Telegram Group Search
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
عنصرية التيار الديني القومي، الذي من أبرز أحزابه "حزب الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش تجاه العرب؛ فيها شيء من المفارقة.

العنصرية الصهيونية العلمانية تجاه العرب مفهومة، لكون الصهيونية مشروعًا غربيًّا تأسس أصلاً في غمرة التمدد الاستعماري الغربي وصعود نزعة التفوق العرقي مع تكريس الدولة القومية، هذا المشروع، أي المشروع الصهيوني، مطعم بموروث تاريخي عنصري، فـ "التناخ" كتاب اليهود المقدس، هو بالنسبة لعلمانييهم وملحديهم سردية رحلة "شعب إسرائيل في التاريخ".

لكن أين المفارقة في عنصرية التيار الديني القومي، الذي جمع بين عنصريتين بنحو مركز، الصهيونية بوصفها مشروعًا قوميًّا، واليهودية بوصفها دينًا قوميًّا لشعب مختار من الله؟!

سموتريتش هنا يصوّر السعودية تصويرًا استشراقيًّا تقليديًّا؛ يقول: إن بقيتم مصرّين على الدولة الفلسطينية مقابل التطبيع، فيمكنكم ركوب الجمال في الصحراء بينما تواصل إسرائيل التطور في مجالات الاقتصاد والدولة والمجتمع والأشياء العظيمة!

القصد من كلمته: أنتم من يحتاجنا لتتطوروا، بينما نحن نمضي في تطورنا بدونكم، إن لم تلحقوا بنا ستبقون رعاة للجمال في الصحاري!

ليست المفارقة في كون سموتريتش يعيش خارج التاريخ بمثل هذا التصوّر الاستشراقي المتخلّف، إذا أخذنا استخدام المخترعات الحديثة مقياسًا للتطوّر، إذ لا شك أنّ السعودية بهذا المعيار أكثر تطوّرًا من إسرائيل.

المفارقة في كون إنسان التيار الديني القومي في إسرائيل، يسعى أن يطابق في معيشته الساكن الأصلي لهذه البلاد، فهم يركبون الحمير في جبال الضفة الغربية ووديانها، ويرعون الغنم، ويذهبون جماعات لقطف الزيتون، ويغنون التراويد الفلسطينية بكلماتها ذاتها (بالعربية) أو بالعبرية مع الاحتفاظ بألحانها حين الرعي أو قطف الثمار أو غرس المزروعات!

هم يعتقدون أنّ هذه كانت حياة الملك داود (سيدنا داود عليه السلام) وشعب إسرائيل الأوائل، وهي حياة لا يعرفها في الأصل هذا المستوطن (سموتريتش من أوكرانيا أصلاً)، إنما الذي يعرف هذه الحياة هو الفلسطيني الممنوع اليوم من الوصول إلى أرضه والعيش كما ينبغي مزارعًا وفلاحًا.

المهم يسرق سموتريتش ومستوطنوه من الفلسطيني حياته، ونمط معيشته، وتاربخه، وحاضره، وأرضه، وملابسه، وتراثه، وطعامه، ثم يعيد إنتاج ما سرقه برطانة عبرية وديباجة توراتية، وبينما يبحث هذا المستوطن عمّا يؤكّد تجذرّه في هذه البلاد، ينظر للعربي الآخر كالخليجي والسعودي على أنّه متخلف جاهل، منحصرة حياته في الجمال والصحراء، عاجز عن التطور بدون اليهود، بالرغم من أنّ هذا العربي يعيش حياته الأصيلة التي لم يسرقها من أحد، مما يعني أنّ هذا المستوطن في المقابل يعيش عقدة نقص مزمنة لأنه طارئ على الأرض لا أصالة له فيها، فموقفه الاستشراقي هو أيضًا تعبير عن حقد وحسد!

أكرّر دائمًا للإخوة العرب أنّ سموتريتش وزير، ولديه وزارتان سياديتان: المالية، ووزارة ثانية في وزارة الأمن (الدفاع)، وليس مجرّد مستوطن متطرّف، وشخصية كهذه معبّرة عن حكومة نتنياهو، ودولة الكيان؛ أفلا تستحق وقفة قوية لتكرارها مثل هذه المواقف، وأن يشتغل عليها الإعلام العربي إيّاه، كقناة العربية، بدلاً من اشتغاله بمستضعفي غزّة؟!

أمر آخر. يسرق المستوطن تراث العرب وفلكلورهم وينسبه إلى نفسه، لأنّه يرى سكان هذا المنطقة، خاصة في الشام الكبير طارئين عليها؛ ثمّ يتقاتل سكان هذه المنطقة على أصل الفلافل والحمص والمكدوس والمجدرة والتبولة.. الخ. أمر مثير للاشمئزاز في الحقيقة!
35👍9💯6👏5
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"معيشة الفلسطيني المسروقة"

مظهر للحياة الرعوية لمستوطني الضفة الغربية.
😢31👌3🤯2🔥1
علوم الآلة لا مذهب لها. يعني لا يقال لمدرّس ما كيف "تدرّس ألفية ابن مالك وأنت تطعن في عقيدة صاحبها؟!"، فما زال الناس يدرسون مثل هذه العلوم على بعضهم رغم اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأقوامهم وألسنتهم، ولكنّ التعصب، وضيق الأفق، يحوّل المذاهب لدى بعض الناس من اختيارات قائمة على النظر والدليل إلى ما يشبه الأحزاب السياسية المغلقة على أصحابها، وكأنّ العلوم ما نتجت إلا لأنّ أصحابها يعتقدون كذا مما افترقت فيه طوائف المسلمين!

والكثير من النحويين وأهل اللغة كانوا من المعتزلة، فهل قيل لأشعريّ يومًا كيف تدرس كتابًا لمن تخالفه في الاعتقاد وقد كان من أئمّتك ما كان في الحطّ على المعتزلة؟! وكتب المعتزلة في علم الأصول كانت من بعض ما انبنى عليه هذا العلم؛ كالعمد للقاضي عبد الجبار والمعتمد لأبي الحسين البصري، ولم تخل المذاهب الفقهية السنية، لاسيما الحنفي ثم الشافعي، من أئمة كبار قيل إنهم كانوا من المعتزلة أو وافقوهم في بعض اختياراتهم.

وقد لاحظت أنّ مناهج الحوزة العلمية لدى الشيعة تعتمد، خاصة في مرحلة المقدمات، على كتب النحو والبلاغة المشهورة بين المسلمين، كالآجرومية وشرح ابن عقيل وقطر الندى وتلخيص المفتاح والمطول ومغني اللبيب والبهجة المرضية وغيرها..، وفي أزمنة ماضية كان يدرس مختصر ابن الحاجب الأصولي في الحوزة قبل أن يضع حسن بن زين الدين (ت 1011 هـ)، المعروف بابن الشهيد الثاني كتابه "معالم الأصول"، وقيل إنه وضع كتابه هذا ليكون بديلاً عن مختصر ابن الحاجب.

فأن يُقال للسلفية كيف تدرسون كتبًا تخالفون عقائد أصحابها؛ أمر غريب يذهل قائله ساعة قوله عن التاريخ العلمي للمسلمين، ويدلّ على الحال التي انحطّ بها بعضهم بالمذاهب حينما صغّرها وكأنّها خلايا حزبية تدرّس كتبًا سرّية! أو كأنّ بعض المعاصرين سدنة على تراث المسلمين لمجرد جامعة المذهب العقدي، ولا فرق من هذه الناحية بين مثل هذا، وبين ذاك الذي ينهى عن قراءة تفسير ابن عاشور!
👍2412👌7🌚1
لما قرأت من شرح العضد لـ «مختصر ابن الحاجب» على شيخنا المحقق ناصر الدين اللقاني، وكان يحضر ذلك الدرس من الفضلاء كثيرون تَقَرُّ بهم العيون، كان الشيخ يميل إلى مساعدة الماتن الذي هو ابن الحاجب؛ لأنه مالكي مثله، وكذلك المالكية من الحاضرين فيتكلفون لِرَدِّ ما يُورِدُه العَضُدُ عليه، وكنت أسعى في توجيه إيراد العضد وتوضيحه، وأنه - أعني : العَضُد - غيرُ متَعَصّب ولا مُتحامل على ابن الحاجب، وأما بقية أهل الدرس من الحنفية والحنابلة فتارة يكونون مع المالكية، وتارة يكونون مع الشافعية.
والحاصل؛ أنَّ الجِبلة المطبوعة على الأخلاق الأولية، والخصائص المركوزة في البدايات، التي لم تشب بالأغراض المثنوية؛ تُثار على نصرة مذهبها ما أمكنها، ولا محذور في ذلك حيث كانت الأدلة محتملةً متقاربة، وإنما المحذور في العناد؛ فإنَّ كثيراً من المتعصبين المذاهبهم لا يرجعون لضروري فضلاً عن يقيني نظري، وهذا هو عين العناد؛ لما هو مقرر عند الأصوليين: أنَّ الفقه من باب الظنون، وأن المسائل اليقينية التي تُذْكَرُ فيه دخيلة فيه، خارجة عن موضوعه، وإنما ذُكِرَتْ توطئة واستطراداً، وإذا كان الفقه ظنّياً لظنية أدلته؛ وجب أن يُقبل أقوى الظنين، وأن يُرجع إليه.

فإذا تعارض دليلان وأحدهما أقوى؛ لكونه مثبتاً، وغيره ناف، أو لكون حديثه أصح من حديث مقابله، أو لكون القوادح التي تطرقه أدونَ أو أقل من القوادح التي تطرق مقابله، أو غير ذلك من وجوه المرجحات المقررة في علم أصول الفقه؛ وجب الأخذ بالأقوى، هذا في حق المجتهدين.

وأما المقلدان فلا فائدة لتنازعهما في ذلك من حيث رجوع أحدهما إلى الآخر؛ إذ المقلد هو الذي لا يتأهل للنظر في الدليل على وجهه المنتج للحكم المطلوب منه، وإنما فائدتهما في ذلك إحاطة الظن بأن مذهب فلان أقرب إلى إصابة الحق من مذهب فلان؛ إذ المصيب في الظنيات واحد لا غير، وقد قيل : ينبغي للمقلد أن يكون مركوزاً في اعتقاده أنَّ إمامه يحتمل أنه مخطئ وأنه مصيب، وأنَّ الظنَّ القوي إنه المصيب دون غيره، فإمامه مصيب عنده ظنّاً، مخطى احتمالاً، وغير إمامه مخطئ عنده ظناً مصيب احتمالاً.

فاحفظ هذا الاستطراد؛ فإنه نافع جدا، وبه يخرج الموفق عن التعصب والعناد وغوائلهما التي ربما أدت إلى استباح قتل النفوس.

ابن حجر الهيتمي
19👏2👍1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
بحيرة طبريا بين فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل.
😢3614❤‍🔥2🥰2
🤯27😢13😱7🤔2🌚2🔥1
(1)
يسألني بعض الإخوة العرب إن كنتُ ممنوعًا من دخول القدس والصلاة في المسجد الأقصى، وهذا السؤال جيد، لأنّه يكشف عن انتباه لأوجه من المعاناة غير المرصودة لمن لا يعيش تلك المعاناة لأنّها لا تُدرك تمامًا إلا بالمعايشة وتستعصي على الحكاية الوافية، ويصعب استيعاب تفاصيلها وفهمها لكثرتها وشدة تداخلها.

ويكفي فقط التنويه إلى التقسيم الاستعماري الكبير الذي قسّم الفلسطينيين داخل فلسطين إلى أربعة أقسام كبرى، لها ظروفها وقوانينها وأوضاعها المختلفة جدًّا، وهي القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزّة، والأراضي المحتلة عام 1948 (التي يسميها العالم وإخواننا العرب "إسرائيل").

علمًا بأنّ تسميات الضفة الغربية وقطاع غزة، هي تسميات سياسية، نجمت عن النكبة، بعدها صار ما كان يعرف بوسط فلسطين ضفة غربية للملكة الأردنية الهاشمية، وغزّة بمحيطها خاضعة للإدارة المصرية، والقدس (شرقيها) أصلاً كانت جزءًا من الضفة الغربية حينما كانت تابعة للأردن.

يحمل فلسطينيو الـ 48 جنسيات إسرائيلية، فقدرتهم على الحركة والتنقل أوسع من بقية الفلسطينيين، وبطبيعة الحال يمكنهم دخول الضفة الغربية والقدس، ويحمل فلسطينيو القدس (داخل الجدار) هويات إقامة ويعدهم الاحتلال أردنيين مقيمين في القدس وقدرتهم على الحركة كقدرة فلسطينيي الـ 48 تقريبًا، أهل الضفة الغربية لا يمكنهم الدخول إلى 48 ولا غزة ولا القدس ولا السفر عبر المطار ولا الوصول إلى البحر أو الموانئ ومنفذهم الوحيد للعالم هو الجسر مع الأردن، ومن يدخل منهم القدس أو الـ 48 فبتصاريح خاصة للعمل أو العلاج، أو بسماح حسب السن (فوق سن 55 مثلاً)، والجنس (ذكر، أنثى) للصلاة في الأقصى، ويستثنى من ذلك من لا تنطبق عليه المعايير الأمنية أو العُمرية (كل هذا أو أكثره مع استثناءات محدودة؛ توقف بعد السابع من تشرين/ أكتوبر)، وقطعًا لا يمكن لهم الوصول إلى غزة، فلسطينيو غزة لا يمكنهم الوصول إلى شيء مما ذكر مع استثناءات محدودة جدًا (مثل أعداد من مسيحيي غزة لزيارة بيت لحم والقدس، وبعض الحالات المَرَضية) وهذا كله توقف كذلك بعد السابع من تشرين/ أكتوبر. فيكون لقاء فلسطيني من الضفة بفلسطيني من غزة في أي مكان في العالم أسهل من لقائهما في فلسطين، وتكون زيارة عربي إلى القدس والأقصى أسهل من فلسطيني مجاور للأقصى.

بالنسبة للقدس، قسمها الاحتلال إلى داخل الجدار، ومن كان داخله يحمل البطاقة المقدسية، وخارج الجدار ومن خارجه لا يحمل البطاقة المقدسية، وهذا على أساس إحصاء وقع بعد احتلال الضفة الغربية ومنها شرقي القدس عام 1967، فيمكن لمن كان داخل الجدار أن يزور من كان خارجه، بينما العكس غير ممكن، وأنا أعيش في قرية من ضواحي القدس وقعت خارج الجدار فلا يمكنني الدخول إلى داخل الجدار إلا بتصريح خاص لا يُعطى لي لأنني معتقل سابق وممنوع أمنيًّا.

الذين هم داخل الجدار أيضًا لهم معاناتهم الخاصة، منها صعوبة البناء والتمدد العمراني بسبب القيود الاحتلالية، في حين أن من لا يثبت سكنه داخل الجدار رغم عجزه عن البناء تسحب منه بطاقته، مع استثناء واحد وهو أنّ الاحتلال سمح لهم بالبناء في منطقة خارج الجدار بين القدس ورام الله تُدعى "كفر عقب" وهذه منطقة (مُحيرة) داخلة في أراضي السلطة ولكن سكانها من حملة بطاقة القدس، وتفاصيل أوضاعها والحياة فيها لا مجال لذكرها الآن.

بعض المناطق لها وضع خاص، مثلاً: قرى بيت اكسا، والنبي صمويل، واقعة في شمالي غرب القدس حيث تقع قريتي، وأهلها لا يحملون بطاقة القدس، ولكنهم فصلوا عن الضفة والقدس، بحيث لا يمكنهم دخول القدس "قانونيًّا" ولا يمكن لأهل الضفة ولجيرانهم في شمالي غرب القدس الدخول إليهم، ولكنهم (أي سكان هاتين القريتين) يمكنهم الخروج منهما إلى بقية مناطق الضفة، وأخيرًا سيعطيهم الاحتلال بطاقات خاصة لقراهم! وقد يشترط مقابل ذلك إثبات سكنهم في قراهم، قرية مثل برطعة في جنين مقسومة نصفين، نصف ضفة ونصف 48، العائلة الواحدة منقسمة على هذا الأساس بحقوق وظروف مختلفة!

الحركة داخل الضفة الغربية نفسها صعبة جدًا، بسبب الحواجز التي تفصل مناطقها الكبرى عن بعضها، وبسبب الحواجز على القرى والبوابات الحديدية التي تفتح وتقفل على القرى، وبسبب حواجز المستوطنين واعتداءاتهم على سيارات الفلسطينيين. مثلاً قرية بيتين ملتصقة بمدينة: البيرة/ رام الله، بحيث لا يحتاج العبور إليها إلا خطوة واحدة فقط (خطوة فقط فعلاً، فحجة بلهجتنا نحن الفلسطينيين)، ولكن عند إغلاق هذا الحاجز، سيضطر الناس إلى التفاف طويل جدًّا قد يكون عليه حاجز أيضًا.

أراضينا الزراعية وامتدادات قرانا من جبال ووديان قد لا نستطيع الوصول إليها بسبب:
1.الطرق الالتفافية.
2. المعسكرات.
3. المستوطنات.
4. الحواجز والبوابات. 👇👇
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
😢2613👍4😱1🌚1
(2)👆
مثلاً: قريتنا محاصرة من ثلاثة اتجاهات: من الغرب معسكر عوفر المقام على أكثر أراضي القرية خصبًا ونماء، من الجنوب طريق التفاف محمي بأسلاك ودوريات وأجهزة استشعار يمنعنا من الوصول إلى زيتوننا فيه، ومن الشرق مستعمرة عطروت الفاصلة بيننا وبين القدس، وتبقى القرية مفتوحة فقط من الشمال على رام الله والبيرة، وهو أمر خانق على المستوى الفردي فلا يمكنني أن أجد فضاء طبيعيًّا للمشي أو التأمل أو الاختلاء، ومدمّر اقتصاديًّا ومدنيًّا لانعدام مجال التوسع العمراني واستحالة إنشاء اقتصاد زراعي.

الكثير من القرى جرف الاحتلال أراضيها الزراعية، واقتلع زيتونها كما فعل أخيرا في قرية المغير/ رام الله، والمستوطنون ومليشياتهم كفتية التلال يمنعون الفلسطينيين من العمل والزراعة والتحرك في المجال الحيوي في جبال ووديان وسهول الضفة الغربية.

والناس خارج الضفة الغربية يسمعون بمناطق (أ A، ب B، ج C)، لكن لا يعرفون مدلولاتها ولا ما يتأسس عليها. هذا تقيسم وفق اتفاقية أوسلو، بحيث إنّ أكثر أراضي الضفة الغربية هي مناطق (ج C)، تخضع لسيطرة الاحتلال أمنيًّا ومدنيًّا، والبناء فيها ممنوع، وما يبنى فيها يهدم (قريتنا ما تبقى منها بعد المصادرة أكثره ج C)، وقد تحولت هذه المناطق في عموم الضفة إلى مجال حيوي للمستوطنات، حتى منشآت زراعية بسيطة فيها مثل كرفانات يهدمها الاحتلال، وأمّا مناطق ب B فيفترض أن الصلاحيات المدنية فيها للسلطة والأمنية للاحتلال إلا أن الاحتلال مدّ صلاحياته المدنية أخيرًا إليها ليبدأ عمليات الهدم ومنع البناء فيها إذا أراد، ومناطق أ A، التي هي الأقل في إطار هذا التقسيم، ويفترض أن الصلاحيات الأمنية والمدنية فيها منحصرة في السلطة؛ لكنه منذ العام 2002 أرجع صلاحيته الأمنية إليها: قيقتحمها ويقتل فيها ويعتقل منها ويهدم منازل إذا أراد، ويدرس مد صلاحياته المدنية إليها أيضًا.

يعني دون سقف القتل الواسع والدمار الشامل وقبل الإبادة الجماعية، لم تكن حياة الفلسطينيين وردية، ثمّة أوجه من المعاناة غير مرئية لإخينا العربي الذي يحب أن يستصغر معانتنا لأسباب غير مفهومة في الحقيقة!

وهذا طبعًا شرح موجز، باختصار مخلّ جدًّا!
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
😢34👍62😱1🌚1
ما هو مكتوب أعلاه كان غرضه الإجابة على سؤال: لماذا لا يمكن لي وأنا أعيش في ضواحي القدس ولا يبعد المسجد الأقصى عن بيتي إلا بضعة كيلومترات؛ الوصول إلى المسجد الأقصى؟

واقتضى المقام التفصيل قليلاً في حياة الفصل والعزل والخنق وشلّ الحركة والظروف المتابينة جدًّا التي يعيشها الفلسطينيون داخل فلسطين.

ولم يكن القصد حصر المعاناة بفلسطينيي الداخل على تنوّع ظروفهم ومناطقهم وقضاياهم الخاصة. فكما نقول نحن الفلسطينيين "النكبة بنية وليست حدثًا"، أي ليست حدثًا انتهى وانتهت معاناته وتداعياته بانقضائه.

النكبة المؤسسة لقضيتنا بوصفها بنية مستمرّة مفاعيلها إلى اليوم من أهمّ ما يسبب لنا النفور من استصغار معاناتنا ووضعها في مقارنات غير سويّة، ليس فقط لأنها خلعت أكثر من نصف الفلسطينيين من عموم فلسطين، وأكثر من 80‎%‎ من الأراضي المحتلة عام 48؛ من ديارهم، وحطمت البنى الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين، وخلقت شريحة اجتماعية جديدة اسمها (اللاجؤون وأبناء المخيمات)، ولكن أيضًا، وعلاوة على الاستمرارية الإسرائيلية بسببها، فإنّ معاناة اللجوء لم تتوقف، وتكفي الإشارة فقط إلى كون أكثرية سكان قطاع غزّة لاجئين هجر أجدادهم وآباؤهم من فلسطين المحتلة عام 48 فتحول القطاع إلى أكبر معسكر لاجئين ربما في التاريخ.

المهم أنّ معاناة اللجوء، والحرمان من الوطن، والبقاء غريبًا لا بالمعنى العاطفي فقط، بل بالواقع المادي، من صور المعاناة الفريدة التي تعكس خصوصية الحالة الفلسطينية من حيث تباين ظروف الفلسطينيين في بلاد اللجوء، فأوضاعهم في لبنان ليست كهي في سوريا أو في الأردن، ويمكن التذكير بما جرى للاجئي العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، والمهم ومهما كانت أوضاع هذا الفلسطيني في هذا البلد أو ذاك فإنه يبقى موصومًا باللجوء مرميًا بكونه غريبًا ذا دم أزرق (آه والله!)، والحلقة الأضعف في أيّ تحوّلات، أو انقسام اجتماعي، أو توتر سياسيّ. ويمكن متابعة العديد من الأفلام والبرامج عن أوضاع لاجئي لبنان على وجه التحديد.
😢1715👍6
يرسل لي بعض الإخوة، قائلين إنهم يلاحظون أنّ لدي نزعة وطنية فلسطينية، تناقض ما ينبغي أن يكون عليه التوجه الإسلامي.

وأنا لا أجد نفسي شخصًا مهمًّا إلى الدرجة التي تستدعي التوضيح، أو الدفاع عن نفسي فيما يخصّ هذا الأمر، بما يحملني على توضيح نشأتي وطببعة أفكاري، بوصفي شخصًا من جيل الثمانينيات، نشأ بنحو مركب في غمرة الانتفاضة الأولى وعلى أدبيات إسلامية عالمية، وفي محاضن تربوية مناهجها كتبها عرب من محيطنا في مصر ولبنان وسوريا والأردن والعراق، علاوة على الاهتمام البالغ للجيل المربي لنا بقضايا العالم الإسلامي ذلك الوقت، كما أنّ بدايات نشاطي الثقافي أواخر التسعينات على الإنترنت كان مع إخوة غير فلسطينيين، وقد كتبت عشرات، إن لم يكن مئات، المقالات طوال السنوات الماضية نصرة للقضايا العربية وللمظلومين في هذا المجال العربي/ الإسلامي الواسع.

لكن هناك مجموعة من النقاط في هذا الموضوع:

1. الهوية الفلسطينية مهمّة في سياق الصراع مع الحركة الصهيونية التي صوّرت فلسطين بداية المشروع الصهيوني أنّها خالية من السكان، ومجرّد صحراء قاحلة أحياها وخضّرها وعمّرها المستعمرون الصهاينة، ثمّ تاليًا تعامل الصهاينة مع الفلسطينيين على أنّهم عرب بلا هوية سياسية مميزة؛ بقصد ترحيلهم من فلسطين، أو إفنائهم بوصفهم أصحاب حق في تقرير المصير. ما يجعل هذا الأمر مهمًّا؛ هو الأفكار المؤسسة لعالم اليوم والتي على أساسها نشأت الدول القومية.

2. الهوية الفلسطينية ليست إذن بغرض التمايز عن محيطنا العربي والإسلامي، وقد كتبت أكثر من مرّة نقدًا لمفاهيم الإسلاميين الحديثة التي تتبنى الدولة الحديثة سقفًا نهائيًّا للنضال السياسي، ولكن، وعلاوة على ما سبق من أهمية الهوية الوطنية في مواجهة الخطاب الصهيوني، فإنّه لا بدّ من ربط راهن القضية الفلسطينية بمسارها التاريخي الطويل من حيث تداخلاتها العربية لكون القضية الفلسطينية في جانب تأسيسي منها ناجمة عن هزائم وسياسات عربية لا تسقط بالتقادم، وهو ما تجهله أكثر أجيال اليوم، بمعنى إنّ جانبًا من هويتنا هو انعكاس لما عانيناه من سياسات عربية سابقة.

3. لاحظت طوال السنوات الأخيرة، جهلاً واضحًا بالمبادئ الأساسية للقضية الفلسطينية لدى الأجيال العربية الجديدة، وبعد اتساع فهم نشطاء أجانب لتفاصيل القضية الفلسطينية بوعي دقيق بموضوعاتها وقدرة مذهلة على فهم أبعادها، بات أمرًا جارحًا ما يعانيه عرب من إهمال أو جهل أو سوء فهم أو سوء أفكار، تجاه القضية الفلسطينية، بما في ذلك شخصيات كان ينبغي أن تكون معالجتها للكثير من الأمور على خلاف ما قالته وكتبته، وصارت الإبادة حدًّا فاصلاً بيني وبين الكثير من الناس، بما لا أحسب أنّ الزمن سيمحوه، فقد انتقل بعضهم من خانة الصداقة والمودة إلى خانة الأعداء.

4. الظلم التاريخي المستمر الواقع على الفلسطينيين يستدعي الكثير من القول والبيان، ولاسيما مع اتخاذه أشكالاً بالغة الشذوذ والتشوه من أوساط عربية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الإبادة، بما يستدعي التركيز.

5. بالرغم مما طال مقولة "القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمّة العربية" من سوء فهم، لاسيما وأنّ هذه المقولة لم يخترعها الفلسطينيون، وإنما الفاعلون العرب من حكومات وأنظمة وقوى سياسية واجتماعية وحزبية بعد هزيمتي 48 و67، فإنها ينبغي أن تكون بالفعل قضية مركزية وهادية ومرشدة للعالم كلّه لأسباب فصلتها في مقالات متعددة، ولا علاقة للأمر بأي نزعة وطنية فلسطينية.

6. وبهذا الاعتبار فإن الانتماء لفلسطين لا يقتصر على الجانب التاريخي من حيث الميلاد أو الانحدار من جذور عائلية أو سياسية فلسطينية، ومع أنّ هذا الانتماء لا يملك أحد حرمان فلسطيني منه، فإنّ من الفلسطينيين من لا يستحق الانتماء إليها بالمعنى الثاني، وهو الذي اقترحتُ (وربما اقترح غيري) تسميته: Palestinism"، بحيث يمكن تعريبها إلى "الفلسطانية" أو غير ذلك من المقترحات، وأعني بها: "انتماء قيميّ ووجوديّ لفلسطين بما هي رمز العدالة والحرية ومختبر الأخلاق الكونية، لا بما هي هوية قومية أو وطنية فقط"، ويدخل في هذا كل أنصار القضية الفلسطينية وأعداء الصهيونية في العالم، نصرة كاملة وعداء جذريًّا، بمعنى أنّ فلسطين قضية عالمية بما هي دالة على اختلال العالم وفيها صورة المظلومين والمنتهكين والمستضعفين في كل العالم، لا من حيث تقديمها على قضايا العالم الأخرى، أو بهدف نفي القضايا الأخرى، وإنما من حيث هي مرآة كل القضايا العادلة في العالم.
45👍9❤‍🔥2
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذا مثال على ما شرحته في النقطة الأولى من المنشور السابق. كيف صورت الحركة الصهيونية فلسطين قبل استعمارها، وكيف كانت فلسطين بالفعل قبل الاستعمار الصهيوني. هل كانت صحراء قاحلة خالية من السكان؟!
38
ذُكِر أنّه لمّا فرغ القاضي البيضاوي (المتكلم والأصولي والمفسر المشهور) من كتابه "الغاية القصوى"، وهو كتاب في الفقه الشافعي، عرضه على والده وكان إمامًا في الفقه، "فلما اطَّلَعَ عليها وتأمَّلَها قال لولده مؤلِّفِها: يا ولدي إنكَ لَسْتَ بفَقيه. قال: لِمَ؟ قال: لأَنَّك إنما جَمَعْتَ فيه فروعًا معلومةً أحكامُها مقرَّرةً عند الأصحاب، فحِفْظُها وجَمْعُها ليس فيه كثيرُ أَمْر، ولا يَدُلُّ على فِقْهِ نَفِيس.
وإنما الذي يدلُّ على ذلك التخريجُ على القواعد والمدارِك، والاستنباطُ لأحكام الحوادِث من ذلك، وسَبْرُ كلام الأئمة أصحابِ الوُجُوه، وأخذُ المنقولِ منه، وتَرْكُ المردُود، وما يناسبُ ذلك مما لا يَخْفَى على الفقيه."
36❤‍🔥4👏1😢1
قناة ساري عرابي
علوم الآلة لا مذهب لها. يعني لا يقال لمدرّس ما كيف "تدرّس ألفية ابن مالك وأنت تطعن في عقيدة صاحبها؟!"، فما زال الناس يدرسون مثل هذه العلوم على بعضهم رغم اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأقوامهم وألسنتهم، ولكنّ التعصب، وضيق الأفق، يحوّل المذاهب لدى بعض الناس من اختيارات…
(1)
استدرك عليّ بعض الأعزاء ما كتبته هنا، ولم أمهل لاستيعاب الاستدراك تمامًا قبل حذفهم له، ولكن حاصل استدراكهم منحصر في قضيتين: الأولى؛ السلفيون وموقفهم من علماء الأمة السالفين وتراثهم العلمي، والثانية؛ الإمامية وسبب تدريسهم في قرون ماضية لمختصر ابن الحاجب، وهو ما يمكن بيانه باختصار فيما يلي:

١. القول إنّ علوم الآلة علوم محايدة، ولا وجه للإنكار على أيّ أحد يدرسها من كتب المخالفين له في الاعتقاد، لا يعني تصحيح ما تورثه النزعة السلفية من نفور من علماء الأمة السالفين، والموقف المتحفز تجاههم، والنظر إليهم بعين الاتهام أو الشك والريبة في الحدّ الأدنى، فالجهة منفكة، كما أنّ السلفيين ليسوا نمطًا واحدًا في كيفية النظر لعلماء الأمّة السالفين المخالفين لهم، ولا وجه لإلزامهم بمدّ أصولهم إلى منتهاها بحيث نوقعهم فيما أبوا الوقوع فيه من الإساءة والتنقيص والإسقاط لعلماء الأمة، فنقد هذه الأصول ومناقشتهم فيها وبيان مؤداها ومنتهاها شيء وإلزامهم بنتائج لا يقولون بها شيء آخر، وهذا النقد والبيان لا بدّ منه حتمًا، فمن بدأ بالتنفير من الرازي والغزالي والجويني، انتقل إلى أبي حنيفة وابن حجر والنووي، وأخيرًا سمعت من يكفر البخاري، بل أمس سمعت درسًا لأحدهم ينتقص من ابن تيمية نفسه، لأنه يعذر مخالفيه من العلماء، وفي هذا السياق ذكرت تدريس الحوزة لا سيما في مرحلة المقدمات لعلوم الآلة من كتب أهل السنة، ولأنّ هذه العلوم تراث الأمة كله، بقطع النظر عن مذاهب مبدعيها، فالعلم أكبر من حصره في تفاخر أشبه بتفاخر الحزبيين والقبليين، ولا حاجة أصلاً لمثل هذا التفاخر فالأمر واضح ينادي على نفسه، وإنما التذكير بمذاهب مبدعي هذه العلوم مهم لبيان خطورة النزعة الإسقاطية لتاريخنا العلمي والديني. 👇👇
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
9👏1
قناة ساري عرابي
علوم الآلة لا مذهب لها. يعني لا يقال لمدرّس ما كيف "تدرّس ألفية ابن مالك وأنت تطعن في عقيدة صاحبها؟!"، فما زال الناس يدرسون مثل هذه العلوم على بعضهم رغم اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأقوامهم وألسنتهم، ولكنّ التعصب، وضيق الأفق، يحوّل المذاهب لدى بعض الناس من اختيارات…
(2)☝️☝️
٢. تدريس الإمامية لمختصر ابن الحاجب في قرون ماضية ليس دالاً على خلو ساحتهم من كتب أصولية أو فقهية قبل ذلك، ولكنه دال على ثراء الدرس الأصولي وتنوع أنماط التصنيف الأصولي في الساحة العلمية السنية وكون السنة من طور هذه العلوم وأنضجها، حتى تلك المرحلة، أي حتى القرنين العاشر والحادي عشر، حتى أن الحسن بن يوسف بن المطهر المعروف بالعلامة الحلي (ت 726 هـ) صاحب "منهاج الكرامة" الذي رد عليه الشيخ ابن تيمية في كتابه "منهاج السنة" شرح مختصر ابن الحاجب، وهذا قبل صاحب المعالم بثلاثة قرون تقريبًا، وقبله رضي الدين الاسترابادي شرح كافية ابن الحاجب في النحو ووافيته في الصرف، وصاحب المعالم نفسه درس مختصر ابن الحاجب بشرح العضد الإيجي علي يد المحقق الأردبيلي وشاركه في حضور هذا الدرس محمد بن علي المعروف بصاحب "مدارك الأحكام"، وهذا يعني على أية حال أنّ الاستفادة العلمية المتبادلة في القرون الماضية كانت حاصلة، وقد يقال إن هذا يدل على الأسبقية السنية في التصنيف في الأصول والفقه، وهذا مفروغ منه، وإن كان في الإمامية تياران بخصوص الأسبقية التاريخية، التيار الأخباري وبعض تجلياته المعاصرة الذي يتهم التيار الأصولي بأنه استدخل إلى "مذهب أهل البيت" علوم "العامة" (يعنون بها السنة) من الأصول والفقه وعلم الرجال، واتجاهات في التيار الأصولي تزعم الأسبقية الشيعية في كل شيء، بالرغم من كون الشيخ الطوس المنعوت بشيخ الطائفة (460 هـ): في كتابه "العدة في أصول الفقه" قال: "ولم يصنف أحد من أصحابنا في هذا المعنى إلا ما ذكره شيخنا أبو عبد الله [يقصد شيخه المفيد (ت 413 هـ)] في المختصر الذي له في أصول الفقه [يقصد كتابه التذكرة بأصول الفقه]، ولم يستقصيه وشذ منه أشياء يحتاج إلى استدراكها وتحريرات غير محررة، فإنّ سيدنا الأجل المرتضى قدس الله روحه [يقصد الشريف المرتضى (436 هـ)]، وإن كثر في أماليه وما يقر عليه شرح ذلك، فإنه لم يصنف في هذا المعنى شيئًا يرجع إليه، ويجعل ظهرًا يستند إليه"، وكلام الطوسي غريب بشأن تصنيف شيخه المرتضى في الأصول، فللمرتضى كتاب في الأصول سماه "الذريعة إلى أصول الشريعة" فلعل الطوسي صنف كتابه في حياة شيخه قبل أن يشرع شيخه في تصنيف كتابه، والمهم وبالرغم من قول الطوسي عن تأخرهم في هذا النوع من التصنيف يقول محقق كتابه: "وهكذا ثبت أن الشيعة الامامية سبقت غيرها في مجال التدوين في علم الأصول، لكنها تأخرت عن المذاهب السُّنية في مجال الممارسة والتطبيق"!!! وعلى أية حال، فحين النظر في هذه الكتب القديمة للإمامية فهي على النمط نفسه من التصنيف في الأصول في ذلك الوقت، ولكن علم الأصول الشيعي تطور كثيرًا بعد الصراع الأخباري/ الأصولي في القرن الحادي عشر، بحيث استفز الإخباريون الأصوليين ليجيبوا على استشكالاتهم على علم الأصول، وأما بالنسبة للفقه فقد ذكر الطوسي في كتابه "المبسوط" ما عابه فقهاء "العامة" على الفقه الإمامي من اتصافه بالحشو والتناقض وقلة الفروع لأن من لا يقول بالقياس والاجتهاد فلا طريق له إلى كثرة المسائل والتفريع على الأصول، ورد عليهم بأن الفروع مضمنة في كلام الأئمة، لكنه أقرّ بقلة عناية الطائفة قبله وفي زمانه بهذا النمط من التصنيف واستيحاشهم من التفريع الفقهي واقتصارهم على مرويات الأئمة، لكنّ استمرار الحوزة وغلبة التيار الأصولي طوّر في العلوم والمعارف الدينية الشيعية كثيرًا.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
7👍2
Forwarded from الشريف الرضي
كَثُرَت أَمانيُّ الرجال وَلَم تَزَلْ
مُتَوَسِّعاتٍ وَالزَمانُ يَضيقُ

- الشريف الرضي
😢317👍3
بِمَ التَعَلُّلُ.. ؟؟!!
😢2121🤔1
2025/10/27 02:32:41
Back to Top
HTML Embed Code: