إذا قرأت أي شيءٍ من أعمالي..أرسل اقتباسًا استوقفك!.

ستعودُ غزةُ من جديد، كما تعودُ الروحُ بعد موتٍ طويل، وكما تُشرقُ الشمسُ بعد ليلٍ ثقيل..ستعود على يدِ أبنائها الذين عرفوا طعمَ الرماد، فصاروا لا يخافون النار، والذين حفروا أسماءهم في الركام، ليقولوا للعالم ما زلنا هنا..ستُزهرُ أشجارها من تحتِ التُّراب، كأنّها تُكذّبُ الدمارَ وتُعلنُ الحياة..سيضحكُ الزيتون من جديد، وتعودُ الحاراتُ التي كانت رمادًا لتنبضَ بخُطى الأطفال وضحكاتهم..ستُضاءُ المقاهي الصغيرة برائحة البُن والذكريات، وتُفتحُ النوافذ التي أغلقتها الحربُ على الحُزن، لتمرَّ منها نسماتُ الأمل.

لم يكن بقاءنا في السجن أمرًا هيِّنًا، والألم لا يُعتاد عليه ولو مر على ذلك أعوام، الألم يبقى ألم سواء قل أو كَثُر..وإنَّ له مقياسان بعضهما جسدي وآخر روحي..أما ما يتعلق في الجسد فهو هيِّنٌ يُبرأ مِنه حتى وان علِقت في بوتقة شيء من الزمن..لكن كل ألم بالروح يُعد بتر، وإذا بتر شيء من الروح من المحال استرداده مهما حاولت.

- إلا أن يُسجن أو عذاب.

قمة الظلم أن ينشغل العالم الآن في إيجاد طريقة لإخراج 19 جثة أسير إسرائيلي بينما يوجد ما يزيد عن 10.000 مفقود غزاوي تحت أنقاض بيوتهم وعائلات بأكملها.

جمعةٌ مباركة،
إنها سورةُ الكهف، ملاذُ الصابرين في زمنِ الفتن، ومرفأُ المكلومين على سواحلِ الرجاء..بعد نومِ فتيةِ الكهف مئةَ عامٍ، جاءهم الفرجُ من حيثُ لا يحتسبون، وبعدَ خرقِ السفينة جاءَت النّجاةُ لأصحابها، وبعدَ قتلِ الغلامِ ثبتَ اللهُ والديه على دينهم، وبعدَ تشييدِ الجدارِ جاءت السِّعةُ ليتيمين كان أبوهما صالحًا.

فهذه البشرى يا غزة، يا من صبرتِ حتى خُيِّلَ أن لا نهايةَ للبلاء، ها قد آنَ أوانُ الفرج، وها هو الوعدُ يُزهرُ على أنقاضِ الصبر..سيُعادُ بناءُ ما تهدَّم، وتُبعثُ الحياةُ من جديدٍ في الأزقّةِ التي بكَت، فلا يُجزِعْكِ طولُ البلاء، فإنما بعد الكهفِ فرج، وبعدَ كلِّ محنةٍ يُولدُ وعدُ اللهِ الجميل.

اللهم ارحم أمي رحمةً واسعةً تغشى بها قبرها نورًا، وتملأ بها قلبها سرورًا، وتبدل خوفها أمنًا ووحشتها أنسًا، اللهم اجعلها من أهل الفردوس الأعلى بلا حسابٍ ولا سابقة عذاب، اللهم بلغها سلامنا وحنيننا، وأخبرها أننا اشتقنا إليها شوقًا لا يُوصف، وامنحنا الصبر الجميل حتى نلقاها في جناتك، اللهم اجعلها من الذين يُقال لهم..ادخلي الجنة بما كنتِ تعملين.

"لقد لقينا من سفرنا هذا نصَبًا"..
أهل غزة يُرزقون صباح جمعة الكهف المباركة على بحر خانيونس، بحوت البهلول، وهو من الأنواع المهددة بالانقراض، طوله عشرة أمتار ووزنه يقدر بأطنان، غير سام، وصالح للأكل.

الآن الآن وليس غدًا، يجب إعلان قطاع غزة منطقة منكوبة...«نفسيًا»❗

الأعراض التي ظهرت بوضوح على الناس (PTSD):

1. استرجاع الذكريات المؤلمة:
- كوابيس متكررة
- "فلاش باك" (تخيل الحدث وكأنه يحدث الآن)
- نوبات بكاء مفاجئة

2. القلق والخوف المستمر:
- توتر دائم حتى في الأمان
- فزع من الأصوات العالية (مثل المفرقعات أو أصوات الطائرات)

3. الخدر العاطفي والعزلة:
- صعوبة في التعبير عن المشاعر
- الانسحاب من المجتمع أو الأسرة
- فقدان الاهتمام بما كان يفرحهم سابقًا

4. مشاكل النوم والتركيز:
- أرق دائم
- صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرار

5. الغضب والانفعال السريع:
- نوبات غضب دون سبب واضح
- ردود فعل مبالغ فيها

6. الشعور بالذنب أو العجز:
- شعور بالذنب تجاه من ماتوا
- فقدان الأمل في المستقبل

ص٣٥٦.
الفاتحة على روح أمي وجميع شهدائنا ودعواتكم.

عالمٌ أعمى، يُسخّر كل إمكاناته لاستخراج جثث رهائن إسرائيليين، ويتجاهل آلاف الشهداء والمفقودين الفلسطينيين الذين ما زالوا تحت أنقاض منازلهم التي دمّرها الاحتلال.

قِمّةُ الانحطاطِ الأخلاقيّ في هذا العالم لا يمكن وصفُها، حين ينشغلُ العالمُ بأسرهِ بالبحثِ عن طريقةٍ لاستخراج 19 جثةً لأسرى إسرائيليين.

بينما يرقدُ تحت ركامِ غزّةَ أكثر من 10,000 مفقودٍ فلسطيني من الأبرياء، بينهم عائلاتٌ بأكملها طُمرت تحت الأنقاض، ولم يسأل عنهم أحد.

مشهدٌ يلخص ازدواجية المعايير بأبشع صورها.

إخواني الأحبَّة، بقي القليل وتكتمل المسيرة..لقد قطعنا شوطًا طويلًا بفضل الله ثم بجهودكم المباركة، ولم يتبقَّ إلا اللمسات الأخيرة لتشغيل البئر..نرجو منكم شد الهمة ومواصلة العطاء حتى نتمكن بإذن الله من تشغيله هذا الأسبوع، ليكون مصدر خيرٍ ورحمةٍ للجميع.

ولدنا حُفاةً عُراة، لا نملك من الدنيا شيئًا، ولا ندري ما نريد منها، ثم إن الله أغدق علينا من فضله ما لم نسأله، وساق إلينا أرزاقنا من حيث لا نحتسب، دون دعاءٍ ولا ابتلاء..فما بالكم اليوم، وقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت، واشتد البلاء، ونحن نرفع أكفنا إليه؟!، أتُراه يتركنا؟!، واللهِ، ما عهدنا ربًّا يخذل من طرق بابه، ولا من بكى على عتبات رحمته..سيجبر الله كسرنا كما رزقنا أول مرة، بلا حولٍ منا ولا قوة، فقط برحمته التي وسعت كل شيء.

هذه عائلة صديقي الجميل، وجاري الرائع، الحكيم الأنيق، ملاك الرحمة فهيم فاروق حسنين، وزَنابقه الرائعات: جُمان، يمان، بيسان، ماريا، يافا..جميعهم مُسِحوا من السجل المدني ببرودة آلة، لكنهم باقون في سجل الذاكرة، في أرواحنا، في الحكايات التي سنرويها عنهم..هم ليسوا أرقامًا تُضاف في قائمة شهداء، بل نبضٌ توقف، ودفءٌ غاب، وحدائق من الفرح اقتُلعت من جذورها.

فـالخير الذي تبذله في الناس، صدقة او كلمةً طيبة أو معروفًا لا يضيع عند الله، بل ينقش في صحيفة عملك ويثمر في قلبك سكينةً وبركة وطمأنينية، والإحسان ليس مجرد عمل خارجي، بل هو تربية للنفس على السمو، وصناعةٌ لروح أرقى، وتطهير للباطن من الأثرة والأنانية.

- تأملات قرآنيــــــــة.

"قد أحسن بي ربي إذ أخرجني من السجن"..
لم يقلها يوسف عليه السلام إلا لأن السجن كان قهرًا وموتًا، كان انكسارًا للنفس وضيقًا في الصدر، ووحدةً لا يراها إلا الله..قالها بعدما ذاق مرارة القيود وظلمة الجدران، وبعدما علم أن الحرية لا تُقدَّر بثمن، وأن النجاة ليست في الخروج فقط، بل في أن يُخرجه الله بلُطفه لا بقوته.