Telegram Group Search
*{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}* [الذاريات : 58]

*{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ}* أي: كثير الرزق، الذي ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها.

*{ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}* أي: الذي له القوة والقدرة كلها، الذي أوجد بها الأجرام العظيمة، السفلية والعلوية، وبها تصرف في الظواهر والبواطن، ونفذت مشيئته في جميع البريات، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يعجزه هارب، ولا يخرج عن سلطانه أحد، ومن قوته، أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم، ومن قدرته وقوته، أنه يبعث الأموات بعد ما مزقهم البلى، وعصفت بترابهم الرياح، وابتلعتهم الطيور والسباع، وتفرقوا وتمزقوا في مهامه القفار، ولجج البحار، فلا يفوته منهم أحد، ويعلم ما تنقص الأرض منهم، فسبحان القوي المتين.

📚 *تفسير السعدي رحمه الله*
الآيات من سورة الممتحنة
(٤-٦)
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
الآيات من سورة الممتحنة (٤-٦)
تابع/
#سورة_الممتحنة

📖قال تعالى:

{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}
[الممتحنة : 4]

قد كان لكم يا معشر المؤمنين { أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ  أي: قدوة صالحة وائتمام ينفعكم

{ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ }
من المؤمنين، لأنكم قد أمرتم أن تتبعوا ملة إبراهيم حنيفا

{ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ }
أي: إذ تبرأ إبراهيم عليه السلام ومن معه من المؤمنين، من قومهم المشركين ومما يعبدون من دون الله.

ثم صرحوا بعداوتهم غاية التصريح، فقالوا
{ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا }
أي: ظهر وبان.

{ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ }
أي: البغض بالقلوب، وزوال مودتها، والعداوة بالأبدان، وليس لتلك العداوة والبغضاء وقت ولا حد، بل ذلك
{ أَبَدًا }
ما دمتم مستمرين على كفركم.

{ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }
أي: فإذا آمنتم بالله وحده، زالت العداوة والبغضاء، وانقلبت مودة وولاية.

فلكم أيها المؤمنون أسوة حسنة في إبراهيم ومن معه في القيام بالإيمان والتوحيد، والقيام بلوازم ذلك ومقتضياته، وفي كل شيء تعبدوا به لله وحده.

{ إِلَّا }
في خصلة واحدة وهي

{ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ }
آزر المشرك، الكافر، المعاند، حين دعاه إلى الإيمان والتوحيد، فامتنع.

فقال إبراهيم : { لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ و } الحال أني لا { أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ }
لكني أدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا.

فليس لكم أن تقتدوا بإبراهيم في هذه الحالة التي دعا بها للمشرك، فليس لكم أن تدعوا للمشركين، وتقولوا: إنا في ذلك متبعون لملة إبراهيم، فإن الله ذكر عذر إبراهيم في ذلك بقوله: { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إن إبراهيم لأواه حليم }

ولكم أسوة حسنة في إبراهيم ومن معه، حين دعوا الله وتوكلوا عليه وأنابوا إليه، واعترفوا بالعجز والتقصير، فقالوا:
{ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا }
أي: اعتمدنا عليك في جلب ما ينفعنا ودفع ما يضرنا، ووثقنا بك يا ربنا في ذلك.

{ وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا }
أي: رجعنا إلى طاعتك ومرضاتك وجميع ما يقرب إليك، فنحن في ذلك ساعون، وبفعل الخيرات مجتهدون، ونعلم أنا إليك نصير، فسنستعد للقدوم عليك، ونعمل ما يقربنا الزلفى إليك.

📖 {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
[الممتحنة : 5]

📙{ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا } أي: لا تسلطهم علينا بذنوبنا، فيفتنونا، ويمنعونا مما يقدرون عليه من أمور الإيمان، ويفتنون أيضا بأنفسهم، فإنهم إذا رأوا لهم الغلبة، ظنوا أنهم على الحق وأنا على الباطل، فازدادوا كفرا وطغيانا.

{ وَاغْفِرْ لَنَا } ما اقترفنا من الذنوب والسيئات، وما قصرنا به من المأمورات.

{ رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ } القاهر لكل شيء، { الْحَكِيمُ } الذي يضع الأشياء مواضعها، فبعزتك وحكمتك انصرنا على أعدائنا، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح عيوبنا.

📖 {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
[الممتحنة : 6]

📙ثم كرر الحث لهم على الاقتداء بهم، فقال: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }

وليس كل أحد تسهل عليه هذه الأسوة، وإنما تسهل على من { كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ }
فإن الإيمان واحتساب الأجر والثواب، يسهل على العبد كل عسير، ويقلل لديه كل كثير، ويوجب له الإكثار من الاقتداء بعباد الله الصالحين، والأنبياء والمرسلين، فإنه يرى نفسه مفتقرا ومضطرا إلى ذلك غاية الاضطرار.

{ وَمَنْ يَتَوَلَّ }
عن طاعة الله والتأسي برسل الله، فلن يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا

{ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ }
الذي له الغنى التام من جميع الوجوه، فلا يحتاج إلى أحد من خلقه بوجه.

{ الْحَمِيدُ }
في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فإنه محمود على ذلك كله.
(السعدي رحمه الله)

#اقرأ_وارتق_ورتل
تابع/
#سورة_الممتحنة

📖 قال تعالى:
{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
[الممتحنة : 7]

📙"ثم أخبر تعالى أن هذه العداوة التي أمر بها المؤمنين للمشركين، ووصفهم بالقيام بها أنهم ما داموا على شركهم وكفرهم، وأنهم إن انتقلوا إلى الإيمان، فإن الحكم يدور مع علته، فإن المودة الإيمانية ترجع، فلا تيأسوا أيها المؤمنون، من رجوعهم إلى الإيمان.
{ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً }
سببها رجوعهم إلى الإيمان.
{ وَاللَّهُ قَدِيرٌ }
على كل شيء، ومن ذلك هداية القلوب وتقليبها من حال إلى حال.
{ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ولا يكبر عليه عيب أن يستره.

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
وفي هذه الآية إشارة وبشارة إلى إسلام بعض المشركين، الذين كانوا إذ ذاك أعداء للمؤمنين، وقد وقع ذلك، ولله الحمد والمنة.

📖{لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
[الممتحنة : 8]

📙"ولما نزلت هذه الآيات الكريمات، المهيجة على عداوة الكافرين، وقعت من المؤمنين كل موقع، وقاموا بها أتم القيام، وتأثموا من صلة بعض أقاربهم المشركين، وظنوا أن ذلك داخل فيما نهى الله عنه؛ فأخبرهم الله أن ذلك لا يدخل في المحرم فقال:
{ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }
أي: لا ينهاكم الله عن البر والصلة، والمكافأة بالمعروف، والقسط للمشركين، من أقاربكم وغيرهم، حيث كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدين والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناح أن تصلوهم، فإن صلتهم في هذه الحالة، لا محذور فيها ولا مفسدة.
كما قال تعالى عن الأبوين المشركين إذا كان ولدهما مسلما: { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }

📖 {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
[الممتحنة : 9]

📙{ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ }
أي: لأجل دينكم، عداوة لدين الله ولمن قام به.
{ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا }
أي: عاونوا غيرهم.
{ عَلَى إِخْرَاجِكُمْ }
نهاكم الله.
{ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ }
بالمودة والنصرة، بالقول والفعل، وأما بركم وإحسانكم، الذي ليس بتول للمشركين، فلم ينهكم الله عنه، بل ذلك داخل في عموم الأمر بالإحسان إلى الأقارب وغيرهم من الآدميين، وغيرهم.
{ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
وذلك الظلم يكون بحسب التولي، فإن كان توليا تاما، صار ذلك كفرا مخرجا عن دائرة الإسلام، وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ، وما هو دون ذلك." 📙
السعدي رحمه الله

#اقرأ_وارتق_ورتل
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لم يُعلم في الصحابة -رضي الله عنهم- من داوم على قراءة القرآن دائمًا فيما دون السبع، ولهذا كان الإمام أحمد -رحمه الله- يقرؤه في كل سبع.

ابن تيمية
من أكثر ما تحتاجه في هذا الزمن تعلُّم سورة {الزخرف} المُباركة،
وتدبر ما فيها من الأنباء والعلم والهدى.

(الزُخرف) هو الزينة؛
فأكثر ما يصرف الناس عن النظر في الوحي والعمل للآخرة ويجعلهم راضين بالدنيا مُطمئنين بها لا يرجون لقاء الله.

فتنتُهم ب(زُخرف) الحياة الدنيا
-جعلهم يعيشون يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، ويعيشون لخدمة الجسد بتفاصيله:
( الشكل ، الشعر، القوام، العيون،الأسنان، الحواجب، البشرة،الشفاه، العضلات، المأكولات والمشروبات والملابس والمصايف والكافيهات والأجهزة وعفش البيت والهواتف…)إلى آخره.

يُعطونها قدرًا كبيرًا في الهم والتفكير والتخطيط والسعي لنيْلها والفرح الزائد بها، والحسرة على فواتها وحسد من يملكها.

(( *وجعلوا ذلك ميزان الحكم على الأشياء وتقييمها* ))

فبه يُقيمون الأشخاص والأُسرة والمجتمعات والبُلدان بناء على العِرق والجنسية والمال والشهرة والترف واللون.

-وبهذا الميزان الفاسد استخف فرعونُ قومه بفسقهم فأطاعوه،
وبهذا الميزان لما جاء مشركي قريش الحقُ كفروا به وقالوا {لولا نُزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}.

وسبب ذلك أنهم مُتِعوا وآباؤهم زمنا طويلا فنسوا الذكر ورضوا بالدنيا وشُغلوا بأموالهم وأولادهم وجاههم وأنسابهم وعاشوا دنياهم في لعب ولهو وتكاثر في الأموال والأولاد فلما جاءهم الرسول بالحق والهدى والنور والبينات =استغنوا عنه وأعرضوا وفرحوا بما عندهم بدلا من الهدى
وصدّوا عن سبيله وصبّر بعضُهم بعضا على الكفر.

وهذا ما جاءت السورة لتبين فساده وتبين الميزان الحق عند الله
وتبين منازل الأشياء وما الذي ينبغي أن يُطلب في الحياة الدنيا.

ولو لم يكن في السورة إلا هذه الآيات لكانت كافيةً لبيان هذا الأمر العظيم الذي هو أصل الداء وبيان الدواء:
{بَلۡ مَتَّعۡتُ هَٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ وَرَسُولٞ مُّبِينٞ (29) وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ وَإِنَّا بِهِۦ كَٰفِرُونَ (30) وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ (32) وَلَوۡلَآ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ لَّجَعَلۡنَا لِمَن يَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ لِبُيُوتِهِمۡ سُقُفٗا مِّن فِضَّةٖ وَمَعَارِجَ عَلَيۡهَا يَظۡهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمۡ أَبۡوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيۡهَا يَتَّكِـُٔونَ (34) وَزُخۡرُفٗاۚ
وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ}
***
ثم أمر رسوله ((فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِيٓ أُوحِيَ إِلَيۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ (43) وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسۡـَٔلُونَ)).

ثم كان مما خُتمت به السورة بيان أن من أخلص لله وعبده فلا خوف عليه في الآخرة ولا يحزن على ما فاته من الدنيا.

وله عند ربه ما تشتهيه نفسُه خالدا فيه
يَٰعِبَادِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ (68) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ مُسۡلِمِينَ (69) ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ أَنتُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ تُحۡبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيۡهِم بِصِحَافٖ مِّن ذَهَبٖ وَأَكۡوَابٖۖ وَفِيهَا مَا تَشۡتَهِيهِ ٱلۡأَنفُسُ وَتَلَذُّ ٱلۡأَعۡيُنُۖ وَأَنتُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ (71) وَتِلۡكَ ٱلۡجَنَّةُ ٱلَّتِيٓ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (72) لَكُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ كَثِيرَةٞ مِّنۡهَا تَأۡكُلُونَ
وقال للمجرمين (( لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون)).

✒️ *الشيخ حسين عبد الرازق*
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
Photo
تابع
# *سورة_الممتحنة*

📙"ولما نزلت هذه الآيات الكريمات، المهيجة على عداوة الكافرين، وقعت من المؤمنين كل موقع، وقاموا بها أتم القيام، وتأثموا من صلة بعض أقاربهم المشركين، وظنوا أن ذلك داخل فيما نهى الله عنه.
فأخبرهم الله أن ذلك لا يدخل في المحرم فقال:

📖 {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
[الممتحنة : 8]

📙أي: لا ينهاكم الله عن البر والصلة، والمكافأة بالمعروف، والقسط للمشركين، من أقاربكم وغيرهم، حيث كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدين والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناح أن تصلوهم، فإن صلتهم في هذه الحالة، لا محذور فيها ولا مفسدة كما قال تعالى عن الأبوين المشركين إذا كان ولدهما مسلما: { وَإِنْ جاهدا٩ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }

📖 {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
[الممتحنة : 9]

📙{ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ }
أي: لأجل دينكم، عداوة لدين الله ولمن قام به.

{ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ}
أي: عاونوا غيرهم.

نهاكم الله {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ } بالمودة والنصرة، بالقول والفعل.
وأما بركم وإحسانكم، الذي ليس بتول للمشركين، فلم ينهكم الله عنه، بل ذلك داخل في عموم الأمر بالإحسان إلى الأقارب وغيرهم من الآدميين، وغيرهم.

{ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
وذلك الظلم يكون بحسب التولي، فإن كان توليا تاما، صار ذلك كفرا مخرجا عن دائرة الإسلام، وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ، وما هو دون ذلك."

(السعدي رحمه الله)

#اقرأ _وارتق_ورتل
الخلط بين مفهوم التسامح المذموم والمفهوم الشرعي لمعاملة أهل الكتاب بالقسط.
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
الخلط بين مفهوم التسامح المذموم والمفهوم الشرعي لمعاملة أهل الكتاب بالقسط.
(الإسلام سؤال وجواب)

السؤال
أخي يدرس في أول متوسط، ودرس التسامح بين الأديان، وعدم التعصب وقبول الآخر، فكيف لي أن أقنعه بخطأ هذه الأفكار بحجج تناسب مستواه الفكري نظرا لسنه الصغير؟

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

مصطلح "التسامح بين الأديان" هو من المصطلحات التي تحمل حقا وباطلا، واتخذه بعض أهل الشبهات سلّما وطريقا لخلط الحق بالباطل، حيث جعلوا الأخلاق الكريمة التي يدعو إليها الإسلام، وسيلة إلى الدعوة إلى إقرار الكافر على كفره.

وهذا الخلط مما ترفضه الفطر السليمة، حتى الأطفال يهتدون إلى بطلان هذا الخلط إذا وضّح لهم.

فكيف يقرأ المسلم آيات عدة من القرآن الكريم تدل صراحة وبوضوح على كفر كل من خالف دين الإسلام ، وأنه متوعد بالخلود في النار إذا لم يتب، كما في "سورة البيّنة" التي يقرؤها الصغار والكبار، حيث قال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) البيّنة/6 – 8.

فكيف يخرج المسلم بعد أن يتلو هذه الآيات فيلقى الكافر فيقول له : أنت والمسلم عندي سواء، أليس هذا نوعًا من الكذب والنفاق؟!

فالمسلم *مأمور أن يقول الصدق دوما* ، فهو الطريق الذي يصلح العلاقات بين الناس ويصلح أحوالهم.

وهذا الذي يدعو إلى إقرار الكافر على كفره والتسامح معه في ذلك كما أنه يكذب على الناس في هذه الدعوة، هو في الوقت ذاته يكذب على نفسه ويخادعها؛ فهو في دعوته هذه يتذرع بذريعة الرحمة والحب الإنساني، فالرحيم بالناس حقيقة، هل يرغب لهم أن يخلدوا في نار جهنم؟! *بل الرحمة الحقيقية تؤدي إلى الاجتهاد في دعوتهم إلى النجاة من النار* ، كما هو خلق الرسل عليهم السلام، حيث كانوا يشعرون بالخوف والشفقة على أقوامهم، كما في قوله تعالى:

(وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) الأحقاف/21.

*فالرحمة الحقيقة هي في إنكار كفر الكفار ودعوتهم إلى الصواب* .

قال الله تعالى واصفا نبيه صلى الله عليه وسلم:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء/107.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
" يخبر تعالى أن الله جعل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، أي: أرسله رحمة لهم كلهم، فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة، سعد في الدنيا والآخرة، ومن ردها وجحدها خسر في الدنيا والآخرة"
{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
التَّسبيحِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ أربعُ صِفاتٍ:
1️⃣ الصِّفةُ الأُولى:
أنْ يقولَ: سُبحانَ اللهِ عشْرَ مرَّاتٍ، والحمدُ للهِ عشْرَ مرَّاتٍ، واللهُ أكبَرْ عشْرَ مرَّاتٍ.

📗الدَّليلُ مِن السنَّةِ:
عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال:
«قالوا: يا رسولَ اللهِ، ذهَبَ أهلُ الدُّثورِ بالدَّرجاتِ والنَّعيمِ المُقيمِ، قال: كيف ذاكَ؟ قالوا: صلَّوْا كما صلَّيْنا، وجاهَدوا كما جاهَدْنا، وأنفَقوا مِن فُضولِ أموالِهم، وليسَتْ لنا أموالٌ، قال: أفلا أُخبِرُكم بأمرٍ تُدركونَ مَن كان قبْلَكم، وتسبِقونَ مَن جاء بعدَكم، ولا يأتي أحدٌ بمِثلِ ما جِئتُم به إلَّا مَن جاء بمِثلِه؟! تُسبِّحونَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عَشْرًا، وتحمَدونَ عَشْرًا، وتُكبِّروَن عَشْرًا» (خ م)

2️⃣ الصِّفةُ الثَّانيةُ: 
أنْ يقولَ: سُبحانَ اللهِ خَمْسًا وعشرينَ مرَّةً، والحمدُ للهِ خَمْسًا وعشرينَ مرَّةً، واللهُ أكبَرْ خَمْسًا وعشرينَ مرَّةً، ولا إلهَ إلَّا اللهُ خَمْسًا وعشرينَ مرَّةً.

📗الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن زيدِ بنِ ثابتٍ رضيَ اللهُ عنه، قال:
«أُمِرْنا أنْ نُسبِّحَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، ونحمَدَه ثلاثًا وثلاثينَ، ونكبِّرَه أربعًا وثلاثينَ، قال: فرأى رجُلٌ مِن الأنصارِ في المنامِ، فقال: أمَرَكم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ تُسبِّحوا في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وتحمَدوا اللهَ ثلاثًا وثلاثينَ، وتُكبِّروا أربعًا وثلاثين؟
قال: نَعم، قال: فاجعَلوا خمسًا وعشرينَ، واجعَلوا التَّهليلَ معهنَّ، فغدَا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحدَّثَه، فقال: افعَلوا»
(صححه الترمذي والألباني)

3️⃣الصِّفةُ الثالثةُ:
أنْ يقولَ: سُبحانَ اللهِ ثلاثًا وثلاثينَ مرَّةً، والحمدُ للهِ ثلاثًا وثلاثينَ مرَّةً، واللهُ أكبَرُ أربعًا وثلاثيَن مرَّةً.

📗الدَّليلُ مِن السنَّةِ:
عن كعبِ بنِ عُجْرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
«مُعقِّباتٌ لا يخِيبُ قائِلُهنَّ (أو فاعِلُهنَّ) دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ؛ ثلاثٌ وثلاثونَ تسبيحةً، وثلاثٌ وثلاثونَ تحميدةً، وأربعٌ وثلاثونَ تكبيرةً» (مسلم)

4️⃣الصِّفةُ الرابعةُ:
أنْ يقولَ: سُبحانَ اللهِ ثلاثًا وثلاثينَ، والحمدُ للهِ ثلاثًا وثلاثينَ، واللهُ أكبَرُ ثلاثًا وثلاثينَ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، مرَّةً تمامَ المائةِ.

📗الدَّليلُ مِن السنَّةِ:
عن أبي هريرةَ، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
«من سَبَّحَ اللهَ في دبُرِ كُلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وحَمِدَ الله ثلاثًا وثلاثينَ، وكبَّرَ اللهَ ثلاثًا وثلاثينَ، فتلك تسِعةٌ وتسعونَ، وقال تمامَ المائةِ: لا إلهَ إلَّا الله وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، غُفِرَت خطاياه وإن كانت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ»

وله الجمعُ بينها فيقولُ: سُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ واللهُ أكبَرُ، هكذا، ثلاثًا وثلاثينَ مرَّةً.

📗عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه، قال: جاء الفُقَراءُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا: ذهب أهلُ الدُّثورِ من الأموالِ بالدَّرَجاتِ العُلا، والنَّعيمِ المقيمِ؛ يُصَلُّون كما نصلِّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فَضلٌ مِن أموالٍ يحجُّونَ بها، ويعتَمِرونَ، ويجاهِدونَ، ويتصَدَّقون، قال: «ألَا أحَدِّثُكم إن أخَذْتم أدرَكْتُم مَن سبَقَكم ولم يُدرِكْكُم أحدٌ بَعدَكم، وكُنتم خيرَ مَن أنتم بين ظَهرانَيه، إلَّا مَن عَمِلَ مِثلَه: تُسَبِّحونَ وتَحمَدونَ وتكَبِّرون خَلْفَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ»
فاختَلَفْنا بيننا، فقال بعضُنا: نسبِّحُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونَحمَدُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونكَبِّرُ أربعًا وثلاثين، فرجعْتُ إليه، فقال: تقول: «سُبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، والله أكبَرُ، حتى يكونَ منهنَّ كُلِّهنَّ ثلاثًا وثلاثينَ»

العَقْدِ بالأناملِ باليد اليمنى فقط
يُسَنُّ أنْ يَعُدَّ التسبيحَ والتحميدَ والتكبيرَ بعقدِ أصابِعه. نصَّ على ذلك الحنابلةُ ،وهو قولُ النَّوويِّ ،وابنِ تيميَّة ،وابنِ القيِّم ،والشَّوكانيِّ ، وابنِ بازٍ ، وابنِ عُثَيْمين.

الأدلة مِن السُّنَّة:
1- عن يسيرةَ بنتِ ياسرٍ رضيَ اللهُ عنها - وكانت مِن المُهاجراتِ – قالت: قال لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
«يا نساءَ المؤمناتِ، عليكُنَّ بالتَّهليلِ والتَّسبيحِ والتَّقديسِ، ولا تغفُلْنَ فتنسَيْنَ الرَّحمةَ، واعقِدْنَ بالأناملِ؛ فإنَّهنَّ مسؤولاتٌ مُستَنْطَقات».

2- عن ابنِ عمرٍو رضيَ اللهُ عنهما:
«رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعقِدُ التَّسبيحَ بيمينِه».

3- عمومُ حديثِ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت:
«كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه التَّيمُّنُ في تنعُّلِه وترجُّلِه وطُهورِه، وفي شأنِه كلِّه»

(الدرر السنية)

#والذاكرين_الله_كثيرا_والذاكرات
استوقفتني في هذه الآيات
مسألة المهر
والحرص على إعطاء كل ذي حق حقه.

📌إذا أسلم الزوج وبقيت زوجته على شركها..
فوجب أن يُرَد إليه مهرها الذي دفعه لها
إما من أهلها أو من بيت مال المسلمين.

📌وإذا أسلمت زوجة الرجل المشرك وبقي هو على دينه..
يرد إليه المسلمون ما دفعه لها من مهرها.

ولذلك يأمر الله تعالى بالقسط في المعاملات؛ خصوصا المالية.

{وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
(الحجرات:9)
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
استوقفتني في هذه الآيات مسألة المهر والحرص على إعطاء كل ذي حق حقه. 📌إذا أسلم الزوج وبقيت زوجته على شركها.. فوجب أن يُرَد إليه مهرها الذي دفعه لها إما من أهلها أو من بيت مال المسلمين. 📌وإذا أسلمت زوجة الرجل المشرك وبقي هو على دينه.. يرد إليه المسلمون ما…
تابع/
#سورةالممتحنة

📖قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
[الممتحنة : 10]

📙 "لما كان صلح الحديبية، صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين، على أن من جاء منهم إلى المسلمين مسلما، أنه يرد إلى المشركين، وكان هذا لفظا عاما، مطلقا يدخل في عمومه النساء والرجال.

فأما الرجال فإن الله لم ينه رسوله عن ردهم، إلى المشركين وفاء بالشرط وتتميما للصلح الذي هو من أكبر المصالح.

وأما النساء فلما كان ردهن فيه مفاسد كثيرة، أمر الله المؤمنين إذا جاءهم المؤمنات مهاجرات، وشكوا في صدق إيمانهن، أن يمتحنوهن ويختبروهن، بما يظهر به صدقهن، من أيمان مغلظة وغيرها، فإنه يحتمل أن يكون إيمانها غير صادق؛ بل (خرجت) رغبة في زوج أو بلد أو غير ذلك من المقاصد الدنيوية.

فإن كن بهذا الوصف، تعين ردهن وفاء بالشرط، من غير حصول مفسدة.

وإن امتحنوهن، فوجدن صادقات، أو علموا ذلك منهن من غير امتحان، فلا يرجعوهن إلى الكفار.

{ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ }
فهذه مفسدة كبيرة في ردهن راعاها الشارع.

وراعى أيضا الوفاء بالشرط، بأن يعطوا الكفار أزواجهن ما أنفقوا عليهن من المهر وتوابعه عوضا عنهن

ولا جناح حينئذ على المسلمين أن ينكحوهن ولو كان لهن أزواج في دار الشرك، ولكن بشرط أن يؤتوهن أجورهن من المهر والنفقة.

وكما أن المسلمة لا تحل للكافر، فكذلك الكافرة لا تحل للمسلم أن يمسكها ما دامت على كفرها، غير أهل الكتاب.

ولهذا قال تعالى:
{ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ }

وإذا نهى عن الإمساك بعصمتها فالنهي عن ابتداء تزويجها أولى.

{ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ }
أيها المؤمنون، حين ترجع زوجاتكم مرتدات إلى الكفار، فإذا كان الكفار يأخذون من المسلمين نفقة من أسلمت من نسائهم، استحق المسلمون أن يأخذوا مقابلة ما ذهب من نسائهم إلى الكفار.

وفي هذا دليل على أن خروج البضع من الزوج متقوم، فإذا أفسد مفسد نكاح امرأة رجل، برضاع أو غيره، كان عليه ضمان المهر.

{ ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ }
أي: ذلكم الحكم الذي ذكره الله وبينه لكم يحكم به بينكم.

{ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
فيعلم تعالى، ما يصلح لكم من الأحكام، ويشرع لكم ما تقتضيه الحكمة.

📖 {وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ}
[الممتحنة : 11]

{ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ }
بأن ذهبن مرتدات

{ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا } فمن ذهبت زوجته من المسلمين إلى الكفار وفاتت عليه، لزم أن يعطيه؛ فعلى المسلمون من الغنيمة بدل ما أنفق.

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ }
فإيمانكم بالله، يقتضي منكم أن تكونوا ملازمين للتقوى على الدوام."

(السعدي رحمه الله)

#اقرأ_وارتق_ورتل
2025/10/18 09:36:39
Back to Top
HTML Embed Code: