معظم أذى الإنسان في إرادتِه كل شيء على هواه، مع أنه تُنازعه نفسُه التي بين جنبيه ولا تكاد تنقاد إليه، وما عاندَ الدهرَ أحدٌ إلا غلَبه، ومَن لم يتغاضَ عن بعض الألم ولم يتأقلم على بعض الحرمان لم يرضَ أبدا.

مليشيات الدعم السريع المدعومة إماراتيا

رحم الله أهلنا في السودان

كتاب مفيد ومسلي

الأب الغني والأب الفقير

لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعا، ولا أقصد لفظا، ولا أعدل وزنا، ولا أجمل مذهبا، ولا أكرم مطلبا، ولا أحسن موقعا، ولا أسهل مخرجا، ولا أفصح معنى، ولا أبين في فحوى، من كلامه صلى الله عليه وسلم كثيرا.

الجاحظ

صرت أشعر عند موت كثر ممن لا أحبهم لقبائح أتوها بحالة لامبالاة غريبة، ليس عندي طاقة لأفرح ولا تعاطف تجاهه لأحزن. يخرق البعض هذه القاعدة الكلية لكن كأني مستنزف شعوريا طوال الوقت لا أحسن بذل المشاعر إلا قليلا.

رأينا الموت كثيرا وخابت الآمال طويلا بس الله يخرجنا منها على خير.

الجواهري

توم باراك "المندوب السامي الأمريكي" لسوريا ولبنان صريح إلى حدّ الوقاحة؛ لكننا في زمن قلّ فيه من يشعر بالحرج!

انتشر مقطع مصَّور لفتاة وأمها يسخران بوقاحةٍ عجيبة من شابٍ تقدّم لخطبة هذه الفتاة، ولعل في ذلك فرصة لاستفادة بعض الدروس للشباب والشابّات جميعا، منها:

* ألّا يحزن الإنسانُ لفوات فرصة مرغوبة، فلعل فيها من باطن الشر والسوء ما لا يدركه، ولا يلزم أن يكون هذا دائمًا لفسادٍ في الطرف الآخر، بل قد يكون لعدم المناسبة بينهما، مع صلاح كل طرفٍ في الجملة.

* عمومًا، لا بأس أن يتخيّر الإنسان مَن يناسبه من حيث النواحي الشكلية والمادية والاجتماعية، وليس عليه أن يحمل نفسه على ما لا يطيق، لكن هذا لا يلزم منه الكِبْر والانتفاخ والازدراء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ"، وهي كلمة شديدة لمن تأمّل، وهذا قبيح شنيع لو أسرَّه الإنسان في نفسه، وأقبح منه أن يظهر على لسانه وفي أفعاله!

* ألّا يغتر الإنسان ببعض صور التديّن الشكلية (لو سلّمنا أنها موجودة أصلًا)، أو ببعض الجوانب الاجتماعية والمادية، فيتصور جهلًا أنه يلزم عنها حُسن الخلق وكَرَم الأصل وصحة المروءة وقوة الديانة، بل يفتش عن أمارات ذلك من غير اغترار بالبهارج!

* ألا يتزوج الإنسان أبدًا - خصوصًا الرجل - بمن يلمح في نظراته وكلماته التنقُّص منه، أو القبول على مضض، أو غياب الحد الأدنى من الاحترام .. ولا يتعامى الإنسان عن مثل ذلك لأجل تعلُّق أو ميل أو استحسان هيئة أو نَسَب .. فإن فعل فقد اشترى شقاءه بيده ولا يلومن إلا نفسه!

* أنّ بعض خَبَث النفس مفضوحٌ لا محالة، ومن قُدّر عليه ذلك يغيب عقله حتى يؤذي نفسَه بنفسِه، وكثيرٌ ممن ابتلوا بافتضاح بعض قبائحهم ما كانوا يتصورون أن يبلغ الأمر ما بلغ، فالعاقل هو الذي يطهّر نفسه من أدران أمراض القلب، ليكون المعتبِر قبل أن يكون العِبرة، ومن ابتُلي بأن يكون عبرة للآخرين - كهذه الفتاة - لعله ينتفع بهذا البلاء، فيتوب ويستفيق ويصلح باطنه وظاهره، ولعل الله يتوب عليه ويغفر له ويعوّضه خيرا.

* أن شهوة الاستظراف والتنكيت من أوسع أبواب الهلاك في الدنيا والآخرة، وأن منصات التواصل الاجتماعي - خاصة المصوّرة - بيئة خصبة لاستخراج أسوأ ما في الإنسان، والعاقل من يسوس نفسه وأهله، ويُعلِّم أبناءه الوقاية من هذه الشرور والآفات، بما في ذلك آفات سوء الخُلق وقلة المروءة والتعلّق بأنظار الناس واستضحاكهم وردود أفعالهم.
والعاقل أيضًا من يَعْلم أن غلبة الخَبَث في الظهور لا تعني غياب الخير في كثير من الشباب والشابات، فلا يحمله هذا على الهوس في سوء الظن وتعميم الوصف بالفساد والشر، ومن قال هلك الناسُ فهو أهلكهم، ومن لم ير إلا شرًا فلعل العيب في مجال نظره!

- د كريم حلمي-

ميزةُ محادثة العقلاء والإفضاء إليهم ليست فقط في الاسترشاد بآرائهم والأنس بعقولهم، بل أيضا لأنك تأمَن على نفسك معهم من جهةِ أنك لا تحتاج إلى وضعِ المحترزات والقيود في كلامك؛ ثقةً بأفهامهم؛ إذ أثقلُ شيء على النفس أن تُضطر إلى شرْح مقصودك بعد كل جملة، وأن تضع محترزات بعد كل عبارة حتى لا يُساء بك الظن، ففي الحديث إليهم إرسالُ النفس على راحتها والثقةُ بأنّ حديثك محمولٌ بالفعل على ما تَقصد وتُريد، ولقد أنصفَك مَن حمَل كلامك على مُرادك، وما أحسنَها من لذّة!

وما بقيَتْ من اللذات إلا: محادثةُ الرجال ذوي العقولِ

وفي " روضة العقلاء" : المُستوخَم - أي الشخص الثقيل الرديء - لا يُؤلَف، كما أنّ غير الثِقَة لا يُوَدّ.

حبيب الإسلاميين ومثلهم الأعلى ومحلّ ثقتهم المطلقة؛ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول مبادرة ترمب لوقف الحرب في غزة:

"أُشيد بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقيادته لإنهاء سفك الدماء في غزة وتحقيق وقف إطلاق النار."

صحيح الدول العربية والإسلامية الثمانية التي اجتمعت بترامب، بما فيها تركيا، أصدرت بيانًا مشتركًا بهذا المعنى، لكن كيف كان سيعلّق الإسلاميون لو العبارات نفسها خرجت من السيسي؟!

طبعًا ترامب مجرد بوقف لنتنياهو/ ديرمر، فالمبادرة مبادرتهما. الجميع يرحب بمبادرات سيد الإبادة الجماعية.

نعيش جنونا وخيانة وذلا بلا حد ولا أفق لنهايته والله المستعان.

لم نصل بعد إلى ذروة الفتنة، والكيس حينها من قال خيرًا، أو دان نفسه، ولزم خلوته، وبكى على خطيئته.

حول مقترح ترامب

مجللون بالعار
نسأل الله أن يتجاوز .. لكم الله يا أهل غزة

أحيانا أشعر أن الكلام المتفائل دون دليل بذيء، كأن الكاتب يتهكم أو يسخر مني.

الله يبصرنا ويفرج عنا.

وصلتني جملة من الاعتراضات على هذا الكلام غايتها سوء فهم الكلام أو وعد الله تبارك وتعالى بالنصر.

ليس في كلامي أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم غير منصورة ولا أن العاقبة تكون لغير المتقين ولا فيه دعوة للتشاؤم والبكاء إلخ فقط دعوة لقراءة الواقع قراءة موضوعية مبنية على أدلة.

وعد الله تبارك وتعالى نافذ ولا يلزم أن نراه والتفاؤل الزائد الذي أصفه فيه قول على الله بغير علم ومآله سيئ فهو سوء قراءة للواقع وسوء فهم لنصوص الشريعة.