📕متن اللؤلؤ والمرجان📕
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث الثالث والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٤-حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها.
قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: "إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى"
قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذلِكَ؟
فَقَالَ: "أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا، وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى، قلْتِ: لَا، وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ"
قَالَتْ: قلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَهْجُرُ إِلَاّ اسْمَكَ.
⭐️أخرجه البخاري في: ٦٧- كتاب النكاح: ١٠٩- باب غيرة النساء ووجدهن.
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث الثالث والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٤-حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها.
قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: "إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى"
قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذلِكَ؟
فَقَالَ: "أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا، وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى، قلْتِ: لَا، وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ"
قَالَتْ: قلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَهْجُرُ إِلَاّ اسْمَكَ.
⭐️أخرجه البخاري في: ٦٧- كتاب النكاح: ١٠٩- باب غيرة النساء ووجدهن.
📖 شرح الحديث :
https://dorar.net/hadith/sharh/151186
📕متن اللؤلؤ والمرجان📕
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث الرابع والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٥-حديث عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي؛ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي.
⭐️أخرجه البخاري في: ٧٨- كتاب الأدب: ٨١- باب الانبساط إلى الناس.
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث الرابع والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٥-حديث عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي؛ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي.
⭐️أخرجه البخاري في: ٧٨- كتاب الأدب: ٨١- باب الانبساط إلى الناس.
📖 شرح الحديث :
https://dorar.net/hadith/sharh/151240
📕متن اللؤلؤ والمرجان📕
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث الخامس والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٦-حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ يَبْتَغُونَ بِهَا -أَوْ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ- مَرْضَاةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
⭐️أخرجه البخاري في: ٥١- كتاب الهبة: ٧- باب قبول الهدية.
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث الخامس والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٦-حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ يَبْتَغُونَ بِهَا -أَوْ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ- مَرْضَاةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
⭐️أخرجه البخاري في: ٥١- كتاب الهبة: ٧- باب قبول الهدية.
📖 شرح ما يُقاربه :
https://dorar.net/hadith/sharh/8721
📕متن اللؤلؤ والمرجان📕
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث السادس والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٧-حديث عَائِشةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، يَقُولُ: "أَيْنَ أَنَا غَدًا أَيْنَ أَنَا غَدًا" يُرِيدُ يوم عَائِشَةَ. فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكونُ حَيْثُ شَاءَ. فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدورُ عَلَيَّ فِيهِ، فِي بَيْتِي فَقَبَضَهُ اللهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي.
⭐️أخرجه البخاري في: ٦٤- كتاب المغازي: ٨٤- باب مرض النبي ﷺ ووفاته.
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث السادس والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٧-حديث عَائِشةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، يَقُولُ: "أَيْنَ أَنَا غَدًا أَيْنَ أَنَا غَدًا" يُرِيدُ يوم عَائِشَةَ. فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكونُ حَيْثُ شَاءَ. فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدورُ عَلَيَّ فِيهِ، فِي بَيْتِي فَقَبَضَهُ اللهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي.
⭐️أخرجه البخاري في: ٦٤- كتاب المغازي: ٨٤- باب مرض النبي ﷺ ووفاته.
📖 شرح ما يُقاربه :
https://dorar.net/hadith/sharh/150569
📕متن اللؤلؤ والمرجان📕
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث السابع والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٨-حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ ﷺ، وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَهُوَ مُسْنِدٌ إِلَيَّ ظَهْرَهُ يَقُولُ: "اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارحَمْنِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ".
⭐️أخرجه البخاري في: ٦٤- كتاب المغازي: ٨٤- باب مرض النبي ﷺ ووفاته.
📚 كتاب فضائل الصحابة
📖 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها
🔖 الحديث السابع والثلاثون بعد الستمئة وألف
١٨٩٨-حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ ﷺ، وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَهُوَ مُسْنِدٌ إِلَيَّ ظَهْرَهُ يَقُولُ: "اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارحَمْنِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ".
⭐️أخرجه البخاري في: ٦٤- كتاب المغازي: ٨٤- باب مرض النبي ﷺ ووفاته.
📖 شرح ما يُقاربه :
https://dorar.net/hadith/sharh/150880
💎﴿۞ فَلَمَّاۤ أَحَسَّ عِیسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِیۤ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِیُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ ، رَبَّنَاۤ ءَامَنَّا بِمَاۤ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِینَ ، وَمَكَرُوا۟ وَمَكَرَ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ ، إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَىٰۤ إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَرَافِعُكَ إِلَیَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَجَاعِلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَیۡنَكُمۡ فِیمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾ [آل عمران: ٥٢-٥٥]
فحينئذ اختلفت أحزاب بني إسرائيل في عيسى فمنهم من آمن به واتبعه ومنهم من كفر به وكذبه ورمى أمه بالفاحشة كاليهود (فلما أحس عيسى منهم الكفر) والاتفاق على رد دعوته (قال) نادباً لبني إسرائيل على مؤازرته : (من أنصاري إلى الله، قال الحواريون) أي الأنصار: (نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) وهذا من مِنْةِ الله عليهم وعلى عيسى حيث ألهم هؤلاء الحواريين الإيمان به والانقياد لطاعته والنصرة لرسوله (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول) وهذا التزام تام للإيمان بكل ما أنزل الله ولطاعة رسوله (فاكتبنا مع الشاهدين) لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة ولدينك بالحق والصدق وأما من أحس عيسى منهم الكفر وهم جمهور بني إسرائيل فإنهم (مكروا) بعيسى (ومكر الله) بهم (والله خير الماكرين) فاتفقوا على قتله ،وصلبه وشُبه لهم شَبَهُ عيسى فقبضوا على من شُبه لهم به وقال الله لعيسى: (اني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا) ؛ فرفعه الله إليه، وطهره من الذين كفروا وصلبوا من قتلوه، ظانين أنه عيسى، وباؤوا بالإثم العظيم.
وسينزل عيسى بن مريم في آخر هذه الأمة حكماً عدلاً يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويتبع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، ويعلم الكاذبون غرورهم وخداعهم وأنهم مغرورون مخدوعون.
وقوله : (وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة) المراد بمن اتبعه الطائفة التي آمنت به ونصرهم الله على من انحرف عن دينه، ثم لما جاءت أمة محمد كانوا هم أتباعه حقا فأيدهم ونصرهم على صلى الله عليه وسلم الكفار كلهم، وأظهرهم بالدين الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) الآية.
ولكن حكمة الله عادلة فإنها اقتضت أن من تمسك بالدين نصره النصر المبين وأن من ترك أمره ونهيه ونبذ شرعه وتجرأ على معاصيه أن يعاقبه ويسلط عليه الأعداء.
والله عزيز حكيم. وقوله : (ثم إليَّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون).
ثم بين ما يفعله بهم فقال:
💎﴿فَأَمَّا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَأُعَذِّبُهُمۡ عَذَابࣰا شَدِیدࣰا فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِینَ ، وَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَیُوَفِّیهِمۡ أُجُورَهُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِینَ ﴾ [آل عمران: ٥٦-٥٧]
وهذا الجزاء عام لكل من اتصف بهذه الأوصاف من جميع أهل الأديان السابقة.
ثم لما بعث سيد المرسلين وخاتم النبيين، ونسخت رسالته الرسالات كلها ونسخ دينه جميع الأديان صار المتمسك بغير هذا الدين من الهالكين.
وقوله تعالى :
💎
﴿ذَ ٰلِكَ نَتۡلُوهُ عَلَیۡكَ مِنَ ٱلۡـَٔایَـٰتِ وَٱلذِّكۡرِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ [آل عمران ٥٨]
أي : هذا القرآن العظيم الذي فيه نبأ الأولين والآخرين والأنبياء والمرسلين هو آيات الله البينات وهو الذي يذكر العباد كل ما يحتاجونه، وهو الحكيم المحكم صادق الأخبار، حسن الأحكام.
📓تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - الشيخ عبدالرحمن السعدي ت:سعد الصميل نسخه؛ أ 📓
💎﴿۞ فَلَمَّاۤ أَحَسَّ عِیسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِیۤ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِیُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران ٥٢]
﴿فلما أحس عيسى منهم الكفر﴾ أي: رأى منهم عدم الانقياد له، وقالوا هذا سحر مبين، وهموا بقتله وسعوا في ذلك ﴿قال من أنصاري إلى الله﴾ من يعاونني ويقوم معي بنصرة دين الله ﴿قال الحواريون﴾ وهم الأنصار ﴿نحن أنصار الله﴾ أي: انتدبوا معه وقاموا بذلك.
وقالوا: ﴿آمنا بالله﴾ ﴿فاكتبنا مع الشاهدين﴾ أي: الشهادة النافعة، وهي الشهادة بتوحيد الله وتصديق رسوله مع القيام بذلك، فلما قاموا مع عيسى بنصر دين الله وإقامة شرعه آمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة، فاقتتلت الطائفتان فأيد الله الذين آمنوا بنصره على عدوهم فأصبحوا ظاهرين، فلهذا قال تعالى هنا ﴿ومكروا﴾ أي: الكفار بإرادة قتل نبي الله وإطفاء نوره ﴿ومكر الله﴾ بهم جزاء لهم على مكرهم ﴿والله خير الماكرين﴾ رد الله كيدهم في نحورهم، فانقلبوا خاسرين.
💎﴿رَبَّنَاۤ ءَامَنَّا بِمَاۤ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِینَ﴾ [آل عمران ٥٣]
﴿فلما أحس عيسى منهم الكفر﴾ أي: رأى منهم عدم الانقياد له، وقالوا هذا سحر مبين، وهموا بقتله وسعوا في ذلك ﴿قال من أنصاري إلى الله﴾ من يعاونني ويقوم معي بنصرة دين الله ﴿قال الحواريون﴾ وهم الأنصار ﴿نحن أنصار الله﴾ أي: انتدبوا معه وقاموا بذلك. وقالوا: ﴿آمنا بالله﴾ ﴿فاكتبنا مع الشاهدين﴾ أي: الشهادة النافعة، وهي الشهادة بتوحيد الله وتصديق رسوله مع القيام بذلك، فلما قاموا مع عيسى بنصر دين الله وإقامة شرعه آمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة، فاقتتلت الطائفتان فأيد الله الذين آمنوا بنصره على عدوهم فأصبحوا ظاهرين.
💎﴿وَمَكَرُوا۟ وَمَكَرَ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ﴾ [آل عمران ٥٤]
فلهذا قال تعالى هنا ﴿ومكروا﴾ أي: الكفار بإرادة قتل نبي الله وإطفاء نوره ﴿ومكر الله﴾ بهم جزاء لهم على مكرهم ﴿والله خير الماكرين﴾ رد الله كيدهم في نحورهم، فانقلبوا خاسرين.
💎﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَىٰۤ إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَرَافِعُكَ إِلَیَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَجَاعِلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَیۡنَكُمۡ فِیمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾ [آل عمران ٥٥]
﴿إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا﴾ فرفع الله عبده ورسوله عيسى إليه، وألقي شبهه على غيره، فأخذوا من ألقي شبهه عليه فقتلوه وصلبوه، وباءوا بالإثم العظيم بنيتهم أنه رسول الله، قال الله ﴿وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم﴾ وفي هذه الآية دليل على علو الله تعالى واستوائه على عرشه حقيقة، كما دلت على ذلك النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تلقاها أهل السنة بالقبول والإيمان والتسليم، وكان الله عزيزا قويا قاهرا، ومن عزته أن كف بني إسرائيل بعد عزمهم الجازم وعدم المانع لهم عن قتل عيسى عليه السلام، كما قال تعالى ﴿وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين﴾ حكيم يضع الأشياء مواضعها، وله أعظم حكمة في إلقاء الشبه على بني إسرائيل، فوقعوا في الشبه كما قال تعالى ﴿وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا﴾ ثم قال تعالى: ﴿وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة﴾ وتقدم أن الله أيد المؤمنين منهم على الكافرين، ثم إن النصارى المنتسبين لعيسى عليه السلام لم يزالوا قاهرين لليهود لكون النصارى أقرب إلى اتباع عيسى من اليهود، حتى بعث الله نبينا محمدا ﷺ فكان المسلمون هم المتبعين لعيسى حقيقة، فأيدهم الله ونصرهم على اليهود والنصارى وسائر الكفار، وإنما يحصل في بعض الأزمان إدالة الكفار من النصارى وغيرهم على المسلمين، حكمة من الله وعقوبة على تركهم لاتباع الرسول ﷺ ﴿ثم إلي مرجعكم﴾ أي: مصير الخلائق كلها ﴿فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون﴾ كل يدعي أن الحق معه وأنه المصيب وغيره مخطئ، وهذا مجرد دعاوى تحتاج إلى برهان.
💎﴿فَأَمَّا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَأُعَذِّبُهُمۡ عَذَابࣰا شَدِیدࣰا فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِینَ﴾ [آل عمران ٥٦]
ثم أخبر عن حكمه بينهم بالقسط والعدل، فقال ﴿فأما الذين كفروا﴾ أي: بالله وآياته ورسله ﴿فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة﴾ أما عذاب الدنيا، فهو ما أصابهم الله به من القوارع والعقوبات المشاهدة والقتل والذل، وغير ذلك مما هو نموذج من عذاب الآخرة، وأما عذاب الآخرة فهو الطامة الكبرى والمصيبة العظمى، ألا وهو عذاب النار وغضب الجبار وحرمانهم ثواب الأبرار ﴿وما لهم من ناصرين﴾ ينصرونهم من عذاب الله، لا من زعموا أنهم شفعاء لهم عند الله، ولا ما اتخذوهم أولياء من دونه، ولا أصدقائهم وأقربائهم، ولا أنفسهم ينصرون.
💎
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَیُوَفِّیهِمۡ أُجُورَهُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [آل عمران ٥٧]
﴿وأما الذين آمنوا﴾ بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وغير ذلك مما أمر الله بالإيمان به ﴿وعملوا الصالحات﴾ القلبية والقولية والبدنية التي جاءت بشرعها المرسلون، وقصدوا بها رضا رب العالمين ﴿فيوفيهم أجورهم﴾ دل ذلك على أنه يحصل لهم في الدنيا ثواب لأعمالهم من الإكرام والإعزاز والنصر والحياة الطيبة، وإنما توفية الأجور يوم القيامة، يجدون ما قدموه من الخيرات محضرا موفرا، فيعطي منهم كل عامل أجر عمله ويزيدهم من فضله وكرمه ﴿والله لا يحب الظالمين﴾ بل يبغضهم ويحل عليهم سخطه وعذابه.
💎
﴿ذَ ٰلِكَ نَتۡلُوهُ عَلَیۡكَ مِنَ ٱلۡـَٔایَـٰتِ وَٱلذِّكۡرِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ [آل عمران ٥٨]
﴿ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم﴾ وهذا منة عظيمة على رسوله محمد ﷺ وعلى أمته، حيث أنزل عليهم هذا الذكر الحكيم، المحكم المتقن، المفصل للأحكام والحلال والحرام وإخبار الأنبياء الأقدمين، وما أجرى الله على أيديهم من الآيات البينات والمعجزات الباهرات، فهذا القرآن يقص علينا كل ما ينفعنا من الأخبار والأحكام، فيحصل فيها العلم والعبرة وتثبيت الفؤاد ما هو من أعظم رحمة رب العباد.
📓تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - الشيخ عبدالرحمن السعدي ت:سعد الصميل نسخه؛ ب 📓
