↖️

[ أبو حمزة مصطفى القُرشي ]

كم نازفٍ خَبِرَ طريقَ العزّة حتى صارَ جرحُهُ عنوانَه،
وكم من قلبٍ تكسّرَ على يقينِه فما انطفأ!

أبو حمزة..
ظلَّ يسيرُ في دربٍ من لهبٍ ونور،
تحتَ القصف والفقد يمشي كأنّ خطواتِه تُنشدُ التوحيد،
وفي كلّ التفاتةٍ منه تُولدُ سورةُ صبرٍ جديدة.

عاشَ غريبًا بين الجموع،
يَغرسُ في زمنِ الخذلانِ معنى الثبات،
يُصلحُ بين السيفِ والدعوة،
ويقولُ للريحِ: «خذي من عَرَقي ما شئتِ، فلن تقتلعِي جذري»

تلك الرقةُ التي ضمّتْه يومًا
شهدتْ كيف يكونُ الإنسانُ حين يتطهّرُ من الدنيا.
وفي الباغوزِ.. تكسّرتْ السيوفُ،
لكنّ عزيمتَهُ ما انحنتْ،
ذاقَ الحصارَ والجوعَ والخذلان،
ثم خرجَ من رمادها أصلبَ من الحديد،
يُهيّئُه اللهُ لختامٍ يليقُ بالشهداء في جبلة.

رحلَ كما يرحلُ المخلصونَ إذ يفرغونَ من الدُّنيا،
خلعَ عن كتفيهِ أثقالَها، وخرجَ منها كما دخلَ: طاهرًا وحيدًا لله.
لم يلتفتْ إلى ظلٍّ ولا مجدٍ ولا اسم،
بل مضى إلى وجهٍ لا يُرادُ سواه،
كأنّ الروحَ حين فاضتْ قالت: اللهم خُذني، فقد تمّ العهد.

سلامٌ على جسدٍ واراهُ الثرى، فأيقظَ من سباتِهم الرجال،
وسلامٌ على دمٍ تفجَّرَ نورًا يهدي العابرينَ إلى الكمال،
مضى ثابتًا، فاستحيَتْ من ثباتِه الجبال،
ومن دمهِ وُلِدتْ راياتٌ لا تنكسرُ ولا تُزال.

🔻[ أُمّةٌ ولود ]