معنى كلام مالك في كتابه.

من كتاب عياض:

قال ابن أبي أويس: «قيل لمالك ما قولك في الكتاب ألأمر المجتمع عليه عندنا وببلدنا وأدركت أهل العلم وسمعت بعض أهل العلم؟».

فقال: «أما أكثر ما في الكتاب فرأيٌ:
١- فلعمري ما هو رأيي ولكن: سماعٌ مِن غير واحد مِن أهل العلم والفضل والأئمة المقتدى بهم، الذين أخذت عنهم، وهم الذين كانوا يتَّقون الله، فكثر علي فقلت رأيي، وذلك إذا كان رأيهم مثل رأي الصحابة أدركوهم عليه، وأدركتهم أنا على ذلك.
فهذا وراثة توارثوها قرنًا عن قرن إلى زماننا.

٢- وما كان أرى فهو رأي جماعة ممن تقدم من الأئمة.

٣- وما كان فيه الأمر المجتمع عليه فهو ما اُجتمع عليه من قول أهل الفقه والعلم لم يختلفوا فيه.

٤- وما قلت الأمر عندنا فهو ما عمل الناس به عندنا وجرت به الأحكام وعرفه الجاهل والعالم.

٥- كذلك ما قلت فيه ببلدنا وما قلت فيه بعض أهل العلم، فهو شيء أستحسنه في قول العلماء.

٦- وأما ما لم أسمعه منهم فاجتهدت ونظرت على مذهب مَن لقيته حتى وقع ذلك موضع الحق أو قريب منه، حتى لا يخرج عن مذهب أهل المدينة وآرائهم.

٧- وإن لم أسمع ذلك بعينه فنسبت الرأي إليَّ بعد الاجتهاد مع السنة وما مضى عليه أهل العلم المقتدى بهم، والأمر المعمول به عندنا، مِن لدن رسول الله ﷺ والأئمة الراشدين مع مَن لقيت فذلك رأيهم ما خرجت إلى غيرهم.»