group-telegram.com/Shareaha2/21893
Last Update:
#الثقافة_الإسلامية._#المحاضرة_الثامنة
🔎 مفتاح الحصاد ##ح1521_12
👤 دكتور المادة #عبدالله_الهادي #جميع_المجموعات
📝 عنوان المحاضرة (معرفة الله وعده ووعيده)
🗓 بتاريخ 2025-10-05 - ١٤٤٧/٤/١٣هـ
من ص(86) الى ص(93)
🖌 اعداد عضو اللجنة العلمية #موسى_علي_ضيف_الله
بســـــم الله الرحمن الرحيــــــم
☆*الوعد والوعيد يبدأ من الدنيا وينتهي في الآخرة* :
كل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، كل إنسان يصدر منه عمل {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} آثار الأعمال، آثار عملك كإنسان كفرد، آثار عمل الأمة، آثار عمل المجتمع أي مجتمع كان، عمل الإنسان كإنسان، وعمل المجتمع كمجتمع، عمل الأمة كأمة كله مرصود، وكله له آثاره هنا في الدنيا، له عواقبه هنا في الدنيا، كما له آثاره الطيبة أو عواقبه الوخيمة في الآخرة أيضاً.
نحن نقرأ في كتاب الله الكريم: قصة أبينا آدم - أول إنسان - أكل من شجرةٍ نهاه الله عنها، فلم يسْلم مِن آثار مخالفته لنهي الله، أكل منها فشقي هو وزوجته، وأُخرجا من الجنة، ونُزعت عنهما ملابسهما، وقال الله لهما: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} أكل من شجرة نهاه الله عنها؛ فناله في الدنيا آثار مخالفته لنهي الله. عمله ذلك الذي يبدو عملاً بسيطاً، أكَل شجرةً يُقال: إنها شجرة البُر، أو شجرة العنب، أو شجرة التين؛ فشقي.
تكرَّرت هذه القصة في القرآن الكريم كثيراً، ويقال أيضاً: إنها تكرَّرت في كتب الله القديمة أيضاً؛ لأن فيها عبرة مهمة، فيها درس عظيم لنا - نحن بني آدم - أن نعرف أن كل أعمالنا هنا في الدنيا نحن ننال جزاءها، أو نموذجاً من جزائها، ومن عواقبها الوخيمة هنا في الدنيا قبل الآخرة، وهذا هو الشيء الطبيعي، وهو الشيء الصحيح
☆ *قصة أبينا آدم عليه السلام:*
الله الذي خلق الإنسان وهو يعلم أن الإنسان يخاف من العاجل أكثر مما يخاف من الآجل، ويحب العاجل أكثر مما يحب الآجل {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ} من الطبيعي: أن الله سبحانه وتعالى الذي عمل كل شيءٍ من أجل أن يدفع بهذا الإنسان إلى صراطه المستقيم، أن يجعل هنا في الدنيا وعداً ووعيداً.
إذا كان الإنسان ممن يُحب العاجلة فإن الله أيضاً يُعجِّل جزاءً طيّّباً لأعماله الصالحة هنا في الدُّنيا، إضافة إلى ما وعده به في الآخرة من النعيم والجزاء العظيم، وهو أيضاً يُنيله عقوبة أعماله هنا في الدنيا؛ ليخاف من المعصية، ليخاف من التقصير، ليخاف من التفريط، كما أنال أبانا آدم عاقبة أكله من تلك الشجرة.
أوَليست معصية تبدو بسيطة؟ تاب عليه فيما يتعلق بالإثم، فيما يتعلق بالجزاء الأخروي، لكن كان لا بد أن ينال جزاءه فيما يتعلق بالأثر لمعصيته في هذه الدنيا؛ ليفهم أبناؤه: أن كل معصية تصدر منهم سواءً من الفرد، أو معصية مجتمع، أو معصية أمة، المعاصي تختلف: هناك معاصٍ لأفراد، ومعصية مجتمع بأكمله، ومعصية أمة. ويقال: إن الحساب يوم القيامة يكون هكذا أيضاً: يُحاسَب الناسُ كأفراد، ثم يُحاسَبون كمجاميع، ويُحاسَبون كأمم {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} بقائدهم الذي كانوا يَعْتَزُون إليه في الدنيا، يا أتباع فلان، يا أصحاب فلان.
قضية مهمّة جداً: أن نعرف أنّ هناك وعداً ووعيداً في الدنيا، إضافة إلى الوعد والوعيد في الآخرة، وكما أسلفت في أثناء درس من الدروس: أن جهلنا بهذه النقطة، جهلنا بأن هُناك وعيداً على كل عملٍ نقترفُه، على كل طاعةٍ نقصِّر فيها، على كل واجبٍ نفرِّط فيه، على كل أمرٍ إلهي لا نستجيبُ له، أن هناك وعيداً.
تقصيرُنا في فهمنا لهذه القضية هو ما جعلَنا نجهل وضعيتنا التي نحن فيها؛ لنعرف أن ما نحن فيه هو عُقوبة لتفريطٍ حَدَثَ منا، لتفريطٍ حصل منا فيما يتعلق بأوامر الله سبحانه وتعالى، جَهِلْنَا هذا حتى آلَ الأمر إلى أن أصبحنا نتعبَّد الله سبحانه وتعالى بالبقاء على وضعيةٍ هي في واقعها عقوبة، والعقوبة أساساً هي للازدجار، ليرتدع الإنسان، ليخاف.
فلماذا نظل في حالةٍ هي عقوبة على تفريطنا، ثم نقول لأنفسنا: هكذا حال الدنيا، الدنيا هكذا يكون حال الناس فيها: (بلاوي) مصائب، وأهل الحق يكونون هكذا مستضعفين، مستذلين، مساكين، وهكذا؟ فنحمِّل الله المسؤولية، أو نحمِّل الدنيا المسؤولية!
الأشاعرة يقولون: هذا كله من الله هكذا؛ لأنه ملك يعمل ما يريد، طيّب، هل هذه عقوبة؟ فلنفهمْها إذا كانت من الله إذاً فهي عقوبة، أو هي ماذا؟ أو كان هذا هو حال الدنيا، هل الدنيا بطبيعتها تنتج هذه الأوضاع، أو الدنيا مرتبطة بالله؟ الله هو الذي يدبر أمورها {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ} فهل هو الذي طبع هذه الدنيا على أن تكون على هذا النحو المزعج: أن يعيش فيها أولياؤه أذلاء مستضعفين، أن يعيش فيها أولياؤه مقهورين مغلوبين على أمرهم، أن يعيش فيها الحقُّ - الذي أراد أن يحكم هو عبادَه في
BY ⚖اللجنة العلمية للمستوى الثاني عام / موازي ⚖

Share with your friend now:
group-telegram.com/Shareaha2/21893