group-telegram.com/sohaib_2022/367
Create:
Last Update:
Last Update:
في رثاء أنس وإخوانه
إلى جنات الخلد يا أنّوس كما كان كنت تُدعى من محبّيك..
عرفناك مذ كنت صغيراً مثابراً، تخترق حشود الجماهير حاملاً على كتفيك الكاميرا تصوّر وتوثّق، تتحرك برشاقة، وتتنقل من زاوية إلى أخرى كي يرى العالم المشهد من كافة جوانبه!
عرفناك شابا بسيطاً نقياً قريباً من الناس، فجاءت الحرب فصنعت منك أيقونة في الإعلام، فما لبثت بين عشية وضحاها أن أصبحتَ عين غزة التي تفتّحت على الآلام، فلم تغفو عن نقل الحقيقة إلا بقدر ما تشحن طاقة الكاميرا!
لقد اخترت طريقك يا أنس الشريف! فكانت عاقبة أمرك شرف الدنيا وفوز الآخرة ـ بإذن الله ـ فها هي الملايين تهتف باسمك، وترفع رايتك، وتنصر قضيتك، وأما الأخرى فهي أقصى رجاءات الشرفاء، ومنتهى آمال العظماء..!
لم تبلغ الثلاثين من عمرك، لكن! بلَغَت رسالتك الآفاق! فأي كرامة نلتها! ومن حيث أراد العدو طمس صوتك وصورتك، بلغ هديره ما بلغ الليل والنهار..
رضي الله عنك يا أنس بقدر رضا والديك عنك، وإني أحسب ـ والله أعلم ـ أن ما حظيت به من قبول هو بسبب رضاهما ودعائهما وببرّك العظيم ـ المشهورـ بهما..
نبكيك اليوم، فمرارة الفقد عظيمة في قلوبنا، لكن! لن نقول إلا ما يرضى ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون..
إلى جنات الخلد يا أنس ومحمد وإبراهيم ومحمد ومؤمن وجميع الـ.شـهـ.ـداء العظام.. فقد بلغتم الرسالة وأديتم الأمانة، فلم تقصّروا أبداً، ونحسبكم في مقام يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، مقام جـ.ـهـ.ـاد الكلمة، ونقل الحقيقة..
وأمّا قاتلكم! فقد قتل الأنبياء من قبلكم! فما أنقص قتله لكم شيئاً من أعماركم، بل من عُمُر كيانه الضعيف، حين عجز عن الحجة، قتل صاحب البيان، فذاع صيته صاحب البيان، وتقاصر عمر القاتل ودحضت حجته!
لعمر هذا ممات الرجال .. ومن رام موتاً شريفاً فذا
صهيب أبو يحيى
https://www.group-telegram.com/us/sohaib_2022.com
BY صهيب الكحلوت | غزة الأبية

Share with your friend now:
group-telegram.com/sohaib_2022/367