group-telegram.com/droossreiadh/10611
Last Update:
إتقان المقال في أحوال الرجال
تأليف العلّامة الفقيه والرجالي الخبير الشيخ محمد طه نجف (قدّس سرّه) وفاته 1323 للهجرة وهو بتحقيق المحقّق الشيخ محمد جعفر الإسلامي ومراجعة مركز الشيخ الطوسي (قدّس سرّه) للدراسات والتحقيق التابع للعتبة العباسيّة المقدّسة.
بين أروقة النجف الأشرف، ووسط مكتباتها المزدحمة بالمصنّفات، يسطع نور كتاب إتقان المقال في أحوال الرجال، كتابٌ خط بقلم فقيه، وذهن الرجاليّ الخبير، ولم يكتفِ مؤلّفه بترتيب الأسماء وتسجيل الأحوال فقط، بل ارتقى بها إلى مصافّ التحقيق والتدقيق ، فجعلها على منهج ثلاثي محكم:
الثقات والحسان والضعاف، وافتتح مصنَّفه ببيان المصطلحات وتفسيرها، ليضيء طريق الباحث ويهديه إلى مفاتيح الكتاب.
المؤلِّف
هو الشيخ محمد طه نجف ( ت 1323هـ)،
من أسرة آل نجف العلمية العريقة، التي نزحت من تبريز إلى النجف، واشتهرت بالزهد والورع وخدمة العلم. وُلد في بيتٍ علميٍّ عريق، وفقد أباه صغيرًا، فتولّى تربيته خاله الشيخ جواد نجف، فكان له أبا ومعلّما، ونشأ على حبّ القرآن والعترة والتدرّج في ميدان التفقّه، حتى بزغ نجمه بين العلماء.
وفاته:
وفي يوم وفاته (13 شوال 1323هـ) تعطّلت الأسواق، وشيّعه جمع غفير من العلماء والفضلاء، ودُفن في الصحن العلوي الشريف بجوار جده وخاله وأستاذه، وكأنّه أراد أن يجاورهم في دار الخلود كما جاورهم في دار الدنيا.
أساتذته وتلامذته
تتلمذ على يد كبار أعلام الحوزة: كالشيخ الأنصاري، الشيخ محسن خنفر العفكاوي، السيد حسين آل بحر العلوم، وغيرهم ( رحمهم الله جميعاً).
وتتلمذ عليه بدورهم أعلام كبار: السيد محمد سعيد الحبوبي، السيد مهدي الحكيم، الشيخ آغا بزرك الطهراني، والشيخ حسن بن صاحب الجواهر. وهكذا امتدّ علمه جسرًا يربط بين مدرستين: مدرسة الأصول الكبرى، ومدرسة التحقيق الرجالي الدقيق.
من مصنّفاته
لم يقتصر عطاؤه على إتقان المقال، بل ترك تراثا علميّا متنوّعا، جمع بين الفقه والأصول والرجال والأدب، من أبرزها: ترجمة الشيخ حسين نجف، القصيدة العلوية وشرحها، الإنصاف في تحقيق مسائل الخلاف، الفوائد السنية، الدرر النجفيّة، وزاد المجتهدين. وهي تشهد بوفور علمه، ورسوخ قدمه في ميادين الفقاهة.
مكانته العلمية
بلغ الشيخ طه نجف (رحمه الله) مقام المرجعية بعد وفاة المجدّد السيّد الشيرازي (رحمه الله) ، فكان ملاذا للفقهاء والطلاب، وموردا للأمّة في الفتيا.
وقد عُرف بحرصه الشديد على إقامة العزاء على الحسين (عليه السلام)، فكان مجلسه مأوى ودرسه باباً للفقه.
قيمة الكتاب
يبقى إتقان المقال شاهدا على مدرسة متينة في علم الرجال، إذ جمع بين صرامة الفقيه ودقّة الرجاليّ، فأخرج مصنَّفًا يفيض بالفوائد، ويُعتمد عليه في مسالك التحقيق. إنه شاهدٌ على جيلٍ من العلماء الذين جعلوا من علم الرجال علما حيّا، لا سجلّ لأسماء في بطون الكتب.
هذا الكتاب نكات عديدة منها: ما في ج2 ص 180 في ذكر محمد ابن احمد ابن الجنيد. وذكر عنه امورا مهمه وانتهى الى بيان وجه الاعراض عن كتبه على الاطلاق هل هو مبالغة او لأجل التثبّت؟ وتعرض لذلك ووجهه.
كما تعرض لذكر جعفر الطيار (رضوان الله عليه) في ج3 ص 83 من وأنّه من أفضل رجالات الأمّة بعد الأئمّة (عليهم السلام ).
وفي ج 4 ص 429 في ذكرى محمد بن عيسى اليقطيني حيث بسط القول في حاله وتتبع الكلمات الرجالية بخصوصه.
أهميّته:
تظهر أهميّة الكتاب في كونه نتاج فقيه أدخل ذهنية الاستنباط في ميدان الرجال، فجعله كتابًا عمليًا لا مجرد تراجم في بعض الاحيان.
امتاز بمنهجٍ ثلاثي واضح (الثقات، الحسان، الضعاف) مع بيانٍ دقيق للمصطلحات، مما يسّر للباحث طريق التحقيق، وهو حلقة وصل بين تشدّد الفقه ودقّة الرجال، فصار مرجعا مساعدا بجانب الكتب الموسوعية الرجاليّة الكبرى.
وحينما صدر قال مستشار الهيأة العليا لأحياء التراث سماحة الشيخ مسلم الرضائي (دامت إفاداته): "يعد كتاب إتقان المقال من أبرز المصنّفات الرجاليّة في مجاله، وقد صدر في القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجريين اللذين يُعدّان من أبرز العصور الذهبية في تاريخ الحوزة العلمية، حيث شهدت فيهما العلوم تطوراً كبيراً جداً، وتمخضت عن تراث كبير، ولم يكن علم الرجال بمنأى عنهما، وذلك لوجود مصنّفات وموسوعات رياديّة قيمة".
طبعاته:
طُبع قديماً، وطبع مع التحقيق بطبعته ذات الأجزاء الأربعة.
رياض السيّد عبدالأمير الفاضلي
23/ صفر الخير-١٤٤٧
النجف الأشرف
لمتابعة المنشورات
https://www.group-telegram.com/us/droossreiadh.com
BY رياض الفضائل

Share with your friend now:
group-telegram.com/droossreiadh/10611