في المستشفى، كانت هناك قاعتان متجاورتان لعقد الاجتماعات والفعاليات، فيهما إنترنت وشاشة كبيرة للعرض..
بالأمس، حجزتُ من إدارة المستشفى القاعة الصغيرة لمناقشة رسالتي الدكتوراه..
القاعة المجاورة الكبيرة، كانت في ذات الوقت تعرض صور الجثث المتفحّمة والمتهشّمة لأهاليهم ليتعرّفوا عليهم..
كان بيننا جدارٌ واحد.. وعويلٌ ممتد، وبرزخٌ لا ينتهي،، كنتُ أعرض رسالتي، ويعرضون الموت في أعتى أشكاله.. الأم تبحث عن شيء يدلّها على ابنها المدهوس بالدبابة أو المقطّع الأوصال،، ربّما طرف بنطال، أو مقاس اللباس الداخلي، أو ساعة أو حذاء.. الملامح متشابهةٌ في الرعب،،، والأمل يشخص الوجوه.. أمل أن تجد جثة ابنها المتفحّم المبتور والمنهوش من أسنان الكلاب!!
كنتُ أبكي وأتحسّس يداي وصوتي،،
أيّ من هذين المشهدين هو الحقيقي؟!

• سُميّة وادي.

مجزرة جديدة تُرتكب بحق عائلة شعبان في حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عصر اليوم مركبة مدنية كانت تقلّ العائلة، بعد أن تقدّمت نحو شرق المدينة وتجاوزت الخط الأصفر.

كانت المركبة تُقل 11 مواطناً، بينهم 7 أطفال وسيدتان، جميعهم من نفس العائلة.
كان بالإمكان تحذيرهم أو التعامل معهم بطريقة لا تُفضي إلى القتل، لكن ما جرى يؤكد أن الاحتلال ما زال متعطشاً للدماء، ومصرًّا على ارتكاب الجرائم بحق المدنيين الأبرياء.

• محمود بصل

﴿الَّذينَ يَتَّخِذونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ أَيَبتَغونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا﴾

في مجموعةٍ على الواتس تجمع صديقات وزميلات. كان الحوار يدور حول المفقودين وجثامين الشهداء الأطهار الذين وصلوا إلى غزّة قبل يومين.

شهادات مُروّعة تُمزّق نياط القلب، قهرٌ وألم أصاب ذوي الشهداء من هول ما شاهدوه من تعذيب وتنكيل بحقّ أبنائهم الأفذاذ الذين ذاقوا كل صنوف العذاب وبدت علامات ذلك على أجسادهم حتى اختفت ملامحهم ولم يعد بالإمكان التعرّف على هويّاتهم.

يا قلوبهم التي تحترق شوقًا لأحبابهم.. يا الله رفقًا ورحمةً بهم، اربط على قلوبهم يا رحيم.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ}

حسبنا الله ونعم الوكيل. 😔

الزنانة ما فارقت الأجواء من وقت إعلان وقف الحرب، وكنا نعرف إنها بتجمع أهداف لحتى تقصف بأي وقت..

الاحتلال المُجرم دبّر مكيدة مشان يقصف براحته بكل تبجّح وعنجهيّة أمام الوسطاء العرب والمسلمين اللي أعطوا ضمانات على ما يبدو إنها هشّة من كثرة الخروقات اللي صارت.

الله يهِد حيلك يا إسرائيل
وينتقم من كل حد ظالم.

حبيبتي يا غزة
الحياة كلها كبد
الله يخفف عنّا
ويطمّن قلوبنا
ويعوّضنا خيرًا

ارتقى اليوم شهيدًا.

كيف أُصدّق هذا العالم..؟!
لما بيحكي عن الإنسان..!

يسأل سائل: هل ما زال عندك أمل في العرب والمسلمين بعد عامين كاملين من الخذلان الرهيب، في ظل أكبر جريمة إبادة يشهدها التاريخ الحديث وثقتها الكاميرات على البث المباشر؟!!

أقول: نعم لن نفقد الأمل في تحرك رجال الأمة وأحرارها، وليس لدينا أصلاً خيار أو بديل آخر، غير استنهاض أمتنا لمباشرة واجبها الديني ودورها القيمي والأخلاقي..

وليس لدى شباب الأمة وشعوبها كذلك بديل آخر غير التحرك الفاعل لنصرة غزة وفلسطين، لأنّ الخذلان والقعود سيفتح -وقد فعل- شهية نتنياهو لابتلاع المزيد من المساحات في المنطقة، كما يفعل حالياً في سوريا ولبنان.

بث الأمل في النفوس هو سنة نبوية، واستنهاض الهمم هو ضرورة شرعية، وأمتنا الكبيرة العظيمة الممتدة لا بد وأن يأتي يومياً لتنفجر في وجه كل خائن قيّدها وكبّلها وجعلها لقمة سائغة لعدوها، وأظن أنّ هذا الوقت بات قريباً..

"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون"

‏على طريق تحرير الأرض المقدسة، استشهد اليوم سليل عائلة المبحوح المجاهدة، وبطل من أبطال الدفاع عن معسكر جباليا في المعارك الثلاث، وقائد هجوم الطوفان على موقع مفلاسيم العسكري شرق لواء الشمال، وقائد نخبة كتيبة شرق معسكر جباليا، الشهيد القائد/ يحيى المبحوح (أبو العبد).

‏كان والله سيد الرجال وزينة المقاتلين، وخير من تزيّن بالسلاح والعتاد العسكري، هيبة وهيئة ومشية وقتالاً ومهارة وشجاعة، وأحسبه ممن قال فيهم رسول الله، أنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار إليها، يبتغي فيها القتل والموت مظانّه.

‏كان رقيقاً مع إخوانه كنسمة عليلة، وأسدًا هصوراً قلبه من صخر يفتك بأعدائه كلما لقيهم.

‏قاتل في الهجوم، والدفاع، جائعاً جريحاً متحاملاً على وجهه وجراحه، حتى فتح الله عليه فتوحات عظيمة.

‏تقبلك الله يا أبو العبد، وأحسن عزاءنا فيك

• سعيد زياد.

يا رب أرنا في الظالمين عجائب قدرتك
يا رب عليك بالطغاة المجرمين
يا رب انصر أهلنا المُستضعفين في السودان
يا رب أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
وانصرهم على عدوّهم واحفظهم بحفظك يا الله.

يشهد الله أننا في غزّة كلما اشتدت علينا المحن والابتلاءات وتابعنا أخبار أهلنا في السودان الذين يتجرعون العذاب مثلنا.. نرفع أكف الضراعة إلى الله بأن ينصرهم ويحفظهم من شرور الأعداء ويرد كيد الطامعين في نحورهم.

نعرف تمامًا قسوة الجوع والخوف والإبادة والتعذيب والتنكيل والحرمان والحصار، تجرّعنا صنوف العذاب لذلك قلوبنا تتمزق ألمًا على المظلومين في كلّ بقاع الأرض.

لا تغفلوا عن غزة والسودان وكلّ المُستضعفين.

﴿وَٱلصَّٰبِرِينَ فِى ٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلْبَأْسِ ۗ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُوا۟ ۖ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ﴾.

‏"تودُّ لو أنَّ الحياةَ كانت أخفَّ من هذا الثّقل كلّه، لكنَّها سَفر، والسَّفر مظنَّة المشقَّة، ومن تعِبَ اليوم أدركَ مفَاز الغَد، تودُّ لو أنَّها أهونُ ممَّا هيَ عليهِ الآن، لكنَّك المؤمنُ القويُّ الذي لا تغلبهُ العاجلَة كلَّما تذكَّر بهجَة الباقيَة!"

يا رب يسّر وأعِن.