Telegram Group & Telegram Channel
نفيسة:
"فَقَالَ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَعَنِ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ: إِنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ الْجِهَةَ؛ لِأَجْلِ هَذِهِ الْإِطْلَاقَاتِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْفُضَلَاءِ: هَذَا إِنَّمَا يَلْزَمُهُمْ إِذَا لم يصرحوا بِأَنَّهُ لَيْسَ كمثله شَيْء، وَبِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النُّصُوصِ النَّافِيَةِ لِلْجِهَةِ، وَإِنَّمَا قَصْدُهُمْ: إِجْرَاءُ النُّصُوصِ كَمَا جَاءَتْ مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ، وَيَقُولُونَ: لَهَا مَعَانٍ لَا نُدْرِكُهَا، وَيَقُولُونَ: هَذَا اسْتِوَاءٌ لَا يُشْبِهُ الِاسْتِوَاءَاتِ، كَمَا أَنَّ ذَاتَهُ لَا تُشْبِهُ الذَّوَاتِ، فَكَذَلِكَ يَكُونُ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ دُونَ أَرْضِهِ فَوْقِيَّةً لَا تُشْبِهُ الْفَوْقِيَّاتِ.
وَهَذَا أَقْرَبُ لِمَنَاصِبِ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْجِهَةِ.
وَمعنى قَول مَالك: (الاستواء غَيْرُ مَجْهُولٍ): أَنَّ عُقُولَنَا دَالَّتُنَا عَلَى الِاسْتِوَاءِ اللَّائِقِ بِاللَّهِ وَجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَهُوَ الِاسْتِيلَاءُ، دُونَ الْجُلُوسِ وَنَحْوِهِ مِمَّا لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْأَجْسَامِ.
وَقَوْلُهُ: (وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ)، مَعْنَاهُ: أَنَّ ذَاتَ اللَّهِ تَعَالَى لَا تُوصَفُ بِمَا وَضَعَتِ الْعَرَب لَهُ كَيفَ، وَهُوَ الْأَحْوَال المتنقلة والهيآت الْجَسِيمَةُ مِنَ التَّرَبُّعِ وَغَيْرِهِ، فَلَا يُعْقَلُ ذَلِكَ فِي حَقِّهِ تَعَالَى؛ لِاسْتِحَالَتِهِ فِي جِهَةِ الرُّبُوبِيَّةِ.
وَقَوْلُهُ: (وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ)، مَعْنَاهُ: لَمْ تَجْرِ الْعَادَةُ فِي سِيرَةِ السَّلَفِ بِالسُّؤَالِ عَنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمُثِيرَةِ لِلْأَهْوَاءِ الْفَاسِدَةِ، فَهُوَ بِدْعَةٌ.
وَرَأَيْتُ لِأَبِي حَنِيفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- جَوَابًا لِكَلَامٍ كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ مَالِكٌ: إِنَّكَ تَتَحَدَّثُ فِي أُصُولِ الدِّينِ، وَإِنَّ السَّلَفَ لَمْ يَكُونُوا يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ.
فَأَجَابَ: بِأَنَّ السَّلَفَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- لَمْ تَكُنِ الْبِدَعُ ظَهَرَتْ فِي زَمَانِهِمْ، فَكَانَ تَحْرِيكُ الْجَوَابِ عَنْهَا دَاعِيَةً لِإِظْهَارِهَا، فَهُوَ سَعْيٌ فِي مُنْكَرٍ عَظِيمٍ، فَلِذَلِكَ تُرِكَ. قَالَ: وَفِي زَمَانِنَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ، فَلَوْ سَكَتْنَا: كُنَّا مُقِرِّينَ لِلْبِدَعِ، فَافْتَرَقَ الْحَالُ.
وَهَذَا جَوَابٌ سَدِيدٌ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْبِدَعَ ظَهَرَتْ بِبِلَادِهِ بِالْعِرَاقِ، وَمَالِكٌ لَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ، فَلِذَلِكَ أَنْكَرَ.
فَهَذَا وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ كَلَامِ الْإِمَامَيْنِ.
وَعَنِ الشَّافِعِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: لَوْ وَجَدْتُ الْمُتَكَلِّمِينَ لَضَرَبْتُهُمْ بِالْحَدِيدِ.
قَالَ لِي بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ، وَهُوَ مُتَعَيِّنٌ فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَذْهَبَ الشَّافِعِي تَحْرِيمُ الِاشْتِغَالِ بِأُصُولِ الدِّينِ.
قَلَتُ لَهُ: لَيْسَ كَذَلِكَ؛ فَإِنَّ الْمُتَكَلِّمِينَ الْيَوْمَ فِي عُرْفِنَا إِنَّمَا هُوَ الْأَشْعَرِيُّ وَأَصْحَابُهُ، وَلَمْ يُدْرِكُوا الشَّافِعِيَّ وَلَا تِلْكَ الطَّبَقَةَ الْأُولَى، إِنَّمَا كَانَ فِي زَمَانِ الشَّافِعِيِّ عمرو بْنُ عَبِيدٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ الْمُبْتَدِعَةِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ، وَلَوْ وَجَدْنَاهُمْ نَحْنُ: ضَرَبْنَاهُمْ بِالسَّيْفِ فَضْلًا عَنِ الْحَدِيدِ، فَكَلَامُهُ ذَمٌّ لِأُولَئِكَ، لَا لِأَصْحَابِنَا.
وَأَمَّا أَصْحَابُنَا الْقَائِمُونَ بِحُجَّةِ اللَّهِ وَالنَّاصِرُونَ لِدِينِ اللَّهِ: فَيَنْبَغِي أَنْ يُعَظَّمُوا وَلَا يُهْتَضَمُوا؛ لِأَنَّهُمُ الْقَائِمُونَ بِفَرْضِ كِفَايَةٍ عَنِ الْأُمَّةِ، فَقَدْ أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ إِقَامَةَ الْحُجَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى فَرْضُ كِفَايَةٍ.
قَالَ لِي ذَلِكَ الشَّافِعِيُّ: يَكْفِي فِي ذَلِكَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ.
قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ لَا يَعْتَقِدُهُمَا كَيْفَ تُقَامُ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ بِهِمَا؟! فَسكت".
(الذخيرة) للقرافي

http://www.group-telegram.com/us/Rwaq_manhaji.com
65👍20



group-telegram.com/Rwaq_manhaji/6729
Create:
Last Update:

نفيسة:
"فَقَالَ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَعَنِ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ: إِنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ الْجِهَةَ؛ لِأَجْلِ هَذِهِ الْإِطْلَاقَاتِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْفُضَلَاءِ: هَذَا إِنَّمَا يَلْزَمُهُمْ إِذَا لم يصرحوا بِأَنَّهُ لَيْسَ كمثله شَيْء، وَبِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النُّصُوصِ النَّافِيَةِ لِلْجِهَةِ، وَإِنَّمَا قَصْدُهُمْ: إِجْرَاءُ النُّصُوصِ كَمَا جَاءَتْ مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ، وَيَقُولُونَ: لَهَا مَعَانٍ لَا نُدْرِكُهَا، وَيَقُولُونَ: هَذَا اسْتِوَاءٌ لَا يُشْبِهُ الِاسْتِوَاءَاتِ، كَمَا أَنَّ ذَاتَهُ لَا تُشْبِهُ الذَّوَاتِ، فَكَذَلِكَ يَكُونُ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ دُونَ أَرْضِهِ فَوْقِيَّةً لَا تُشْبِهُ الْفَوْقِيَّاتِ.
وَهَذَا أَقْرَبُ لِمَنَاصِبِ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْجِهَةِ.
وَمعنى قَول مَالك: (الاستواء غَيْرُ مَجْهُولٍ): أَنَّ عُقُولَنَا دَالَّتُنَا عَلَى الِاسْتِوَاءِ اللَّائِقِ بِاللَّهِ وَجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَهُوَ الِاسْتِيلَاءُ، دُونَ الْجُلُوسِ وَنَحْوِهِ مِمَّا لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْأَجْسَامِ.
وَقَوْلُهُ: (وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ)، مَعْنَاهُ: أَنَّ ذَاتَ اللَّهِ تَعَالَى لَا تُوصَفُ بِمَا وَضَعَتِ الْعَرَب لَهُ كَيفَ، وَهُوَ الْأَحْوَال المتنقلة والهيآت الْجَسِيمَةُ مِنَ التَّرَبُّعِ وَغَيْرِهِ، فَلَا يُعْقَلُ ذَلِكَ فِي حَقِّهِ تَعَالَى؛ لِاسْتِحَالَتِهِ فِي جِهَةِ الرُّبُوبِيَّةِ.
وَقَوْلُهُ: (وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ)، مَعْنَاهُ: لَمْ تَجْرِ الْعَادَةُ فِي سِيرَةِ السَّلَفِ بِالسُّؤَالِ عَنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمُثِيرَةِ لِلْأَهْوَاءِ الْفَاسِدَةِ، فَهُوَ بِدْعَةٌ.
وَرَأَيْتُ لِأَبِي حَنِيفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- جَوَابًا لِكَلَامٍ كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ مَالِكٌ: إِنَّكَ تَتَحَدَّثُ فِي أُصُولِ الدِّينِ، وَإِنَّ السَّلَفَ لَمْ يَكُونُوا يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ.
فَأَجَابَ: بِأَنَّ السَّلَفَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- لَمْ تَكُنِ الْبِدَعُ ظَهَرَتْ فِي زَمَانِهِمْ، فَكَانَ تَحْرِيكُ الْجَوَابِ عَنْهَا دَاعِيَةً لِإِظْهَارِهَا، فَهُوَ سَعْيٌ فِي مُنْكَرٍ عَظِيمٍ، فَلِذَلِكَ تُرِكَ. قَالَ: وَفِي زَمَانِنَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ، فَلَوْ سَكَتْنَا: كُنَّا مُقِرِّينَ لِلْبِدَعِ، فَافْتَرَقَ الْحَالُ.
وَهَذَا جَوَابٌ سَدِيدٌ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْبِدَعَ ظَهَرَتْ بِبِلَادِهِ بِالْعِرَاقِ، وَمَالِكٌ لَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ، فَلِذَلِكَ أَنْكَرَ.
فَهَذَا وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ كَلَامِ الْإِمَامَيْنِ.
وَعَنِ الشَّافِعِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: لَوْ وَجَدْتُ الْمُتَكَلِّمِينَ لَضَرَبْتُهُمْ بِالْحَدِيدِ.
قَالَ لِي بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ، وَهُوَ مُتَعَيِّنٌ فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَذْهَبَ الشَّافِعِي تَحْرِيمُ الِاشْتِغَالِ بِأُصُولِ الدِّينِ.
قَلَتُ لَهُ: لَيْسَ كَذَلِكَ؛ فَإِنَّ الْمُتَكَلِّمِينَ الْيَوْمَ فِي عُرْفِنَا إِنَّمَا هُوَ الْأَشْعَرِيُّ وَأَصْحَابُهُ، وَلَمْ يُدْرِكُوا الشَّافِعِيَّ وَلَا تِلْكَ الطَّبَقَةَ الْأُولَى، إِنَّمَا كَانَ فِي زَمَانِ الشَّافِعِيِّ عمرو بْنُ عَبِيدٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ الْمُبْتَدِعَةِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ، وَلَوْ وَجَدْنَاهُمْ نَحْنُ: ضَرَبْنَاهُمْ بِالسَّيْفِ فَضْلًا عَنِ الْحَدِيدِ، فَكَلَامُهُ ذَمٌّ لِأُولَئِكَ، لَا لِأَصْحَابِنَا.
وَأَمَّا أَصْحَابُنَا الْقَائِمُونَ بِحُجَّةِ اللَّهِ وَالنَّاصِرُونَ لِدِينِ اللَّهِ: فَيَنْبَغِي أَنْ يُعَظَّمُوا وَلَا يُهْتَضَمُوا؛ لِأَنَّهُمُ الْقَائِمُونَ بِفَرْضِ كِفَايَةٍ عَنِ الْأُمَّةِ، فَقَدْ أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ إِقَامَةَ الْحُجَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى فَرْضُ كِفَايَةٍ.
قَالَ لِي ذَلِكَ الشَّافِعِيُّ: يَكْفِي فِي ذَلِكَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ.
قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ لَا يَعْتَقِدُهُمَا كَيْفَ تُقَامُ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ بِهِمَا؟! فَسكت".
(الذخيرة) للقرافي

http://www.group-telegram.com/us/Rwaq_manhaji.com

BY الرواق المنهجي والحنبلي( بإشراف خادم العلم والفقراء محمد عبد الواحد الأزهري الحنبلي).




Share with your friend now:
group-telegram.com/Rwaq_manhaji/6729

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

For example, WhatsApp restricted the number of times a user could forward something, and developed automated systems that detect and flag objectionable content. One thing that Telegram now offers to all users is the ability to “disappear” messages or set remote deletion deadlines. That enables users to have much more control over how long people can access what you’re sending them. Given that Russian law enforcement officials are reportedly (via Insider) stopping people in the street and demanding to read their text messages, this could be vital to protect individuals from reprisals. On Telegram’s website, it says that Pavel Durov “supports Telegram financially and ideologically while Nikolai (Duvov)’s input is technological.” Currently, the Telegram team is based in Dubai, having moved around from Berlin, London and Singapore after departing Russia. Meanwhile, the company which owns Telegram is registered in the British Virgin Islands. Some privacy experts say Telegram is not secure enough What distinguishes the app from competitors is its use of what's known as channels: Public or private feeds of photos and videos that can be set up by one person or an organization. The channels have become popular with on-the-ground journalists, aid workers and Ukrainian President Volodymyr Zelenskyy, who broadcasts on a Telegram channel. The channels can be followed by an unlimited number of people. Unlike Facebook, Twitter and other popular social networks, there is no advertising on Telegram and the flow of information is not driven by an algorithm.
from us


Telegram الرواق المنهجي والحنبلي( بإشراف خادم العلم والفقراء محمد عبد الواحد الأزهري الحنبلي).
FROM American