قرأتُ جميع التعليقات، ووالله إن كلماتي تعجز عن وصف امتناني لكم، شكرًا من أعماق قلبي على هذا الدعم والإطراء النبيل. أنتم الدافع الحقيقي للاستمرار، وبدعمكم نصل، وبمحبتكم نصنع الأثر.

الدكتور مصطفى البرغوثي، واحدٌ من أنبل ما أنجبت هذه القضية، صوتٌ حرّ لم يساوم، وضميرٌ ناطق باسم الوطن. دافع عنها بصدقٍ وشجاعة، وتحدث بلسانٍ يقطر كرامةً وإخلاصًا، فكان مثالًا للثبات والعزة في زمنٍ قلّ فيه الأوفياء.

إخواني الأحباب، بفضل الله أولًا ثم بوقوفكم الصادق ومساندتكم الكريمة، تمكنا من توفير نظام الطاقة، ولم يتبقَّ سوى ثلاث خلايا فقط ليبدأ البئر بالعمل بإذن الله..همتكم معنا كما عهدناكم، فبكم يكتمل الخير، وبعطائكم تُروى الأرض وتُحيا النفوس.

.فلنُكمل الطريق معًا كما بدأناه، ومن أحيا نفسًا فكأنما أحيا الناس جميعًا.
@Ameer_elijla

مما لفتني اليوم واستوقفني طويلًا، خَلَفُ أبو حمزة الناطق الجديد باسم سـرايا القدس..قد لا يمتلك طلاقة من سبقه، ولا حدة صوته ولا جهوريته، لكن ما أثار فيَّ الدهشة والفخر أن هذه الأرض لا تعقم أبدًا، بل تلد الرجال جيلاً بعد جيل..يُستشهد أبو حمزة فينهض بعده آلاف أبو حمزة، ويُغتال أبو عبيدة فيولد بعده مئات الآلاف يحملون صوته في صدورهم..لو لم تكن هذه الأرض ولّادة، لانطفأت جذوة المقاومة منذ أول حجر رُمي بيد فارس عودة، ومن قبله أول طفلٍ قال لا في وجه الرصاصة..لكنها فلسطين..أرضٌ كلّما نزفت أنجبت، وكلما خُنقت أنجبت من رحمها صرخةً جديدة تقول ما زلنا هنا.

شفت صور للجيش اليوم مقتحم نابلس..في جندي معهم قد الكوكب، عليم الله سلاحه زي كإنه سنسال في رقبته..كرشه لحالها قد الأردن.

قلبي يقولُ
ودمعي نازلٌ هَطِلُ :
" ما بينَ ليلٍ
وليلٍ يُوْلَدُ الأملُ "

هادا مش جندي..هادا كتيبة كاملة لوحده.

معلومة عالهامش: توليستوي بعدما كتب روايته الحرب والسلم أصاب شهرةً واسعةً فتوارى عن الناس خجلًا خمسة عشر عامًا.

عندنا الواحد بصير عنده ألف متابع ببطل يرد عالخاص.

الناجون من الحرب لا يعودون كما كانوا، بل يعودون محملين بما لا يُرى..يتعلمون كيف يبتسمون رغم الحطام، وكيف يزرعون حياةً في تربةٍ شمت رائحة الموت..إنهم لا يعيشون بعد الحرب، بل يُعيدون اختراع الحياة من جديد.

في الوقت الذي ينام فيه الجميع، هناك من يقوم ليرمم ما أفسده النهار، ويهمس لربه بما لم يستطع قوله لأحد.
"تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً"

صباحُ الخيرِ..تُولدُ الفتاة أُمٌ مِن طفولتها..والدليل على ذلكَ إنه مريم قاعدة بتربينا أنا وأمها.

رواية لا سكاكين في هذه المدينة للكاتب السوري خالد خليفة..تدور الرواية في مدينة سورية خانقة، تُشبه القبور المفتوحة، حيث يعيش الناس في صمتٍ مميت يخنق الأرواح قبل الأجساد..الحرب انتهت ظاهريًا، لكن المدينة لم تنجُ.

الجدران واقفة، لكن البيوت مهدّمة من الداخل..الناس يتحركون، لكنهم أموات يمشون على الأرض..كل شيء يبدو طبيعيًا، لكنه ملوث بالخوف والرقابة والذاكرة..الرواية تتابع حياة عائلةٍ سورية من خمسينيات القرن الماضي حتى بدايات الألفية..كل فردٍ فيها يُصاب بالتعفن النفسي، كما لو أن الحرب تركت رائحة الموت في الهواء لا تزول.

الأم تتآكل ببطء، تموت وهي تحاول حماية ما تبقى من أولادها..الأب حاضر بجسده، غائب بروحه..الأبناء يعيشون حياةً مُرتبكة، بلا حلمٍ واضح، لأنهم ولدوا في مدينةٍ لا تحب أبناءها.

المكان نفسه يصبح شخصية رئيسية في الرواية؛ مدينة كأنها جسد ضخم يختنق تحت غبار الحرب والخوف والعار، مدينة أُغلقت مطابخها، فلا سكاكين، ولا طعام، ولا حياة..رمز السكاكين في العنوان يعني القدرة على الفعل على التغيير، الدفاع، المقاومة، أو حتى الانتحار..لكن لا سكاكين هنا، أي لا إرادة، لا حيلة، لا خلاص.

خالد خليفة لم يمنح مدينته خلاصًا، بل تركها معلّقة بين الموت والعيش، وهذا بالضبط ما يحدث لغزة اليوم مدينة عالقة بين البقاء والانهيار، بين الإعمار والنسيان، بين الأمل واليأس.

لكن الفرق الوحيد أن غزة، رغم كل شيء، ما زالت تدق جدران الخزان..وربما لو كتب خالد خليفة الرواية اليوم، لغيَّر عنوانها إلى..لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة.. لكن ما زال فيها قلوب لا تموت.

تم دفن مجموعة من الشباب المجاهـدين الذين رحلوا من تعذيب وقسوة ونازية هذا المحتل..بلا ملامحٍ يمكن التعرف عليها..كانو يحتاجون إلى تحليل DNA لمعرفة هويَّاتهم..وقد تألم الناس كثيرًا على هؤلاء الشباب الذين دُفِنوا دون وداعٍ ودون تلويحٍ لهم من أمهاتهم، وأنا تألمت كثيرًا إثر ذلك.

لكن الشهيد لا يحتاجُ DNA، لا يحتاجُ إلى أن يعرفهُ أحدٌ لأنه ابنُ كُل أُمٍ في هذه المدينة، وابنُ كُلِ بيت، وأخُ كُل حيٍّ فيها..فإن جهلناهُ يكفيه أن أهل السماء وحدهم يعرفونه.

ترامب: لا أعتقد أنني سوف أدخل الجنة.

يراجل راجع حالك مرة ثانية، تتسرعش بالله عليك يا خنزير.

قبل أسبوعٍ فقط أُعلنت نتائج الثانوية العامة في غزة، فازدانت البيوت بالفرح والدموع والحنين، وارتفعت أسماء الطلبة المتفوقين في سماء المجد رغم كل ما مر بهم من حربٍ ووجع..كثيرون منهم نالوا أعلى الدرجات، لكنهم اليوم يقفون على أعتاب الجامعة عاجزين عن دفع أولى خطواتهم نحو المستقبل..فإنني أهيب بكم أن تكونوا لهم سندًا، وأن تفتحوا لهم أبواب الأمل ليكملوا طريقهم في بناء عقولٍ تنهض بهذا الوطن الجريح..كونوا عونًا لهم، فإن دعمكم ليس إحسانًا، بل استثمارٌ في وعيٍ سيُعيد لغزة ما فقدته من نور.

ص٣٦٢.

شهيد الأمة.

أرجوا من الجميع النظر في موضوع تشغيل البئر، والوقوف جنبًا إلى جنبٍ لتشغيلهِ، للتواصل:
@Ameer_elijla

ما دامت أخلاق البهائم في النَّاس، فصلاح الإنسانيَّة سيبقى دائمًا في هذه المعاني الثلاثة: الرَّاعي، والحَبْل، والعصا.

-الرافعي.