وقد خالف (ابن سينا» في هذا غيره من الفلاسفة، الذين ذهبوا إلى أنه لا يعلم إلا نفسه، احترازاً عن لزوم الكثرة فكيف شاركهم في نفي الكثرة ثم باينهم في إثبات العلم بالغير، ولما استحى أن يقول: إن اللّٰه لا يعلم شيئاً أصلا، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يعلم إلا نفسه فقط، وأما غيره فيعرفه ويعرف أيضاً نفسه وغيره، فيكون غيره أشرف منه في العلم؛ ترك هذا حياء في هذا المذهب، واستنكافاً منه، ثم لم يستح من الإصرار على في الكثرة من كل وجه، وزعم أن علمه بنفسه وبغيره، بل وبجميع الأشياء هو ذاته من غير مزيد، وهو عين التناقض الذي استحى منه سائر الفلاسفة لظهور التناقض فيه، في أول الظر، فإذن ليس ينفك فريق منهم عن خزي في مذهبه
وهكذا يفعل اللّٰه عز وجل بمن ضل عن سبيله، وظن أن الأمور الإلهية يستولي على كنبها بنظره وتخيله .

الحجة الغزالي -تهافت الفلاسفة-

فبان أنه من لا يعتقد بحدوث الأجسام ، فلا أصل في اعتقاده أصلا

الغزالي

بحث للشيخ الفاضل أبو سليمان الحنبلي في مسألة أقوال السادة الحنابلة المتأخرين في السادة الأشعرية والسادة الماتوريدية

السنة الاثنا عشرية (:

و الثالث أي في تعريف الكلام : ما تحصل به الفائدة، سواء كان لفظا، أو خطّا، أو إشارة، أو ما نطق به لسان الحال، و الدليل على ذلك في الخط قول العرب: «القلم أحد اللّسانين» و تسميتهم ما بين دفّتي المصحف «كلام اللّه» و الدليل عليه في الإشارة قوله تعالى: آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً [آل عمران، 41]، فاستثنى الرمز من الكلام، و الأصل في الاستثناء الاتّصال، و أما قوله:

فأيقنت أن الطّرف قد قال مرحبا

و أهلا و سهلا بالحبيب المتيّم‌

فإنما نفى الكلام اللفظيّ، لا مطلق الكلام، و لو أراد بقوله «و لم تتكلم» نفي غير الكلام اللفظيّ لانتقض بقوله «فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا»؛ لأنه أثبت للطرف قولا، بعد أن نفى الكلام، و المراد نفي الكلام اللفظي، و إثبات الكلام اللّغوي.

الحجة ابن هشام رضي الله عنه

ما الحكمة من وجود المحكم والمتشابه في القرآن؟ أي ما الحكمة من أن القرآن ليس كله محكماً؟

ذكر الفخر الرازي رحمه الله لذلك عدة حكم، منها وهي أقواها من وجهة نظره حتى يكون في القرآن الكريم دعوى للعوام والخواص، يقول رحمه الله:

((الْوَجْهُ الْخَامِسُ: وَهُوَ السَّبَبُ الْأَقْوَى فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّ الْقُرْآنَ كِتَابٌ مُشْتَمِلٌ عَلَى دَعْوَةِ الْخَوَاصِّ وَالْعَوَامِّ بِالْكُلِّيَّةِ، وَطَبَائِعُ الْعَوَامِّ تَنْبُو فِي أَكْثَرِ الْأَمْرِ عَنْ إِدْرَاكِ الْحَقَائِقِ، فَمَنْ سَمِعَ مِنَ الْعَوَامِّ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ إِثْبَاتَ مَوْجُودٍ لَيْسَ بِجِسْمٍ وَلَا بِمُتَحَيِّزٍ وَلَا مُشَارٍ إِلَيْهِ، ظَنَّ أَنَّ هَذَا عَدَمٌ وَنَفْيٌ فَوَقَعَ فِي التَّعْطِيلِ، فَكَانَ الْأَصْلَحُ أَنْ يُخَاطَبُوا بِأَلْفَاظٍ دَالَّةٍ عَلَى بَعْضِ مَا يُنَاسِبُ مَا يَتَوَهَّمُونَهُ وَيَتَخَيَّلُونَهُ، وَيَكُونُ ذَلِكَ مَخْلُوطًا بِمَا يَدُلُّ عَلَى الْحَقِّ الصَّرِيحِ، فَالْقِسْمُ الْأَوَّلُ وَهُوَ الَّذِي يُخَاطَبُونَ بِهِ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ يَكُونُ مِنْ بَابِ الْمُتَشَابِهَاتِ، وَالْقِسْمُ الثَّانِي وَهُوَ الَّذِي يُكْشَفُ لَهُمْ فِي آخِرِ الْأَمْرِ هُوَ الْمُحْكَمَاتُ، فَهَذَا مَا حَضَرَنَا فِي هَذَا الْبَابِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ))

ويوجد في هذا الأمر كلام لطيف للغزالي ذكره بمقدمات كتابه المقصد الأسنى، فالعامي فعلا لا يستطيع معرفة ذات الله ولا بد له من المخاطبة بكلام مألوف عنده.. ونكف هنا عن المزيد من الكلام في ذلك.

"سيد الأولياء، رئيس الأتقياء، إمام المتقين، خليفة اللّٰه في الأرضين، الهادي للطالبين، الشيخ الأكبر، خاتم الولاية المحمدية ، الشيخ محيي الملة والدين ابن العربي قدس سره، وأذاقنا حلاوة كلامه"

بحر العلوم اللكنوي شرح سلم العلوم

سألني بعض الأفاضل عن كتاب سلّم العلوم للعلامة محب الله البهاري فأجبتُ بما حضرني وقلتُ:

سلم العلوم متن دقيق جدا، وهو مدرسة كاملة هو وما كُتِبَ عليه، وكتاب درسيّ يجب أن تأخذه على أستاذ، وبما أن هذا متعذّر - غالبا - فلا شك أنّ الطالب ههنا سيبذل مجهودا أكبر في إتقان هذا المتن، لذا أقول:

أوّلا: يُستحسن جدا أن يسبق سلم العلوم قدر من الحكمة، مثل هداية الحكمة على الأقل.

ثانيا: عند البدء في هذا المتن وأخذ المقدار الأوّل يستحسن أن يكون للطالب وقفة مع هذا المتن مجرّدا يفهم فيها مراد الماتن، هو غالبا لن يصل إلى شيء ولكن هذا تمرين للذهن وتعويد له على لغة سلم العلوم.

ثالثا: أرى البَدء بضياء النجوم، وهي حاشية درسيّة في بعض البلاد، وهي نافعة جدًا وإن كان بها بعض طول في كثير من المواضع واختصار في البعض الآخر إلا أنّها مِن أسهل ما كُتِبَ على السلّم، وستجد تنبيهات وإشارات وإحالات من صاحب ضياء النجوم فيحسن تتبّع هذه الإحالات، ولنا وقفة خاصة مع هذه الحاشية مع توضيح كثير من اصطلاحات صاحبها.

رابعا: إذا انتهت مرحلة ضياء النجوم - وهي حاشية على المتن - تدخل في مرحلة الشروح، وأسهل شرح في وجهة نظري هو شرح ملّا مبين، هذا من أفضل الشروح وأسهلها وأيسرها وهو شرح مهمّ جدا يجب أن يُقدّم.

خامسا: لا بأس بمطالعة شرح تحرير كنديا فإنّه درسيّ ومفيد وشرح جيد.

سادسا: ملا حسن، شرح درسي مهم جدا فتأخذه وتعتني به.

سابعا: حمد الله، وهو شرح درسي متين مهمّ جدا اعتنى به كثير من الأفاضل.

ثامنا: شرح القاضي مبارك، وميزته أنه شرح على كامل المتن، وهو درسيّ أيضا بل مِن أشهر الشروح الدرسيّة وأعقدها وأصعبها وأبعدها غورا، وعليه كثير من الحواشي.

تاسعا: شرح بحر العلوم، وهو شرح درسي ومهم كذلك، وميزته أنه ناظر لمباحث المحقق المير باقر الداماد.

تنبيه: القاضي مبارك ناظر لمباحث الميرداماد متابعة في الغالب، وبحر العلوم ناظر لها نقدا.

عاشرا: الشروح هذه هي الأصل، والحواشي التي عليه تبَعٌ فلا ترهق نفسك بتتبّعها، ولكن من أهمّ الحواشي في نظري حاشية الفاضل عبد الحليم اللكنوي على ملا حسن، وحاشية العلّامة عبد الحق الخيرآبادي على حمد الله، وحاشيتي فضل حق وعبد الحق على القاضي مبارك.

الحادي عشر: يستحسن جدا بعد ذلك كله النظر في شرح المرقاة للعلامة عبد الحق الخيرآبادي، فإنه ناظرٌ إلى جُلِّ هذه الكتب تحقيقا وتدقيقا، وله نظر ويأخذ ويترك ويحقق القول في كثير من المباحث، كما أنه ناظر لمباحث الميرداماد.

هذا ما يظهر لنظري الفاتر مع قلة خبرتي عن هذا المتن وعدم إتقاني له، والله أعلم بالصواب.

قريبا...🔥

اللهم يسّر وتقبّل

المقلدة ومغالطة المنشأ :

ميزان الأفكار هو العقل فهو المحدد للقضايا الصحيحة من الخاطئة ، لكن المقلد له ميزان آخر فهو يقيم الفكرة من خلال منشأها فيقول مثلا المنطق عقيم وخاطئ لأن مصدره يوناني كفري ويطرد هذا أيضا في المكاشفات عند السادة الصوفية فسبب خطأها عنده أنها ميراث من الفلسفة الهندية أو الأفلوطينية

الترتيب بين الادراكات في التصديق :

يتأخر إدراك المحمول عن إدراك الموضوع استحسانا وتتأخر ادراك النسبة الحكمية عنهما وجوبا ويتأخر الحكم عن الجميع كذلك لأن الحكم بالوقوع أو اللاوقوع فرع عن تصور النسبة المتأخرة عن تصور الطرفين ، والمتأخر عن المتأخر عن الشيئ متأخر عن ذلك الشيئ

قال أستاذ البشر والعقل الحادي عشر في الحاشية الصغرى
"تأخر إدراك مفهوم الكاتب عن إدراك الإنسان - كما تقتضيه لفظة (ثم»- ليس أمراً واجباً، بل هو أمر استحساني، فإن الأولى أن يلاحظ الذات أولا ثم مفهوم الصفات؛ وأمّا إدراك نسبة ثبوت الكتابة إلى الإنسان فلابدّ أن يتأخّر عن إدراكهما معا "

عندما نقول بأن السلفي لا يملك دليلا على وجود الله ، ليس معناه أن الأدلة التي يستدل بها كالحدوث والامكان والإتقان لا تثبت وجود الباري تعالى وتقدس أو أنها اقناعية وغير برهانية ، بل هذه الأدلة تفسد على مذهبه لأنها تطرد في معبوده فعلامات حدوث الممكنات تدل على حدوث الإله بتصوره ، وعلامات الامكان كالتركيب والتخصيص تكون في معبوده ،وعلامات الاتقان في العالم من التنظيم والترتيب والاتساق الجسماني تطرد في معبوده الجسماني
فيصير حادثا ممكنا متقنا كغيره فيحتاج لمرجح

والحل هو خروج المبدع للكون عن جنس هذه الممكنات فلا تثبت فيه علامة يحتاج بها لغيره
—————
ملاحظة : لا نعني بالاتقان الا ترتب المحسوسات وكونها في نظام بديع في عمل أحدها وفق الآخر
وهذا المعنى أكيد لا يصدق على الباري تقدس وصفاته

حجة الإسلام سيدي أبي حامد قدست روحه :
والوجود ينقسم إلى ما للشىء من ذاته وإلى ماله من غيره. وماله الوجود من غيره فوجوده مستعار لا قوام له بنفسه. بل اعتُبر ذاته من حيث ذاته فهو عدم محض. وإنما هو موجود من حيث نسبته إلى غيره، وذلك ليس بوجود حقيقى كما عرفت في مثال استعارة الثوب والغِنَى. فالموجود الحق هو الله تعالى، كما أن النور الحق هو الله تعالى.

الله الله