Telegram Group & Telegram Channel
-حين تتصفح أحوال المنتكسين عن خيرٍ كانوا عليه، أو تتأمل نصوص الوحي الكريم ستكتشف بسهولة أنه لا داء أخطر من (الكِبْر والاعتداد بالنفس).
أكثر من رأيتهم أو سمعت عنهم حرمهم الله التوفيق في علم أو عمل أو خير كانوا عليه، أو حتى خرجوا من الدين بالكلية = يجمع بينهم داء الكبر، ورؤية النفس والاعتداد بها.

حتى أنني ربما أرى الرجل ينطق بالحق مخلوطا بنبرة استعلاء؛ فأتوجس منه وأتحاشاه، خشية أن تكون عاقبة أمره خسرا.

-ذلك أن العلم والهداية أعظم أنواع الرزق وأعلاه، لأن خيرهما يعم هذه الدار الدنيا ويتجاوزها إلى الدار الأخرى العليا.
وهذا الرزق له أسباب كغيره، من أعظمها الإخبات والإنابة والافتقار، فمن خلا من هذه الأسباب صار محلا فاسدا، وغير قابل لاستقبال الهداية و العلم النافع؛ مهما كان نصيبه من النجابة والاطلاع.

ولذا قال تعالى {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
وقال تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}
وسمى القوم المكذبين لأنبيائهم في بعض المواطن {الملأ الذين استكبروا}
وعلق دخول النار على صفة الاستكبار {فلبئس مثوى المتكبرين}
والآيات في هذا الباب كثيرة

-أعظم العدة والمتاع للسائر إلى الله عامة، ولطالب العلم خاصة، هو تزكية النفس من الكبر والإعجاب، وتحليتها بالإنابة والافتقار، ورؤية نقصها والانشغال بعيبها، والتنقيب والتتبع لآفاتها وآثامها.
والصحابي الزاهد الفقيه أبو الدرداء جعل من خصيصة الفقه وعلامته (مقت النفس في ذات الله)

-يبقى أن صعوبة مداواة الكبر أن صاحبه لا يشعر ولا يعترف به، لكن يمكن أن يكتشفه ويعرفه بالقرائن، مثل ضيق صدره بالنصح، وحبه وشهوته للجرح والقدح، واتهام من حوله له بالكبر تصريحا أوتلميحا ... إلخ.

نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا وألا يتوفنا إلا وهو راض عنا.

عمرو عفيفي
18👍2



group-telegram.com/o_alshair/1102
Create:
Last Update:

-حين تتصفح أحوال المنتكسين عن خيرٍ كانوا عليه، أو تتأمل نصوص الوحي الكريم ستكتشف بسهولة أنه لا داء أخطر من (الكِبْر والاعتداد بالنفس).
أكثر من رأيتهم أو سمعت عنهم حرمهم الله التوفيق في علم أو عمل أو خير كانوا عليه، أو حتى خرجوا من الدين بالكلية = يجمع بينهم داء الكبر، ورؤية النفس والاعتداد بها.

حتى أنني ربما أرى الرجل ينطق بالحق مخلوطا بنبرة استعلاء؛ فأتوجس منه وأتحاشاه، خشية أن تكون عاقبة أمره خسرا.

-ذلك أن العلم والهداية أعظم أنواع الرزق وأعلاه، لأن خيرهما يعم هذه الدار الدنيا ويتجاوزها إلى الدار الأخرى العليا.
وهذا الرزق له أسباب كغيره، من أعظمها الإخبات والإنابة والافتقار، فمن خلا من هذه الأسباب صار محلا فاسدا، وغير قابل لاستقبال الهداية و العلم النافع؛ مهما كان نصيبه من النجابة والاطلاع.

ولذا قال تعالى {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
وقال تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}
وسمى القوم المكذبين لأنبيائهم في بعض المواطن {الملأ الذين استكبروا}
وعلق دخول النار على صفة الاستكبار {فلبئس مثوى المتكبرين}
والآيات في هذا الباب كثيرة

-أعظم العدة والمتاع للسائر إلى الله عامة، ولطالب العلم خاصة، هو تزكية النفس من الكبر والإعجاب، وتحليتها بالإنابة والافتقار، ورؤية نقصها والانشغال بعيبها، والتنقيب والتتبع لآفاتها وآثامها.
والصحابي الزاهد الفقيه أبو الدرداء جعل من خصيصة الفقه وعلامته (مقت النفس في ذات الله)

-يبقى أن صعوبة مداواة الكبر أن صاحبه لا يشعر ولا يعترف به، لكن يمكن أن يكتشفه ويعرفه بالقرائن، مثل ضيق صدره بالنصح، وحبه وشهوته للجرح والقدح، واتهام من حوله له بالكبر تصريحا أوتلميحا ... إلخ.

نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا وألا يتوفنا إلا وهو راض عنا.

عمرو عفيفي

BY قناة عمر الشاعر


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/o_alshair/1102

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Under the Sebi Act, the regulator has the power to carry out search and seizure of books, registers, documents including electronics and digital devices from any person associated with the securities market. In a statement, the regulator said the search and seizure operation was carried out against seven individuals and one corporate entity at multiple locations in Ahmedabad and Bhavnagar in Gujarat, Neemuch in Madhya Pradesh, Delhi, and Mumbai. Friday’s performance was part of a larger shift. For the week, the Dow, S&P 500 and Nasdaq fell 2%, 2.9%, and 3.5%, respectively. Telegram users are able to send files of any type up to 2GB each and access them from any device, with no limit on cloud storage, which has made downloading files more popular on the platform. Overall, extreme levels of fear in the market seems to have morphed into something more resembling concern. For example, the Cboe Volatility Index fell from its 2022 peak of 36, which it hit Monday, to around 30 on Friday, a sign of easing tensions. Meanwhile, while the price of WTI crude oil slipped from Sunday’s multiyear high $130 of barrel to $109 a pop. Markets have been expecting heavy restrictions on Russian oil, some of which the U.S. has already imposed, and that would reduce the global supply and bring about even more burdensome inflation.
from us


Telegram قناة عمر الشاعر
FROM American