Telegram Group Search
الوجه الثاني :
ما جاء صريحًا أن عاشوراء هو اليوم العاشر :
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ :"أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمُ عَاشِرٍ".
أخرجه الترمذي في السنن (3/119رقم755).
قال الترمذي :"حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ العِلْمِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ التَّاسِعِ، وقَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ العَاشِرِ، ... وَبِهَذَا الحَدِيثِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ".
والحديث صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (755).
والحديث ذكره الحافظ في فتح الباري (4/246) مؤيدًا به من قال إن عاشوراء هو العاشر.
قلت : وكذا جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :"إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بصيام يوم عاشوراء يوم العاشر".
أخرجه البزار في المسند (18/153رقم122).
قال الحافظ في مختصر زوائد مسند البزار (1/346) :"إسناده صحيح". ووافقه الألباني في السلسلة الضعيفة (8/311).
وأما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"عَاشُورَاءُ يَوْمُ التَّاسِعِ".
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (9/322).
فهو حديث لا يصح؛ قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (8/309رقم3849) :"موضوع".
السؤال الثالث :
ما فضل صيام عاشوراء ؟
الجواب :
صيام عاشوراء له فضل عظيم؛ يكفر السنة الماضية، كان النبي ﷺ يتحراه .
فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ؟ فَقَالَ ﷺ :"يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ".
أخرجه مسلم في الصحيح (2/819رقم1162).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال َ:"مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ - يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ".
أخرجه البخاري في الصحيح (3/44رقم2006)، ومسلم في الصحيح (2/797رقم1132).
قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (2/63) :"أَمَّا صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَحَرَّى صَوْمَهُ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ".
وقال ابن رجب في لطائف المعارف (48) :"يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة ...".
تنبيه : تكفير صيام عاشوراء لسنة ماضية لا يدخل فيه حقوق العباد؛ إذ حقوق العباد لابد من أدائها والتحلل منها في الدنيا.
السؤال الرابع :
ما حكم صيام عاشوراء ؟
يستحب صيامه، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،: أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ".
أخرجه البخاري في الصحيح (3/24رقم1893)، ومسلم في الصحيح (2/792رقم1125).
وعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ :"صَامَ النَّبِيُّ ﷺ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ".
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لاَ يَصُومُهُ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ.
أخرجه البخاري في الصحيح (3/24رقم1892)، ومسلم في الصحيح (2/793رقم1126).
وهذا الحديث يدل على استحباب صيام عاشوراء وعدم وجوبه، ولا ينكر على من أفطره فقد دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ :"إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ".
أخرجه مسلم في الصحيح (2/794رقم1127).
ومع ذلك يحرص المسلم على صيامه، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال َ:"مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ - يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ".
أخرجه البخاري في الصحيح (3/44رقم2006)، ومسلم في الصحيح (2/797رقم1132).
قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (2/68) :"النَّبِيَّ ﷺ حَثَّهُمْ عَلَى صِيَامِهِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ صَوْمَهُ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ، وَاسْتَمَرَّ الصَّحَابَةُ عَلَى صِيَامِهِ إِلَى حِينِ وَفَاتِهِ، وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ بِالنَّهْيِ عَنْهُ وَكَرَاهَةِ صَوْمِهِ، فَعُلِمَ أَنَّ الَّذِي تُرِكَ وُجُوبُهُ لَا اسْتِحْبَابُهُ".
👍6
السؤال الخامس :
ما السنة في صيامه ؟
روى عَبْدُاللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ".
قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ .
وفي لفظ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ". يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
أخرجه مسلم في الصحيح (2/798رقم1134).
وبهذا يظهر أن السنة وردت في صيام عاشوراء على صورتين:
- الصورة الأولى: أن يصوم يومًا قبله (التاسع)، ويصوم عاشوراء.
- الصورة الثانية: أن يصوم عاشوراء فقط .
وأما صيام العاشر والحادي عشر!
أو صيام يومًا قبله ويومًا بعده أي التاسع والعاشر والحادي عشر؛ فدليلهما ضعيف لا يثبت.
قال الألباني في السلسلة الضعيفة (9/288) :"ذِكْرُ اليوم الذي بعده منكر فيه؛ مخالف لحديث ابن عباس الصحيح".
وأما صيام التاسع بمفرده فليس بصوم لعاشوراء؛ قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (2/72) :"وَأَمَّا إِفْرَادُ التَّاسِعِ فَمِنْ نَقْصِ فَهْمِ الْآثَارِ، وَعَدَمِ تَتَبُّعِ أَلْفَاظِهَا وَطُرُقِهَا، وَهُوَ بَعِيدٌ مِنَ اللُّغَةِ وَالشَّرْعِ".
وانظر : اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام (1/470).
السؤال السادس :
هل يجوز صيامه لو وافق يوم السبت ؟
يشرع صيام عاشوراء ولو وافق يوم السبت؛ والنهي عن صيام يوم السبت، محله من أفرده بالصيام في غير ما شرع.
انظر : لطائف المعارف لابن رجب (54).



السؤال السابع :
هل يشرع في عاشوراء غير الصيام ؟
قال ابن تيمية كما في المستدرك على مجموع الفتاوى (3/256) :"عاشوراء لم يشرع فيه غير الصوم باتفاق علماء المسلمين فكل ما يفعل فيه غير ذلك من الاختضاب والكحل والتزين والاغتسال والتوسع على العيال غير العادة فيه من حبوب وغيرها هو من البدع المحدثة في الدين لم يستحبها أحد".
وقال ابن رجب في لطائف المعارف (54) :"وأما اتخاذه مأتمًا كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنه فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعًا ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتمًا فكيف بمن دونهم".



كتبه :
أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول
👍62
رحم الله الإمام ربيع بن هادي المدخلي رحمة واسعة وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى... فلنصبر ولنحتسب
والصلاة عليه بعد الفجر في مسجد النبوي
👍134
فوائد الشيخ أ د أحمد بازمول 🇸🇦 pinned «رحم الله الإمام ربيع بن هادي المدخلي رحمة واسعة وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى... فلنصبر ولنحتسب والصلاة عليه بعد الفجر في مسجد النبوي»
2025/08/27 19:28:24
Back to Top
HTML Embed Code: