#تفسير_القران_الكريم
#سورة_الروم_الاية:

💎أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣٧)💎

🔹️{أَوَ لَمْ يَرَوْا} يعلموا {أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ} يوسّعه {وَيَقْدِرُ} يضيّقه لمن يشاء بحسب الحكمة {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ} على قدرته وحكمته {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} بها.

🍁فلا ينبغي أن يكون إقبال النعم مدعاة للغرور و نسيان اللّه و الطغيان، و لا إدبارها سببا لليأس و القنوط، لأنّ سعة الرزق و ضيقه بيد اللّه، فتارة يری المصلحة للعبد في الحالة الأولی «سعة الرزق»، و تارة يراها في الثّانية، أي «الضيق».

🍁‏وصحيح أنّ العالم هو عالم الأسباب، فمن جدّ و جد، و من سعی قاوم الصعاب ينل فائدة أكثر و يربح عادة، و أمّا أولئك الكسالی فلا ينالون إلّا قليلا ...

🌿‏لكن هذه القاعدة في الوقت ذاته ليست دائمية و لا كلية، إذ يتفق أن نری أناسا جديرين و جادّين يركضون من هنا و هناك، إلّا أنّهم لا يصلون إلی نتيجة يبلغون هدفهم، و علی العكس منهم قد نشاهد أناسا لا يسعون و لا يجدّون و تتفتح عليهم أبواب الرزق من كل حدب و صوب.

🌿‏وهذه الاستثناءات كأنّها لبيان أنّ اللّه بالرغم من جميع ما جعل للأسباب من تأثير، لا ينبغي أن ينسی في عالم الأسباب، و لا ينبغي للإنسان أن يغفل أن وراء هذا العالم يدا قوية أخری تديره كيف شاءت! فأحيانا- و وفق مشيئته- توصد جميع الأبواب بوجه الإنسان مهما سعی و جدّ في الأمر، و قد يرحم الإنسان و ييسّر له الأمور الی درجة انه ما أن يخطو خطوة ... و إذا الأبواب متفتحة أمامه! فما نری في حياتنا من هذه المفارقات، بالإضافة إلی أنّه يحدّ من الغرور المتولد من وفور النعمة، و اليأس الناشئ من الفقر، فهو في الوقت ذاته دليل علی أن وراء إرادتنا و مشيئتنا يدا قوية أخری «تسيّر أعمالنا».

🔹️لذلك يقول القرآن في نهاية الآية: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‌}.

🌱وينقل بعض المفسّرين كلاما بهذا المضمون و هو: سئل أحد العلماء: ما الدليل علی أنّ للعالم صانعا واحدا؟
‏فقال هناك ثلاثة أدلة: «ذل اللبيب، و فقر الأديب، و سقم الطبيب»

🍁أجل إن وجود هذه المستثنيات و المفارقات دليل علی أن الأمور بيد قادر آخر،

🌱كما ‏ورد في كلام الإمام علي (🌱) أيضا «عرفت اللّه سبحانه بفسخ العزائم، و حلّ العقود، و نقض الهمم».
ـــــــــــــــــــــ
📚 تفسير شبر
📚 تفسير الامثل
#صفحة_منازل_الاخرة