#ومضات (23)

أي رجُل في شخصيته معالم الرجولة والمُروءة هتلاقي هو مزيج من كذا حاجة، وأعلاهم: اللسان، القلب، والجسد.

كُل ما يخرج من اللسان -وباقي الأعضاء- فهو نتاج ما وَقرَ في القلب بما نسميه الأخلاق، فإن خيرًا فقلبُه به خير، وإلا فالعكس.

لكن كلامنا هنا مش عن أول جُزئين (اللسان والقلب).. بل عن الجسد.

مما لا شك فيه إن أي رجُل يُهاب من قوة جسده، سواء يستخدم القوة دي في الخير أو في الشر، كلاهما مُهاب من القوة نفسها، فالقوة هي اللي بقت مصدر هيبة الرجُل.

أنا مش هكلمك كشاب عن مدى تأثير بناء جسمك والأكل كويس على صحتك وعلى حياتك وحياة أسرتك، وبالتالي انعكاس على حياة الأُمة وقوة دينك!

ذكرت قبل كدا إن الأعداء فاهمين كويس إن قوة الإسلام تكمن في الشباب، لأنهم بيدرسوا تاريخنا بتفاصيله أكتر مننا، فمن البداية خالص الرُسل والأنبياء.. سيدنا مُوسى عليه السلام (فوكزه موسى فقضى عليه).. هو زقه بس حاجة بسيطة فالرجل وقع ومات!

تعال للصدر الأول من الإسلام لأن التاريخ سجّل كتير جدًا جدًا.. سيدنا عُمر بن الخطاب، سيدنا خالد بن الوليد.. وما أدراك القوة الجسدية لسيدنا خالد، وكان مفتول العضلات، وبمفهوم العصر كدا كأنه شاب بيلعب كمال أجسام بالظبط.. حتى سمعت قبل كدا إن حد قدّر وزن سيفه بس بحوالي 30 كيلو جرام.. وأظن واضح من الوزن مدى كبر يده وعضلاته، وسيدنا خالد والصحابة الفاتحين بالذات لم يكونوا كبار في السن، بل شباب.. وأنا لو ذكرت كل أبطال الإسلام فأنا هحتاج مُجلدات والله، كالقعقاع وعمرو بن العاص و.. الخ.

أنت كشاب عليك بناء جسمك، روح للجيم، وكل تأخير في حق جسمك هينعكس عليه تأخير في حياتك وتأخير في انبعاث الأُمة من جديد.

لو مش متاح معك تروح للجيم عشان المصاريف، فعلى الأقل قم باللعب في بيتك تمارين، وابحث عن برنامج على الموبايل اسمه home workout .. دا أشهر برنامج وأفضلهم لأنه بيحدد معك كل تمرين تعمل ايه وتعمله كم مرة وهكذا.. وما لا يُدرَك كُله لا يُترَك جُله.

التمارين هتزيد ثقتك في نفسك، وبعيدًا عن القوة الجسدية (المطلوبة دينيًا) فأنت على الأقل هتكون رجُل ذو هيبة، وأهل بيتك عمومًا قادرين يكونوا في حماية رجُل قادر يدافع عنهم وقت الخطر .. وصدقني فيه مواقف هتقابلها في يومك وفي بيتك هتحتاج فيها تشيل حاجة من مكانها وهكذا، وهتحتاج القوة عشان تنقلها، فهتنقلها ازاي؟

ابدأ من النهاردة، وكل وقت التمارين مش هياخد نص ساعة أو ساعة بالكتير، ولو هتروح للجيم فأنصحك تبدأ مع مُدرب عشان ماتندفعش ويحصل حاجة في جسمك لا قدر الله، ابدأ واستعن بالله.

وشوف قدامك جنود القسّام، ماتفتكرش إن دي قوة ايمانية فقط، بل تدريب شاق وصعب على مدار سنين عشان يوصلوا للحال دا.. وأخص بالذكر قوات النُخبة في القسام (الكوماندوز) .. واللي هم بالمُناسبة كانوا في المُقدمة مع الجنود في 7 أكتوبر، واليهود نفسهم يعتبروهم أفضل قوات حماس على الإطلاق!

قُم وابدأ.. واجعل نيّتك إنك تفيد نفسك وأُمتك، ولا تجعل نيّتك إنك تظهر شاب حلو عشان البنات تبص عليه، فهذا ليس من صفات الرجُل صاحب المروءة!

قُم ببناء جسمك عشان لو دينك احتاجك في ثغر تكون جاهز، وطبعًا مش القوة الجسدية بس اللي يتم الاختيار عليها، وفيه حاجات تانية أكيد.. ولكن هي أعظمهم خصوصًا في مواطن الجهاد مع الإيمان القوي.

ومش عاوزك تنسى إن بعد ما تبقى صاحب جسم كويس وربنا أعطاك قُوة؛ إنك تستخدم القُوة دي في الخير، وتنصر بها المظلوم على الظالم، وتكون عونًا لإخوانك في الدين.

وحضرتك كفتاة قارئة للكلام دا، فأنا أشجعك بقُوة إنك تكلمي كل محارمك في إنهم ياخدوا بالهم من الموضوع دا، ولكن بصورة كويسة عشان بعض الرجال ممكن يحسوها اهانة، اختاري الوقت المُناسب واتكلمي.. وانتقي كلامك بما لا يجرح المروءة.

والسلام.

اضغط هنا لقراءة باقي السلسلة

" ما في المقابر مِن دَفينٍ إلا وهُو مُتَألِّمٌ مِن (سَوْفَ) "

- الإمام ابنُ الجَوزيّ رحمه اللهُ.

[فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ]
عسى من نادى في ظلمات الانكسار والعجز والقهر، مثنيًا على ربه، منزَّها لجلاله، متعلِّقًا به دون غيره، مقرِّا بظلم نفسه وضعفها وقلة حيلتها وهوانها على الناس = أن ينجيه اللطيف من دياجي الغم بعدما طوّقت فؤادَه وألجمته إلجامًا!

آنسَك الله في قبرك أيُّها الصّحفيّ النّبيل أنس الشَّريف، وجمعك بين شرفاء أمَّة الإسلام من الصَّادقين العاملين الذين وفوا بما عاهدوا الله عليه، وإنَّ القلم لا يغرف من مدادٍ ليرثي مثلك، وإنَّما يأخذ من ماء القلب الجاري بين الشّرايين، فما زلت أذكر قفزاتك الخفيفة الفرِحة بين جموع النَّاس في الصّفقة الأخيرة وأنت تُسجِّل الحادثة، وتنقل تفاصيلها إلى النَّاس، وكدنا يومئذٍ نفرح بانفراج الهمّ، وتغيُّر الحال، ورجوع الأشرار هؤلاء على أعقابهم دون رجعةٍ، ثمّ تلت ذلك أيَّامٌ حالكاتٌ شديداتٌ يشيب منهنَّ الرّأس، فكنت أقرأ لك كلماتٍ يمليها عليك وجع القلب، وألم الحسرة على الخذلان، فكنتَ حقًّا الصّحفيّ المعبّر عن آلام قومه.

أنزلك الله في أعلى العليّين شهيدًا مباركًا محفوفًا بإجلال الملائكة مع زملائك المباركين.

أخوك الذي لن ينساك أبدًا/ محمَّد موسى كمارا

أما والله إن المُسلمين الصادقين لن ينسوه أبدًا، بل كان على ثغرٍ عظيم، وفضح الله به اليهود، واستعمله سُبحانه في نقل صور معاناة اخواننا وجرائم اليهود للعالمين.

والله لا تختلف عن جُندي من القسام ذهب لتفجير دبابة ميركاڤا، كان يُفجر الدبابة عسكريًا، وأنت تُفجِّر اليهود إعلاميًا.

«وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب..»

أعجب العجائب في زمننا توجيه اللوم إلى من حمل روحه على كفه وقال للعدو لا نخشاك ولا نهابك، أعددنا ما استطعنا ونحن عذابك، وقادرون على دفع الثمن.

اللوم والعار على اليهود المجرمين أولا، ثم على أوليائهم المتآمرين ثانيا، ثم على الجبناء الخاذلين ثالثا، فإن بقي لوم وعار بعد ذلك فهو علينا نحن العاجزين المتخلفين، ولم يبق للمجاهدين إلا العز والرفعة والشرف، هؤلاء عرفوا قيمة الدنيا وفضل الجهاد والشهادة، وعملوا بمقتضى العلم، فهنيئا لهم.

«لا يضرهم مَن خذلهم ولا مَن خالفهم، إلا ما أصابهم مِن لأواء..»

خذلان غزة هو العار الذي ينبغي أن يظل يطاردنا حتى نغسله بسفك دماء اليهود وهدم كيانهم النجس على أم رؤوسهم، وإزاحة كل عائق يحجزنا عن تلك الغاية.

" أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ "

هكذا سُّنّةُ اللهِ في عبادِهِ، أنّ العُقُوبَةَ إذا نَزلَتْ نَجَا منها الآمِرُون بالمَعْرُوفِ والنّاهُون عن المُنْكَر.

- الإمامُ السَعديّ رَحِمَه اللهُ.

" الظالمُ، والمُعِينُ علَى الظُلم، والمُحِبُّ له: سَواءٌ "

- مَيْمُونُ بنُ مَهران رَحِمَه اللهُ.

" مُوسَى وَكزَ رجُلًا فقَتلَه بالخطأ، وفِرْعَوْن قتلَ الآلاف عَمْدًا، ثُم يقولُ لِمُوسَى: (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ)!

الاسْتِغْفالُ وقَلْبُ الحقائقِ هو إعلامُ المُجرمِين على مرِّ التاريخ "

- الشيخ عبد العزيز الطريفي فكّ اللهُ أسْرَه.

" يَشْتَرِكُ فِي إثْمـِ الدَّمـِ الحَرامـِ مَنْ بَاشَرَهُ وأيَّدَهُ وأَعَانَ عليْهِ بإشارةٍ أو عِبارةٍ أو مَالٍ، كُلُّ أُولئِكَ يَأْخُذُونَ إثْمـَ القَاتِلِ سَواء "

- الشيخ عبد العزيز الطَّريفي فكّ اللهُ أَسْرَهُ.

عن حُذَيْفَة قال: لَيُوشِكَنَّ أنْ يُصَبَّ عليْكُم الشرُّ من السَّماءِ حتّى يَبلُغَ الفَيافِي.

قيل: وما الفَيافِي؟

قال: الأرضُ القَفْرُ (يعني الصحراء الواسعة).

وأَحْسَبُهُ فِتنةَ الإعلام، نَزَلَ حتّى لِرُعاةِ الإبل!

- الشيخ عبد العزيز الطَّريفي فكّ اللهُ أسْرَهُ.

وسائِلُ الإعلام هي الكَيانُ الأَقْوَى على وَجْهِ الأرضِ!

لَديْهُم القُدرةُ على جَعْلِ المُذْنِبِ بَريئًا وجَعْلِ الأبرياء مُذنبين؛ وهذه هي السُّلطةُ لأنّها تَتحكَّمُ في عُقُولِ الجَماهير.

- مالكوم إكس رَحِمَه اللهُ.

" لا يُمكن تحريكُ الجماهير والتأثيرُ عليها إلا بواسطة العواطِف المُتطرِّفَة، وبالتالي فإنّ الخَطِيبَ الذي يُريدُ جَذْبَها يَنْبَغِي أنْ يَسْتَعْمِلَ الشّعارات العنيفة، يَنْبَغِي أنْ يُبالِغَ في كلامِهِ ويُؤكد بشكلٍ حازمـٍ ويُكرِّرُ دُون أنْ يُحاوِلَ إثباتَ أيّ شيءٍ عن طريق المَحاجَّةِ العقلية "

- غوستاف لُوبون.

" مَنْ عَرفَ الشَّرِيعةَ وعَرفَ قنوات mbc؛ تَيقَّنَ أنّها مِن الدَّاخِلِين في قَوْلِهِ: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) "

- الشيخ عبدُ العزيز الطَّريفي فكّ اللهُ أَسْرَهُ.

" سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ "

قال سُفْيانُ الـثـَّوْريّ: نُسْبِغُ عليْهُم الـنـِّعمَ ونُنسِيهُم الشُّكرَ.

وقال الحَسَنُ: كَم مُسْتَدرَجٌ بالإحسانِ إليْه، وكَم مَفْتُونٌ بالثَّناءِ عليْه، وكم مَغْرُورٌ بالسِّترِ عليْه.

وقال أبو رَوْقٍ: أيْ كُلما أَحْدَثُوا خَطيئةً؛ جَدَّدنا لهم نِعْمةً وأَنْسَيْناهُم الاستغفارَ.

وقِيل أن رجُلاً مِن بني إسرائيلَ قال: " يا ربِّ! كم أَعصِيكَ وأنتَ لا تُعاقِبُني! "

فأَوْحَىٰ اللهُ إلى نبيِّ زمانِهِم أنْ قُلْ له:

" كَم مِن عُقُوبةٍ لي عليْك وأنتَ لا تَشْعُرُ! إنَّ جُمُودَ عينيْكَ وقَساوةَ قلبِكَ استدراجٌ مني وعُقُوبةٌ لو عَقَلْتَ "

- تفسيرُ الإمام القُرْطُبِيّ رَحِمَه اللهُ.

وَناَم لِيَحلمَ حُلمَ الخُلودِ
وَيَهنَأَ فيهِ بِأَحلى الرُؤى

لَعُمرُكَ هذا مَماتُ الرِجالِ
وَمَن رامَ مَوتاً شَريفاً فَذا

- الشاعر عبد الرحيم محمود، رحمه اللهُ.

" أكثرُ أصحاب القُبور مُعذَّبون، والفائزُ منهم قليلٌ، فظواهرُ القبور تُرابٌ، وبَواطِنُها حَسراتٌ وعَذابٌ، ظواهرُها بالتراب والحجارة المَنْقُوشَة مَبنيّات، وفي باطِنها الدَّواهِي والبَلِيَّات.

تَغْلِي بالحَسراتِ كما تَغْلِي القُدورُ بما فيها، ويحقُّ لها وقد حِيلَ بيْنها وبيْن شَهواتِها وأمانيها.

تاللهِ لقد وَعظَتْ فما تَركتْ لواعظٍ مَقالاً، ونادَتْ: يا عُمَّار الدُّنيا! لقد أَعْمَرْتُم دارًا مُوشِكة بكم زَوالاً، وخَرّبتم دارًا أنتم مُسرِعون إليها انتقالاً، عَمَّرتُم بيوتًا لغيركم مَنافعها وسُكناها، وخَرَّبتُم بُيوتًا ليْس لكم مَساكنٌ سِواها "

- ابنُ القيّم رحمه اللهُ.

" إمّا أن تتغيَّر؛ أو سيتكرَّر نفس اليوم إلىٰ الأبد "

- لقائله.

هتجري الايام بيك وتعرف ان اغلب جدلك مع الناس كان مضيعة للوقت وزهق على الفاضي ومساحات من الكلام بغير علم.


خلي علاقتك مع الناس المختلفة تقول اللي عايزه في جولة او اتنين وتقف خلاص تفرمل. وارد نعمل استثناءات بس القاعدة حفظ نفسك ووقتك.

اطالة النفس في النقاش يكون مع ناس تعرف رجاحة عقلهم وديانتهم

امر بمعروف وانهى عن منكر وانصح لكن كل ده بحكمة وتفكر