قال لي:
لماذا ضعفت إيمانياتي، وقلت أذكاري وأورادي في اﻵونة اﻷخيرة؟!
قلت: أقول ولا تغضب
قال: قل
قلت: لما طالت مطالعة العين للهاتف مع صمت اللسان، انعقد اللسان مع طول حبسه عن الذكر فلم يعد يسهل عليه الذكر كما كان، فرُحْت تحركه فلم يطاوعك، فغابت أذكارك، وخفَت إيمانك!!
فأنقذ لسانك وقلبك من الهاتف تعود إليك أورادك، ويعاود اﻹيمان قلبك!!
قال: صدقت، ما أراني إلا كما ذكرت!!

جاء في صحيح مسلم أن أهل السماء يقولون لروح المؤمن إذا صعدت لربها :
"رُوحٌ طَيِّبَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الْأَرْضِ، صَلَّى الله عَلَيْكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ"
اللهم استقبالا كهذا.

أحبتي في شتى أرجاء المعمورة..
لاحقوا إخوانكم بالدعاء…
سبابتهم على الزناد..
وسبابتكم تستغيث برب العباد..
فالعدو في أشد حالاته شراسة، فكونوا وراء إخوانكم بأشد ما ينبغي عليكم من الُّلجء والاستغاثة..
ولن يخذل الله المجاهد….الذي يتدثر بدعاء ألف ألف داع وعابد.
الدعاء، الدعاء، الدعاء.

بينما أقترب من المسجد قبل أذان الجمعة بقليل وجدت أناسا كثيرين يفترشون الأرض خارج المسجد..
توهمت أن المسجد قد امتلأ عن آخره... لكنني أكملت سيري حتى دخلت المسجد...
دخلت فوجدت الأماكن الفارغة التي بداخله تكفي كل من هم خارجه ويزيد!!
تعجبت من أولئك الذين يبخلون على أنفسهم بخطوات قد ترفعهم درجات..
قلت في نفسي:
لماذا يوفر القوم على أنفسهم عناء البحث عن مكان متقدم، حيث رؤية الإمام، وعبق المسجد وظلاله كذلك؟!!
وما يضير القوم لو مدوا أعناقهم إلى النوافذ فأبصروا منها أماكن الخير الفارغة فأدركوها، وعمروها؟!!
أيقنت بعدها أن الأمر ليس متعلقا بالمسجد فحسب... إنما بهمة القوم، واكتفائهم بأي مكان وأي درجة من العبادة، المهم أنهم قد صلوها...
وأي مكان من مراتب الفضل ما داموا قد وصلوا أو كادوا..
ولعمري ما هكذا تُدْخَل الجنة وتُحْجَز الأماكن فيها..
ولا هكذا ينال شرف الآخرة!!
كم من العائدين من منتصفات الطرق ولو طالت أنفاسهم ساعة لبلغوا المقصد؟!
وكم منهم من قصرت هممهم عن أمور لو مدوا أيديهم إليها حتى وهم جلوس لنالوها، لكنهم استبعدوها فخسروها؟!
الثلاثة نفر الذين قدموا إلى حلقة النبي صلى الله عليه وسلم فنال أولهم شرف قوله:
أما الأول فأقبل فأقبل الله عليه...
واستحق الثالث مصيبة:
وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه!!
ولم يكن بين موضع الرجلين إلا خطوات لكن التأخر عنها استوجب الغضبات والعذابات!!

كم من المنازل تضيع من أجل نافلة صغيرة، أو حركة للدين يسيرة، لو كشف الله الغيب لصاحبها عن خسارة فقدانها لبكى دما..
لكنها الهمم الخائرة والعزائم الفاترة!!

أبومسلم الخولاني أسلم ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم لانشغاله بمواجهة حركة الردة والمرتدين في اليمن، فاجتهد أن يكون مثل الصحابة حالا وإن فاته شرف الصحبة على الحقيقة فوصل به أمر الحال مع الله إلى أنه ألقي في النار فلم تحرقه، وكان يدعو الله أن يوقف الغزال للصبية ليصطادوها فيوقفها الله له ولهم..
ولو قال مقولة بعضهم: ومن لي بأصحاب الفضل والسبق لعاش على الفريضة بالكاد إن أداها!!
كان بين عكاشة بن محصن والانضمام إلى السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب جملة واحدة سبق بها أصحابه:
"ادع الله أن أكون منهم"
قد تكون الجملة قد دارت بخلد ألف صحابي حينئذ، لكن الذي سبق بها نال بركتها..
وهذه كلمة فكيف بالأفعال...
تقدموا أحبتي ولا تتأخروا... فمن يدري أي خطوة أو عمل فيها نجاة أحدكم...
ولا تكونوا كمن وصل إلى الباب ولم يدخل سامحه الله...
ولو تزحزح نحوه خطوة كقاتل المائة نفس لتاب الله عليه... لكنه لما تأخر أخره الله... فلا تكونوا كذلك...
تقدموا… فما أطول يوم القيامة على المتأخرين، وما أيسره وأقصره على السبَّاقين المتقدمين.
#خالد_حمدي

#لأمثال_هؤلاء_القساة_خُلقَت_الجحيم

لي أصحاب أخرجوا من مصر لم يروا أولادهم وزوجاتهم منذ اثنتي عشرة سنة..
كلما أرادوا السفر إليه أعادوهم من المطار..
عشرة أعوام!!
أصبح فيها طالب الابتدائية الآن طالبا في الجامعة!!
وأصبحت الزوجة العشرينية على مشارف الأربعين!!
ومثلهم أصحاب لنا في السجون لم يروا أهليهم طوال اثنتي عشرة سنة إلا مرات تعد على أصابع اليد الواحدة، لا تزيد مدة الزيارة فيها عن دقائق معدودة..
أي أنهم لم يروا أزواجهم أو أولادهم طوال كل هذه السنوات إلا قريبا من ساعة!!
ما ذنب الصغير إذا كنت تتشفى من الكبير؟!!
وماذا صنعت لك الزوجة وأنت تنزل نقمتك على الزوج؟!!
بل، وماذا صنع لك الزوج الذي سجنته أو شردته؟!!
ما كل هذه البشاعة وقسوة القلب وسواده؟!
والله إن كفار قريش في عداوتهم لأشرف وأرق قلبا وأشد رحمة من هؤلاء الذين لم يغير الإسلام فيهم شيئا!!
لما هاجر أبو سلمة رضي الله عنه إلى المدينة منعوا زوجه أم سلمة أن تلحق به، وأخذوا منها ولدها، فكانت تخرج كل غداة وتجلس في المكان الذي فارقت فيه زوجها، وما زالت تبكي وتتوجع طوال سنة كاملة، حتى رق لها المشركون وردوا لها ولدها، وتركوها تلحق بزوجها، بل وأوصلها أحدهم إلى قباء بنفسه، حيث يقيم زوجها!!
وأم سلمة اليوم، يحرمونها من زوجها فوق العشر سنوات دون أن يرف لأحدهم جفن!!
يا ليت من يتعاملون مع هؤلاء المظلومين كانوا بقسوة بني مخزوم أهل أم سلمة، وقبيلة أبي جهل!!
لي صديق حكموا عليه قبل أيام بالسجن لعامين، لأنه كان إنسانا، وأطعم أبناء معتقلين من قوته، وكانوا جيرانه ولا يعولهم أحد..
علما بأنه ليس من الإخوان...بل من بني الإنسان والرأفة والإحسان!!
إذ كيف يتجرأ على أن يطعم من أمروا هم بتجويعهم؟!!
بل إن إحدى المعتقلات الآن امرأة تخطت الستين من عمرها ولا تكاد تمشي على قدميها لكثرة ما غزا جسمها من الأمراض، وكل تهمتها أنها عطفت على أطفال بلا عائل، لأن عائلهم في السجن يحتاج أصلا إلى من يعوله!!
الأمر والله أشد وأقسى مما كان عليه حال المسلمين في صدر الإسلام، غير أن المعذبين اليوم يراد لهم أن يموتوا دون أن يسمع صوت أنينهم أحد..
وأنا هنا لست في موضع الاستجداء والتعطف لهؤلاء الذين قدت قلوبهم من حديد...
إنما لأجدد الكلام عن هؤلاء المظلومين، وتجددوه معي..
لأذكر ببعض حقوق هؤلاء المظلومين علينا، وأولها الحق في إعلام الدنيا بقضيتهم، وإسماع صوتهم لأمتهم.
لأوصل رسالة لمن يسخرون من أهل هذه الأوجاع مفادها أن مثل هذه المظالم تجفف ألف نيل، وتجوع مليون شعب، ولن تشبع وتطمئن البلدان،حتى تتوقف المظالم، وأولها مظلمة الحرمان.
وإذا كان النبي قد تأذى ممن فرق بين طائر وفراخه فكيف بمن فرق بين زوج وزوجته، وأب وولده!!
بل وصل الأمر إلى حرمان فتيات لسنوات طويلة من الزفاف إلى أزواجهن حيث يقيمون، لسنوات طويلة، لأن العروسين أبناء معتقلين، أو ممن يمتون لهم بصلة!!
لعلكم الآن أدركتم لماذا يطول يوم القيامة لخمسين ألف سنة!!
والحمد لله أن هناك آخرة... وإلا مات المظلومون كمدا.
#خالد_حمدي

#حوار_بين_العزة_والذل

سأل الذلُّ العزّةَ:
ألم يكن حريا بهم ألا يحاربوا عدوا، أشد منهم بطشا، وأكثر جمعاً؟!!
أجابت العزة:
أما من حيث فهمك أنت للحياة فنعم….
كان أولى بهم ذلك!!
أما من حيث فهمهم هم للحياة فلا وألف لا!!
الحياة عندك عيشة والسلام… لا فرق فيها بين عز وذل…طالما طعامك موجود، وفِراشك ممدود!!
بينما الحياة عندهم أن تعيش مرفوع الرأس وإلا مقطوعه….فكلاهما عند العزيز سواء!!
الحياة أن تعيش مهاب الجناب عزيز الدار أو بلا دار!!
فالدُّور بغير العزة قبور!!
وهذا ما عناه الشاعر الرائع عبد الرحيم محمود:
وما العيشُ - لا عِشْتُ - إن لم أكن..
مخوف الجناب حرام الحِمَى
إذا قُلْتُ أصغى لي العالَمُون ..
ودَوَّى مقاليَ بين الورى
فرد الذل قائلاً:
وهل تعدين نعمة الأمان مذلة؟!!
فقالت العزة:
الأمان أمانان:
أمان يُصنَع لك، وأمان تصنعه لنفسك..
أما الأمان الذي يصنع لك...فصاحبه قادر على سلبه كما قدر على بذله..
وأما الأمان الذي تصنعه لنفسك..فذلك الذي يرهبه عدوك، ويجتهد أن يحول بينك وبينه!!
والأمان الأول كلفته الوضاعة والمذلة، بينما الثاني كلفته الدماء والهدم…وشتان بين الأمانين!!
الأول مادته مذلتك وإن أراحك… والثاني مادته عزتك وإن أتعبك.
وهذا ما عناه عنترة الذي لم يكن مسلما حين قاله:
لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ
بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ
ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ
وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ

تمعَّر حينها وجه الذل وقال:
تريدها إذا حياة الحروب والقتل والدمار.. ألهذا خلقنا الله؟!
فقالت العزة:
والله إن كُلفة العزِّ لأهون من كلفة الذل!!
ألم تر أن الشعوب الذليلة تظل تدفع ضريبة الخزي مئات السنين من مالها، وحريتها، ودمائها، وكرامتها…بينما لو دفعت ضريبة العزة عاما لاستراحت مائة عام!!
ثم ختمت كلامها للذل قائلةً:
لا ألوم من لم يجرب..
فمن ذاق عرف، ومن لم يذق لم يعرف..
والعزة في أمة محمد أصيلة…والمذلة دخيلة!!
وحكامها يريدون استبدال الأصيل بالدخيل… ويغرون الناس في سبيل ذلك بالأمان المكذوب…ويأبى الله لأمة نبيه إلا العزة… لذلك يسبب لها الأسباب كل حين!!
"ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون"
وحين تُلِيَت الآية طأطأ الذل رأسه وانصرف… فليس بعد قول الله قول.
#خالد_حمدي

https://youtu.be/sYjwm80V_9o?si=SociWGM95k9e3Uzg

بودكاست من إنتاج عربي21.
أسئلة عن الدعوة والدعاة وغزة وأدوار العلماء واحتياجات الشباب وأمور اخرى تخص الأمة واحتياجاتها.

السكينة نعمة النعم...سيما وقت اضطراب القلوب واختلاط الأمور..
السكينة قبل النصر ... لأن المنتصرين أثبت الناس أفئدة وأسكنهم قلوبا...
"فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا"
قال ابن القيم -رحمه الله-:
"وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة ".
الأحداث يسبق بعضها بعضا... والفتن تتلاحق كأعواد الحصير...
والناس يسبق كلامهم تدبرهم...
ويعظون غيرهم بألف مقال...وهم على مستوى أنفسهم بأصعب حال.
يا إخوتي:
من لم يأخذ حظ نفسه من الأحداث، لن ينفعه صلاح العالم كله.
قال لي بعض أصحابي:
لمَ لمْ تعلق على كذا وكذا من الأحداث؟
فقلت لهم: لمَّا أعش عبرتها مع نفسي بعد!!
الحياة لا تتوقف، والأحداث لا تنتهي، لكن مصابنا الأكبر أن يصبح الحدث عددا، والمصاب مكلمة، والألم اعتيادا.
لا زلت أقول:
إنما أطال الله زمان المحنة ليتعدى الامتحان من المجموع إلى الفرد ونفسه، والعاقل من لم تغره محنة الأمة عن اختباره في نفسه!!
مرت جنازة على شاب لاهٍ غافل، وفيها الحسن البصري...فسأل الشاب:
من الميت؟
فقال الحسن: أنت الميت!!
لأن تتابع الجنازات إن لم تسل منا الدمعات، وتزل عنا القساوات، فنحن حقا أموات.
وما أكثر الجنائز...وما أقل المتعظين..
وما أشد الأحداث وأقساها...لكن ما أقل الفاهمين!!
فيا إخوتي..
السكينة السكينة...والفهم عن الله فيما يحدث كل يوم... ووضع اليد على القلب أن يضطرب أو يميل إلى فتنة، أو يسقط في حمأة الضياع قبل المعارك الفاصلة..
فإذا اضطربت القلوب وقت المبارزة... فماذا ستفعل وقت احتداد المعارك، واشتداد النزال، وتداخل الصفوف؟!!
رب سلم سلم.
#خالد_حمدي

#متابعة_شهاب| ألا نستطيع نحن كشعبٍ واحد أن نُسقطَ قرار ترمب؟!

من وصايا الشهيد قائد الأمة إسماعيل هنية: قادرون، ولن نمرر وعد ترمب حتى لو راح هذا الرأس عن هذا الجسد

#صفقة_العار

من أروع ما في هذه المحنة أنها لم تترك خافيا إلا أظهرته، ولا منافقا إلا فضحته، ولا خائنا إلا كشفته..
كم كانوا يضحكون علينا بجيوش ليست لنا، وبعلماء خدروا وخدَّلوا هِمَمَنا، وبحكام فعلوا بنا ما لم يفعله أعداؤنا...
يستطيع اليوم شاب لم يبلغ العشرين أن يخبرك اليوم بأسماء حكام كل دورهم تدمير المقدرات وتبديد ثروات بمئات الميارات في غير ما آلة تُصنع، أو دبابة تمنع وتدفع.
وبجماعات داعشية مصطنعة كانت تستلم الأوطان تحت راية الجهاد، وتسلمها لعدونا في مسرحيات مكرورة ومعارك وهمية مكشوفة مثل التي حدثت لإفراغ العراق وسوريا من أهل السنة وإفراغ سيناء من أهلها لحساب صفقة القرن المشئومة.
لقد أظهرت المحنة كم اختُرقت من جيوش مسلمة حتى صارت حنونة على عدوها... قاسية مجنونة على شعوبها.
كم انكشفت أمامنا من سوءات وبدت لنا من خيانات ومؤامرات كنا نتعامل معها بحمق ولا نفهمها بعمق!!
معركة الوعي انطلقت... وخبايا الاحتلال بالوكالة لأوطاننا كلها انكشفت.
ومعرفة مكامن الداء... تسهل على الطبيب تحديد الدواء.
كم كان عدونا يستغل غباء البسطاء من شعوبنا، ويستثمر جهلنا، ويتمدد فينا لقلة وعينا؟!!
وطالما عرفنا كل تدبيره وخفايا أمره... فمن الحماقة أن نتركه حتى يعاودنا بدهائه ومكره!!
الطو/فان لم يكن فقط طو/فان حرب وقتال..
بل كان طو/فان يقظة وانتباه لكل أشكال الاحتلال!!
#خالد_حمدي

#المعصية_خذلان

جلسنا مجلسا ملؤه الحماسة وعلو الهمة نحو العمل لأمّتنا وبذل الجهد ليقظتها..
غير أن وحدا من أحبابي الجلوس لم يكن بذاك الإقبال الذي يناسب الأجواء الحارة الساخنة التي أعان عليها كلمة المحاضر بارك الله كلماته..
أقبلت عليه مشفقا متوددا وسألته:
ما بك يا أخي؟
ما لي أراك على غير ما ينبغي أن يكون عليه المرء في مثل هكذا مجالس تلهب الوجدان، وتوقظ الضمير؟
هل مسّك أو مسّ بعض أهلك ضر؟
أجابني مسرعا… لا والحمد لله… فما كنت أنا وأهلي بستر وعافية قط مثل ما نحن عليه الآن… لكنها معصية تلبَّست بها وتبعتها أخواتها… فقاومتها قليلا ثم استسلمت… حتى أصبحت كما تراني الآن… ميت الحس، بارد الشعور… وكأني جبل من الجليد ربما تسقط منه قطعة عندما يهتز لكن جسمه العاتي الكبير كما هو!!
ثم التفت إليّ وقال:
هل تعرف يا أخي أنني عندما يتنادى الناس بالنصرة لإخوانهم بالمال والنفس والإعلام أريد أن أصرخ فيهم:
وأين القلب الذي ينصر؟
وأين التوبة التي تنصر؟
وأين هجران المعصية الذي ينصر؟
إن مثلي يعيش عذابين… عذاب خذلان المستضعفين، وعذاب التشبس بما يمنعه من نصرتهم!!
إنني يا أخي أتمزق من داخلي، وأنا أرى الكافر يتحرق ألما وحزنا على أهلنا في غز/ة بينما أنا المسلم كلما هممت أقعدتني ذنوبي، وكلما نويت أطفأتني معصيتي!!
يا أخي:
أستحلفك بالله أن تصرخ في الناس…
أن يا أيها الناس، لا تدخلوا عوالم الغفلة الآن فليس هذا زمانها!!
أن يا أيها الناس، المعاصي خذلان أشد من خذلان القتال!!
أن يا أيها الناس، من استطاع منكم أن ينصر إخوانه بتوبته فقد نصرهم مرتين:
مرة بأنه قد هجر ما قد يكون قد أخّر عليهم نصر الله من أمر ذنوبه..
ومرةً بأن أطلق نفسه من وثاق الذنب الذي حال بينه وبين نجدة إخوانه!!
قل لهم: أيها الناس… المعصية خذلان، ووزرها عند شِدّة المسلمين أضعاف أضعاف وزرها عند رخائهم!!
ثم بكى بحرقة وبكيت معه، وانصرفنا..
فلم أجد بعد وجيعته وشدة حزنه وقوة صرخته شيء أعلق به..
فقد صدق والله: المعصية خذلان وأي خذلان!!
فانصروا إخوانكم بالتوبة لعل الله يرفع عنهم، ويغفر لكم.
#خالد_حمدي

قبل قليل..
سمعت في المذياع قول الله عز وجل:
"وَأَنَا اخْتَرْتُك"
فوقع في نفسي عموم المعنى لا خصوص السبب..
فالاختيار لكل موسى لا لموسى وحده..
فإذا كان الله تعالى قد اختار موسى للرسالة فقد اختارك أنت فيما يسره لك، ووفقك إليه..
فإن كان قد اختارك لحوائج الناس تسعى في قضائها، وتتلذذ للمشي في أمر صاحبها، فكن عند اختيار الله لك.
وإن اختارك لكلمة حق أو دفع ظلم، أو نشر فضيلة فكن عند اختيار الله لك..
وإن اختارك لآية تحفِّظها، أو علم تبثه، أو مال سلطك على هلكته في الخير فكن عند اختيار الله لك..
فإنما يسوق الله الخير لأصحابه، كما يسوق اللقمة لأصحابها!!
وإن من عقوبة الله للمرء أن يختاره لخير فيأبى إلا أن يسيء، أو أن يختاره لعطاء فيتأخر حتى يصرفه الله إلى غيره!!
"وأنا اخترتك"
قيلت لموسى، وأريد بها كل موسى.
#خالد_حمدي

#تهنئة_وتوجُّع_للمعلم_في_ذكراه

دعيت مرة لأقدم محاضرة لمعلمي إحدى المدارس.. وبدأت محاضرتي سائلا:
من منكم يعمل في هذه المهنة حبا فيها؟
فلم يرفع يده سوى معلم أو معلمَين!!
ومنذ أيام انتشر مقطع لمعلمة أو مديرة تتكلم مع صف كامل من البنات سائلة إياهن:
من منكن تتمنى أن تكون معلمة في المستقبل؟
فلم ترفع بنت واحدة منهن يدها!!
وعبثا حاولت المديرة إقناع ولو طالبة واحدة بتغيير قناعتها من خلال الكلام عن المعلم وقدره فلم تستطع!!
أسوق هذين المثالين لا لأقلل من شأن هذه المهنة المباركة وأصحابها… وإنما لأبرهن على نجاح خطتهم القديمة الحديثة، والتي تم سوقنا إليها بقصد أو بغير قصد… وهي تقبيح ذلكم المربي الإنسان، وتقبيح دوره ورسالته وتصعيب مهنته في أعين الأجيال الجديدة… حتى اختفى أو كاد دوره وهُمّشت قيمته إلا عند من رحم الله من البقية الباقية..
ولِمَ لا والأفلام والإعلام يقدمه منذ عشرات السنين على أنه ذلك الإنسان المتحذلق أحيانا، وسقط متاع المجتمع أحيانا، والذي لا هم له إلا بطنه التي يملؤها من وراء تلامذته أحيانا أخرى!!
ولِم لا تهتز صورته وهو الذي لا يكاد يكفي راتبه أدنى متطلبات الحياة لذا يضطر -وهو العزيز في كل بلدان العالم المتحضر- أن يخرج من مدرسته إلى بيوت طلابه في مشهد أصبح عاديا مألوفا في زماننا… وقد كان غريبا قليلا لعزة المعلم قبل ذلك..
ولِم لا ترفض الأجيال الجديدة هذه المهنة وقد فُرّغت المدارس من مضامينها، وأصبحت تكتفي بالحصة الجوفاء التي يعرف الطالب كيف يحصّلها من مكان آخر، في الوقت الذي يختار، والمال الذي يوفره أبوه… فالمال موجود والمعلمون لا حصر لهم!!
ولم لا تقل قناعة العاملين في هذا المجال التربوي الجميل بسمو مهنتهم وقد اختفى من المجتمع-إلا من رحم الله- ذلك المشهد الاجتماعي الرائع الذي درجنا على مثله، لذلكم المعلم الذي إذا مر في طريق وطلابه جالسون قاموا، أو وطلابه يضحكون أو يتصايحون سكتوا…. واستبدلوا به مشاهد الرقص في الصفوف حوله، أو تعمد إظهار التدخين والتمايع أمامه!!
إن هناك حالة -لا أشك في تعمدها- سيما في الربع قرن الأخير- من الإصرار على تدمير كل قيم المجتمع وعناصر الحفاظ على ثوابته بدأت بالمعلم ومرّت بأهل الفضل من الأقارب وكبار أهل الحي، وانتهت بالوالدين الذين يُصِر المدمرون لمجتمعاتنا على تغييب دورهم حتى لا يبقى في المجتمع بنت تخشى ملامة أبيها أو ولد يخشى عقابه!!
والنتيجة ما ترونه في شوارعنا وجامعاتنا والأماكن العامة اليوم!!
لا بد من وقفة حيال هذا التدمير الممنهج لقيمة المعلم وقامته… تبدأ من المعلم نفسه ومحافظته على مكانته كصاحب وظيفة نبوية، وتمر بالمجتمع الذي ينبغي له أن يعيد للمعلم هيبته في نفوس أولاده، وانتهاء بالدولة التي تُصر على أن يكون المعلم أقل الناس راتبا، وأكثر المجتمعات تهميشا!!
سيقولون لك:
لقد جئت متأخراً… ضاعت الهيبة والقيمة وانتهى الأمر…
فقل لهم: ما تم هدمه بالتدريج يعاوَد بناؤه كذلك… وطالما بقي في الأمة معلم واحد يعض على القيمة والقدر في شخصه بالنواجذ.. فالأمة-بإذن الله- قادرة على الإحياء والعودة..
ولإن استجاب للمطلب مائة بيت فنحن على طريق الإحياء واللحاق..
المهم أن نعيد لهذه المهنة ألَقَها وقدرها، ولهذا الإنسان تقديره واحترامه… لأن الأمم بغيره ضائعة مائعة… ولن تعود للأمة نهضتها وقوتها إلا بعدما تعيد للمعلم قدره، وتصلح أمره..
ختاما: كل عام والثابتون على ثغر التعليم والتكوين والتربية رغم اللأواء بخير…
كل عام والمربون الصانعون للإنسان رغم قلة الإمكانات بخير..
كل عام وأتباع النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم والتربية بخير…
فطالما أنهم بخير… فالأمة كلها يُرتجى منها الخير.
#خالد_حمدي

#يوم_المعلم

#أدركوا_سوقَ_البر
أوجعني وأبكاني صديقي عندما حكي لي متأثرا فقال:
شغلتني الدنيا طويلا بامتلاك المسكن، والبحث عمن تسكنه، ثم تأمين الحياة ببعض المال مخافة أن يطرأ علينا شيء من غوائل الدنيا..
ثم إذا بي أتذكر أن لي والدين كبيرين لم أوفهما حقهما من البر والانشغال والنفقة حتى بلغا من الكبر عتيا..
فأسرعت أبحث لأبي عن هدية فاشتريت له ثوبا من الصوف من أغلى ما يمكن أن يقتنيه إنسان، كما اشتريت لأمي ذهبا ثمينا مما يأخذ بألباب النساء قيمة وجمالا..
ثم دخلت عليهما متلهفا سعيدا بما أتيت به إليهما..
قبلت أيديهما ورأسيهما... أخرجت الهدايا من أكياسها... ناولت أبي هديته فتناولها بسعادة يبدو منها الاصطناع ثم قال لي:
جزاك الله خيرا يا بني... ولكن والله يا ولدي لم يعد للنفس رغبة في شيء، ولم يعد لمطالب الدنيا زهوة في عيني...ثم وضعها بجواره..
كذلك فعلت أمي مع الذهب... أخذته من يدي شاكرة داعية...ثم قالت لي:
وأين الشباب لهذا الذهب يا ولدي؟! ثم ما لبثت أن وضعته بجوارها وانطلقت تكمل حديثها الذي كانت تتحادثه مع أبي...
يقول صاحبي:
فخرجت من عندهما باكيا صارخا أكاد أضرب نفسي ندما..
فقد أجلت ما كان ينبغي أن يعجل، ووفدت على منازل البارين متأخرا.. فلم تصلح هديتي، ولم تختم من والدي بخاتم الرضا بضاعتي..
ثم لم يلبث والدي أن ماتا تباعا بعد ذلك بقليل..
ثم التفت إلى وقال لي:
أخي... دونك والداك -أو من تبقى منهما- فبادر إليهما، ولا تقدم عليهما أحدا.. فإن سوق البر لو انفض… بارت سلعتك ولو كانت بأموال الدنيا!!
#خالد_حمدي

فلسطين بَوْصَلة الأمة...
كلما حَرَفُونا عن الطريق... جاءت فلسطين فصححت الاتجاه!!

#إلى_أهل_الأكناف_في_ذكراهم_الثانية

وفي الذكرى الثانية لطوفانهم الهادر نقول لهم:
جزاكم الله خيرا أن أحييتم القضية بعدما خطط الأقربون مع الأباعد لوأدها..
وشكر الله لكم أرواحا قدمتموها، وأملاكا بذلتموها، وأياما عصيبة عشتموها..
صمدتم لعامين بينما جيوش ودول لم تصمد ليومين!!
وأصبتم من عدوكم ما لم يُصَبْه عبر سبعة عقود..
وتحملتم من اللأواء والشدة والضراء ما لا تطيقه الجبال..
خذلكم القريب…فمن الله عليكم بنصرة البعيد.. وأسكتوا عن نصرتكم صوت العربي المسلم فأبى الله إلا أن يملأ الآفاق بصوت الأجنبي غير المسلم!!
لم يترك عدوكم سلاحا إلا جرّبه… ولا حيلة إلا استخدمها، ولا وليا إلا استعان به…
ثم إذا أنتم بعد عامين تقولون له ولأوليائه بلسان حال النبي الجريح وصحبه المتوجعين يوم أحد:
الله أعلى وأجل..
الله مولانا ولا مولى لكم..
قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار..
وما أشبه يوم غز/ة بيوم أحد؟!!
عُشر الناس بين قتيل وجريح، وكذلك المسلمون يوم أحد…. استشهد سبعون صحابيا من المجاهدين السبعمائة، وجرح مثلهم..
فطبطب عليهم ربهم سبحانه بقوله:
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون"
وأنتم والله الأعلون في معركة اليوم يا أطهر أطهار العالم، وأنقى وأتقى أهله على وجه الأرض…
ورحم الله إقبال عندما ترجم الآية في بيتين أراهما ينطبقان عليكم:
"وِرده لا تحزنوا*** في المأزق
أنتم الأعلون **** تاج المفرق"
بوركت السواعد والعزائم يا أبناء اليا/سين وإخوان الس/نوار، وجنود الض/يف…
ووالله لو رمتكم الناس عن قوس واحدة…
واجتمعوا لكم كما يجتمعون، وكادوا لكم كما يكيدون… فإن يد رب الكون تعمل لكم على حين غفلة من تدبيرهم ومكرهم..
وأعظم الأدلة انفجار ذلكم الغضب العالمي الهادر، وانتهاء أسطورة العدو الغاشم… وارتفاع صوت قضيتكم على الأصوات كلها..
ولو لم يكن من وراء ما ضحيتم إلا هذا… فقد انتصرتم!!
كل عام وطوفانكم بخير… يا أعظم أهل الخير في هذا الزمان.
#خالد_حمدي

مختصر لكتاب دسم أنصح بقراءته..

جاء في الأثر:
"يأتي في آخر الزمان أقوام آخر قصدهم التلاوم"
وما أظن الزمان إلا زماننا...
فغاية ما نفعله ببعضنا هو الملام فيما بيننا..
نعيب الزمان...ونبكي ضياع البلدان، وانتهاك الإنسان...ثم نعود إلى حياتنا وقد ظننا أننا أدينا ما علينا!!
وهذا والله ما يوجع القلب ويغصُّه… أن يكون في الأمة مئات الألوف من المصلحين الذين صار رأس مالهم التلاسن والتعاتب، بينما مئات الفاسدين يمسخون جيلا كاملا، ويمحون آثار الإسلام في كل بر وبحر.
نحن أحفاد عشرات الصحابة الذين ذهبوا إلى الحبشة قلة فما تركوها حتى صار للإسلام في قلب إفريقيا قوة وشوكة!!
نحن أحفاد عشرات التجار اليمنيين الذين مروا على آسيا الوثنية فحولوها مسلمة محمدية!!
أفيعجزنا مسوخ يسابقون الزمان ليجففوا ينابيع الأخلاق، ويسهلوا الفواحش والسقوط على الأجيال؟!!
ذكر كتاب السير أن لواء المشركين يوم أحد لم يزل ينتقل من رجل إلى رجل، كلهم يموتون دونه، حتى رفعه صؤاب وهو عبد حبشي مشرك لبني أبي طلحة وكان آخر من أخذه منهم فقاتل به حتى قطعت يداه ثم برك عليه فأخذ اللواء بصدره وعنقه حتى قتل عليه وهو يقول: اللهم هل أعزرت(يعني أديت ما علي).
ثم لما قتل صؤاب أخذت الراية عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعتها لقريش حتى لجؤوا إليها وقاوموا حتى انتصروا!!
يا لخجلة النفس عندما يكون الكافر أشد عضا على جرحه، وصبرا على رايته من المسلم!!
فليعد كل إلى لوائه يحمله...
المربي يربي ولو ربع طفل، والمصلح يصلح في مجتمعه ولو معشار نفس، وطلاب الجامعة، والمستطيعون من أصحاب المهن والمواهب..
كلكم تستطيعون...وإلا فكلكم آثمون!!
لا شيء أقهر لقلب المصلح من جلد الفاجر وعجز الثقة!!
يقول سفيان الثوري عن نفسه رحمه الله: إن كنتُ لأرى المنكر لا أستطيع تغييره فأبول دماً!!
وقد كان عهده عهد خلافة وتمكين فكيف لو رأى حالنا وحال جميع المسلمين؟!
أوقفوا سب الزمان، وتعييب بعضكم ولو أياما، واعملوا...فما أسهل النوم على الظهر والأصابع على أزرة الهاتف مع مصمصة الشفاه، ولعن الظلام!!
وما أصعب بذل العرق في سبيل إنهاض أمة لو قام نبيها من مرقده لتبرأ من ثلثيها!!
اعملوا يرحمكم الله.
#خالد_حمدي