Telegram Group & Telegram Channel
جــديــدنا ..

#الغراب_المتهم 🦇


- دخل يوسف التيمي ديار بني عجلان .. وكان يركب فرسأ اسودا ، وقد علاه الغبار وأخذ منه التعب ما أخذ .. وعند دخوله لأزقة الديار ، قابله أولاد صغار يلعبون في الطريق .. فأوقف الفرس وقال لهم : يا أولاد أين هو بيت ورقة بن عابد ؟؟
فقال أحد الصبيه : أنا ابنه ماذا تريد ؟
فقال له يوسف : انا أريد أباك ..
قال له : أنا ابنه ومن حقي أن أعلم ماذا تريد منه ، فإما أن تخبرني أو لن أدلك على بيتنا ..
فقال له يوسف : لن أخبرك ، وسيدلني على بيتكم احد الصبية الآخرين ..
فقال الصبي : أنا القائد هنا ولن يستطيع أحد منهم أن يفعل شيئا ضد إرادتي .
فقال له يوسف : حسنا حسنا .. أنا معي مال كنت قد أخذته من أبيك دينا ، فأريد أن أرجعه إليه ..
فقال له الغلام : وكم هو الدين ؟
قال : أربعمائة دينار ..
فقال له الولد : يظهر عليك أثر السفر والتعب وقد جئت من مكان بعيد .. فقط من أجل أربعمائة دينار ؟!
فقال له يوسف : الحق حق مها قل أو كثر ..
فقال الغلام : إن أبي رجل كريم قوم .. ورأس قبيلته ، فإن عرف أنك أتيت من السفر من أجل هذه الدنانير ، فلن يرضى وسيغضب عليك ؟
فقال له يوسف : إذا دلني ماذا أفعل أيها الغلام ؟
قال له : تعطيني المال وتذهب إلى أبي كأنك أتيته في زيارة ، فإن سألك عن المال فسأعطيك إياه لترجعه إليه ؛ فإنه بخيل لاخير فيه ..
وإن لم يسألك ، تكمل زيارتك وتذهب وأنا بعد ذهابك سأعطيه المال ، وبهذا لايغضب عليك ولا ترى منه سوء وتكون قد سددت دينك ..
فقال له لاعليك خذ هذه الدنانير وافعل مثلما قلت .. فأعطاه صرة فيها دنانير .. وأشار الغلام إلى دار في نهاية الطريق وقال : تلك دارنا ..

فذهب يوسف إلى الدار واستطرق قائلا : ياورقة أنا يوسف بن صخر التيمي
ففتح له الباب وقال مرحبا بالكريم ابن الكرام تفضل بالدخول ..
فأدخله وأخذ بلجام الفرس وربطه له في حلقة كانت في الدار ..
قال له : لقد جئت لك زيارة محبة وود أريد أن أسالك من شئ ؟! هل هذا الغلام الذي يلعب في بداية هذا الطريق مع الصبيان هو ابنك ؟
قال له : نعم هذا سعيد بن ورقة …
قال له : هو الذي دلني على الدار ..
فقال له : ثم ماذا ؟
قال له : لاشي غير هذا ..
قال : محال أن يدلك سعد على الدار هكذا بدون أن يكون جرى بينك وبينه أمر عظيم فإنه غلام ليس كالغلمان .. وإنه باستطاعته أن يلوي آراء الرجال عما يريدون ..
وأصر الرجل الضيف أن لا يخبر والد الغلام بشيء مما جرى ؛ لانه يريد أن يعرف هل الغلام أمين أم أنه لص ..

أكمل الرجل زيارته وذهب ..
فجاء الغلام الى أبيه وقال : يا أبي هل ذهب الرجل الذي جاءك اليوم ؟
قال : نعم أكرمناه وذهب في طريقه ..
قال الولد لأبيه : هل كان مستدينا منك شيئا من المال ؟
قال له : لا .. لم يكن بيننا شئ من المال إنما هو ود قديم وصداقة راسخة ..
قال الولد : يا أبي لقد خدعني الرجل ..
قال له أبوه : وكيف ذاك والرجل من أصدق الرجال قولا ، وأوفاهم عهدا ، فحكى له ماحصل ..
فقال له ابوه : لقد أخطأت يا بني .. ما كان لك أن تفعل هذا ، وإنما كان ينبغي أن تدله على الدار وكفى ؛ لأن هذا المال الذي أعطاك لا نسطيع أن نصرفه ؛ لأنه ليس لنا فيه حق ..
قال الغلام : خذه يا أبي وأرجعه إليه متى ما قابلته ..
فأخذ ورقة المال وقال لابنه : غدأ إن شاء الله سأذهب إلى دار يوسف وأعطيه ماله ، وأسأله عن ما قال ..
وعند المساء رجع يوسف إلى دار ورقة ونزل ، فسأله ورقة : الم ترجع إلى بلادك ؟
قال : لا .. ذهبت لزيارة صديق آخر وجئتك راجعا ، لأبيت عندك وأسافر غدا صباحا إن شاء الله ..
فقال له ورقة : لقد أعطاني ابني مالا يقول أنك أعطيته إياه وهو دين لي عليك ..
قال له يوسف : وقد فعلها الغلام ..
قال : نعم .. إن ابني من أكثر الناس أمانة وأصدقهم حديثا ..
قال له : وأنا جئتك من أجل الغلام وليس من أجل المال .. جئت لأرى هل ابنك أمين فيوفي بما قال ، أم أنه سيأحذ المال ويسكت .. ولكن الغلام حقق ظني وسر قلبي ..
فإن هذه الدنانير ليست لك ولا لي .. بل هي لولدك ؛ تقديرا لصدقه وأمانته ..
قال له ورقة : سأعطيه إياها .. وبات معهم ليلته وفي الصباح ودعه وذهب يوسف إلى طريقه ..
فلما أصبح الغلام قال له أبوه : إن الضيف الذي كان عندنا البارحة جاء بالليل وأنت كنت تغط في نومك .. فقال ان أعطيك المال ؛ تقديرا لصدقك وأمانتك ..
فقال الغلام : يا أبي أنا لا أبيع صدقي وأمانتي بأربعمائة دينار ..
قال له أبوه : هو ليس بيعا وإنما مكافأة ..
فقال له : إن الصدق والأمانة لاتكافؤها أربعمائة دينار ..
فقال له والده : إذا ماذا ؟
قال له : فليعطني فرسه وسيفه ، ويزوجني ابنته ، وبذلك يكافؤ صدقي وأمانتي ؛ فإنهما غاليتان عندي ..
فضحك والده وقال : ولكنك صغير على الزواج يابُني ..
قال له : يا أبي الصغير سيكبر والوعود ستبقى ، فليعدني بذلك ..
أنا لا أريد أربعمائة درهم ؛ فيقول الناس إن سعد ابن ورقة اخذ أربعمائة دينار

مكأفاة لصدقه وأمانته فيظن الناس أن الصدق والأمانة بهذا ا
👍32



group-telegram.com/ahgeel/1852
Create:
Last Update:

جــديــدنا ..

#الغراب_المتهم 🦇


- دخل يوسف التيمي ديار بني عجلان .. وكان يركب فرسأ اسودا ، وقد علاه الغبار وأخذ منه التعب ما أخذ .. وعند دخوله لأزقة الديار ، قابله أولاد صغار يلعبون في الطريق .. فأوقف الفرس وقال لهم : يا أولاد أين هو بيت ورقة بن عابد ؟؟
فقال أحد الصبيه : أنا ابنه ماذا تريد ؟
فقال له يوسف : انا أريد أباك ..
قال له : أنا ابنه ومن حقي أن أعلم ماذا تريد منه ، فإما أن تخبرني أو لن أدلك على بيتنا ..
فقال له يوسف : لن أخبرك ، وسيدلني على بيتكم احد الصبية الآخرين ..
فقال الصبي : أنا القائد هنا ولن يستطيع أحد منهم أن يفعل شيئا ضد إرادتي .
فقال له يوسف : حسنا حسنا .. أنا معي مال كنت قد أخذته من أبيك دينا ، فأريد أن أرجعه إليه ..
فقال له الغلام : وكم هو الدين ؟
قال : أربعمائة دينار ..
فقال له الولد : يظهر عليك أثر السفر والتعب وقد جئت من مكان بعيد .. فقط من أجل أربعمائة دينار ؟!
فقال له يوسف : الحق حق مها قل أو كثر ..
فقال الغلام : إن أبي رجل كريم قوم .. ورأس قبيلته ، فإن عرف أنك أتيت من السفر من أجل هذه الدنانير ، فلن يرضى وسيغضب عليك ؟
فقال له يوسف : إذا دلني ماذا أفعل أيها الغلام ؟
قال له : تعطيني المال وتذهب إلى أبي كأنك أتيته في زيارة ، فإن سألك عن المال فسأعطيك إياه لترجعه إليه ؛ فإنه بخيل لاخير فيه ..
وإن لم يسألك ، تكمل زيارتك وتذهب وأنا بعد ذهابك سأعطيه المال ، وبهذا لايغضب عليك ولا ترى منه سوء وتكون قد سددت دينك ..
فقال له لاعليك خذ هذه الدنانير وافعل مثلما قلت .. فأعطاه صرة فيها دنانير .. وأشار الغلام إلى دار في نهاية الطريق وقال : تلك دارنا ..

فذهب يوسف إلى الدار واستطرق قائلا : ياورقة أنا يوسف بن صخر التيمي
ففتح له الباب وقال مرحبا بالكريم ابن الكرام تفضل بالدخول ..
فأدخله وأخذ بلجام الفرس وربطه له في حلقة كانت في الدار ..
قال له : لقد جئت لك زيارة محبة وود أريد أن أسالك من شئ ؟! هل هذا الغلام الذي يلعب في بداية هذا الطريق مع الصبيان هو ابنك ؟
قال له : نعم هذا سعيد بن ورقة …
قال له : هو الذي دلني على الدار ..
فقال له : ثم ماذا ؟
قال له : لاشي غير هذا ..
قال : محال أن يدلك سعد على الدار هكذا بدون أن يكون جرى بينك وبينه أمر عظيم فإنه غلام ليس كالغلمان .. وإنه باستطاعته أن يلوي آراء الرجال عما يريدون ..
وأصر الرجل الضيف أن لا يخبر والد الغلام بشيء مما جرى ؛ لانه يريد أن يعرف هل الغلام أمين أم أنه لص ..

أكمل الرجل زيارته وذهب ..
فجاء الغلام الى أبيه وقال : يا أبي هل ذهب الرجل الذي جاءك اليوم ؟
قال : نعم أكرمناه وذهب في طريقه ..
قال الولد لأبيه : هل كان مستدينا منك شيئا من المال ؟
قال له : لا .. لم يكن بيننا شئ من المال إنما هو ود قديم وصداقة راسخة ..
قال الولد : يا أبي لقد خدعني الرجل ..
قال له أبوه : وكيف ذاك والرجل من أصدق الرجال قولا ، وأوفاهم عهدا ، فحكى له ماحصل ..
فقال له ابوه : لقد أخطأت يا بني .. ما كان لك أن تفعل هذا ، وإنما كان ينبغي أن تدله على الدار وكفى ؛ لأن هذا المال الذي أعطاك لا نسطيع أن نصرفه ؛ لأنه ليس لنا فيه حق ..
قال الغلام : خذه يا أبي وأرجعه إليه متى ما قابلته ..
فأخذ ورقة المال وقال لابنه : غدأ إن شاء الله سأذهب إلى دار يوسف وأعطيه ماله ، وأسأله عن ما قال ..
وعند المساء رجع يوسف إلى دار ورقة ونزل ، فسأله ورقة : الم ترجع إلى بلادك ؟
قال : لا .. ذهبت لزيارة صديق آخر وجئتك راجعا ، لأبيت عندك وأسافر غدا صباحا إن شاء الله ..
فقال له ورقة : لقد أعطاني ابني مالا يقول أنك أعطيته إياه وهو دين لي عليك ..
قال له يوسف : وقد فعلها الغلام ..
قال : نعم .. إن ابني من أكثر الناس أمانة وأصدقهم حديثا ..
قال له : وأنا جئتك من أجل الغلام وليس من أجل المال .. جئت لأرى هل ابنك أمين فيوفي بما قال ، أم أنه سيأحذ المال ويسكت .. ولكن الغلام حقق ظني وسر قلبي ..
فإن هذه الدنانير ليست لك ولا لي .. بل هي لولدك ؛ تقديرا لصدقه وأمانته ..
قال له ورقة : سأعطيه إياها .. وبات معهم ليلته وفي الصباح ودعه وذهب يوسف إلى طريقه ..
فلما أصبح الغلام قال له أبوه : إن الضيف الذي كان عندنا البارحة جاء بالليل وأنت كنت تغط في نومك .. فقال ان أعطيك المال ؛ تقديرا لصدقك وأمانتك ..
فقال الغلام : يا أبي أنا لا أبيع صدقي وأمانتي بأربعمائة دينار ..
قال له أبوه : هو ليس بيعا وإنما مكافأة ..
فقال له : إن الصدق والأمانة لاتكافؤها أربعمائة دينار ..
فقال له والده : إذا ماذا ؟
قال له : فليعطني فرسه وسيفه ، ويزوجني ابنته ، وبذلك يكافؤ صدقي وأمانتي ؛ فإنهما غاليتان عندي ..
فضحك والده وقال : ولكنك صغير على الزواج يابُني ..
قال له : يا أبي الصغير سيكبر والوعود ستبقى ، فليعدني بذلك ..
أنا لا أريد أربعمائة درهم ؛ فيقول الناس إن سعد ابن ورقة اخذ أربعمائة دينار

مكأفاة لصدقه وأمانته فيظن الناس أن الصدق والأمانة بهذا ا

BY عالم القصص والروايات 📚


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/ahgeel/1852

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The next bit isn’t clear, but Durov reportedly claimed that his resignation, dated March 21st, was an April Fools’ prank. TechCrunch implies that it was a matter of principle, but it’s hard to be clear on the wheres, whos and whys. Similarly, on April 17th, the Moscow Times quoted Durov as saying that he quit the company after being pressured to reveal account details about Ukrainians protesting the then-president Viktor Yanukovych. Telegram has gained a reputation as the “secure” communications app in the post-Soviet states, but whenever you make choices about your digital security, it’s important to start by asking yourself, “What exactly am I securing? And who am I securing it from?” These questions should inform your decisions about whether you are using the right tool or platform for your digital security needs. Telegram is certainly not the most secure messaging app on the market right now. Its security model requires users to place a great deal of trust in Telegram’s ability to protect user data. For some users, this may be good enough for now. For others, it may be wiser to move to a different platform for certain kinds of high-risk communications. At the start of 2018, the company attempted to launch an Initial Coin Offering (ICO) which would enable it to enable payments (and earn the cash that comes from doing so). The initial signals were promising, especially given Telegram’s user base is already fairly crypto-savvy. It raised an initial tranche of cash – worth more than a billion dollars – to help develop the coin before opening sales to the public. Unfortunately, third-party sales of coins bought in those initial fundraising rounds raised the ire of the SEC, which brought the hammer down on the whole operation. In 2020, officials ordered Telegram to pay a fine of $18.5 million and hand back much of the cash that it had raised. Since January 2022, the SC has received a total of 47 complaints and enquiries on illegal investment schemes promoted through Telegram. These fraudulent schemes offer non-existent investment opportunities, promising very attractive and risk-free returns within a short span of time. They commonly offer unrealistic returns of as high as 1,000% within 24 hours or even within a few hours. This provided opportunity to their linked entities to offload their shares at higher prices and make significant profits at the cost of unsuspecting retail investors.
from us


Telegram عالم القصص والروايات 📚
FROM American