"اللَّهمَّ اغفِر لي ذنبي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأوَّلَهُ وآخرَهُ وعلانيتَهُ وسِرَّهُ".

اللَّهُمَّ إنَّك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي

عيد أضحى مبارك عليكم وكل عام وانتم بخير.

ينطلق فليمنغ من نموذج المخرج والمنتج هارفي واينشتاين المتهم بقضايا تحرش لنساء عاملات في شركته ويرى ان نموذج هارفي تفسير للفجوة في النظام النيوليبرالي والتي تشكلت عبر ما يطلق عليه نزع الرسمية.

نزع الرسمية حيث تغيب المسؤولية الرسمية العامة والحماية التنظيمية عن عالم الأعمال وهي نتيجة متأخرة غير متوقعة للثورة النيوليرالبية.

يقول ان الاقتصاديين أمثال هايك وفريدمان توقعوا ان رأسمالية بلا قيود سوف تنتج مجتمع عادل بلا فجوات اجتماعية وأخلاقية من خلال خاصية الجدارة الفردية والموضوعية النقدية الخالية من المشاعر والتخلص من التحيز والمحاباة.

وحيث الكمية والكم تمثل الرابطة الوحيدة عند النيوليرالبيين بين الناس وليس الجودة.

يرى ان كل تلك التوقعات والآليات شكلت منعطف مختلف وظواهر نزع منها كل ما هو انساني والتي تضمنت خاصية القلق وقلق التغير وقيود التوقع حول الذات عبر ضغط الشركات و أصحابها على الناس.

يشير إلى دراسات بحثية حول كيفية تطور قدراتنا الإبداعية المعرفية حين تقع في مجال عام مشترك ولكن العزلة الفردية والقلق الاقتصادي حول تركيزنا على التحديات قصيرة الاجل - دفع فاتورة-دفع إيجار - كيفية رفع الراتب-وبمرور الوقت يحد ذلك من قدراتنا الشاملة في التفكير بحسب الدراسات.

وإلى مفاهيم فرانكو بيراردي حول العبودية الرقمية والتي تمحو سيرتنا الذاتية وتستبدلها بتدفق لا نهاية له من الوقت الانتاجي وكيفية تجنيد المؤقتين وشراء وقتهم لذلك ترتفع الوظايف الشبحية وهو مفهوم يركز الكتاب في تفسيراته.
وتطور اقتصاد العمل المؤقت حيث ضبابية التحديد الوظيفي ومن نماذج العمل الشبحي فتيات مواقع الشوقر دادي حيث ضبابية التحديد الوظيفي لوضعهم الاقتصادي.

العمل الشبحي يضفي الطابع الفردي على العمل ثم يمزج نسيج الحياة البشرية ونتيجة ذلك تلاشي الحدود الرسمية بينك وبين الاقتصاد في خلفية اجتماعية غامضة وتقدس الاعتماد على الذات والمسؤولية الشخصية
مع القلق الاقتصادي يتم تفريغ الخيال الاجتماعي الا من عنصر المال وتضخم عدم اليقين في كل المهن.

ويذكر دراسة لايلانا غيرشون حول تقديم الذات كعمل تجاري عند البحث عن العمل تقديم الذات كعمل تجاري تجعل الأفراد في طور التكوين لان بقائهم الاقتصادي يتوقف على تلك الاستمرارية في التغير.

الاستمرارية في التغير تشكل تآكل للسمات المميزة للناس وتشكل فجوات أخلاقية وتجاوز ضوابط تاريخهم الاجتماعي بذلك تكون الذات السائلة هي المحصلة النهائية للوحدات الاجتماعية بحيث تتقلص كل السمات لنوع من الحرص على الاستمرار في التغير.

يربط المؤلف آثار السياسيات السكانية الفاشلة في لندن وتقلص القدرة على السكن وتشكل ما يطلق عليه عصر الإيجار وبين الإيجار مقابل الجنس في لندن عبر إيجار رخيص جدا لغرفة مقابل خدمات جنسية صاحب الشقة والتي تطورت مع ما يطلق عليه رأسمالية المنصات.

الإيجار مقابل الجنس ترتفع في مدن تعاني من تفاقم المساواة في الدخل الاقتصادي ونقص في المساكن ومجال عام يخنق الناس.

العوامل المذكورة تشكل نوع من الفردانية غير المنظمة والسرية وترتفع من خلال رأسمالية المنصات.

رأسمالية المنصات والتي تشمل إخفاء هوية الجهات المتفاعلة وإزالة الطابع الشخصي ويمكن للغرباء لا يعرفون بعضهم ان يجتمعوا ويتداولوا السلع والخدمات ويغادرون بلا تعقيدات ولا مشكلات.

زمن الشفافية:

‏(وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ):

"أي وفي أنفسكم أيضا آيات فمنها وقاحتها في همتها ووقاحتها في صفتها ومنها دعاواها العريضة فيما ترى منها وبها ومنها أحوالها المريضة".

"وَذكر سُبْحَانَهُ أَن شراب الْأَبْرَار يمزج من شراب عباده المقربين لأَنهم مزجوا أَعْمَالهم ويشربه المقربون صرفا خَالِصا كَمَا أَخْلصُوا أَعْمَالهم وَجعل سُبْحَانَهُ شراب المقربين من الكافور الَّذِي فِيهِ من التبريد وَالْقُوَّة مَا يُنَاسب برد الْيَقِين وقوته لما حصل لقُلُوبِهِمْ وَوصل إِلَيْهَا فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا فِي ذَلِك من مُقَابلَته للسعير
وَأخْبر سُبْحَانَهُ أَن لَهُم شرابًا آخر ممزوجا من الزنجبيل لما فِيهِ من طيب الرَّائِحَة وَلَذَّة الطّعْم والحرارة الَّتِي توجب تغير برد الكافور وإذابة الفضلات وتطهير الأجواف وَلِهَذَا وَصفه سُبْحَانَهُ بِكَوْنِهِ شرابًا طهُورا أَي مطرها لبطونهم
فوصفهم سُبْحَانَهُ بِجَمَال الظَّاهِر وَالْبَاطِن كَمَا قَالَ (ولقاهم نَضرة وسرورا) فالنضرة جمال وُجُوههم وَالسُّرُور جمال قُلُوبهم كَمَا قَالَ: (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)".


جامع الرسائل لابن تيمية-المجموعة الأولى-ص٧٠-دار المدني.

"وقريب من هذا قول امرأة العزيز في يوسف (قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ) فاخبرت بجمال ظاهرة حين أشارت إليه بالخروج عليهن ثم ضمت إلى ذلك إخبارها بأن باطنه أجمل من ظاهره بأني راودته فأبى العفة والحياء والاستعصام".

جامع الرسائل لابن تيمية-المجموعة الأولى-ص٧١-دار المدني.

"ومنه قول امرأة العزيز عن يوسف لما أرته النسوة اللائمات لها في حبة:
(قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ )
فأرَتْهُنَّ جماله الظاهر، ثم قالت:
(وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ)
فأخبرت عن جماله الباطن بعفته،فاخبرتهن بجمال باطنه، وارتهُنًّ جمال ظاهره".

-ابن القيم-إغاثة اللهفان-ص٩٨-دار عالم الفوائد.

‏"أول من اتخذ القهوة هو أبي بكر بن عبدالله الشاذلي المعروف بالعيدروس لما مر في سياحته بشجر البن فاقتات ثمره فوجد تجفيفا للدماغ واجتلابا للسهر وتنشيطا للعبادة فاتخذه قوتا وارشد اتباعه ثم انتشرت في البلاد".

علوي السقاف- قمع الشهوة عن تناول التنباك والكفتة والقات والقهوة-ص١٦٧-بتصرف.

ابن تيمية:

‏"اننا نكبر بالليل جدا يا صاح.

" إن الليل هو عالم النفس، وأما النهار فهو عالم العيون و الأسماع والأبدان.

اننا بالنهار جزء صغير من العالم الواسع الكبير، ولكن العالم الواسع الكبير كله جزء من مدركاتنا حين ننظر إليه بالليل وهو في غمرة سبات أو في غمرة الظلام".

عباس العقاد-في بيتي -ص٥٧- مؤسسة هنداوي.

سورة الإنسان:

"تعريف للإنسان بحاله وابتداء أمره ليعلم أن لا طريق له للكبر واعتقاد السيادة لنفسه وأن لا يغالطه ما اكتنفه من الألطاف الربانية والاعتناء الإلهي" .

ابن الزبير الغرناطي.


سورة الإنسان- الشيخ محمد عثمان حاج.
https://on.soundcloud.com/gjsq95T8KKgNzo8a6

في مراجعته النقدية للنشاط المؤسسي في الولايات المتحدة الأمريكية المضاد للحمل بين المراهقات توصل الطبيب ريتشارد ويتزل في ورقته (Adolescent Sexuality and Chastity) إلى نتيجة وهي فشل حبوب منع الحمل في السيطرة على مسألة الحمل بين المراهقات الامريكيات وفشل التوعية الصحية ويشير إلى ان خطاب المنظمات التي تكافح حمل المراهقات تعتمد على خطابات صحية ولا تعتمد على مسألة العفة وذلك في إشارته لإحدى الخطابات في الورقة.

ويلاحظ ويتزل إلى ان الارتفاع في الحمل بين المراهقات ارتبط بحقبة السبعينيات.

يشير كريستوفر اليسون في كتاب السوق الدينية للغرب إلى ان الثمانينيات شهدت تطور انتماء المراهقات البيضاوات لتجمعات بروتستانتية محافظة وأيضا انتشار فكرة المحافظة على العذرية بينهم.
وان معدلات المواليد أعلى بين نساء البروتستانت بسبب مسألة الزواج المبكر بينهم مقابل انخفاض ذلك بين نساء الكاثوليك.

تبحث الأنواع الموسيقية الحديثة عن التعويض الديني المفقود لدى الإنسان الحديث من خلال تأسيس أديان قائمة على الموسيقى ومظاهرها.
تشمل دعوات مثل hip hop temple وإنجيل الراب.
والجوانب الدينية في الروك اند رول التي تشمل التجمعات الموسيقية الخاصة بفرق الpunk وتداخل العبادات الشيطانية في موسيقى black metal.

تلاحظ كارين ارمسترونج في كتاب تاريخ الأسطورة عودة الطقوس الدينية في الغرب من خلال الموسيقى.
وفي كتاب البحث عن التاريخ والمعنى في الدين يشير ميرتشا إلياده إلى إعادة المعاني الدينية المفقودة من خلال الموسيقى.

أغلب النماذج التفسيرية الناقدة للحياة الحديثة وحضارتها ومصيرها تنطلق من مخاوف وافكار وتفسيرات متعددة وهي:

-خوف الريف من المدينة الكبيرة وخصوصا في توسع أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي تقوض المساحات الآمنة في الحياة البسيطة.

-نظرية الاغتراب وتأثيرها.

-علمنة العقيدة المسيحية في السقوط خصوصا في مسألة مصير الحضارة الحديثة.

-صراع الألمان ضد الفرنسيين وثقافتهم.

في خلاصة ملاحظاته حول مصير الدين في العالم الغربي يشير ميشال مسلان في كتاب علم الأديان إلى دور الثقافة الاستهلاكية وتوهم السيادة من قبل الانسان الغربي على الكون إلى ظهور عالم بلا اعتقاد في مستقبل أخروي بعد الموت وامتداد ذلك لإصابة النفس الغربية بنوع من الخلل النفسي.

"لقد علمتنا الثقافة الليبرالية أن نكون راضين عن موتنا".
‏
إيفون دي بيجناك.

هامش:

يشير سابينو اكوفيفا في كتاب علم الاجتماع الديني وميشال مسلان في كتاب علم الأديان إلى ان أزمة الحضارة الحديثة ترتبط بتراجع مضامين الموت في الحياة الغربية وخصوصا في إزالة المعاني الغيبية عن الموت والذي شكل أزمة نفسية واجتماعية للانسان الغربي.

الموت في الثقافة الليبرالية وتحولاته يرجعه مؤرخ الأديان نينيان سمارت في مباحثه حول مشكلة الموت في بريطانيا إلى إزاحة مظاهر الموت من الفضاء العام مثل الجنائز ويربطها بمسألة ظهور مسيحية بلا طقوس تؤمن بالمسيح دون حاجتها للطقوس.

توصية:

فيه قاعدة تحليلية عند المؤرخ العسكري الشهير ‏كلاوزفيتز وهي ان فهم البنية العسكرية الاستراتيجية لبلد معين ترتبط بفهم مجتمعه بصفته نوع من الانعكاس المتصل والمنفصل في نفس الوقت والمؤثر فيها.

ذا الكتاب جيد لفهم الأصول الاجتماعية والتاريخية للعقلية الإيرانية ومشكلاتها وضعفها في مقاربة الأمور وتحولاتها التاريخية والسمات النفسية فيها.