تعافي وتحدي الوجود.

عمره ما يرمي الغزاوي حجر على اليهود بعد الي شافه..الكُل يقول هذه الجُملة، ربما نحن الجيل الحاضر لن نفعل ذلك، ولن نقدُم عى خطوة كتلك، لكن من يضمن الجيل الصاعد الذي زرع فيه العدو روح الإنتقام؟!، من ذا الذي يمكنه أن يكبح جماح هذا الجيل الذي سينقم شر انتقام، هم من أرادوا له ذلك، وأرادوا أن يزرعوا فيه الإنتقام.

من حمَّل الكتاب وقرأه؟!.

يا رفاق.. من يعيد لنا الأماكن؟

كما عشتم معنا نزوحنا وقهرنا ووجعنا، ستعيشون معنا بإذن الله لحظات فرحنا القادمة، حين نعيد لملمة ما تناثر منا، ونبني من جديد ما ظنّوا أنهم دمروه إلى الأبد..ستشاهدون بأعينكم ابتسامة الطفل الذي يعود إلى بيته، والأم التي تزرع وردتها في باحةٍ أعيد ترميمها، والرجل الذي يرفع حجراً فوق حجرٍ كأنه يرفع قلبه من تحت الركام..سنفرح كما لم نفرح من قبل، لأن الفرح بعد الألم يكون أطهر، ولأننا نحن أهل غزة، لا نعرف المستحيل ننهض دائماً، حتى من بين الرماد.

غزة وضفة، شمال غزة وجنوب غزة، لاجيء ومواطن، أخضر وأصفر وأحمر وأسمر، العيلة والقبيلة والعشيرة، سنة وشيعة، شرقي وغربي وكثير تصنيفات الأصل إنها ما تأثر في فكر الإنسان الواعي والحر، الحرب على غزة فضحت كل هذه التصنيفات وعرتها وكشفت حقيقتها ومن يقفون خلفها لتشتيت الفكر وتمزيق الصف والابتعاد عن جوهر الموضوع إلى هوامشه وثانوياته!.

خليك واعي وما تنجر لهيك مناكفات حتى لو معك الحق، العالم كله منتفض ضد سردية الاحتلال الكاذبة وجرائم جيشه وقادته في غزة، واحنا ياما طالبنا العالم يستوعب فكرتنا ويفهم هدفنا وعند ما بدا العالم يهتف ويعلي صوتنا ضد الاحتلال نروح إحنا ننشغل في مناكفات ومعارك هامشية!؟.

طبعا هذا لا يعني طرح الرأي وتوضيح الأمور واختلاف الآراء في إطار الأدب بعيدا عن التجريح والمزايدات المناطقية!.

-طارق شمالي.

وصلتني رسالة أعبي غاز..❤️

بعد غيابٍ طويل، سنرتاح قليلًا من النار، من قهرها وألمها ووجعها..يا رب لك الحمد.

الأيام دول، وما من ظالمٍ يبقى على حاله..كما نزحنا سيُنزحون، وكما جعنا سيذوقون مر الجوع الذي ذقناه، سيعرفون كيف يُقتلع الإنسان من أرضه وكيف يُحرم من لقمةٍ كانت بين يديه..ستدور الأيام لتُعلمهم أن للدماء حرمة، وللأرض أصحاباً لا ينامون عن حقهم، وأن الله لا ينسى المظلومين ولو بعد حين.

ص٣٥١.

الشهيد صالح الجعفراوي.

لكُل شيءٍ مُدخلاتٌ ومُخرجات..ومُخرجات هذه الحرب هم هؤلاء الميليشيات التي عاثت طوال عامين فسادًا لا يعلمه إلا الله..ضيَّقوا علينا وقضموا قوت أطفالنا، خطفوا وأعدموا خيرة شبابنا بدمٍ بارد..هذه هي المخرجات لحربٍ أكلت الأخضر واليابس في غزة..ربِ اجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًا.

لقد تأثرت كثيرًا بإستشهاد صالح، حزنت كثيرًا على التوقيت الذي أُستُشهِدَ فيها..لروحك السلام يا صالح، لروحك السلام.

نم قرير العين يا شهيد.

حتّى الذين خانوا أوطانَهم، وقفوا يومًا في طابورِ المدرسةِ، وأنشدوا بكلِّ قوّتهم موطني..أولئك ليتهم لم يكبروا أبدًا.

- منقول.

لا أحد يموت ناقص عُمر، فالأعمار بيد الله، تُكتب في اللوح منذ الأزل، ولا تتقدم ساعةً ولا تتأخر..لكن كثيرين يموتون ناقصين شرفًا، تُشيِّعهم اللعنات بدل الدعوات، وتبكي عليهم الذنوب لا العيون..يموتون ناقصين كرامة، عاشوا أذلاءَ، ورضوا بالهوان حتى صار طبعًا لا يُفارقهم..فما أقسى أن تُختَم الحياة على وجهٍ بلا حياء، وصدرٍ بلا شجاعة، وروحٍ بلا ضمير.

نجوتَ منَ القصفِ المُميتِ جِراحُهُ
فجاءكَ غَدرُ القُربِ دونَ مَعونِ.

فلا تلوموا فِعلةُ الأعداء فينا
ولوموا ما فعل القريبُ.

﴿إِنَّما جَزاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَسعَونَ فِي الأَرضِ فَسادًا أَن يُقَتَّلوا أَو يُصَلَّبوا أَو تُقَطَّعَ أَيديهِم وَأَرجُلُهُم مِن خِلافٍ أَو يُنفَوا مِنَ الأَرضِ ذلِكَ لَهُم خِزيٌ فِي الدُّنيا وَلَهُ فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ﴾