Telegram Group Search
"اعلم أن التعليم هو الأصل الذي به قوام الدين وبه يؤمن إمحاق العلم.
فهو من أهم أمور الدين وأعظم العبادات وآكد فروض الكفايات.
قال الله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا تكتمونه) وقال تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا) الآية. وفي الصحيح من طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليبلغ الشاهد منكم الغائب). والأحاديث بمعناه كثيرة والإجماع منعقد عليه".

» النووي رحمه الله.
» المجموع ٣٠/١.
ٰ
اليوم إن شاء الله تعالى
الله تعالى يحثنا على وحدة الأمة: ﴿وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون﴾.
والكافرون يريدون وحدة الأديان: ﴿قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون . ولا أنتم عابدون ما أعبد . ولا أنا عابد ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما أعبد . لكم دينكم ولي دين﴾.
من فرائد الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى قوله:
« زرعُ النفاقِ ينبُتُ على ساقيتين: ساقية الكذب، وساقية الرياء ».
مدارج ٥٥٢/١

الحرص على معالجة هذين الخُلقين في أنفسنا وأبنائنا وطلابنا يساهم في رفع مستوى الإيمان وصناعة الشخصية المؤمنة الصادقة.
كثير من الناس يظن أنه بحاجة إلى استعمال الكذب والرياء في حياته ولو يسيراً لتجاوز بعض المواقف المحرجة، أو لإظهار ما يليق.
لذلك وجب تدريب النشء والشباب على مواجهة المواقف ومواجهة الناس بلا كذب ولا رياء، وتحمل نواتج الصدق والوضوح المؤلمة.
وكذلك ينبغي أن نقلل من المتابعة الدقيقة لأخطائهم ونقدها ومن توجيههم الدائم، فإن أخطاءهم أخف وأيسر من تشكُّل شخصية النفاق في أنفسهم.
والله أعلم.
الآن في دمشق الشام

بحمد الله تعالى
تجدون كتب محبكم في مكتبة آفاق. اللهم بارك.
قيمة المسلم في مجتمع المسلمين


من أعظم ما جاءت به الشريعة الغرّاء: تعظيمُ حرمة المسلم وصيانةُ مكانته. وقد تواترت النصوص في تقرير هذا الأصل العظيم. فمنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث…» الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعِرضه». وقد أكّد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في خطبة الوداع الجامعة التي تضمّنت محكمات الشريعة وأصول الدين.

فدلّ ذلك كلّه على أن حرمة المسلم من محكمات هذا الدين وأصوله القطعية، التي يجب على المسلمين كافة تعلّمها والتواصي بها والعمل بمقتضاها؛ فهي ليست من فضول المسائل ولا من التحسينيات، بل مما لا يقوم المجتمع المسلم إلا به.
ويكفي أن نتأمل كثرة النصوص التي وردت في تحريم القتل وبيان خطورته وجعله من أكبر الكبائر؛ دلالةً على تعظيم شأن المسلم الذي يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.

ومما يزيد هذا المعنى بياناً أن الله سبحانه وتعالى حين يُدخل عباده المؤمنين الجنة ويعطيهم من فضله، لا يعطيهم مجرد عطاء، بل عطاءً مقروناً بالكرامة. قال تعالى:
﴿أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ • فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ • فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾
فقد بيّن سبحانه أن النعيم لا يكتمل بمجرد الرزق، وإنما بالعطاء الذي يُصان به شرف المؤمن وتُحفظ كرامته وتراعى فيه مشاعره.
فدل على حرص ديننا على تجنيب المسلم كل ما يؤذيه، ولو كان من جهة المشاعر، فكيف بما يتعلق بروحه أو ماله أو بدنه أو أهله..

ومع وضوح هذه المعاني وعلو شأنها، إلا أن الحديث عنها في واقعنا قليل في الخطب والدروس والبرامج والمقالات والتدوينات.
وهذا الغياب يُورث خطراً بالغاً، إذ يضعُف في النفوس استحضار حرمة المسلم، فتُهدر قيمته، ويتجرأ البعض عليه في نفسه أو ماله أو سمعته أو كرامته.

ولذلك فإن من الواجب إحياء هذا الأصل الشرعي العظيم في الخطاب الدعوي والإعلامي والثقافي، وتوعية الناس به، حتى لا تُفتك الأرواح وتستباح الدماء وتُنتهك الأعراض.

إن صيانة حرمة المسلم ليست خياراً، بل ضرورة شرعية ومجتمعية، تحفظ للأمة أمنها وأخلاقها ووجهها الإيماني الذي أراده الله تعالى لها.
﴿خافضة رافعة﴾

من أعظم وأعجب صفات القيامة أنها: ﴿خافضة رافعة﴾. ويدخل في معناها ما ذكره ابن كثير:
«تخفض أقوامًا إلى أسفل سافلين إلى الجحيم، وإن كانوا في الدنيا أعزاء، وترفع آخرين إلى أعلى عليين إلى النعيم المقيم، وإن كانوا في الدنيا وضعاء، هكذا قال الحسن وقتادة وغيرهما….
وقال محمد بن كعب: تخفض رجالًا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع رجالًا كانوا في الدنيا مخفوضين».

كم فينا من مقدَّم في المجالس والموائد والصفوف، مؤخَّر في الآخرة! وكم فينا من مهمَل مطرود عن المجالس، مقدَّم في الآخرة! ثم اسأل نفسك: فيمَ كنت؟

أسأل الله لي ولكم النجاة والرفعة يوم القيامة، وأن يدخلنا الجنة بلا حساب ولا عذاب، بفضله العظيم وجوده الواسع ورحمته التي وسعت كل شيء.
ابن إسحاق عن أحداث غزوة بني المصطلق:
"فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الماء، وردت واردة الناس، ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار، يقال له: جهجاه بن مسعود يقود فرسه، فازدحم جهجاه وسنان بن وبر الجهني، حليف بني عوف بن الخزرج على الماء، فاقتتلا.

فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين، فغضب عبد الله بن أبي بن سلول، وعنده رهط من قومه فيهم: زيد بن أرقم، غلام حدَث، فقال:
أوقد فعلوها! قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما أعدُّنا وجلابيب قريش [أي الغرباء ونحوه] إلا كما قال الأول: سمِّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ.
ثم أقبل على من حضره من قومه، فقال لهم:
هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوَّلوا إلى غير داركم.

تلخيص لرؤية المنافقين:
- يرون الرفاه والسعة للصالحين مشكلة ينبغي معالجتها بتضييق المعيشة عليهم.
- يرون تحقير الصالحين اجتماعياً، وتعييرهم بظروفهم المتسببة في ذلك.
- يرون تغيير الموازين الاجتماعية والتغيير الديموغرافي أو ما يشبهه في النتيجة.
- يرون إحداث الطبقية والعنصرية في المجتمع بدلاً عن الاندماج والتساوي.

عبد الله بن أبي بن سلول لم يكن مجرد منافق فحسب، بل كان يحمل فكراً مرتباً يستخدمه في عداوة الإسلام.
الابتلاء يصيب البيوت الصالحة كما يصيب الأفراد الصالحين. وكما يحب الله عبداً فيبتليه، فكذلك البيوت التي يحبها الله تعالى: يبتليها.

تقول عائشة في قصة الإفك العظيمة وهي تحكي عجز والديها عن فعل أي شيء تجاهها:
"فلما لم أرَ أبوَيّ يتكلمان قلت لهما: ألا تجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالا: والله ما ندري بماذا نجيبه. قالت: فوالله لا أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام..".
مكرمون


﴿أولئك لهم رزق معلوم . فو ٰ⁠كه وهم مكرمون﴾ [الصافات ٤٢- ٤٢]

البقاعي:
لما كان الذي هو نعيم الجسم لا يحمد غاية الحمد إلا مع العز؛ الذي هو غذاء الروح؛ قال: ﴿وهم مكرمون﴾.

ابن عاشور:
وسّط في أثناء وصف ما أعد لهم من النعيم الجسماني أن لهم نعيم الكرامة، وهو أهم، لأن به انتعاش النفس، مع ما في ذلك من خلوص النعمة ممن يكدرها.
"لا يكون العبد عالمًا بالدين وأحكام الشريعة وما يحبه الله ويرضاه ويسخطه ويبغضه ما لم يحفظ القرآن. وذلك أن القرآن هو مجمع علم الأولين والآخرين، بل وعليه مدار علم الدنيا والآخرة، وما لله وما لغيره. قال ابن مسعود: من أراد العلم فليثوّر القرآن".


»ابن تيمية.
»رسالة فضائل الأئمة الأربعة ص١٥.
ٰ
من رسالة ابن تيمية رحمه الله: فضل الأئمة الأربعة.
رباط في المساجد

لا نزال نجهل قدر المساجد عند الله تعالى..
حاشا صنفين مرابطين في المساجد، وفقهم الله تعالى لذلك، تجدهم -وإن قلّوا- في كثير من القرى والبلدات والأحياء، قلوبهم معلقة بالمساجد..

الصنف الأول: المعتنون بالصلوات المفروضة، انتظاراً واستعداداً وتعلقاً، وقد جاءت الإشارة إليهم في قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط».

الصنف الثاني: الماكثون في المساجد لتعليم الناس كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد جاءت الإشارة إلى فضلهم في عدد من الأحاديث، ولهذا بوّب الإمام النووي رحمه الله على هذه الأحاديث بقوله في رياض الصالحين: "باب فضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر".


أيها المرابطون في المساجد، ليهنكم الفضل والثواب، فأنتم على ثغر من أعظم ثغور الأمة.
‎⁨الهجرة إلى رمضان⁩.pdf
1 MB
بفضل الله..
بين يديكم رسالة قصيرة بعنوان:

الهجرة إلى رمضان

أسأل الله أن ينفع به كاتبه وقارئه وعموم المسلمين. اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه. آمين.
2025/12/03 10:09:24
Back to Top
HTML Embed Code: