كثيرًا ما يحيل الناس مظلمتهم إلى التاريخ واثقين من حكمه بالحقيقة نهاية الأمر، وتثبيته الاتهام على الخاطئين والآثمين.

لكن هذا التاريخ نفسه يقول الكثير من المرات خلاف ذلك؛ فكم مرّة ظلّ شأن فاعلين فيه ملتبسًا، وكم مرّة ثبّت فيه الظالمون والطغاة مقولتهم لأنّ القوّة أسعفتهم حتى النهاية.

كثير من الحقائق المعلومة لبعض الفاعلين في صفوف المستضعفين تظلّ مخفية لأن التخلّي والقهر وانعدام الخيارات يغلق أمامهم حتى الفرصة في قول الحقيقة كاملة كي تستكمل دائرة القهر نفسها، القهر قهر، ولا يطيب لذاته قهرًا إلا إذا بلغ مداه حتى آخره. تذكّر نفسك مرّة كنت مظلومًا وعاجزًا في الوقت نفسه عن قول الحقيقة كاملة!

المرضى بالعبودية للأوهام يفترضون أدوارًا لفاعلين على خلاف حقيقتها، فيصعدون بمعشوقيهم من أولياء الظلمة أو الظلمة أنفسهم أو أهل الغدر على أكتاف الصابرين المستضعفين الذين لم يكن لهم بعد الله إلا لحمهم الحيّ وسواعدهم التعبة وأقدامهم المغبرة في عريها!

هؤلاء الذين يحترفون الدعاية والتلون لو دارت الأيام وأمكنهم تغيير اصطفافهم في حال واتت ريح القدر المستضعفين سيميلون مع الريح ويزعمون أنهم هكذا كانوا دائمًا، وسيصفق لهم العُمي من عاشقيهم ناسبين لهم الدهاء والثبات في الوقت نفسه، بينما كان تاريخهم الحقيقي هو الكذب والدجل وممارسة ما أتاحوه من هامش للمظلومين ليصير سيفًا عليهم في نهاية الأمر استجابة للقوّة القاهرة لهم أيضًا لأنهم كانوا في حقيقتهم التجسيد الواقعي للتفاهة!

قد لا يقول التاريخ كلمته بالحقيقة، لأنّ التاريخ في غالبه هو تاريخ الظلمة والانتهازيين والمتلونين. شيء واحد يحمل المرء على الثبات؛ وهو الإيمان الكامل بأنه لا بدّ وأن يكون لا في الجهة الصحيحة من التاريخ، بل في الجهة المراغمة للتاريخ، في الجهة التي تبصق في وجه سفالته! فقط معذرة إلى الله!

قوات الاحتلال تقتل أكثر من 1700 طبيب استشاري في حربها على غزة
#الجزيرة

﴿كَلّا إِنَّ الإِنسانَ لَيَطغى﴾ [العلق: 6]

يفتت الحزن القلب لرحيل الصالحين الطيبين الصادقين، ويضيق الصدر إن كان ذلك غدرًا وجرأة نفاق. لكن هذه هي الدنيا،. وذاك هو الإنسان. إنسان على سويّته الأولى، وآخر ينحط إلى بهيمية غَير مُدركة لغور سفولها. لكن إن كانت هذه هي الدنيا، وهذا هو الإنسان؛ فالسويّ الذاهب بنقائه الكامل منتقل إلى الراحة التامّة التي تناسب طبيعته؛ رغم ما خلّف من حزن؛ فيبقى الحزن على أنفسنا، لأنّ تركته كانت الإيمان الذي جسّده عمرًا وأكّده انتقالاً، ليصير لنا القاطع لكلّ شكّ وحيرة فينا، وهؤلاء هم الناصحون أحياء وأمواتًا، والأحياء في دنياهم وفي انتقالهم، فيصيرون الأصل الوحيد الذي يُقاس به الناس وتُحسب به الأعمار ويستفاد منه المعنى للحياة الحقّة.

القضية الفلسطينية استثمار جيد للجميع:

* دول ضعفت وتضاءلت أهميتها تستثمر في المأساة الفلسطينية للانتفاش بعظمة زائفة.

* دول ورجال أعمال وسياسيون يستثمرون في المأساة لأغراض اقتصادية.

* شخصيات تخرج من العدم، أو تنفض غبار النسيان عنها لتبيع خدماتها وتقدّم أوراق اعتمادها لتكون جسرًا لدول ونافذين وأقوياء وأثرياء في العالم.

* نشطاء ومثقفون يحددون تموضعهم، إمّا حسب الفرصة الاقتصادية، أو حسب اتجاه ريح القوّة. تتساءل أحيانًا عن سرّ عداء نشطاء ومثقفين من جنسيات عربية معينة للقضية الفلسطينية، لكن هناك دائمًا من يشتري هذا العداء ويدفع ثمنه: دول وإعلام ومراكز أبحاث.. الخ، لا يحتاج الأمر الكثير من المثابرة.

* محبون للظهور.. ثمّة فرصة لأن يصفقوا لغيرهم، أو أن يستدعوا التصفيق لأنفسهم.

* أين يذهب المنافق؟! يصفق لحاكم أو لدولة، ويخترع لها بطولات، ويعلق على صدور الجنرالات العاطلين أوسمة من جلود المسحوقين.

* مشايخ بطالون، يحبون الكلام في كلّ شيء، أو تصفية حسابات مذهبية تافهة بالأجساد التي أنهكتها الحرب وخارت بالجوع. والنفاق على أية حال صنعة شديدة الوضوح في هذه الطبقة من البشر. فرصة للتأكيد على تمام العبودية للحاكم، أو حكة جرب على بيت نفاق في جمجمة تحت عمّة، أو نافذة نحو فرصة: منصب، مساحة عمل، مجال لجمع الحمقى والمغفلين من حول عمّة الدجل!

* سانحة لتصفية الحسابات الفكرية والسياسية، مع هذا التيار أو ذاك. للتأكيد على الذات والحضور. نحن هنا. شيء يشبه المضمضة بدماء الشهداء!

مشاركة نتنياهو في قمة شرم الشيخ ليست تأكيدًا على وقف الإبادة؛ بقدر ما هي تأسيس لاستئناف جديد لمسار التطبيع "الإبراهيمي"!

مجرم الإبادة الجماعية؛ المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية يستقبله حكام في بلد عربي!

لم تكن موازين القوى تسمح للدول العربية بوقف الحرب أو بأيّ شكل من أشكال نجدة الفلسطينيين في غزّة؛ فأيّ شيء أجبرهم على دعوة نتنياهو وإعادة غسيله وتبييضه وتقديمه بوصفه بطل سلام؟!

هذا هو حال العرب مع هذا الصراع منذ اليوم الأوّل له!

كنت أكره مقولة "يا وحدنا"!

لكنّها أصدق ما قاله فلسطيني طول تاريخ هذا الصراع!

شبكة الهدهد
القناة 12 العبرية
مسؤول أمريكي رفيع: الرئيس ترامب توسط بين السيسي ونتنياهو. اتصل بالرئيس المصري وطلب منه دعوة نتنياهو إلى قمة - بعد ذلك بوقت قصير اتصل السيسي بنتنياهو ودعاه.

ترمب طلباته أوامر!
مكافأة نتنياهو على الإبادة!

عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو يلغي زيارته إلى شرم الشيخ

ميريام أديلسون.. ميليارديرة أمريكية صهيونية، والمتبرع الأول لحملة ترمب.

داعمة للإبادة الجماعية، ولتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

الحاكم الفعلي للبيت الأبيض.

ترمب في خطابه في الكنيست:

"ميريام وشلدون أديلسون زارا البيت الأبيض أكثر من أي شخص آخر.

قفي يا مريم! انظروا إليها، لديها 60 مليار دولار في حسابها، وهي تحب إسرائيل كثيرًا".

بين العرب والمسلمين من يملك أضعاف ميريام أديلسون! لكنه للمفارقة يستخدمها لأغراض ميريام أديلسون نفسها!

لا يتبرع بمديح ظالم خاذل عن قدرة غيره من المسلمين غاش لرعيته مفقر لها منتهك لكرامات فئات منها إلا من سفه نفسه، وانحط طوعًا بكرامته، ما لم يكن مكرهًا، حتى المتحيّز إلى مصلحة يتوهمها ليس مضطرًا إلى المبالغة في المديح أو أن يجعل للمدوح من الفضائل ما ليس فيه.

الصدق أقلّ ما يكون في هذا الزمن في الفئات التي يفترض فيها أن تكون أكثر تحرّيًا للصدق من غيرها، كالساسة والمشايخ والمثقفين والإعلاميين، والمشايخ من بين الناس حين تنكبهم للصدق هم الأشد خيانة، لأنهم المطالبون أكثر من غيرهم ببيان الحقّ والدعوة إليه، فكيف إن نسبوا خيانتهم للدين الحنيف والشرع الشريف؟!

لولا أنّ الله حفظ دينه؛ لكفر أكثر الناس مما يرونه من الزاعمين تمثيلهم هذا الدين وعلومه!

ما بعد الإبادة: كيف حوّلت واشنطن دم الغزيين إلى وثيقة تطبيع؟

https://arabi21.com/story/1713277/

عماد الدين أديب ونديم قطيش مكتئبان ومنزعجان. لماذا؟! قد تعتقد حزنًا على الفلسطينيين الذين سحقتهم الإبادة. لا. الأمر أعمق من ذلك. اسمع بنفسك.

باب العمود قديمًا، وكان يسمى باب نابلس، وباب دمشق.