عماد الدين أديب ونديم قطيش مكتئبان ومنزعجان. لماذا؟! قد تعتقد حزنًا على الفلسطينيين الذين سحقتهم الإبادة. لا. الأمر أعمق من ذلك. اسمع بنفسك.

باب العمود قديمًا، وكان يسمى باب نابلس، وباب دمشق.

{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}

[آل عمران : الآية ١٨٧]

قال العلامة الطاهر بن عاشور بعد استيفائه لتفسيرها وبيان ما فيها:

«والاشتراء هنا مجاز في المبادلة والثمن القليل، وهو ما يأخذونه من الرشى والجوائز من أهل الأهواء والظلم من الرؤساء والعامة على تأييد المظالم والمفاسد بالتأويلات الباطلة، وتأويل كل حكم فيه ضرب على أيدي الجبابرة والظلمة بما يطلق أيديهم في ظلم الرعية من ضروب التأويلات الباطلة، وتحذيرات الذين يصدعون بتغيير المنكر.

وهذه الآية وإن كانت في أهل الكتاب إلا أن حكمها يشمل من يرتكب مثل صنيعهم من المسلمين لاتحاد جنس الحكم والعلة فيه»

"كيّ الوعي" مفهوم إسرائيلي، استخدمه الإسرائيليون في الانتفاضة الثانية التي لم تكن انتفاضة فصيل لوحده، ولا انتفاضة محور لم يكن حينها قد تشكّل أصلاً بقواه وخطاباته، فهو مفهوم إسرائيلي تجاه أعدائها أيًّا كانوا، والذي تعني به إسرائيل كي وعي أعدائها بالعنف، بحيث يُعلّم فيه هذا العنف، ويترك أثره في أعماقه، بما يحمل أعداءها على الندم على مقاومتها وتأثيم النفس وتأنيب الذات لأن أثر عنفها لا يزول من أجيال أعدائها.

عن كيّ الوعي هذا تطورت "عقيدة الضاحية" في الحرب على حزب الله في تموز/ 2006، والتي تعني التدمير الشامل للبيئة الاجتماعية لعدوّها في المعركة، ثم الإبادة على غزّة 2023 - 2025.

الإعلام العربي، الذي يتبنّى هذا المفهوم، ليس متصهينًا فحسب، ولكنه مشارك لإسرائيل في الإبادة. الفعل الإبادي لا ينحصر في الفعل المادي، ولكنه يستند لتعزيز الفعل المادي وتغطيته إلى الدعاية والإعلام والثقافة والسياسة والدين.

نحن اليوم إزاء محور إبادة. الإبادة اليوم لا تُتّهم بها إسرائيل وحدها، بل حتى من شاركها جزءًا من دعايتها. لقد انتقلت أوساط ونخب وشرائح عربية من التصهين الصريح أو الضمني، من التصهين الكلّي أو الجزئي، إلى الانغماس في الفعل الإبادي الإسرائيلي.

الاندراج في محور الإبادة لا يقتصر كذلك على الحكومات الممولة لهذا الإعلام، والمعادية في سياساتها للقوى التحررية الفلسطينية، ولا على ما يزيد على ذلك مما يرتبط بها من نخب، يل تورطت في تبني أجزاء من الخطاب الإسرائيلي شرائح اجتماعية بقطع النظر عن دوافعها، وكنّا نقول لبعض هؤلاء إنّ هذا يضع الحبّ في طاحونة تحطيم القضية الفلسطينية وتقزيم الشرّ الإسرائيلي، وإذا كنتم تعتقدون أنّ هذا لن يطالكم فسوف يطالكم يومًا ما، وتكونون ممن ساهم في تغذية إبادته بنفسه، كما أنّ محور الإبادة سيضم بالضرورة بعض من يعتقدون أنّهم أبعد الناس عن ذلك، أي هؤلاء الذين عجزوا عن التمييز بين نقد الفاعل الفلسطيني وإدانته؛ فانشغلوا بإدانته وعزله عن بقية الضحايا.

اتسع محور الإبادة؛ بنحو لا يسمح بالتجاوز عن أحد ممن ساهم في الإبادة؛ حتى هؤلاء الذين ادعوا تعاطفهم مع الضحايا، حينما عزلوا فريقًا من الضحايا عن بقية الضحايا. كلهم أعضاء في محور الإبادة.

ما زالت تأتي أخبار رحيل أطهر الشباب وأكثرهم صدقًا وإخلاصًا ممن يفيضون بالطيبة والودّ والحبّ؛ حتى إذا جاء خبرهم ظهرت تلك الطيبة غلالة من إخلاص يتغطّى به البأس الشديد.

هذه الروح كأنّها تخرج على دفعات، مع كلّ خبر دفعة، وكأنّ الأخبار تستخرجها، ليبقى هذا القلب خاويًا من حياته، تصفق عليه أبواب القحط والعدم.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

سارعت زوجتي بالتقاط هاتفي وتحدثت إلى أمي، وانهالت الدموع من عينيها، ثم جاءت تواسيني في مصابنا الأليم، مستدعية شقيقَيها ليشدّا من عضدي. ومن عمق هذا الألم وبرودة الجسد، عادت بي ذاكرتي إلى كابوس رأيته فجر الحرب على غزة. في منامي، رأيت نفسي أقف على سطح منزلي، أنظر من ثغرة أحدثها صاروخ اخترق مبنى عائلتي، دوت منها صرخة استغاثة من تحت الأنقاض. لم أدرك حينئذ أن الواقع سيكون أشد قسوة ورعبًا من ذلك الكابوس.

لمتابعة القراءة على الرابط أدناه
https://etar.info/ng4

استوطاء حائط الضعيف من علامات اللؤم والرخص، لاسيما إن كان ذلك من ضعيف مثله.

ماذا اختار القارئ الدكتور أحمد نعينع للقراءة أمام السادات بين يدي ذهابه إلى كامب ديفد؟ من لقاء سابق مع الدكتور.

يُذكَر أنّ أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصري، عين نعينع أخيرًا شيخًا لعموم المقارئ المصرية، في حين يتساءل المشتغلون بعلم القراءات إن كان جمال الصوت كافيًا لهذا المنصب.

باب العمود.. لعله في أواخر القرن التاسع عشر..

ما أكثر الذين استوطؤوا حائط الفلسطينيين، حتى وهم في غمرة الإبادة، وذروة المأساة، ولكن لا شيء مما أعطي للإنسان يبلغ قدرته على الانتصار للنفس والتأوّل لها والتعامي عن التناقضات واختراع الفروق من قبيل "نِحن غير"!

باكستان تقصف أفغانستان.
لماذا؟!
هل لأنّ ترمب يطمع بالعودة إلى قاعدة باغرام؟!
من نافلة القول إن إسلاميين يعوّلون على تحالف تركي/ باكستاني لتغيير العالم!

تصوير
Rumeysa

رحماتُ الله ورضوانه على الطاهر ابن عاشور، وليس إعراض الحمقى عن تفسيره العظيم بمُستغرَب؛ بل هذا هو الواجب في شريعة المُناسبة الروحانية والذهنية؛ وإلا فهل من الممكن للجُعل أو الخنزير أن يَستطِيب رائحة الوَرد أو تُقبل نفسُه على شمّ الياسمين!

عظمة التحرير والتنوير، لا يجهلها إلا الأدعياء ممن خفت عقولهم وقلت علومهم، فأهل العلم والعقل والعدل من السلفيين من المختصين في التفسير يعلمون منزلة هذا التفسير، كالدكتور مساعد الطيار، بقطع النظر عن الخلاف المذهبي، أو تفسير أشعرية الطاهر بن عاشور، فاختياره المذهبي عن علم ونظر، لا بحكم التعليم والبيئة.

نشرت قبل أيام من إعدادي هذه المراجعة لطبعة مؤسسة الفرقان من كشف الظنون، في أول مجلة تركية مختصة بعلوم المخطوط (Yazmabilim) وهذه المراجعة تحدثت فيها باختصار عن أهمية الكتاب وطبعاته ونسخه وظروف تأليفه ومحاولات تحقيق نصه، مع نماذج وأمثلة مختارة من طبعة مؤسسة الفرقان، وتوصيات بإعادة تحقيق الكتاب مرة أخرى .. وهذا رابطها :
https://dergipark.org.tr/tr/pub/yazmabilim/issue/94860/1793255

لِلَّهِ دَرُّ عِصابَةٍ نادَمتُهُم
يَوماً بِجِلَّقَ في الزَمانِ الأَوَّلِ

يَمشونَ في الحُلَلِ المُضاعَفِ نَسجُها
مَشيَ الجِمالِ إِلى الجِمالِ البُزَّلِ

الضارِبونَ الكَبشَ يَبرُقُ بَيضُهُ
ضَرباً يَطيحُ لَهُ بَنانُ المَفصِلِ

وَالخالِطونَ فَقيرَهُم بِغَنِيِّهِم
وَالمُنعِمونَ عَلى الضَعيفِ المُرمِلِ

يُغشَونَ حَتّى ما تَهِرُّ كِلابُهُم
لا يَسأَلونَ عَنِ السَوادِ المُقبِلِ

يَسقونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيهِمُ
بَرَدى يُصَفِّقُ بِالرَحيقِ السَلسَلِ

يُسقَونَ دِرياقَ الرَحيقِ وَلَم تَكُن
تُدعى وَلائِدُهُم لِنَقفِ الحَنظَلِ

بيضُ الوُجوهِ كَريمَةٌ أَحسابُهُم
شُمُّ الأُنوفِ مِنَ الطِرازِ الأَوَّلِ*

* حسان بن ثابت، رضي الله عنه.

"ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم"

سورة الكهف بصوت الشهيد صالح الجعفراوي

هذا الرجل، الذي أساء للشيخ محمد الطاهر بن عاشور صاحب "التحرير والتنوير"، يقول عن نفسه إنه الشارح الوحيد للمهذب لأبي إسحاق الشيرازي، ناسبًا هذا الإطراء على نفسه لأحد الشافعية المعاصرين!

ولست أدري كيف يكون أهلاً لشرح المهذب، وهو لا يدري بكتاب "المجموع شرح المهذب" للإمام النووي، وهو كتاب معروف للمثقفين العاديين وعوام طلبة العلم! وهل يُتصوّر أنّ شافعيًّا ينسى ذلك وينسب له أوّلية شرح المهذب؟!

ثمّ إنّ كتاب الإمام أبي الخير يحيى العمراني (ت 558 هـ) "البيان" قد وصلنا وهو مطبوع منذ سنوات وهو شرح للمهذب.

وممن ذكر بكونه شارح المهذب:

* أبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن المسلم، الفقيه الشافعي المصري المعروف بالعراقي، (ت 596 هـ)، شرح المهذب، في عشرة أجزاء.

* وأبو عمرو عثمان بن عيسى بن درباس بن فير بن جهم بن عبدويس الهذباني الماراني الملقب ضياء الدين (ت 602 هـ)، شرح "المهذب" في قريب من عشرين مجلدًا من أوّله حتى كتاب الشهادات وبقي ما بعد ذلك، وسماه "الاستقصاء لمذاهب الفقهاء".

* وإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن مَيْمُون، قطب الدّين الْحَضْرَمِيّ، (ت 677 هـ).

وهؤلاء الثالثة يوصف كل منهم في كتب الشافعية بـ "شارح المهذب".

هذا وأبو إسحاق الشيرازي أشعريّ، فكيف يشرح كتابه، حتى لو كان في الفقه؟! ألا يُعطّم بذلك الذين يعدهم مبتدعة؟!