Telegram Group Search
‏تضحكين
‏فيَسير الزمن إلى الوَراء
‏الأشجار الذّابلة تغدو أزهاراً حالِمة
‏و من صَدر الشّهيد
‏تنطلق الرَصاصة
‏نحو قاتله..
‏تضحكين
‏فيسيرُ الزمَن إلى الوَراء
‏يرجع اللبن المسكُوب إلى إنائِه
‏أعُود بخفةٍ
‏إلى ما قبل النُّقطة
‏التي انهَار بعدها كُل شيء
‏أنتقي مَساراتي الجديدة بحِكمة
‏و أستمتِع بالنّدم الجديد .
‏تضحكين
‏فتتوقف
‏الريح
‏عن الركض
‏للإستماع ..
قفصكِ الصدري
‏مليئ بالعصافير
‏لذا تنهيداتكِ يا عزيزتي
‏تشبهُ التغاريد .
لا أستطيع أن أغير العالم مثلك، أنت تفعلين ذلك بمنتهى السهولة عندما تضحكين
مُهداة إلى معلمي وأستاذي جمال
الصعدي حفظه الله

يعِزُّ أمـــام حضرتك المقالُ
فماذا فيك أكتبُ يا (جمالُ)؟

سمَوت على النُّجومِ فكنت بدرا
على قسماتهِ اكتملَ الجمالُ

فرشت لنا الطُّموحَ بِساطَ وصلٍ
فهُيِّءَ في المسارِ لنـا المَجـالُ

إلى صرحِ الدروسِ بكل يــــومٍ
نجيءُ وملؤنـــا شغَفٌ عُضـالُ

فنجتازُ الصِّعــابَ بكـل يُسْرٍ
فلا ظمأٌ يحِــلُّ ولا ضَــــلالُ

وهـــل سيصيبُنــا ظَمَأٌ وقفْــرٌ
وأنت أمامنــا النَّهـــرٌ المســالُ؟

يكادُ يُضيء منك العلمُ نورا
ويطفَحُ من مُحيَّـاك الجلالُ

أنَرت لنا الطّريقَ بكـلّ دربٍ
كأنَّك في السماءِ لنــا هلالُ

وذَلَّلْت العلومَ لنا فأضحى
يهونُ أمامنا الصَّعبُ المُحالُ

تمرُ سحابُ علمك مُتْرَعاتٍ
وفي بِيْدِ العقولِ لها انهِلالُ

فتَنْبتُ بعــدَها أشجــارُ علـمٍ
كثَيفـــاتٍ ويمْتــــدُّ الظِّـــلالُ

غرَسْت بنا العُلا.. فبِكُلِّ قلبٍ
نصـــائحُك الثَّمينةُ لا تــــزالُ

لنا في كــلّ حادثــةٍ حـديثٌ
وفي كلّ العلــومِ لنا اتصـالُ

نُجــادِلُ كــلّ دكتـورٍ ولكــنْ
إذا أقبلْت أنت فـــلا جِــدالُ

وهل يُجْدي التَّيمُّمُ في مكانٍ
بـــهِ يتَــــدفَّـقُ المــاءُ الزُّلالُ؟

فأنت (جمالُ)منْبعُ كــلّ علـــمٍ
ومن معنــاك لانَ لنــا المنــالُ

حياتُك كلهـــا بــذلٌ، كفــــاحٌ
وعلمٌ دافـــقٌ، صبرٌ، نِضـــالُ

مقامُـك بين أمتنـــا رفيـــعٌ
وقدرُك في المَعاليَ لا يُطالُ

ومهما قلتُ مهما صُغت شعرا
فلن أوفيك حقك يا (جمالُ)

شعر #أحمد_عادل_السلمي
يا ربَّةَ الأنغامِ يا شمسَ الضّحى
يا حُلوةَ العينَينِ حُسنك مُدهشُ

أنتِ التي سمعَ الأصمُ كلامَها
ورأى مُحيّاها الجميلَ الأعمَشُ

#أحمد_السلمي
ولقد ذكرتُك والإجابةُ في فمِي
وبريقُ عينكِ في الفؤادِ أضاءَ

فتشقلبتْ في البالِ كلّ إجابةٍ
وكتبتُ -سهوا- في الفراغِ (.....)

#أحمد_السلمي
أشعَلوا النارَ في خيوطِ رِدائِك
واستَباحُوك في خِضَمِّ عَنائِك

خنَقوا الضَّوءَ في عُيونِك كَيما
يسْلَبوا منْكَ عُنفُوانَ بهائِك

مثْقلٌ أنت بالهُمومِ -كحَقلٍ
مُثقَلٍ بالثِّمارِ- رغم نَقائِك

حَصَدوا منْك كلّ شيءٍ جميلٍ
لكَ لمْ يترُكوا سوى إعيائِك

إنْ طَواهمْ وحْلُ التَّقشُّفِ جاءوا
يستَحِمُّون في مِياهِ عَطائِك

وإنِ اشْتدَّتِ القُيُوظُ عليهم
يستَظِلُّون تحتَ فَيْءِ سَمائِك

كم مزَجْتَ الدَّوا.. بثَغْرِ مرِيضٍ!
مزَجُوا السُّمَّ في شَرابِ دَوائِك!

وغَرسْتَ السَّلامَ في كلِّ قلبٍ
غرَسُوا خنْجَرينِ في أحشائِك!

هكذا كانَ طبْعُ كـــلِّ جَبانٍ
خائِن العَهدِ، غارِقٍ بدمائِك

لم تزلْ -رغم ما أصابَك- نهراً
يشربُ العزُّ من زُلالِ إبائِك

لنْ ينالوك يا أخَ الضوءِ مهما
حاولوا جاهِديْن في إطْفائِك

سوفَ يزْوَرُّ حقدُهم وسَتَبْقى
مُقمِراً يهتَدي السَّنا بضِيائِك

#أحمد_السلمي
2020/10/3م
هلالُ الوصل pinned «أشعَلوا النارَ في خيوطِ رِدائِك واستَباحُوك في خِضَمِّ عَنائِك خنَقوا الضَّوءَ في عُيونِك كَيما يسْلَبوا منْكَ عُنفُوانَ بهائِك مثْقلٌ أنت بالهُمومِ -كحَقلٍ مُثقَلٍ بالثِّمارِ- رغم نَقائِك حَصَدوا منْك كلّ شيءٍ جميلٍ لكَ لمْ يترُكوا سوى إعيائِك إنْ طَواهمْ…»
....."لغة القرآنِ".....

خرَّت أمام جمالِها كلماتي
ونَمَت برَوضِ حقولِها نغماتي

وتسابقت كلُّ الحروفِ لوصفِها
وتزَركَشَت بالدُّرِّ والصَّدفاتِ

وأطلتُ في التَّحديقِ حتى أنها
لم تنْقطعْ عن رشقِها نظَراتي

أثقلتُ قلبي بالمحبةِ يا أبي
حتى نزفتُ الشعرَ من نبَضاتي

مازلتُ مُذْ شدَّ الحنينُ جوانحي
أشدو بها -كالطيرِ- في مشكاتي

تلك التي شُغِفَ الفؤادُ بحبِّها
ومضى يهيمُ على مدى السَّنواتِ

فتَّشتُ عن وصفٍ يليقُ بها فلم
تُسعِفْ خيالي اليوم أيُّ لُغاتِ

هي في فؤادي قبل كلِّ حبيبةٍ
منها اكتَسَبتُ بلاغتي وصفاتي

هيَ خِدْنُ كُرَّاسي وبوحُ عواطفي
هي سرُّ إلهامي وحِبْرُ دواتي

هي مَنْهلُ الظمآن.. فسحةُ حُزنِهِ
هي مؤنسُ المُحتارِ في الخلواتِ

هي للبريةِ كالرِّئاتِ
وكيف للإنسانِ أن يحيا بدون رِئاتِ؟؟

هي بلسمُ العشاقِ في دربِ الهوى
فيهم تُخَفِّفُ وطْأةَ الصَّدماتِ

وبهم تُضَمِّدُ كلَّ جُرحِ راعفٍ
ولهم تُنيرُ غياهبَ الظُّلماتِ

هيَ من قديمِ الدَّهرِ مصدرُ عزِّنا
ما زلتُ أتلوها بكـــلِّ صـــلاةِ

هي كلُّ ما يحوي الجمالُ، وكلَّ من
يرجو الوصالَ؛ تجودُ بالخيراتِ

لغتي التي إن هدَّ أعماقي الأسى
جاءت تُلملِمُ فُرقتي وشَتاتي

لغتي التي منها اسْتقَيتُ بلاغتي
وبها سموتُ على ذُرى النَّجَماتِ

وبها أترجمُ للأنـــامِ مشاعـــري
وبها أسطِّــــرُ أروعَ الكلِمــــاتِ

يا أيها اللغةُ التي من أصلها
نزلَ الكتابُ يشـــعُّ بالآياتِ

سأظلُ أهتِف في هواك مُفاخراً
أني ابتدأتُ على يديكِ حياتي

حتى يُفرق -رغم أنات الجوى-
بيني وبينك هـــــادمُ اللَّذاتِ

#أحمد_السلمي
#اليوم_العالمي_للغة_العربية
2020/12/18م
...........طللُ الغرامِ ............

الدربُ دون يديك قفرٌ موحشُ
والعينُ تذرفُ بالدموعِ وتَجْهَشُ

والروحُ تسألُني عليك وخافقي
كم يشْرئبُّ إليك كم يتَعطَّشُ!

لا شيء في هذا المساء
سوى الأسى
وجنون ليلٍ بالمواجعِ يغْطشُ

وأنا على طلَلِ الغرامِ مُدَلَّهُ
ٍ أزدادُ فيك جوىً وعنك أفتِّشُ
َّ
ألقي على وجهي قميصكَ.. إنني
أعمى بدونك يا مُنايَ وأطرشُ

واللهِ ما فارقتِ نبضي ساعةً
كلا، فجسمي من بعادك يُرعشُ

مازال طيفُك في المنامِ يزورني
وعلى جدارِ القلبِ حبَّك يُنقَشُ

ما مرّ يوم أنت فيهِ بعيدةٌ
إلا وذكرك في الفؤادِ يعشِّشُ

هلَّا ذكرت الحبّ والهفواتِ إذْ
كنا (بجامعةِ العلومِ) ندردشُ

إذْ كان يغمرُنا الهوى ويلفّنا
ثوبٌ بأصدافِ الغرامِ مُزرْكشُ

نتراشقُ النظراتِ دوماً كلما
غفلَ المحاضرُ برُهةً ونوَشوِشُ

والطالباتُ يرينَ وصلي جنةً
ويلُحنَ حولي والهوى مُتوحّشُ

كُلٌّ تودُّ بأنْ تنــــالَ مكانةً
هذي تغـــارُ وهذهِ تتحرَّشُ

هذي تُبادرُ بالسلامِ وهذهِ
ترنو بطرفٍ كالجُمانِ وترمشُ

لكنني أهواك أنتِ فخافقي
"بك لا بغيرك يا حبيبةُ يُنعشُ"

يا ربَّةَ الأنغامِ يا شمسَ الضّحى
يا حُلوةَ العينَينِ حُسنك مُدهشُ

أنتِ التي سمعَ الأصمُّ كلامَها
ورأى مُحيّاها الجميلَ الأعمَشُ

أوليس ظلماً أنْ أعيشَ مُغرَّباً
ويظلُّ يلفحُني الحنينُ وينهشُ؟!

قد طالَ هذا البعدُ حتى هدَّني
فمتى بساطُ الوصلِ منك سيُفرشُ؟؟

#أحمد_السلمي
قصيدة "ضحكت" للشاعر " "احمد السلمي " دراسة أسلوبية

للأستاذ/ محمد نور إسلام

أولا: القصيدة.

ضحكت فقامَ الشوقُ
يركضُ في دمي
وتغيَّرت دقَّاتُ قلبي المُغرمِ

ضحكت فبانَ السحرُ
من قسماتِها
وبدا الضياءُ بثغرِها المُتبسّمِ

ضحكت فلاحَت من ورودِ خدودِها
غمازتانِ أضاءتا كالأنجمِ

ضحكت فأطربَتِ الفؤادَ بنغمةٍ
تنسابُ موسيقى ونهر ترنمِ

وكأنّ سربَ عنادلٍ طافت على
أذني تزقزقُ في انشراحٍ مُفْعمِ

هزّت بجذْعِ القلبِ حين تبسّمت
فتَساقطت هذي القصائدُ من فمي

في الضحكةِ الخجْلى
لمَحتُ بثغرِها
سُحُباً من العسلِ المُصفّى تنهمي

نورٌ على نورٍ يشعّ بوجهِها
ومُدامةٌ تلهو بذاك المبْسمِ

وبطرفِها كحلٌ خرافيُّ الغوى
وبثغرِها توتٌ لذيذُ المطعمِ

وبصوتِها العذبِ اللعوبِ رخامَةٌ
تجلي الآسى وتُزيلُ كلّ تجهّمِ

لا شيء يشبهُها، ولا أحدٌ هنا
بجمالها يدري، ولم يتوهّمِ

لا أذنُ قد سمِعت ولا عينٌ رأت
كلا ولم تخطُرْ بقلبِ مُتيَّمِ

من أيّ أنواعِ الجمالِ تفتّقَت؟!
وإلى إلى أيّ المَواطن تنتمي؟!

ضحكت معذِّبتي فسبحان الذي
دلّى الثمارَ اليانعاتِ على الفمِ

ثانيا: الدراسة

مقدمة
تهتم بالإبداع الراقي الدراسة الأسلوبية في محاولة كشفها عن الظواهر التي تجعل الأثر الأدبي في قمم الشاعرية و الأسلوبية أسلوبيات فهناك أسلوبية التعبير و أسلوبية التلقي و أسلوبية النص و .... و كما تعددت أنواع الأسلوبية تعددت طرق الدراسة و تنوعت الجوانب التي تعنى بها من مستوى صوتي يدرس الموسيقى الداخلية و الخارجية و مستوى تركيبي يعنى بالتقديم و التأخير و أنواع الجمل و كل ما يساهم في الإتساق و الإنسجام و جانب دلالي يهتم بأهم الحقول الدلالية المشكلة للنص و مستوى بلاغي يكشف عن الصور الفنية و أيضا من أهم ما اهتمت به الأسلوبية الإنزياح و التناص و في وسط هذا الثراء الأسلوبي سيتم اختيار الملامح الأسلوبية البارزة التي شكلت جودة القصيدة قصيدة "ضحكت" للشاعر " أحمد السلمي.

أولا التكرار:

للتكرار الدور المهم في إبراز مشاعر الشاعر و تأكيدها و تعميق دلالاتها و إضفاء الموسيقى الداخلية على الإبداع التي تعين الموسيقى الخارجية في وظيفتها و قد توكأ الشعراء منذ العصر الجاهلي على جمالية التكرار و لا زالت إلى يومنا هذا من الوسائل التي يجسدها الشاعر في إبداعاته لما لديها من عظيم أثر و كثير فائدة و قد اهتم النقاد قديما و حديثا بهده الجمالية فقديما يري الزَّمخشري أنَّ "جدوى التأكيد أنَّك إذا كررت فقد قررت المؤكد وما عَلَقَ به في نفس السامع ومكنته في قلبه و أمطت شبهة ربما خالجته أو توهمت غفلة أو ذهاباً عمَّا أنت بصدده فأزلته" و حديثا يقول "ريتشارد" "أن التكرار له أهمية بالغة ، خاصة إذا ما قرن بالإيقاع والوزن ، لأنه عبارة عن لمََْسَة سحرية تبعث الحياة في الشعر ".
و للتكرار أشكال و أنواع كثيرة و أبرزها في هذه القصيدة ؛ تكرار الكلمات ( الكلمة نفسها أو من جذرها اللغوي )و تكرار الحروف(حروف الجر ، حروف العطف) و تكرار الإيقاع (الداخلي و الخارجي).

تكرار الكلمات: نلاحظ أن العنوان الذي هو أول عتبات النص المتمثل في فعل و فاعل "ضحكت" تكرر مرات عدة في النص مما جعله الأحق بالعتبة الأولى حيث نجد هذا التكرار في مطلع القصيدة و الأبيات الثلاثة التي تلي المطلع و أيضا نجد التكرار بالمعنى و التكرار الإشتقاقي حيث بلغت الأسماء و الأفعال الدالة على ما يخص ( الفم ) من ضحك وابتسام و صوت و... عددا عظيما (15 مرة) كما هو موضح في ما بين قوسين:

(ضحكت )فقامَ الشوقُ
يركضُ في دمي
وتغيَّرت دقَّاتُ قلبي المُغرمِ

(ضحكت) فبانَ السحرُ
من قسماتِها
وبدا الضياءُ( بثغرِها) (المُتبسّمِ)

(ضحكت) فلاحَت من ورودِ خدودِها
غمازتانِ أضاءتا كالأنجمِ

(ضحكت )فأطربَتِ الفؤادَ بنغمةٍ
تنسابُ موسيقى ونهر ترنمِ

وكأنّ سربَ عنادلٍ طافت على
أذني تزقزقُ في انشراحٍ مُفْعمِ

هزّت بجذْعِ القلبِ حين( تبسّمت)
فتَساقطت هذي القصائدُ من (فمي)

في( الضحكةِ) الخجْلى
لمَحتُ (بثغرِها)
سُحُباً من العسلِ المُصفّى تنهمي

نورٌ على نورٍ يشعّ بوجهِها
ومُدامةٌ تلهو بذاك (المبْسمِ)

وبطرفِها كحلٌ خرافيُّ الغوى
و(بثغرِها )توتٌ لذيذُ المطعمِ

و(بصوتِها) العذبِ اللعوبِ رخامَةٌ
تجلي الآسى وتُزيلُ كلّ تجهّمِ

لا شيء يشبهُها، ولا أحدٌ هنا
بجمالها يدري، ولم يتوهّمِ

لا أذنُ قد سمِعت ولا عينٌ رأت
كلا ولم تخطُرْ بقلبِ مُتيَّمِ

من أيّ أنواعِ الجمالِ تفتّقَت؟!
وإلى إلى أيّ المَواطن تنتمي؟!

(ضحكت) معذِّبتي فسبحان الذي
دلّى الثمارَ اليانعاتِ على( الفمِ)

يعبر الشاعر عن مكنونات نفسه و صوت قلبه و مدى انفعاله في لحظة أسطورية اِلتقطتها عدسته الطبيعية و هذه اللحظة الأسطورية المتمثلة في "ضحكة أنثى" وقد دل هذا التكرار على عمق شعور الشاعر و مدى تعلقه بهذه الأنثى حيث نتجت عن هذه الضحكة مشاعر تمثلت في ( الشوق، الغرام، الطرب،) و قد أراد الشاعر أن ينقل للمتلقي شعوره فاستعمل
التكرار كوسيلة لذلك و قد أفلح في جذبه ليشاركه هذا المشهد و ينفعل مع تجربتة الشعرية الصادقة.
تكرار الحروف: مما تمت ملاحظة أن الشاعر استعمل في حبك و سبك قصيدته هذه الكثير من أدوات العطف و الجر و ما يهم في هذا الصدد هو تكرار الحرف الواحد حيث نجد في قصيدته هذه تكرار حروف الجر الأكثر تكرارا بهذا العدد:

في (ثلاث مرات)
مِن (أربع مرات)
الباء(سبع مرات)
على(مرتين)
و التكرار الغالب من حروف العطف:

الواو (13مرة)
الفاء(5مرات)

هذه الحروف المتكررة في ثنايا النص الشعري ساهمت بشكل ملحوظ في ربط أجزاء النص حتى صار لحمة واحدة و بنية كبرى و هذا التنويع لهذه الحروف يخلق جوا جماليا يجعل المتلقي لا يمل بل يتابع مشاهد القصيدة بكل اهتمام.

تكرار الإيقاع: الإيقاع الخارجي : الإيقاع الخارجي يتمثل في الوزن و القافية و من الملاحظ كما هو مبين في التقطيع العروضي الآتي أن الشاعر اختار لهذا المشهد المتميز موسيقى بحر الكامل و هذا البحر من أهم البحور التي نظم عليها الشعراء شعرهم من العصر الجاهلي إلى يومنا فنجد مثلا في العصر الجاهلي معلقة عنترة ابن شداد من هذا البحر و في أيامنا هذه نجد قصيدة الشاعر " أحمد السلمي التي بين أيدينا على هذا البحر.

تقطيع أحد الأبيات:
ضحكت معذِّبتي فسبحان الذي
ضحكتْ معذْ ذِبَتي فسبْ حانَ لْلَذي
ااا٥اا٥ ااا٥اا٥ ا٥ا٥اا٥
متَفاعلن متَفاعلن مُتْفاعِلُن

دلّى الثمارَ اليانعاتِ على الفمِ
دلْلَى ثْثِما ر لْيانعا تِ علَلْفَمِي
ا٥ا٥اا٥ ا٥ا٥اا٥ ااا٥اا٥
متْفاعلن متْفاعلن متَفاعلن

نلاحظ من خلال هذا التقطيع لبيت من القصيدة أن الشاعر يستخدم تفاعيل بحر الكامل التي تتمثل في متَفاعِلُنْ (ااا٥اا٥) سِت مرات و بدائلها مُتْفاعِلُنْ(ا٥ا٥اا٥) بتسكين الثاني المتحرك واختيار الشاعر لبحر أحادي التفعيلة جعل تكرارها أكثر حيث تكررت تفعيلة (متفاعلن) 84 مرة على مدار 14 بيتا .
و تكررت القافية و حروفها 14 مرة ( مغرم ا٥اا٥، رنم ا٥اا٥، مطعم ا٥اا٥، .....)
نلاحظ أن تكرار التفعيلات و القافية و حروفها جعل للقصيدة إيقاعا مذهلا تماشى مع الحالة الشعورية للشاعر و جعل المتلقي يطرب لهذا الإيقاع و يحس و يتفاعل مع النص إلى أبعد الحدود و قد تجمّل النص بهذه البنية الإيقاعية الرائقة جدا التي أسهمت في الارتقاء بهذا الإبداع إلى مستوى جد راق.

الإيقاع الداخلي: لا يقل الإيقاع الداخلي أهمية عن الإيقاع الخارجي حيث يتعاونان لأجل إبراز الانفعال الشاعري و لأجل تجميل النص و أيضا تفاعل المتلقي مع مشاهد القصيدة و ما تمت ملاحظته في مطلع القصيدة التصريع الذي أسهم بشكل جيد في بناء القصيدة و جذب الإنتباه و قد دل هذا التصريع على أصالة الشاعر و تأثره بمن سبقوه فمشى متتبعا آثارهم حيث يقول :

ضحكت فقامَ الشوقُ يركضُ (في دمي)
وتغيَّرت دقَّاتُ قلبي (المُغرمِ)

لقد تعدد الأصوات في القصيدة بين الهمس و الجهر و كانت أكثر الأصوات المجهورة ورودا هي حرف(الميم، الراء، الضاد، الباء) و أكثر الأصوات المهموسة ورودا هي حرف (التاء، السين، الحاء) و هذا التمازج بين الجهر و الهمس لعب دورا مهما في التباين الصوتي بين الهدوء و الإضطراب و بين الإيقاع السريع و البطيء بين القوة التي تمثلها ابتسامة الأنثى و الضعف الذي تمثله رقة الشاعر و عدم تماسكه أمام هذه الإبتسامة .

التناص: هو تداخل النصوص حيث المبدع لا يكتب من فراغ و إنما من تأثره بتجارب شعرية أو غير شعرية سابقة و يعد التناص من الجماليات التي تجعل النص يوحي بأبعاد ماضية أو تراثية فلا يتمثل المعنى في الزمن الآني فقط و إنما تكون له أبعادا عميقة في الزمن السابق و من أبرز التناص ورودا هو التداخل النصي مع القرآن الكريم في قول الشاعر:

هزّت بجذْعِ القلبِ حين تبسّمت
فتَساقطت هذي القصائدُ من فمي

حيث تداخل هذا البيت مع الآية القرآنية " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" سورة مريم

كما نجد التداخل النصي في قول الشاعر :

لا أذنُ قد سمِعت ولا عينٌ رأت
كلا ولم تخطُرْ بقلبِ مُتيَّمِ

و من الملاحظ تداخل البيت الشعري مع جزء من الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم ولفظه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"

دل التناص على ثقافة الشاعر الواسعة و تأثره بالقرآن الكريم و تعميق الدلالة إلى أبعاد تراثية و دل أيضا على شعرية طافحة بالجمال حيث لم يستعمل الشاعر النص التراثي بنفس الدلالة و إنما بدلالة جديدة تمثلت في نتيجة ابتسام الأنثى فكانت ابتسامتها بمثابة هز جذع النخلة و كان الشعر يتساقط رطبا جنيا من فم الشاعر و أيضا يعبر هذا التداخل النصي على مخاض ليس بع
سير و إنما بسيط فالهز بجذع النخلة أمر بسيط و الأمر العظيم هو تساقط الرطب و الشعر و هذا يدل على زمن الماضي في الحالتين (أحداث الآية الكريمة و أحداث البيت الشعري) . و التداخل النصي مع الحديث القدسي يجعل الماضي يتداخل مع المستقبل فهذه الأنثى التي يسرد لنا الشاعر أحداثها مثلت الزمن الماضي و الحديث القدسي و لو جاء بفعل ماض (أعددت) فهو يمثل المستقبل مستقبل عباد الله الصالحين.

الإنزياح : الإنزياح من أهم ما اهتمت به الدراسة الأسلوبية في النص الأدبي و قد تمت تسميته بأسماء عدة منها : الإنزياح، العدول، الخرق ، الإنتهاك، ... و هو الإبتعاد عن النمط المألوف أو المتعارف عليه و هذا في جوانب عدة منها الإنزياح البلاغي المتمثل في الصور البيانية التي تبتعد عن التعبير العادي المألوف و الإنزياح التركيبي الذي يهتم بالناحية التركيبة كالجمل الفعلية و الإسمية التي شهدت تغييرا للمألوف النحوي حيث يتم مثلا التقديم و التأخير لأغراض جمالية بحته .
و من الملاحظ أن القصيدة حفلت بالكثير من الإنزياحات على مستوى الصورة الفنية أبرزها تمثلت في :

الإستعارة: قام الشوق، بان السحر من قسماتها، هزت بجذع القلب، ...
التشبيه: و كأن سرب عنادل ....، غمازتان أضاءتا كالأنجم ، ...
الكناية : لا أذن قد سمعت و لا عين قد رأت...

من أبرز الصور البيانية المستعملة في هذه القصيدة : التشبيه و الإستعارة و الكناية و قد ساهم هذا الجانب الإستعمالي لهذه الصور في إدهاش المتلقي عبر الإنزياح به من التعبير الحقيقي إلى التعبير المجازي الذي يأخذه بعيدا إلى فضاء الماوراء و من ناحية النص جعل الإستعمال البياني النص زاخرا بالأبعاد الجمالية إلى أبعد الحدود و من ناحية المبدع دل هذا على عبقريته الفنية في استعمال واختيار ما يناسب المقام.

الجملة الفعلية : تنوعت الأفعال بين ماضية و مضارعة في هذا النص و مما تمت ملاحظته أن لا فعل أمر في هذا النص بتاتا و هذا ما يجعل و يفسر العلاقة السببية المنتجة للمشهد الشعري حيث تمثل السبب في الأفعال الماضية (ضحكت، تبسمت، هزت، تساقطت، ... و تمثلت النتيجة في الأفعال المضارعة: يركض، تنساب... و نجد أيضا أفعال ماضية دلت على النتيجة ( قام ، تغيرت، أطربت، لاحت) و هذا التمازج بين الفعل الماضي و المضارع يسرد لنا مشهد الضحكة و يرسم و يسرد لنا ما ترتب عن هذه الضحكة و الجملة الفعلية عموما على عكس الجملة الاسمية التي تعني الثبات فهي تعني التغير و تمثل هذا في ما تغير في نفسية الشاعر و ما صوره من التغير الوجودي جراء ضحكة هذه الأنثى .

خاتمة:
تم تسليط الضوء على أهم الملامح الأسلوبية في قصيدة "ضحكت" للشاعر "أحمد السلمي" و هذه الملامح متمثلة في:
*التكرار بأشكال عدة ؛
تكرار الكلمات (ضحكت، الثغر)
تكرار الحروف(حروف العطف و الجر)
تكرار الوزن و القافية ( تفعيلة بحر الكامل التي بلغت 84 تفعيلة، و القافية و حروفها ا٥اا٥ التي تكررت 14 مرة)
تكرار الأصوات المجهورة و المهموسة (حروف الجهر و الهمس)
*التناص: تمثل في تداخل بيتين من القصيدة مع آية قرآنية و حديث قدسي.
*الإنزياح:
من الجانب البياني : تم رصد أهم الإستعارات و التشابيه و الكناية
و من الجانب التركيبي تم تناول غلبة الجملة الفعلية على الجملة الإسمية سواء كانت ماضية أو مضارعة.

و هذا التشكيل الأسلوبي المكثف جعلنا نستخلص ثلاث نتائج من نواح ثلاث:
المبدع: يمتلك طاقات تعبيرية هائلة و يعرف أين و متى و كيف يوظفها.
المتلقي: ما يزخر به النص يجعل المتلقي منتبها مشدودا طرِبا متفاعلا لا يمل و لا يكل و كلما تلقى بيتا قال هل من مزيد.
النص: بنية كبرى حفلت بملامح أسلوبية راقية جعلته طافحا بالجمال.
و أخيرا أقول لصديقي الشاعر احمد السلمي ممازحا ليتها ما ضحكت ولا ضحكت أبدا فما كلفتك تعبا في ابداع هذه القصيدة الساحرة و لا كلفتني هذه الدراسة .
أذكر أنني في يوم خريفيّ دافء كهذا أحببتك، و من وقتها حاولت جاهدا أن أُبعدك، لكن هيهات.
لا أحد ينجو من حنينه في فصل الشتاء، لذا لا يجب أن تحبّ القلوب عند اقترابه!
أحرقني الحنين في جوف الصقيع و البرد، عصفت بي رياح الشوق، و كنت تمُرّين من أمامي و تراك عيناي و لا أستطيع مناداتك، كنتِ تقِفين بجواري و لا أتمكّن من لمسك، نأخذ امتحانًا في ذات القاعة و يؤرقني قربك، تجلسين خلفي أو أمامي، تبتعدين و تقتربين مني، و أنا ما زلت صغيرا جدًا لأفهمك، مُرتبكٌ جدًا في حضورك، و حديثٌ للغاية في قصص الحب لأحبك!
مضت الشهور و هي تنهش قلبي ذهابًا و إيابًا، في محطّة الإنتظار، في المواصلات و الحافلات، في قاعات المحاضرات، بين الأضواء الخافتة و قطرات المطر التي تطرق النافذة.
عودي إلي و كوني صادقةً، عودي لي وحدك بلا جيش نساء أو رجال، عودي هكذا كما أنت، كما النظرة الأولى التي ألقيتُ بها على محيّاك، كنتِ مبتسمةً، وديعةً، كطفلةٍ حظِيَت بقطعة شوكولاته لذيذة.

رياح قلبي بدأت تعصف باكرًا، أنا خائفٌ من أن يأتي الشتاء، خائفٌ من أن يذكّرني و أذكرك!
يا أخَ الضوء ضاقَ كلُّ اتساعٍ
وتفَشّى الضّياعُ في أرجائِك

أين يا أنت سوف تمضي إذا ما
أرسل التِّيهُ جيشهُ لاقتفائِك؟

الدُّجى صارَ وجْهُهُ مُدلهِمّا
والمَدى مُبعَدا.. ودربُك شائِك

كلّ دَربٍ رصَفْتهُ لخُطاهُم
أصبحَ الآن شَوكةً في حِذائكْ

قبّحَ اللهُ بيئةً .. صارَ فيها
كلّ شيء يجِيء عكسَ اشتهائكْ



يا أخَ الضَّوء.. كل قُبحٍ تَعرَّى
فاخرُجِ الآن -صَادِحًا- من "حِرائِكْ"

لا تُواري شجونَ صدْرِك حتى
لا تُذَكِّي الشُّجونُ جَذْوةَ دائِكْ

إنّ في الجسمِ مُضغةٌ إنْ أُعِيقَ
البوحُ منها؛ تسَبَّبَت في فَنائِكْ

ضَمِّدِ الجُرحَ -كلما ناحَ- شِعرًا
وانضَحِ الآن كلَّ ما في إنَائِك

#أحمد_السلمي
ولادة شاعر
يا إلهي ! إن شِعرَه يسكر ، وهو ما زال فاكهة ، فكيف به لو تخمر ، كيف بذلك الشعر لو عرض على ماكينات اللحن والطرب !.
إنّ قصائده قلائدُ من ذهب ، هكذا يبدون أمام عيني ، أرى ناظمهن ؛ وكأنه هذليُّ قح ، هذا وسفينته لم ترسُ على شاطئ البحر بعد ، فكيف إذ رست!.

أحمد عادل السلمي ، هو من أنشأ تلك القلائدَ من العدم ، هو ذلك الشاعر الملهم؛ الذي لم نسمع به بعد ، ووالله لقد باتت أشعاره تسهرني منذ شهر تقريبا ، أتمعن في الألفاظ ؛ فأزداد شغفا بها،أحاول أن أبحث عن أخطاء ، فتخجلني علامات الترقيم والتنصيص اللاتي وضعت بين جنباتها ،وقد وضعت كما توضع أحجار الياقوت في عقود الذهب..

شاعرنا اليافع ،أحد أبناء العمومة؛ الذين أسعى جاهدا للتقرب منهم ، والسماع لحكاياهم وأدبهم..
ولد الشاعر ونشأ وترعرع في قرية لا تعرف لسانها اللام القمرية البتة ، وهذا ما يجعل الكثير يتهمه بسرقة هذا الحبك والسبك ، لكن وكما يبدو لي وحسب نظرتي الشخصية القاصرة ، أن ابن تلك القرية سيأتي بما لم يأتِ به الأوائل..

لأحمد معشوقة أسماها " بهاء " ولعله سيكون مجنونها ، قال لي ذات مساء : " أنها زميلته في جامعة العلوم ، وكلاهما يدرس محاسبة ، وسيخطبها عما قريب "..
يا ربي لا تجمع بينهما أبد الأبد ، لا نريد لقلم أحمد بعد سله أن يعود إلى غمده ، ..

يقول أحمد في قصيدة له:

الليلُ في خديك نورٌ ساطعٌ
والشمس من عينيك فينا تشرقُ

كل الثِّمار على خدودكِ أينعت
وسناك يزهر في الفؤاد ويورقُ

البدر يكبو نحو طرفك خاضعٌ
وأمام عينيك البـهـا يتملقُ

ثم يسائل معشوقته "بهاء" عن مصادر جمالها الأخّاذ ، باستغراب شديد ، قائلا :

من أين هذا النور فاتنتي سرى
من أين هذا الثغر ، هذا المرفقُ

ثم يعود إلى رشده ، وينسب فضل تشكيلها وخلقها لله رب العالمين، يتابع ويقول:

وكأن ربي حين أبدع خلقها
جعل الجمال على الملامح مُطلقُ

فالطير رفرف ، والبلابلُ زغردت
والرَّوض أزهر ، والملائكُ صفَّقُ

يا لروعتك يا أحمد ، ماذا أبقيت للشعراء من بعدك؟!..
حقا يأ أحمد أن الطير مع البلابل رفرف وزغرد ، والروض أزهر ، والملائك هبطت وصفقت ، لكن ليس لجمال معشوقتك ، ولا لرؤيتها ، بل لجمال شعرك ، وسماعه..
فهنا يا أحمد كل الكائنات تحتفل بولادتك بهذه الشاعرية العشقية الفذة ، لا سيما في هذا الظرف العصيب الذي يمر به يمننا الحبيب ..

وعودة لتلك القصيدة تجد أحمد يبالغ كثيرا في جمال بهاء ، وقد قال : أن الضوء من إشراق وجهها يكاد يخجل ، والشعر لذلك البهاء يتصبب عرقا ، والبدر ينزوي ويختفي في دياجير الظلام...

ماذا أحدثُ عن جمالك مُنيَتي
والضوء من إشراق وجهك مُطرقُ

والبدر في ثغر الليالي ينزوي
والشعر من فرط الحيا يتعرقُ

ختم شاعرنا هذه القصيدة، والتي لم يضع لها عنوانا ، موضحا سرا من أسرار ولادته كشاعر ، بالقول:

ما كنتُ قبل هواكِ أعرفُ نطقهُ
واليوم فيك روائعٌ تتفتَّقُ

إن كنتُ متَّهماً بحُبَّك يا لها
من تهمةٍ يزهو بها من يعشقُ

فلأنتِ نورٌ قد كملت محاسنا
وأنا بحبك ( دعبلٌ ) و ( فرزدقُ )

ختاماً، احمد شعرك يذكرنا كما قال أستاذك شوقي بالمتنبي ، ناهيك عن دعبل والفرزدق ، والفضول قد بُعث في شعرك ، وأيوب سيغني لك إن لم يمت..

موفق السلمي - ريف تعز
الخميس ٤ أبريل ٢٠١٩م
"صرخة مجاهد فلسطيني"



لن أوقفَ الشرحَ؛ حتى يُفهمَ الدَّرسُ
ولا الكتابةَ؛ حتى يُملَأَ الطِّرسُ

ولا انتفاضةَ عزمِ عِشتُ أطعمُها
خبزَ الإباءِ، ومِن أنهارِهِ تَحسُوْ

ولنْ أساومّ في شبرٍ بذلتُ لهُ
عُمرًا من الضوءِ، عمرًا صَمتُهُ هجسُ

ظهري بوارجُ رفضٍ، والبحورُ دمي
وغير مرفئيَ اللجِّيَّ لن أرسُو

وهذه الأرضُ عِرضي، من سيَقبَلُ أنْ
يَنالَ مِن عِرضِهِ وغدٌ ومُندَسُّ ؟!

أمي التي شَبَّ في أحضانِها جَسدي
وعاشَ يُرضعُني من ثديِها البَأسُ

فكيفَ من ولدٍ تُرجَى مُساوَمةٌ
في أُمِّهِ؟! إنَّ هذا أمرُكم رِجسُ

يا أمةَ العارِ، هل ما زال فيكِ دمٌ
يجري!؟ وتنبضُ في أضلاعِك النَّفسُ؟!

ألم تَحُسِّي بعارٍ؟! ، غيرةٍ؟! ، ألمٍ؟!
أم قد تحَجَّرَ في أحشائك الحِسُّ؟!

شَعبٌ يُبادُ وأنتِ اليومَ قابِعةٌ
في مَرتعِ الذُّلِّ، يُردي وجهَكِ الرَّفسُ

مَشغولةٌ بنياقٍ ، أو بعارضةٍ
أو أن تغيرَ على (ذُبيانِـ)ها (عَبسُ)

يَندَى الحصارُ حياءً وهو مُنتظرٌ
صهيلَ أهلي، وأهلي كُلُّهم خُرسُ

تبَلَّلَ النجمُ دمعًا، والصُّخورُ أسًى
دوَّت، وليسَ لهم في نُصرتي هَمسُ

كأنَّهُ مُستَمِرٌّ وضعُ نكبَتِنا
مُزرٍ ، وأيامُهُ في ثُقلِها نَحسُ

وليس ثمَّةَ بيتٌ أو وميضُ يدٍ
إلا انهمى القصفُ، أو سَوَّى به الدَّهسُ

كأنَّما طَللٌ يَهوي على طَللٍ
وكومةٌ من طَوًى يَغتالُها البُؤْسُ

***
يا كلَّ أُذنٍ طواها الوَقرُ عن وَجعي
وكلَّ عَينٍ غَشاها عن دَميْ النَّعسُ

هذا العَدوُّ الذي ما انفك مُفترِسًا
وكلما زادَ في إجرامِهِ؛ يَقسُو

إن لم تَثُوروا على أطماعِ فكرته
كما يثورُ على الإسكاتَةِ النَّبسُ

لنْ تسلموا منْهُ فالأدوارُ قادمةٌ
لنْ يسلمَ الجسمُ ما لم يسلمِ الرَّأسُ

***

يا حاطبًا مِن ثباتِ الغابِ خُضرَتَهُ
وخائضًا كلَّ دربٍ خَطوُهُ عَكسُ

هذا التخبُّطُ في كفيك يُنبِئُ عنْ
خَوفٍ عميقٍ ، ويومٍ قُربُهُ أمسُ

تُتِيْهُ فأسَكَ أشجاري إذا انتَصَبت
كما يُتِيْهُ بعقلِ الأحمقِ الحَدسُ

لا تزدهي بالفؤوسِ الضاربات دَمًا
يوما سيَهوِي على حطابِهِ الفأسُ

إنْ كنتَ زرعًا سيَطويك الحصادُ، وإنْ
نُحِتَّ فيهِ سيُنهي نحتَك الطَّمسُ

أما أنا فجُذوري فيهِ ضارِبةٌ
وقد تكاثرَ في أرجائيَ الغَرسُ

كالسِّدرِ نقوَى، وهذي الأرضُ مَغرِسُنا
ما استؤصلت سِدرةٌ؛ إلا نمَت خَمسُ

وما استبدَّ دُجًى؛ إلا انتَضَت نَزَقًا
مِن كلِّ ومْضٍ على دَيجورِهِ شَمسُ

هذي البلادُ أنا، مَن سوفَ يَقدرُ أنْ
يُقصي بلادا نَمَت في جَوفِها (القُدسُ)؟!

أنا البقاءُ فلا شيءٌ يُزحزحُني
ضَعفيْ الصُّمودُ وخَوفيْ كُلُّهُ الأُنسُ

إذا تدفَّقَ طوفاني بفكرتِهِ
فلنَ يُعيقَ قُوى استفحالِهِ حَبسُ

***

مهما أطالت جُدوبُ الغزوِ وطأتَها
فينا، وغُّيِّبَ عن أفواهِنا الكأسُ

يوما سيَهطُلُ من سُحبِ الإبا.. مطرٌ
يَفيضُ نصرًا، ويُطوَى الجدبُ واليأسُ

وتَعتَلي مِن رَمادِ الضَّوءِ جَوهَرةٌ
مُشِعَّةٌ، في سناها يُصعَبُ اللمسُ

مِن المَجازرِ تأتي كلُّ فاتِحةٍ
وبعدَ طُولِ النَّوى يُستَعذَبُ العُرسُ


أحمد السلمي
أبريل/ 2025م
"حِوارٌ بين عاشقٍ ومعشوقتِهِ"


غادَةٌ بَضَّةٌ لَعُوبٌ هَتُونُ
يَستويْ الشَّكُّ عندَها واليَقينُ

وجهُها الحلوُ مثل جَنَّةِ وَردٍ
غَضَّةٍ ، لا تَملُّ مِنهُا العُيُونُ

صوتُها العَذبُ في المَسامِعِ يَسريْ
بانْشِـــــراحٍ ، كأنَّــــهُ حَسُّــــونُ

ماؤها مِن مَعينِ جَنَّةِ عَدنٍ
و الجميلاتُ ماؤهُنَّ مَهِيْنُ

جئتُها والفؤادُ ينزفُ شوقًا
وهُيامًا ، وفيهِ عِشقٌ دَفِينُ

دارَ ما بيننا حِوارٌ قصيرٌ
ضَمَّهُ في غرامِنا "التّلَفُونُ"

قلتُ: أهلًا ، كيفَ حالُكِ ؟ قالت:
مَن معيْ ؟ قلتُ: شاعِرٌ مَفتُونُ

ثُمَّ أمطرتُها بِوَابِلِ شِعرٍ
تنهَميْ منهُ للقُلوبِ حُصُونُ

سألتني: أَشِعرُكَ الآنَ هذا ؟
قلتُ: شِعريْ وإنَّنيْ لضَمينُ

عشراتٌ مِنَ القصائدِ شوقًا
صُغتُها فيكِ ، دُرُّها مَكْنونُ

ثم قالت: سَلِمتَ ، شُكرًا جزيلًا
مُبدعٌ أنتَ ، شاعرٌ وفَطِينُ

قلتُ: مَهلًا فلستُ أطلُبُ شُكرًا
كيفَ يُجزَى في سِجنِهِ المَسجونُ؟

أنت في الشعرِ عُدَّتيْ، مُلهمتي
ولكِ الشِّعرُ دائنٌ ومَدينُ

إنَّ هذا الجمالَ يُجبرُ حِبريْ
وتُثيرُ الفؤادَ تِلكَ الجُفونُ

فلمن يا تُرَى سأكتُبُ إنْ لمْ
لكِ تَشدو بِمِلْءِ قلبيْ الفُنُونُ ؟!

***

سألتنيْ: مِن أينَ جئتَ برقميْ ؟
بعدَ أنْ فرَّقَتْ رُؤانا السنينُ

ثم مَنْ بالفَتاةِ هذِيْ عليكَ الْـ
يَومَ قَد قالَ،؟ فاعتَراكَ الجُنونُ

قُلتُ لمْ يُعطِنِيْهِ واللهِ شَخصٌ
لا ولَمَّا يَقُلْ: "علَيكَ.." ظَنينُ

إنَّما اللهُ فيكِ قد أرسَلَنيْ
مِنهُ قد جاءنيْ كِتابٌ مُبِينُ

قالَ ليْ: اذهَبْ إلى "بهاءَ" فخُذْها
زوجةً ، مَــالَــــهــــا سوَاكَ قَـرِينُ

فتَعاليْ فإنَّ خيرَ مَنِ اختَرْ
تِ مِنَ النّاسِ شاعرُ وأَمِينُ

قالتِ: الشِّعرُ لا يُؤكِّلُ عَيشاً
والنبوءاتُ بَعضُهُنَّ مُجُونُ

وصَحيحٌ بأنَّ شِعرَكَ حلوٌ
وجميلٌ ، وكُلُّهُ مَوزُونُ

لكنِ الشعرَ ليسَ مَعناهُ أنِّيْ
سوفَ يأتِيْكَ بيْ، انجذابّ ولِيْنُ

قلتُ : عفواً فمَا الذيْ سوفَ يأتيْ
بِكِ لِيْ يا تُرَى ؟! ، فإنِّيْ رَهِينُ

عاشقٌ قد أضَعتُ فيكِ حياتي
وتَشَظَّى الفؤادُ وهوَ مَتِينُ

***

ثمّ قالت: كم عمرُكَ الآنَ ياابني؟
فانثَنَى في الفؤادِ نَبضٌ حَزينُ

قلتُ: لا بأسَ أن تُنادِينَ يا ابني
عاشقًا هَـــدَّهُ إليكِ الحَنِيـــنُ

عَلَّنِي أنْ أرُومَ منكِ اهتمامًا
ليْ كطفلٍ ، وأنتِ أمٌ حَنونُ

بَدلًا مِن ذاكَ الذي لم يَجِدهُ
مِنكِ في الحُبِّ عاشقٌ مُستَكِينُ

إنَّ عُمري إذا أرَدتِّ فعشرُوْ
نَ وَسَبعٌ من السنينِ يَكونُ

حِبَّ بِنتًا بِمثلِ سِنِّكَ، قالتْ
أو قليلًا تَقِلُّ عنكَ السِّنينُ

قلتُ: مهلا ! توقفي ! كيف لي أنُ
عنكِ أُخرى أحبّ ؟! أو أستَعينُ ؟!

كيفَ أختارُ مَن أحِبُّ أجِيبيْ ؟!
كيفَ تُمْحَى مِنَ الفُؤادِ الشُّجُونُ؟!

وهلِ الحُبُّ يا "بهاءُ" قَرارًا
بِيَدِيْ ، يتَّخذهُ عقلٌ رَصينُ ؟!

إنَّمـــا الحُبُّ قُوَّةٌ جارِفةٌ
دونَ إنذارِ يَحتَوِيهِا الوَتِينُ

لا خِيارًا أنْ يُصبحَ الطَّيرُ طيرًا
أو يَختارَ والِدَيْــهِ الجَنِيـــنُ

***

عُمريَ الآنَ في الثَّلاثينِ يَمضِي
أخبَرَتنِيْ ، فقلتُ: عُمرٌ مَصُونُ

ثُمَّ لا بأسَ ما تَزالينَ عِندي
طفلةً ، منكِ يَنتَشِيْ الأفْيُونُ

فارِقُ العُمرِ عَنكِ ليسَ كَبيراً
وبِقلبيْ هَواكِ ذئبٌ حَرُوْنُ

عُمرُكِ اليومَ لا يُقاسُ بِرَقمٍ
بَلْ بضَحْكاتِكِ الَّتيْ تسْتَبِينُ

ثم قالت: ومــا الذي تَعــــرِفُهُ
غيرَ شكليْ ؟ ، فقلتُ: إني مَكينُ

قلبَكِ الطيِّبِ الذيْ أعرِفُهُ
مَرِحًا كُلُّهُ هَوَىً وسُكُونُ

ثُمّ أشياءَ جَمَّةً لستُ أدريْ
ما أُسَمِّيْ فكُلُّها لا تَبِيْنُ

أنتِ كالبَحرِ لا يُحيطُكِ حَدٌّ
لا ، ولا في هَواكِ ترسُوْ سَفِيْنُ

كل مَنْ رامَ مِن مُحيطِكِ فِهمًا
زادَ جهلًا ، وحاصَرَتهُ المَنُونُ

***

ثُمَّ قالت: أنا مُطَلَّقَةٌ ، ليْ
طِفلةٌ ، والحياةُ شَينٌ وزَينُ

قلتُ واللهِ يا "بهاءُ" بأني
بِكِ أهوَى البَقاءَ وهوَ أنِينُ

فدَعينيْ أقولُها الآنَ جهراً
بوُضوحٍ لا تَعتَريهِ الظُّنُونُ

كلّ ما قلتِ لا يُغيِّرُ شيئاً
من شُعورِيْ، فَدَربُهُ مُسْتَبِينُ

إنَّ قلبي يُريدُ أنتِ كما أنْـ
تِ عَلِيْهِ... أفَحمَةٌ أمْ لُجَينُ

وبِما فيكِ من جَمالٍ وضَعفٍ
وشموخٍ ، وخافِقٍ لا يَلينُ

إنَّما العُمرَ لا يُحَدّدُ من أهْـ
وَىْ وماضِيكِ كُلُّهُ مَدفُونُ

***

قالتِ: الحبُّ وحدَهُ ليسَ يَكفيْ
هل يَفيْ دُونَ شَكلِهِ المَضمُونُ؟

إنَّ هذيْ الحياةَ فيها صِعابٌ
يَكتويْ مِن جَحيمِها المَغبُونُ

أنتَ قد رُبَّما رَأيتَ جَمالي
ثُمَّ أُعجِبتَ بيْ، وأنتَ سَجِينُ

لكنِ الآنَ لستَ تعرفُ شيئًا
غيرَ أنَّ الجَمالَ بيْ مَقرونُ

فاختِيارُ الشَّريْكِ أضحَى مُحَالاً
في زمانٍ بِبُؤسِهِ مَشحونُ

عندما قلتُ أنْ تُحبَّ فَتاةً
لَكَ أُخرَى، وعُمرُها مَيْمُونُ
ليسَ مَعناهُ أنْ أُقَلّلَ مِن شَأْ
نِـكَ ، أو أنَّني بِـهِ أستَهـــينُ

بَلْ لِأنَّيْ أرَى الحياةَ بمَنظُوْ
رٍ عَنِ الناسِ، بالحِجا مَدهُونُ

مابَقَى مِنْ تَجارُبيْ غيرُ فِكرٍ
كُلُّهُ اليومَ مَنطقٌ ورَزِينُ

أنتَ تَمضيْ بفترةٍ مِن شَغَفٍ
سوفَ تنهِيْهِ فيْ القريبِ الشُّؤونُ

وأنا لا أريدُ شخصاً شَغُوفاً
لشُهورٍ ، أريدُ شخصا يُعينُ

يَتَحملْ مَدى الحياةِ مِزاجي
بعُيوبي يُحبُّني ، ويَصُونُ

كلّ ما قلتُ بالإضافةِ أنِّيْ
امْرَأةٌ، فيَّ يَبدأُ التَّكوينُ

طَلباتيْ كثيرةٌ ليسَ تُحصى
حَيْثُما تُوجَدُ النُّقودُ أكونُ

***

قلتُ: أهلًا ، قرأتُ ردَّكِ حتى
قَدَّ قلبيْ كأنــــهُ سِكِّـينُ

ثُمّ شكراً على صراحتِكِ الآ
نَ فَفِها رغمَ صدقِها تَضمِينُ

غيرَ أني لستُ مِمَّنْ يَجُوبُ
الصَّخرَ بالوادِ، أو حديداً يُلِينُ

فيكِ أحببتُ كلَّ عيبٍ ولَمّا
بِكِ تبدُو مَحاسنٌ وفُتُونُ

ليسَ بيْ –مِثلَما تَظُنّيْنَ عنِّيْ–
نَزوَةٌ عاطِفيَّةٌ وجُنـــــونُ

إنَّ ما بيْ مِنَ الهيامِ ستَكفي
ضَوءَهُ فيكِ أدهُرٌ وقُرُونُ

ليسَ في الأرضِ بلْ هُنالِكَ حتَّى
في جِنانِ السَّماءِ حينَ نَكُونوا

فبقاكِ معيْ هناكَ سيُغني
خافِقي إنْ بَدَوْنَ حُورٌ عِينُ

ثم إنَّ النقودَ ليست بَتَاتًا
كلّ شيءٍ ، فكلَّ مالٍ ضَنينُ

إنما الحُبُّ فوقَ كلِّ نُقودٍ
فإذا جاءَ ؛ يَسعَدُ المَحزونُ

ما تُفيدُ النُّقودُ والقلبُ مُضْنًى
كلُّ مافيهِ وحشةٌ وشجونُ ؟!

مَعَ هَذا فإنِّني قادِرٌ أنْ
لكِ أُعطِيْ ما يَحتويْ قارونُ

غيرَ أنِّي أُريدُ منكِ قُبولًا
بيْ لِذاتيْ ، ولا لِمالٍ يَخونُ

فاطلُبي كلَّ ما تَشائينَ مِنِّيْ
"وتَمَنَّيْ فكلُّ شيءٍ يَهُونُ"

وامنَحينيْ جَوَابَ صدقٍ صريحٍ
دونَ صَمــتٍ فإنَّني مَوهُـــونُ

لا تُطيلِي الوقوفَ خلفَ سُكُوتٍ
إنّ قلبيْ بشوقِـــهِ مَطعــــونُ

لستُ ممنْ يُهينُ في الحُبِّ نفسًا
إنّ نفسيْ عزيــــزةٌ لا تَهُونُ


أحمد السلمي
2025/07/08 00:54:36
Back to Top
HTML Embed Code: