Telegram Group & Telegram Channel
الدرس بوصفه عملًا مناهضًا ومواجهة وجوديّة

كتب سماحة العلّامة الشيخ محمّد الجواهريّ في مقدّمة تقريراته لدروس المرجع الكبير السيّد أبو القاسم الخوئيّ، متحدّثًا عن تفاعله رضوان الله عليه مع الدرس، وإصراره على استمراره رغم الظروف القاسية:

وكان يقول: إنّ الساعة التي أستريح فيها، وأنسى كلّ ما أعانيه، من مشاكل الحياة والظروف التي نحن فيها هي ساعة الدرس.

وهو كما قاله -رحمه الله- فنكون في ساعة الدرس في راحة، واستقرار، وتفاعل، وانشراح، وحماس، وما أن ينتهي الدرس ونضع أرجلنا خارج مكان الدرس، وإذا بشرار خلق الله، ومجرمي بريّته، المغول البرابر ، والقتلة الفجرة، والنطف القذرة، المملوءة بطونهم من الحرام، والحاقدة قلوبهم على الأنام، من جلاوزة النظام البعثيّ أمامنا، وكأنّهم وحوش كاسرة تنتظر فريسة تمزّقها وتلغ في دمائها. وهذا هو حال دروسنا كلّها التي كنّا نتلقّاها، أو ندّرسها، في زاوية من زوايا مسجد بعيد عن الأنظار، أو زاوية من زوايا مدرسة جامعة النجف الدينيّة [واحدة من المدارس في النجف الأشرف]، التي لم يبق فيها على كبرها إلاّ ثلاثة طلّاب، أحدهم يسكن في الجامعة، والآخران خارج الجامعة.

وعلى كلّ حال، كان وجود الحوزة العلميّة في النجف الأشرف بعد التهديم الذي هدمها النظام البعثيّ متمثّلاً بدرسه الشريف، فكان إذا عطّل درسه معناه أنّ حوزة النجف الأشرف أقفلت أبوابها، فلذا كان مضطرّاً ومُلجأً إلى مواصلة الدرس، والحفاظ على الحوزة العلميّة المقدّسة. إلى أن وصل به الحدّ أنّه لا يطيق التدريس كمال الأسبوع، فأخذ ينقص منه يوماً، إلاّ أنّه لا يُعلم أيّ يوم هو، فكان الطلّاب يحضرون محلّ الدرس وهو مدرسته (دار العلم) التي أنشأها السيّد الاُستاذ وهدمها البعثيّون بعد ذلك، ثمّ حينما لا يأتي يقفلون راجعين، ثمّ بعد مدّة أنقص من الأسبوع يومين كذلك، من دون أن يُعلم أيّ يومين هما، وهكذا الى أن لاحظت في الأيّام الأخيرة أنّه كان يأتي في الأسبوع يوماً واحداً أو يومين، لا يُعلم أيّ يومين هما.

ثمّّ حدثت الانتفاضة الشعبانيّة المباركة، وتبنّاها سماحة السيّد الأستاذ، وشكّل لجنة لإدارة البلاد، وأصدر بيانه الأوّل، ثمّ وبعد قمع الانتفاضة وما لاقاه من أثر ذلك أصبح رهين الإقامة الجبريّة، في منزله في الكوفة، الى أن استُشهد رحمه الله، وجزاه عنّا خير جزاء المحسنين، وأسكنه الله الفردوس الأعلى، مع النبيّ -صلّى اللّه‌ عليه وآله وسلم- والأئمة المعصومين عليهم آلاف التحية والسلام.

لاقى رحمه الله من البعثيّين ما لاقاه، كيف لا وهو زعيم الشيعة، وزعيم الحوزة العلميّة في دولة يحكمها البعثيّون الزنادقة، وتتزعّم محاربة الشيعة والتشيّع، وتُدعم لأجل ذلك من كلّ من لا بصيرة له، ولا دين، من أعداء التشيّع، دولاً، ومذاهب فاسدة؛ { یُرِیدُونَ أَن یُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَیَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّاۤ أَن یُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٣٢]، حتّى اُستشهد رحمه الله.

القضاء والشهادات، ج١، ص٨ - ١٠.


#خواطر
#قبسات_من_سيرة_العلماء
5



group-telegram.com/rooaamoktara/140
Create:
Last Update:

الدرس بوصفه عملًا مناهضًا ومواجهة وجوديّة

كتب سماحة العلّامة الشيخ محمّد الجواهريّ في مقدّمة تقريراته لدروس المرجع الكبير السيّد أبو القاسم الخوئيّ، متحدّثًا عن تفاعله رضوان الله عليه مع الدرس، وإصراره على استمراره رغم الظروف القاسية:

وكان يقول: إنّ الساعة التي أستريح فيها، وأنسى كلّ ما أعانيه، من مشاكل الحياة والظروف التي نحن فيها هي ساعة الدرس.

وهو كما قاله -رحمه الله- فنكون في ساعة الدرس في راحة، واستقرار، وتفاعل، وانشراح، وحماس، وما أن ينتهي الدرس ونضع أرجلنا خارج مكان الدرس، وإذا بشرار خلق الله، ومجرمي بريّته، المغول البرابر ، والقتلة الفجرة، والنطف القذرة، المملوءة بطونهم من الحرام، والحاقدة قلوبهم على الأنام، من جلاوزة النظام البعثيّ أمامنا، وكأنّهم وحوش كاسرة تنتظر فريسة تمزّقها وتلغ في دمائها. وهذا هو حال دروسنا كلّها التي كنّا نتلقّاها، أو ندّرسها، في زاوية من زوايا مسجد بعيد عن الأنظار، أو زاوية من زوايا مدرسة جامعة النجف الدينيّة [واحدة من المدارس في النجف الأشرف]، التي لم يبق فيها على كبرها إلاّ ثلاثة طلّاب، أحدهم يسكن في الجامعة، والآخران خارج الجامعة.

وعلى كلّ حال، كان وجود الحوزة العلميّة في النجف الأشرف بعد التهديم الذي هدمها النظام البعثيّ متمثّلاً بدرسه الشريف، فكان إذا عطّل درسه معناه أنّ حوزة النجف الأشرف أقفلت أبوابها، فلذا كان مضطرّاً ومُلجأً إلى مواصلة الدرس، والحفاظ على الحوزة العلميّة المقدّسة. إلى أن وصل به الحدّ أنّه لا يطيق التدريس كمال الأسبوع، فأخذ ينقص منه يوماً، إلاّ أنّه لا يُعلم أيّ يوم هو، فكان الطلّاب يحضرون محلّ الدرس وهو مدرسته (دار العلم) التي أنشأها السيّد الاُستاذ وهدمها البعثيّون بعد ذلك، ثمّ حينما لا يأتي يقفلون راجعين، ثمّ بعد مدّة أنقص من الأسبوع يومين كذلك، من دون أن يُعلم أيّ يومين هما، وهكذا الى أن لاحظت في الأيّام الأخيرة أنّه كان يأتي في الأسبوع يوماً واحداً أو يومين، لا يُعلم أيّ يومين هما.

ثمّّ حدثت الانتفاضة الشعبانيّة المباركة، وتبنّاها سماحة السيّد الأستاذ، وشكّل لجنة لإدارة البلاد، وأصدر بيانه الأوّل، ثمّ وبعد قمع الانتفاضة وما لاقاه من أثر ذلك أصبح رهين الإقامة الجبريّة، في منزله في الكوفة، الى أن استُشهد رحمه الله، وجزاه عنّا خير جزاء المحسنين، وأسكنه الله الفردوس الأعلى، مع النبيّ -صلّى اللّه‌ عليه وآله وسلم- والأئمة المعصومين عليهم آلاف التحية والسلام.

لاقى رحمه الله من البعثيّين ما لاقاه، كيف لا وهو زعيم الشيعة، وزعيم الحوزة العلميّة في دولة يحكمها البعثيّون الزنادقة، وتتزعّم محاربة الشيعة والتشيّع، وتُدعم لأجل ذلك من كلّ من لا بصيرة له، ولا دين، من أعداء التشيّع، دولاً، ومذاهب فاسدة؛ { یُرِیدُونَ أَن یُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَیَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّاۤ أَن یُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٣٢]، حتّى اُستشهد رحمه الله.

القضاء والشهادات، ج١، ص٨ - ١٠.


#خواطر
#قبسات_من_سيرة_العلماء

BY رؤى مختارة


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/rooaamoktara/140

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Anastasia Vlasova/Getty Images One thing that Telegram now offers to all users is the ability to “disappear” messages or set remote deletion deadlines. That enables users to have much more control over how long people can access what you’re sending them. Given that Russian law enforcement officials are reportedly (via Insider) stopping people in the street and demanding to read their text messages, this could be vital to protect individuals from reprisals. On December 23rd, 2020, Pavel Durov posted to his channel that the company would need to start generating revenue. In early 2021, he added that any advertising on the platform would not use user data for targeting, and that it would be focused on “large one-to-many channels.” He pledged that ads would be “non-intrusive” and that most users would simply not notice any change. Given the pro-privacy stance of the platform, it’s taken as a given that it’ll be used for a number of reasons, not all of them good. And Telegram has been attached to a fair few scandals related to terrorism, sexual exploitation and crime. Back in 2015, Vox described Telegram as “ISIS’ app of choice,” saying that the platform’s real use is the ability to use channels to distribute material to large groups at once. Telegram has acted to remove public channels affiliated with terrorism, but Pavel Durov reiterated that he had no business snooping on private conversations. "For Telegram, accountability has always been a problem, which is why it was so popular even before the full-scale war with far-right extremists and terrorists from all over the world," she told AFP from her safe house outside the Ukrainian capital.
from us


Telegram رؤى مختارة
FROM American