و يبقى الوضوء محاولة الطين الأزلية
لأن لا يصبح حجرا

- هبة حمادة


من انتهى من قراءة كتاب وضوء في محراب الحياة
ننتظر منك فائدة تكتبها لننتفع


#أدمن

اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ

من بركات هذا الدعاء أن تأخذ القرار بحذف التطبيق الذي أوتيت من قبله
فتصمم على أن تتباعد عن خطاياك قولاََ وفعلاََ

لا تتأخر ،،
قرر واستعن بالله ولا تعجز ،،

لمتابعة الدكتور أحمد خليل
على

لينكد ان
https://www.linkedin.com/in/ahmed-khalil-khair-allah?utm_source=share&utm_campaign=share_via&utm_content=profile&utm_medium=android_app

✨ لا تكن حديث الناس✨


كان إبراهيم النخعي رحمه الله أعور العين وكان تلميذه سليمان بن مهران رحمه الله أعمش العينين - يعني ضعيف البصر - رحمهما الله وقد روى عنهما ابن الجوزي رحمه الله في كتابه ( المنتظم ) :

" أنهما سارا في إحدى طرقات الكوفه يريدان الجامع،وبينما هما يسيران في الطريق قال الإمام النخعي : ياسليمان هل لك أن تأخذ طريقاً وآخذ آخر ؛ فإني أخشى إن مررنا سوياً بسفهائها، ليقولون أعور ويقود أعمش فيغتابوننا ويأثمون ..

فقال الأعمش ؛ يا أبا عمران ؛ وما عليك أن نؤجر ويأثمون، فقال إبراهيم النخعي :

يا سبحان الله ! بل نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون ! ".

كان الشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله ينصح دائما كل طالب علم قائلا له:
( لا تكن حديث الناس) ،،
ويالها من نصيحة نافعة مُلهمة لمن تحددت أهدافه وسطُع حلمه في سماء حياته يقوده ويصنعه بإذن الله
فصاحب الهدف والحُلم صنعته العمل والبذل وخدمة الناس في حياتهم لا إشغالهم
حتى أن الشيخ حفظه الله كان إذا سافر إلى العمرة وأراد أن يعتذر عن الدرس كان يقول أعتذر لسفر خارج البلاد ولا يذكر عمرة أو حجا
فكنت أسأله عن السبب فيكرر نفسه الكلمة
لا ينبغي لطالب العلم أن يكن حديث الناس .

فصنعة إشغال الناس والسلام ، كارثة من كوارث عصر مواقع التواصل الإجتماعي إلا من رحم ربي
فلو تأملنا قصة الإمامين الجليلين الأعمش والنخعي لوجدناها بلغة زماننا صانعة للترند وجاذبة لمزيد من المتابعين
والعنوان كافي
"شاهد قبل الحذف ماذا فعلت الجماهير مع أعور وأعمش في وسط طرقات الكوفة المزدحمة"
وتأمل كم اللايك والشير والسابسكريب
وكان الإمام أحمد -رحمه الله عز وجل- يقول: «وددتُ لو كنتُ في شعب من شعاب مكة»، ويقول لابنه: «وددتُ لو لم يُنْسَبْ لأبيك من ذلك شيء، ولكني ابتليت بالشهرة»، فعدها بلاءً، واعتبرها بلاءً .
و قال سفيان الثوري يقول: "إياك والشهرة؛ فما أتيت أحدًا إلا وقد نهى عن الشهرة " . وقال إبراهيم بن أدهم: "ما صدق اللهَ عبدٌ أحب الشهرة". وقال بشر بن الحارث: مَا اتَّقَى اللهَ مَنْ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ . وقال أيضا: إذا عُرفت في موضعٍ فاهرب منه، وإذا رأيت الرجل إذا اجتمعوا إليه في موضعٍ لزمه، واشتهى ذلك فهو يحب الشهرة . وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي: الخَيْرُ كُلُّهُ أَنْ تُزْوَى عَنْكَ الدُّنْيَا، وَيُمَنَّ عَلَيْكَ بِالقُنُوْعِ، وَتُصْرَفَ عَنْكَ وُجُوْهُ النَّاسِ .
عن صفوان بن عمر، قال: كان خالد بن معدان إذا عظمت حلقته (أي كثر تلاميذه في حلقة التدريس) قام فانصرف، قيل لصفوان: ولِمَّ كان يقوم؟ قال: كان يكره الشهرة  .
قال الذهبي معلقًا: ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد، فإن أعجبه كلامه فليصمت، فإن أعجبه الصمت فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه، فإنها تحب الظهور والثناء .
والسؤال هل هذه دعوة لترك الساحة لأهل الباطل وترك العمل والبذل وهجر الثغور ؟
لا والله
ولكنها دعوة لنفسي أولا بضبط البوصلة والتوازن مع تجديد النيات
والخلاصة أن الشهرة والترند يجب ألاَّ تكون هدفًا في حد ذاتِها ، بل يمكن أن تكون نتيجةً للأعمال الصَّالحة أحيانًا، فعلى مَن ابتُلِي بها الصَّبرُ والمجاهدة، ومدافعَتُها قدر الإمكان دون الإخلال بوظيفته الصالحة في الحياة، قال المروذيُّ: قال لي أحمد: قل لعبدالوهاب: أخمل ذِكْرَك؛ فإنِّي أنا قد بُلِيت بالشُّهرة .

فالتميز وصناعة الترند حتى لو كان هذا سببا في أن يأثم الناس هو مكمن الخطورة
ولكن التميز الجاد هو ما بُني على إخلاص ونية وعمل جاد وحرص لنفع الأمة والناس والمجتمع
فينشغل الناس بإنتاجه وغرسه لا بشخصه وقصصه

نفترق ويسلمون لا نجتمع ويأثمون
شعار السلف في مواجهة عبادة التريند
تعس عبد التريند
وربح عبد الواحد الأحد
والله من وراء المقصد

#دفتر_وعي

دعاءك مش هيستجاب عشان بتاكل حرام