إنّ من مقتضيات هذه الزيارة ــ مضافًا إلى استذكار تضحيات الإمام الحسين (عليه السلام) في سبيل الله تعالى ــ هو الاهتمام بمراعاة تعاليم الدين الحنيف: من الصلاة والحجاب والإصلاح والعفو والحلم والأدب وحرمات الطريق وسائر المعاني الفاضلة؛ لتكون هذه الزيارة بفضل الله تعالى خطوة في سبيل تربية النفس على هذه المعاني، تستمرّ آثارها حتّى الزيارات اللاحقة وما بعدها، فيكون الحضور فيها بمثابة الحضور في مجالس التعليم والتربية على الإمام (عليه السلام).
- توجيهات المرجعية.
- توجيهات المرجعية.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
- يا أهل الكوفة، لقد أعطيتم خيرًا كثيرًا، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقَلّون، مقهورون، ممتحنون، يصبّ عليكم البلاء صبًا، ثمّ يكشفه كاشف الكرب العظيم.
- إنّ الكوفة مدينتنا ومحلتنا ومقرّ شيعتنا، وهي تربة تحبنا ونحبها.
- والكوفة جمجمة العرب، ورمح الله، وكنز الإيمان.
- إنّ الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة، وإلخ.
أقول: هذه ليست كلمات شخص عنصري مريض، ولا عبارات عربي قومي أو عراقي بعثي؛ هذه كلمات الأئمة، هم عليهم السلام قالوا : الحمد لله الذي جعل أجلة موالينا بالعراق.
- إنّ الكوفة مدينتنا ومحلتنا ومقرّ شيعتنا، وهي تربة تحبنا ونحبها.
- والكوفة جمجمة العرب، ورمح الله، وكنز الإيمان.
- إنّ الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة، وإلخ.
أقول: هذه ليست كلمات شخص عنصري مريض، ولا عبارات عربي قومي أو عراقي بعثي؛ هذه كلمات الأئمة، هم عليهم السلام قالوا : الحمد لله الذي جعل أجلة موالينا بالعراق.
لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك:
روى ابن قولويه(ت368هـ) بسنده عن أبي المضا: قال كرّام[عبد الكريم بن عمرو بن صالح] لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، إنّ قومًا يزورون قبر الحسين عليه السلام فيطيّبون السفر!، قال فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: أما إنهم لو زاروا قبور أمهاتهم و آباءهم ما فعلوا ذلك!!
- كامل الزيارات، ص130
روى ابن قولويه(ت368هـ) بسنده عن أبي المضا: قال كرّام[عبد الكريم بن عمرو بن صالح] لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، إنّ قومًا يزورون قبر الحسين عليه السلام فيطيّبون السفر!، قال فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: أما إنهم لو زاروا قبور أمهاتهم و آباءهم ما فعلوا ذلك!!
- كامل الزيارات، ص130
في آداب الزيارة:
روى الشيخ ابن قولويه(ت368هـ) بسنده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: إذا خرجنا إلى أبيك أفكنا [أفلسنا] في حج؟، قال بلى، قلت: فيلزمنا ما يلزم الحاج؟، قال: ممّاذا؟، قلت: من الأشياء التي يلزم الحاج، قال:
1- يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك.
2- ويلزمك قله الكلام إلا بخير.
3- ويلزمك كثرة ذكر الله.
4- ويلزمك نظافة الثياب.
5- ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحائر.
6- ويلزمك الخشوع، وكثرة الصلاة.
7- والصلاة على محمد و آل محمد.
8- ويلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك.
9- ويلزمك أن تغض بصرك.
10- ويلزمك أن تعود إلى أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعا، والمواساة.
11- ويلزمك التقية التي قوام دينك بها.
12- والورع عما نهيت عنه، والخصومة و كثرة الأيمان، والجدال الذي فيه الأيمان...".
-كامل الزيارات، ص130
روى الشيخ ابن قولويه(ت368هـ) بسنده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: إذا خرجنا إلى أبيك أفكنا [أفلسنا] في حج؟، قال بلى، قلت: فيلزمنا ما يلزم الحاج؟، قال: ممّاذا؟، قلت: من الأشياء التي يلزم الحاج، قال:
1- يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك.
2- ويلزمك قله الكلام إلا بخير.
3- ويلزمك كثرة ذكر الله.
4- ويلزمك نظافة الثياب.
5- ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحائر.
6- ويلزمك الخشوع، وكثرة الصلاة.
7- والصلاة على محمد و آل محمد.
8- ويلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك.
9- ويلزمك أن تغض بصرك.
10- ويلزمك أن تعود إلى أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعا، والمواساة.
11- ويلزمك التقية التي قوام دينك بها.
12- والورع عما نهيت عنه، والخصومة و كثرة الأيمان، والجدال الذي فيه الأيمان...".
-كامل الزيارات، ص130
"لَمْ أَدْرِ أَنَّ الْأَمْرَ يَبْلُغُ هَذَا"!
روى الشيخ الصدوق(ت381هـ) بإسناد صحيح عن معاوية بن وهب، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ، فَجَلَسْتُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُنَاجِي رَبَّهُ فَيَقُولُ:
يَا مَنْ خَصَّنَا بِالْكَرَامَةِ، ووَعَدَنَا الشَّفَاعَةَ، وَحَمَّلَنَا الرِّسَالَةَ، وَجَعَلَنَا وَرَثَةَ الْأَنْبِيَاءِ، وَخَتَمَ بِنَا الْأُمَمَ السَّالِفَةَ، وَخَصَّنَا بِالْوَصِيَّةِ، وَأَعْطَانَا عِلْمَ مَا مَضَى، وَعِلْمَ مَا بَقِيَ، وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْنَا؛ اغفِر لي ولإخواني وزُوّارِ قَبرِ أبي عَبدِ اللهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ(عليه السلام) الذينَ أنفَقوا أموالَهُم، وأشخَصوا أبدانَهُم؛ رَغبَةً في بِرِّنا، ورَجاءً لِما عِندَكَ في صِلَتِنا، وسُرورًا أدخَلوهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه وآله)، وإجابَةً مِنهُم لأمرِنا، وغَيظًا أدخَلوهُ عَلى عَدُوِّنا.
أرادوا بِذلِكَ رِضوانَكَ، فَكافِهِم عَنّا بِالرِّضوانِ، واكلَأهُم بِاللَّيلِ والنَّهار،ِ واخلُفْ عَلى أهاليهِم وأولادِهِمُ الذينَ خُلِّفوا بِأحسَنِ الخَلَفِ، واصحَبهُم واكفِهِم شَرَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ، وكُلِّ ضَعيفٍ مِن خَلقِكَ وشَديدٍ، وشَرَّ شَياطينِ الإنسِ والجِنِّ، وأعطِهِم أفضَلَ ما أمَّلوا مِنكَ في غُربَتِهِم عَن أوطانِهِم، وما آثَروا عَلى أبنائِهِم وأبدانِهِم وأهاليهِم وقَراباتِهِم.
اللَّهُمَّ إِنَّ أَعْدَاءَنَا أَعَابُوا عَلَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ، فَلَمْ يَنْهَهُمْ ذَلِكَ عَنِ النُّهُوضِ وَالشُّخُوصِ إِلَيْنَا، خِلَافًا عَلَيْهِمْ، فَارْحَمْ تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتِي غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ، وَارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتِي تَقَلَّبَتْ عَلَى قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) وارْحَمْ تِلْكَ الْعُيُونَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُهَا رَحْمَةً لَنَا، وَارْحَمْ تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتِي جَزِعَتْ وَ احْتَرَقَتْ لَنَا، وَارْحَمْ تِلْكَ الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانَتْ لَنَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ تِلْكَ الْأَنْفُسَ، وَتِلْكَ الْأَبْدَانَ، حَتَّى تُرَوِّيَهُمْ مِنَ الْحَوْضِ يَوْمَ الْعَطَشِ.
فَمَا زَالَ(صلوات الله عليه) يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَوْ أَنَّ هَذَا الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْكَ كَانَ لِمَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ لَظَنَنْتُ أَنَّ النَّارَ لَا تَطْعَمُ مِنْهُ شَيْئًا أَبَدًا، وَاللَّهِ لَقَدْ تَمَنَّيْتُ أَنْ كُنْتُ زُرْتُهُ وَلَمْ أَحُجَّ.!
فَقَالَ لِي: مَا أَقْرَبَكَ مِنْهُ!، فَمَا الَّذِي يَمْنَعُكَ عَنْ زِيَارَتِهِ يَا مُعَاوِيَةُ وَ لِمَ تَدَعُ الحج ذَلِكَ؟
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الْأَمْرَ يَبْلُغُ هَذَا!!
فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ، وَمَنْ يَدْعُو لِزُوَّارِهِ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْعُو لَهُمْ فِي الْأَرْضِ. لَا تَدَعْهُ لِخَوْفٍ مِنْ أَحَدٍ، فَمَنْ تَرَكَهُ لِخَوْفٍ رَأَى مِنَ الْحَسْرَةِ مَا يَتَمَنَّى أَنَّ قَبْرَهُ كَانَ بِيَدِهِ.
أَمَا تُحِبُّ أَنْ يَرَى اللَّهُ شَخْصَكَ وَسَوَادَكَ مِمَّنْ يَدْعُو لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ مَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَدًا مِمَّنْ تُصَافِحُهُ الْمَلَائِكَةُ؟! أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَدًا فِيمَنْ رَأَى وَ لَيْسَ عَلَيْهِ ذَنْبٌ فَتُتْبَعَ؟!، أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَدًا فِيمَنْ يُصَافِحُ رَسُولَ اللَّه(صلى الله عليه وآله)؟!
- ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص٩٤.
روى الشيخ الصدوق(ت381هـ) بإسناد صحيح عن معاوية بن وهب، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ، فَجَلَسْتُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُنَاجِي رَبَّهُ فَيَقُولُ:
يَا مَنْ خَصَّنَا بِالْكَرَامَةِ، ووَعَدَنَا الشَّفَاعَةَ، وَحَمَّلَنَا الرِّسَالَةَ، وَجَعَلَنَا وَرَثَةَ الْأَنْبِيَاءِ، وَخَتَمَ بِنَا الْأُمَمَ السَّالِفَةَ، وَخَصَّنَا بِالْوَصِيَّةِ، وَأَعْطَانَا عِلْمَ مَا مَضَى، وَعِلْمَ مَا بَقِيَ، وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْنَا؛ اغفِر لي ولإخواني وزُوّارِ قَبرِ أبي عَبدِ اللهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ(عليه السلام) الذينَ أنفَقوا أموالَهُم، وأشخَصوا أبدانَهُم؛ رَغبَةً في بِرِّنا، ورَجاءً لِما عِندَكَ في صِلَتِنا، وسُرورًا أدخَلوهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه وآله)، وإجابَةً مِنهُم لأمرِنا، وغَيظًا أدخَلوهُ عَلى عَدُوِّنا.
أرادوا بِذلِكَ رِضوانَكَ، فَكافِهِم عَنّا بِالرِّضوانِ، واكلَأهُم بِاللَّيلِ والنَّهار،ِ واخلُفْ عَلى أهاليهِم وأولادِهِمُ الذينَ خُلِّفوا بِأحسَنِ الخَلَفِ، واصحَبهُم واكفِهِم شَرَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ، وكُلِّ ضَعيفٍ مِن خَلقِكَ وشَديدٍ، وشَرَّ شَياطينِ الإنسِ والجِنِّ، وأعطِهِم أفضَلَ ما أمَّلوا مِنكَ في غُربَتِهِم عَن أوطانِهِم، وما آثَروا عَلى أبنائِهِم وأبدانِهِم وأهاليهِم وقَراباتِهِم.
اللَّهُمَّ إِنَّ أَعْدَاءَنَا أَعَابُوا عَلَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ، فَلَمْ يَنْهَهُمْ ذَلِكَ عَنِ النُّهُوضِ وَالشُّخُوصِ إِلَيْنَا، خِلَافًا عَلَيْهِمْ، فَارْحَمْ تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتِي غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ، وَارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتِي تَقَلَّبَتْ عَلَى قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) وارْحَمْ تِلْكَ الْعُيُونَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُهَا رَحْمَةً لَنَا، وَارْحَمْ تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتِي جَزِعَتْ وَ احْتَرَقَتْ لَنَا، وَارْحَمْ تِلْكَ الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانَتْ لَنَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ تِلْكَ الْأَنْفُسَ، وَتِلْكَ الْأَبْدَانَ، حَتَّى تُرَوِّيَهُمْ مِنَ الْحَوْضِ يَوْمَ الْعَطَشِ.
فَمَا زَالَ(صلوات الله عليه) يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَوْ أَنَّ هَذَا الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْكَ كَانَ لِمَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ لَظَنَنْتُ أَنَّ النَّارَ لَا تَطْعَمُ مِنْهُ شَيْئًا أَبَدًا، وَاللَّهِ لَقَدْ تَمَنَّيْتُ أَنْ كُنْتُ زُرْتُهُ وَلَمْ أَحُجَّ.!
فَقَالَ لِي: مَا أَقْرَبَكَ مِنْهُ!، فَمَا الَّذِي يَمْنَعُكَ عَنْ زِيَارَتِهِ يَا مُعَاوِيَةُ وَ لِمَ تَدَعُ الحج ذَلِكَ؟
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الْأَمْرَ يَبْلُغُ هَذَا!!
فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ، وَمَنْ يَدْعُو لِزُوَّارِهِ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْعُو لَهُمْ فِي الْأَرْضِ. لَا تَدَعْهُ لِخَوْفٍ مِنْ أَحَدٍ، فَمَنْ تَرَكَهُ لِخَوْفٍ رَأَى مِنَ الْحَسْرَةِ مَا يَتَمَنَّى أَنَّ قَبْرَهُ كَانَ بِيَدِهِ.
أَمَا تُحِبُّ أَنْ يَرَى اللَّهُ شَخْصَكَ وَسَوَادَكَ مِمَّنْ يَدْعُو لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ مَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَدًا مِمَّنْ تُصَافِحُهُ الْمَلَائِكَةُ؟! أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَدًا فِيمَنْ رَأَى وَ لَيْسَ عَلَيْهِ ذَنْبٌ فَتُتْبَعَ؟!، أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَدًا فِيمَنْ يُصَافِحُ رَسُولَ اللَّه(صلى الله عليه وآله)؟!
- ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص٩٤.
علي العزّام الحسيني
Video
قادني القدر لمتابعة محاضرة الشيخ فاضل الصفار حفظه الله لهذا اليوم، وكانت محاضرته تدور حول مقطع في الحديث المعروف بحديث اللوح، فوجدت فيها جملة من مواضع النظر، منها ما تضمّنه هذا المقطع:
أولًا- من الغريب حقيقة، أنّ الشيخ يعتمد كتاب: الهداية الكبرى للخصيبي مصدرًا، مع أنّ الكتاب وصاحبه لا ينتميان للشيعة الإمامية الاثني عشرية، وكان لي مقال مختصر حول الخصيبي هذا وكتابه، يمكن الإطلاع عليه هنا:
ثانيًا- الأغرب من ذلك، أنّ الحديث الذي نقله الشيخ الصفار عن كتاب الهداية الكبرى موجود في كتاب الكافي للكليني، بسنده ومتنه.
ولا يختلف اثنان على أنّه لا مقارنة بين المصدرين مؤلَّفًا ومؤلِّفا، فلماذا نترك أوثق كتب الحديث الشيعية على الإطلاق، ونذهب إلى كتب الغلاة والنصيرية؟!
ثالثًا- يذكر الشيخ أنّ مبنى الإمامية جارٍ على الأخذ برواية فاسد العقيدة إذا كان ثقة، وهذا المبنى تام في كبراه، صحيح في معناه، لكنّه لا ينطبق على ما نحن فيه، فأنى لنا بوثاقة الخصيبي والرجل مطعون فيه وفي كتابه؟! ثمّ ما الضرورة إلى النقل عنه، وما الحاجة إلى كتابه، فيما المنقول موجود بعينه في مصادرنا الموثوقة كما أسلفتُ؟!
وللفائدة العلمية:
حديث اللوح مرويّ في الكافي بصيغتين، إحداهما قصيرة مختصرة، وأخرى طويلة مفصّلة، وهناك كلام طويل فيما يخصّ هذا الحديث الشريف، ولكن ألفت النظر إلى جانب مهم فيه كنت قد تناولتُه في كتاب( ارجع يابن فاطمة، ص152)، وأثبتُّ هناك أنّه بصيغته المختصرة من جملة الأحاديث التي حرّفها أبو الجارود، زياد ابن المنذر.
أولًا- من الغريب حقيقة، أنّ الشيخ يعتمد كتاب: الهداية الكبرى للخصيبي مصدرًا، مع أنّ الكتاب وصاحبه لا ينتميان للشيعة الإمامية الاثني عشرية، وكان لي مقال مختصر حول الخصيبي هذا وكتابه، يمكن الإطلاع عليه هنا:
ثانيًا- الأغرب من ذلك، أنّ الحديث الذي نقله الشيخ الصفار عن كتاب الهداية الكبرى موجود في كتاب الكافي للكليني، بسنده ومتنه.
ولا يختلف اثنان على أنّه لا مقارنة بين المصدرين مؤلَّفًا ومؤلِّفا، فلماذا نترك أوثق كتب الحديث الشيعية على الإطلاق، ونذهب إلى كتب الغلاة والنصيرية؟!
ثالثًا- يذكر الشيخ أنّ مبنى الإمامية جارٍ على الأخذ برواية فاسد العقيدة إذا كان ثقة، وهذا المبنى تام في كبراه، صحيح في معناه، لكنّه لا ينطبق على ما نحن فيه، فأنى لنا بوثاقة الخصيبي والرجل مطعون فيه وفي كتابه؟! ثمّ ما الضرورة إلى النقل عنه، وما الحاجة إلى كتابه، فيما المنقول موجود بعينه في مصادرنا الموثوقة كما أسلفتُ؟!
وللفائدة العلمية:
حديث اللوح مرويّ في الكافي بصيغتين، إحداهما قصيرة مختصرة، وأخرى طويلة مفصّلة، وهناك كلام طويل فيما يخصّ هذا الحديث الشريف، ولكن ألفت النظر إلى جانب مهم فيه كنت قد تناولتُه في كتاب( ارجع يابن فاطمة، ص152)، وأثبتُّ هناك أنّه بصيغته المختصرة من جملة الأحاديث التي حرّفها أبو الجارود، زياد ابن المنذر.
Telegram
علي العزّام الحسيني
هل الخصيبي من علمائنا؟
يلاحظ المتابع وجود أصوات وأقلام شيعية تسعى إلى إدخال الخصيبي في ضمن علماء المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري، ومن كان له إلمام في مجال العقيدة وتاريخ الفرق والمقالات يدرك مدى خطورة هذه المحاولات.!
والخصيبي الذي نتحدّث عنه هو الحسين…
يلاحظ المتابع وجود أصوات وأقلام شيعية تسعى إلى إدخال الخصيبي في ضمن علماء المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري، ومن كان له إلمام في مجال العقيدة وتاريخ الفرق والمقالات يدرك مدى خطورة هذه المحاولات.!
والخصيبي الذي نتحدّث عنه هو الحسين…
فذكّر إن نفعتِ الذكرى:
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات: 6)
- كفى بالمرء كذبًا أن يحدّث بكل ما سمع.(حديث نبوي).
- النَّاسُ ثَلَاثَةٌ - فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ اَلْعِلْمِ وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.(نهج البلاغة).
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات: 6)
- كفى بالمرء كذبًا أن يحدّث بكل ما سمع.(حديث نبوي).
- النَّاسُ ثَلَاثَةٌ - فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ اَلْعِلْمِ وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.(نهج البلاغة).
ماذا لو جمعنا مجموعة من الفئران، ووضعناها في مكان يتوفر فيه كل ما تحتاج إليه من طعام وشراب ومسكن، دون أعداء طبيعيين، ودون أي ضغوط نفسية أو جسدية؟
هذه الفكرة خطرت لعالم الأحياء الأمريكي جون كالهيون، فبدأ عام 1970 بتنفيذ تجربته الشهيرة. صنع بيئة واسعة ومجهزة خصيصًا، تحتوي على طعام وماء وفيرين ومساحات للعيش، ثم وضع فيها أربع أزواج من الفئران (ذكرين وأنثتين)، لتبدأ حياتها في أجواء من الراحة الكاملة.
في البداية تكاثرت الفئران بسرعة مذهلة، وازداد عددها بشكل متواصل. لكن بعد مرور 315 يومًا تقريبًا، بدأ معدل التكاثر في الانخفاض بصورة ملحوظة. وعندما وصل عددها إلى نحو 600 فأر، ظهرت بينهم ملامح اجتماعية جديدة: تسلسل هرمي واضح، وانعزال لبعض الأفراد، وظهرت فئة أطلق عليها "البؤساء".
بدأت الفئران الأكبر حجمًا تهاجم الأضعف منها، مما أدى إلى انهيار نفسي للذكور، بينما تخلّت بعض الإناث عن أدوارها في رعاية الصغار، بل وأصبحن يهاجمن صغار إناث أخريات بلا سبب.
ومع مرور الوقت ارتفعت نسبة وفيات الصغار إلى 100%، وانخفض معدل الإنجاب حتى وصل إلى الصفر. كما ظهرت سلوكيات غريبة مثل المثلية الجنسية، والتوحش، وأكل لحوم بعضهم البعض رغم وفرة الطعام.
وبعد عامين من بداية التجربة وُلد آخر فأر، وفي عام 1973 ماتت جميع الفئران في تلك التجربة التي عُرفت باسم "الكون 25 – Universe 25". والأغرب أن التجربة أُعيدت 25 مرة، وكانت النتيجة نفسها في كل مرة: انهيار كامل للمجتمع وانقراضه.
لقد أراد كالهيون أن يبرهن أن المجتمعات – سواء كانت فئرانًا أو بشرًا – إذا توفرت لها كل سبل الراحة بلا جهد ولا تحديات، فإنها ستسير حتمًا نحو الانهيار الداخلي.
قال تعالى:
﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ﴾ [الشورى: 27].
(منقول للفائدة )
هذه الفكرة خطرت لعالم الأحياء الأمريكي جون كالهيون، فبدأ عام 1970 بتنفيذ تجربته الشهيرة. صنع بيئة واسعة ومجهزة خصيصًا، تحتوي على طعام وماء وفيرين ومساحات للعيش، ثم وضع فيها أربع أزواج من الفئران (ذكرين وأنثتين)، لتبدأ حياتها في أجواء من الراحة الكاملة.
في البداية تكاثرت الفئران بسرعة مذهلة، وازداد عددها بشكل متواصل. لكن بعد مرور 315 يومًا تقريبًا، بدأ معدل التكاثر في الانخفاض بصورة ملحوظة. وعندما وصل عددها إلى نحو 600 فأر، ظهرت بينهم ملامح اجتماعية جديدة: تسلسل هرمي واضح، وانعزال لبعض الأفراد، وظهرت فئة أطلق عليها "البؤساء".
بدأت الفئران الأكبر حجمًا تهاجم الأضعف منها، مما أدى إلى انهيار نفسي للذكور، بينما تخلّت بعض الإناث عن أدوارها في رعاية الصغار، بل وأصبحن يهاجمن صغار إناث أخريات بلا سبب.
ومع مرور الوقت ارتفعت نسبة وفيات الصغار إلى 100%، وانخفض معدل الإنجاب حتى وصل إلى الصفر. كما ظهرت سلوكيات غريبة مثل المثلية الجنسية، والتوحش، وأكل لحوم بعضهم البعض رغم وفرة الطعام.
وبعد عامين من بداية التجربة وُلد آخر فأر، وفي عام 1973 ماتت جميع الفئران في تلك التجربة التي عُرفت باسم "الكون 25 – Universe 25". والأغرب أن التجربة أُعيدت 25 مرة، وكانت النتيجة نفسها في كل مرة: انهيار كامل للمجتمع وانقراضه.
لقد أراد كالهيون أن يبرهن أن المجتمعات – سواء كانت فئرانًا أو بشرًا – إذا توفرت لها كل سبل الراحة بلا جهد ولا تحديات، فإنها ستسير حتمًا نحو الانهيار الداخلي.
قال تعالى:
﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ﴾ [الشورى: 27].
(منقول للفائدة )
قضية الدكتورة بان والتكلفة الغارقة:
أصدر مجلس القضاء الأعلى اليوم(الخميس 21/8) توضيحًا جديدًا فيما يخصّ قضية الدكتورة بان زياد، يؤكد النتيجة التي توصلت إليها محكمة تحقيق البصرة وأجهزة التحقيق التابعة لوزارة الداخلية ومعهد الطب العدلي، مستندين إلى مجموعة كبيرة وقوية من المعطيات والحقائق، كالتقرير الفني لقسم التقنينات المعلوماتية، وتفريغ المحادثات بين الدكتورة وبين المتهم(عمر ضاحي) التي تؤكد على رغبتها بالانتحار، وكذلك نتائج تفريغ جهاز(DVR) الخاص بدار عائلة المتوفاة علاوة على البصمات الوراثية والتقرير التشريحي بفحص الدم وخصلات الشعر، زد على ذلك: شهادة والدها ووالدتها وخالها وأصدقائها وصديقاتها وإلخ.
وأمام هذه المعطيات، تراجع قسم من الناس عن قناعاته أو شكوكه فيما إذا كانت الدكتورة قد قتلت، فخضع لهذه الحقائق مسلما لنتائج التحقيق، وأن القضية لا تعدو عن كونها انتحارًا، فيما بقي قسم غير قليل من الناس حتى هذه اللحظة مقتنعين جازمين بقصة القتل، غير شاكين ولا مترددين، ويبثون ذلك في الإعلام وفي وسائل التواصل رغم كل شيء، السؤال الذي يبرز هنا: لماذا لا يتراجع هؤلاء؟. طبعًا، هنا لا أتحدث عمن وظّف القضية سياسيًا أو استثمر فيها لغايات معينة، وإنّما عن أولئك الذين يبدو منهم أنّهم مازالوا غير مقتنعين بالرواية الرسمية ولو ظاهرًا، وظلّوا مصرّين على موقفهم رغم كل الحقائق آنفًا.
الجواب ببساطة يكمن في مغالطة التكلفة الغارقة التي تعبّر عن إحدى الأخطاء الكبيرة التي نقع فيها باستمرار ونمارسها باستمرار كواحدة من آليات الدفاع عن وحدة ذواتنا وثباتها واتساقها، ومن ثمّ نسعى لإثبات صحة آرائنا السابقة التي كنا نجاهر بها وندعو إليها. وبهذا الصدد يذكر روف دوبلي في كتابه: (التفكير الواضح) مجموعة من الصور واللقطات المعبّرة عن هذا الأغلوطة:
يقول: كان الفيلم سيئًا، وبعد ساعةٍ همستُ في أُذُن زوجتي: هيا نَعُدْ إلى المنزل. فأجابت: بالطبع لا؛ فنحن لم ندفع ٣٠ يورو في تذاكر السينما لتضيع سدًى. اعترضتُ قائلًا: هذه ليست حُجة. الثلاثون يورو قد ضاعت بالفعل؛ أنتِ بهذا ستسقطين ضحيةَ مغالطة التكلفة الغارقة.
ويشير أيضًا إلى صديقه الذي تعذَّب لسنواتٍ في علاقةٍ كثيرة المشاكل، وكانت زوجته تخونه المرة تلو الأخرى، وفي كل مرةٍ يكتشف خيانتَها تعود له نادمةً وتترجَّى عفْوَه، كان الرجل يعتذر عن إنهاء علاقته بها بالقول: لقد وضعتُ طاقةً عاطفيةً كبيرةً جدًّا في هذه العلاقة، وسيكون من الخطأ التخلِّي عنها الآن.
والأكثر مأساة من ذلك، أن حرب فيتنام أُطِيلَ أمدُها تحديدًا تحت مبرِّر: «لقد ضحَّيْنا بحياة العديد من الجنود في هذه الحرب، وسيكون من الخطأ التراجع الآن، وهكذا تعبّر بعض الجمل مثل:" لقد قدتُ السيارةَ لمسافةٍ طويلة، أو لقد قطعتُ في هذا الكتاب شوطًا طويلًا أو لقد أمضيتُ عامَيْن كاملين في هذا التخصص وإلخ" تعبّر عن مغالطة التكلفة الغارقة.
أقول: ظلّ عدد كبير من الناس يرفضون رواية الانتحار، خصوصًا أولئك الذين حشّدوا لتظاهرات على هذا الأساس، وظهروا في الإعلام مروجين لقناعاتهم، وأصدروا بيانات وسجّلوا موقفًا صلبًا، وأبدوا رأيًا قاطعًا جازمًا باتجاه سيناريو القتل. يصعب على مثل هؤلاء- إذا أحسنّا بهم النية- إعلان تراجعهم والتصريح بخطأهم والتسليم للرواية التي تفند ما عكفوا على ترويجه وإذاعته لأيام وبمختلف الوسائل!
أصدر مجلس القضاء الأعلى اليوم(الخميس 21/8) توضيحًا جديدًا فيما يخصّ قضية الدكتورة بان زياد، يؤكد النتيجة التي توصلت إليها محكمة تحقيق البصرة وأجهزة التحقيق التابعة لوزارة الداخلية ومعهد الطب العدلي، مستندين إلى مجموعة كبيرة وقوية من المعطيات والحقائق، كالتقرير الفني لقسم التقنينات المعلوماتية، وتفريغ المحادثات بين الدكتورة وبين المتهم(عمر ضاحي) التي تؤكد على رغبتها بالانتحار، وكذلك نتائج تفريغ جهاز(DVR) الخاص بدار عائلة المتوفاة علاوة على البصمات الوراثية والتقرير التشريحي بفحص الدم وخصلات الشعر، زد على ذلك: شهادة والدها ووالدتها وخالها وأصدقائها وصديقاتها وإلخ.
وأمام هذه المعطيات، تراجع قسم من الناس عن قناعاته أو شكوكه فيما إذا كانت الدكتورة قد قتلت، فخضع لهذه الحقائق مسلما لنتائج التحقيق، وأن القضية لا تعدو عن كونها انتحارًا، فيما بقي قسم غير قليل من الناس حتى هذه اللحظة مقتنعين جازمين بقصة القتل، غير شاكين ولا مترددين، ويبثون ذلك في الإعلام وفي وسائل التواصل رغم كل شيء، السؤال الذي يبرز هنا: لماذا لا يتراجع هؤلاء؟. طبعًا، هنا لا أتحدث عمن وظّف القضية سياسيًا أو استثمر فيها لغايات معينة، وإنّما عن أولئك الذين يبدو منهم أنّهم مازالوا غير مقتنعين بالرواية الرسمية ولو ظاهرًا، وظلّوا مصرّين على موقفهم رغم كل الحقائق آنفًا.
الجواب ببساطة يكمن في مغالطة التكلفة الغارقة التي تعبّر عن إحدى الأخطاء الكبيرة التي نقع فيها باستمرار ونمارسها باستمرار كواحدة من آليات الدفاع عن وحدة ذواتنا وثباتها واتساقها، ومن ثمّ نسعى لإثبات صحة آرائنا السابقة التي كنا نجاهر بها وندعو إليها. وبهذا الصدد يذكر روف دوبلي في كتابه: (التفكير الواضح) مجموعة من الصور واللقطات المعبّرة عن هذا الأغلوطة:
يقول: كان الفيلم سيئًا، وبعد ساعةٍ همستُ في أُذُن زوجتي: هيا نَعُدْ إلى المنزل. فأجابت: بالطبع لا؛ فنحن لم ندفع ٣٠ يورو في تذاكر السينما لتضيع سدًى. اعترضتُ قائلًا: هذه ليست حُجة. الثلاثون يورو قد ضاعت بالفعل؛ أنتِ بهذا ستسقطين ضحيةَ مغالطة التكلفة الغارقة.
ويشير أيضًا إلى صديقه الذي تعذَّب لسنواتٍ في علاقةٍ كثيرة المشاكل، وكانت زوجته تخونه المرة تلو الأخرى، وفي كل مرةٍ يكتشف خيانتَها تعود له نادمةً وتترجَّى عفْوَه، كان الرجل يعتذر عن إنهاء علاقته بها بالقول: لقد وضعتُ طاقةً عاطفيةً كبيرةً جدًّا في هذه العلاقة، وسيكون من الخطأ التخلِّي عنها الآن.
والأكثر مأساة من ذلك، أن حرب فيتنام أُطِيلَ أمدُها تحديدًا تحت مبرِّر: «لقد ضحَّيْنا بحياة العديد من الجنود في هذه الحرب، وسيكون من الخطأ التراجع الآن، وهكذا تعبّر بعض الجمل مثل:" لقد قدتُ السيارةَ لمسافةٍ طويلة، أو لقد قطعتُ في هذا الكتاب شوطًا طويلًا أو لقد أمضيتُ عامَيْن كاملين في هذا التخصص وإلخ" تعبّر عن مغالطة التكلفة الغارقة.
أقول: ظلّ عدد كبير من الناس يرفضون رواية الانتحار، خصوصًا أولئك الذين حشّدوا لتظاهرات على هذا الأساس، وظهروا في الإعلام مروجين لقناعاتهم، وأصدروا بيانات وسجّلوا موقفًا صلبًا، وأبدوا رأيًا قاطعًا جازمًا باتجاه سيناريو القتل. يصعب على مثل هؤلاء- إذا أحسنّا بهم النية- إعلان تراجعهم والتصريح بخطأهم والتسليم للرواية التي تفند ما عكفوا على ترويجه وإذاعته لأيام وبمختلف الوسائل!
إنّ الخلائق لم يصابوا بمثله قط:
روى الكليني بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: من أُصيب بمصيبة فليذكر مصابه بالنبي(صلى الله عليه وآله)؛ فإنّه من أعظم المصائب.
وبسنده عن الإمام الباقر(عليه السلام): إن أصبْتَ بمصيبة في نفسك أو في مالك أو في ولدك؛ فاذكر مصابك برسول الله(صلى الله عليه وآله)؛ فإنّ الخلائق لم يصابوا بمثله قط.
- الكافي5-550 ط: دار الحديث.
روى الكليني بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: من أُصيب بمصيبة فليذكر مصابه بالنبي(صلى الله عليه وآله)؛ فإنّه من أعظم المصائب.
وبسنده عن الإمام الباقر(عليه السلام): إن أصبْتَ بمصيبة في نفسك أو في مالك أو في ولدك؛ فاذكر مصابك برسول الله(صلى الله عليه وآله)؛ فإنّ الخلائق لم يصابوا بمثله قط.
- الكافي5-550 ط: دار الحديث.
وصف النبي على لسان الإمام:
روى الكليني بإسناد صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام في وصف رسول الله(صلى الله عليه وآله):
انتجب لهم أحبّ أنبيائه إليه، وأكرمهم عليه: محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) في حومة العز مولده، وفي دومة الكرم محتده، غير مشوب حسبه، ولا ممزوج نسبه، ولا مجهول عند أهل العلم صفته.
بشّرت به الأنبياء في كتبها، ونطقت به العلماء بنعتها، وتأمّلته الحكماء بوصفها، مهذّب لا يُدانى، هاشمي لا يوازى، أبطحي لا يسامى.
شيمته الحياء، وطبيعته السخاء، مجبول على أوقار النبوة وأخلاقها، مطبوع على أوصاف الرسالة وأحلامها، إلى أن انتهت به أسباب مقادير الله إلى أوقاتها، وجرى بأمر الله القضاء فيه إلى نهاياتها.
أدّاه محتوم قضاء الله إلى غاياتها، تبشّر به كلّ أمة من بعدها، ويدفعه كلّ أب إلى أب، من ظهر إلى ظهر، لم يخلطه في عنصره سفاح، ولم ينجسه في ولادته نكاح، من لدن آدم إلى أبيه عبد الله، في خير فرقة، وأكرم سبط، وأمنع رهط، وأكلأ حمل، وأودع حجر.
اصطفاه الله، وارتضاه، واجتباه، وآتاه من العلم مفاتيحه، ومن الحكم ينابيعه. ابتعثه رحمة للعباد، وربيعا للبلاد، وأنزل الله إليه الكتاب، فيه البيان والتبيان( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) قد بيّنه للناس، ونهجه بعلم قد فصّله، ودين قد أوضحه، وفرائض قد أوجبها، وحدود حدها للناس وبينها، وأمور قد كشفها لخلقه وأعلنها، فيها دلالة إلى النجاة، ومعالم تدعو إلى هداه.
فبلّغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أرسل به، وصدع بما أمر، وأدّى ما حمّل من أثقال النبوة، وصبر لربه، وجاهد في سبيله، ونصح لأمته، ودعاهم إلى النجاة، وحثّهم على الذكر، ودلّهم على سبيل الهدى، بمناهج ودواع أسّس للعباد أساسها، ومنار رفع لهم أعلامها؛ كيلا يضلوا من بعده، وكان بهم رؤفًا رحيمًا.
-الكافي 2-449 ط: دار الحديث.
روى الكليني بإسناد صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام في وصف رسول الله(صلى الله عليه وآله):
انتجب لهم أحبّ أنبيائه إليه، وأكرمهم عليه: محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) في حومة العز مولده، وفي دومة الكرم محتده، غير مشوب حسبه، ولا ممزوج نسبه، ولا مجهول عند أهل العلم صفته.
بشّرت به الأنبياء في كتبها، ونطقت به العلماء بنعتها، وتأمّلته الحكماء بوصفها، مهذّب لا يُدانى، هاشمي لا يوازى، أبطحي لا يسامى.
شيمته الحياء، وطبيعته السخاء، مجبول على أوقار النبوة وأخلاقها، مطبوع على أوصاف الرسالة وأحلامها، إلى أن انتهت به أسباب مقادير الله إلى أوقاتها، وجرى بأمر الله القضاء فيه إلى نهاياتها.
أدّاه محتوم قضاء الله إلى غاياتها، تبشّر به كلّ أمة من بعدها، ويدفعه كلّ أب إلى أب، من ظهر إلى ظهر، لم يخلطه في عنصره سفاح، ولم ينجسه في ولادته نكاح، من لدن آدم إلى أبيه عبد الله، في خير فرقة، وأكرم سبط، وأمنع رهط، وأكلأ حمل، وأودع حجر.
اصطفاه الله، وارتضاه، واجتباه، وآتاه من العلم مفاتيحه، ومن الحكم ينابيعه. ابتعثه رحمة للعباد، وربيعا للبلاد، وأنزل الله إليه الكتاب، فيه البيان والتبيان( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) قد بيّنه للناس، ونهجه بعلم قد فصّله، ودين قد أوضحه، وفرائض قد أوجبها، وحدود حدها للناس وبينها، وأمور قد كشفها لخلقه وأعلنها، فيها دلالة إلى النجاة، ومعالم تدعو إلى هداه.
فبلّغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أرسل به، وصدع بما أمر، وأدّى ما حمّل من أثقال النبوة، وصبر لربه، وجاهد في سبيله، ونصح لأمته، ودعاهم إلى النجاة، وحثّهم على الذكر، ودلّهم على سبيل الهدى، بمناهج ودواع أسّس للعباد أساسها، ومنار رفع لهم أعلامها؛ كيلا يضلوا من بعده، وكان بهم رؤفًا رحيمًا.
-الكافي 2-449 ط: دار الحديث.
تعزية الله لآل محمد:
روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله بات آل محمد عليهم السلام بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم؛ لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتَرَ الأقربين والأبعدين في الله، فبينا هم كذلك، إذ أتاهم آت- لا يرونه ويسمعون كلامه- فقال:
السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إنّ في الله عزاء من كل مصيبة، ونجاة من كل هلكة، ودركا لما فات(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ).
إنّ الله اختاركم، وفضّلكم، وطهّركم، وجعلكم أهل بيت نبيه، واستودعكم علمه، وأورثكم كتابه، وجعلكم تابوت علمه، وعصا عزه، وضرب لكم مثلًا من نوره، وعصمكم من الزلل، وآمنكم من الفتن، فتعزّوا بعزاء الله؛ فإنّ الله لم ينزع منكم رحمته، ولن يزيل عنكم نعمته، فأنتم أهل الله عزّ وجلّ الذين بهم تمّت النعمة، واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة، وأنتم أولياؤه، فمن تولاكم فاز، ومن ظلم حقكم زهق. مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين.
ثمّ الله على نصركم إذا يشاء قدير، فاصبروا لعواقب الأمور، فإنها إلى الله تصير، قد قبلكم الله من نبيه وديعة، واستودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض، فمن أدّى أمانته آتاه الله صدقه، فأنتم الأمانة المستودعة، ولكم المودة الواجبة، والطاعة المفروضة.
وقد قُبِض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد أكمل لكم الدين، وبيّن لكم سبيل المخرج، فلم يترك لجاهل حجة، فمن جهل أو تجاهل، أو أنكر، أو نسي أو تناسى؛ فعلى الله حسابه، والله من وراء حوائجكم. وأستودعكم الله والسلام عليكم. فسألت أبا جعفر (عليه السلام) ممن أتاهم التعزية، فقال: من الله تبارك وتعالى.
-الكافي 2-453 ط: دار الحديث.
روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله بات آل محمد عليهم السلام بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم؛ لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتَرَ الأقربين والأبعدين في الله، فبينا هم كذلك، إذ أتاهم آت- لا يرونه ويسمعون كلامه- فقال:
السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إنّ في الله عزاء من كل مصيبة، ونجاة من كل هلكة، ودركا لما فات(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ).
إنّ الله اختاركم، وفضّلكم، وطهّركم، وجعلكم أهل بيت نبيه، واستودعكم علمه، وأورثكم كتابه، وجعلكم تابوت علمه، وعصا عزه، وضرب لكم مثلًا من نوره، وعصمكم من الزلل، وآمنكم من الفتن، فتعزّوا بعزاء الله؛ فإنّ الله لم ينزع منكم رحمته، ولن يزيل عنكم نعمته، فأنتم أهل الله عزّ وجلّ الذين بهم تمّت النعمة، واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة، وأنتم أولياؤه، فمن تولاكم فاز، ومن ظلم حقكم زهق. مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين.
ثمّ الله على نصركم إذا يشاء قدير، فاصبروا لعواقب الأمور، فإنها إلى الله تصير، قد قبلكم الله من نبيه وديعة، واستودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض، فمن أدّى أمانته آتاه الله صدقه، فأنتم الأمانة المستودعة، ولكم المودة الواجبة، والطاعة المفروضة.
وقد قُبِض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد أكمل لكم الدين، وبيّن لكم سبيل المخرج، فلم يترك لجاهل حجة، فمن جهل أو تجاهل، أو أنكر، أو نسي أو تناسى؛ فعلى الله حسابه، والله من وراء حوائجكم. وأستودعكم الله والسلام عليكم. فسألت أبا جعفر (عليه السلام) ممن أتاهم التعزية، فقال: من الله تبارك وتعالى.
-الكافي 2-453 ط: دار الحديث.
منزلة اسم (محمد) عند أهل البيت:
روى الكليني بسنده عن أبي هارون مولى آل جعدة قال: كنت جليسا لأبي عبد الله(عليه السلام) بالمدينة، ففقدني أيامًا، ثمّ إني جئت إليه، فقال لي: لم أرك منذ أيام يا أبا هارون؟ فقلت: ولد لي غلام، فقال: بارك الله فيه، فما سمّيته؟ قلت: سميته محمدًا، قال: فأقبل بخده نحو الأرض وهو يقول: "محمد محمد محمد" حتى كاد يلصق خده بالأرض، ثمّ قال: بنفسي، وبولدي، وبأهلي، وبأبَوَيَّ، وبأهل الأرض كلّهم جميعًا الفداء لرسول الله(صلى الله عليه وآله). لا تسبّه، ولا تضربه، ولا تسيء إليه. واعلم، أنّه ليس في الأرض دار فيها اسم محمد إلا وهي تُقَدَّسُ كل يوم..
- الكافي 11-421 ط: دار الحديث.
روى الكليني بسنده عن أبي هارون مولى آل جعدة قال: كنت جليسا لأبي عبد الله(عليه السلام) بالمدينة، ففقدني أيامًا، ثمّ إني جئت إليه، فقال لي: لم أرك منذ أيام يا أبا هارون؟ فقلت: ولد لي غلام، فقال: بارك الله فيه، فما سمّيته؟ قلت: سميته محمدًا، قال: فأقبل بخده نحو الأرض وهو يقول: "محمد محمد محمد" حتى كاد يلصق خده بالأرض، ثمّ قال: بنفسي، وبولدي، وبأهلي، وبأبَوَيَّ، وبأهل الأرض كلّهم جميعًا الفداء لرسول الله(صلى الله عليه وآله). لا تسبّه، ولا تضربه، ولا تسيء إليه. واعلم، أنّه ليس في الأرض دار فيها اسم محمد إلا وهي تُقَدَّسُ كل يوم..
- الكافي 11-421 ط: دار الحديث.