال"
"وهو بنفسه (أي حسن الخلق) قد يزيد على الإحسان المالي "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم حسن الخلق" فمتى اجتمع الأمران فهو كمال، ومتى فقد الإحسان المالي، ناب عنه الخلق والإحسان الحالي والمقالي، فربما صار له موقع أكبر من نفع المال"
❤4👍1
يعني لا من القرآن والسنة وآثار الصحابة، بل من معيار فلسفي عليه انتقادات كثيرة، ومعيار نبذه أسياده.
يريدون تجديد الدين لا عبر القرآن والسنة وفهم سلف الأمة، بل عبر مقدمات من خارج القرآن والسنة، يحكمون بها على القرآن والسنة والصحابة الذين مدحهم القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.
الخطوة التالية لأمثال هؤلاء "هل يمكن وضع تمييز بوبري صارم بين بلاغة القرآن وأشعار العرب؟"
حاله كحال من يزعم أنه تخلص من أفكارهم الأرسطية، فهو لم يجدد شيء. لا زال يريد وضع حدود جامعة مانعة في مسائل بدهية، نستطيع أن نستقرأها من القرآن والسنة ولسنا بحاجة لدراسة فلسفة العلوم لبيانها.
يعني أمثاله لو جاء الأعور الدجال، يجب عليه أن يضع معايير بوبرية ليتمكن من معرفة ما إذا كان الأعور فعلا أم لا. لا من الأحاديث وآثار السلف.
بالمختصر، تجديد من سوق الجمعة وعلي اكسبريس
يريدون تجديد الدين لا عبر القرآن والسنة وفهم سلف الأمة، بل عبر مقدمات من خارج القرآن والسنة، يحكمون بها على القرآن والسنة والصحابة الذين مدحهم القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.
الخطوة التالية لأمثال هؤلاء "هل يمكن وضع تمييز بوبري صارم بين بلاغة القرآن وأشعار العرب؟"
حاله كحال من يزعم أنه تخلص من أفكارهم الأرسطية، فهو لم يجدد شيء. لا زال يريد وضع حدود جامعة مانعة في مسائل بدهية، نستطيع أن نستقرأها من القرآن والسنة ولسنا بحاجة لدراسة فلسفة العلوم لبيانها.
يعني أمثاله لو جاء الأعور الدجال، يجب عليه أن يضع معايير بوبرية ليتمكن من معرفة ما إذا كان الأعور فعلا أم لا. لا من الأحاديث وآثار السلف.
بالمختصر، تجديد من سوق الجمعة وعلي اكسبريس
❤8😁2👍1
يقول الشيخ السعدي:
"وإن من الحزم والقوة أن يكون الإنسان بحيث لا يتأثر بكلام يقصد به إخفاضه وإغضابه، بل يعلم أنه إذا غضب أو تأثر فقد أعان المتكلم على نفسه، وإن لم يبال به ولم يلقه باله ولم يهتم به ويكترث به فقد قابل القائل بما يكرهه؛ لأن جل مقصده عدوه إيلام قلبه وإدخال الهم والغم والخوف على قلبه، فكما يسعى بدفع ما يريد إيلام ظاهره، فليسع بدفع ما يريد إيلام باطنه بترك الاهتمام به".
"وإن من الحزم والقوة أن يكون الإنسان بحيث لا يتأثر بكلام يقصد به إخفاضه وإغضابه، بل يعلم أنه إذا غضب أو تأثر فقد أعان المتكلم على نفسه، وإن لم يبال به ولم يلقه باله ولم يهتم به ويكترث به فقد قابل القائل بما يكرهه؛ لأن جل مقصده عدوه إيلام قلبه وإدخال الهم والغم والخوف على قلبه، فكما يسعى بدفع ما يريد إيلام ظاهره، فليسع بدفع ما يريد إيلام باطنه بترك الاهتمام به".
👍3
