Warning: mkdir(): No space left on device in /var/www/group-telegram/post.php on line 37

Warning: file_put_contents(aCache/aDaily/post/mesbah_qom/--): Failed to open stream: No such file or directory in /var/www/group-telegram/post.php on line 50
مصباح الهداية | Telegram Webview: mesbah_qom/729 -
Telegram Group & Telegram Channel
نقد تدريس حديث «عنوان البصريّ»

في منشورٍ سابقٍ حول أداء بعض خطباء المنبر انتقدت اهتمام بعض الوعّاظ المتأثرين بالمشرب العِرفانيّ بجملةٍ من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة وإهمال ما هو واردٌ في الكتب المعتبرة الموثوقة وبعضها واردٌ من طرق صحيحة كما هو الحال بالنسبة لصحيفة الزهد لسيّد الساجدين (عليه السّلام)، وغيرها من النصوص الموثوقة الواردة في الكتب المعتبرة التي تمثّل هويّة التراث الشيعيّ. وكان لبّ السؤال: ألا يعدّ التركيز على النصوص الواردة في كتب متأخرة ناقلة عن المتصوّفة والعامّة وإهمال النصوص القديمة الموثوقة المروية في الكتب المعتبرة اختلالاً في ترتيب الأولويات ومنهج التبليغ الدينيّ لمذهب أهل البيت (عليهم السّلام)؟!

وأما بالنسبة لحديث عنوان البصري الذي ذكرته مثالاً فهو -على أحسن تقدير- في غاية الضّعف والوَهْن إنْ لم نقل بأنّه من موضوعات الصوفيّة.
وهذا الحديث من الأحاديث التي نالت اهتماماً كبيراً بالشّرح والتداول في الوقت الحاضر ولا سيّما في الأوساط المعتنية بالمشرب العرفانيّ، وأقدم مصدرٍ لهذا الحديث هو كتاب «مشكاة الأنوار في غرر الأخبار» للشيخ عليّ بن الحسن الطبرسيّ، وهذا لفظ روايته: (عن عنوان البصريّ - وكان شيخاً كبيراً قد أتى عليه أربع وتسعون سنة- قال: كنتُ أختلف إلى مالك بن أنس سنين، فلمّا حضر جعفر الصادق عليه السلام المدينة اختلفتُ إليه وأحببتُ أنْ آخذَ عنه كما أخذت من مالك، فقال لي يوماً: إنِّي رجلٌ مطلوبٌ، ومع ذلك لي أوراد في كل ساعةٍ من آناء الليل والنهار فلا تشغلني عن وِرْدي، فخُذْ عن مالك واختلف إليه كما كنت تختلف إليه. فاغتممتُ من ذلك وخرجتُ من عنده، وقلت في نفسي: لو تفرَّس فِيَّ خيراً لما زجرني عن الاختلاف إليه والأخذ عنه. فدخلتُ مسجد الرسول -صلى الله عليه وآله- وسلَّمْتُ عليه، ثم رجعت من القبر إلى الرّوضة وصلَّيْتُ فيها ركعتين وقلتُ: أسألك يا الله يا الله أن تعطف عليّ قلب جعفر، وترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم. ورجعتُ إلى داري مُغتمّاً حزيناً، ولم أختلف إلى مالك بن أنس لما أُشرب قلبي من حبِّ جعفر، فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري، فلمَّا ضاق صدري تنعَّلْتُ وترديتُ وقصدتُ جعفراً - وكان بعد ما صلَّيْتُ العصر- فلمَّا حضرت باب داره استأذنتُ عليه، فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟ فقلت: السَّلام على الشَّريف. فقال: هو قائمٌ في مصلّاه. فجلستُ بحِذاء بابه، فما لبثتُ إلّا يسيراً إذ خرج خادم له قال: ادخل على بركة الله. فدخلتُ وسلَّمْتُ عليه فردَّ عليَّ السَّلام وقال: اجلس غفر الله لك. فجلستُ فأطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه، وقال: أبو من؟ قلت: أبو عبد الله. قال: ثبَّتَ اللهُ كنيتك ووفَّقكَ لمرضاته يا أبا عبد الله، ما مسألتك؟ قلت في نفسي: لو لم يكن لي من زيارته والتسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيراً. ثم أطرق مليّاً ثم رفع رأسه فقال: يا أبا عبد الله، ما حاجتك؟ قلت: سألتُ الله أن يعطف قلبك عليَّ ويرزقني من علمك، وأرجو أن الله تعالى أجابني في الشَّريف ما سألته. فقال: يا أبا عبد الله، ليس العلم بالتعلّم، إنّما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه، فإن أردتَ العلم فاطلب أوّلاً من نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك. قلت: يا شريف. فقال: قل يا أبا عبد الله. قلت: يا أبا عبد الله، ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوّله الله إليه مُلكاً؛ لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم اللهُ تعالى به، ولا يدبِّر العبد لنفسه تدبيراً، وجملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه، فإذا لم يرَ العبدُ لنفسه فيما خوَّله اللهُ تعالى مُلكاً هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه، وإذا فوَّض العبدُ تدبير نفسه على مُدَبِّره هَانَ عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرّغ منها إلى المراء والمباهاة مع الناس، فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هان عليه الدنيا وإبليس والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثراً وتفاخراً، ولا يطلب عند الناس عِزّاً وعُلوّاً، ولا يدع أيامه باطلاً، فهذا أوّل درجة المُتّقين، قال الله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين).
قلت: يا أبا عبد الله أوصني. فقال: أوصيك بتسعة أشياء، فإنّها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله عزَّ وجلَّ، واللهَ أسألُ أن يوفِّقك لاستعماله: ثلاثة منها في رياضة النفس، وثلاثة منها في الحِلْم، وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإيّاك والتّهاون بها. قال عنوان: ففرَّغتُ قلبي له.



group-telegram.com/mesbah_qom/729
Create:
Last Update:

نقد تدريس حديث «عنوان البصريّ»

في منشورٍ سابقٍ حول أداء بعض خطباء المنبر انتقدت اهتمام بعض الوعّاظ المتأثرين بالمشرب العِرفانيّ بجملةٍ من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة وإهمال ما هو واردٌ في الكتب المعتبرة الموثوقة وبعضها واردٌ من طرق صحيحة كما هو الحال بالنسبة لصحيفة الزهد لسيّد الساجدين (عليه السّلام)، وغيرها من النصوص الموثوقة الواردة في الكتب المعتبرة التي تمثّل هويّة التراث الشيعيّ. وكان لبّ السؤال: ألا يعدّ التركيز على النصوص الواردة في كتب متأخرة ناقلة عن المتصوّفة والعامّة وإهمال النصوص القديمة الموثوقة المروية في الكتب المعتبرة اختلالاً في ترتيب الأولويات ومنهج التبليغ الدينيّ لمذهب أهل البيت (عليهم السّلام)؟!

وأما بالنسبة لحديث عنوان البصري الذي ذكرته مثالاً فهو -على أحسن تقدير- في غاية الضّعف والوَهْن إنْ لم نقل بأنّه من موضوعات الصوفيّة.
وهذا الحديث من الأحاديث التي نالت اهتماماً كبيراً بالشّرح والتداول في الوقت الحاضر ولا سيّما في الأوساط المعتنية بالمشرب العرفانيّ، وأقدم مصدرٍ لهذا الحديث هو كتاب «مشكاة الأنوار في غرر الأخبار» للشيخ عليّ بن الحسن الطبرسيّ، وهذا لفظ روايته: (عن عنوان البصريّ - وكان شيخاً كبيراً قد أتى عليه أربع وتسعون سنة- قال: كنتُ أختلف إلى مالك بن أنس سنين، فلمّا حضر جعفر الصادق عليه السلام المدينة اختلفتُ إليه وأحببتُ أنْ آخذَ عنه كما أخذت من مالك، فقال لي يوماً: إنِّي رجلٌ مطلوبٌ، ومع ذلك لي أوراد في كل ساعةٍ من آناء الليل والنهار فلا تشغلني عن وِرْدي، فخُذْ عن مالك واختلف إليه كما كنت تختلف إليه. فاغتممتُ من ذلك وخرجتُ من عنده، وقلت في نفسي: لو تفرَّس فِيَّ خيراً لما زجرني عن الاختلاف إليه والأخذ عنه. فدخلتُ مسجد الرسول -صلى الله عليه وآله- وسلَّمْتُ عليه، ثم رجعت من القبر إلى الرّوضة وصلَّيْتُ فيها ركعتين وقلتُ: أسألك يا الله يا الله أن تعطف عليّ قلب جعفر، وترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم. ورجعتُ إلى داري مُغتمّاً حزيناً، ولم أختلف إلى مالك بن أنس لما أُشرب قلبي من حبِّ جعفر، فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري، فلمَّا ضاق صدري تنعَّلْتُ وترديتُ وقصدتُ جعفراً - وكان بعد ما صلَّيْتُ العصر- فلمَّا حضرت باب داره استأذنتُ عليه، فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟ فقلت: السَّلام على الشَّريف. فقال: هو قائمٌ في مصلّاه. فجلستُ بحِذاء بابه، فما لبثتُ إلّا يسيراً إذ خرج خادم له قال: ادخل على بركة الله. فدخلتُ وسلَّمْتُ عليه فردَّ عليَّ السَّلام وقال: اجلس غفر الله لك. فجلستُ فأطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه، وقال: أبو من؟ قلت: أبو عبد الله. قال: ثبَّتَ اللهُ كنيتك ووفَّقكَ لمرضاته يا أبا عبد الله، ما مسألتك؟ قلت في نفسي: لو لم يكن لي من زيارته والتسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيراً. ثم أطرق مليّاً ثم رفع رأسه فقال: يا أبا عبد الله، ما حاجتك؟ قلت: سألتُ الله أن يعطف قلبك عليَّ ويرزقني من علمك، وأرجو أن الله تعالى أجابني في الشَّريف ما سألته. فقال: يا أبا عبد الله، ليس العلم بالتعلّم، إنّما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه، فإن أردتَ العلم فاطلب أوّلاً من نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك. قلت: يا شريف. فقال: قل يا أبا عبد الله. قلت: يا أبا عبد الله، ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوّله الله إليه مُلكاً؛ لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم اللهُ تعالى به، ولا يدبِّر العبد لنفسه تدبيراً، وجملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه، فإذا لم يرَ العبدُ لنفسه فيما خوَّله اللهُ تعالى مُلكاً هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه، وإذا فوَّض العبدُ تدبير نفسه على مُدَبِّره هَانَ عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرّغ منها إلى المراء والمباهاة مع الناس، فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هان عليه الدنيا وإبليس والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثراً وتفاخراً، ولا يطلب عند الناس عِزّاً وعُلوّاً، ولا يدع أيامه باطلاً، فهذا أوّل درجة المُتّقين، قال الله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين).
قلت: يا أبا عبد الله أوصني. فقال: أوصيك بتسعة أشياء، فإنّها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله عزَّ وجلَّ، واللهَ أسألُ أن يوفِّقك لاستعماله: ثلاثة منها في رياضة النفس، وثلاثة منها في الحِلْم، وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإيّاك والتّهاون بها. قال عنوان: ففرَّغتُ قلبي له.

BY مصباح الهداية


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/mesbah_qom/729

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

"The argument from Telegram is, 'You should trust us because we tell you that we're trustworthy,'" Maréchal said. "It's really in the eye of the beholder whether that's something you want to buy into." Despite Telegram's origins, its approach to users' security has privacy advocates worried. But because group chats and the channel features are not end-to-end encrypted, Galperin said user privacy is potentially under threat. To that end, when files are actively downloading, a new icon now appears in the Search bar that users can tap to view and manage downloads, pause and resume all downloads or just individual items, and select one to increase its priority or view it in a chat. Andrey, a Russian entrepreneur living in Brazil who, fearing retaliation, asked that NPR not use his last name, said Telegram has become one of the few places Russians can access independent news about the war.
from us


Telegram مصباح الهداية
FROM American