قال أبو الفداء: وعلى الهامش عبارة الغزالي: «ليس في الإمكان أبدع مما كان». التي نقضها بعض المتعجلين ممن قصر فهمهم، ليس مقصوده منها عدم جواز ذلك من جهة العقل، وإنما المقصود منها امتناع أن تتحقق حكمة الله ومشيئته من خلق العالم بخلاف ما أراد أن يخلقه عليه، فهو أبدع ما تتحق إرادة الله منه، وليس أبدع ما يمكن وجوده مطلقًا بغض النظر عن الإرادة والحكمة، فالواجب عند قراءة كلام عالم أن يحمل ذلك الكلام على أصول هذا العالم، وليس أصول مخالفيه هذا من العدل والإنصاف الذي أمرنا به.
من تعليقه على شرح جوهرة التوحيد وذكره أيضًا في نقده لبرهان الضبط الدقيق.
قلتُ: مثال آخر على الفذلكة العلمية عند أبي الفداء، وقد كنت ذكرت أن طريقته هو النظر لما قاله ابن تيمية في المسألة وبحسب فهمه هو لكلام ابن تيمية يصدع رؤوسنا، كأن هذا هو الحق، بل ربما حكى الإجماع على ما فهمه من كلام ابن تيمية.
وأما وصفه لمن نقض جملة الغزالي بالعجلة وقصر الفهم مع أنه كثيرًا ما ينقض كلمات المتكلمين الإجمالية التي تحتمل حقًا وباطل، فلماذا الآن يشنع على من نقض الجملة؟ الفذلكة لا أكثر.
ثم يقول الواجب عند قراءة كلام عالم حمل كلامه على أصوله.
قلتُ: ليتك طبقت تلك القاعدة، فهو فسر كلام الغزالي بالحكمة والتعليل مع أن الغزالي وغيره من الأشاعرة يقولون أفعال الله لا تعلل ويفسرون الحكمة بالعلم، فكيف خرجت كلامه على أن مقصوده لا يوجد أبدع مما كان باعتبار الحكمة والمراد من خلق العالم؟! هي والله الفذلكة.
وأصل الخطأ عنده هو ما قرأه عند ابن تيمية، فوجد ابن تيمية يجعل لتلك الجملة مخرجًا صحيحا، ولكن ابن تيمية يثبت الحكمة والتعليل فجاز له ذلك، مع أنه ذكر أن الفلاسفة وصلوا إلى هذه النتيجة وهي أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان بسبب نفيهم للحكمة والتعليل، فكيف تفسر مراد الغزالي على هذا المعنى وهو منكر له؟!
وقد قال ابن تيمية عن هذه الجملة عند الغزالي: «وأما من لا يقول بحكمة ولا تعليل، ولا جود عنده ولا رحمة إلا وجود المراد فهو لا يقول بهذا، إذ هو يقول: يجوز تخصيص أحد المتماثلين دون الآخر لا لمخصص بل لمحض الإرادة، فلا يتصور عنده بخل. فهؤلاء يطعنون في كلام أبي حامد بناء على هذا الأصل». انتهى.
ثم قول أبي الفداء يشعر أن من أنكر عليه ذلك هم من غير مذهبه ولذلك ألزموه بأصول مخالفيه وليس أصوله! مع أن أكثر من تكلم فيه بسبب تلك الكلمة حتى صنفوا مصنفات في ردها عليه هم الأشاعرة أنفسهم، فهل حاكمه أهل مذهبه إلى أصول مخالفيه؟ سبحان الله!
ثم لماذا لا يظن به السوء وهو قول أهل وحدة الوجود والغزالي نسبه أكثر من عالم إلى القول بالوحدة أو الميل لها حتى من الجهمية أنفسهم، بل لا يوجد محمل لهذه الكلمة على أصوله إلا محمل كفري، فلعنه الله على قوله هذا.
من تعليقه على شرح جوهرة التوحيد وذكره أيضًا في نقده لبرهان الضبط الدقيق.
قلتُ: مثال آخر على الفذلكة العلمية عند أبي الفداء، وقد كنت ذكرت أن طريقته هو النظر لما قاله ابن تيمية في المسألة وبحسب فهمه هو لكلام ابن تيمية يصدع رؤوسنا، كأن هذا هو الحق، بل ربما حكى الإجماع على ما فهمه من كلام ابن تيمية.
وأما وصفه لمن نقض جملة الغزالي بالعجلة وقصر الفهم مع أنه كثيرًا ما ينقض كلمات المتكلمين الإجمالية التي تحتمل حقًا وباطل، فلماذا الآن يشنع على من نقض الجملة؟ الفذلكة لا أكثر.
ثم يقول الواجب عند قراءة كلام عالم حمل كلامه على أصوله.
قلتُ: ليتك طبقت تلك القاعدة، فهو فسر كلام الغزالي بالحكمة والتعليل مع أن الغزالي وغيره من الأشاعرة يقولون أفعال الله لا تعلل ويفسرون الحكمة بالعلم، فكيف خرجت كلامه على أن مقصوده لا يوجد أبدع مما كان باعتبار الحكمة والمراد من خلق العالم؟! هي والله الفذلكة.
وأصل الخطأ عنده هو ما قرأه عند ابن تيمية، فوجد ابن تيمية يجعل لتلك الجملة مخرجًا صحيحا، ولكن ابن تيمية يثبت الحكمة والتعليل فجاز له ذلك، مع أنه ذكر أن الفلاسفة وصلوا إلى هذه النتيجة وهي أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان بسبب نفيهم للحكمة والتعليل، فكيف تفسر مراد الغزالي على هذا المعنى وهو منكر له؟!
وقد قال ابن تيمية عن هذه الجملة عند الغزالي: «وأما من لا يقول بحكمة ولا تعليل، ولا جود عنده ولا رحمة إلا وجود المراد فهو لا يقول بهذا، إذ هو يقول: يجوز تخصيص أحد المتماثلين دون الآخر لا لمخصص بل لمحض الإرادة، فلا يتصور عنده بخل. فهؤلاء يطعنون في كلام أبي حامد بناء على هذا الأصل». انتهى.
ثم قول أبي الفداء يشعر أن من أنكر عليه ذلك هم من غير مذهبه ولذلك ألزموه بأصول مخالفيه وليس أصوله! مع أن أكثر من تكلم فيه بسبب تلك الكلمة حتى صنفوا مصنفات في ردها عليه هم الأشاعرة أنفسهم، فهل حاكمه أهل مذهبه إلى أصول مخالفيه؟ سبحان الله!
ثم لماذا لا يظن به السوء وهو قول أهل وحدة الوجود والغزالي نسبه أكثر من عالم إلى القول بالوحدة أو الميل لها حتى من الجهمية أنفسهم، بل لا يوجد محمل لهذه الكلمة على أصوله إلا محمل كفري، فلعنه الله على قوله هذا.
❤6
سمعت العباس قال سمعت بعض أصحابنا يقول قالت جارية الهيثم بن عدى كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي، فإذا أصبح جلس يكذب.
تاريخ ابن معين رواية الدوري.
تاريخ ابن معين رواية الدوري.
😁8
فاتني التعليق على هذا الأثر عند الخلال، وقد رأيت نفس هذا الاستدلال عند الكثيري ولعل هذا الشخص أخذه منه، فهم ينقلون هذا الأثر على أن المروذي أنكر أن يقال: «صوتي بالقرآن مخلوق». وهو لم يقل ذلك ولم يلمح حتى به.
في البداية ذكر المروذي أمرًا وهو قولهم: «لفظي بالقرآن غير مخلوق». ثم زاد عليه قولهم: «صوتي بالقرآن غير مخلوق». فرد عليه علي بن شعيب بالإنكار، وهذا محل اتفاق بين الجميع، فلا يجوز القول بأن الصوت غير مخلوق.
ثم قال علي: «قد قال لي رجل بضده». وهذا هو محل الشاهد عند المكربسة، فهم ظنوا أن عليًا قصد أن الرجل قال له: «صوتي بالقرآن مخلوق». وإنما قصده أن الرجل قال له: «لفظي بالقرآن مخلوق». ولهذا لما تعجب المروذي من أنه يلزمنا أن نقول بضد الشيء، قال: «لولا أن أحمد أنكر مثل هذه المواضع». ومعلوم أن أحمد لم يتكلم في الصوت وإنما في اللفظ، وسياق الأثر كله عن اللفظ بالقرآن وإنما ذكر الصوت بالقرآن عرضًا في الأثر.
في البداية ذكر المروذي أمرًا وهو قولهم: «لفظي بالقرآن غير مخلوق». ثم زاد عليه قولهم: «صوتي بالقرآن غير مخلوق». فرد عليه علي بن شعيب بالإنكار، وهذا محل اتفاق بين الجميع، فلا يجوز القول بأن الصوت غير مخلوق.
ثم قال علي: «قد قال لي رجل بضده». وهذا هو محل الشاهد عند المكربسة، فهم ظنوا أن عليًا قصد أن الرجل قال له: «صوتي بالقرآن مخلوق». وإنما قصده أن الرجل قال له: «لفظي بالقرآن مخلوق». ولهذا لما تعجب المروذي من أنه يلزمنا أن نقول بضد الشيء، قال: «لولا أن أحمد أنكر مثل هذه المواضع». ومعلوم أن أحمد لم يتكلم في الصوت وإنما في اللفظ، وسياق الأثر كله عن اللفظ بالقرآن وإنما ذكر الصوت بالقرآن عرضًا في الأثر.
💯5👍2
أخبرنا سعيد بن سالم عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن منبوذ بن أبي سليمان عن أمه أنها كانت عند عائشة أم المؤمنين - رضي الله تعالى عنها - فدخلت عليها مولاة لها فقالت لها: يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا، فقالت لها عائشة: «لا آجرك الله لا آجرك الله تدافعين الرجال؟ ألا كبرت ومررت».
الأم للشافعي.
الأم للشافعي.
❤10
حدثني علي بن أحمد بن عيسى الهاشمي قال: هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله فقرأت فيه: حدثني محمد بن داود النيسابوري، قال: حدثنا أبو يحيى الخفاف زكريا بن داود، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس، قال: حدثنا معاوية بن عبد الله العثماني قال:
ركب مع أبي بكر بن عياش في سفينة مرجئ ورافضي وحروري فاختلفوا فيما بينهم، فجاؤوا إلى أبي بكر بن عياش
فقالوا: احكم بيننا.
فقال: قد عرفتم خلافي لكم كلكم
قالوا: على ذلك احكم بيننا.
فقال للرافضي: في الدنيا قوم أجهل منكم؟ تزعمون أن هذا الأمر كان لصاحبكم فتركه حياته وسلمه لغيره، ثم تبغون أن تأخذوا له به بعد وفاته
ثم قال للحروري: ترعون عن قتل النساء والولدان، وتستحلون سفك دماء المسلمين؟
ثم قال للمرجئ: أنت أحمق الثلاثة؛ هذان يزعمان أنك في النار، وأنت تشهد أنهما في الجنة
📖| تاريخ بغداد 549/16
ركب مع أبي بكر بن عياش في سفينة مرجئ ورافضي وحروري فاختلفوا فيما بينهم، فجاؤوا إلى أبي بكر بن عياش
فقالوا: احكم بيننا.
فقال: قد عرفتم خلافي لكم كلكم
قالوا: على ذلك احكم بيننا.
فقال للرافضي: في الدنيا قوم أجهل منكم؟ تزعمون أن هذا الأمر كان لصاحبكم فتركه حياته وسلمه لغيره، ثم تبغون أن تأخذوا له به بعد وفاته
ثم قال للحروري: ترعون عن قتل النساء والولدان، وتستحلون سفك دماء المسلمين؟
ثم قال للمرجئ: أنت أحمق الثلاثة؛ هذان يزعمان أنك في النار، وأنت تشهد أنهما في الجنة
📖| تاريخ بغداد 549/16
😁10🫡3🔥2❤1
محمد السلمي
وزعم الجاحظ: أن مخالف ملة الإسلام إذا نظر، فعجز عن درك الحق: فهو معذور غير آثم [..] أما الذي ذهب إليه الجاحظ: فباطل يقينا، وكفر بالله - تعالى - ورد عليه وعلى رسوله ﷺ. روضة الناظر لابن قدامة.
أول واجب على المكلف عند الأشاعرة هو النظر، فإذا بلغ المرء فيلزمه أن ينظر، وحد النظر بوقت معين هو ادعاء ما لا دليل عليه، فلو قيل حد النظر ثلاثة أيام فيقال ولمَ ليس أربعة؟ وهكذا، فيلزم الأشاعرة أن يقولوا كلهم بقول العز بن عبد السلام، لأن هذا الكافر البالغ قد أتى بأول ما يجب عليه ولا مدة محددة ينتهي عنده هذا الأمر.
❤3💯2🔥1
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن داود، ثنا أبو بكر، ثنا النيسابوري، قال: قال هارون بن سعيد: «لو أن الشافعي، ناظر على هذا العمود الذي من حجارة أنه من خشب لغلب بالمناظرة لاقتداره عليها».
حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني.
حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني.
❤3🔥1
Forwarded from محمد السلمي
رأيت مقطعًا لعلي جمعة والبصيلي وغيرهم من غلاة التصوف والتجهم ممن يجوزون ذكر الله سبحانه وتعالى بما ليس بكلام عند العرب كالذكر بالاسم المفرد، ورأيت أنهم يتقرمطون في الأدلة، فيحتجون بما ليس حجة في الباب وعمدتهم قول الله تعالى: «وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلࣰا» وقوله ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله» وقول صاحب رسول بلال بن رباح عند تعذيب المشركين له: «أحد أحد».
قلتُ: أما الآية فقد فهم منها ما لو عرضت الآية على تركي طمطماني، أو رومي أعجمي، ما زاد على ما فهمه عجمة وجهلاً، فذكر اسم الله سبحانه وتعالى هو قول: «بسم الله، وسبحان الله، والحمد لله، ..» وغيرها من الكلمات المفيدة لمعنى، ومنه قول الله تعالى: «ولا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ» ومعلوم أن ذكر اسم الله هنا هو قولك: «بسم الله» وبوب ابن أبي شيبة في مصنفه باب: التسمية في الوضوء وذكر حديث رسول الله ﷺ: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» والتسمية عند الوضوء هي قول «بسم الله».
وأما الحديث فأقول: قد فضح والله هذا الرجل جهله باستدلاله بهذا الحديث، فإنه قد جاء مرة بلفظ: «حتى لا يقال في الأرض الله الله» ومرة بلفظ: «حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله» فالرواية الثانية موضحة لمعنى الأولى، وما يؤكد أنهما نفس المعنى:
[1] قول أبي عوانه في مستخرجه على صحيح مسلم: بيان أن الساعة لا تقوم ما دام في الأرض من يوحد الله: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس قال رسول الله ﷺ: «لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله» اه. فجعل لفظ: «الله الله» هو التوحيد، والتوحيد هو لا إله إلا الله.
[2] قال ابن منده في كتاب الإيمان: ذكر ما يدل على أن الإسلام يعود كما بدأ حتى لا يبقى منه شيء : عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله» اه. فجعل غياب: «الله الله» انتهاء الإسلام وهذا يؤكد أن المراد كلمة التوحيد.
[3] أورد الطبري على نفسه اعتراضا في كتاب تهذيب الآثار، مفاده أن هذا الحديث، وغيره من الأحاديث التي فيها انتهاء الإسلام في الأرض يعارض قول رسول الله ﷺ : «لن تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة على من ناوأها، حتى تقوم الساعة» ولا يستقيم هذا الاعتراض إلا على جعل المراد باللفظ كلمة التوحيد.
[4] أن هذا اللفظ جاء مرة بالرفع: «اللهُ اللهُ» ومرة بالنصب: «اللهَ اللهَ» وقال القرطبي في التذكرة: قال علماؤنا رحمة الله عليهم: قيد الله برفع الهاء ونصبها فمن رفعها فمعناه ذهاب التوحيد، ومن نصبها فمعناه انقطاع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أي لا تقوم الساعة على أحد يقول: اتق الله.
[5] جعل ابن حبان في صحيحه رواية: «الله الله» دليل على عدم تفرد عبد الرزاق برواية: «لا إله إلا الله» فهما عنده واحد.
وأما ما احتج به من قول بلال رضي الله عنه، وفيه مغالطة كبيرة وهي من جنس استدلال البصيلي بقوله تعالى: «قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون» فقد أمرنا الله أن نقول: «الله» وهي نفس مغالطة علي جمعة بعد أن ذكر قوله تعالى: «وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ» سأل أحد الحاضرين، وقال له: ما اسم ربك؟ فرد قائلاً: الله!
والمغالطة هنا تكمن في جعل المضمر المحذوف من الجملة لدلالة السياق والحال عليه، كالعدم المحض، فمثلاً لو سمعت أحدهم يقول لك: «هاتف» فعندها لن تفهم ماذا يريد بهذه الكلمة، وذلك بخلاف ما إذا كان يمسك في يده شيئا فقلت له: ماذا تحمل؟ فرد عليك قائلاً: «هاتف» فهنا اتضح المعنى وظهر قصده من قوله، وعليه فقول الله لرسوله ﷺ: «قل الله» كان في سياق الرد على سؤال قبله في نفس الآية، وإجابة الرجل علي جمعة إجابة صحيحة ولكن ليس هذا محل النزاع، وقول بلال إنما كان ردًا على من دعاه للشرك بالله، بأنه: «أحد أحد» أي الله واحد.
قال ابن سعد في الطبقات: عن أيوب عن محمد: أن بلالاً أخذه أهله فمطوه وألقوا عليه البطحاء، وجلد بقرة فجعلوا يقولون: ربك اللات والعزى، ويقول: أحد أحد.
قلتُ: أما الآية فقد فهم منها ما لو عرضت الآية على تركي طمطماني، أو رومي أعجمي، ما زاد على ما فهمه عجمة وجهلاً، فذكر اسم الله سبحانه وتعالى هو قول: «بسم الله، وسبحان الله، والحمد لله، ..» وغيرها من الكلمات المفيدة لمعنى، ومنه قول الله تعالى: «ولا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ» ومعلوم أن ذكر اسم الله هنا هو قولك: «بسم الله» وبوب ابن أبي شيبة في مصنفه باب: التسمية في الوضوء وذكر حديث رسول الله ﷺ: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» والتسمية عند الوضوء هي قول «بسم الله».
وأما الحديث فأقول: قد فضح والله هذا الرجل جهله باستدلاله بهذا الحديث، فإنه قد جاء مرة بلفظ: «حتى لا يقال في الأرض الله الله» ومرة بلفظ: «حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله» فالرواية الثانية موضحة لمعنى الأولى، وما يؤكد أنهما نفس المعنى:
[1] قول أبي عوانه في مستخرجه على صحيح مسلم: بيان أن الساعة لا تقوم ما دام في الأرض من يوحد الله: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس قال رسول الله ﷺ: «لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله» اه. فجعل لفظ: «الله الله» هو التوحيد، والتوحيد هو لا إله إلا الله.
[2] قال ابن منده في كتاب الإيمان: ذكر ما يدل على أن الإسلام يعود كما بدأ حتى لا يبقى منه شيء : عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله» اه. فجعل غياب: «الله الله» انتهاء الإسلام وهذا يؤكد أن المراد كلمة التوحيد.
[3] أورد الطبري على نفسه اعتراضا في كتاب تهذيب الآثار، مفاده أن هذا الحديث، وغيره من الأحاديث التي فيها انتهاء الإسلام في الأرض يعارض قول رسول الله ﷺ : «لن تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة على من ناوأها، حتى تقوم الساعة» ولا يستقيم هذا الاعتراض إلا على جعل المراد باللفظ كلمة التوحيد.
[4] أن هذا اللفظ جاء مرة بالرفع: «اللهُ اللهُ» ومرة بالنصب: «اللهَ اللهَ» وقال القرطبي في التذكرة: قال علماؤنا رحمة الله عليهم: قيد الله برفع الهاء ونصبها فمن رفعها فمعناه ذهاب التوحيد، ومن نصبها فمعناه انقطاع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أي لا تقوم الساعة على أحد يقول: اتق الله.
[5] جعل ابن حبان في صحيحه رواية: «الله الله» دليل على عدم تفرد عبد الرزاق برواية: «لا إله إلا الله» فهما عنده واحد.
وأما ما احتج به من قول بلال رضي الله عنه، وفيه مغالطة كبيرة وهي من جنس استدلال البصيلي بقوله تعالى: «قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون» فقد أمرنا الله أن نقول: «الله» وهي نفس مغالطة علي جمعة بعد أن ذكر قوله تعالى: «وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ» سأل أحد الحاضرين، وقال له: ما اسم ربك؟ فرد قائلاً: الله!
والمغالطة هنا تكمن في جعل المضمر المحذوف من الجملة لدلالة السياق والحال عليه، كالعدم المحض، فمثلاً لو سمعت أحدهم يقول لك: «هاتف» فعندها لن تفهم ماذا يريد بهذه الكلمة، وذلك بخلاف ما إذا كان يمسك في يده شيئا فقلت له: ماذا تحمل؟ فرد عليك قائلاً: «هاتف» فهنا اتضح المعنى وظهر قصده من قوله، وعليه فقول الله لرسوله ﷺ: «قل الله» كان في سياق الرد على سؤال قبله في نفس الآية، وإجابة الرجل علي جمعة إجابة صحيحة ولكن ليس هذا محل النزاع، وقول بلال إنما كان ردًا على من دعاه للشرك بالله، بأنه: «أحد أحد» أي الله واحد.
قال ابن سعد في الطبقات: عن أيوب عن محمد: أن بلالاً أخذه أهله فمطوه وألقوا عليه البطحاء، وجلد بقرة فجعلوا يقولون: ربك اللات والعزى، ويقول: أحد أحد.
❤3
قال محمد بن أبي حاتم: سمعت البخاري يقول: خرجت إلى آدم بن أبي إياس، فتخلفت عني نفقتي، حتى جعلت أتناول الحشيش، ولا أخبر بذلك أحدًا، فلما كان اليوم الثالث أتاني آت لم أعرفه، فناولني صرة دنانير، وقال: أنفق على نفسك.
السير للذهبي.
السير للذهبي.
💯5❤1
وروينا بالإسناد الثابت عن محمد بن سليمان بن فارس قال سمعت البخاري يقول: رأيت النبي ﷺ وكأنني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنه، فسألت بعض المعبرين. فقال لي: أنت تذب عنه الكذب. فهو الذي حملني على إخراج الجامع الصحيح.
فتح الباري لابن حجر.
فتح الباري لابن حجر.
💯3❤1
محمد السلمي
وأما ما احتج به ابن تيمية في هذا، فقال: «أنه قد ثبت: أن النبي ﷺ: لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها. وثبت عنه في صحيح البخاري عن عمر أن رجلاً كان يكثر شرب الخمر فلعنه رجل فقال النبي ﷺ لا تلعنه؛ فإنه يحب الله ورسوله. فنهى عن لعن هذا المعين وهو مدمن خمر؛ لأنه يحب الله ورسوله وقد لعن شارب الخمر على العموم». انتهى. فجعل نهي النبي ﷺ عن لعنه دليلاً على عدم دخول المعين تحت الحكم المطلق.
قلتُ: ليس في هذا الحديث حجة له، بل هو عليه ولكنه لم ينتبه لذلك، وبيان ذلك من وجهين:
أولهما: أن الصحابة لما سمعوا من النبي ﷺ لعن شارب الخمر لعنوا هذا المعين بمجرد شربه الخمر وهم عرب وأعلم بما يجوز في لغة العرب ولو كان عندهم الإطلاق لا يجامع التعيين إلا بأمر إضافي ما أقدموا على لعن ذلك المسلم المعين، فهذا يوضح أن هؤلاء العرب فهموا من الإطلاق إيقاع الحكم على المعين.
وثانيهما: أن رسول الله ﷺ لما نهى عن لعنه علل الأمر بأنه يحب الله ورسوله، وهذه حجة شرعية لاستثنائه، فذكر الدليل على استثناء هذا المعين من الحكم المطلق، ولو كان الحكم المطلق لا يقتضي نزوله على المعين لم يحتج رسول
قلتُ: ليس في هذا الحديث حجة له، بل هو عليه ولكنه لم ينتبه لذلك، وبيان ذلك من وجهين:
أولهما: أن الصحابة لما سمعوا من النبي ﷺ لعن شارب الخمر لعنوا هذا المعين بمجرد شربه الخمر وهم عرب وأعلم بما يجوز في لغة العرب ولو كان عندهم الإطلاق لا يجامع التعيين إلا بأمر إضافي ما أقدموا على لعن ذلك المسلم المعين، فهذا يوضح أن هؤلاء العرب فهموا من الإطلاق إيقاع الحكم على المعين.
وثانيهما: أن رسول الله ﷺ لما نهى عن لعنه علل الأمر بأنه يحب الله ورسوله، وهذه حجة شرعية لاستثنائه، فذكر الدليل على استثناء هذا المعين من الحكم المطلق، ولو كان الحكم المطلق لا يقتضي نزوله على المعين لم يحتج رسول
تعليقًا على مناظرة محمد بن شمس الدين وذي الفقار علي بخصوص مسألة أن رسول الله ﷺ لعن نوع شارب الخمر ولم يرض بلعن المعين.
👍2
وأما قول ذي الفقار أن شروط لعن المعين هي هي شروط التبديع والتكفير فهذا من أبطل الباطل، وأفضل رد على قوله هذا هو نفس حديث رسول الله ﷺ الذي استدل به، فإن رسول الله ﷺ قال فيه: «لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله». ومع ذلك لما ذكر الخوارج واجتهادهم في العبادة - وهم مبتدعة بالإجماع عند من لا يكفرهم - قال للصحابة: «تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم». فمثل هؤلاء يحبون الله ورسوله قطعًا، ومع ذلك لم ينفعهم ذلك في خروجهم من التبديع، بل هل يوجد مسلمًا لا يحب الله ورسوله؟! فينبغي لذي الفقار أن يسقط حكم التبديع كلية، فلا يجوز تبديع المسلم بحال حتى يثبت كفره.
❤3👍2🔥1
إذا كانت شروط التبديع هي بعينها شروط التكفير، فيلزم استحالة اختلاف معينين يقولان بنفس المقالة فيكون أحدهما مبتدعًا والآخر كافر.
لأن المقالة إما أن تكون كفرية فيلزم تكفير من تلبس بها وقامت عليه الحجة، فعندها لا وجه لتبديعه دون تكفيره، لأنه لو قيل ليس كافرًا لعدم قيام الحجة، فكيف بُدع مع عدم قيام الحجة؟ وإن قيل قامت عليه الحجة، فلماذا لم يكفُر؟ وبالمثل لو كانت المسألة بدعية ليست بكفر.
ولكن وجدنا السلف يبدعون تارة ويكفرون تارة أخرى في نفس المسألة، فقالوا في الواقفي واللفظي العالم جهمي كافر، وفي الواقفي واللفظي الجاهل مبتدع ليس بكافر، فعلم أن شروط البدعة مخالفة لشروط الكفر قطعًا.
لأن المقالة إما أن تكون كفرية فيلزم تكفير من تلبس بها وقامت عليه الحجة، فعندها لا وجه لتبديعه دون تكفيره، لأنه لو قيل ليس كافرًا لعدم قيام الحجة، فكيف بُدع مع عدم قيام الحجة؟ وإن قيل قامت عليه الحجة، فلماذا لم يكفُر؟ وبالمثل لو كانت المسألة بدعية ليست بكفر.
ولكن وجدنا السلف يبدعون تارة ويكفرون تارة أخرى في نفس المسألة، فقالوا في الواقفي واللفظي العالم جهمي كافر، وفي الواقفي واللفظي الجاهل مبتدع ليس بكافر، فعلم أن شروط البدعة مخالفة لشروط الكفر قطعًا.
👍4
فقال لها «أين الله؟» قالت: في السماء.
قال أبو جعفر: وذلك أن «أين» إنما هي حرف استفهام عن الأماكن والمحال، وإنما يُستدل على افتراق معاني هذه الحروف بافتراق الأجوبة عنها. ألا ترى أن سائلا لو سأل آخر فقال: «أين مالك»؟ لقال: «بمكان كذا»، ولو قال له: «أين أخوك»؟ لكان الجواب أن يقول: «ببلدة كذا أو بموضع كذا»، فيجيبه بالخبر عن محل ما سأله عن محله. فيعلم أن «أين» مسألة عن المحل.
تفسير الطبري.
قال أبو جعفر: وذلك أن «أين» إنما هي حرف استفهام عن الأماكن والمحال، وإنما يُستدل على افتراق معاني هذه الحروف بافتراق الأجوبة عنها. ألا ترى أن سائلا لو سأل آخر فقال: «أين مالك»؟ لقال: «بمكان كذا»، ولو قال له: «أين أخوك»؟ لكان الجواب أن يقول: «ببلدة كذا أو بموضع كذا»، فيجيبه بالخبر عن محل ما سأله عن محله. فيعلم أن «أين» مسألة عن المحل.
تفسير الطبري.
🔥4❤2
ثنا أيوب بن إسحاق، نا أبو معمر، عن عبد الوارث بن سعيد قال: سألت أبا حنيفة عن الوتر، فقال: فريضة، فقلت: فكم الفرض؟ قال: خمس صلوات. فقيل له: فما تقول في الوتر؟ قال: فريضة، فقلت: أنت لا تحسن الحساب :)
صحيح ابن خزيمة.
صحيح ابن خزيمة.
😁9💯3
أخبرنا عبد الله، قال: حدثني أبي قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن الحكم، قال: حدثني أبو حسن، أن عمرو بن مرة قال لمعاوية: يا معاوية، إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من إمام» أو قال: «وال يغلق بابه دون الحاجة، والخلة، والمسكنة، إلا أغلق الله عليه أبواب السماوات دون خلته وحاجته ومسكنته». قال: فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس.
السنة للخلال.
السنة للخلال.
👍5