زبدةُ الكلام للأُرْموي الهندي كتابٌ جليل في هذا الفنّ، وهو من الكتب التي قرأها ابنُ قاضي الجبل على شيخ الإسلام ابن تيمية كما ذكر محقّق الأصبهانية عبدالله السليمان في أحد الهوامش.

كلام المحقق السليمان 👆🏻👆🏻

ما أشدّ ورع ابن تيمية في الحكم على الأعيان، ومن ذلك موقفه من ابن عربي الطائي؛ فإنّه ردّ على مقالاته الإلحادية في الفصوص وغيره، وكفره بها إلا أنّه لم يجزم بالحال التي مات عليها، ولا بمصيره في الآخرة، فاحتمالُ توبته قائمٌ ولا يوجد دليلٌ على عدمه.

انظر إلى حال من يدعون متابعته -وهم جهلة أو كذبة- في التسرع في الحكم على الأعيان بالخلود في النيران، وعدم إعذار المتأولين من المصلين.

كلُّ من أنصف من نفسه علم أن ابن تيمية حجز الحلي في قمع السمسم، ولا يزن الحلّي مع ابن تيمية في المعقول والمنقول جناح بعوضة.

يقول قوله انطلاقا من وحدة المذهب، وأنا أقول هذا القول وليس بيني وبين ابن تيمية اتفاقٌ في كلّ ما قاله في مسائل العقيدة.

لا أحب الكلام العام، هاتوا أمثلة جزئية قصر ابن تيمية عن فهم مرام الحلي ومقصوده وفي الجواب عن حججه وأدلته وبيانِ أقوال المسلمين في المسألة المبحوثة، بل مثالا وسوف أبين ما لدي من محاكمة بين الرجلين.

وهو قد وعد بذلك وأنا أحب الكلام في التفاصيل فلننتظر هل كان ابن تيمية فعلا لا يفهم ما يقوله الحلي؟!

بعضُ الأشعرية يرى أنّ علم الكلام من المحظورات التي تباحُ للضرورة، ولولا الضرورةُ لبقي الموقفُ منه المنعَ.

فلا تمنع انتساب شخصٍ إلى المذهب الأشعريِّ بسبب موقفه من علم الكلام، ولا تسمع للقاصرين عن معرفة الاختلافات الموجودة داخل المذهب الواحد.

ومن اللطائف أن تقي الدين السبكي الشافعيَّ الأشعريَّ رحمه الله لما نقد نونية ابن القيم ذكر من المآخذ عليها كون هذه القصيدة من علم الكلام الذي ذمّه السلفُ ونهوا عن النظر فيه وإن كان حقًّا.

الأشعرية والمعتزلة عند شيخ الإسلام ابن تيمية من طوائف أهل القبلة، ومن شكك في ذلك فمصاب في عقله أو صاحب هوى أو جاهل جهلا مفرطا.

اعتن بمدرسة الرازي وتلاميذه كثيرا إذا أردت أن يسهل عليك القراءة في تراث ابن تيمية؛ فإنه صار مهموما بنقد هذه المدرسة والكشف عن شبهاتها وحلّ معضلاتها وإشكالاتها، ويكتب في محيط علمي قد تغذى بتعاليم هذه المدرسة وتشبع.

وليس التراث النجدي مفتاحا للقراءة لابن تيمية بل إنّه مصدر تشويش وإشكالات وخصوصا في باب التكفير.

ابن تيمية في الدرء (٣٩٣/٩) يقول نفس ما قلته لكم سابقا حول ضرورة القدر/المعنى المشترك في باب المعارف الإلهية.

جهود صاحبي الوفي عبدالله الغزي العلمية لا تتوقف، ومشاريعه الطموحة تعكس لك علو همته وشغفه في العلم، ومن أهم ما يطمح إليه وضمن نتاجه العلمي الإشرافُ العلمي على ترجمة عدد من الدراسات الغربية؛ لإثراء الوسط العلمي وتحريك الأقلام الجادة صوبها إما نقدًا لها وتقويما أو تعزيزا وتأكيدًا ولما تتسم به غالب هذه الدراسات من الصرامة المنهجية والموضوعية المقصودة للباحث قدر المستطاع، لذلك حصل له اهتمامٌ بها وخصوصا الدراسات التي تتعلق بمدرسة بيئته التي يعيش فيها ويمسّه طائفها.

كان لي بفضلٍ من صاحبي عليَّ شرفُ مراجعة هذه الدراسة، وسوف أتكلم معكم لاحقا عن كثير من محاسنها، وهناك نتائج معدودة لا أوافق فيها راقم هذه الدراسة قد أذكرها وقد لا أذكرها اعتمادا على ما قد ذكرته سابقا في القناة مما يتعلق بالمقالات التيمية.

مذهب ابن تيمية في كلام الله يتلخص في:

١/ الكلام حقيقة في اللفظ والمعنى، ويدل عليهما معا بالمطابقة.

٢/ الله يتكلم بمشيئته وقدرته ومطلق الكلام لازمٌ له.

٣/ آحاد الكلام حادثة وكائنة بعد أن لم تكن، ولكن نوع الكلام ليس حادثا بل نوع الكلام قديم.

٤/تسلسل آحاد الكلام من قبيل التسلسل الواجب.

لا تنقص ركنا من هذه الأركان عند بيانك لموقف ابن تيمية من الكلام الإلهي، وسأتكلم معكم في قادم الأيام عن هذا الكتاب 👇🏻👇🏻

*الكلام كصفةٍ اختياريةٍ حادثةٍ أعمُّ من كونِ الكلام صفةً اختيارية قديمة النوعِ وجوبا، فإنّ المقيد أحدُ مصاديق المطلقِ فتنبّه.