-

عَن رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِه)،
أَمَّا الْحَسَنُ فَإِنَّ لَهُ هَيْبَتِي وَ سُؤْدُدِي.

-
كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَليهِ السَّلامُ) عَلَيْهِ سِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ وَ بَهَاءُ الْمُلُوكِ..

• بحار الأنوار، ج٤٣، ص٣٣٤

-
عن رَسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله) مُخاطبًا الإمام الحَسن (عليه السلام):

أنتَ تفاحتي وأنت حبيبي ومهجةُ قلبي.

- بحار الأنوار: ج٤٣، ص٣٣٣.

يروى أنهم رموا جنازة الإمام الحَسن (عليه السلام) ووصل بعض النصال إلى بدنه الشريف وروي أنهم رموها بالأحجار أيضا!

لَعن الله أعداء محمد وال محمد

-

وكَأنّي بِأَبِي مُحمّد الحَسن يَقول :
بأربعين حسين لا تنسوني
بالزيارة والمشي ذكروني

✧ المَواعــِظ الحَسَنِيِّـــة

◾️رُويَ عَن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنّهُ قال :
«وَلَيْسَتِ العِفَّةُ بِدَافِعَةٍ رِزقاً، وَلَا الحِرصُ بِجَالِبٍ فَضلاً، فَإِنَّ الرِّزقَ مَقسُومٌ، وَاستِعمَالُ الحِرصِ استِعمَالُ المَأثَمِ»

📖تحف العقول ج١ص٢٣٤

📌↲ تَوضيح الحَديث الشَريف :
العِفَّة ليست مانِعَة من الرِّزق:
قد يَظُنّ بَعض النّاسِ أنَّ التِزامَه بالعِفَّةِ (أي الطَّهارة، والكَفُّ عن الحَرام، وعَدمُ التَّورُّط في المَذَلَّةِ أو الرَّذيلةِ طَلبًا لِلرِّزق) سيُضيِّق عليه مَعيشَتَه، لكِنّ الإمام عليه السَّلام يُوضِّح أنَّ الرِّزقَ مُقَدَّر منَ الله سُبحانَه، ولَن تُحرَم مِنه بِسَبَب عِفَّتِكَ وابتِعادِكَ عن الحَرام. بَل العِفَّة تَجلِب البَرَكَة في الرِّزق ، حتّى لَو كانَ قَليلًا.

الحِرص لا يَجلِب فَضلًا:
الإنسان قد يَظُنّ أنَّ حِرصَه الزّائِد، وطَمعَه، وسَعيَه غيرَ المَشروع سيَزيد رِزقَه أو يَجلِب له الفَضل، لكِنَّ الإمامَ يَنفِي ذلك فَما كُتِبَ لكَ سيَأتيكَ، وما لَم يُكتَب فَلَن تَنالَه، مَهما بالَغتَ في الحِرص.

"فَإِنَّ الرِّزقَ مَقسوم"
يُبَيِّن الإمام المُجتبى عَليه السلام قاعِدَة أَساسيَّة: الرِّزق مُقَدَّر ومَقسوم مِنَ اللهِ، يَصِل إلى العَبد في وَقتِهِ وبِقَدره، لا العِفَّة تَنقُصُه، ولا الحِرص يَزيدُه.

"واستِعمالُ الحِرصِ استِعمالُ المَأثَم"
أي إنَّ مَن يَعتَمِد على الحِرصِ والطَّمَعِ غالِبًا يَقَع في الحَرامِ والمآثِم: كالغِشّ، والظُّلمِ، وأَكلِ الرِّبا، واستِغلال الآخَرين… إلخ. فالحِرص المُفرِط يَجُرّ إلى المَعصِيَة .

◀︎ما نَتعلَّمهُ مِنَ الحَديثِ الشَريف :
الإمام الحَسَن عليهِ السَّلام يُريد أن يُطمئِن المُؤمِن:

• لا تَقلَق على رِزقِكَ إذا التَزَمتَ بالعِفَّةِ، فَلَن يَحرِمَكَ الله ما كُتِب لَكَ.
• ولا تَظُنَّ أنَّ الطَّمَعَ والحِرصَ يَزيدانِ رِزقَكَ، فَهما لا يُجلِبانِ إلّا التَّعبَ والهَمَّ.

💠فالواجِب على الإنسان أن يَسعَى سَعيًا مَشروعًا، ويَجمَعَ بَينَ الأَخذِ بالأَسبابِ الحَلال، وبَينَ التَّوكُّلِ على اللهِ، دونَ أن يُفرِّطَ في عِفَّتِهِ أو يُنهِكَ نَفسَه بالحِرصِ والطَّمَع

✧ المَواعــِظ الحَسَنِيِّـــة

▫️رَوَى ابن شُعبة الحرّانِي عَن الإمام الحَسَن المُجْتَبى عليه السلام أنّه قَال لِبَعض وَلَده:
"يَا بَنِي، لَا تُوَاخِ أَحَدًا حَتَّى تَعْرِفَ مَوَارِدَهُ وَمَصَادِرَهُ، فَإِذَا اسْتَنْبَطْتَ الخِبْرَةَ وَرَضِيتَ العَشْرَةَ فَآخِهِ عَلَى إِقَالَةِ العَثْرَةِ وَالمُوَاسَاةِ فِي العُسْرَةِ"

📖تحف العقول ص٢٣٣

📌↲ تَوضيح الحَديث الشَريف :
التَّأَنِّي قَبلَ اخْتِيَارِ الصَّدِيقِ أَوِ المُرَافِق:
الإمام عليه السَّلام يَحُثّ الأبْنَاءَ على عَدَمِ التَّعَجُّل في اخْتِيَار الأَصْدِقَاءِ أَوِ المُرَافِقِين، بَل مَعْرِفَة مَصَادِرِهِم وَأُصُولِهِم، أَي الأَخْلاق وَالتَّرْبِية وَالخِبرة الحَيَاتيّة، قَبل أَنْ تَربط نَفْسَك بِهم.

اسْتِنْبَاط الخِبْرَة وَالرِّضَا بِالعَشْرَة:
بَعْدَ أَنْ تَعْرِف أَخْلاقَ الشَّخْصِ وَتَجْرِبَتَه، وَتَشْعُر بِالارْتِيَاحِفِي التَّعَامُل مَعَه، يُمْكِن أَنْ تَبْدَأَ المَوَدَّةَ مَعَه.

• اسْتَنْبَطْت الخِبْرَة: أَيْ اكْتَسَبْتَ مَعْلُومَات وَاضِحَة عَنْ شَخْصِيَّتِه وَأَفْعَالِه.
• رَضِيت العَشْرَة: أَيْ اقْتَنَعْت بِالمُعَايَشَة مَعَه وَالتَّعَامُل اليَوْمِيّ.

آخِهِ عَلَى إِقَالَة العَثْرَة وَالمُوَاسَاة فِي العُسْرَة:
المَعْنَى هُنا أَنَّ العَلاقة الحَقِيقِيَّة يَجِب أَنْ تَكُون قَائِمَة عَلَى:
• مَغْفِرَة الأَخْطَاء أَوِ تَجَاوُز الزَّلَل،
• المُوَاسَاة وَالمُسَانَدَة فِي الأَوْقَات الصَّعْبَة

• أَيِ أَنَّ الصَّدَاقَة أَوِ المَوَدَّة تَتَطَلَّب حِكْمَة وَصَبْرًا وَمُوَاسَاة، وَلَيْس مُجَرَّد ارْتِبَاط عَاطِفِيّ سَرِيع أَو انْبِهَار مُؤَقَّت

◀︎ما نَتعلَّمهُ مِنَ الحَديثِ الشَريف :
الإمام الحسن المُجْتَبى عليهِ السَّلام يُعَلِّمُنَا حِكْمَة اخْتِيَارِ الأَصْدِقَاء:

• لَا تَرْبِطْ نَفْسَكَ بِأَحَد قَبْل مَعْرِفَتِه جَيِّدًا.
• تَأَكَّد مِنْ مُلَاءَمَتِه أَخْلَاقِيّا وَاجْتِمَاعِيًّا قَبْل أَنْ تَرْبِطَه بِك عِلَاقَة المَوَدَّة.
• اجْعَل الصَّدَاقَة مَبْنِيَّة عَلَى العَطَاءِ وَالمُوَاسَاة، وَالتَّجَاوُز عَن العُثْرَات.

💠الصَّدِيق الحَقِيقِيّ هُوَ مَنْ تَعْرِفه جَيِّدًا وَتَثِق بِهِ.
• العَلَاقَات العَمِيقَة تَحْتَاج إِلَى وَقْت وَتَجْرِبَة وَحِكْمَة، لَا مُجَرَّد تَعَجُّل أَوِ إِعْجَاب سَطْحِيّ.
• العَلَاقَة المُثَالِيَّة هِي الَّتِي تَجْمَع بَيْن الوَفَاء، وَالمُوَاسَاة، وَتَجَاوُز الأَخْطَاء

٢٦ رَبيع الاوّل || ذِكرى إِبرام مُعاهدَة الصُلح المُقدّس بينَ الإِمام الحَسن الزَكيّ عَليهِ الصلاة والسَلام ومُعاويّة بِنْ أَبي سُفيان لَعنهُ الله

قالوا مذلَّ الْمُؤْمِنِينَ وإنَّهُ
لوْ سلَّ بارِقَهُ الصقيلَ لأرْعدا

إِنْ كانَ قدْ حكَمَ القضا بقعودِهِ
فبِكربلاءَ قضى بأَنْ لا يقْعُدا

عَن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقِر عَليه السلام قال :
"واللهِ الَّذي صَنَعَهُ الحَسَنُ ابنُ عَلِيٍّ كان خَيْرًا لِهذِهِ الأُمَّةِ مِمّا طَلَعَتْ عليهِ الشَّمْس"

📖بحار الأنوار ج٤٤ص٢٥

ㅤ

لقد كان صُلح الإمامِ الحَسَنِ عليهِ السَّلامُ موقفًا إلهيًّا نابعًا من حِكمةِ المعصومِ وبصيرته، لا من ضعفٍ أو تراجع ، و لو رفضَ الصُّلح، لضاعت كلُّ مقوّمات الثورةِ الحسينيّة، ولتمكّن معاويةُ من أن يَحسم التاريخَ لصالحه تمامًا ، ولكِنّ الإِمَام عَليه السلام بِصَبرهِ وتَضحيّته ، أنقذَ دِماء شِيعته ، ومَهّد الارضَ لثَورة كَربلاء الخالِدة .

فَفي الرواية عَن سَدِير قَال
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الباقِر عَليه السَلام :
"فَإِنَّهُ أَعْلَمُ-أي الحَسن- بِمَا صَنَعَ-منَ المُصالَحة- لَوْلا مَا صَنَعَ لَكَانَ أَمْرٌ عَظِيمٌ"

📖علل الشرائع ج١ص٢١٠ ㅤ

"وَيْحَكُم، ما تَدْرونَ ما عَمِلْتُ، واللهِ الَّذي عَمِلْتُ لِشيعَتي خَيْرٌ مِمّا طَلَعَتْ عليهِ الشَّمْسُ أو غَرَبَتْ…"

- الامام الحسن المُجتبى عليه السلام

📖الاحتجاج، ج٢، ص٩ ㅤ

إذا لم يُصالح الإمام الحَسَن عليهِ السَّلامُ، فكان متوقَّعًا:
• أن يدخلَ معاويةُ العراقَ عنوةً، ويُنفّذ مجازرَ بلا رادع.
• أن يُقتلَ الإمام الحُسين عليهِ السَّلام معه، فلا تقع نهضةُ كربلاء لاحقًا.
• أن يُبادَ شيعةُ أهلِ البيتِ تمامًا من الأرض، كما قال الإمامُ نفسه.
• أن يتحوّل معاويةُ إلى “رجلِ الإصلاح” بينما يُتّهم الحسنُ عليهِ السَّلامُ بإثارةِ الحرب.

لَبُدِّلَ دينُنا وكِتابُ رَبِّي
وبيْتُ اللهِ يَهوي والمَقامُ

فحِفْظُ الدِّينِ بالصُّلْحِ استَتَمّا
ولَولا صُلْحُهُ عَمَّ الظَّلامُ

وآلُ أُمَيَّةٍ تُبدي القِتالا
وجنب البَيْتِ يُقْتَتلُ الإِمامُ

وعادَ النّاسُ لِلجَهْلِ الذَميمِ
فلا تَبْقى صَلاةٌ لا صِيامُ

-الصُلح الحَسَنيّ حَفظَ الدِين