Telegram Group Search
من رحمة الله بالإنسان ولطفه بعباده أن منحهم وأعطاهم  قوة فى عقولهم وقلوبهم تسمى قوة  العادة ليتمكنوا  من العيش ولتستمر حياتهم،،

  وإلا فإن  الإنسان لو ما كانت عنده  هذه القوة لما استطاع أن يعيش ولما تحمل ولما استطاع أن يسعى أو يعمل   ولمات فورًا   من فرط الخوف والقلق،،

ولو جلس الإنسان لحظة ليتأمل عقليا فى نفسه وما  وفى ما يحدث حوله لوجد نفسه محاطًا بكل أسباب هلاكه و أن  احتمالية هلاكه أو ضياعه أو   القضاء  عليه  وتدميره بكذا أو كذا من أسباب الهلاك  لهى احتمالية أكيدة  قوية جدا  وقائمة  ولعلم  أن حياته مهددة  فى كل لحظة،،

كمن أُحيطت رأسه بكافة الأسلحة فى وقت واحد توشك أن تنطلق عليه فى لحظة فترديه قتيلا،،

  فمثل هذا الإنسان لا يمكنه  العيش ولا يستطيع أن يتفاعل أو أن يتحرك من شدة  خوفه مما يهدده  ،،

لكنها العادة التى تعود عليها الإنسان تنسيه هذا القلق وتجعله  يتعود ويتحرك مع أن كل شىء  ممكن  ووارد ومحتمل وانهيار أى شىء لا يحتاج أكثر من لحظة ،،

ولقد أشار القرآن الكريم لهذا المعنى فى مواضع كثيرة جدا وبين أنه سبحانه وتعالى قادر أن يبعث على الإنسان عذابا من أى نوع فى أى لحظة ،،

فهو الذى يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وهو الذى يحفظ الأرض أن تميد بنا وهو الذى إن شاء خسف بنا الأرض أو أرسل علينا الرياح أو جعل مائنا العذب غورا غير موجود ،،

   لكن رحمته وعادته مع خلقه تغر الكافرين والظالمين  وتنسيهم ،،

ولقد استنبط أهل السنة  هذا المعنى وبينوا أن علاقة  الأسباب بالمسببات ليست بالعلاقة الحتمية الضرورية كما قد يتصورها بعض الناس،،

وأن الذى يجعل الإنسان يتصور  دائمية هذا الارتباط واطراده هو فقط العادة التى هى مجرد  تكييف ذهنى خلقه الله فينا   لا أكثر ،،

ومن بعد   أهل السنة جاء الفلاسفة الغربيين وعلماء الفيزياء عندهم  وأكدوا نفس هذا المعنى وصار عندهم حقيقة لا لبث فيها ،،

وإن من يتأمل فى حدوث بعض الزلازل أو الكوارث التى لا يحسب لها الإنسان أى حساب  يجد هذا المعنى متحققًا بشكل واضح ،،

فقد يكون نائما مطمئنًا قرير العين  مرتاح البال  وإذا به  فجأة  وبدون أى  مقدمات يجد نفسه  قد كان قاب قوسين من هلاك محتم،،

  إن ذلك يدعو المتأمل لأن يحاول أن يخلص نفسه بقدر الإمكان وأقصى الجهد  من أسر العادة وقيد  الغفلة فهى تخفى الكثير من الحقيقة،،

وإن اللبيب هو الذي يذكر نفسه على الدوام ولا يجعلها تتمادى فى غفلتها فلا  تنتبه إلا حيث  لا ينفع الانتباه
دائما ما يحاول العلمانى خاصة العلمانى العربي أن يحول المعركة وينقلها ويحرفها عن مسارها الصحيح فبدلًا من أن يقول لك أن أزمتى وخصومتى معكم أيها المسلمون هى فى الأصل فى الإسلام كدين ونظرية عقدية وفى أصول الدين أى فى وجود الله أو فى كونه خالقا ومشرعًا أو مسألة الموت أو الدار الآخرة ولست مقتنعا بتلك الأمور ولا بما يترتب عليها من أحكام ،،

بدلًا من أن تكون عنده الجرأة والشجاعة لإعلان ذلك صراحًة تراه ينقلك بعيدا وكأن المسألة عنده مسألة ميراث أو حجاب أو ماشابه ذلك فيدلس على الناس ويخلط بين الأمور وهذا من أسوأ أنواع التدليس
👍3
يكاد يجزم غالب المسلمين أن مشكلة المسلمين الكبرى حاليا والتى جرأت أعدائهم عليهم تتمثل بشكل رئيسي فى تفرق راياتهم وتشتت دولهم ،،

  وأن  الحل يكمن فى أن يتحدوا ويكونوا تكتلات جامعة  كما تفعل كل الأمم على وجه الأرض فى هذه اللحظة التى نعيشها ،،

ولا شك أن هذا الكلام سليم فى معناه وصحيح فى مبناه وينبغى أن تكون الوحدة الجامعة هدفا يشغل بال كل المسلمين ،،

إلا أن المشكلة أن الكثير منا يتقن التنظير والكلام فإذا جاء وقت التطبيق والفعل تجد سلوكه وفعاله فى غاية البعد عما يقول  وتراه يرسب فى أسهل اختبار،،


فالكثير ممن يتحدث عن ضرورة وحدة المسلمين ووحدة دولهم وراياتهم ،،

تجده لا يستطيع أن يقيم علاقة  سليمة مع أخيه الذى من لحمه ودمه    والكثير ممن يتحدث عن وحدة المسلمين الكبري تجده فى ذات اللحظة لا يستطيع أن يقيم علاقة متوازنة مع جاره الذى لا يبعد عنه سوى عدة أمتار والكثير ممن يتحدث عن وحدة المسلمين تجده قاطعا لأرحامه  عاقا لوالديه
وهذه المشكلات هى أكثر ما يمتلأ به واقعنا ،،

إن الله عز وجل حينما فرض على المسلمين تلك الواجبات الاجتماعية لم يشرعها عبثا وحاشاه سبحانه وتعالى  من العبث  بل شرعها وفرضها  لتكون سببًا فى بناء مجتمع سليم قوى يشبه  أفراده فى تماسكهم البنيان المرصوص ،،

وهذه الواجبات من إحسان إلى الجار وصلة الأرحام وإعطاء الناس حقوقهم  هى التى تسهل  ذلك وتمهد له حتى يسهل بعد ذلك أن يكونوا كتلة عالمية واحدة ،،

فالقصر الضخم والعمارة الشاهقة لا توجد فجأة ودون مقدمات بل يسبقها اتحاد اللبنات والوحدات الصغري مع بعضها مكونة غرفا ثم هذه الغرف مع بعضها تكون شققا والشقق تكون أدوارا  وهكذا حتى نصل إلى البناء الضخم  فسنة الله ،،

عز وجل فى كونه هى التدرج والتمهل  والإنسان مطالب بما يقدر عليه ،،
وما لم يتمكن الواحد فينا من فعل أيسر الأمور وأبسط  الواجبات فكيف يطالب بأعظمها
👍1
من  أصعب الموضوعات على الاطلاق  التى يمكن أن يتحدث فيها إنسان  أو متحدث،،

هو ذلك الموضوع الذى يريد فيه هذا المتكلم أن يتكلم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم )  فلا يدري من أى جهة يبدأ كلامه ولا عن أى جانب  من جوانب عظمته يقول ويتحدث ،،

فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو ذلك الرجل الذى جمع فى ذاته الشريفة كل الكماليات البشرية والفضائل الإنسانية،،

حتى قال فى ذلك كبار   المفكرين والفلاسفة  وأذكياء البشر إن شخصيته الفريدة الجامعة لكل تلك الفضائل فى ذاته الشريفة لهى أكبر الأدلة على صدق  نبوته و على سماوية رسالته وأنه ليس رجلًا عاديا وإنما هو رجل مرسُل من عند الله ،،

بحيث لو أن إنسانا  منع  نفسه عن البحث فى  أدلة صدق رسالة الإسلام وتميزها على سائر الرسائل والأديان،،
  وعكف فقط على دراسة شخصية النبي صلى الله عليه وسلم لكان ذلك كافيًا فى للاستدلال على صدق هذه الرسالة،،

  لأن المعلوم أنك  لو بحثت عن   أى عظيم ما من عظماء التاريخ  أو من عظماء الإنسانية وذهبت لتفتش عن حياته أو أموره وأحواله ،،

فقد تجده عظيما  فى جهة ما  واحدة من جوانب العظمة كأن يكون كريمًا أو  شجاعًا  أو عبقريًا أو كذا وكذا من جوانب العظمة وستجد عنده قصورًا شديدًا فى بقية الجوانب  ،،
بل حتى هذه الجهة التى يتميز فيها فستجد فيها هى أيضا قصورًا ولن تبلغ التمام ،،

  أما أن تتحد كل جوانب العظمة والكمال البشري فى شخص واحد على جهة التمام فهذا لم يحدث لإنساٍن قط ولم يحصل إلا   لشخص نبينا صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى الله عليه وسلم رسولًا و  نبيًا وداعيًا ومربيًا ومعلمًا ورئيسًا لدولة لا يعرف له التاريخ مثيلًا وقائدًا عسكريا لا يشق له غبار  وأبا كريمًا وزوجًا نبيلًا ،،

هذا ما تمام الرحمة  والشجاعة والكرم ولقد كان  أجمل لناس وجهًا  وأقواهم جسدا وأتمهم خِلقًة  وغيرها  وغيرها  من جميل الصفات وعظيم  العادات   ،،

كل ذلك كله يدعونا إلى أن نعلم أننا  حينما نحتفل بذكرى مولده الشريف    فنحن  نُحى أنفسنا الميتة بذكراه  صلى الله عليه وسلم ،،

وأن حديثنا عنه لن يزيده شيئًا وإنما يزيدنا نحن ،،

وأنه لن تقوم لهذه الأمة قائمة أبدًا إلا بالعودة إلى منهجه واتباع طريقته ،،
فنحن نحتاج لأن نحول احتفالنا بمولده  من كونه سردا لمواقف   فى حياته  صلى الله عليه وسلم  فقط ،،
  إلى جعل  ذلك منهجا عمليًا متكاملا  نطبقه  فى حياتنا ، وإذا فعلنا ذلك فستعود أمتنا  كما كنا فى سالف عهدها وعظيم مجدها، وإذا لم تفعل فهى أقرب ما تكون إلى الهلاك .
👍2
لقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  أول من وجه الفكر الإنسانى  إلى طريق  المنهج العلم المبنى على الأدلة لا مجرد الأقاويل والدعاوى الخالية من البراهين،،

وحادثة الكسوف خير مثال على ذلك فلقد كُسفت الشمس  على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن مات ولده إبراهيم وكان مقتضى المعارف القديمة  الراسخة عند القوم ساعتها أن الشمس تكسف إذا مات عظيم ما من العظماء،،

فلما مات إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم  قال الناس وشاع بينهم أن الشمس إنما كُسفت لموت إبراهيم ،،

فما أن سمع النبي قولهم حتى هب منبهًا لهم ومعلما   صلى الله عليه وسلم ،،

فصعد المنبر ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال ((إن الشمس والقمر آيتين من آيات الله سبحانه وتعالى لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا الله))،،

ولقد كان هذا الموقف كاشفًا  عن جوانب عديدة  من جوانب عظمته عليه السلام،،

  فلم يشغله موت ابنه ومقدار الألم الذى كان فيه صلى الله عليه وسلم عن تبليغ  الحق ودحض الخرافة وكان بإمكانه أن يسكت  عما سمع ويكفى أن الناس كان يقولون أن كسوف الشمس كان بسبب   عظمة ابنه وموته ،،

  ولو كان صلى الله عليه وسلم  يبتغى مجدًا شخصيًا وعظمة ذاتية لاستحال  على نفسه  أن ترفض  تلك الخرافة أوأن تنبذ تلك العقيدة الخاطئة خاصة فى ظل ظرفه الذى  الشديد  الذى كان فيه مع كون تلك الخرافة هى الفكرة السائدة آنذاك ،،


لكنه صلى الله عليه وسلم ليس إنسانا عاديًا بل هو الصادق الأمين  رسول رب العالمين الذي وظيفته هى بيان الحق لا أكثر من ذلك ،،


ولو لم يكن من أدلة نبوته صلى الله عليه وسلم سوى هذا الموقف فقط لكان ذلك كافيًا
👍3
من لطيف وجميل ما أشار إليه الأستاذ العقاد رحمه الله فى أحد كتبه فى ثنايا كلامه عن صدق الاسلام وصحته ،،

لم يتكلم عن أدلة صدق الاسلام وبراهينه الدقيقة والتى لا تتناهى،،

وإنما اشأر لملح آخر لا يقل عظمة فى كشفه عن عبقرية الاسلام وتميزه عن سائر العقائد الأديان ،،

فقال إن مجىء عقائد الاسلام بهذا الصفاء والكمال والبعد كل البعد عن أشكال الوثنية وآثارها وتأثيراتها وترسباتها لهو فى حد ذاته أحد أكبر الأدلة على صدق هذا الدين ،،

وذلك لأن هناك قاعدة واقعية وتاريخية معروفة لا يختلف عليها أحد وهو أن أى كاتب أو مفكر أو فيلسوف أو كذا كذا مهما كانت عبقريته ومهما كانت حدة عقله ونفاذ بصيرته وقدرته على الابداع لا يستطيع أبدًا أن يتخلص تماما من آثار كل الأفكار السائدة فى عصره،،

حيث لا تزال تأثيرات هذه الأفكار تؤثر فيه سلبًا أو إيجابًا وهذا معلوم فى تاريخ تطور الأفكار فالسابق يؤثر فى اللاحق واللاحق يأخذ من السابق وهكذا،،

لذلك فى تاريخ الأفكار و الفلسفات لا يستطيع المؤرخون والباحثون وضع فواصل حدية تفصل بين عصورها إلا فقط بعض الفواصل من قبيل تقريب المسائل ،،

لكن مثلا لا يستطيع إنسان أن يقول هذا عصر الفلسفة القديمة ومن تلك النقطة تحديدا بدأت الفلسفة الحديثة وهكذا لأن الفواصل الدقيقة غير موجودة أصلا،،

لكنك عندما تنظر إلى الإسلام وعقائده وعلى رأسها عقيدة التوحيد كبري عقائد الاسلام التى لا يضاهيها فى صفائها ونقائها عقيدة ،،

فلن تجد لها أى تأثر بأى معتقد من المعتقدات السائدة آنذاك كان مشركو العرب على الوثنية الخالصة والفرس على عبادة النار والنصاري على التثليث واليهود على التجسيم،،

كانت هذه هى العقائد الموجودة آنذاك كلها متأثرة بالوثنية وترسباتها حتى داخل الأديان التى كانت ذات أصل سماوى ،،


فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ومعه هذا الدين كان بعيدًا كل البعد عن الوثنية متخلصا منها كل التخلص من آثارها بل كانت رسالته هى الدعوة إلى التوحيد الخالص ونبذ كل وثنية ،،

فلو كان رجلّا عاديًا لا نبيًا مرسلًا فأنَّى له أن يتخلص هذا التخلص من آثار المجتمع العالمى الذى كان فيه فى أقواله ورسالته ،،

ولا يمكن أن يكون ذلك لولا أنه كان نبيًا ورسولًا من عند الله عز وجل
👍2
عندما ينظر الإنسان إلى فكرة التسلسل ويري ما فيها من تناقضات ومحالات ككونها تستلزم انتهاء ما لا يتناهى وكونها أى السلسلة كلها محتاجة إلى مرجح غير موجود وهذا تناقض أيضا وغيرها من سائر الاستحالات،،

فإنه يجدها أيضا لابد أن تفترض ضمنيا أن العدم المحض يمكن أن ينتج وجودًا وهذا بذاته عين التناقض والمُحال
👍3
من التصورات الخاطئة التى تسربت إلى مجتمعاتنا وهى غريبة عنه ولا أدرى من أين جائت ،، أن الأب مثلًا أو ولى الأمر قد يكون لابأس بحاله فهو يصلى ويصوم ولا يسرق ولا يغش ولا يأكل حرامًا ثم يكتفى بذلك و يظن أنه قد أدى واجبه وأتم ما عليه ،،

فإذا نظرت لحال أولاده وإلى أخلاقهم وسلوكياتهم وجدتهم على النقيض من ذلك فيتملكك العجب وتقول كيف لهؤلاء الأبناء أن يكونوا أولاد هذا الرجل الذى يتسم بقدر جيد ولا بأس به من حسن الخلق ،،

والحقيقة أن المشكلة هنا تنبع من الخلل فى أصل التصور نفسه فكون الإنسان صالحًا فى حد ذاته يكف أذاه عن الناس مهما بلغ فى ذلك ليس كافيًا أبدًا ويظل مقصرًا إذا لم يتحمل مسؤوليته ،،

فالله عز وجل قد أوكل لكل إنسان فينا مسؤولية معينة وأوجب عليه أن يحافظ عليها ،،

وأول هذه المسؤوليات هى مسؤولية الأبناء فبمجرد ما ينجب الإنسان أولادًا صار هذا الرجل مسؤولا عنهم وليست المسؤولية المادية وحدها بل المسؤولية الأخلاقية والسلوكية أيضًا ،،

فهو مسؤول عن تربيتهم وتعويدهم العادات الفاضلة وتربية الخوف من الله عز وجل فيهم وكل ما من شأنه أن يؤدى إلى صلاحهم ،،

ومطالب بأن يبذل فى ذلك قصارى جهده وكل طاقته وإذا اكتفى بكونه هو نفسه على خلق وتركهم للزمن يربيهم دون بذل أى مجهود،،

فهذا هو بذاته عين السلبية ومحض التقصير والله عز وجل سيسأله عن مسؤولياته لما ضيعها ؟

وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم

(( كلكم راع وكلكم مسؤول عن
رعيته))
1
يدين العلم التجريبى (الفيزياء ،والكيمياء والطب والهندسة إلخ )  بكل ما فيه من نتائج ومنجزات ،،

لفكرة التوحيد الخالص التى جاء بها الدين الاسلامى فها هو  مبدأ اطراد الطبيعة وثبات قوانينها ذلك المبدأ  الذى يرتكز عليه العلم التجريبى  كمسلمة أساسية تعطى للعلم والتجربة شرعيتهما وأحقية وجودهما  ،،

ما كان  ليظهر  ويترسخ في الأذهان  دون أن يكون منشأه فكرة التوحيد والتى تجعل الكون بما فيه خاضع   لالًه واحد كامٍل مطلق  لاشريك  له  ولا فاعل سواه  كلى الإرادة والقدرة والعلم،،

أنشأ هذا الكون على نظم ودساتير وسنن ثابتة يمكن للعقل أن يكتشفها وأن يعممها وأن ينتفع بها،،

الأمر الذى يكاد  يكون مستحيلا لو فرض والعياذ بالله عدة آلهة  يعتريها ما يعتري البشر من أهواء  ويحكمها ما يحكم الناس من رغبات ويريد أحدهما ما لا يريد الآخر فلا يوجد نظام ولا تستقر قوانين،،

ومن ثم لا تكون هناك قابلية أو إمكانية  لقيام أى علم من العلوم الحقيقية الراسخة،،

  كما كان حاصلًا   في كل الأنظمة الدينية  غير الاسلامية والتى كانت  قبل الاسلام أو بعده ،،

وصدق ربنا سبحانه وتعالى حين قال (( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ))

وهذا يفسر  تماما لماذا كان المسلمون بالذات هم أول من استخدم واعتمد  المنهج التجريبي بالشكل الصحيح   الدقيق  دون غيرهم
👍1
من عظيم قدرة الله وبالغ  حكمته أنك عندما تنظر  إلى هذه الأرض  التى هى مخلوق من مخلوقات الله وتتأمل فيها ،،

ثم  تعرف أنها  بكاملها معلقة فى الفضاء الشاسع الفسيح تجري فيه جريانًا  سريعًامتصلًا لا يتوقف وتدور حول نفسها دورانًا لا ينتهى إلى ما شاء الله لها ،،

فتجمع فى حركتها بين ثلاثة أنواع من الحركات  حركتها حول نفسها وحركتها حول الشمس وحركتها مع الشمس فى هذا الكون الشاسع ،،


أشبه ما تكون بآلة أو سيارة أو مركبة ضخمة هائلة تحمل على سطحها ملايين المخلوقات و تتحرك بلا نهاية  هذا ما فى المثال من قصور واختزال  لأن السيارة أو الآلة مهما تحركت فإن حركتها تكون  حركة خطية بسيطة،،

بخلاف الأرض التى تتحرك حركة مركبة لا يتصورها العقل إلا بعد جهد جهيد وهى على هذا  الحال منذ أن خلقت  ،،

ومع  كل  هذه السرعة ومع كل هذا التركيب فى حركتها إلا أنك  لم تكن  لتسمع يومًا منذ بدء الخليقة إلى يوم الناس هذا أن حركتها توقفت أو تعطلت أو كذا أو كذا مما يعتري الآلات  من القصور ،،

بل لم يرد على الإطلاق  أن إنسانا واحدًا شعر بدورانها أو أحس به إلا أن يكون مرضًا  عنده هو  كأن يكون مصابا بالدوار ،،


بل إن الناس ظل الأقرب لبداهتهم وتصوراتهم  هو القول بثباتها ومركزيتها  واستمر ذلك التصور قرونًا طويلة وكان الخروج عن هذا القول يعد جنونًا من وجهة نظرهم ،،


ولم يُكتشف دورانها وحركتها  إلا بعد محاولات ومجاهدات وتجارب وأبحاث علمية مطولة  حتى صارت بعد ذلك  حقيقة علمية وعدت  بعد ذلك من أهم الحقائق التى كشفها الناس فى تاريخهم  لأنها  كانت أكثرها تغييرًا لطريقة تفكيرهم وخروجًا عن مسلماتهم ،،

وما الأرض إلا مثال واحد فقط  مما لا يتناهى ولا حصر له من مخلوقات الله عز وجل  التى تدلنا على  عظمته سبحانه وتعالى   وحكمته وصدق ربنا سبحانه وتعالى حين  يقول
(( هذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه ))
👍1
من المفارقات الغريبة التى قد تحصل للإنسان هو أن عدوه  فى أحيانًا كثيرة قد يعلم عنه أكثر مما هو يعلم عن نفسه،،

وهذه القاعدة تنطبق تمامًا على  ما نشهده حاليًا فى الأحداث الجارية والحرب التى ما زالت مستعرة إلى الآن ،،

فقبل هذه الحرب كان هناك كثيرًا من الدعاوى التى تدعو  إلى العصبية والتشرذم والتفرق   فى كل النواحى والاتجاهات ،،

وكأن  ما يفرق الأمة الإسلامية أكبر بكثير  مما يجمعها وكأن الاسلام لا يصح أن يكون رابطا كافيا يجمع المسلمين ويوحد صفهم ،،

  لكنك عندما تنظر إلى العدو وتصرفه وسلوكه وأسلوبه فى حربه علينا نحن المسلمين  لوجدت أن  عدونا  يعلم  عنَّا ما لا نعلمه نحن عن أنفسنا،،

ويعلم أن الاسلام يمثل بالنسبة  له  سببًا كافيًا  لحرب كل المسلمين ومهاجمتهم ومحاولة استباحة  أراضيهم دون استثناء ولا تفريق  ،،

ولولم نتعلم من عدونا سوى هذا الدرس لكان ذلك كافيًا وما أعظمه من درس .
👍2
فى نظرى أن الكلام عن العلماء والمعلمين  وأنه يجب إعادة احترامهم وإعطائهم مكانتهم التى تليق بهم لن يجدى نفعًا ولن يحقق غايًة،،
طالما لم يسبق هذا الكلام بالكلام عن العلم نفسه   وعن قيمته فى حد ذاته ،،
فالعالم والمُعلم إنما يستمدان قيمتهما ومكانتهما من قيمة العلم الذى يعلموه فإذا ارتفعت مكانته فى أعين الناس ارتفعت منزلتهما وإذا هانت مكانته قلت مكانتهما  وهانت هى أيضًا ،،

ذلك العلم الذى هو أعلى القيم وأسمى الفضائل والتى بها  يكون الإنسان إنسانًا والتى بها دون غيرها يتميز عن سائر الكائنات والمخلوقات ،،

وكما يقول الامام أبو حامد الغزالى  رضى الله عنه أن شرف الإنسان بشرف العلم  ،،

دون غيره وإلا  فإن أضعف البهائم لهى أقوى منه جسدًا وأعظم  منه حجمًا أضعافًا مضاعفة  فلو كان شرفه وميزته بقوته الجسدية لكانت البهائم أفضل منه،،

ولو كان شرف الاتسان بمقدار ما يأكل وما ينال من لذائذ الحس لكانت البهائم أفضل  منه وأشرف فهى تأكل أيضًا  أضعاف ما يأكل لكنه العقل والعلم الذى ميزه الله بهما على ما سواه من مخلوقات وأجناس ،،

وعلى هذا   فإذا أرادت هذه الأمة أن تقوم لها  قائمة فيجب عليها أن تجعل من  العلم  أولى أولوياتها وأن تضعه  وأعلى مراتب اهتمامها لا سيما وأنها أمة العلم أمة اقرأ الأمة التى اختصها الله  عز وجل بكتابه الخاتم القرآن الكريم فإذا فعلت نالت ما أرادت وإذا لم تفعل فمصيرها الزوال والأفول
مما ينبغى أن يحرص عليه الناصح أو الموجه  أن يحاول بقدر إمكانه أن تكون أفعاله وأن يكون  سلوكه مطابقًا لأقواله وما ينصح به ،،

وقد يظن بعض الناس أنه لا بد أن يفعل ذلك لأن الناس والمستمعين له ولنصائحه إذا وجدوه ورأوه  يفعل ما يخالف قوله فإنهم لن يقتنعوا بكلامه ولن يؤثر فيهم ولن يحقق مفعوله لأنهم سيقولون لو كان هذا الناصح والموجه يري أن هناك خيرًا حقيقيًا يأتى من وراء ما يقول لكان أول الفاعلين له،،

وربما يزيدون  أيضا فيقولون   ولو كان كلامه قابلًا للتطبيق العملى لكان هو أول المطبقين له أيضًا لكنه محض كلام نظري غير قابل للتطبيق الفعلى ،،

إن أغلب الناس يعتقدون أن هذين السببين  هما ما يجعل الكلام يفقد مفعوله تأثيره إذا لم يكن ما يقوله الناصح مطابق لأفعاله  ،،

ولا شك أنهما من الأسباب القوية جدًا  لكن فى نظرى أن هناك سببًا آخر  قد يكون أقوى وأعمق هذا السبب يكمن فى أن الناصح إذا لم يكن مطبقا لما يقول و مقتنعا تمام الاقتناع به فإن حواسه نفسها  لن تصدقه وستكون هى أول المكذبين له  حتى لو يطلع على مخالفته لما يقول ولا حتى  واحدًا من الناس على الاطلاق،،

فهذه الحواس نفسها  بشكل لا ارادى لن يظهر عليها أى تأثر بما يقول الناصح  مما يجعل المستمع  يستطيع  قراءة هذا  بكل سهولة ولو حتى   بشكل لا واعى على وجه الناصح وتعبيراته فيظهر له أن هذا الناصح ليس صادقًا  فيما يقول وأنه  مجرد مدٍع    فلا يقع  الكلام ولا تقع  النصيحة موضع القبول ولا التأثير فى نفس المستمع  ،،

ولعل هذا هو السبب فى أن الله عز وجل عاب على بنى إسرائيل أنهم يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ،،

ولذا لما كان بعض الناس يسمعون عن رسول الله( صلى الله عليه وسلم )  فإذا ذهبوا إليه ليستمعوا منه مباشرة فإذا بهم فور أن يروا وجهه الشريف
(صلى الله عليه وسلم ))  إذا بهم  يؤمنون به  ويصدقونه تمام التصديق بمجرد النظر فى وجهه ويقولون والله إنه لصادق وما هذا الوجه بوجه كذاب أبدًا
لعل من حكمة الله عز وجل فى التشريع الاسلامى أنه  فى أحيان كثيرة  يترك الباب واسعًا أمام العقل الانسانى  للاجتهاد تيسيرًا عليهم  وتخفيفًا ،،


فإذا كان الأمر متعلقا بشىء حساس من قضايا المجتمع الإنسانى إذا بالشرع  يحسمه حسمًا شديدًا  ويضع فيه تشريعات واضحة  وينزل فيه أحكامًا  قاطعة ويجعل التعدى عليها  من قبيل التعدى على حدود الله عز وجل ،،

والأمثلة فى ذلك كثيرة لاحصر لها  وإليكم  مسألة  الميراث  على ذلك مثالًا ،،

فقضية الميراث متعلقة بمسألة وقضية حساسة من القضايا التي يُعنى بها أغلب الناس لأنها متعلقة بالمال ذلك الشىء الذى فُطر أغلب على حبه والتعلق  به أغلبهم،،


وشىء هذا حاله  سيكون مثارًا للتنازع والتقاتل والخصومة  إذا ترك لهم باب الاجتهاد فى تقسيمه بعقولهم،،

فإذا نظرت لتلك القضية وجدت الشرع الحنيف أنزل آيات ونصوص  قطعية واضحة  تعطى لكل واحد حقه ونصيبه دون أى مجال للإجتهاد أو الأخذ والرد،،


  ولك  أن تتخيل لو  أن مثل هذا الأمر كان متروكًا للناس وشأنهم يقسمونه بما شاؤوا وكيف شاؤوا  كيف كانوا سيتصرفون  وماذا كانوا سيفعلون بأنفسهم وببعضهم  خاصة  وأن هذه المسألة بالذات كانت سببًا لخلافات وخصومات وسببًا لقطيعة أرحام ،،

مع أن الله عز  وجل قد فصَّل الأمر وأوضحه بما لا يدع مجالًا لحدوث أى مشكلة أو لنشوء أى خصومة   ومع ذلك تجد هذه المشاكل لأن هناك نفوسًا لا ترضخ لأمر الله عز  وجل ،،

المهم أن  هذه الخصومات وهذه المشكلات حدثت مع أن الله هو وجل قد  فصَّل الأمر فكيف لو كان   تركه لهم ،،


وهذا مثال مما لا حصر له من الأمثلة التى تدلك على حكمة  الله عز وجل فى تشريعاته  فى الزواج والطلاق والبيع والشراء وسائر المعاملات ،،

وعلى أن هذه التشريعات لم تكن أبدًا قيودًا على  الناس بقدر ما كانت خيرًا لهم وسببًا لصلاحهم  لسعادتهم
عندما تمتلئ عقولنا  ونفوسنا بالأفكار والتصورات المادية وعندما تتغلغل  تلك المفاهيم فى أعماق وعينا وتفكيرنا  ونفوسنا  ثم تتحول بعد ذلك إلى سلوك عملى ،،


فلا داعى لأن نستغرب أو يتملكنا العجب  حين نجد شخصًا أو رجلّا يصفع شيخًا كبيرًا مسنًا على وجهه ولا داعى  لأن تتعجب  حين تجد  ابنًا يسب أمه أو أباه ولا تتعجب حين تجد طالبًا لا يحترم أستاذه ولا يوقر معلمه ،،


فتلك أشياء لا تنسجم إلا مع المادية  التى تري أن كل ما هو موجود هو المادة ولا شئ غيرها وساعتها يفقد كل شئ معناه وقيمته ورمزيته ،،

فالشخص المادى فى تفكيره وسلوكه لا يري فى أبيه أو أمه أو معلمه أو فى  شخٍص كبير فى السن لا يري  هذا المادى فيهم إلا هذا الهيكل المادى المحسوس الذى أمامه ،،

أى اللحم والدم والعظم ولا يري فيهما سوى هذا  لا يري فيهم أى معانى أخرى  أو أى أبعاد خفية إنسانية أو وجودية ،،

فهؤلاء فى نظره ليسوا إلا كتلة مادية متحركة مثلها كأى جسم مادى أمامة لا خصوصية فيهم  ولا تميز لهم إلا بما فيهم من قوة مادية ظاهرة ،،

فيظل خائفًا منهم و مُحترمًا لهم طالما بقيت هذه القوة المادية الجسمية فإذا ضعفت تلك القوة أو بدأت بالخفوت لكبر سٍن أو عجٍز أو مرٍض ظهر فيه أى فى  هذا المادى فى تفكيره  من قلة الأصل والدنائة وقلة الاحترام  بمقدار ما يظهر فيهم من ضعف تلك هى النظرة المادية فى تصورها وإدراكها وحكمها على الأمور ،،


  مع أن الله عز وجل قد خلق هذا العالم وهذا الكون على نظم ودساتير وأحكام تضبطه وتحافظ عليه  وجعل المجتمع الإنسانى جزءا من هذا الكون الذى له قوانين وتشريعات تضبطه  وتمنعه عن الفساد والفوضى ولذلك فإنه  سبحانه  توعد   بالعقاب  الشديد  على  من يُغضب والديه أو أستاذه أو من يعتدى على ضعيف أو شيخ كبير  ،،

حتى لا يتحول المجتمع الإنسانى إلى غابة  يأكل القوى فيها (ماديّا) الضعيف فتحل الفوضى وينهار المجتمع ،،

لكن هذا المادى فى تفكيره لا يدرك هذا ولا ينتبه له لقصور نظره وضعف تفكيره فتراه يقدم على إهلاك نفسه  دون أن يشعر  بإيذاء ضعيف أمامه  فيغضب ربه سبحانه وتعالى ويكون أهلًا لتلقى العقاب الآلهى الأليم ،،


تلك هى منتوجات التفكير المادى وثماره الخبيثة  التى أرهقت مجتمعاتنا وكل ما نراه من ظواهر انحلال فى مجتمعنا ما هى إلا تجلى لهذا الأفكار وتعبير عنه،،

  وما لم نتحرر من هذا الفكر المادى بالكلية  وننزعه عنَّا ونطرحه أرضًا  ونعود إلى ديننا نستمد منه تصوراتنا وأفكارنا فلن تقوم لنا قائمة ولن ينصلح لنا حال .
https://www.group-telegram.com/ahmmohamedalfy.com
👍3
لعل من  أهم الأمور التى ينبغى أن يشير إليها وأن يبدأ بها  المتكلم  حين يتكلم فى  موضوع العقيدة ،،


هى مسألة وجوب  التفريق  بين علم  العقيدة وبين العقيدة  فى حد ذاتها كتصور كلى وإيمانى   عن الوجود،،

فهذا التفريق له أهمية كبري فى إعطاء صورة واضحة وتصور سليم فى نفس المستمع  عن طبيعة الكلام وموضعه وحدوده  فينتج عن ذلك تأثير عميق  وتتحقق بسببه النتيجة المرجوة والفائدة المنشودة  ،،

فعلم العقيدة هو ذلك العلم  المنهجى الذى له منهج واضح وأدوات معرفية معينة  ولغة  خاصة وطريقة محددة فى البحث فى مسائل وموضوعات وقضايا العقيدة  ،،

ولأنه من هذه الحيثية و تلك الجهة  يعد علمًا مختصًا كغيره من العلوم فإنه بالضرورة تكون   له لغة خاصة ومصطلحات فنية  قد لا يفهمها إلا العالم  أو طالب العلم الذى يتخصص فى  هذا العلم  وهذا شىء طبيعى فى كل العلوم ،،


الأمر الثانى أن علم العقيدة بالذات لما كان  يبحث في أعمق المسائل الوجودية  وأشدها تجريدًا وكليًّة  فهو بحث فى أصول الأصول وحقيقة الحقائق  مستهدفًا بذلك الوصول إلى اليقين  القطعى فى تلك   المسائل  وقاصدًا الوصول إلى الحقيقة النهائية كان بالضرورة سيكون من أصعب العلوم وأكثرها احتياجًا إلى حدة العقل وتوقد الذكاء ،،

وعلى هذا فعلم العقيدة هنا ينبغى أن  يوجه لمن يتخصص فى هذا العلم ويكرس حياته لتعلمه وتعليمه ،،

أما  حينما يكون الكلام عن  العقيدة نفسها فى حد ذاتها كتصور عن الوجود فهنا  ينبغى أن يكون  الكلام له شأن آخر ،،

فالعقيدة كتصور إنما هى نتاج وثمرة العقيدة كعلم ووظيفة العالم أو المتخصص فى علم العقيدة أن يحاول بكده وجهده وتعبه أن يصل إلى هذه الثمرة فإذا وصل إليها قدمها سهلة ميسورة  فى متناول غير المختص وفى حدود قدرته على الاستفادة منها،،

  وهذا لا يختص بعلم العقيدة وحده بل قل مثل ذلك في أى  علم أو عمل  ،،

فالطبيب مثلًا  قد يذاكر آلاف الكتب ويحفظ آلاف الصفحات و يقرأ مئات المراجع  طوال رحلته ومسيرته العلمية ثم إن دوره بعد كل هذا التعب والجهد أن يقدم التشخيص السليم والعلاج المناسب للمريض بطريقة مباشرة   دون أن يكون المريض بحاجة إلى أن يتكلف عناء  البحث والمجهود  الذى قام به الطبيب حتى يصل إلى هذه النتيجة ،،

إن هذا التفريق من الأهمية بمكان لأنه يدفع إشكالًا لطالما أثاره البعض عن  أن متكلمى الاسلام صعبوا العقيدة وعقدوا مصطلحاتها  ومسائلها وفروعها بدلًا من أن يتركوها صافية  نقية كما جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم )،،

والحقيقة أن هذا الإشكال ناتج  فى كما أخبرنا عن الخلط بين المفهومين بين العقيدة كعلم له أدواته  ومسائله يختص بها المتكلم والمختص وبين العقيدة كتصور إيمانى  يجب أن يعتقد به كل مسلم وأن يسلم به ،،


هذا والله تعالى أعلى وأعلم
https://www.group-telegram.com/ahmmohamedalfy.com
2
﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ﴾ [النجم ٤٢]
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله:
وفِي الآيَةِ مَعْنًى ثالِثٌ وهو انْتِهاءُ دَلالَةِ المَوْجُوداتِ عَلى وُجُودِ اللَّهِ ووَحْدانِيَّتِهِ؛ لِأنَّ النّاظِرَ إلى الكائِناتِ يَعْلَمُ أنَّ وُجُودَها مُمْكِنٌ غَيْرُ واجِبٍ فَلا بُدَّ لَها مِن مُوجِدٍ، فَإذا خَيَّلَتِ الوَسْوَسَةُ لِلنّاظِرِ أنْ يَفْرِضَ لِلْكائِناتِ مُوجِدًا مِمّا
يَبْدُو لَهُ مِن نَحْوِ الشَّمْسِ أوِ القَمَرِ أوِ النّارِ لِما يَرى فِيها مِن عِظَمِ الفاعِلِيَّةِ، لَمْ يَلْبَثْ أنْ يَظْهَرَ لَهُ أنَّ ذَلِكَ المَفْرُوضَ لا يَخْلُو عَنْ تَغَيُّرٍ يَدُلُّ عَلى حُدُوثِهِ فَلا بُدَّ لَهُ مِن مُحْدِثٍ أوْجَدَهُ فَإذا ذَهَبَ الخَيالُ يُسَلْسِلُ مَفْرُوضاتِ الإلَهِيَّةِ كَما في قِصَّةِ إبْراهِيمَ فَلَمّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَبًا قالَ هَذا رَبِّي الآياتُ لَمْ يَجِدِ العَقْلُ بُدًّا مِنَ الِانْتِهاءِ إلى وُجُوبِ وُجُودِ صانِعٍ لِلْمُمْكِناتِ كُلِّها، وجُودُهُ غَيْرُ مُمْكِنٍ بَلْ واجِبٌ، وأنْ يَكُونَ مُتَّصِفًا بِصِفاتِ الكَمالِ وهو الإلَهُ الحَقُّ، فاللَّهُ هو المُنْتَهى الَّذِي يَنْتَهِي إلَيْهِ اسْتِدْلالُ العَقْلِ، ثُمَّ إذا لاحَ لَهُ دَلِيلُ وُجُودِ الخالِقِ وأفْضى بِهِ إلى إثْباتِ أنَّهُ واحِدٌ؛ لِأنَّهُ لَوْ كانَ مُتَعَدِّدًا لَكانَ كُلٌّ مِنَ المُتَعَدِّدِ غَيْرَ كامِلِ الإلَهِيَّةِ إذْ لا يَتَصَرَّفُ أحَدُ المُتَعَدِّدِ فِيما قَدْ تَصَرَّفَ فِيهِ الآخَرُ، فَكانَ كُلُّ واحِدٍ مُحْتاجًا إلى الآخَرِ لِيَرْضى بِإقْرارِهِ عَلى إيجادِ ما أوْجَدَهُ، وإلّا لَقَدَرَ عَلى نَقْضِ ما فَعَلَهُ، فَيَلْزَمُ أنْ يَكُونَ كُلُّ واحِدٍ مِنَ المُتَعَدِّدِ مُحْتاجًا إلى مَن يَسْمَحُ لَهُ بِالتَّصَرُّفِ، قالَ تَعالى ﴿وما كانَ مَعَهُ مِن إلَهٍ إذًا لَذَهَبَ كُلُّ إلَهٍ بِما خَلَقَ ولَعَلا بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ﴾ [المؤمنون: ٩١] وقالَ ”قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما تَقُولُونَ إذًا لابْتَغَوْا إلى ذِي العَرْشِ سَبِيلًا“ وقالَ ﴿لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إلّا اللَّهُ لَفَسَدَتا﴾ [الأنبياء: ٢٢] فانْتَهى العَقْلُ لا مَحالَةَ إلى مُنْتَهًى.
منقول
5👍1
كتب أحد الملحدين منشورًا يدعى فيه أن الملحد يصنع غايته بنفسه كما يشاء لكن المؤمن ليس كذلك ،،

و الحقيقة أن هذا الكلام فيه من التناقض ما فيه ،،
أليست الغاية هى الحقيقة وهى المعنى الكلى التى يعيش الإنسان لأجله ويسعى للوصول إليه ،،

فإذا كان فهو سابق على الإنسان فكيف يصنعه الإنسان ويخترعه،،
وإذا كان الإنسان هو من يصنعه فلم يصنعه هل لأجل غاية أم بلا غاية إن كان لغاية إذا فالغاية التى يصنعها ليست هى الغاية الحقيقية بل هى وسيلة لغاية أخري وإن لم يكن لغاية ففعله عبث،،


وقد يقال ولكن الغاية هى والمثال الذهنى الذى يتصوره الإنسان ويسعى له لكن ليس موجودا حقيقيا سابقا على الإنسان وهنا نسأل إذا كان الكمال الذى يسعى إليه الإنسان ليس موجودا حقيقيا فمن أين وكيف تطلع له الإنسان إذا لم يكن سوى مثال ذهنى خال عن الواقعية ،، إن هؤلاء الملحدين المحدثين الزاعمين بإمكانية اختراع المعنى وصناعته لهم أشبه ما يكون بالوثتى القديم الذى كان يصنع صنمًا لنفسه من العجوة فإذا جاع أكله
https://www.group-telegram.com/ahmmohamedalfy.com
2
ينبغى على الملحد المادى أن يعرف أن قبوله المناظرة أو أى محاولة منه للتدليل على ما يدعى هى أول دليل على بطلان ما يقول ،،

لأن قبوله المناظرة معناه أنه يعتقد ويسلم بأن هناك مبادئ عامة مطلقة مجردة لا يمكن أن تتغير يتفق عليها هو مع من يتناظر معهم هى وسيلة العقل للوصول للحق من خلال النقاش والمناظرة ،،

ثم هو فى نفس الوقت يدعى أن العقل نسبى فى أحكامه ونتائجه ولا مجال للثقة به لأنه نتاج المادة النسبية المتغيرة ومن كان نتاج المادة النسبية فهو نسبي فى حد ذاته من باب أولى ،،

وعلى هذا فليس أمامه إلا أن يتنازل عن العقل وأحكامه بالكلية فلا يتناظر ولايتحاور أصًلا لكى يكون متسقًا مع نفسه وهذا بالفعل ما فعله كثير من كبار فلاسفتهم كنيتشه وغيره ،،

أو يقول بأن العقل قادر على الوصول إلى الحق عن طريق هذه المبادئ فيكون متناقضًا مع نفسه وينتهى أمره
يدعى الملحد المادى  أو العلمانى أن  دعوته هى دعوة التنوير وأن مذهبه هو مذهب التقدم والأمل ،،

حتى أننا من كثرة ما سمعنا منهم كلمة تنوير وأنوار وتقدم ونتيجة لذلك بعض الناس أطلقت عليهم   مصطلح التنويريين فإذا ما أطلق انصرفت الأذهان إلى هؤلاء ،،


وأنا لى سؤال أريد أن أطرحه عليكم بالله عليكم أى تنوير وأى نور وأى  تقدم وأى أمل فى عقيدة يعتقد أتباعها أن أى  إنسان فينا كائنا من كان  بلغ ما بلغ فى هذه الحياة فإن مصيره إلى الفناء والعدم المحض فعندما يدفن جسم الإنسان على حسب معتقد هؤلاء فإن وعى الإنسان وشعوره وآماله وأحلامه وطموحاته  تدفن معه وتنتهى انتهاءا نهائيا  إلى أبد الآباد  لا فرق فى ذلك بين ظالم ومظلوم ولا محسن ولامسئ الكل مصيره إلى العدم والفناء بالله عليكم أين الأمل هنا ؟


ثم كيف يكون شعور مثل هؤلاء الذين يعتنقون هذه الأفكار وهم  يعلمون  أنه مع  كل يوم يُزاد من عمرهم فإنهم يزدادون معه  اقترابًا   إلى العدم والهلاك الأبدى  ،،

ثم قارن بين هذه العقيدة وبين الدين الذى يقول لك أنك إذا أحسنت فى هذه الدار القصيرة فلن يكون مصيرك الخلود فقط والبقاء الدائم بل خلود دائم فى جنة عظيمة عرضها السماوات والأرض بلا منغصات ولا أكدار لك فيها ما تشتهيه نفسك  وتلذ به عينك  بلا تعب ولا مشقة لا تساوى الدنيا بما فيها من نعيم وملذات فى هذا النعيم الأبدى شيئا ولا كقطرة فى مياه المحيط ،، 

فإذا قارنت  فليحكم عقلك أيهما يدعو إلى التنوير والأمل وأيهما يدعو إلى الظلام والضياع
2025/12/02 17:26:22
Back to Top
HTML Embed Code: